الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد بعد فيقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد قال المصنف رحمه الله تعالى باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب. قال رحمه الله تعالى اي ولا عذاب قلت تحقيقه تخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي. قال المصنف رحمه الله تعالى قال الله تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين وصف إبراهيم عليه السلام بهذه الصفات التي هي الغاية في تحقيق التوحيد. الاولى انه كان امة اي قدوة واماما معلما للخير وما ذاك الا لتكميله مقام الصبر واليقين الذين تنال بهما الامامة في الدين الثانية قوله قانتا قال شيخ الاسلام القنوت دوام الطاعة والمصلي اذا اطال قيام او ركوعه او سجوده فهو قانت. قال تعالى امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما احذروا الاخرة ويرجوا رحمة ربه انتهى ملخصا. الثالثة انه كان حنيفا قال العلامة ابن القيم رحمه الله الحنيف المقبل على الله المعرض عن كل ما سواه انتهى. الرابعة انه ما كان انه ما كان من المشركين اي لصحة اخلاصه وكمال صدقه وبعده عن الشرك. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد المصنف رحمه الله تعالى باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب اي ولا عذاب هذه الترجمة عظيمة جدا في بيان عظم شأن تحقيق التوحيد وتحقيقه هو تتميم والاتيان به سليما من النواقض والنواقص. النواقض التي تتنافى مع اصل والنواقص التي تتنافى مع كماله الواجب. فتحقيقه الاتيان به تاما سليما صافيا نقيا. مخلصا من الشوائب الشوائب الشرك والبدع والمعاصي وهذه الامور الثلاثة تتنافى مع التوحيد. منها ما هو مناف لاصله ومنها ما هو مناف لكماله الواجب وهي عوائق في طريق السائر الى الله. والدار الاخرة عوائق ثلاثة الشرك والبدع والمعاصي. والخلاص من عايك الشرك يكون بتجريد التوحيد لله. واخلاص الدين له وافراده وحده بالعبادة. والسلامة والخلاص من عائق البدعة يكون بتجريد المتابعة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وتحكيم والتعويل على سنته وهديه صلوات الله وسلامه عليه وان تكون عبادة الله سبحانه بما جاء عنه صلى الله عليه وسلم والسلامة من عائق المعصية يكون بالبعد عنها والحذر من الوقوع فيها. والمبادرة الى التوبة اذا وقع في شيء من المعاصي وعدم الاصرار عليها. اذ ان محقق التوحيد ليس من صفة في الا يقع في المعصية كل بني ادم خطاء لكنه لا يصر ويبادر الى التوبة كما قال الله سبحانه وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض ادت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. فوصفهم بملازمة الاستغفار وعدم الاصرار. ولم يصفهم بعدم الوقوع في الذنب. فالانسان عرظة للذنب والوقوع في الخطأ. لكن من شأن آآ المرء الحريص على كمال ايمانه انه لا يصر على الذنب اذا وقع فيه. بل يذكر الله ويخاف عقابه ويخاف من مغبة الذنوب فيبادر الى التوبة النصوح قال رحمه الله تعالى قال السارح رحمه الله تحقيقه تخليصه وتصفية من شوائب الشرك والبدع والمعاصي. ثم اورد قول المصنف قال الله تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من هذه الاية ذكرها المصنف رحمه الله تعالى مصدرا بها هذه الترجمة وهذا من كمال فقهي رحمه الله بيان للتوحيد بالقدوة والائمة بذكر اوصاف امام المحققين الموحدين خليل الرحمن عليه صلوات الله وسلامه. قد قال الله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم فذكر المصنف رحمه الله تعالى لهذه الاية مصدرا بها الترجمة هو بيان تحقيق التوحيد بذكر اوصاف من هو قدوة فيه. قدوة في تحقيقه وتتميمه وتكميله بذكر اوصاف امام الحنفاء خليل الرحمن عليه صلوات الله و وسلامه والله سبحانه وتعالى في هذه الاية الكريمة وصف خليله ابراهيم عليه السلام بصفات اربع هي من اوصاف محقق التوحيد هي من اوصاف محقق محققي التوحيد. ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا. ولم يك من المشركين وبين رحمه الله ان معنى امة اي اماما اماما وقدوة ومعلما للخير والايمان يراد به من اجتمعت فيه صفات الخير فصار فيها قدوة للاخرين. ومن دعاء عباد الرحمن واجعلنا للمتقين اماما لا يكون العبد اماما للمتقين بعده حتى يأتم بالمتقين قبله اولا يأثم ثم يكون اهلا لان يؤتم به. اولا يأتم قبله يجاهد نفسه على الاتصاف بصفاتهم والتحلي اخلاقهم اعمالهم. فيكون اهلا لان يؤتم به فيكون كونوا اماما والامامة رتبة علية. يمن الله سبحانه وتعالى بها على من شاء من عباده. قال الله تعالى وجعلنا منهم جعلنا لا يكون اماما الا اذا جعله الله كذلك ومن عليه بذلك. قال وجعلنا منهم ائمة. يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. ولهذا يقول المصنف او السارح رحمه الله وما فالا لتكميلهم مقام الصبر واليقين. الذين تنال بهما الامامة في الدين. استناده في ذلك الى هذه الاية وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا. وكانوا باياتنا يوقنون. فالامامة في الدين تنال بالصبر بانواعه الثلاثة على الطاعة وعن المعصية وعلى اقدار الله المؤلمة واليقين الذي هو امام العلم وكماله وانتفاء الشك والريب. والصفة الثانية كونه قانتا والقنوت دوام الطاعة وملازمة العبادة. والثالثة انه كان حنيفا قال ابن القيم الحنيف المقبل على الله المعرظ عن كل ما سواه. والحنيفية ملة ابراهيم وهي ان نعبد الله مخلصين له الدين. مقبلين على الله بالتوحيد. مارضين عن الشرك والتنديد الرابعة انه ما كان من المشركين. انه ما كان من المشركين لصحة اخلاصه وكمال قصده وبعده عن الشرك. نعم. قال رحمه الله تعالى قلت يوضح هذا قوله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اي على دينه من اخوانه المرسلين قاله ابن جرير رحمه الله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في والذين معه. المراد بقوله والذين معه اي الانبياء والمرسلين الذين هم على دينه. وهذا في فيه ان دين الانبياء واحد. فيه ان دين الانبياء واحد. كما قال عليه الصلاة والسلام واحد فقوله قد كانت لكم اسوة في ابراهيم والذين معه اي لكم وفيه ابراهيم ولكم اسوة في اخوانه النبيين. فدينهم واحد. فدينهم واحد عقيدتهم واحدة كل هم دعاة الى توحيد الله. سبحانه وتعالى ودعاة الى التحذير من الاشراك به سبحانه نعم. قاله قد كانت لكم اسوة هذا فيه فائدة عظيمة في قطع باب شر على كثير من الناس عندما يستدلون وخاصة ارباب البدع والضلال عندما يستدلون يستدلون بالائمة. يستدلون بالائمة والمراد بالائمة عندهم اشياخ الضلالة الذين هم مؤتمون بهم. فترى اذا استدل نقل اقوال ائمة الضلال الذين نشأ على ايديهم وتلقى عنهم منذ نشأته فاذا كان الاستدلال بالائمة اذا كان الاستدلال بالائمة فليكن بامام الائمة خليل الرحمن الله جعله اسوة للعالمين. جعله الله اسوة للعالمين لا ان يستدل بائمة الضلال ودعاة الباطل وهذا من اعظم اسباب هلاك كثير من العوام. يستدلون باقوال الائمة اي الائمة الذين ان نشأوا على ايديهم وتلقوا عنهم. فاذا كان مستدلا بالائمة فليستدل بامام الائمة خليل الرحمن الاسوة والقدوة للعالمين وليستدل كلام الرسول عليه الصلاة والسلام ان كلا يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه المبلغ عن الله تبارك وتعالى وقد بلغ الضلال بكثير من هؤلاء مبلغا عظيما. بحيث يعرض عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرده ولا يقبله. ويقدم عليه قول ائمة الضلال عياذا بالله نعم. قال رحمه الله تعالى قلت اوضح هذا قوله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في والذين معه اي على دينهم لاخوانه المرسلين قاله ابن جرير رحمه الله تعالى اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما ودون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا. حتى تؤمنوا بالله وحده الاية وذكر تعالى عن خليله عليه السلام انه قال لابيه ازر واعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعو ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا. فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله الاية. فهذا هو اعتزلهم وما ايعبدون من دون الله وهبنا له. اسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا. هذا يستفاد منه فائدة عظيمة شاهدا لقول النبي صلى الله عليه وسلم من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه فهو عليه السلام اعتزل قومه. اعتزل قومه اعتزل اهله اعتزل وطنه لما هم عليه من الشرك والكفر وعبادة النجوم والكواكب والاصنام والاوثان قال قال واعتزلكم وما تدعون من دون الله. ومفارقة الانسان للاهل من اشق ما يكون على النفس مفارقة الانسان للاهل من اشق ما يكون على النفس لكن لما كان هذا الترك لله عوضه الله خيرا منه. قال الله عز وجل وهبنا له اسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا عوضه الله خيرا من ذلك وهبه اسحاق ووهبه يعقوب وكلا جعلنا نبي نعم. قال رحمه الله تعالى فهذا هو تحقيق التوحيد. وهو البراءة من الشرك واهله والكفر بهم وعداوتهم وبغضهم فالله المستعان. قال المصنف رحمه الله تعالى في هذه الاية ان ابراهيم كان امة لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين قانتا لله لا للملوك ولا المترفين حنيفا لا يميل يمينا ولا شمالا كفعل العلماء المفتونين. ولم يك من المشركين خلافا لمن كثر سوادهم وزعم انه من المسلمين انتهى. وقد وقد روى ابن ابي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ان ابراهيم كان امة اي على الاسلام ولم يكن في زمانه احد على الاسلام غيره. غيره غيره قلت ولا منافاة بين هذا وبين ما تقدم من انه كان اماما يقتدى به في الخير. صحيح غيره نعم ولم يكن في زمانه احد عن الاسلام غيرهما. نعم. احسن الله. قلت ولا منافاة بين هذا وبين ما تقدم من انه كان اماما يقتدى به في الخير. قال المصنف رحمه الله تعالى وقال تعالى والذين هم بربهم لا يشركون وصف المؤمنين السابقين الى الجنة فاثنى عليهم بالصفات التي اعظمها انهم بربهم لا يكون ولما كان المرء قد يعرض له ما يقدح في اسلامه من شرك جلي او خفي نفى ذلك عنهم وهذا هو تحقيق التوحيد الذي حسنت به اعمالهم وكملت ونفعتهم. قلت قوله حسنت وكملت هذا باعتبار سلامتهم من الشرك الاصغر. واما الشرك الاكبر فلا يقال في تركه ذلك. فتدبر. ولو قال الشارب صحة لكان اقوم. قال ابن كثير رحمه الله تعالى بقوله والذين هم بربهم لا يشركون. اي لا يعبدون مع الله غيره بل يوحدونه ويعلمون انه لا اله الا الله احد صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وانه لا نظير له. هذه الاية الثانية ساقها المصنف الامام المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله انا في هذا الباب العظيم باب من حقق التوحيد. دخل الجنة بلا بلا حساب. والاية ساقها رحمه الله تعالى لان فيها بيانا للتحقيق بيانا لتحقيق التوحيد. وذلك ان الله عز وجل ذكر في هذا السياق العظيم المبارك صفات المؤمنين الكمل الذين كملوا ايمانهم وحققوا دينهم واتموا عبادتهم وطاعتهم لربهم سبحانه وتعالى الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون. وصفهم الله تبارك وتعالى باوصاف من جملته قوله والذين هم بربهم لا يشركون. والذين هم بربهم لا يشركون. ونقل عن الامام بن كثير في معنى هذه الاية اي لا يعبدون مع الله غيره بل يوحدونه. ويعلمون انه لا اله الا الله احد صمد. لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وانه لا نظير له. فهم لا يشركون بالله لا في ولا في الالوهية ولا في الاسماء والصفات بل يخلصون دينهم لله يؤمنون بعظمة الله بتفرده سبحانه وتعالى ووحدانيته جل في علاه. ويفردونه وحدهم بالعبادة. بعيدون عن الشرك. مجانبون له محاذرون عن الوقوع فيه. فنعتهم الله بهذا والذين هم بربهم لا يشركون وهذا فيه ان محقق التوحيد مجانب للشرك. مباعد عنه مبتعد عنه قد قال امام الحنفاء في دعائه واجنبني وبني ان نعبد الاصنام اي اجعلني في جانب بعيد. عن الاصنام فلا اقرب منها. فهذا فيه ان من اعظم اوصاف محقق التوحيد من الشرك والبعد عنه والمجانبة له والخوف من الوقوع فيه. مع قوة الاقبال على الله سبحانه وتعالى. والبعد عن تزكية النفس. ولهذا قال الله في السياق نفسه والذين يؤتون ما فاتوا وقلوبهم مجهلة انهم الى ربهم راجعون. اي يقدمون ما يقدمون من الطاعات وقلوبهم خائفة الا تقبل منهم. واذا كان الله سبحانه وتعالى ذكر عن امام الحنفاء عندما كان يبني البيت يردد وهو يبني بيت الله ربنا تقبل من واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا. انك انت السميع العليم وجاء في بعض كتب التفسير انه يقول ذلك مع كل حصاد. كل حجر يرفعه يدعو الله ان ان يتقبله منه. نقل ابن كثير رحمه الله عن وهيب ابن الورد رحمه الله انه قرأ هذه الاية وبكى قال خليل الرحمن ويبني بيت الرحمن بامر الرحمن ويخاف ان لا يقبل. ربنا تقبل منا فهذه كلها من اوصاف محققي التوحيد. بخلاف من من سواهم يعني محقق التوحيد عندهم كرص على تكميل العمل وتتميمه وفي الوقت نفسه بعد عن تزكية النفس. ومن سواهم عندهم قصور في العمل وربما ما فساد فيه واغترار بالنفس. ولهذا بعضهم مع قصور عمله يدعي عند اتباعه انه من اولياء الله وانه حقيق بكذا وحقيق بكذا يعظم نفسه بين اتباعه ويزكي نفسه. وهذا من الامور التي يعرف فيها الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. وفي هذا رسالة لابن تيمية رحمه الله عظيمة الشأن. الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان. قال الحسن البصري رحمه الله ان المؤمن جمع بين احسانا ومخافة. والمنافق جمع بين اساءة وامن. ونقل الشارع هنا رحمه الله تعالى عن تيسير العزيز الحميد قال وصف المؤمنين السابقين الى الجنة فاثنى عليهم بالصفات التي اعظمها انهم بربهم لا يشركون. ولما كان المرء قد يعرض له ما يقدح في من شرك جلي او خفي نفى ذلك عنهم. نفى ذلك اي الشرك والذين هم بربهم لا يشركون. نفى ذلك عنهم اي نفى عنهم الشرك. قال وهذا هو تحقيق التوحيد. الذي حسنت به اعمالهم وكملت ونفعتهم. قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن متعقبا قوله حسنت وكملت هذا باعتبار سلمة من الشرك الاصغر. واما الشرك الاكبر فلا يقال في تركه ذلك. لا يقال حسنته كملت ولهذا يقول لو قال السارح صحت لكان اقوم. لو قال السارح صحت لكان اقوم لكن عبارة حسنت وكملت ليست في الشرح الذي هو التيسير عبارة حسنت وكملت ليست في الشرح الذي هو التيسير. والعبارة كما هي في التيسير قال وصف السابقين الى الجنة فاثنى عليهم بالصفات التي اعظمها انهم بربهم لا يشركون. ولما كان المرء قد يعرض له ما يقدح في اسلامه من شرك جلي او خفي نفى ذلك عنهم. ومن كان كذلك هكذا بالتيسير ومن كان كذلك فقد بلغ من تحقيق التوحيد النهاية وفاز باعظم التجارة ودخل الجنة بلا حساب ولا عذاب. وليس فيه هذه العبارة وهذا هو اه تحقيق وحيد الذي حسنت اعمالهم به وكملت ونفعتهم. نعم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى عن حصين بن عبدالرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال ايكم الكوكب الذي انقض البارحة فقلت انا ثم قلت اما اني لم اكن في صلاة ولكني لدغت. قال فما صنعت؟ قلت ارتقيت. قال اما حملك على ذلك؟ قلت حديث حدثناه الشعبي قال وما حدثكم؟ قلت حدثناه عن حدثنا عن بريدة بن الحصيب انه قال لا رقية الا من عين او حماة. قال قد احسن من انتهى الى ما سمع. ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عرضت علي الامم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه احد اذ رفع لي سواد عظيم وظننت انهم امتي فقيل لي هذا موسى وقومه فنظرت فاذا سواد عظيم فقيل لي هذه امتك ومعهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في اولئك. فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الاسلام فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا اشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبروه فقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا وعلى ربهم يتوكلون. فقام عكاشة بن محصن فقال يا عكاشة ابن محصن فقام عكاشة ابن محصن فقال يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم قال انت منهم ثم قام رجل اخر فقال ادعوا الله ان يجعلني منهم. فقال سبقك بها عكاشة. هذا الحديث حديث عظيم في بيان اوصاف محققي التوحيد. وقد ساقه رحمه الله تعالى بتمامه. من اجل النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين لا يسترقون. ولا يتطيرون ولا يكتوون على ربهم يتوكلون اوصاف من يدخلون الجنة بدون حساب ولا عذاب وهم محققوا التوحيد. وهذا لكمال توحيدهم وكمالهم كلهم على الله تبارك وتعالى. وهذا الخبر بتمامه يبين لنا جمال الحال التي كان عليها ائمة السلف. في حواراتهم العلمية ومجالسهم المباركة وادبهم في الحوار والتخاطب ولهذا بطالب العلم ان يقف على مثل هذه المجالس مستفيدا من طريقة السلف. وادبهم الرفيع وجمال تخاطبهم وحسن تحاورهم ولطفهم ورفقهم وبعدهم عن الفظاظة والشدة التي لا يترتب عليها الا النفرة التفرق والتباغض وما دخل الرفق في شيء الا زانه. فهذا مجلس عظيم ومبارك يبين لنا الحالة التي عليها التابعين رحمه الله تعالى وائمة السلف عموما في مجالسهم وحول هذا المعنى سبقا كتبت اه مقالة حول هذا المعنى. المستفاد من هذا المجلس بعنوان مجلس ماتع من مجالس التابعين. مجلس ماتع من مجالس التابعين لانه مليء الادب الرفيع في الحوار وطريقة التخاطب وحسن الاستدلال وجمال التحادث بينهم مع ما فيه من الرفق واللطف والاحسان مما يدل على كمال خلقهم ورفيع ادبهم رحمهم الله تعالى. وما يتعلق هذا الحديث من فوائد اخرى تأتي في كلام السارح ويؤجل ذلك الى اللقاء القادم باذن الله اسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله فمنا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا