الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى عن حسين بن عبدالرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال ايكم رأى الكوكب الذي انقض فرحة فقلت انا ثم قلت اما اني لم اكن في صلاة ولكني لدغت قال فما صنعت؟ قلت ارتقيت. قال فما وحملك على ذلك قلت حديث حدثناه الشعبي قال وما وما حدثكم؟ قلت حدثنا عن بريدة بن الحصيب انه قال لا رقية الا من حماة قال قد احسن من انتهى الى ما سمع ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عرض علي الامم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه احد. اذ رفع لي عظيم فظننت انهم امتي فقيل لي هذا موسى وقومه فنظرت فاذا سواد عظيم فقيل لي هذه امتك ومعهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في اولئك. فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الاسلام فلم بالله شيئا وذكروا اشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبروه فقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. فقام عكاشة بن محصن فقال يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم قال انت منهم ثم قام رجل اخر فقال ادعو الله ان يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة شهر هكذا اورده المصنف غير معزو وقد رواه البخاري مختصرا ومطولا. ومسلم واللفظ له والترمذي والنسائي. قوله عن حصين بن عبد الرحمن هو السلمي ابو الهذيل الكوفي. ثقة مات سنة ست وثلاثين ومئة وله ثلاث وتسعون سنة وسعيد بن جبير هو الامام الفقيه من جلة اصحاب ابن عباس رضي الله عنهما روايته عن عائشة وابي موسى رضي الله عنهما مرسلا وهو كوفي مولى لبني اسد قتل بين يدي الحجاج سنة خمس وتسعين. ولم يكمل الخمسين. قولهم قط هو بالقاف والضاد المعجمة اي سقط. والبارحة هي اقرب ليلة مضت. قال ابو العباس ثعلب يقال قبل الزوال الليلة وبعد الزوال رأيت البارحة. وكذا قال غيره وهي مشتقة من برحة اذا زال. قوله اما اني لم اكن في قال في مغن لبيب اما بالفتح والتخفيف على وجهين احدهما ان تكون حرف استفتاح بمنزلة الا فاذا وقعت ان بعدها كسرت. الثاني ان تكون بمعنى حقا او احق. وقال اخرون هي كلمتان الهمزة استفهام وما اسم بمعنى شيء ذلك الشيء حق فالمعنى احق وهذا هو الصواب وما نصب على الظرفية وهي تفتح ان بعدها وهذه تفتح ان بعدها وهذه تفتح. وهذه تفتح ان بعدها انتهى. والانسب هنا هو الوجه الاول. الوجه الاول حرف استفتاح نعم القائل هو حصين خاف ان يظن الحاضرون انه رآه وهو يصلي فنفى عن نفسه ايهام العبادة. وهذا يدل على فضل السلف حرصهم على الاخلاص وابعادهم عن الرياء والتزين بما ليس فيهم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فهذا مجلس مبارك من مجالس التابعين رحمهم الله تعالى فيه تحاورهم العلمي وتحريهم للحق وحرصهم على الدليل وعملهم به ووقوفهم عنده وعظم ادبهم وخلقهم وجميل تعاملهم رحمهم الله تعالى وهذا المجلس كما يستفاد من قول سعيد بن جبير ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة قوله البارحة يفيد ان هذا المجلس كان بعد الزوال يعني بعد الظهر او بعد العصر لانه في الصباح لا يقال البارحة وانما يقال الليلة ايكم الذي رأى الكوكب الذي انقض البارحة يفيد ان مجلسهم هذا اما بعد صلاة الظهر او بعد صلاة العصر وقول حصين رحمه الله تعالى اما اني لم اكن في صلاة ثم قال ايكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ قال قلت انا قلت انا في ذلك الزمان في ذلك الزمان لا يذهب الذهن في استيقاظ الشخص في وقت ما ولا سيما متأخر من الليل لا يذهب الذهن الا انه في صلاة في ذلك الزمان لا يذهب الدهن الا انه في صلاة واما في زماننا هذا فاختلف الامر تماما اخر ما يظن او يحتمل هو الصلاة لانه في زماننا هذا شغل الناس في الليل بامور كثيرة جدا فلا يحتاج ان يقول اما اني لم اكن في صلاة الان اما اني لم اكن في صلاة لانها غير متوقعة في مثل هذا الزمان الا من رحم الله سبحانه وتعالى خاصة الان مع الاظاءة وتحول الليلي لا اشبه ما يكون بالنهار حتى النجوم ما نراها فيه في الليل في في المدن والحواضر بخلاف ذاك الزمان بنقائه وصفائه وجماله وحسن حال اهله وخيريتهم تعني امة الاسلام امة محمد عليه الصلاة والسلام قال اما اني لم اكن في صلاة اما اني لم اكن في صلاة قال ذلك رضي الله رحمه الله تعالى خاف ان يظن الحاضرون انه رآه وهو يصلي لان هذا هو المتوقع فنفى عن نفسه ايهام العبادة نهى عن نفسه ايهام العبادة انظروا هذه الحالة المباركة وتأملوا في الوقت نفسه الحالة المؤسفة في زماننا هذا ولا سيما مع توفر الات التصوير حدثني شخص قبل ايام قليلة انه رأى شخصا في هذا المسجد يمشي مع صاحبه ثم اختار مكانا في المسجد وجلس جلسة التشهد وحرك اصبعه والتقط له صاحبه صورة ثم قام اي والله شيء عجب وهذه الصورة ما صورها الا من اجل ان يري اصحابه انه يصلي في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم انظروا الفرق بين هؤلاء اهل الاخلاص وبين من شغلت قلوبهم عياذا بالله بالتكالب على هذه الدنيا والاكباب عليها وكونها اكبر هم الانسان والانشغال بالتظاهر والمظاهرات بالتظاهر فالعبادة والتظاهر بالديانة حتى عند الكعبة عند الكعبة يطوف ويصوره صاحبه ويرمي الجمار ويصوره صاحبه يقف بعرفات ويصوره صاحبه وهذا خشي رظي الله عنه ورحمه خشي ان يظن انه في صلاته فقال اما اني لم اكن في صلاتي قال السارح رحمه الله وهذا يدل على فضل السلف وهذا يدل على فضل السلف وحرصهم على الاخلاص وابعادهم عن الرياء التزين بما ليس فيهم نعم قوله قال رحمه الله تعالى قوله ولكني لدغت بضم اوله وكسر ثانيه قال اهل اللغة يقال لدغته العقرب وذوات السموم اذا اصابته بسمها وذلك بان تأمره بشوكتها قوله قلت ارتقيت لفظ مسلم استرقيت اي طلبت من يرقاني. قوله فما حملك على ذلك فيه طلب الحجة على صحة المذهب اولا لما اخبر انه قد لدغ تلك الليلة سئل قال قال له سعيد ما صنعت ما صنعت اي شيء صنعته عند ما لدغتك العقرب وهذا السؤال كما يقال يطرح نفسه في مثل هذا الموقف وهو كما انه يتضمن الاطمئنان على من حصل له مثل هذا الامر فيه ايضا مواساة له وتسلية وسؤال عن حاله وهذا هو الذي ينبغي قالت ما صنعت؟ قال ارتقيت اي طلبت من قال ارتقيت هذا معناه انه آآ معنى ذلك انه عمل على رقية نفسه عمل على ذلك وفي رواية مسلم قال استرقيت استرقيت اي طلبت من يرقيني قال فما حملك على ذلك هذا طلب الدليل ما حملك على ذلك هذا مطالبة بالدليل ما الدليل على ذلك وهذا فيه عناية السلف رحمهم الله بالدليل في كل مقام في كل مقام يعتنون بالدليل بخلاف الخلف ومن ليسوا على جادة السلف ربما يتظايق اذا طولب بالدليل يقول له مثلا مريض انا ولديغ وتقول دليل ما وقت دليل هذا في شدة وفي الم وحال ما مؤلمة جدا فبعضهم في مثل هذه الحال اصلا لا يفكر حال الشدائد والامراض كثير من الناس يفكر في الخلاص من المرظ ولو بالشرك بالله ما يبالي ولهذا تجده في شدة المرض همها ان يتخلص المرض ولو ان يذهب الى السحرة او الى الكهنة او الى المشعوذين والدجاجلة واذا قيل له في ذلك يقول مرض شديد اريد ان اتخلص منه فيريد الخلاص من مرضه ولو بذهاب دينه ولو بذهاب دينه وهذا يحصل كثير والشيطان احرص ما يكون على الانسان في مثل هذه الشدائد لصرفه عن دينه وابعاده عن التوحيد والاخلاص لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى قوله حديث حدثناه الشعبي اسمه عامر بن شراحيل الهمداني ولد في خلافة عمر وهو من ثقات وفقهائهم مات سنة ثلاث ومائة. قوله عن بريدة بضم اوله وفتح ثانيه. تصغير بردة ابن الحصيب بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين ابن الحارث الاسلمي صحابي شهير مات سنة ثلاث وستين قاله ابن سعد قوله لا رقية الا من عين او حماة وقد رواه احمد وابن ماجه عنه مرفوعا ورواه احمد وابو داوود والترمذي عن عمران بن حصين به مرفوعا قال الهيثمي رجال احمد ثقات والعين هي اصابة العائن غيره بعينه والحمى بضم المهملة وتخفيف الميم سم العقرب وشبهها قال الخطابي ومعنى الحديث لا رقية اشفى واولى من رقية العين والحمى. وقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم ورقي. اي ان الحديث ليس للحصر ليس لحصر الرقية الجائزة في العين والحمى. لكن المراد لا رقية الا من عين او حمى. اي لا رقية اشفى ولا رقية اولى مثل قول قائل لا رجل الا زيد ليس نفيا للرجولة ام غيره ولكن بيان لانه لكمال رجولته وان اكمل من غيرها فيها نعم قال رحمه الله تعالى قوله وقد احسن من انتهى قوله قد احسن من انتهى الى ما سمع اي من اخذ بما بلغه من العلم وعمل به فقد احسن بخلاف من يعمل بجهل او لا يعمل بما يعلم فانه مسيء اثم. وفيه فضيلة علم السلف وحسن ادبهم هذا يفيد ان حال الناس في العمل بالدليل وعدم او عدم العمل به ينقسمون الى ثلاثة اقسام القسم الاول مثل ما صنع حصين علم وعمل علم بالدليل وعمل بالدليل فكان عمله وفق الدليل ولهذا اثنى عليه سعيد قال قد احسن من انتهى الى ما سمع اي احسنت صنيعا عملت وعملك مبني على الدليل فاثنى عليه بذلك فهذا القسم الاول من الناس من علم عمل او بنى عمله على العلم اي على الدليل الثاني من هؤلاء من يعمل بلا علم يعمل يباشر الاعمال ولكن بلا علم جاهل لا علم عنده ويباشر الاعمال عن جهل وعدم بصيرة والقسم الثالث عنده علم لكنه يتركه ويعمل بغيره. لا يعمل بما علم فالناس في هذا الباب اقسام ثلاثة نعم قال رحمه الله تعالى قوله ولكن حدثنا ابن عباس هو عبد الله ابن عباس ابن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم دعا لهم فقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. فكان كذلك مات بالطائف سنة سنة ثمان وستين. قال صنفوا وفيه عمق علم السلف لقوله قد احسن من انتهى الى ما سمع. ولكن كذا وكذا. فعلم ان الحديث الاول لا يخالف علم ان الحديث الاول لا رقية الا من عين او حمى لا يخالف الثاني لا يسترقون لا يخالف الثاني الذي هو قوله لا يسترقون لان الاول فيه الجواز والثاني فيه الاولوية الاول فيه الجواز والثاني فيه الاولوية فالاول لا يخالف الثاني ولهذا الحسن لم يخطئه ولهذا السعيد لم يخطئه وانما قال له قد احسن من انتهى الى ما قد سمع لم يخطئه ولكنه نقله الى درجة اكمل واولى من ذلك. نعم قال رحمه الله تعالى قوله عرضت علي الامم وفي الترمذي والنسائي من رواية عثر بن القاسم عن حصين بن عبد الرحمن ان ذلك كان ليلة الاسراء قال الحافظ فان كان ذلك محفوظا كانت فيه قوة لمن ذهب الى تعدد الاسراء وانه وقع بالمدينة اذا قلت وفي هذا نظر نعم اي ان الاسراء لم يقع الا مرة واحدة. واهل العلم ومنهم ابن كثير وابن القيم واخرين يخطئون هذه طريقة حمل الاحاديث على تعدد القصة عند وجود اختلاف وربما بعضه بسبب بعض الرواد فبعضهم يحمل الحديث على تعدد القصة يقول في التيسير تيسير العز الحميد وليس بظاهر اي ان هذا يحمل على التعدد بل قد يكون رأى ذلك ليلة الاسراء ولم يحدث به الا في المدينة وليس في الحديث انه حدث به قريبا من العرض عليه ليس في الحديث انه حدث به قريبا من العرض عليه فبعضهم اخذ من هذه اللفظة ان هذه الحادثة حادثة الاسراء انما كانت في المدينة. انما كانت في المدينة الاحاديث التي جاءت في ذكر الاسراء يذكر فيها اخذ النبي عليه الصلاة والسلام الصلاة ونزوله بها خمسين صلاة ثم لقاء موسى عليه السلام وقوله له سل الله التخفيف فان امتك لا تطيق ذلك حتى خففت خمس صلوات فاذا قيل بتعدد القصة فمعنى ذلك ان هذا ايضا تكرر في كل قصة ان الاحاديث فيها هذا الخبر وفيها ايضا لقاء النبي صلى الله عليه وسلم في الانبياء في كل مرة اذا اذا قيل للقصة تعددت في كل مرة يسألونه يلقاهم ويسألون من من انت فآآ الصحيح انها حادثة الاسراء انما كانت مرة واحدة. انما كانت مرة واحدة نعم قال رحمه الله تعالى قوله فرأيت النبي ومعه الرهط الذي في صحيح مسلم الرهيط بالتصغير لا غير وهم الجماعة دون العشرة. قاله النووي قوله والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه احد فيه الرد على من احتج بالكثرة قوله نعم وهذا واضح ان الكثرة ليست هي العبرة لانه يأتي يوم القيامة النبي ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان ولو كانت الحجة بالكثرة قومه اكثر منه عددا فالحق لا يعرف بالكثرة وانما يعرف الحق فيعرف اهله نعم قال رحمه الله تعالى قوله اذ رفع لي سواد عظيم المراد به هنا الشخص الذي يرى من بعيد قوله فظننت انهم امتي لان الاشخاص التي ترى في الافق لا لا يدرك منها الا الصورة وفي صحيح مسلم ولكن انظر الى الافق الاخر ولم يذكره المصنف فلعله سقط من الاصل الذي نقل الحديث منه والله اعلم قوله فقيل لي هذا موسى وقومه اي موسى ابن عمران كليم الرحمن وقومه اتباعه على دينه من بني اسرائيل قوله فنظرت فاذا سواد عظيم فقيل لي هذه امتك ومعهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب اي لتحقيق التوحيد وفي رواية ابن فضيل ويدخل الجنة من هؤلاء من امتك سبعون سبعون الفا. وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين بانه تضيء وجوههم اضاءة القمر ليلة البدر وروى الامام احمد والبيهقي في حديث ابي هريرة رضي الله عنه فاستزدت ربي فزادني مع كل الف سبعين الفا. قال الحافظ وسند جيد قال فزادني مع كل الف سبعين الفا زادني مع كل الف سبعين الفا كيف يكون العدد هنا العدد في الرواية التي بين ايدينا السبعين الف لكن استزاد عليه الصلاة والسلام ربه فزاده مع كل الف سبعين الف يعرف العدد ان يظرب كم في سبعين الف كم نظرب في سبعين الف اربعين الف ها؟ سبعين الف ها او سبعين فقط ها؟ سبعين سبعين ولا سبعين الف لانه يقول مع كل الف فاستزدت ربي مع فزادني مع كل الف سبعين الفا زادني مع كل الف سبعين الفا فكم يظرب في سبعين الف سبعين ولا سبعين الف اخرى سبعين نعم قوله ثم نهض اي قام قوله فخاض الناس في اولئك هذا من العام الذي اريد به الخصوص اي من جملة الحاضرين خاض بالخاء والضاد المعجمتين وفي هذا اباحة المناظرة والمباحثة في نصوص الشرع على وجه الاستفادة وبيان الحق وفيه عمق علم السلف لمعرفتهم انهم لم ينالوا ذلك الا بعمل. وفيه حرصهم على الخير ذكره المصنف. قوله لمعرفتهم انهم لم ينالوا ذلك الا بعمل هذا مستفاد من المعاني التي ذكروها فكل ما ذكروه يفيد ان لم ادركوا ان ذلك لم ينل الا بعمل. نعم قال رحمه الله تعالى قوله فقال هم الذين لا يسترقون هكذا ثبت في الصحيحين وهو كذلك في حديث ابن مسعود في مسند احمد وفي رواية لمسلم ولا يرقون. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هذه الزيادة وهم من الراوي لم لم يقل النبي لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ولا يرقون وقد قال صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن الرقى من استطاع منكم ان ينفع اخاه فلينفعه. وقال لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا قال وايضا فقد رأى فقد رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم ورق النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه قال والفرق بين الراقي والمسترقي ان المسترقي سائل مستعطي ملتم ملتفت الى غير الله بقلبه والراقي محسن قال وانما المراد وصف السبعين الفا بتمام التوكل فلا يسألون غيرهم ان يرقاهم ولا يكويهم وكذا قال ابن القيم قوله ولا يكتوون اي لا يسألون غيرهم ان يكويهم كما لا يسألون غيرهم ان يرقاهم استسلاما للقضاء وتلذذا بالبلاء قلت والظاهر ان قوله لا يكتوون اعم من ان يسألوا ذلك او يفعل بهم ذلك باختيارهم. اما الكي في نفسه فجائز كما الصحيح عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث الى ابي ابن كعب طبيبا فقطع له عرقا وكواه وفي صحيح البخاري عن انس رضي الله عنه انه كوي من ذات الجنب والنبي صلى الله عليه وسلم حي وروى الترمذي وغيره عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كوا اسعد ابن زراء كوا اسعد ابن زرار كوى اسعد درن زرارة من الشوكة وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا الشفاء في ثلاث شربة عسل وشرطة محجر وكية نار وانا انهى عن الكي وفي لفظ وما احب ان اكتوي. قال ابن القيم رحمه الله تعالى قد تضمنت حديث الكي اربعة انواع احدها فعله. والثاني عدم محبته والثالث الثناء على من تركه. والرابع النهي عنه ولا تعارض بينها بحمد الله فان فعله له يدل على جوازه وعدم محبته لا يدل على المنع منه. واما الثناء على تركه فيدل على ان تركه اولى وافضل. واما النهي فعلى سبيل الاختيار والكراهة قوله ولا يتطيرون اي لا يتشائمون بالطيور ونحوها. وسيأتي ان شاء الله تعالى بيان الطيرة وما يتعلق بها في بابها اه قوله وعلى ربهم يتوكلون ذكر الاصل الجامع الذي تفرعت عنه هذه الافعال والخصال وهو التوكل على الله وصدق الالتجاء اليه والاعتماد بالقلب عليه الذي هو نهاية تحقيق التوحيد الذي يثمر كل مقام شريف من المحبة والرجاء والخوف والرضا به ربا والها والرضا بقضائه واعلم ان الحديث لا يدل على انهم لا يباشرون الاسباب اصلا. فان مباشرة الاسباب في الجملة امر فطري ضروري. لا انفكاك لاحد بل نفس التوكل مباشرة لاعظم الاسباب. كما قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. اي كافيه وانما المراد انهم يتركون الامور المكروهة مع حاجتهم اليها توكلا على الله تعالى كالاكتواء والاسترقاء. فتركهم له لكونه سببا مكروها لا سيما والمريض يتشبث فيما يظنه سببا لشفائه بخيط العنكبوت. لا سيما والمريض يتشبث فيما يظنه سببا لشفاءه هذا المعنى اشرت اليه ان بعض الناس حتى الشرك وايضا البدع والخرافات كثيرا ما يفعلونها ولا سيما عند اشتداد المرظ تتشبث بكل ما يقال له طمعا في شفاء مرضه او مرض قريبة والشيطان يكون حاضرا في مثل هذا المقام ولهذا ينبغي على الانسان ولا سيما في الشدائد ان يجاهد نفسه على سلامة توحيده وايمانه والبعد عن الشرك والضلال والخرافة نعم قال رحمه الله تعالى واما مباشرة الاسباب والان الخرافة في كل زمان تلبس لباسا ولهذا في زماننا هذا اصبح يروج للخرافة بالقالب العلمي ولهذا بعض الخرافات يروجون لها يقولون ثبت بالتقارير والدراسات العلمية اجراء الفحوصات الطبية واشياء من هذا القبيل يروجون به الخرافة مثل تعليق الحروز او رش الملح في البيت او اشياء من هذا القبيل يروجون لها باسلوب يتناسب مع العصر والزمان ولهذا الخرافة في كل زمان تلبس لباس ذلك الزمان حتى تروج عند اهله فينبغي على الانسان ان يكون على حذر من ذلك مثل الاسورة النحاسية وهي نوع من التعاليق المحرمة من تعلق شيئا وكل اليه ويقولون ثبت بالدراسات العلمية اجراء الفحوصات انها نافعة الى اخره نعم قال رحمه الله تعالى واما مباشرة الاسباب والتداوي على وجه الله كراهة فيه فغير قادح في التوكل فلا يكون تركه دعاء لما في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ما انزل الله من داء الا انزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله وعن اسامة بن شريك رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الاعراب فقالوا يا رسول الله انتداوى؟ فقال نعم يا عباد الله تداووا فان الله عز وجل لم يضع داء الا وضع له شفاء غير داء واحد. قالوا ما هو؟ قال رواه احمد وقال ابن القيم رحمه الله تعالى وقد تضمنت هذه الاحاديث اثبات الاسباب والمسببات وابطال قول من انكرها والامر بالتداوي وانه لا هنا في التوكل كما لا ينافيه دفع الم الجوع والعطش والحر والبرد باصدادها. بل لا تتم حقيقة التوحيد الا بمباشرة الاسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قضية التي نصبها الله مقتضية لمسبباتها قدرا وشرعا. وان تعطيلها يقدح في نفس التوكل كما يقدح في الامر والحكمة اضعفه من حيث يظن معطلها ان تركها اقوى في التوكل فان تركها عجز فان فان تركها عجز ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه. ودفع ما يضره في دينه ودنياه. ولابد مع هذا الاعتماد من مباشرة الاسباب والا كان معطلا للحكمة والشرع فلا يجعل العبد عجزه توكلا ولا توكله عجزا وقد اختلف العلماء في التداوي هل هو مباح وتركه افضل او مستحب او واجب؟ فالمشهور عن احمد الاول لهذا الحديث وما في معناه والمشهور عند الشافعية الثاني حتى ذكر النووي في شرح مسلم انه مذهبهم ومذهب جمهور السلف وعامة الخلف واختاره الوزير ابو المظفر قال ومذهب ابي حنيفة انه مؤكد حتى يداني به الوجوب. قال ومذهب مالك انه يستوي فعله وتركه فانه قال لا بأس بالتداوي ولا بأس بتركه وقال شيخ الاسلام ليس بواجب عند جماهير الائمة وانما اوجبه طائفة قليلة من اصحاب الشافعي واحمد قوله فقام عكاشة ابن محصن هو بظم العين وتشديد الكاف ومحصن بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الصاد المهملتين ابن حرفان بضم المهملة وسكون الراء بعدها مثلثة الاسدي من بني اسد من من بني اسد بن خزيمة كان من السابقين الى الاسلام ومن اجمل الرجال هاجر وشهد بدرا قاتل فيها واستشهد في قتال الردة مع خالد رضي الله عنه بيد طليحة الاسدي سنة اثنتي عشرة ثم اسلم طليحة بعد ذلك وجاهد الفرس يوم القادسية مع سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه. واستشهد في وقعة الجسر المشهورة قوله فقال يا رسول الله ادعو الله ان يجعلني منهم قال انت منهم وللبخاري في رواية فقال اللهم اجعله منهم وفيه طلبا وفيه طلب الدعاء وفيه طلب الدعاء من الفاضل طلبوا وفيه طلب الدعاء من الفاضل. قوله ثم قام رجل اخر ذكره ذكره مبهما فلا حاجة بنا الى البحث عن اسمه قوله فقال سبقك بها عكاشة. قال القرطبي رحمه الله تعالى لم يكن عند الثاني من الاحوال ما كان عند عكاشة فلذلك لم يجبه اذ لو اجابه لجاز ان يطلب ذلك كل من كان حاضرا فيتسلسل الامر فسد الباب بقوله ذلك ان قال المصنف رحمه الله تعالى وفيه استعمال المعاريض وحسن خلقه صلى الله عليه وسلم. ونسأل الله ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكيلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا