لله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم قال المؤلف رحمه الله تعالى قال الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ونقول كما قال ونصفه بما وصف به نفسه لا نتعدى ذلك ولا يبلغه وصف الواصفين نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ولا نتعدى وانا والحديث ولا نعلم كيف كنه ذلك الا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيت القرآن. قال الامام محمد بن ادريس الشافعي رضي الله عنه امنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وامنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله وعلى هذا درج السلف وائمة الخلف رضي الله عنهم كلهم متفقون على الاقرار والاثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله من غير تعرض لتأويله وقد امرنا بالاقتفاء لاثارهم والاهتداء بمنارهم وحذرنا المحدثات واخبرنا انها من الضلالات فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ واياكم محدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وقال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم. وقال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه كلاما معناه قف حيث فوقف القوم فانهم عن علم وقفوا وببصر نافذ كفو ولهم على كشفها كانوا اقوى كفوا وببصر نافذ كفوا ولهم على كشفها كانوا اقوى وبالفظل لو كان فيها احرى. فلان قلتم حدث بعدهم فما حدث فما احدثه الا من خالف هديهم ورغب عن سنتهم ولقد وصفوا منه ما يشفى ما يشفي وتكلموا منه بما يكفي فما فوقهم فما فوقهم محسر وما دونهم مقصر فوق محسر فما فوقهم محسر وما دونهم مقصر لقد قصر عنهم قوم فجفوا وجاوز وتجاوزهم اخرون فغلوا وانهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم. وقال الحمد لله قال اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد قال الموفق رحمه الله تعالى ونقول كما قال ونصف بما وصف به نفسه لا نتعدى ذلك ولا يبلغه وصف الواصفين. ذكرنا فيما سبق ان اهل السنة في باب الاسماء والصفات انهم يتوقفون على ما ورد به النص وانهم لا يتجاوزون في هذا الباب كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما اثبته الله اثبتوه وما اثبته رسوله صلى الله عليه وسلم اثبتوه ايضا وهم في هذا المعتقد يسيرون على طريقة الاثبات على طريقة الاثبات من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف ولا تكييف. وذكر الدلالة على ذلك من قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فهذه الاية اثبت الله عز وجل فيها الصفة السمع والبصر ونفى المماثلة ونفى المماثلة فاهل السنة على هذه الاية ساروا وعلى هذه الطريقة نهجوا فاثبتوا ما اثبته الله ورسوله ونفوا ما نفاه الله ورسوله وما اثبتوه فانهم لا لا يماثلونه بخلقه سبحانه وتعالى لانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ثم قال بعد ذلك ولا نتعدى ذلك وقد وضحناه ولا يبلغ وصفه الواصفون اي ومهما ادركنا من ايات الصفات وايات الاسماء ايضا وما جاء في الكتاب والسنة واثبتنا ما اثبته الله عز وجل واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم فان هناك اشياء لا نعلمها ولا ندركها فلله من الاسماء ما لا يعلمه الا هو سبحانه وتعالى وكما تعلمون ان كل اسم يشتق منه صفة وقد جاء في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه الذي رواه الامام احمد والدارمي وغيرهما وان كان في اسناده ضعف انه في الحديث المشهور اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي في يدك ماض في حكمك اسألك الحديث بكل اسم هو بكل اسم سميت به نفسك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك فهذا الحديث يدل على ان لله اسماء لا نعلمها. يدل على ان الله عز وجل اسماء لا نعلمها. وكل اسم يشتق او يشتق منه صفة لله عز وجل. فلو اثبتنا ما اثبتنا فهناك اسماء اخرى لم نثبتها. ولم نثبتها لان لم يأتينا النص بمعرفتها والعلم بها. وكذلك صفات قامت على تلك الاسماء لا نعلمها. وجاء في الصحيحين عندما رسولنا صلى الله عليه وسلم بين يدي ربي سبحانه وتعالى. يقول فيفتح الله علي من المحامد ما لا احسنه الان ولا شك ان من هذه المحامد لا شك ان منها ان يثني على الله عز وجل باسماء وصفات لا يحسنها نبينا صلى الله عليه وسلم في هذا المقام الذي قال فيه هذا الحديث اذا هناك اسماء وصفات يعلمها ربنا سبحانه وتعالى وهذا مراد ابن قدامة عندما قال ولا يبلغ وصفه الواصفون فيكون المعنى من جهتين. من الجهة الاولى ان هناك اسماء لا يعلمها الا من الا الا الله ولهذه الاسماء صفات لا يعلمه ايضا الا ربنا سبحانه وتعالى. هذا المعنى الاول المعنى الثاني وان اثبتنا حقائق الاسماء والصفات فان لهذه الصفات كمال وغاية لا يبلغها وصفنا لا يبلغها وصفنا ولو ولو ذكرنا ما ذكرنا فالله فوق ذلك كله سبحانه وتعالى. والله لا يحيط احد بعلمه ولا يحيط واحد بذاته ولا يحيط احد بسمعه وبصره. اذا من جهتين من جهة ما لا نعلم وما علمناه فانه لا يدرك حقيقة كمال الكمال الذي يليق بربنا سبحانه وتعالى. فاذا هذا هو المعنى ولا يبلغ وصفه ولا يبلغ ولا يبلغه وصف الواصفين اي ان العبادة وان وصفوه فانهم لا يبلغون الكمال مما يليق بالله عز وجل او لم يبلغوا ما جهلناه مما مما استأثر الله عز وجل بعلم من اسمائه وصفاته. قال بعد ذلك نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابه ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت. اي ان اهل السنة رحمهم الله تعالى يثبتون لله كلما جاء في كتاب الله وكلما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء علمنا المراد منه او لم نعلم منه محكمه فنؤمن فنؤمن به وكذلك متشابهه نؤمن به وهذا قد يتصور الجهل به من بالجهل النسبي. اما ان تكون الامة اما ان تكون الامة كلها جاهلة بكلام الله عز وجل فهذا ليس بصحيح. ولكن قد يكون هناك ايات واحكام يجهلها بعض الناس يجهلها بعض الناس ويكون غيره قد علمها كما قال ابن عباس وانا من الراسخين في العلم الذين الذين يعلمون متشابهه. اذا هناك متشابه يعلمه الراسخون في العلم. وهناك محكم يعلمه الناس ويتفقون في معرفته. فاهل السنة يؤمنون بالمحكم ويعلمونه وما تشابه عليهم فلهم فيه لهم فيه اي شيء لهم فيه طريقتان. الطريقة الاولى انهم يرجعونه الى المحكمات والطريقة الثانية انهم يؤمنون به ويؤمنون به على مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم. ثم قال بعد ذلك ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت. مراده ان صفات الله عز وجل نثبتها واسماؤه ايضا نثبتها له سبحانه وتعالى ولو خالفنا في ذلك المخالفون من ومعتزلة ومبتدعة وشنعوا علينا في باب الاثبات. وقالوا ان اثباتكم يقتضي تجسيما وتحييزا وتمثيلا نقول هذا هذه اللوازم لوازم باطلة فالشناعة التي تشنع على اهل السنة انهم مجسمة وانهم خشبية وان لهم آآ ممثلة ومشبهة نقول هذه اللوازم لوازم باطلة لا نلتزمها بل نقول ما قاله الله ونقول ما قاله رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نلتفت لتلك الشناعات وتلك الاقوال الباطلة التي حاول بها المبتدعة والضلال ان يلمزوا اهل السنة بها. فعندما ترى الجهمية يصفون اهل السنة باي شيء. يصفونهم بالمجسمة الخشبية. وكذلك غيرهم كل يصف اهل السنة بما بما هم برآء ومنه رحمهم الله تعالى. فاهل السنة اثبتوا ما اثبته الله عز وجل وتجرأوا على هذا الباب لان الله اخبرهم به سبحانه وتعالى. ولم يحدثوا قولا من قبل انفسهم وانما هم متبعون لكلام وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يتعرض لكلام الله ولا كلام رسوله كما تعرض له الجهمية بالتعطيل والتمثيل التحريف والتأويل بل امنوا به على مراد الله وعلى مراد رسوله صلى الله عليه وسلم. فعندما يأتيك مبتدع ويقول لك اذا اثبت صفة الاستواء انك انه يقول لك انك تثبت لله التحيز نقول هذا اللازم لازم باطل بل نثبت ان الله مستو على عرشه استواء يليق بجلاله واستواء ليس كاستواء المخلوقين. وعندما نثبت سمعا وبصرا لله عز وجل وقال لك انك ان اثباتك ان اثباتك يقتضي تجسيما وجسما وجوهرا نقول هذا القول باطل وانما الذي وان كان وان كنت تعني بالجسم انها ذات تشتمل على صفات فنقول هذا حق والله سبحانه وتعالى له ذات وله صفات. اما كونه جسم فهذا لا نعرفه في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرد النصوص ونبطلها ونعطلها لمثل هذه الخرافات ولمثل هذه الشناعات بل نثبتها ولو لفن من خالفنا من مبتدعة وظلال وهؤلاء المشن على اهل السنة في في الحقيقة هم يشبهون الله بالعدم. فعندما عطلوه من اسمائه وصفاته فانهم شبهوه بالجمادات وبالعدم الذي لا لا صفة له ولا اسم له ولا شك ان هذا اعظم قبحا واعظم تشبيها وتجسيما وتمثيلا بالخالق للعدم. اما اهل السنة فانهم اثبتوا واقتصر في باب الاثبات على ما جاء في كتاب وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال بعد ذلك ولا يتعدى القرآن ولا الحديث ولا نعلم كيف كنه ذلك الا بتصديق بتصديق الرسول وتثبيت القرآن. ذكرنا ان هذا هو هذا اصل من اصول اهل السنة في باب الاسماء والصفات انهم يقتصرون في باب الاثبات على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان ما قاله الله اثبتوه. وما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ايضا اثبتوه ولا نعلم كيفية كنه ذلك. المراد بالكنه اي كله الصفة وقد ذكرنا ان من المتشابه الذي لا يعلمه الا الله كن هالصفات فكن هالصفة او كيفية الصفة هذي لا يدركها ولا يعلمها الا ربنا سبحانه وتعالى. فالكيفيات والكنى والتمثيل هذا لا تدركه عقول البشر انما نؤمن بان الله سميع وبان الله بصير وبان الله له يد وله وجه سبحانه وتعالى واما كيفية ذلك فالله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فنثبت ذلك من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل. اذا الكنه والكيفية لا يعلمها الا الله. واهل السنة عندما ينفون الكيفية لا ينفون نفاء نفيا مطلقا. وان صفات الله ليس لها كنه ولا كيفية وانما ينفون العلم بها اهل السنة ينفون العلم بالكيفيات والكنه وكنه الصفات والا ذات الله عز وجل لها كيفية ولها كنه. لكن هذا الكن وهذه وهذي الكيفية لا يعلمها الا من الا ربنا سبحانه وتعالى ثم قال بعد ذلك رحمه الله تعالى قال الامام ابو عبد الله محمد ابن ادريس الشافعي المطلبي رحمه الله تعالى امنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله وامنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا القول من هذا الامام المبارك العظيم الامام تعالى يبين مذهب اهل السنة. ويبين طريقة اهل السنة بباب الاسماء والصفات. وانهم يؤمنون بما جاء عن الله على مراد الله يؤمنون بما جاء عن الله على مراد الله عز وجل ومما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ولا يعترض علينا معترض فيقول ان الامام الشافعي يفوظ ولا يعلم حقائق هذي الصفات فهذا قول لم يقله احد من لاهل السنة وانما الذي قاله المبتدعة والضلال. فالمفوضة في الحقيقة هم مجهلة لسلف الامة رضي الله تعالى عنهم. فالامام الشافعي اهل السنة انما مراد بقولهم امنا بالله وما جعل الله على مراد الله اي امنا بما جعل الله وامنا بذلك الشيء على حقيقته مع ذات معناه وعلى المراد الذي يريده الله عز وجل والله اراد منا بهذه الايات واراد منا رسوله وسلم بهذه الاحاديث ان نؤمن بظاهر النص ان نؤمن بظاهر النص الذي دل عليه ذلك النص. فالسمع يدل على اثبات حقيقة السمع. وان الله يسمع حقيقة فهذا الذي اراده الله منا وهذا الذي امنا به وكذلك عندما يقول الله عز وجل بانه سميع بصير نثبت لله صفة البصر وان الله يبصر وصلاة سبحانه وتعالى فهذا الذي اراده الله وهذا الذي نؤمن به سبحانه وتعالى. اما ان نصف اهل السنة بانهم فوض وانهم يمرون ايات الصفات ولا يعلمون معناها فهذا قدح في مقام النبوة اولا وقدح في مقام السلف الصالح رظي الله تعالى فهم اعلم الناس بمراد الله عز وجل. واعلم الناس بمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم. واعلم الناس بلغة العرب وما تدل عليه الفاظها فهنا علموا ان السميع يفيد صفة السمع فاثبتوا ذلك وامنوا بذلك. وعلموا ان صفة البصر تثبت وان البصير يفيد صفة البصر فامنوا بذلك واثبتوا ذلك لله عز وجل فيكون مراد الشافعي اننا نؤمن بما اثبته الله فنثبته على مراد الله الذي اراده وهو انه اثبت هذه الصفة له فنحن نثبتها له سبحانه وتعالى. وهذا الامر كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلوه على اصحابه وفي اصحابه من هو عالم ومن هو دون ذلك في العلم بل فيهم من هو من الاعراب الذي لا يعقل مثل هذه المعالي ومع ذلك لم ينبههم النبي صلى الله عليه وسلم انها ان ظواهر هذه الايات لا يراد معناها. ولا شك ان هذا من من ترك تأخير البيان عن وقت حاجة فان العرب عندما تخاطب بالالفاظ تفهم من تلك الالفاظ ظواهرها والمراد منها ما يظهر من تلك الالفاظ. فلو كان يراد خلاف ذلك لكان حتما ولزاما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يخبر الصحابة ان ليس معنى السمع ان له سمع ولا معنى انه له بصر وهذا الم يقله احد من اهل السنة ولم ينقل عن احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلهم كانوا يقرأون هذه الايات ايات الصفات ويؤمنون بها ويثبتونها بل نبينا صلى الله عليه وسلم كان اذا قرأ ان الله كان سميعا بصيرا يضع سبابته وابهامه على عينه وسمعه صلى الله عليه وسلم ليثبت حقيقة السمع ليثبت حقيقة السمع كما عند احمد وابي داود باسناد صحيح انه قرأ ان الله كان سميعا بصيرا فوضع يده فوضع سبابته على عينه ووضع ابهامه على سمعه وهذا لاي شيء على اثبات حقيقة السمع واثبات حقيقة البصر. وقد ذكرنا في درس سابق ان الناس في هذا المقام مع الايات انهم اما اما ان يصفون اما ان اما انهم مجهلة واما انهم مخيلة واما انهم معطلة اي اهل تجهيل او اهل تخييل او اهل تعطيل هؤلاء هم المخالفون لمذهب اهل السنة اهل التجهيل هم من هم المفوضة هم المفوضة الذين قالوا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه كانوا يقرأون ايات الصفات ويمرونها ولا عاقلون معناها. فالصحابة اصبحوا بهذا المعنى اي شيء اصبحوا جهال بكلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا من ابطل الباطل واعظم القدح في مقام اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بل في مقام رسولنا صلى الله عليه وسلم. ثم قال وعلى هذا درج السلف الصالح وعلى هذا درج السلف وائمة الخلف رضي الله تعالى عنهم. اولا لفظة السلف تطلق على معنيين. المعنى الاول يطلق على المعنى اللغوي وهو كل من سبقك فهو سلف لك كل من سبقك فهو فهو سلف لك وكل من اتى بعد سلف له فيسمى خلف له هذا من جهة اللغة. اما من جهة المعنى فالسلف هم كل من وافق الحق. كل من وافق الحق وكان على طريقة محمد صلى الله عليه وسلم وطريقة اصحابه فانه يسمى سلفي وهو من اهل وهو من السلف الى قيام الساعة ويكون قولوا المخالف هم الخلف المبتدعون الضلال. فكل من خالف طريقة السلف فهو من اي شيء فهو من الخلف المخالفين لكلام والمخالفين لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وابن قدامة رحمه الله تعالى اراد بقوله وعلى هذا درج السلف اراد بذلك الصحابة رضي الله تعالى عنهم ومن سبقونا بهذا الطريق ومن سبقونا بهذا الايمان وبهذا المنهج وكل من اتى بعدهم من ائمة الخلف اي المتبعون للسلف هم ايضا على هذا الطريق. فاراد بهذا المعنى اي معنى؟ اراد المعنى اللغوي وهو كل من سبق فانه سلف لنا ويكون المراد بالسلف هنا هم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم باحسان وائمة هم كل من اتى بعد الصحابة التابعين وكان على طريقة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقام الاثبات وفي مقام النفي فهذا منهج السلف رحمهم الله تعالى. واما على المعنى الاعم فنقول كل من وافق الحق وقال بما قال به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو على طريقة السلف وهو سلفي. وكل من خالف هذا المعتقد وهذا الطريق فهو من فهو من الخلف الذين خالفوا كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان في الزمن الاول ولو كان في الزمن الاول فمعبد ابن خال الجهني هل لما سلف هل يسمى سلفا هل يسمى سلفا لنا؟ نقول لا بل هو من اي شيء هو من الخلف. وكذلك الجهم وكذلك غيره من ائمة الضلال والبدع. فيكون مراد السلف الذين ساروا على المعتقد الصحيح ومن تابعهم ممن اتى بعدهم من اهل السنة والجماعة. قال رحمه الله تعالى كلهم متفقون على الاقرار وهذا دليل على اي شيء على ابطال دعوة من يقول ان ابن قدامة مفوض هذا دليل على ابطال قول من يقول ان ابن قدامة مفوض. ففي قوله كل متفقون على الاقرار الاقرار المراد به اي شيء. اثبات حقيقة الصفة وانهم يقرون بمعناها ويثبتون الفاظها ويثبتون معانيها فهم مقرون بذلك. وعلى الامرار اي امرارها دون التعرظ لكيفياتها وقد ذكرنا ان الامرار يطلق على معنيين امرار للكيفيات وهذا بلا خلاف بين اهل السنة وامرار المعاني بقصد اي قصد امراء للمعاني ها من يذكر اي معاني قلنا يؤتمر ها شيخنا احسنت. المعاني الباطلة لا نتعرض لها ونمرها ولا نتعرض لها. اذا مراده الامرار هنا حتى تكون على اطلاقها الصحيح امرار الكيفيات. اين اي نمر صفات ونمرها كما جاءت عن الله عز وجل دون التعرض لكيفياتها ودون التعرض لكنه تلك الصفات. اما التعرض للمعاني فهذا فهذا ظيق فيكون فيكون التعرض عندما يكون هناك مخالف يخالف المعنى الصحيح فلا نتعرض للمعنى الباطل الذي اراده المبتدعة والمخالفون. فنقتصر في هذا المعنى على قوله بقول كل متفقون على الاقرار والامرار ان المراد بالامرار هنا امرارها دون تعرض لكيفياتها والاثبات لما ورد من الصفات اي نثبتها ونقر بها ونؤمن بها ولا نتعرض لكيفية ولا نمثلها ولا نكيفها لان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير سبحانه وتعالى. قال في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعرض لتأويله. قلنا ان الاولى الا يقال التأويل وانما يقال تحريف فان التحريف مذموما في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والتأويل جاء في كتاب الله جاء بمعنى التفسير وجاء بمعنى ما يصير اليه الشيء وما يكون. واما التاوي الذي يريده المتكلمون فهو صرف اللفظ عن ظاهره الى معنى اخر لقرينة دلت علي وهذا في مقام الاسماء والصفات هو تأويل باطل تأويل باطل بل الاصل في ايات الصفات ان تثبت كما جاءت ان يؤمن بها كما جاءت عن الله عز وجل وكما جاء عن رسولنا صلى الله عليه وسلم. قال بعد ذلك وقد امرنا باقتفاء اثارهم والاهتداء بمنارهم وحذرنا المحدثات واخبرنا انها من الضلالات. هذا ايضا ومنهج من من الموفق رحمه الله تعالى وهو موفق ان يتبع من اراد نجاته ومن اراد سلامة منهجه ومعتقده ان يقتفي اثار الصحابة وان وان تير على هديهم ونهجهم فان الهدى كله في اتباعهم وكل الظلال في مخالفتهم واقتفاء اثار غيرهم وقد جاء في حديث ابي هريرة وعبدالله بن عمرو ومعاذ بن ابي سفيان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال افترقت اليهود والنصارى احدى على احدى وسبعين فرقة او على اثنتين وسبعين فرقة كل وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة جاء في عبدالله بن عمرو قالوا من هي يا رسول الله؟ قال ما انا عليه واصحابي ما انا عليه واصحابي. فمن اراد النجاة فليلزم ما كان عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم واصحابه فان نبينا صلى الله عليه وسلم تركنا على البيظاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا زايغ بل مات صلى الله عليه وسلم وما من طاء يطيب جناحيه الا واعطانا منه خبرا صلى الله عليه وسلم فقد بلغ الرسالة ونصح الامة وما مات رسولنا صلى الله عليه وسلم الا وقد كمل الدين وبلغه كله رسولنا صلى الله عليه وسلم الى جميع الامة. فمن ظن ان الرسول او نقص شيئا من الدعوة فقد ظن برسول الله وسلم ظنا سيئا وقد وقد اتهمه بعدم تبليغ الرسالة وهذه ردة عن الاسلام نسأل الله العافية والسلام لانه تكذيب لله وتكذيب لرسوله صلى الله عليه وسلم. اذا الطريق الذي يسلم به العبد هو ان يتبع اثار الصحابة ويقتفي اثارهم فهم الطائفة الناجية وهم الطائفة المنصورة التي لمن اخذ بطريقهم نجا ومن خالفهم هلك وحذرنا المحدثات والمحدثات هي البدع هي البدع والخرافات كما قال انها من الضلالات كما جاء في حديث العرباض ابن سارة رضي الله تعالى عنه كما قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين اهدية من بعدي عضوا عليها بالنواجذ واياكم محدثات الامور فان كل فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. هذا الحديث رواه ابن احمد والترمذي باسناد جيد باسناد جيد فقد رواه حجر بن حجر الكلاعي وعبد الرحمن السلمي عن العرباظ بن سارية وان كان في احدهم وان كان في كل منهما الا ان الحديث يتقوى وهو حديث عليه مشك عليه انوار النبوة فهو حديث جيد واسناده لا بأس به خاصة ان عبدالرحمن وحجر ابن حجر في طبقة التابعين ومثل هؤلاء مما يغتفر في جهالتهم مما يغتفر في جهاد وقد وثقوا ايضا فالحديث اسناده جيد وهو يدل على ان النبي امرنا ان نسير على سنته وان نتبع سنة الخلفاء الراشدين المهديين وامر ان نعض وعليها بالنواجذ وحذرنا ونهانا من المحدثات واخبرنا ان المحدثات هي البدع وان كل بدعة ضلالة وان وكل ضلالة في النار نسأل الله العافية والسلامة. وقد جاء ما يدل على التحذير والنهي من البدع في صحيح مسلم عن جاء ابن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال اياك والمحدثات فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة جاء ذلك في صحيح مسلم عن جاء ابن عبد الله في اذا خطب الجمعة قال هذه الكلمات. اذا في هذا الحديث امر بالاتباع ونهي عن الابتداع. وفي هذا الحديث اخبار بان النجاة كلها تكون بطريق بطريقة نبينا واصحاب رضي الله تعالى عنهم وان الضلال والهلاك وسبب الشقاء وسبب دخول النار وبمخالفة طريقهم واتباع طريقة المخالفين الذين الذين خالفوا الكتاب واختلفوا في الكتاب وهم له مخالفون من المبتدعة والضلال. وسنذكر باذن الله عز وجل ما يتعلق باقسام البدع انواعها وحقيقة البدعة في الدرس القادم باذن الله عز وجل عند قول مسعود اتبعوا ولا تبتدعوا او عند مراجعة هذا الحديث الله اعلم واحكم وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد