السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فاسأل الله عز وجل ان يجعل مجلسنا هذا مجلس علم يقربنا الى الله عز وجل ونزداد فيه علما وعملا ونزداد فيه قربا من ربنا سبحانه وتعالى وان يجعله مجلسا تعمه وتنزل فيه السكينة وتغشاه الرحمة ويذكر اهله عند الله عز وجل ويقال لهم في خاتمة مجلسهم قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات وكما تعلمون ان هذا المجلس انعقد لقراءة كتابين كلاهما او كليهما للامام ابي محمد بن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى وهو كتاب العمدة وكتاب اللمعة العمدة في الفقه واللمعة في الاعتقاد وهذان الكتابان من الكتب المباركة التي عم نفعها وانتفع بها خلق كثير من الناس وما زال اهل العلم يتدارسونها ويتداولونها جرحا ونظرا وتعليقا ومذاكرة ومدارسة حتى انتفع بها خلق كثير وسيكون اللقاء باذن الله عز وجل قائم على الاختصار لا على الاطالة والاملال وانما سيكون مختصرا ونقتصر فيه على المفيد النافع دون اطالة تملل السامع او تسئمه من من المجلس او الحضور وسنبدأ باذن الله عز وجل اما بالعمدة ابتداء او باللمعة وسيكون هناك من باب الاكثر الذي يريده من ما نبدأ به نكون من باب الاستشارة فما رأيكم نبدأ بالعمدة اولا او نبدأ باللمعة فاذا من كان يرغب ان نبدأ بالعمدة اما رأيكم اني قد بعضنا قد يريد ان يحضر كتاب ولا يحظر الاخر انبدأ باللمعة او العمدة تم الاقرب العقائد تقدم العقائد تقدم لكن اريد ان انزل معكم الى الاقرب العقائد تقدم وكتب العقيدة هي المقدمة. اذا باذن الله عز وجل سيكون البدء في كتاب اللمعة سيكون البدء في كتاب اللمعة ومن الطرائف ايضا ان احد الاخوة جزاه الله خيرا اقترح ان يكون هناك سؤالا يطرح ويقول عليه جائزة يتكفل بها بارك الله فيه وجائزته اليوم التي حضر بها الان احضرها كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله تعالى فطلب ان يطرح سؤال في احد الكتابين ومن اجابنا لهذه الجائزة اذا نبدأ باذن الله عز وجل في كتاب اللمعة يلا بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تولاه اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا عليم قال المؤلف رحمه الله تعالى الحمد لله المحمود بكل لسان المعبود في كل زمان الذي لا يخلو من علمه مكان ولا يشغله شأن عن شأن جل عن الاشباه والانداد وتنزه عن الصاحبة والاولاد ونفذ حكمه في جميع العباد لا تمثله العقول بالتفكير ولا تتوهمه القلوب بالتصوير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير نعم له الاسماء الحسنى والصفات العلى قال قال الموفق رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المحمود بكل لسان اولا قبل ان نبدأ بمقدمة الماتن رحمه الله تعالى لابد ان نبين معنى اسم كتابه فقد سماه وسمه بك قوله لمعة الاعتقاد اللمعة تطلق في اللغة على معنيين وعلى معان اخرى. لكن الذي يناسب ما نذكره هنا اناس معنيين فقط المعنى الاول ان اللمعة من البريق واللمعان من البريق واللمعان وسميت هذه اللمعة لمعة الاعتقاد بهذا الاسم لبريقها ولمعانها بمعتقد اهل السنة والجماعة فهي متميزة ظاهرة ببريقها متميزة بلمعانها لان موافقة لمعتقد اهل السنة والجماعة والمعنى الاخر قيل ان اللمعة من بمعنى البلغة من الشيء البلغة من الشيء او البلغة من العيش ولا شك ان هذه العقيدة من اراد النجاة يوم القيامة واعتقد هذه العقيدة المباركة فانه يبلغ ما اراد يبلغ ما اراد اي يكون مسمى لمعة الاعتقاد اي من اخذ بها وعلم معناها قد ادرك بغيته من علم الاعتقاد قد ادرك بغيته من علم الاعتقاد الذي ينجو به اذا يكون معناها من جهة انها البلغة في علم الاعتقاد او او للمعانها وبريقها وظهورها ووضوحها اهل السنة رحمهم الله تعالى اعتنوا بكتب الاعتقاد واعتنوا بك ما يتعلق بالتوحيد العلمي الخبري وبتوحيد الاسماء والصفات لانه انتشر في ازمنة مضت من يخالف في هذا المعنى والا الناظر والمتأمل في حياة الامة والناظر في تاريخ الامة الاسلامية يجد ان القرن الاول لم يكن فيه مثل هذه الكتب التي تبين معتقد اهل السنة والجماعة بهذا الترتيب وبهذا السياق وذلك لانهم كانوا لانهم كانوا سالمين مما يخالف ظاهر الكتاب والسنة. ومما يخالف ما جاء به رسول صلى الله عليه وسلم فكانوا يأخذون بظواهر النصوص وبظواهر الالفاظ ويسلمون لله ولرسوله امره ويعتقدون ما دلت عليه تلك الالفاظ دون ان يحرفونها ودون ان يعطلوها ودون ان يتأولوها بتاوي بتأويلات باطلة وانما انبرى اهل العلم والفوا هذه الكتب لما وجد من خالف في هذا المعنى. واول ما الفت في هذا الفن كتب الاعتقاد كان على طريقة الاثار والاحاديث الدالة على معتقد اهل السنة والجماعة. فتجدهم يسوقون مثلا ما يدل على توحيد الاسماء والصفات ويسوقون من الايات الدالة على اثبات اسماء الله واثبات صفات سبحانه وتعالى. ويذكرون ان هذا هو قول السلف الصالح. وقول اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه لا يعرف من خالف هذا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله تعالى عنهم لا يعرف عنهم انهم خالفوا في مسألة اعتقادية الا مسائل نادرة يسعها الخلاف. فاختلافهم مثلا مما ورد عن السلف في الاختلاف في باب الاعتقاد اختلاف في مسائل يحتملها الدليل كما جاء مثلا هل النبي صلى الله عليه وسلم ربه او لم يراه. اختلف الصحابة في ذلك على قولين والذي عليه عامة الصحابة انه لم يرى ربه صلى الله عليه وسلم وان ما رأى نورا فمنعه من رؤية الله عز وجل كما جاء في صحيح مسلم عن ابي ذر رضي الله تعالى عنه انه قال سألتم هل رأيت ربك؟ قال نور انا اراه وكذلك اختفي مسألة الساق عند قوله تعالى يوم يكشف عن ساق هل المراد به الساقة التي هي صفة لله عز وجل او هو او المراد به الشدة التي تنكشف ذلك المقام مع انهم اتفقوا انهم يثبتون صفة الساق لله عز وجل في حديث ابي سعيد الخدري الذي في الصحيحين في كشف ربنا عن ساقه يخر كل موحد لله عز وجل كان يسوى قبل ذلك لله. ويمتنع المنافقون عن السجود ويكون وتكون ظهورهم كالطبق الواح الذي لا ينثني هذا ايضا من احد المواضع التي اختلف فيها اهل السنة في هذه الاية خاصة. كذلك مثلا في صفة في مسألة آآ المعراج والاسراء هل اسر الرسول صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده او بروحه؟ وهذه المسائل لا ينبني عليها تبديع ولا تظليل لان يا من قال من قال باحدها وان كان القول الصحيح الذي عليه عامة اهل السنة وانعقد الاجماع عليه بعد ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم اسري بروحه وجسده. اذا اول بدعة وقعت في هذه الامة وانبر اهل العلم في تبيينها وتبيين خطرها وظلالها اول بدعة بدعة الخوارج ثم عقب بعد ذلك بدعة القدرية وهم نفاة العلم الذين قالوا ان الله لا يعلم الاشياء الا بعد وقوعها ثم حدثت بعد ذلك بدعة القدر ثم حدث بعد ذلك بدعة التجهم وتعطيل الله عز وجل عن اسمائه وصفاته واثبات وجود مطلق لا حقيقة له الاف الاعيان ولا في الاذهان. ثم بعد ذلك حالت البدع الكثيرة فانبرأ اهل السنة بعد ذلك بتبيين معتقد اهل السنة والجماعة. وما وما وما وما يعتقده اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وائمة الاسلام فالفوا مثل هذه العقائد وذكروا فيها مجمل اصول معتقد اهل السنة والجماعة وهي اركان الايمان الستة ما يتعلق بالايمان بالله وباليوم الاخر وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره اتبعوا ذلك واتبعوا ايضا بابواب الاعتقاد ما يتعلق بمخالفة كل مبتدع. ولذلك تجدهم يذكرون ما يتعلق في الامامة والخروج على والخروج على الائمة لان المعتزلة والخواجة يرون الخروج على ائمة الجور يرون السيف على عامة المسلمين. كذلك يذكر ما يتعلق بمسألة المسح على الخفين مع ان مسألة فقهية الا ان الخوارج والروافض لما لم يروا المسح على على الخفين سنة وشريعة ذكر اهل السنة في كتب الاعتقاد البعض من كتب الاعتقاد توسع في ذلك حتى ذكر مسائل لم يذكرها لم يذكرها من سبقه من اهل العلم في كتاب الاعتقاد. وابن رحمه الله تعالى ابتلي بزمان انتشرت فيه البدع وانتشرت فيه الخرافات وعمت بل والاشاعرة حتى اصبح اذا اطلق اهل السنة لم يلتفتوا القول الا الى الاشاعرة والماتوريدية وظن ان هؤلاء هم الذين يحملون راية السنة وهم الذين ينصرونها وهم في الحقيقة مخالفين لمذهب اهل السنة والجماعة ولا يتفقون معهم الا في اشياء قليلة ان ان حصل اتفاق ففي تعظيم الصحابة رظي الله تعالى عنهم وفي الامامة وفي الخلافة هم يتفقون مع اهل السنة في ذلك اما في الابواب الاخرى في باب الاسماء والصفات فهم يعطلون صفات الافعال والاحوال عن ربنا سبحانه وتعالى ويعطلون ايضا ويعطلون ويخالفون اهل السنة في باب الايمان ويخالفونهم ايضا في باب القدر ويخالفوا في باب القدر. فالاشاعرة اتريدية؟ الصحيح انهم لا يذكرون في اهل السنة ولا يدخلون في مسمى اهل السنة الا في باب مقابلة الرافضة الا في باب قابلت الرافضة اما عند الاطلاق فانهم اما عند التخصيص وعند ذكر اهل السنة على الخصوص الاشاعرة والماتريدية من مسمى اهل السنة يخرجوا مسمى اهل السنة. ولذلك اذا ابن قدامة الف هذه العقيدة ليبين معتقد اهل السنة والجماعة والذي عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويلاحظ في هذه العقيدة ان الشيخ ذكر الفاظا توهم او الفاظا وذلك والله اعلم لتأثره بزمانه وباهل وقته فان الشخص قد يتأثر بمن يخالط ويتأثر بمن يجالس فيقف في ذكر الفاظا تشكل على اهل العلم ولا يذكرها المتقدمون قبله. وهذه الالفاظ باذن الله عز وجل سنأتي عليها ونبينها ونبين معناها الصحيح ونحمل كلام ابن قدامة على المعنى الذي الذي يوافق اصله ويوافق معتقده فانه على معتقد اهل السنة والجماعة رحمه الله تعالى جملة وتفصيلا. اما من اتهمه بالتفويض فهذا اتهام باطل لا دليل عليه. يقول رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. واهل العلم يبتدئون بالمسبلة لامور يبتدئون بالبسملة لامور. الامر الاول اقتداء بكتاب الله عز وجل. اقتداء بكتاب الله عز وجل. فالله ابتدأ كتابه بالبسملة الله سبحانه وتعالى ابتدا كتاب البسملة. والامر الثاني اقتداء برسولنا صلى الله عليه وسلم. فقد جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كتب الى هرقل عظيم الروم كتابا بدأه ببسم الله الرحمن الرحيم وثالثا لما ورد في الحديث الذي رواه الخطيب البغدادي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل امر ذي بال لا يبدأ ببسم الله فهو اجزم وهذا الحديث بهذا الاسناد بهذا اللفظ لا يصح لا يصح ابدا وانما الذي ورد في ذلك عند ابي داود وغيره مرسلا كل امر ذي بال لا يبدأ بحمد الله فهو فهو اجدم. اما لفظ البسملة فلا يصح وقد رواه غير واحد عن عن الزهري عن علي ابن الحسين مرسلا دون ذكر ابي دون ان يذكر فيه دون ان يذكر فيه ابو هريرة رضي الله تعالى عنه. وقد تفرد مبشر بن اسماعيل بن الجلندي بهذه اللفظة لفظة البسملة وهي لا تثبت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم لكن لعل هذا الحديث مما مما يحمل كثير من العلم على ان يبدأوا بالبسملة في كتبهم. الامر الرابع ابتدأ المؤلف بسملة جريا على عادة اهل العلم وعلى عادة المصنفين والمؤلفين فانهم يبدأون كتبهم بالبسملة بايظا. ولذلك بدأ بالبسملة لهذه الامور الاربعة. وايظا وخامسا ان يقال ابتدأ بها من باب التبرك الاستعانة فكأنه يقول استعين بالله باسمه متبركا باسمه في كتابتي لهذه العقيدة المباركة سواء كان قارئا او كاتبا او سامعا فانه يستعين بالله في ذلك كله. فكأنه يقول ابتدوا ببسم الله مستعينا بمتبركا متيمم بالبدء باسمه على هذه العقيدة. يقول بعد ذلك الحمد لله المحمود بكل لسان. المحمود الحمد لله المحمود بكل لسان المعبود في كل زمان الحمد هو بمعنى الثناء بمعنى الثناء الجميل على المحمود بصفات الجمال مع تعظيمه. وذكر المحمود بصفات جماله على وجه تعظيمه على وجه تعظيمه هذا هو معنى الحمد. والله سبحانه وتعالى له المحامد كلها. الالف واللام هنا للشمول وللاستغراق وللملكية فالله يستحق المحامد كلها ويملك المحامد ايضا كلها سبحانه وتعالى قوله المحمود بكل لسان لا شك ان حمد الله عز وجل من خلقه حاصل من كل مخلوق وحمد الله عز وجل بلسان الحال كما كما يكون ايضا بلسان القال. وما من مخلوق في هذا الكون الا وهو يحمد ربه سبحانه وتعالى والله سبحانه والله سبحانه وتعالى له من المحامد ما يدعون الى حمده من نعمائه والائه وكمال صفاته وجلاله وبهائه ما يدعو القلوب ينادي بها على تمجيد الله والثناء عليه وحمده سبحانه وتعالى. فالله يحمد من جهة اللسان فكل كل موحد ومسلم يحمد الله سبحانه وتعالى. ومن جهة الحال فكل مخلوق سواء كان من الجمادات او من غيرها احمدوا الله عز وجل وما من شيء الا يسبح بحمده وجميع المخلوقات صلواتها سبحانك اللهم وبحمدك فكل شيء في هذا الكون احمدوا الله ويسبحه ويمجده ويعظمه. فمراده المحمود بكل لسان انه يحمد بلسان الموحد ويحمد ايضا بلسان الجمادات والمخلوقات وبلسان ايضا الكفرة بلسان حالهم حتى الكافر هو يحمد الله يحمد الله بحاله ان لم يحمده بلسانه. قوله المعبود في كل زمان. المعبود في كل زمان. عبودية الله عز وجل لا ينفك منها زمان لا ينفك منها زمان ومراده بالازمنة هنا الزمان المطلق وان اراد ما يتعلق باهل بالعبادة التي هي على وجه الاختيار وعلى وجه التقرب لله عز وجل فهذا يراد بها فهذا من العام الذي يراد به الخصوص. فان الزمان الذي يعبد فيه ربنا على الاختيار وعلى التكليف ينقطع. ينقطع في اخر الزمان وذلك اذا هبت ريح من من الشمال فقبضت ارواح المؤمنين وقد جاء في صحيح مسلم على انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه انه قال لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الارض الله الله وقال ايضا لا تقوم الساعة الا على لكع ابن لكع. فمقصود الامام ابن قدامة في قول المعبود في كل زمان ان هذا من من من العموم الذي يراد به الخصوص اي ما لم ينتهي الزمان الى اخر الى الى قرب قيام الساعة فان العبادة الاختيارية تنقطع ام اما العبادة التي تنبني على الذل والانكسار والخضوع والعبودية لله بهذا المعنى فانها لا تنقطع ابدا ما دام هناك مخلوق لله عز وجل ولا شك ان الخلق لا يفنون ثناء ابديا وفناء ينتهي. وان وقع الفناء على المخلوقات التي هي في الارض فان هناك ارواح قل لا تفنى ومخلوقات لا تفنى فعبادة الله لا لا تنفك لا ينفك منها زمان ابدا سواء في الدنيا او في الاخرة بودية الحال وان لم يكن في الاخرة تكليف فان الخلق يعبدون الله ذلا وانكسارا وخضوعا له. اذا معنى قول في كل زمان يراد به احد اما العبودية العبودية الاختيارية فتنقطع قبل قبل قيام الساعة واما العبودية تنبني على الذل والانكسار والخضوع فهذه لا اتنقطع ابدا قوله الذي لا يخلو من علمه مكان ولا يشغله شأن عن شأن ذكر هنا ايضا كمال اه كمال احاطة الله وكمال قدرة الله وكمال علمه سبحانه وتعالى فذكر ان علم الله لا يخلو منه مكان ولا يخلو ايضا منه كما قال تعالى وهو معكم اينما كنتم ما يكون من نجوى ثلاث الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم يعلو ما كان وما يكون وما لم يكن له كان كيف يكون لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. فكل مكان ظهر او خفي او على او بطل فالله سبحانه وتعالى يعلم ذلك كله. يعلم ذلك كله سبحانه وتعالى وهذا كله من باب تعظيم الله واجلاله وقوله ولا يشغله شأن العنشان اي ان الله تعالى وتقدس وتنزه لا يشغله شيء عن عن شيء فاذا سمع فاذا دعاه الداعون فانه يسمع الجميع في وقت واحد ولا يشغله ان يجيب هذا عن اجابة الاخر وهذا لكمال ولكمال علمه واحاطته سبحانه وتعالى. وهذه المقدمة تدل على براعة وحسن براعة استهلال الموفق رحمه الله تعالى وحسن آآ سياقي لهذه المقدمة. فهذه المقدمة اشتمت على اي شيء على تعظيم الله سبحانه وتعالى وتقديسه وذكر ما ما يتعلق باسمائه وصفاته. فهذا كله من باب التعظيم ثم قاله تعالى جل عن الاشباه والانداد. الشبيه شبيه يطلق ويراد به النظير. وهناك فرق بين المشابهة والمماثلة. المشابهة قد تكون من بعظ الوجوه. اما المماثلة فتكون من كل الوجوه ولذلك نرى ان ربنا سبحانه وتعالى في كتابه لم يذكر نفي التشبيه وانما ذكر نفي التمثيل ماذا ذكر نفي التمثيل فقال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. اما نفي التشبيه المطلق فلم يأتي لا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك ان التشابه قد يكون قد يكون التشابه بين المخلوق والخالق من جهة الاسماء من جهة الاسماء فالمخلوق يسمى رحيما والله يسمى رحيم ويوصف المخلوق ويوصف المخلوق بالرحمة ويوصف الله عز وجل ايضا بالرحمة وهذا نوع تشابه المراد المؤلف والمراد الموفق المراد التشابه هنا المشابهة التي معنا المماثلة فالله ليس له شبيه يشابه في حقيقة في اسمائه ولا في حقيقة صفاته ولا في حقيقة ذاته سبحانه وتعالى فليس له كفؤ وليس له ند يعانده او يمانعه سبحانه وتعالى وتنزه عن الصاحبة والاولاد. الله سبحانه وتعالى متنزه عن الصاحبة. وعن الولد وعن خالد ومن وصف الله بذلك فقد افترى اثما عظيما. وكفر بالله عز وجل كفرا مبينا. وهو كافر باجماع باجماع المسلمين من قال ان لله ولدا او ان لله زوجة او صاحبة او والد فهذا كافر باجماع باجماع اهل الاسلام. ودليل ذا قوله تعالى قل هو الله احد الله الصمد والصمد هو الذي لم يلد ولم يولد والذي لا جوف له سبحانه وتعالى والذي كمل في سؤدده وغناه فلا يحتاج ولذلك اليهود لعنهم الله والنصارى عندما قالوا ان لله ابنا وان وان لله ولدا كان هذا منهم اعظم تبي واعظم التنقص لله عز وجل ولذلك كانت السمن تتفطر والجبال ان تنهد لعظيم قولهم ولقبيح ما قالوا لعنهم الله عز وجل ايضا اذا قوله تنزه عن الصاحبة والاولاد ونفذ حكمه في جميع العباد. حكم الله سبحانه وتعالى لا راد له ولا ممانع له ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى. بل حكمه نافذ على الصغير وعلى الكبير وعلى العظيم وعلى الحقير على الرئيس وعلى المرؤوس لا يراد لا لا يغالب في امره ولا يراد في حكمه سبحانه وتعالى وذلك لكمال قوته ولكمال سبحانه وتعالى وذلك وذلك النفوذ متعلق بجميع المخلوقات بجميع العباد حكم الله نافذ ولا يخرج احد عن حكم الله ولا يخرج احد عن عبودية الله عز وجل. لا تمثله العقول بالتفكير. هذا ايضا قوله رحمه الله تعالى لا تمثله العقول بالتفكير كتير ان الله ليس كمثله شيء ليس كمثله شيء واي شيء وقع في في ذهنك ان الله مثله فالله بخلاف سبحانه وتعالى ولذلك نقول ان الله لا نستطيع ان نكيف صفاته ولا ولا نستطيع ان نمثل صفاته. كما ان لا نستطيع ان نمثل ذاته كذلك ايضا لا نستطيع ان نكيفها وانما الذي يعنينا ان نثبت ان لله اسماء تليق به وصفات تليق به سبحانه وتعالى ونؤمن بها حقيقة ونعتقد معناها دون ان نتعرض لكيفياتها ودون ان نمثل الله عز وجل بشيء من مخلوقات اوقاته ولذلك قال نعيم ابن حماد الخزاعي المشبه يعبد صنما والمعطل يعبد عدم والموحد يعبد الها واحدا اثبت للاثبت لربه اسماءه وصفاته. اذا لا تمثلوا العقول بالتفكير لعجزها ونقصها. والتمثيل اما ان يكون من باب الشمول او من باب آآ من القياس على عندما عندما نقيس شيئا على شيء لا يخرج من ثلاث احوال ان يقاسم باب الاولى او يقاس من باب الشمول او يقاس من باب التمثيل. اما من جهة التمثيل فالله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير اما من جهة الشمول فالله لا يدخل تحت شيء يشمله غيره سبحانه وتعالى. واما من جهة الاولى فيثبت لله عز وجل كل كما كل كما لا نقص في بوجه من الوجوه لله سبحانه وتعالى وهذه مسألة ستأتينا في باب ما يثبت لله من الاسماء والصفات في باب ما يثني الله من الاسماء والصفات. اذا العقول عاجزة وقاصرة ان تدرك حقيقة ربها سبحانه وتعالى. او ان تدرك تمثيله او ان تدرك ككيفية صفاته فالعقل له حد لا يتجاوزه والله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقول لا تتوهموا القلوب التصوير اي لا تستطيع القلوب ان تتخيل ان تتخيل صفات ربها او ان تتخيل صفات الله عز وجل او تتوهم لان الله ليس مثيل له فيقاس به سبحانه وتعالى. وانما يستطيع الشخص ان يمثل شيئا اذا رأى مثله اذا رأى مثل وعندما تقول مثلا ويسألك شخصا عن آآ عن الخبز يتبادر الى ذهنك احد صور الخبز لانك قد رأيت امثاله اما رأيته على شكل دائري او على شكل مستطيل او ما شابه ذلك فانت يتبادر الى ذهنك ما كنت تراه قبل ذلك. اما ربنا فلا تستطيع الاوهام ولا اتستطيع العقول ان تمثله او او تتوهمه لانه سبحانه وتعالى لم نراه ولا تستطيع العقول ان تدرك حقيقة ولا كلها صفاته سبحانه وتعالى. ثم ذكر الدليل على ذلك وهو قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهذه الاية تسمى بالاية الدامرة. الاية القاصمة لكل مبتدع وضال. ففي هذه الاية ابطال لكل حجة بها مبتدع وبكل ظلالة تعلق بها ظال ففي هذه الاية اثبات مع تنزيه اثبات مع تنزيه. فالله في هذه اثبت السمع والبصر ونفى المثل سبحانه وتعالى. ولذلك قال عمرو ابن عبيد بن باب وددت اني حككت هذه الاية من المصحف وددت اني حككت هذه الاية المصحف لانها تنقض اصوله وتبطل المبتدعة جميعا فهم انما عطلوا ربنا سبحانه وتعالى من باب عطلوا ربنا من صفاته لانهم قالوا ان اثبات الصفة تقتضي اي شيء يقتضي التجسيم ويقتضي التشبيه بالمخلوقات. فنقول ربنا سبحانه وتعالى وهو اعلم بنفسه من خلقه اثبت انه سميع بصير واثبت ايضا لو ليس كمثله شيء ونحن كذلك نثبت لله ما اثبته ولنفسه واثبت واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم كل ما اثبتناه فانا ننفي المماثلة لخلقه فيه ونقول كما قال ربنا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ومبنى الذي بنى عليه المبتدعة اصولهم في تعطيل الله من اسماءه وصفاته هو انهم قالوا ان الله ليس يشابه المخلوقين وهذه الصفات تقتضي المماثلة والمشابهة وهذه وهذه الصفات حوادث واعراض والله منزه عن احدى الحوادث سيأتي ابطال هذه الاصول الفاسدة التي تعلق بها المعتزلة او تعلق بها الاشاعرة. نقف على هذا ونكمل ان شاء الله في الدرس القادم والله تعالى اعلم واحكم. وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد