نعم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن الحسن رحمه الله تعالى في كتابه فتحي المجيد وشرح كتاب التوحيد قال قال المصنف رحمه الله تعالى ولهما في حديث عتبان فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. قوله ولهما اي للبخاري ومسلم في صحيحيهما في صحيحيهما. بكماله وهذا طرف من حديث طويل اخرجه الشيخان. وعتبان بكسر المهملة بعدها مثناة فوقية ثم موحدة ابن مالك ابن عمر ابن العجلان الانصاري من بني سالم ابن عوف صحابي مشهور مات في خلافة معاوية رضي الله عنه واخرجه البخاري في صحيحه بسنده عن قتادة قال حدثنا انس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال يا معاذ بن جبل قال لبيك يا رسول الله وسعديك. قال يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك. قال يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا. قال ما من احد يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صدقا من قلبه الا حرمه الله تعالى على النار. قال يا رسول الله افلا اخبر به الناس فيستبشروا؟ قال اذا يتكلوا فاخبر بها معاذ عند موته تأثما. وساق بسند اخر قال حدثنا معتمر قال سمعت ابي. قال سمعت انسا قال ذكر لي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة قال الا ابشر الناس؟ قال لا اني اخاف ان يتكلوا. قلت فتبين بهذا السياق معنى شهادة ان لا اله الا الله وانها تتضمن ترك الشرك. لمن قالها بصدق ويقين واخلاص. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هذا الحديث العظيم وهو مخرج في الصحيحين عن عتبان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فان الله حرم على النار. من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله فيه عظيم شأن كلمة الاخلاص لا اله الا الله وذكر اثر عظيم من اثارها وان من قالها صدقا من قلبه مخلصا لله سبحانه وتعالى حرمه الله تبارك وتعالى على النار. وروايات حديث يفسر بعضها بعضا. ولهذا اورد السارح رحمه الله تعالى رواية لهذا الحديث وهي في صحيح البخاري تعد مفسرة ومبينة المراد بقوله من قال لا اله الا الله وانه ليس المراد بها النطق باللسان نطقا مجردا وانما المراد بها تحقيق ادلت عليه من اخلاصا لله تبارك وتعالى وبراءة من الشرك. ولهذا جاء في بعض رواياته ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ من لقي الله لا يشرك به شيء بان دخل الجنة. الرواية الاخرى من قال لا اله الا الله. الرواية التي قبلها من اه ما من احد يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صدقا من قلبه الا حرمه الله على النار. وهنا في هذه الرواية من لقي الله قال من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة. فاذا قوله في هذه الرواية من الله لا يشرك به شيئا مفسر لقوله يشهد ان لا اله الا الله. ولهذا قال السارح فتبين بهذا السياق معنى شهادة ان لا اله الا الله. قوله بهذا السياق اي الوارد في هذه الرواية من لقي الله لا يشرك به شيئا. فتبين بهذا السياق معنى شهادة ان لا اله الا الله ان لا اله الا الله وانها تتضمن ترك الشرك. لمن قالها بصدق ويقين واخلاص. من قال لا اله الا الله بصدق ويقين واخلاص تضمن قوله لا اله الا الله ترك الشرك واليقين هو كمال العلم وتمامه. ولهذا من قال لا اله الا الله وهو لا يدري ما معناها. ولا يدري ما او قالها ليس صادقا بها من قلبه او قالها ليس مخلصا لله تبارك وتعالى على بها فانه لا غرابة حينئذ ان تكون اعماله مناقضة للا اله الا الله بمعنى انه ينطقها بلسانه يتلفظ بها بلسانه ثم ينقضها بفعاله. بدعاء غير الله او الاستغاثة بغيره او الذبح لغيره او النذر لغيره او صرف شيء من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى. اما من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه صادقا مع الله سبحانه وتعالى بها قالها عن يقين مستيقنا بها قلبه فان وقعت منه كذلك ترك الشرك ولم يكن من اهله. وجانبه وكان بعيدا عنه وعن الوقوع فيه بما يسر الله سبحانه وتعالى له ومن عليه به من تحقيق لهذه الكلمة اخلاصا وصدقا ويقينا. نعم. قال رحمه الله تعالى قال شيخ الاسلام وغيره في هذا حديث ونحوه انها فيمن قالها ومات عليها كما جاءت مقيدة بقوله خالصا من قلبه غير شاك فيها بصدق ويقين فان ان لا اله الا الله جاءت في النصوص مقيدة بهذه القيود فمعنى ذلك ان قائلها لا ينتفع بها الا اذا جاء بقيودها التي جاءت في النصوص كالاخلاص من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه. والصدق كما تقدم معنا في حديث معاذ قال ما من احد يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صدقا من قلبه واليقين اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما الا ادخله الله الجنة. فجاءت لا اله الا الله في النصوص مقيدة بقيود مضبوطة بشروط فينتفع قائل لا اله الا الله بها اذا جاء بشروطها. ولهذا احد التابعين مثل لهذا الامر وبمثال جميل جدا وهو وهب بن منبه قيل له اليس لا اله الا الله مفتاح الجنة قال بلى ولكن ما من مفتاح الا وله اسنان فان جئت مفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح. مشيرا بذلك الى لا اله الا الله مشيرا بذلك الى شروط لا اله الا الله اي ان لا اله الا الله قيدت في النصوص بشروط ضوابط فقائل هذه الكلمة انما ينتفع بها اذا جاء بشروطها وضوابطها التي جاءت في الكتاب والسنة ولهذا قال الشيخ حافظ حكمي رحمه الله في منظومته سلم الوصول وبشروط سبعة قد قيدت اي لا اله الا الله وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الشرع حقا ان وردت فانه لا ينتفع قائلها بالنطق الا حيث يستكملها العلم واليقين قبول والانقياد فادري ما اقول والصدق والاخلاص والمحبة. وفقك الله لما احبه ان الله اجمعين لما احبه ووفقنا لتحقيق هذه الكلمة العظيمة ووفقنا لفهم شروطها بها وجعلنا الله سبحانه وتعالى من اهلها احيانا الله اجمعين على لا اله الا الله واماتنا عليها. امين نعم. قال رحمه الله تعالى فان حقيقة التوحيد انجذاب الروح الى الله تعالى جملة فمن شهد ان لا اله الا الله خالصا من قلبه دخل الجنة. لان الاخلاص هو انجذاب القلب الى الله تعالى بان يتوب من الذنوب توبة فاذا مات على تلك الحال نال ذلك. فانه قد تواترت الاحاديث بانه يخرج من النار من قال لا اله الا الله كان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة وما يزن خردلة وما يزن ذراه. وتواترت بان كثيرا ممن يقول لا اله الا الله يدخل النار ثم يخرج منها وتواترت بان الله حرم على النار ان تأكل اثر السجود من ابن ادم فهؤلاء كانوا يصلون ويسجدون لله وتواترت بانه يحرم على النار من قال لا اله الا الله ومن شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لكن جاءت مقيدة بالقيود الثقال. واكثر من يقولها لا يعرف الاخلاص. واكثر من يقولها انما يقولها تقليدا او ولم يخالط الايمان بشاشة قلبه. وغالب من يفتن عند الموت وفي القبور امثال هؤلاء. كما في الحديث سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. وغالب اعمال هؤلاء انما هو تقليد واقتداء بامثالهم. وهم من اقرب الناس من قوله تعالى انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم مقتدون. وحينئذ فلا منافاة بين الاحاديث. فانه اذا قال لها باخلاص ويقين تام لم يكن في هذه الحال مصرا على ذنب اصلا. فان كمال اخلاصه ويقينه يوجب ان يكون الله احب اليه من كل شيء فاذا لا يبقى في قلبه ارادة لما حرم الله ولا كراهة لما امر الله وهذا هو الذي يحرم على النار وان كانت له ذنوب قبل ذلك فان هذا الايمان وهذا الاخلاص وهذه التوبة وهذه المحبة وهذا اليقين لا يتركون له ذنبا الا محي عنه كما يمحو الليل النهار. فاذا قالها على وجه الكمال المانع من الشرك الاكبر والاصغر فهذا غير مصر على ذنب اصلا فيغفر له ويحرم على النار. وان قالها على وجه خلص به من الشرك الاكبر دون الاصغر. ولم يأتي بعدها بما يناقض ذلك فهذه الحسنة لا يقاومها شيء من السيئات. فيرجح بها ميزان الحسنات كما في حديث البطاقة فيحرم على النار ولكن تنقص درجته في الجنة بقدر ذنوبه. وهذا بخلاف من رجحت سيئاته بحسناته ومات مصرا على فانه يستوجب النار وان قال لا اله الا الله وخلص بها من الشرك الاكبر لكنه لم يمت على ذلك بل اتى بعد ذلك بسيئات رجحت على حسنة توحيده فانه في حال قولها كان مخلصا لكنه اتى بذنوب اوهنت ذلك التوحيد والاخلاص فاضعفته وقويت نار الذنوب حتى احرقت ذلك بخلاف المخلص المستيقن فان حسناته لا تكون الا راجحة على سيئاته ولا يكون مصرا على سيئاته فان مات على ذلك دخل الجنة وانما يخاف على المخلص ان يأتي بسيئة راجحة فيضعف ايمانه فلا يقولها باخلاص ويقين مانع من جميع السيئات ويخشى عليه من الشرك الاكبر والاصغر فان سلم من الاكبر بقي معه من الاصغر فيظيف الى ذلك سيئات تنضم الى هذا الشرك فيرجح جانب السيئات فان السيئات ان تظعفوا الايمان واليقين فيظعف قول لا اله الا الله فيمتنع الاخلاص بالقلب فيصير المتكلم بها كالهادي او النائم او من او من يحسن صوته باية من القرآن من غير ذوق طعم وحلاوة. فهؤلاء لم يقولوها بكمال الصدق واليقين بل يأتون بعدها بسيئات تنقص ذلك بل يقولونها من غير يقين وصدق ويموتون على ذلك ولهم سيئات كثيرة تمنعهم من دخول الجنة واذا كثرت الذنوب ثقل على اللسان قولها وقسى القلب عن قولها وكره العمل الصالح. وثقل عليه سماع القرآن واستبشر بذكر غيره واطمأن الى الباطل واستحلى الرفث ومخالطة اهل الباطل وكره مخالطة اهل الحق فمثل هذا اذا قالها قال بلسانه ما ليس في قلبه وبفيهما ما لا يصدقه عمله. ما ذكره رحمه الله تعالى كله ساقه من باب بيان وجه الجمع بين حديث حديث عتبان رضي الله عنه ونظائره مما جاء في هذا الباب ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله وبين النصوص الاخرى التي افادت ان ممن يقول لا اله الا الله من يدخل النار مثل قوله رحمه الله تواترت بان كثيرا مما يقولها يدخل النار ثم يخرج منها اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. ان الله حرم على النار ان مواضع السجود من بني ادم. معنى ذلك ان من من الذين يدخلون النار من يصلون ويسجدون لله سبحانه وتعالى غير مشركين لانه لو كان مشركا لكان امره اخر لكن هؤلاء غير مشركين حرم على النار ان المواضع السجود من بني ادم. فهذه الاحاديث التي تفيد دخول بعض من يقول لا اله الا الله. النار بسبب رجحان سيئاته. على حسناته ويكون هذا الدخول ليس كدخول الكافر المشرك. لان دخول الكافر المشرك دخول تأبيد وتخليد. اذ ان ذنب الشرك لا تطهره النار. خبث لا تطهره النار فيكون دخوله فيها دخول تأبيد وتخليد. واما عصاة الموحدين فدخولهم الى فالنار او دخولهم النار دخول تنقية وتطهير. وتمحيص لان الجنة اهدار الطيب المحض فمن جاء يوم القيامة بطيب شابه خبث طهر من خبثه. طبتم فادخلوها لا يدخل الجنة بخبثه. لا يدخل الجنة بخبثه طهر ثم من بعد ذلك يكون يكون الدخول. ولهذا ينبغي ان يعلم ان التحريم الذي يتعلق بالنار ودخولها لاهل لا اله الا الله نوعان تحريم دخول وتحريم خلود. نوعان تحريم دخول وتحريم خلود وهذا يرجع الى حظهم من لا اله الا الله تحقيقا او ضعفا في تحقيق هذه الكلمة. فمن حقق لا اله الا الله وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى لا ترجمة عظيمة في هذا المعنى باب من حقق التوحيد دخل الجنة بدون حساب ولا عذاب فاهل تحقيق لا اله الا الله تحريم النار عليهم هو تحريم دخول ان الله حرم على النار اي ان يدخلوها. واما اذا كان من اهل لا اله الا الله وكانت عنده معاصي وكبائر دون الكفر. ودون الشرك فان لا اله الا الله ينال بها تحريم الخلود في النار اذا دخلها بسبب ذنوبه ومعاصيه. كما جاء في الحديث الذي ساقه بل قال تواترت النصوص بمثل قوله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي اخرجوا من النار من قال لا اله الا اه اخرجوا من النار من من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان والنبي صلى الله عليه وسلم ايضا قال يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان فاذا التحريم لاهل لا اله الا الله على نوعين تحريم دخول وتحريم خلود تحريم الدخول لمن حقق لا اله الا الله وتحريم الخلود لمن دخل النار من اهل لا اله الا الله بسبب ذنوبه ومعاصيه فانه لا يخلد فيها. لا يخلد فيها لان الخلود في النار للمشركين الكافرين. الظالمين ظلم الكفر والشرك بالله كما قال الله سبحانه وتعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم موتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور. وهم يسترخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل. او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير. قول ثمان الظالمين اي المشركين الكافرين ما لهم من نصير اي ليس لهم الا الخلود. في النار ابد الاباد وما هم بخارجين من النار يخلدون فيها ابد الاباد. ولا يخفف عنهم من عذابها يسألون التخفيف فلا يكون يسألون ان يقضى عليهم فيموتوا فلا يكون. يسألون العودة للحياة اتى الدنيا مرة ثانية ليعملوا صالحا غير الاعمال التي كانوا يعملونها فلا يكون. بل لا يكون الا مزيد العذاب ولهذا قال بعض العلماء بعض علماء التفسير ان اشد اية على الكفار اهل النار قول الله سبحانه وتعالى في سورة النبأ فذوقوا فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا. فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا. يسألون التخفيف يسألون العودة للدنيا مرة ثانية يسألون ان يقضى عليهم فيموت ويقال لهم هم فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا. فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا. وهذا وهذا مما يستوجب اوف العظيم الشديد من الشرك بالله سبحانه وتعالى. وان يكون خوف المرء من الشرك وحذر ومنه اشد الخوف واشد الحذر. وسيأتي باب عظيم بهذا العنوان بابنا الخوف من الشرك. وان الواجب على المسلم ان يخاف من الشرك. وان يسأل ربه تبارك وتعالى ان يعيذه من الشرك وان يجاهد نفسه على مجانبة الشرك. وان يعرف الشرك معرفة يراد بها الخلاص منه والنجاة من فعله. مستعينا بالله. مستعيذا به سبحانه وتعالى. وفي دعاء قليل الرحمن عليه صلوات الله وسلامه واجنبني وبني عبد الاصنام ربي انهن اضللن كثيرا من الناس. نعم. قال رحمه الله تعالى قال الحسن ليس الايمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الاعمال. فمن قال خيرا وعمل خيرا قبل منه. ومن قال خيرا وعمل شرا لم يقبل منه. هذه كلمة عظيمة الحسن وهو البصري من ائمة التابعين واجلائهم علما وفظلا وفقها وامامة قال رحمه الله تعالى ليس الايمان بالتحلي ولا بالتمني. ليس الايمان مجرد اماني ترتجى يرتجيها المرء كما قال الله سبحانه وتعالى ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به. وليس وليس الايمان بالتحلي. مجرد دعوة يدعيها متظاهرا بها. وانما الايمان حقيقة عظيمة. تقوم بقلب مؤمن وتظهر اثارها على جوارحه. ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال هذا هو الايمان. امر يقر في قلب المؤمن صدقا اخلاصا يقينا في قلب المؤمن وتظهر اثار ذلك على جوارحه عملا بطاعة الله سبحانه وتعالى ما يوضح ذلك المثل العظيم الذي ضربه الله سبحانه وتعالى للمؤمن في القرآن ولكلمة الايمان قال عز وجل الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء. تؤتي اكلها كل حين باذن ربها. ويضرب الله الامثال لعلهم يتذكرون. فاذا قر الايمان في القلب اذا قر الايمان في القلب وتمكن من القلب تبعته الجوارح كما ايضا في الحديث الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد وكله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. فاذا صلحت هذه المضغة صلح الجسد. اذا فيها الايمان حقا وصدقا تبعته الجوارح عملا بطاعة الله سبحانه وتعالى. فهذا هو الايمان. قال ولكن ان الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال. نعم. وقال قال بكر ابن عبد الله المزني ما سبقهم ابو بكر رضي الله عنه بكثرة صيام ولا صلاة. ولكن بشيء وقر في قلبه وهذا ايضا فيه تأكيد للمعنى السابق وهو ان الايمان قيامه على ما يقر في المؤمن من اخلاص وصدق ويقين ولهذا في في الكلمة السابقة قال فمن قال خيرا فمن قال خيرا وعمل خيرا قبل منه. ومن قال خيرا وعمل شراء لم يقبل منه. لان لان الاعمال لان الاعمال تصدق او تكذب. الاعمال تصدق او تكذب. واذا قام في اليقين والصدق والاخلاص الاعمال صدقت. الاعمال صدقت صدقت هذا الذي قام في القلب بحسن الاقبال على الله طاعة الله وذلا وخضوعا وامتثالا لاوامره سبحانه الا وبعدا عن نواهيه. نعم. قال رحمه الله تعالى فمن قال لا اله الا الله ولم يقم بموجبها بل اكتسب مع ذلك ذنوبا وكان صادقا في قولها موقنا بها لكن له ذنوب اضعفت صدقه ويقينه وانضاف الى ذلك الشرك الاصغر العملي رجحت هذه السيئات على هذه الحسنة ومات مصرا على الذنوب بخلاف من يقولها بيقين وصدق فانه اما اما الا يكون مصرا على سيئة اصلا او يكون توحيده المتظمن لصدقه ويقينه رجح حسناته والذين يدخلون النار ممن يقولها اما انهم لم يقولوها بالصدق واليقين التامين المنافيين للسيئات او لرجحانها او قالوها واكتسبوا بعد ذلك سيئات رجحت على حسناتهم ثم ضعف لذلك صدقهم ويقينهم ثم لم يقولوها بعد بعد ذلك بصدق ويقين تام لان الذنوب قد اضعفت ذلك الصدق واليقين في قلوبهم. فقولها من مثل هؤلاء لا يقوى على محو السيئة فترجح فترجح سيئاتهم على حسناتهم. انتهى الملخص. نعم. وقد ذكر هذا كثير من العلماء كابن القيم وابن رجب وغيرهم قلت وبما قرره شيخ الاسلام رحمه الله تعالى تجتمع الاحاديث قال وفي الحديث دليل على انه لا يكفي في الايمان النطق من غير اعتقاد وبالعكس. وفيه تحريم النار على اهل التوحيد الكامل وفيه ان العمل لا ينفع الا اذا كان خالصا لله تعالى. قال وفيه تحريم النار على اهل التوحيد الكامل في تحريم النار اي دخول النار. على اهل التوحيد الكامل. واما من جاء بمعاصي مع هذا التوحيد اوجبت دخوله النار فان التحريم الذي يتعلق به هو تحريم الخلود نعم. قال رحمه الله تعالى تنبيه قال القرطبي في تذكرته قوله وفي الحديث من ايمان اي من اعمال الايمان التي هي من اعمال الجوارح فيكون فيه دلالة على ان الاعمال الصالحة من الايمان والدليل على لانه اراد بالايمان ما قلناه ولم يرد مجرد الايمان الذي هو التوحيد ونفي الشركاء والاخلاص بقول والاخلاص بقول لا اله الا الله لما في الحديث نفسه من قوله اخرجوا ثم بعد ذلك يقبض سبحانه قبضة فيخرج قوما لم يعملوا خيرا قط يريد بذلك الا التوحيد المجرد من الاعمال انتهى ملخصا من شرح سنن ابن ماجه. نعم. قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال موسى عليه السلام يا ربي علمني شيئا اذكرك ادعوك به قال قل يا موسى لا اله الا الله. قال يا ربي كل عبادك يقولون هذا. قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والاراضين السبعة في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله. رواه ابن حبان والحاكم وصححه. نعم يؤجل الكلام على هذا الحديث الى اللقاء القادم وانبه الى ان الدرس يتوقف الى آآ الاحد بعد القادم يتوقف الدرس الى الاحد بعد القادم. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانية وسره. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ولاها يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة فتوى الغنى اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم يا ربنا جنبنا والمسلمين اينما كانوا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم واصلح لنا اجمعين شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اقسم انا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا ما طيب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من ادان ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه