الحمد لله صلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد انتهينا الى قوله رحمه الله تعالى وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل وما اشكل من ذلك وجب اثباته لفظا وترك التعرض لمعناه قوله رحمه الله تعالى وما اشكل من ذلك اي مما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بمسائل الصفات قال وجب اثباته لفظا وترك التعرظ لمعناه وهذا الموضع هو احد الاشكالات احد الاشكالات بهذه العقيدة وقد بالغ بعظهم باتهام لقدامة المقدسي رحمه الله تعالى بالتفويظ وهذا غير صحيح فرحمه الله تعالى كان من اهل السنة واصوله اصول اهل السنة رحمه الله تعالى وقبل ان نوضح هذا المعنى ونبين المراد من كلامه لابد ان نقعد قاعدة مهمة يحتاجها طالب العلم في كلام الله وكلام رسوله وكلام اهل العلم وذلك ان ما من كلام الا وفيه محكم وفيه متشابه في محكم وفيه متشابه فكتاب ربنا سبحانه وتعالى اخبر انه محكم وذكر ايضا انه متشابه وفي كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاظ او في كلامه صلى الله عليه وسلم الفاظ تشتبه على كثير من الناس فهل نرد المحكم المتشابه ونجعل كلام كلام الله وكلام رسوله متعارض لاجل هذا الاختلاف والتعارض او ان نضرب كلام الائمة بعضه ببعض ونقول هذا المتشابه يرد بذلك المحكم نقول لا والقاعدة في ذلك ان المتشابه يرد الى المحكم ان المتشابه يرد الى المحكم كلام هذا الامام المحكم منه واصوله الواضحة البينة انه يثبت اسماء الله وصفاته وانه يثبتها على مذهب اهل السنة والجماعة وانه يثبت حقائقها ومعانيها على الوجه الذي الذي يليق بالله سبحانه وتعالى. واضح؟ فنقول هذا المتشابه يرد الى اصول كلامي رحمه الله تعالى فنقول هذا المعنى لا يراد به التفويض ولا يراد به ان الامام ابن قدامة الله تعالى لا يثبت الحقائق ولا يثبت معاني الصفات بل هو يثبت ذلك ولكن له بهذا المعنى مرادا باذن الله عز وجل اذا القاعدة انه اذا تعارض محكم ومتشابه ان يرد المتشابه الى المحكم ولا ولا ولا يرد المحكم بالمتشابه ولا يكون بينهما تعار بتة هذه قاعدة مهمة في كلام الله وفي كلام رسوله وفي كلام باهل العلم فعندما نرى اماما اصوله واضحة وبينة ثم يقول لفظة محتملة او موهمة فان نرد هذا اللفظ الموهم المحتمل لاي شيء الى محكمه. فمن يحتج مثلا بقوله تعالى وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله ويقول هذا دليل على ان الله في الارض وفي السماء نقول هذه موهمة المحكم من كلام الله عز وجل اين هو الرحمن على العرش استوى. اامنتم من في السماء؟ ايات كثيرة كلها تدل عليه شيء على علو الله سبحانه وتعالى. فلا تأتي هذه الاية تنقذ بها الاصول الواضحة البينة من كلام الله لاجل هذا بل نقول هو اله اهل الارض كما هو اله اهل السماء وليس المعنى انه في الارض كما هو في السماء تعالى الله اما يقول الحلوليين والاتحاديين اذا هذه قاعدة مهمة. المسألة الثانية ماذا يريد ابن قدامة رحمه الله تعالى بهذه اللفظة دون التعرض لمعناه او ترك التعرض لمعناه اما الالفاظ اما الالفاظ فيجب الايمان بها. يجب الايمان بها والتسليم بالفاظ الكتاب والسنة. ومن رد اللفظ من كونه الاعلى من رد اللفظ لكونه لفظ فهذا كافر باجماع المسلمين لانه تكذيب لله عز وجل وتكذيب لخبر رسوله صلى الله عليه وسلم. من رد القرآن وقال هذا ليس من كلام الله كما اجمع اهل العلم والسلف على ان من كذب باية من كتاب الله او بكلمة من كتاب الله فهو كافر باجماعهم فهو كان باجماعهم. اذا اللفظ هذا مجمع عليه بل ونقول كذلك ان اثبات المعاني ايضا متفق عليه بين اهل السنة متفق عليه بين اهل السنة فيما بالاسماء والصفات. ايضا مراد ابن قدام في قوله وترك التعرض لمعناه اولا هذه العبارة اعتمدها او خاذها ابن قدامة رحمه الله تعالى من كلام للامام احمد سيأتي معنا في هذه العقيدة انه بلا كيف ولا معنى بلا كيف ولا معنى كما اتي معنا. فاولا اخذها من كان احمد وهذه الرسالة المنسوبة للاحمد فيها ايضا ضعف وسيأتي ايضاحها باذن الله عز وجل. قوله ولا وترك التعارض مع المعنى الذي امرك ابن قدامة او قعد لك قاعدة فيه ان لا تتعرض لمعناه المراد به المعنى الباطل. المعنى الباطل الذي يخالف المعنى الحق. فان الجهمية والمعتزلة ومن نحى نحوهم من اهل البدع تعرضوا لمعاني اسماء الله صفاته بالتحريف والتأويل. فيقول ابن قدامة لا تتعرض للمعنى الذي نحى اليه اولئك المبتدعة. وانما اجب عليك في هذا المقام ان تسلم باللفظ وما دل عليه. ان تسلم باللفظ وما دل عليه. ولا تتعرض الباطلة فمثلا عندما تأتي الى قوله تعالى الرحمن على العرش استوى وتمضي الى كلام المبتدعة في هذا المقام تجدهم يقولون لان بمعنى الاستيلاء وهذا تحريف معنوي وتعرض لمعنى في معنى باطل. فيقول ابن قدامة لا تتعرض للاستواء بهذا المعنى الباطل لا تتعرض لمعناه بهذا المعنى الباطل وانما تبقي اللفظ على حقيقته وعلى ظاهره المراد من لغة العرب ان الاستواء معناه بلغة العرب العلو والارتفاع والصعود والاستقرار هذه معان ثابتة في لغة العرب. فترك ما دل اللفظ بمعنى لم يرده الشارع هذا الذي اراده ابن قدامة. اذا نقول ان معنى قوله وترك التعرض لمعناه مراده المعنى باطل الذي يذهب اليه الجهمية والمعتزلة والمبتدعة. لا المعنى الحق الذي دل عليه ظاهر اللفظ والنص واضح؟ اذا هذا معنى قوله وترك التعرض لمعناه. ونرد علمه الى قائله. رد علم الاسماء والصفات الله سبحانه وتعالى والى رسوله صلى الله عليه وسلم يعني ذلك اننا نثبت حقيقة اللفظ وما دل عليه وما دل عليه ذلك من الحقائق والمعاني ثم من جهة الكمال ومن جهة حقيقة الصفة ومن جهة كنهها نردها الى قائلها والى الذي وبها حقيقة سبحانه وتعالى. ومذهب اهل السنة في هذا المقام انهم يردون كانهم لا يتعرضون للكيفيات لا يتعرضون للكيفيات ويردون علمها الى الله عز وجل. ولا يتعرضون الى المعنى من جهة كمال حقيقته. وكمال آآ اصيبت كمال الصفة على وجه الذي تدركه العقول والقلوب لا يمكنهم ذلك لانهم لم يروا ربهم سبحانه الا اذا هذا الرد الذي اراده فلا فنرد علمه الى قائله ونقول امنا بالله وما جعل الله على مراد الله عز وجل ومع هذا الاعتقاد نثبت الالفاظ وما دلت عليه تلك الالفاظ من المعاني الذي تقتضيه الذي تقتضيه. فمثلا السميع يدل على اي شيء يدل على السمع يدل على السمع. فعندما تسمع يقول فلان سميع نقول يفيد هذا اللفظ ان فلان يسمع ان فلان يسمع ويدرك المسموعات كذلك عندما نقول الله سميع بصير نثبت لله صفة السمع وان الله مدرك للمسموعات وبصير مبصر للمبصرين سبحانه وتعالى. اما كيفية سمعه وكيفية بصره فنقول الله اعلم. ونكل علمه الى من؟ الى الله سبحانه وتعالى نرد ذلك الى ربنا سبحانه وتعالى. قوله رحمه الله تعالى ورد علمه الى قائله ونجعل عهدته على ناقله. قد تعلقوا هذا اللفظ بالاحاديث والاخبار التي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا نقل اهل العلم لنا حديثا في من احاديث الصفات وكان اسناده صحيح وعلى شروط الائمة الشروط المعتبرة فاننا نأخذ بظاهر هذا النص ونعمل به ونقول به ونرد عهدته الى من نقله فنحن مكلفون باي شيء اذا صح الخبر ان نؤمن بما دل عليه ونعتقد معناه ونعتقد معناه. اما ان كان الحديث خطأ او منكر او ما شابه ذلك فهذا عهدته على من؟ على من نقى ذلك الخبر. لكن هذا لا تصور الا اذا لم نعلم حقيقة هذا الخبر وهل هو صحيح او ليس بصحيح؟ فعندما يأتي عامي او يأتي رجل ليس له علم بصناعة الحديث لا يستطيع ان يميز بين صحيح الهوى ضعيف ويمر بحديث من الصفات. ثم يقول هذا الحديث يدل على صفة كذا وكذا. وانا اؤمن بها واثبت معناها ولكن لا اعلم هل هذا الحديث صحيح او ضعيف؟ اكل هذه العهدة الى الى من نقلنا هذه الاحاديث كالبخاري ومسلم والترمذي وابو داود والنسائي وغيرهم من اهل من اهل العلم كالبخاري ومسلم ابي داوود والترمي والنسائي وغيرهم من اهل العلم. اذا هذا معنى قوله ونجعل عهدته على اتباعا لطريقة الراسخين في العلم الذين اثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله والراسخون في العلم يقولون لامنا به. هذه الاية في قوله تعالى والراسخون يقولون والراسخون في العلم يقولون امنا به اختلف اهل العلم. هل الراسخون في العلم يعلمون تأويله كما في الاية التي قبلها او هم فقط مسلمون لما اشكل عليهم ولما تشابه عليهم. اولا لابد ان نعلم لا بد ان نعلم انه ليس في كتاب الله من جهة الاوامر والاحكام ما هو متشابه ما هو متشابه لا يعلمه احد بل كل ما في القرآن من بل كل في القرآن من الاوامر والاحكام فان من اهل العلم من يعلمه الجهل والمتشابه فيه هو تشابه نسبي وتشابه نسبي. ومعنى نسبي ان هناك من يجهله وهناك من يعلمه هذا من جهة الاوامر والاحكام التي في الكتاب والسنة. فالراسخون في العلم يعلمونها ويؤمنون بها. اذا الراس والعلم تميز بامرين تميز بامرين الامر الاول انه يعلم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. والامر والثاني انه يؤمن بذلك فان كلام الله منه ما هو محكم واضح وبين للجميع يشترك الجميع في معرفته ومنه ما هو متشابه يخص الله بمعرفة من شاء من عباده يخص الله به من شاء من عباده. وهل في كلام الله متشابه؟ نقول الاصل ليس متشابه الا من جهتين. المتشابه له في كتاب الله عز وجل ما يتعلق بكنه الصفات بكل هالصفات فهذا متشابه لا يعلمه الا من؟ الا الله سبحانه وتعالى الامر الثاني من متشابه حقيقة الصفة حقيقة الصفة على وجه الكمال لا يدرك معناه على ذلك الا من؟ الا الله وتعالى. اما ما عدا ذلك فالقرآن كله محكم وليس فيه متشابه. اما قول الاشاعرة ومن وافقهم ان ايات الصفات كلها ايات متشابهة واننا نفوظ معانيها الى الله ولا نعقلها فهذا قول باطل. بل سلفنا صالح ورسولنا صلى الله عليه وسلم كانوا يعلمون المراد من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وتلفظوا بالفاظ العربية يعقلون معناها ويعقلون المراد منها. ولذلك امنوا بهذه الصفات ولم ينقل عن احد من السلف انه انكر صفة من الصفات لشناعة شنعت او انكرها لانه لا يعقل معنى بل كان ايمانهم بها هو تلاوتهم لها. فاذا تلو هذه الايات كانت تلاوتهم لها ايمانهم واقرارهم واعتقادهم بما دلت عليه هذه الالفاظ لما دلت عليه هذه الالفاظ. ومعا وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم اختلف اهل العلم في الوقوف. هل يقف على على لفظ الله او يقف على قوله والراسخون في العلم. نقول الصحيح في هذه المسألة الصحيح من يعرف الصحيح ها الصحيح يجوز الوجه ولا ما يجوز؟ نقول يجوز الوجه يجوز الوقوف على الله وحده على لفظ الجلالة الله ويجوز الوقوف على الراسخين في العلم. من يفصل؟ ويوضح متى يجوز الوقوف متى يجب الوقوف على لفظ الجلالة وحده وما يعلم تأويله الا الله ونقف والراسخون في العلم يقولون امنا به سمع يلعب على لفظ الجلالة فبيها مسألة عقدية ما هي بمسألة روحوية هي مسألة عقدية الان ها شرايك ليش؟ هل نقول يجوز ان يقف على لفظ الجلالة ويقول والراسخون في ويقول وما يعلم تأويله الا الله يقف ثم يبتدأ والراسخون في العلم يقولون امنا به ها احسنت مئة وسبعة الان هم كيف يكون المعنى مطلقا مطلقا ما في يعني تفصيل ها احسنت نقول وما يعلم تأويله الا الله ونقف كل الصفات من يعلمها ربنا سبحانه وتعالى كمال الصفة وحقيقة الصفة وما وهذا لا يعلمه الا من الا الله سبحانه وتعالى والراسخون يقولون امنا به سلمنا واطعنا وامنا ولا نتعرض له برد ولا بتحريف. اما اذا كان من جهة من جهة التفسير ومن جهة التأويل ومن جهة الاحكام ومن جهة اثبات الصفة وان المراد بها الحقيقة والمراد بها ظاهرها فيكون المعنى وما يعلم تأويل اله الا الله والراسخون في العلم يعلمونه ايضا. والراسخون في العلم يعلمونه. اذا فالراسخون يجمعون بين العلم وبين الايمان. وقد ذكرنا في الدرس السابق ان التأويل في كتاب الله عز وجل لم يأت الا على معنيين. المعنى الاول بمعنى التفسير ويكون المعنى وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. يعلمون تفسير الايات وتفسير الكتاب هذا معنى التفسير. المعنى الثاني في القرآن وما يعلم تأويله الا الله والراس وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به ويكون معه التأويل حقيقة الشيء وما يؤول وما يؤول اليه. اذا لا تجتمع على المعنيين كما قال يوم يأتي تأويله اي يأتي ايش؟ حقيقته ويأتي يوم وقوعه يقول امنا بفاء المراد ان التأويل الذي يراد به علمه هو التفسير وهذا يشترك الجميع في معرفته. اما التأويل الذي بمعنى الحقيقة ما يسمى بكنه الصفات فهذا لا يعلمه الا ربنا سبحانه وتعالى اما المعنى الثالث الذي به الذي به كسر المبتدعة كلام الله وحرفوه وابطلوا معانيه وهو صرف اللفظ الظاهر صرف الرفض عن ظاهره عن عن مراده الظاهر الى معنى لم يرده الشارع فهذا التأويل هو التحريف وليس التاويل. قد يطرق هذا الباب باب التأويل في باب الفقه. في باب الاحكام. اما في مسائل عقائد فلا يطرق هذا الباب ابدا وانما الاصل في الفاظ الكتاب والسنة ما يتعلق باسماء الله وصفاته انه يؤمن بها على الحقيقة لفظا ومعنى لفظا ومع فنؤمن بالفاظها ونؤمن ايضا بمعانيها قال بعد ذلك رحمه الله تعالى وقال في ذم مبتغي التأويل لمتشابه تنزيله فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله. اولا من علامات اهل الزيغ والضلال انهم يتتبعون متشابهة من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وثانيا انهم يضربون المحكم بالمتشابه. يضربون المحكم بالمتشابه وثالثا انهم يردون المحكم بالمتشابه. وهذه علامة اهل الزيغ علامة اهل الزيغ وما احسن ما ذكر عن شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب رحمه الله تعالى لو كان في درس له وكان يقرر مسائل في العقيدة ومسائل في الاحكام وكان هناك رجل جالس ولا يسعى عن شيء ابدا حتى اذا مر بمسألة فيها شبهة او فيها اشكال قال ما هذا؟ قال وانت كالذباب لا يقع الا على الاذى من الناس كالمبتدعة وغيرهم لا يقع من كلام الله وكلام رسوله الا ما الا ما يتشابه عليه ويريد بهذا التشاؤم ان يرد المحكم والمسلمات. ولذلك اتى المبتدع على نصوص الكتاب والسنة في ايات الصفات وردوها تحريفا وابطالا ولم يقبلوها فهذا هو علامة اهل الزيغ انهم يتبعون المتشابه يتبعون المتشابه لتنزيله. فاتوا الى مسألة الاستواء وعبروها بمعنى الاستيلاء واتوا الى كلام الله عز وجل وقالوا انه مخلوق له وليس صفة له وانما وان اثبتوا كلاما فهو كلام النفسان عبر عنه جبريل قرآنا او توارة او انجيلا فاتوا على جميع ايات الصفات فردوها بالتحريف والابطال لان في قلوبهم زيغ. اما اهل التوحيد واهل الايمان واهل واهل السلامة من البدع والخرافات فانهم يمرون على كتاب الله وسنة رسوله بالتسليم والاستسلام وترك التعرظ لكيفياتها وانما يقولون امنا بما جاء لله او عن رسول الله على مراد الله وعلى مراد رسوله صلى الله عليه وسلم. فاذا رأيت هؤلاء فاعلم انهم الذين ذمهم الله عز وجل كما قالت عائشة في صحيح البخاري اذا رأيت الذي يتبعون المتشابه فهم الذين ذمهم الله عز وجل في كتابه ثم ذكر بعد ذلك فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ. وقرنه بابتغاء الفتنة. وهؤلاء المبتدعة عندما طرقوا وايات الصفات بالتأويل والتحريف قصدوا بذلك اي شيء قصدوا بذلك تعطيل الله عز وجل عن اسمائه وعن صفاته. ولذلك معبد ابن خال الجهني اول بدعة خرجت عندما قال ان الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ ابراهيم خليلا. وكان دعواهم هذي قائمة على ابطال على ابطال ربية الله والوهية الله عز وجل كما قال المبارك رحمه الله تعالى انتهى قول الجهمية الى ان انه ليس في السماء اله ليس في السماء اله. وانما يعبدونهم عدما لا وجود له. لعنهم الله عز وجل. فكان مراد بهذا بهذا التحريف وبهذا الابتغاء في ايات المتشابهة انهم يريدون الفتنة يريدون الفتنة وان يضلوا الخلق عن نصوص الكتاب والسنة واول من ضل من ذلك اليهود لعنهم الله عندما ادخل النصارى ان عيسى هو ابن الله تعالى عما يقولون علو كبيرا واخذ بذلك النصارى فجعلوا عيسى ابنا بكون لكون اللاهوت تحلى في الناسوت فانتج هذا الابن لعنهم الله لعنا اذا هذه من علامات المبتدع والضلال انهم يتبعون المتشابه وان قبل اتباعه المتشابه كان في قلوبهم زيغ زيغ الله لا يزيغ قلب عبد ابتداء كما قال تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم فالله لا يزيغ القلوب ابتداء وانما يزيغها انتقاما وعقوبة سبحانه وتعالى. فاذا زاغ القلب بفعل العبد نفسه ازاغ الله قلبه. نسأل الله ان لا يزيغ قلوبنا. قال وما يعلم تأويله الا الله وما يعلم تأويله الا الله. هذا على قول من يرى ان الوقوف على لفظ الجلالة وقد ذكرنا ان الوقوف على لفظ الجلالة متى؟ اذا كان يتعلق بكل هالصفات او بحقيقة الصفة على وجه ادراك كمالها اما على وجه على وجه التفسير والعلم بمعانيها والفاظها فالوقوف عليه شيء وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يعلمونه. اذا هذا ما يتعلق بهذه الاية. ثم قال ولا نصف الله باكثر مما وصف به نفسه. هذه قاعدة مهمة يحتاجها الموحد. ويحتاجها السني في باب الاسماء والصفات ان يتوقف عندما ان يتوقف عند عندما وقف الله عليه في باب الاثبات وما وقف عليه رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يتجاوز الكتاب والسنة اثباتا ولا نفيا. فلا ينفع لله الا ما نفاه الله عن نفسه. ولا يثبت لله الا ما اثبته الله لنفسه. وكما ذكرنا في درس سابق من قواعد الاسماء والصفات ان هذا الباب باب توقيفي باب توقيفي على الكتاب والسنة. فلا نصف الله باوصاف نتخيلها او نتوهمها او او آآ نحدثها بل بل نصف الله بما وصف به نفسه في كتابه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم اصل الله بالعقل نقول وصف باطل ولا صحيح؟ وصف باطل وان وصف به الفلاسفة الفلاسفة يصفون الله بانه العقل الفعال تعالى الله عن قولهم علوا كبيرة وننفي هذا النص باي شيء لانه لم يثبت لا في كتاب الله ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما نثبت له ما اثبته نفسه. حليم عليم كريم عزيز وقس على ذلك جميع الايات التي جاءت في كتاب الله او الاحادي التي جاءت في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب قال بلا حد ولا غاية. هذا ايضا موضع اشكال موضع اشكال بلا حد. ما المراد بالحد؟ وما بالغاية ما المراد بالحد؟ وما المراد بالغاية؟ لا شك ان مراد ابن قدامة رحمه الله تعالى بالحد والغاية لا شك ان معناه على الصحيح الذي يقصده اهل السنة لان هناك معنى باطل يقصده من؟ الاتحادية والحلولية ويرون ان الله مختلط بعباده حال فيهم تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا لا حد بينه وبين وبين خلقه لانه ممتزج وهذا المعنى بالاجماع معنى باطل ومعنى كفري باجماع اهل الاسلام باجماع اهل السنة اما المعنى الذي اراده ابن قدامة رحمه الله تعالى بلا حد اي ان اسمائه وصفاته سبحانه وتعالى لا نهاية لحقيقتها عندما نقول الله كريم لا حد لنهاية كرمه عندما نقول فلان كريم ينتهي كرم ما ينتهي ينتهي اما بموته واما بنفاذ ماله وجوده. اما ربنا فكرمه وصفاته لا حد لها. ولا غاية تنتهي لها تلك الصفات. فعلمه ينتهي يقول علم الله لا ينتهي حلم الله لا ينتهي. كرم الله لا ينتهي. جود الله لا ينتهي. سخاء الله لا ينتهي سبحانه وتعالى. فصفاته كلها لا حد لها ولا غاب من جهة انها تنتهي لان المخلوق تنتهي صفاته وينتهي وبذاته اما ربنا فكما هو باق بذاته فصفاته كذلك هو باق بها سبحانه وتعالى هذا معنى قوله بلا حد ولا غاية. اما الحد الذي يثبته اهل السنة فانهم يثبتون حدا وهو حد مباينة بين الخالق والمخلوق كما قال المبارك اربنا على العرش؟ قال نعم قال بحد؟ قال بحد معنى حد اي ان مفارق لخلقه سبحانه وتعالى مفارق مباين لخلقه. هذا المعنى الذي يثبته اهل السنة وهو الذي يلهي السنة. ان الله عز وجل لا يحل في مخلوقاته ولا يحل فيه شيء من مخلوقاته باجماع اهل الاسلام سبحانه وتعالى. اذا ما وضح معنى الحد والغاية اقف على هذا ان قولي بلا حد ولا غاية ونبتدأ ان شاء الله في الدرس القادم بقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. نقول كما قال ونصب ما وصى بنفسه والله اعلم