الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد قوله وان محمدا عبده ورسوله اي وشهد بذلك وهو معطوف على ما قبله على نية تكرار العامل ومعنى العبد هنا المملوك العابد اي انه مملوك لله تعالى والعبودية الخاصة وصفه. كما قال تعالى اليس الله بكاف عبده فاعلى مراتب العبد العبودية الخاصة والرسالة فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم اكمل الخلق في هاتين الصفتين الشريفتين واما بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد قوله رحمه الله تعالى ومعنى العبد هنا المملوك العابد اي انه مملوك لله والعبودية الخاصة وصفه العبد يطلق تارة ويراد به العابد وتارة يطلق ويراد به المعبد فيقال عبد لله اي عابد لله قائم بطاعة الله. ومنه قول الله تعالى وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا ويطلق ويراد به المعبد الذي هو طوع تدبير الله وتسخيره قال الله عز وجل ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا فبهذا الاعتبار الناس كلهم عبيد لله لانهم طوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى مشيئتهم فيه فيهم نافذة وقدرته جل وعلا لهم شاملة واما العابد العبد بمعنى العابد فهذه هي العبودية الخاصة هذه هي العبودية الخاصة ونبينا صلى الله عليه وسلم عبد لله اي مملوك لله عز وجل وعبد لله اي حقق العبودية لله عز وجل وكملها على اتم وجه واكمل حال ولهذا ذكره الله سبحانه وتعالى بهذا الوصف العبودية في اشرف مقاماته صلوات الله وسلامه عليه ومن ذلكم مقام الاسراء. قال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا ومقام زال الكتاب عليه تبارك الذي نزل الفرقان على عبده فذكره سبحانه وتعالى بهذا الوصف في المقامات الشريفة العالية العظيمة فهو عبد لله صلوات الله وسلامه عليه والعبد لا يعبد ولا يضاف له شيء من خصائص الرب فاذا اظيف اليه او صرف له شيء من خصائص الرب فهذا الغلو في دين الله عز وجل والنبي عليه الصلاة والسلام تكاثرت عنه النصوص في التحذير من الغلو وبيان خطورته وسيأتي عند المصنف ابواب ونصوص تتعلق بذلك نعم قال رحمه الله تعالى واما الربوبية والالهية فهما حق الله تعالى لا يشركه في شيء منها ملك مقرب ولا نبي المرسل نعم النبي صلى الله عليه وسلم عبد لله عز وجل كمل هاتين الصفتين العبودية والرسالة واما الربوبية والالهية فهذا حق لله الربوبية والرسالة حق لله. لا يجوز ان يضاف للنبي عليه الصلاة والسلام شيء من معاني الربوبية ولا ان يصرف له شيء من حقوق الالوهية فلا يدعى الا الله ولا يستغاث الا بالله ولا يتوكل الا على الله ولا يذبح الا لله ولا ينذر الا لله. ولا يصرف شيء من العبادة الا لله سبحانه وتعالى كما قال الله جل وعلا قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين نعم قال رحمه الله تعالى وقوله عبده ورسوله اتى بهاتين الصفتين وجمعهما دفعا للافراط والتفريط قال قوله وعبده ورسوله اتى بهاتين الصفتين اخوانا وان محمدا عبده ورسوله جمع بين هاتين الصفتين. يقول رحمه الله وجمعهما وجمعهما دفع للافراط والتفريط الجمع بين هاتين الصفتين فيه دفع للافراط والتفريط الافراط الغلو والتفريط الجفاء الافراط الغلو والتفريط الجفاء فالجمع بين هاتين الصفتين سلامة من الغلو والجفاء. الافراط والتفريط. الزيادة والنقصان وبهاتين الصفتين الجمع بينهما تتحقق الوسطية والاعتدال في هذا الباب فهو عليه الصلاة والسلام عبد الله ورسوله عبد والعبد لا يعبد بل هو رسول والرسول يطاع ويتبع هو عبدالله والعبد لا يعبد ورسوله والرسول لا يكذب بل يطاع ويتبع. فاذا جمع بين هذين الوصفين تحققت الوسطية للعبد والسلامة من الغلو والسلامة من الجفاء وكل من طرفي خطي النقيض مذموم الغلو مذموم والجفاء مذموم. وخيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها. نعم قال رحمه الله تعالى فان كثيرا ممن يدعي انه من امته افرط بالغلو قولا وفعلا افرط اي غلا نعم. وفرط في ترك متابعته اي قصر وفرط اي قصر فالناس بين طرفين بين طرف افراط اي الذي الذي هو الغلو والتفريط الذي هو التقصير بين غلو وجفاء والحق قوام بين ذلك. نعم قال رحمه الله تعالى واعتمد على الاراء المخالفة لما جاء به وتعسف في تأويل اخباره واحكامه بصرفها عن مدلولها والصدف عن الانقياد لها مع اقتراحها الصدف والاعراض. فمن ممن كذب بايات الله وصدف عنها اي اعرظ عنها. الصدف هو الاعراب نعم قال رحمه الله تعالى فان الشهادة ان محمدا عبده ورسوله تقتضي الايمان به وتصديقه فيما اخبر وطاعته فيما امر والانتهاء عما عنه زجر وان يعظم امره ونهيه ولا يقدم عليه قول احد كائنا من كان. تقتضي ذلك لانه عليه الصلاة والسلام بعث بامور ثلاثة باوامر ونواهي واخبار بعث عليه الصلاة والسلام باوامر ونواهي واخبار فمن شهد انه صلى الله عليه وسلم رسول الله اقتضت هذه الشهادة ان يصدقه فيما اخبر وان يطيعه فيما امر وان ينتهي عما نهى عنه وزجر والا يعبد الله الا بما شرع فان هذه فان هذا هو حقيقة الشهادة وما تقتضيه وقد قال الله تعالى وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله نعم قال رحمه الله تعالى والواقع اليوم وقبله ممن ينتسب الى العلم من القضاة والمفتين خلاف ذلك فالله المستعان نعم. وروى الدارمي في مسنده عن عبدالله بن سلام رضي الله عنه انه كان يقول انا لنجد صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. وحرزا للاميين انت عبدي ورسولي. سميته المتوكل ليس بفضل ولا غليظ ولا سخاب بالاسواق ولا ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويتجاوز لن اقبضه حتى يقيم الملة المتعوجة بان يشهدوا ان لا اله الا الله يفتح بها اعينا عميا واذانا صما وقلوبا غلفا. الشاهد من سياقه قوله انت عبدي ورسولي فجمع له بين هذين الوصفين العبودية والرسالة. قد كملهما عليه الصلاة والسلام اتم تكميل. نعم قال رحمه الله تعالى قال عطاء ابن يسار واخبرني ابو واقد الليثي انه سمع كعبا يقول مثل ما قال ابن سلام قوله وان عيسى عبد الله ورسوله اي خلافا لما يعتقده النصارى انه الله او ابن الله او ثالث ثلاثة تعالى الله ما يقولون علوا كبيرا ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله فلا بد ان يشهد ان عيسى عبدالله ورسوله على علم ويقين بانه مملوك لله خلقه من انثى بلا ذكر. كما قال تعالى ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون. فليس ربا ولا اله سبحان الله عما يشركون قال تعالى فاشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا؟ قال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني تأمل نعم اكمل. وجعلني مباركا اينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا. تأمل قوله عليه السلام في المهد اني عبد الله اتاني الكتاب وجعل الى نبيا جمع بين الوصفين قال اني عبد الله فهو عبد لله عز وجل مملوك لله مخلوق لله عز وجل وعبد لله بمعنى انه عابد لله مطيع لاوامره ممتثل لما يأمره به خاضع لامره سبحانه وتعالى. قال وجعلني نبيا اي شرفه سبحانه وتعالى بان اصطفاه واجتباه وجعله رسولا فجمع بين الوصفين فقوله اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا فيه ما جاء في الحديث وان عيسى عبدالله ورسوله نعم قال رحمه الله تعالى وقال تعالى لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون. ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا. ومعنى لن يستنكف الاستنكاف والاستكبار مع الانفة فبرأ الله سبحانه وتعالى نبيه عيسى من الاستنكاف عن الخضوع لله والعبودية والذل له جل وعلا عبد مطيع لله عبد مطيع لله سبحانه وتعالى. والعبد لا يعبد ولا يضاف له شيء من خصائص الرب. فضلا عن ان يقال انه اله او ابن للاله تعالى الله عما يقولون وسبحان الله عما يصفون نعم قال رحمه الله تعالى ويشهد المؤمن ايضا ببطلان قول اعدائه اليهود انه ولد بغي لعنهم الله تعالى ذاك والغلو في عيسى قول النصارى ان عيسى ابن الله تعالى الله عما يقولون او انه اله او ثالث ثلاثة هذا كله من الغلو في عيسى فعليه صلوات الله وسلامه. واما قالت اليهود فيه فهي الجفاء في حقه فقالوا انه ابن بغي قالوا انه ابن بغي قاتلهم الله انى يوفكون قال الشيخ رحمه الله ويشهد المؤمن ايضا ببطلان قول اعدائه اليهود قول اعدائه اليهود انه ولد بغي قد قال الله عز وجل ذكر الله عز وجل قول قول امه مريم قالت انى يكون لي غلام ولم يمسسنى بشر ولم اك بغيا. ولم اك بغيا فهي الحصان الرزان المنزهة عن قالت اليهود قاتلهم الله انى يوفكون؟ فهذا جفاء وهو صفة اليهود دوما وابدا وما قبله غلو في عيسى والحق قوام بين ذلك عبد الله ورسوله عبد الله ورسوله. وعرفنا ان هذه الكلمة توجد الوسطية والاعتدال بين الغلو والجفاء عبد الله فهو عبد لله مخلوق لله مملوك لله خاضع لله والعبد لا يعبد ورسوله تستوجب هذه الكلمة الطاعة له والامتثال لامره والتصديق بما يخبر به وهذه هي الوسطية الوسطية بين الغلو والجفاء والافراط والتفريط. وسط اهل الحق في عيسى عليه السلام بين غلو النصارى وجفاء اليهود. نعم قال رحمه الله تعالى فلا يصح اسلام احد حتى يتبرأ من قول الطائفتين جميعا في اي اليهود والنصارى الطائفتين اي اليهود والنصارى النصارى غلاة واليهود جفاة. نعم قال رحمه الله تعالى ويعتقد ما قاله الله تعالى فيه انه عبد الله ورسوله قوله وكلمته انما سمي عيسى عليه السلام كلمته لوجوده بقوله تعالى كن كما قاله السلف كما قاله السلف من مفسرين قال الامام احمد في الرد على الجهمية الكلمة التي القاها الى مريم حين قال له كن فكان عيسى بكن وليس عيسى هو كن ولكن كان بكن فكن من الله تعالى قولا وليس كن مخلوقا. وكذا وكذب النصارى والجهمية على الله في امر انتهى وقوله القاها الى مريم قال ابن كثير خلقه بالكلمة التي ارسل بها جبريل عليه السلام الى مريم فنفخ فيها من روحه بامر ربه عز وجل. فكان عيسى باذن الله عز وجل فهو ناشئ عن الكلمة التي قال التي قال له كن فكان والروح التي ارسل بها هو جبريل عليه السلام. وقد قال الله سبحانه وتعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ومر معنا قول الله عز وجل ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون فعيسى عليه الصلاة والسلام كلمة الله لانه بالكلمة كان لا انه هو نفس الكلمة عيسى عليه السلام كلمة الله لانه بالكلمة كان وكلمة في في في هذا الحديث كلمته اي كلمة الله الكلمة مصدر مضاف الى الله سبحانه وتعالى والقاعدة عند اهل العلم رحمهم الله ان المصدر اذا اضيف الى الله تارة يراد به الصفة وتارة يراد به اثر الصفة وهذا من النوع الثاني كلمته القاها الى مريم اطلق على عيسى كلمة لانه بالكلمة كان لانه اثر الصفة اثر اثر الصفة التي يكن فليس هو الكلمة نفسها الكلمة صفة لله عز وجل كلامه من صفاته عز وجل فعيسى الكلمة لانه بالكلمة كان مثل ما قال الامام احمد رحمه الله تعالى قال فكان عيسى بكن وليس عيسى هو كن. كلام عظيم جدا قال فكان عيسى بكن وليس عيسى هو كن كن هذه كلمة الله انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فعيسى كان بالكلمة ولهذا قيل كلمة الله كلمة الله لانه بالكلمة كان وبالمناسبة بعض الناس يخطي في هذا الباب في مناجاة الله او الاخبار عنه سبحانه فيقول يا من امره بين الكاف والنون. يا من امره بين الكاف والنون وهذا خطأ ولا يقال ذلك وانما امره بعد الكاف والنون والمراد بالامر المأمور المخلوق ما يوجده الله سبحانه وتعالى بعد الكاف والنون يقول كن فيكون. الامر طبقا لما امر سبحانه وتعالى فانه لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه ومشية مشيئته سبحانه وتعالى نافذة اذا اراد شيئا ان قال له كن فكان طبقا لما امر سبحانه وتعالى. فلا يقال امره بين الكاف والنون وانما امره بعد الكاف امره اي مأموره مخلوقه وما يوجده سبحانه وتعالى بعد الكاف يقول كن فيكون طبقا لما امر سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى قوله وروح منه قال ابي ابن كعب عيسى روح من الارواح التي خلقها الله تعالى بقوله الست بربكم؟ قالوا بلى. بعثه الله الى مريم فدخل فيها. رواه عبد ابن حميد وعبدالله بن وعبد الله ابن احمد في زوائد المسند وابن جرير وابن ابي حاتم وغيرهم. قوله وروح منه منه من الابتداء الغاية ما يكون مجرورا بمن لا يخلو من حالتين اما ان يكون عينا قائمة بنفسها فما كان من فما كان من هذا القبيل اظافته الى الله اظافة خلق ومنه قول الله عز وجل سخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه ما معنى منه اي خلقا منه اي خلقا وايجادا سخرها منه اي خلقا وايجادا سبحانه وتعالى او يكون المجرور بمن وصفا لا يقوم الا بموصوف ومنه قول الله عز وجل ولكن حق القول مني فالقول من الله وصفا فما فما كان مجرورا بمن لا يخلو من هاتين الحالتين اما ان يكون عين قائمة بنفسه عين قايمة بنفسها فالاضافة اضافة خلق او وصفا لا يقوم الا بموصوف فالاضافة اضافة صفة فقوله روح منه المراد بروح منه اي روح من الارواح المخلوقة روح منه اي من الارواح التي خلقها الله سبحانه وتعالى واظافها الى نفسه اظافة تقتظي التشريف والتكريم نعم قال رحمه الله تعالى قال الحافظ ووصفه بانه منه المعنى انه كائن منه كما في قوله تعالى وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه نعم قوله في الحديث وروح منه اي كائن منه اي مخلوق من مخلوقاته كائن منه اي مخلوق مثل قوله وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه. وليس مثل قوله ولكن حق القول مني تنزيل كتابنا لا ريب فيه من رب العالمين. من هنا منه اي وصفا سبحانه وتعالى. اما قوله وروح منه وقوله سخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا من هذا خلق ولهذا قال وروح منه اي انه كائن منه خلقه الله واوجده سبحانه. نعم قال رحمه الله تعالى فالمعنى انه كائن منه كما ان معنى الاية الاخرى انه سخر هذه الاشياء كائنة منه اي انه مكون ذلك وموجده بقدره وحكمته قال شيخ الاسلام المضاف الى الله تعالى اذا كان معنى لا يقوم بنفسه ولا بغيره من المخلوقات وجب ان يكون صفة لله تعالى قائمة به وامتنع ان تكون اضافتها اضافة مخلوق مربوب. فاذا كان المضاف عينا قائمة بنفسها كعيسى وجبريل عليهما السلام. الاول مثل سمع الله بصر الله علم الله قدرة الله رحمة الله هذه كلها معاني لا تقم بنفسها بل لا تقوم الا بموصوف. فوجب ان تكون صفات لله عز وجل اما اذا كان المضاف عينا قائمة بنفسها مثل مثل عبد الله وبيت الله وامة الله ونحو ذلك فالاضافة اضافة بخلق نعم قال فاذا كان المضاف عينا قائمة بنفسها كعيسى وجبريل عليهما السلام وارواح بني ادم وارواح بني ادم امتنع ان تكون صفة لله تعالى لان ما قام بنفسه لا يكون صفة لغيره. لكن الاعيان المضافة الى الله الله تعالى على وجهين احدهما ان تضاف اليه لكونه خلقها وابدعها فهذا شامل لجميع المخلوقات كقولهم سماء الله وارض الله فجميع المخلوقين عبيد عبيد الله وجميع المال مال الله. الوجه الثاني ان يضاف اليه لما خصه به من معنى يحبه ويأمر به ويرضاه. كما خص البيت العتيق بعبادة فيه لا تكون في غيره. وكما يقال عن ما للخمس والفيئة هو مال الله ورسوله ومن هذا الوجه فعباد الله هم الذين عبدوه واطاعوا امره فهذه اضافة تتضمن الوهيته وشرعه ودينه تلك اضافة تتضمن ربوبيته وخلقه انتهى ملخصا. هذا يرجع الى ما سبق العبد العبد عبد الله تارة يراد به العابد وهذه عبودية لالوهيته وتارة يراد به المعبد وهذه عبودية لربوبيته. وجميع الخلق عباد لله سبحانه وتعالى فالاضافة التي في الاول العبد الذي هو بمعنى عابد هذي تقتضي التشريف عباد الرحمن هذا شرف اظافهم الى نفسه تشريفا لهم وتعلية لمقامهم بخلاف قوله ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبد فهؤلاء عباد لله اي عباد لربوبية الله بمعنى ان الله خالقهم وموجدهم فالتشريف الاول الاظافة التي فيها التشريف في الاول نعم قال رحمه الله تعالى وقوله والجنة والجنة حق والنار حق. اي وشهد ان الجنة التي اخبر بها تعالى في كتابه انه اعد للمتقين حق اي ثابتة لا شك فيها وشهد ان النار التي اخبر بها تعالى في كتابه انه اعدها للكافرين حق كذلك ثابتة كما قال تعالى سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وقال تعالى فاتقوا النار التي يقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين. وفي الايتين ونظائرهما دليل على ان الجنة والنار مخلوقتان الان للمبتدعة وفيهما الايمان بالمعاد نعم. قوله والجنة والجنة حق والنار حق قوله في كل منهما حق هذا يتضمن عدة امور يجب الايمان بهما فيما يتعلق بالجنة والنار الاول انهما مخلوقتان لله سبحانه وتعالى خلق الجنة واعدها دارا كرامة اولياءه والنار خلقها واعدها عقوبة لاعدائه والامر الثاني الايمان بكل اوصافهما مما جاء في كتاب الله والسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه والامر الثالث الايمان بانهما موجودتان النار الجنة موجودة اعدت للمتقين. والنار موجودة اعدت للكافرين والامر الرابع الايمان ببقاء الجنة والنار وانهما لا تفنيان فهذا مجمل ما ينبغي الايمان به فيما يتعلق بالجنة والنار ويشمل ذلك قوله والجنة حق والنار حق وهذه العقيدة جدير بالمسلم ان يستذكرها استذكارا يوميا وان يجدد الايمان بها تجديدا يوميا. والاذكار المشروعة المأثورة عن نبينا صلى الله عليه لم اكبر عون على تجديد الايمان ومن الذكر العظيم والدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهو نافع جدا في هذا الباب باب تجديد الايمان ما جاء في الصحيحين ان النبي من حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح صلاته من الليل بقوله عليه الصلاة والسلام اللهم انت قيم والارض اللهم لك الحمد انت قيم السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت نور السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد ان فملك السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت الحظ ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق. والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق. والساءة حق. اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما اخرت وما وما اعلنت انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت ولا حول ولا قوة الا بالله فهذا الاستفتاح الذي كان يستفتح به صلوات الله وسلامه عليه صلاة الليل جمع اصول الاعتقاد وامور الدين كلها واتيان العبد بها مع استذكار المعاني هذا تجديد للايمان ولا سيما في جوف الليل عندما يقوم بين يدي ربه سبحانه وتعالى في هدوء الكون وسكون الناس واجعت الخلق فيستفتح بهذا التجديد لايمانه ولي رسالة طبعت في شرح هذا الدعاء وبيان ما تضمنه واشتمل عليه من حقائق عظيمة ومعاني جليلة وما تضمنه من تجديد للايمان وتقوية وتمتين للصلة بالله سبحانه وتعالى وما اشتمل عليه من امور الدين عقيدة وسريعة. نعم قال رحمه الله تعالى قوله ادخله الله الجنة على ما كان من العمل. هذه الجملة جواب الشرط. وفي رواية ادخله الله الجنة من اي ابواب الجنة الثمانية شاء. قال الحافظ قوله هذه الجملة جواب الشرط اي الذي صدر به الحديث من شهد فجواب ذلك ادخله الله. نعم قال الحافظ ومعنى قوله على ما كان من العمل اي من صلاح او فساد لكن اهل التوحيد لابد لهم من دخول الجنة ويحتمل ان يكون معنى قوله على ما كان من العمل اي يدخل اهل الجنة الجنة على حسب اعمال كل منهم في الدرجات. انتهى نعم يعني قوله ادخله الله الجنة على ما كان من العمل يحتمل ادخله الله الجنة على ما كان من عمل اي من صلاح او فساد بمعنى ان الموحد الذي جاء بهذه الامور امور التوحيد مآله الى الجنة ما لم يأتي بامر ينقض دينه يخرجه من الملة فمآله الى الجنة ما له الى الجنة يصيبه قبل ذلك ما يصيبه فيحتمل هذا المعنى ويحتمل معنى اخر على ما كان من عمل اي يدخل اهل الجنة الجنة على حسب اعمالهم ويتفاوتون في الجنة بحسب العمل فمعنى على ما كان من العمل اي دخولهم للجنة ودرجاتهم فيها بحسب اعمالهم كما قال الله سبحانه وتعالى ولكل درجات مما عملوا. وليوفيهم اعمالهم وهم لا يظلمون وقال ولمن خاف مقام ربه جنتان ثم قال ومن دونهما جنتان نعم قال رحمه الله تعالى قال القاضي عياض ما ورد في حديث عبادة يكون خصوصا لمن قال ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وقرن بالشهادتين حقيقة الايمان والتوحيد الذي ورد في حديثه فيكون له من الاجر ما ما يرجح على سيئاته. ويوجب له المغفرة والرحمة ودخول الجنة لاول وهلة هذا منقول عن كتابه اكمال المعلم شرح صحيح مسلم بشيء يسير من التلخيص. نعم قال العلامة ابن القيم المراد ان هذه الشهادة قرنت بحقائق عظيمة نيل هذا الوعد الذي في تمام هذا الحديث مشروط بما قرنت به الشهادة من حقائق عظيمة لابد من تحقيقها حتى يكون من اهل هذا الشرط ادخله الله الجنة نعم قال رحمه الله تعالى قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى والمقصود ان كلمة التوحيد اذا شهد بها المؤمن عارفا معناها وحقيقته نفيا واثباتا عارفا عارفا لمعناها وحقيقته نفيا واثباتا. نعم متصفا بموجبها قائما. معارفا لمعناها اي كلمة التوحيد وحقيقته اي حقيقة التوحيد نفيا واثباتا. النفي الذي النفي والاثبات الذي قامت عليه الكلمة لا اله الا الله قائما قلبه ولسانه وجوارحه بشهادته. فهذه الكلمة من هذا الشاهد اصلها ثابت راسخ في قلبه فروعها متصلة في السماء وهي مخرجة لثمرتها كل وقت انتهى كما قال الله سبحانه وتعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم زادنا الله اجمعين ايمانا وهدى وتقى واصلح الله لنا اجمعين شأننا كله اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم يا ربنا جنبنا والمسلمين اينما كانوا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم واصلح لنا اجمعين شأننا كله. ولا تكلنا الى انفسنا طرفة طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله جزاكم الله خيرا