الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد قوله باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب باب خبر خبر خبر مبتدأ محذوف تقديره هذا قلت ويجوز ان يكون مبتدأ خبره محذوف تقديره هذا وما يجوز ان تكون موصولة والعائد محذوف اي وبيان الذي يكفره من الذنوب ويجوز ان تكون مصدرية اي وتكفير الذنوب وهذا الثاني اظهر. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لما بين المصنف رحمه الله تعالى ان التوحيد هو الغاية التي خلق الخلق لاجلها واوجدوا لتحقيقها وان التوحيد هو الغاية من بعثة الرسل وانزال الكتب ولما بين كذلك من خلال ما ساقه رحمه الله تعالى من ايات ان التوحيد هو اول الاوامر والنهي عن ضده هو اول النواهي فاول ما يأمر الله سبحانه وتعالى به التوحيد واول ما ينهى عنه الشرك وكل ذلكم مما يدل على مكانة التوحيد العظيمة ومنزلته العلية لما بين ذلك عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة لبيان فضائل التوحيد لان قول الفضل التوحيد فضل مفرد مضاف والقاعدة عند اهل العلم ان المفرد اذا اضيف يفيد العموم فالمراد بفضل التوحيد اي فضائل التوحيد لان فضائل التوحيد كثيرة جدا وثماره واثاره على اهله في الدنيا والاخرة لا تعد ولا تحصى فهذه الترجمة معقودة لبيان شيء من فضائل التوحيد وقوله وما يكفر من الذنوب هذا من عطف الخاص على العم لان لان تكفير التوحيد للذنوب هذا من جملة فظائل التوحيد فان التوحيد له فضائل كثيرة جدا منها انه يكفر الذنوب تكفر ذنوب العبد بل انه اعظم ما تكفر به الذنوب واذا انتفى فلا مغفرة للعبد اذا انتفى التوحيد ومات العبد على ذلك فلا مطمع له في المغفرة ولا مطمع له في ليل الرحمة كما قال الله سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقوله وما يكفر من الذنوب يحتمل ان تكون ماء هنا كما اشار رحمه الله كما اشار الشارح رحمه الله يحتمل ان تكون مصدرية ويحتمل ان تكون موصولة تحتمل ان تكون ماء مصدرية ويحتمل ان تكون موصولة اذا كانت موصولة اي بمعنى الذي فضل التوحيد هو الذي يكفره من الذنوب او بيان الذي يكفره من الذنوب واذا كانت مصدرية يكون المعنى فضل التوحيد وتكفيره الذنوب فضل التوحيد وتكفيره الذنوب الشاهد ان هذه ترجمة عظيمة جدا عقدها المصنف رحمه الله تعالى لبيان فضائل التوحيد الكثيرة وخصوصا ما فيه من تكفير للذنوب. نعم قال رحمه الله تعالى قوله وقول الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. قال ابن جرير ان حدثني المثنى وساق بسنده عن الربيع ابن انس قال الايمان الاخلاص لله وحده قال رحمه الله تعالى وقول الله عز وجل الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون هاتان فضيلتان من فضائل التوحيد العظيمة وثماره الجليلة انه يترتب عليه الامن والاهتداء في الدنيا والاخرة فاهل الامن والاهتداء هم اهل التوحيد وقولها الذين امنوا فيوحد الله واخرصوا دينهم لله ولم يلبسوا ايمانهم اي لم يخلطوا توحيدهم بشرك لم يلبسوا اي لم يخلطوا ايمانهم اي توحيدهم واخلاصهم لله عز وجل بشرك اولئك لهم الامن وهم مهتدون فكان الامن والاهتداء ثمرة من ثمار التوحيد ونتيجة من نتائجه. نعم قال الربيع بن انس الايمان الاخلاص لله وحده هذه كلمة عظيمة جدا الايمان الاخلاص لله وحده الايمان في قوله الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اي اخلصوا دينهم لله وحدوا الله بالعبادة افردوا الله سبحانه وتعالى بالعبادة اولئك لهم الامن فالامن في الدنيا والاخرة ثمرة من ثمار التوحيد وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ولا يمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا فالامن تبديل الخوف امنا هذه من ثمار التوحيد يعبدونني لا يشركون بي شيئا. نعم قال رحمه الله تعالى وقال ابن كثير في الاية اي هؤلاء الذين اخلصوا العبادة لله وحده ولم يشركوا به شيئا هم الامنون يوم القيامة المهتدون في الدنيا والاخرة وقال زيد بن اسلم وابن اسحاق هذا من الله فصل القضاء بين ابراهيم وقومه. لان قبل هذه الاية جاء سؤال فكان الجواب عليه وفصل القضاء الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم فاي الفريقين احق بالامن قبلها فاي الفريقين احق بالامن وجواب ذلك الذي هو الفصل فصل القضاء بين ابراهيم وبين قومه في هذه المسألة اي الفريقين احق بالامن قال الله الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابن مسعود رضي الله عنه لما نزلت هذه الاية قالوا فاينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بذلكم الم تسمعوا الى قول لقمان ان الشرك لظلم عظيم وساقه البخاري بسنده فقال حدثنا عمر ابن حفص ابن غياث قال حدثنا ابي قال حدثنا الاعمش قال حدثني ابراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال لما نزلت الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قلنا يا رسول الله اينا لا يظلم نفسه قال ليس كما تقولون لم يلبسوا ايمانهم بظلم بشرك. اولم تسمعوا الى قول لقمان لابنه؟ يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. ولاحمد بنحوه عن عبد الله رضي الله عنه. لما نزلت الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم ذلك على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله فاينا لا يظلم نفسه؟ قال انه ليس الذي تعنون. الم تسمعوا ما قال العبد الصالح؟ يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. انما هو الشرك. هذا اولا يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم ويدل على عنايتهم بفهم النصوص وعظم اشفاقهم وخوفهم وعظم انتفاعهم وعد الله سبحانه وتعالى ووعيده ولما نزل قول الله جل وعلا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون وهم الحريصون رضي الله عنهم على كل خير والسلامة من كل شر لما نزلت هذه الاية شق الامر عليهم واشكل عليهم الامر لان المعاصي التي يقع فيها العبد هي من جملة الظلم هي من جملة الظلم لانه ظلم لنفسه قد قال الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه. اي بالمعاصي ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ثم بعدها بايات قال والذين كفروا لهم نار جهنم فقوله فمنهم ظالم لنفسه اي ظالم لها بالمعاصي التي دون الكفر بالمعاصي التي دون الكفر فلما نزلت الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم شق الامر على اصحاب النبي صلوات الله وسلامه عليه ورضي الله عنهم اجمعين. شق عليهم ذلك لانهم فهموا من الظلم ان المراد به ظلم النفس في المعصية والذنب ولهذا قالوا اينا لم يظلم نفسه اينا لم يظلم نفسه والنبي عليه الصلاة والسلام قال في الحديث الصحيح كل بني ادم خطاء قالوا اينا لم يظلم نفسه؟ اينا الذي لم يذنب ولم يقع في المعصية اينا لم يظلم نفسه وارتبط فالاية الامن الامن والاهتداء بعدم الظلم لم يلبس ايمانهم بظلم ففهموا ان المراد بالظلم ظلم النفس بالمعاصي والذنوب تبين عليه الصلاة والسلام لهما الامر قال ليس كما تقولون يعني ليس الامر كما فهمتم من معنى الاية ليس كما تقولون لم يلبسوا ايمانا بظلم بشرك اولم تسمعوا الى قول لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم وفي الرواية الاخرى قال انه ليس الذي تعنون انه ليس الذي تعنون. الم تسمعوا ما قال العبد الصالح يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم انما هو الشرك فقوله الذين امنوا اي وحدوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اي بشرك والنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي فسر الاية بذلك والذين ولم يلبسوا ايمانا بظلم اي بشرك اولئك لهم الامن وهم مهتدون فعلم من ذلك ان الامن والاهتداء في الدنيا والاخرة ثمرة من ثمار التوحيد ونتيجة من نتائجه. نعم قال رحمه الله تعالى وعن عمر رضي الله عنه انه فسره بالذنب فيكون المعنى الامن من كل عذاب. وقال الحسن والكلبي اولئك لهم الامن في الاخرة وهم مهتدون في الدنيا. هذا تفسير مروي عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه فسر الظلم في الاية بالذنب لو فسر الظلم في الاية بالذنب وان كان ثابتا عن عمر رظي الله عنه فيكون ذلك مبني على عدم بلوغ تفسير النبي صلى الله عليه وسلم الظلم له في الاية بانه الشرك بالله سبحانه وتعالى فقول عمر الظلم هو الذنب الظلم هو الذنب اذا اعتبر الظلم هو الذنب اذا اعتبر ان الظلم هو الذنب في هذه الاية لم يلبس ايمانهم بظلم اي بذنب فيكون الامن من كل عذاب يكون الامن فيكون المعنى الامن من كل عذاب الامن من كل عذاب بينما اذا اريد بالامن في اه اه اذا اريد بالظلم في الاية الشرك لا يكون المراد بالامن اي الامن من كل عذاب. لان ان كان عنده ذنوب ان كان عنده ذنوب عنده كبائر فلا يأمن ان يعاقب عليها اما اذا لم يلبس ايمانه بظلم اي بذنب على تفسير عمر رضي الله عنهما فالامن هنا من كل عذاب بمعنى انه من لم يلبس ايمانه بذنب اي معصية دخل الجنة بدون حساب ولا عذاب وسيأتي عندنا ترجمة من حقق التوحيد دخل الجنة بدون حساب ولا عذاب لكن الذي لم يلبس ايمانهم بظلم اي بشرك ووقع في كبائر هل له بتوحيده الامن من كل عذاب هل له بتوحيده؟ الامن من كل عذاب؟ الجواب لا له امن من الخلود في النار ان دخلها له امن من الخلود في النار ان دخلها بسبب ذنوبه لكن ذنوبه تجعله عرظة العقوبة عرظة للعذاب الا ان تاب منها او كانت ثمة حسنات تمعوها او مصائب تكفرها او نحو ذلك والا هو عرظة للعذاب اذا تفسير عمر تفسير عمر الذي يروى عنه في معنى الاية يفيدنا فائدة مهمة في في في فهم النص الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم الذين لم يلبسوا ايمانهم بظلم اما انهم لم يلبسوه بشرك ووقعوا في شيء من الكبائر فلهم الامن من العذاب لهم الامن من العذاب وليس الامن من كل عذاب وانما امن من الخلود في النار واما اذا لبس ايمانه بظلم اي بذنب اه اما اذا لم يلبس ايمانه بظلم اي بذنب فله الامن من كل عذاب ولهذا يمكن ان يقسم الناس في ضوء هذا الفهم للاية من حيث حصول الامن وعدمه الى اقسام ثلاثة الى اقسام ثلاثة القسم الاول اهل الايمان المطلق اي التام الكامل الذي لم يلبسه اهله لا بشرك ولا بذنب فهؤلاء لهم الامن المطلق اي الامن التام الكامل القسم الثاني اهل مطلق الايمان القسم الثاني اهل مطلق الايمان عندهم ايمان لكنهم لبسوه بمعاصي دون الشرك ودون الكفر بالله سبحانه فاهل مطلق الايمان لهم مطلق الامن ومن لا ايمان له لا امن له هذا القسم الثالث ومل ايمان له لا امن له. نعم قال رحمه الله تعالى قال شيخ الاسلام والذي شق عليهم انهم ظنوا ان الظلم المشروط عدمه هو ظلم العبد نفسه وانه لا امن ولا اهتداء الا لمن لم يظلم نفسه. فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم ما دلهم على ان الشرك ظلم في كتاب الله فلا يحصل الامن والاهتداء الا لمن لم يلبس ايمانه بهذا الظلم. فان من لم يلبس ايمانه بهذا الظلم كان من اهل الامن والاهتداء كما كان من اهل الاصطفاء في قوله ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير. فمنهم ظالم لنفسه اي بالمعصية دون الكفر ظالم لنفسه اي بالمعصية دون الكفر ومما يدل على ذلك ان السياق في هذا الموضع لما بين اهل الاصطفاء باقسامهم الثلاثة فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات اتبع ذلك جل وعلا بقوله والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموت ولا يخفف عنهم من عذابها. كذلك نجزي كل كفور وهم يسترخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير المراد بقوله فما للظالمين اي المشركين الكافرين المراد بالظلم هنا ظلم الشرك والكفر. يختلف عن قوله فمنهم ظالم لنفسه ذاك ظالم لها بالمعصية دون الكفر والشرك. وهنا فما للظالمين اي المشركين الكافرين بالله فما للظالمين من نصير ليس لهم من معين ينصرهم وينقذهم من عذاب الله تبارك وتعالى يوم القيامة نعم قال رحمه الله تعالى وهذا لا ينفي ان يؤاخذ احدهم بظلمه لنفسه بذنب اذا لم يتب كما قال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. انتبه لهذه الفائدة الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن لا يمنع انه يؤاخذ بذنبه اذا كان عنده ذنوب لا يمنع ذلك ان يؤاخذ بذنبه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يراه. نعم قال رحمه الله تعالى وقد سأل ابو بكر الصديق رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اينا لم يعمل سوءا فقال يا ابا بكر الست تنصب؟ الست تحزن؟ اليس يصيبك الالب الاواء اليس يصيبك اللأواء فذلك ما تجزون به؟ اللأوى يعني الشدائد. والكربات والالام والاحزان نعم تبين ان المؤمن الذي اذا مات دخل الجنة قد يجزى بسيئاته في الدنيا بالمصائب فمن سلم من اجناس الظلم الثلاثة الشرك وظلم العباد وظلمه لنفسه بما دون الشرك كان له الامن التام والاهتداء التام ومن لم يسلم من ظلمه لنفسه كان له الامن والاهتداء المطلق بمعنى انه لابد ان يدخل الجنة كما وعد بذلك في الاية الاخرى وقد هداه الله الى الصراط المستقيم الذي تكون عاقبته فيه الى الجنة. ويحصل له ويحصل له من نقص الامن والاهتداء بحسب ما نقص من ايمانه بظلمه لنفسه. قوله كما وعد بذلك في الاية الاخرى موعد بذلك في الاية الاخرى اي قوله جل وعلا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها من هم الواو تعود على الثلاثة كلهم الواو في قوله يدخل نهى تعود على الثلاثة كلهم الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات كلهم يدخلون الجنة لكن السابق بالخيرات والمقتصد دخولهما للجنة دخولا اوليا دخولهما للجنة دخولا اوليا اي بدون حساب ولا عذاب وستأتي ترجمة في هؤلاء من حقق التوحيد دخل الجنة بدون حساب ولا عذاب اما من ظلم نفسه بالمعصية دون الكفر والشرك بالله فان مآله الى الجنة لكن لا يلزم ان يكون دخوله لها دخولا اوليا يمر قبل قد يمر قبل دخوله لها بمرحلة تطهير يدخل النار دخولا ليس كدخول الكافر. الكافر يدخل النار دخول تأبيد وتخليد. لان ذنب الشرك لا تطهره النار لان ذنب الشرك لا تطهره النار فيبقى فيها ابد الاباد. اما اذا كان عنده معاصي دون الكفر بالله سبحانه وتعالى فانه يدخل ليطهر من معاصيه ويطيب ويمحص فاذا طاب دخل الجنة طبتم فادخلوها لا يدخلها الا اهل الطيب المحض فمن كان معه شيء من الخبث طهر في النار حتى يطهر ثم من بعد ذلك يكون دخوله فالجنة فقوله كما وعد بذلك في الاية الاخرى اي في قوله جل وعلا جنات عدن يدخلونها فانها شملت الظالم لنفسه وقوله فمن سلم من اجناس الظلم الثلاثة هذا ورد فيه حديث من عن عائشة رضي الله عنها يرفع الى النبي عليه الصلاة والسلام وحسنه بعض اهل العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال دواوين الظلم يوم القيامة ثلاثة ديوان لا يغفره الله وديوان لا يتركه الله وديوان لا يعبأ الله به اما الديوان الذي لا يغفره الله فهو الشرك كما قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء واما الديوان الذي لا يتركه الله ديوان الذي لا يتركه الله ظلم العباد بعضهم لبعض حتى يقتص للمظلوم من ظالمه وفي الحديث لتؤدن الحقوق يوم القيامة واما الديوان الذي لا يعبأ الله به فهو ما دون ذلك من الذنوب ما دون الشرك وما دون ظلم العباد نعم قال رحمه الله تعالى وليس مراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله انما هو الشرك ان من لم يشرك الشرك المتقدم اي نعم اي في الحديث المتقدم قالوا اينا لم يظلم نفسه؟ قال انما هو الشرك نعم ان من لم يشرك الشرك الاكبر يكون له الامن التام والاهتداء التام فان احاديثه الكثيرة مع نصوص القرآن تبين ان اهل الكبائر معرضون للخوف لم يحصل لهم الامن التام من غير عذاب تقولوا لهم بل معهم اصل الاهتداء الى هذا الصراط ومعهم اصل نعمة الله عليهم ولابد لهم من دخول الجنة وقوله انما هو الشرك ان اراد الاكبر فمقصوده ان من لم يكن من اهله فهو امن مما اوعد به المشركون من عذاب مما اوعد به المشركون من عذاب الدنيا والاخرة وان كان مراده جنس الشرك يقال ظلم العبد نفسه كبخله لحب المال ببعض الواجب وهو شرك اصغر. هو شرك هو شرك اصغر وحبه ما يبغضه الله تعالى حتى يقدم هواه على محبة الله شرك اصغر ونحو ذلك. فهذا فاته من الامن والاهتداء بحسبه ولهذا كان السلف يدخلون الذنوب في هذا الشرك بهذا الاعتبار انتهى ملخصا نعم وقال ابن القيم رحمه الله قوله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. قال الصحابة فهو اينا يا رسول الله لم يلبس ايمانه بظلم؟ قال ذلك الشرك الم تسمعوا قول العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم لما كل عليهم المراد بالظلم فظنوا ان ظلم النفس داخل فيه. وان من ظلم نفسه اي ظلم كان لم يكن امنا ولا مهتديا اجابهم صلوات الله وسلامه عليه بان الظلم الرافع للامن والاهتداء على الاطلاق هو الشرك. وهذا والله هو الجواب الذي يشفي العليل تروي الغليل فان الظلم المطلق التام هو الشرك الذي هو وضع العبادة في غير موضعها والامن والهدى المطلق هما الامن في الدنيا والاخرة. والهدى الى الصراط المستقيم. فالظلم المطلق التام رافع للامن النداء المطلق التام ولا يمنع ذلك ان يكون مطلق الظلم مانعا من مطلق الامن ومطلق الهدى فتأمله فالمطلق للمطلق والحصة والحصة للحصة انتهى ملخصا. هذا كلام جميل جدا للامام ابن القيم رحمه الله تعالى وهو عائد الى فهم المراد من الظلم لان الظلم تارة يراد به الشرك الذي هو اظلم الظلم وتارة يراد به ظلم النفس بالمعاصي والذنوب فيقول رحمه الله فالظلم المطلق التام الظلم المطلق التام الذي يدخل فيه الشرك والكفر بالله رافع للامن والاهتداء المطلق التام ولا يمنع ذلك ان يكون مطلق الظلم اي الوقوع في المعاصي التي هي دون الكفر مانعا من مطلق الامن ومطلق فتأمل فالمطلق للمطلق والحصة للحصة. المطلق للمطلق يعني الايمان المطلق له الامن المطلق ومن كان عنده حصة من الايمان اي نصيب الحصة هي النصيب من كان عنده حصة من الايمان اي نصيب من الايمان لم يبلغ الكفر والشرك وانما عنده نصيب من الايمان لكن عنده شيء من الذنوب المعاصي ليس ايمانه بالتام فله الحصة من الامن ليس له الامن المطلق وانما له حصة من الامن والاهتداء المطلق للمطلق هو الحصة للحصة ومن لا ايمان له لا امن له ولا اهتداء وهذه الاقسام الثلاثة الاقصاء اقسام الناس الثلاثة المطلق للمطلق هذا قسم والحصة للحصة هذا قسم ثاني والقسم الثالث من لا قصة له اصلا من الايمان لا نصيب له من الامن والاهتداء. نعم قال رحمه الله تعالى قوله عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل اخرجه. هذا الحديث هو تعليق الشارح عليه يؤجل الى لقاء الغد باذن الله سبحانه ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا لساننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا