نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في كتابه فتح المجيد فتح المجيد شرح كتاب بالتوحيد قال المصنف رحمه الله تعالى باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله. لما ذكر المصنف رحمه الله التوحيد وفضله وما يوجب الخوف من ضده نبه بهذه الترجمة على انه لا ينبغي لمن عرف ذلك ان يقتصر على نفسه بل يجب عليه ان يدعو الى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة كما هو سبيل المرسلين واتباعهم. كما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى لما تلا هذه الاية ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين فقال هذا حبيب الله هذا ولي الله هذا صفوة الله هذا خيرة الله هذا احب اهل الارض الى الله اجاب الله في دعوته ودعا الناس الى ما اجاب الله فيه من دعوته هذا احبوه هذا احب اهل الارض الى الله اجاب الله في دعوته ودعا الناس الى ما اجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحا في اجابته وقال انني من المسلمين هذا خليفة الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله اجمعين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا والتوفيق لما تحبه وترضاه من سديد الاقوال وصالح الاعمال والا تكلنا الى انفسنا طرفة عين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد هذه الترجمة باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله اي الدعوة الى توحيد الله. وذلك ان آآ من من الله عليه بالتوحيد وفهم الاعتقاد وكان من اهله ينبغي عليه ان يعدي هذا الخير الذي من الله عليه به الى الاخرين. فكم ما من الله عليه بوصول هذا الخير اليه وانقاذه من الظلمات وتوفيقه سبحانه وتعالى له بان كان من اهل التوحيد فعليه ان يعمل على ايصال هذا الخير الى الاخرين. كما قال الله عز وجل والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. قوله امنوا وعملوا الصالحات هذا هو التوحيد. هذا هو التوحيد. ايمان وعمل. ابتغاء وجه الله سبحانه عانى وقوله وتواصوا بالحق هذا الدعوة الى التوحيد الدعوة الى التوحيد والصبر على ما ينال العبد من اذى في ذلك قوليا او فعليا فمن عرف التوحيد وكان من اهله فانه ينبغي عليه ان يعنى بايصاله الى الاخرين وهذه الترجمة معقودة لبيان ذلك. ومن كان كذلك فلا احسن منه. كما قال عز وجل ومن احسنوا. ممن ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين. ومن احسنوا قولا ممن دعا الى الله اي لا احسن قولا ممن كان كذلك. ونقل رحمه الله نقل الشارع رحمه الله كلام الحسن البصري رحمه الله تعالى لما تلا هذه الاية قال هذا حبيب الله هذا ولي الله هذا صفوة الله هذا خيرة الله الى اخر كلامه رحمه الله تعالى فان من وفق التوحيد معرفة وعملا ينبغي عليه ان يحرص على ايصال هذا الخير الى الاخر قرين ولا ان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم اي من الدنيا ومع نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى قل هذه ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. قال ابو جعفر ابن جرير يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد هذه الدعوة التي ادعو اليها والطريقة التي انا عليها من الدعاء الى توحيد الله واخلاص العبادة له دون ما سواه من الالهة والاوثان والانتهاء الى طاعته وترك معصيته سبيلي وطريقتي ودعوتي الى الله تعالى وحده لا شريك له على بصيرة بذلك ويقيني ويقين علم ويقين علم مني به ويدعو اليه على بصيرة ايضا من اتبعني وصدقني وامن بي. قوله وسبحان الله يقول له تعالى ذكره وقل تنزيها لله تعالى وتعظيما له من ان يكون له شريك في ملكه او معبود سواه في سلطانه وما انا من المشركين يقول وانا بريء من اهل الشرك به لست منهم ولا هم مني انتهى. قال في شرح المنازل يريد ان تصل باستدلالك الى اعلى درجات العلم وهي البصيرة التي تكون نسبة العلوم فيها الى القلب كنسبة المرئ الى البصر. وهذه هي الصيصة التي اختص بها الصحابة عن سائر الامة وهي اعلى درجات العلماء. قال تعالى قوله قال في شرح المنازل اي منازل السائرين للامام ابن القيم. مدارج السالكين للامام ابن القيم رحمه الله تعالى وهنا كلام عن منزلة البصيرة قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة والبصيرة هي كمال العلم هي كمال العلم يقول رحمه الله يريد ان تصل باستدلالك الى اعلى درجات العلم. الى اعلى درجات العلم وهي البصيرة والمراد فيما يدعو الناس اليه. لان من دعا الى الله سبحانه وتعالى بلا بصيرة بلا علم بلا دليل بلا حجة ولا برهان من كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام وقع الفساد. كما قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله من عبد الله بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح. ومثله قل من دعا الى الله بغير علم من دعا الى الله بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح. وهل نشأت الضلالات ووجدت البدع دع والاهواء الا من الدعوة الى الله بغير علم. اما من الدعوة الى الله بغير علم او بالاهواء. اهواء النفس قد يكون عنده علم بالحق لكنه يعرض عنه. ويدعو الى الهوى. وهذا معنى قول الله سبحانه وتعالى ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس. من لم يدعو الى الحق الذي في الكتاب والسنة لا يخرج عن هاتين الحالتين ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى نعم. قال رحمه الله تعالى قال تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني اي انا واتباعي على بصيرة. وقيل ومن اتبعني عطف على المرفوع في ادعو. اي انا ادعو الى الله على بصيرة ومن اتبعني كذلك يدعو الى الله تعالى على بصيرة وعلى القولين فالاية تدل على ان اتباعه هم اهل البصائر الداعين الى الله تعالى ومن ليس منهم فليس من اتباعه على الحقيقة والموافقة. وان كان من اتباعه على الانتساب والدعوى حاصل ان المعنى معنى الاية ان النبي عليه الصلاة والسلام دعا الى الله على بصيرة والبصيرة هي الوحي. قل انما انذركم بالوحي. قل انما انذركم بالوحي فمن كان على نهجه عليه الصلاة والسلام داعيا الى الله بالوحي بكلام الله رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فهو من اهل البصيرة وممن نهج نهج الانبياء في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى لان نهج الانبياء في دعوة الى الله يقوم على هذين الاصلين الذين اشتملت عليهما الاية ان تكون الدعوة الى الله لا اله غيره ولا الى الانسان نفسه يدعو الى الله لا الى نفسه ولا الى حزب ينشئ او نحو ذلك وانما يدعو الى الله. دعوته الى الله لا الى غير الله سبحانه. والاصل الثاني ان تكون هذه الدعوة على على بصيرة اي على علم. قال الله قال رسوله هذا هو العلم العلم قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم فدعوة الانبياء تقوم على الاصلين الدعوة الى الله لا الى غيره سبحانه وان تكون الدعوة على بصيرة وان تكون الدعوة على بصيرة نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى فيه مسائل منها على الاخلاص لان كثيرا لو دعا الى الحق فهو يدعو الى نفسه. التنبيه على الاخلاص اخذا من قوله سبحانه في الاية الكريمة الى الله ادعو الى الله فهذا فيه تنبيه الى الاخلاص وان من دعا ينبغي ان تكون دعوة الى الله سبحانه وتعالى. لان من الناس من يذكر في دعوته امور الاسلام ومعاني الدين لكنه في الحقيقة نيته مثلا تكثير اتباعه او انصاره او مؤيديه او توسيع مثلا الحزب الذي ينتمي اليه فدعوته ليست الى الله الى نفسه او الى حزبه مثلا فيه امتثال اخلاص. والدعوة بدون اخلاص لا تدخل في صالح عمل العبد. الدعوة بدون اخلاص لا تدخل في صالح عمل العبد يوم يلقى الله. وانما الذي يدخل في صالح عمله ما كان لله وما ابتغي به وجه الله سبحانه وتعالى. ما قصد به التقرب الى الله. والدعوة عبادة. الدعوة الى الله عبادة قربة يتقرب بها الى الله. فان لم يقصد بها وجه الله سبحانه وتعالى لم تدخل في صالح عمله فاذا قوله ادعو الى الله فيه التنبيه على الاخلاص قال لان كثيرا من ناس لو دعا الى الحق فهو يدعو الى نفسه. تأمل قوله لو دعا الى الحق. يعني دعا الى الاسلام معاني الاسلام اه امور الدين الوصية بها الحث عليها لكنه في داخلة له نية له غرض. وهي مثلا السمعة الرياء تكثير الاتباع او مثل ما يعرف في زماننا هذا الاصوات وما الى ذلك هذا كله لا يدخل في صالح عمل العبد حتى وان دعا الى الحق لا يدخل في صالح عمله حتى يخلص في دعوته لله سبحانه نعم. ومنها ان البصيرة من الفرائض ومنها ان البصيرة من الفرائض لماذا؟ لان اتباع الانبياء واجب. قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن طبعا انا ومن اتبعني فاتباع الانبياء ولزوم نهجهم واجب فمن الفرائض البصيرة فلا يدعو لا يدعو الانسان الى شيء من دين الله تبارك وتعالى الا عن بصيرة بما دعا اليه والبصيرة هي الحجة كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه. نعم. قال رحمه الله تعالى ومنها ان من دلائل حسن التوحيد انه تنزيه لله تعالى عن المسبة ان من دلائل حسن التوحيد انه تنزيه لله تبارك وتعالى عن المسبة وسبحان الله قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من سبحان الله وما انا من المشركين نعم. قال رحمه الله تعالى ومنها ان من قبح الشرك كونه مسبة لله تعالى ومنها اي الفوائد المستنبطة من الاية قبح الشرك من قبح الشرك كونه مسبة. لله. كونه مسبة لله. ولا شك ان الامر كما رحمه الله تعالى بل ومن اعظم المسبة ان يسوى المخلوق الناقص الضعيف الفقير او التراب او الاحجار او القباب او الاضرحة او غيرها ان تسوى بالرب العظيم. وان تعطى من الحقوق ما ليس الا لله سبحانه وتعالى. فهذا فيه هضم للربوبية. وانتقاص للالوهية وسوء اظن برب العالمين. نعم. قال رحمه الله تعالى ومنها ابعاد المسلم عن مشركين لا يصير منهم ولو لم يشرك انتهى. وهذا مستفاد من قوله في تمام الاية وما انا من المشركين وما انا من المشركين فهذا فيه ابعاد المجتمع المشركين لا يصير منهم ولو لم يشرك نعم. قال رحمه الله تعالى وقال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في معنى قوله تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة الاية ذكر سبحانه مراتب الدعوة وجعلها ثلاثة اقسام بحسب حال المدعو. فانه اما ان يكون طالبا للحق محبا له مؤثرا له على غيره اذا عرفه فهذا يدعى بالحكمة ولا يحتاج الى موعظة وجدال. واما ان يكون مشتغلا بضد الحق لكن لو عرفه اثره واتبعه فهذا يحتاج الى الموعظة بالترغيب والترهيب. واما ان يكون معاندا معارظا فهذا يجادل التي هي احسن فان رجع والا انتقل معه الى الجيلاد ان امكن انتهى. هذه الاية الكريمة ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن فيها ذكر لمراتب الدعوة وهذه المراتب بحسب حال المدعو. لان من يدعى منهم من هو قريب يكفيه ان يبين له الامر ومنهم من يحتاج الى وعظ وتخويف وتذكير بالعقوبة ومنهم يحتاج الى جدال حتى تزال الشبهة التي علقت في ذهنه. فهم يتفاوتون ولهذا مما يستفاد من هذه الاية الكريمة معرفة حال المدعوين لان كل كلا منهم له اسلوب من الدعوة بحسب حاله. له اسلوب من الدعوة بحسب فبحاله فمن الامور المهمة ان يعرف الداعي حال من يدعوهم مستواهم حال من من يدعوهم اي مستواهم الفهم والسوام في العلم حالهم مع الشبهات. ولهذا سيأتي معنا ان النبي عليه الصلاة والسلام لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك ستأتي قوما اهل كتاب هذا تعريف بحال المدعوين هذا تعريف بحال المدعوين قال انك ستأتي قوما اهل كتاب. اي فكن على دراية بمن ستذهب اليه. ومن ومن ستدعوه الى الله سبحانه وتعالى. فمعرفة حال المدعوين واعطاء كل منهم بحسب هذا من الامور المهمة في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى. وهذا فيه ايراد ذلك هذا من البصيرة هذا كله من البصيرة في الدعوة الى الله عز وجل ولزوم نهج الانبياء في الدعوة الى الله نعم. قال رحمه الله تعالى وقال ايضا رحمه الله تعالى والفرق بين حب الامامة والدعوة الى الله وحب الرياسة هو الفرق بين تعظيم امر الله والنصح له وتعظيم النفس والسعي في فان الناصح لله المحب له يحب ان يطاع ربه فلا يعصى وان تكون كلمته هي العليا وان يكون الدين كله لله وان يكون العباد ممتثلين اوامره مجتنبين نواهيه. فقد ناصح الله في عبوديته وناصح خلقه وفي الدعوة الى الله فهو يحب الامامة في الدين. بل يسأل ربه ان يجعله للمتقين اماما يقتدي به المتقون. كما اقتضى هو فاذا احب هذا العبد الداعي الى الله ان يكون في اعين الناس جليلا وفي قلوبهم مهيبا واليهم حبيبا وان يكون فيهم لكي يأتموا به ويقتفوا اثر الرسول صلى الله عليه وسلم على يديه لم يضره ذلك بل بل يحمد عليه لانه داع الى الله يحب ان يطاع ويعبد ويوحد فهو يحب ما يكون عونا على ذلك موصلا اليه. ولهذا ذكر الله سبحانه عباده الذين اختصهم لنفسه واثنى عليهم في تنزيله واحسن جزاءهم يوم لقائه فذكرهم باحسن اعمالهم واوصافهم ثم قال والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين بقينا اماما فسألوه ان ان يقر اعينهم ان يقر. ان يقر اعينهم بطاعة ازواجهم وذرياتهم له سبحانه وان يسر قلوبهم باتباع المتقين لهم على طاعته وعبوديته. فان الامام والمؤتم متعاونان على الطاعة وانما سألوه ما يعاونون به المتقين على مرضاته وطاعته وهو دعوتهم الى الله بالامامة في الدين التي الصبر واليقين كما قال تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون فسؤالهم ان يجعلهم ائمة للمتقين هو سؤال ان يهديهم ويوفقهم ويمن عليهم بالعلوم النافعة والاعمال الصالحة ظاهرا وباطنا التي لا تتم الامامة الا بها. وتأمل كيف نسبهم في هذه الايات الى اسمه الرحمن جل جلاله ليعلم خلقه ان في قوله في اول السياق وعباد الرحمن. نعم. احسن الله اليكم. ليعلم ليعلم خلقه ان هذا انما نالوه بفضله ورحمته ومحض جوده ومنته. وتأمل كيف جعل جزاءهم في هذه السورة الغرف وهي المنازل العالية في الجنة وهذا لما كانت الامامة في الدين من الرتب العالية بل من اعلى مراتب يعطاها العبد في الدنيا من من اعلى مراتب يعطاها العبد في الدين كان جزاؤه عليها الغرفة الغرفة العالية في الجنة. وهذا بخلاف طلب الرئاسة فان طلابها يسعون في تحصيلها لينالوا بها اغراضهم من العلو في الارض. وتعبد القلوب لهم وميلها اليهم لهم على جميع اغراضهم مع كونهم عاليين عليهم قاهرين لهم. فترتب على هذا الطلب من المفاسد ما لا يعلمه الا الله من البغي والحسد والطغيان والحقد والظلم والعصبية والحمية للنفس دون حق الله وتعظيم من حقره الله واحتقار ان اكرمه الله ولا تتم الرئاسة الدنيوية الا بذلك. ولا تنال الا به وباضعافه من المفاسد. والرؤساء في عن هذا فاذا كشف الغطاء تبين لهم فساد ما كانوا عليه ولا سيما اذا حشروا في صور الذر يطأهم اهل الموقف بارضهم اهانة لهم وتحقيرا وتصغيرا. كما صغروا امر الله وحقروا عباده. انتهى كلامه رحمه الله كلام عظيم للامام ابن القيم رحمه الله تعالى من قول من كتابه الروح وآآ ساقه السارح رحمه الله تعالى لما فيه من توضيح وبيانا لما سبق خاصة قول المصنف رحمه الله ان الاية الكريمة قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني فيها على الاخلاص ثم قال لان كثيرا من الناس لو دعا الى الحق فهو يدعو الى نفسه فهو يدعو الى نفسه وهذا يعرف ويعرف من هذا ان من هم مشتغلون بالدعوة من هم مشتغلون بالدعوة على قسمين قسم مثل ما ذكر اه ابن القيم رحمه الله تعالى اه يحب الى الله والامامة في الدين ان يكون اماما في الدين بمعنى ان تجتمع فيه صفات الخير ليأتم به من بعده. لان الاية الكريمة واجعلنا للمتقين اماما. يراد بها اي اجعلنا مؤتمين بالمتقين قبلنا ليأتم بنا المتقون بعدنا. لانه لا يكون اماما بعده حتى يأتم هو بالمتقين قبله. حتى اتم هو بالمتقين قبله. فقوله وجعلنا للمتقين اماما هذا دعاء يطلب فيه العبد من الله سبحانه وتعالى ان يمن عليه باجتماع صفات الخير فيه باجتماع صفات الخير فيه. ليكون اماما لمن بعده. ولا يكون كذلك الا فاذا تم به الا اذا اتم هو بمن قبله من من المتقين. فكان على نهجهم ولزم سبيلهم سارة وفق سيرهم فانه يكون اماما للمتقين. وجعلنا المتقين اماما ففرق بين الدعوة الى الله وحب الامامة وسؤال الله سبحانه وتعالى الامامة لان كلا من الامام والمؤتم به متعاونان على الخير وعلى الطاعة وعبادة الله سبحانه وتعالى بخلاف حب الرئاسة هذا القسم الثاني الذي يعمل لا لشيء الا للظهور في الارض والعلو على الناس ان يكون رئيسا زعيما اهمه ذلك ليس همه دين الله سبحانه وتعالى وانما اهمه الرئاسة. اهم هذا الحظ الدنيوي. وهذا يترتب عليه من الامور مع اشار اليه ابن القيم رحمه الله قال بخلاف طلب الرئاسة فان طالب طلابها يسعون في تحصيلها لينالوا بها اغراظهم من العلو في الارض وتعبيد القلوب لهم وميلها اليهم ومساعدتهم لهم على جميع اغراضهم مع كونهم عالين عليهم قاهرين لهم فترتب على هذا الطلب من المفاسد ما لا يعلمه الا الله من البغي والحسد والطغيان والحقد والظلم والحمية للنفس دون حق الله وتعظيم من حقه الله واحتقار من اكرم الله هذه كلها تتولد عند ذلك الشرور يولد بعضها بعضا كما ان الاهواء ايضا ان يولد بعضها بعضا كما قال الناظم رحمه الله اني براء من الاهوى وما ولدت ووالديها الحيارى سأم ولد فمثلا اذا كان لا هم له الا طلب الرئاسة وتحصيلها كيفما كان الامر تولد عن ذلك مثل هذه الشرور واكثر مما ذكره ومما لم يذكره رحمه الله تعالى. نعم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا لا اله الا الله وفي رواية الى ان يوحد الله فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم فان هم اطاعوك لذلك فاياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب اخرجاه هذا حديث ابن عباس في ذكر بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الى اليمن وفيه المنهج الذي ينبغي ان يكون عليه الدعاة الى الله سبحانه وتعالى معرفة بحال المدعوين ومعرفة راتب الدعوة ومعرفة بالاولويات في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى ويؤجل الكلام على هذا الحديث الى لقاء الغد باذن الله سبحانه ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يجعلنا دعاة اليه على بصيرة وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء من منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك. اللهم زينا بنا الايمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. اللهم اقسم لنا من خشية كما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا دنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من قال منى وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا. ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا