بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تولاه اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المؤلف رحمه الله تعالى وقوله رضي الله عنهم ورضوا عنه وقوله يحبهم ويحبونه وقولهم في الكفار قوله في الكفار غضب الله عليهم وقوله اتبعوا ما اسخط الله وقوله كره الله انبعاثهم ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا اي كل ينزل ربنا كل ليلة الى سماء الدنيا. وقوله يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة. وقوله يضحك الله الى رجلين قتلة احدهما الاخر ثم يدخلان الجنة فهذا وما اشبهه مما صح سنده وعجلت رواته نؤمن به ولا نرده ولا نجحده ولا نتأوله ولا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره ولا نشبهه بصفات المخلوقين ولا بسمات المحدثين ونعلم ولا بسمات المحدثين ونعلم ان الله سبحانه وتعالى لا شبيه له ولا نظير الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول ابن قدامة رحمه الله تعالى لما ساقه من ايات الصفات قال رحمه الله تعالى فقوله تعالى رضي الله عنهم ورضوا عنه وهذه الايات التي ساقها ابن قدامة رحمه الله تعالى يلاحظ فيها انها تتعلق بصفات الافعال وصفات الافعال تتميز عن صفات الذات او عن صفات اللازمة والصفات الذاتية انها تتعلق بمشيئة الله سبحانه وتعالى الله يفعلها متى شاء كيفما شاء سبحانه وتعالى ومن هذه الصفات الفعلية التي تتعلق بمشيئته صفة الرضا وقد جاءت الايات الكثيرة في ذلك قال تعالى لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة وقال تعالى رضي الله عنهم ورضوا ورضوا عنه فالله سبحانه وتعالى اثبت الرضا لنفسه واثبت انه رضي عن الذين بايعوا محمدا صلى الله عليه وسلم عن تحت الشجرة وجاء في صحيح مسلم عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ان الله يقول لاهل الجنة عندما يسألونه يقول احل عليكم رظاي فلا اغظب عليكم ابدا فاثبت الله عز وجل انه يرظى عن اهل الجنة وايضا جاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يرضى عن العبد اذا اكل الاكلة ان يحمد الله عليها واذا شرب الشربة ان يحمد الله عليها فهذا ايضا مما يوجب رضا الله سبحانه وتعالى وموجبات رضا الله سبحانه وتعالى كثيرة اعظمها واهمها ان يحقق العبد توحيد الله ان يحقق العبد توحيد الله عز وجل وان يمتثل اوامره ويجتنب نواهيه وكلما ازداد العبد اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كلما ازداد رضا الله سبحانه وتعالى عنه هذه الصفة اجمع اهل السنة على اثباتها فقالوا ان الله يرضى رضا رضا يليق بجلالي سبحانه وتعالى ورضاه لا يشابه رضا المخلوقين بل يثبتون رضاه على الوجه الذي يليق به ولا يمثلون رضاه برضى المخلوقين ولا يعطلون هذه الصفة ولا يكيفونها فالله يرضى رضا يليق بجلاله سبحانه وتعالى واما غير اهل السنة من متكلمين وجهمية ومعتزلة فقد عطلوا صفة الرضا عن ربنا سبحانه وتعالى وحملوها وحرفوها على معنى ارادة الثواب. وان الله يريد بمن رضي عنه ان يثيبه ويجازيه في الحسنات وهذا وان كان من لازم الرضا فليس بمعنى الرضا فليس هو بمعنى الرضا بل هو لازم من لوازم الرضا ولا شك ان من رضي الله عنه ان الله سيثيبه ويجازيه ويعطيه الاجور الكثيرة. لكن مع هذا يثبت اهل السنة صفة الرضا ولا يحرفونها. وايضا ذكر من الصفات التي يثبتها اهل السنة صفة المحبة وهي قوله تعالى يحبهم ويحبونه والله سبحانه وتعالى يحب ويحب سبحانه وتعالى وهو اهل لن يحب. فانه اتصف بصفات الجلال والجمال على وجه الكمال. تعظيما وتقديسا. لكن من صفات ان الله يحب عباده الصالحين ويحب المحسنين ويحب الصابرين ويحب المتقين ويحب كل من امتثل طاعته وانتهى عن نواهيه وهذه صفة اثبت اهل السنة واجمعوا على اثباتها واجمعوا على اثباتها وان الله يحب سبحانه وتعالى واما غيرهم من من المبتدعة فانهم تأولوها ايضا وحرفوها بارادة بارادة الثواب فهم عندهم صفة الرضا وصفة المحبة وصفة الوداد التي تطلق على الله عز وجل انها كل بمعنى ارادة الثواب والجزاء لمن احبه الله ورضيه. وهذا تحريف لنصوص الكتاب والسنة. ورد لايات الصفات التي اثبتها اهل السنة. وربنا سبحانه وتعالى عندما خاطبنا وتكلم وتكلم بهذا الكلام اراد حقيقته. فانه تكلم بلسان عربي مبين يفهم منه يطهره ويراد منه ظاهره ولا تصرف الالفاظ عن ظواهرها الا بقرينة تدل تدل على صرف ذلك الظاهر. واما مع عدم وجود القرائن فان الاصل ان الالفاظ تؤخذ بظواهرها وعلى حقيقتها وهذا الذي عليه اهل السنة مجمعون ولا يخالف في هذا بل لا يعرف عن احد من اهل السنة انه تأول هذه الصفات بتأويل باطل او بتأويل يحتج المبتدعة كاهل الكلام وغيرهم بل يثبتون ان الله يحب وان الله يرضى. وصفة المحبة ايضا مما جاء في معناها صفة الود فان الله عز وجل ايضا يود وكذلك ايضا صفة الخلة فهي ثابتة لله عز وجل فان الله اتخذ محمدا خليلا فيؤخذ من هذه الصفات صفة الخلة لله عز وجل وصفة الوداد ايضا لله سبحانه وتعالى وصفة المحبة اما الصبابة والغرام والعشق والهيام فهذه لا يطلق على الله عز وجل لانها لم تأتي في السنة ولم تأتي في كتاب الله عز وجل. وباب الصفات باب توقيفي فيقتصر فيه على ما جاء فيه النص عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم فنثبت صفة المحبة والمودة والخلة لله عز وجل. واما ما عدا ذلك من بمعنى الحب فانها لا تطلق على الله ولا ولا تثبت لله سبحانه وتعالى حتى يأتي نص يثبت ذلك ولا يوجد فنقتصر على ما جاء فيه النص هذه الصفة الثانية ايضا من صفات الافعال صفة المحبة وقد جاءت في كتاب الله ان الله يحب المحسنين ان الله يحب الصابرين يحبهم ويحبون وما شابه ذلك من الادلة الكثيرة الدالة على محبة الله. ايضا من الصفات التي ذكرها الله عز وجل فغضب الله عليهم هذه الصفة ايضا هي اثبات صفة اثبات صفة الغضب لله عز وجل. والله يغضب غضبا يليق بجلاله سبحانه وتعالى وغضبه لا شابهوا غضب المخلوقين واهل السنة مجمعون على اثبات صفة الغضب قد جاءت هذه الصفة في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي كتاب الله ما ذكره في قوله غضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا فاثبت ان الله يغضب على الكافرين ويغضب على من قتل نفسا قتل نفسا مسلمة متعمدا فان الله يلعنه ويغضب عليه نسأل الله العافية والسلامة. وجاء في الصحيحين ان رسول الله قال قال الله عز وجل ان رحمتي سبقت غضبي كتب الله كتابا فهو عنده ان رحمته سبقت غضبه فاثبت الغضب له سبحانه وتعالى وجاء ايضا في الصحيح ان ان في يوم في عندما يفزع الخلائق الى الله عز وجل يأتون الى الانبياء فيقول ادم ونوح ان الله غضب غضبا لم يغضب قبله مثل ولن يغضب بعده مثله. فاثبت رسل الله عز وجل ان الله يغضب. اما المخالفون من فقد عطلوا صفة الغضب وقالوا ان معناها ارادة الانتقام وقالوا ان معناها ارادة الانتقام ولا شك ان الغظب ليس هو بمعنى الانتقام فالغظب فالغظب شيء والانتقام شيء اخر والله ذكر الغضب والانتقام فلما اسفونا انتقمنا منهم. فاثبت الاسف الذي هو الغضب واعقبه بالانتقام الذي هو ونوع اخر من صفات الله فالله ينتقم والله يغضب سبحانه وتعالى. وقالوا ان الغضب لا تليق بالله عز وجل وهذا القول باطل لان الله اعلم بما يليق بنفسه ورسوله صلى الله عليه وسلم ايضا اعلى بما يليق بربه واهل السنة مجمعون على اثبات هذه الصفة لا ان يأتي افراخ المعتزلة والجهمية والفلاسفة فيعطل الله من عن صفاته بدعوى التنزيه وبدعوى ان الله سبحانه منزه عن هذه الصفات فهذه دعوة باطلة واعظم الخلق تنزيها لله ومن؟ هو رسولنا صلى الله عليه وسلم فلا فلا يصف الله الا بما الا بما يليق به ولا يصفه الصحابة الا بما يليق بربنا سبحانه وتعالى. وكما ذكرت اهل السنة مجمعون على اثبات صفة الغضب لله عز وجل وهذه الصفات كلها يردها المبتدعة بدعوى انها من انها من صفات الاجسام انها من صفات الاجسام او انها حوادث والله منزه عن الحوى. قد بينا هذه الدعوة انها دعوة باطلة. ورددناها وبينا ان ان صفات الله عز تطلق عليه ونثبتها كما جاءت وان ما من مبتدع وما من مبطل الا ويرد عليه بما احتج به في ابطال الحق الذي ابطله فجميع المبتدعة يثبتون شيئا من الصفات يثبتون شيئا من الصفات فغلاة الجهمية مثلا يثبتون صفة الوجود. وعندما نقول لهم لفظ مشترك بين الخالق والمخلوق يقولون هذا وجود يليق بذات الله عز وجل فنثبته نقول لهم ايضا هذه الصفات هي صفات تليق بالله عز وجل ولا تشابه صفات المخلوقين. فالباب فالباب في الصفات باب واحد ما يقال في الذات يقال في الصفات فكل من اثبت شيئا وقال انه يليق بالله وغيره لا يليق نقول كذلك ما نفيته هو يليق بالله سبحانه وتعالى ولا يقتضي تشبيها ولا يقتضي تجسيما ولا يقتضي تمثيلا بل نثبته كما اثبته الله عز وجل لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم. واما دعوة ان الغضب هو بمعنى ارادة الانتقام فهذا من لوازم من لوازم الغضب وليس هو الغضب فان الغاضب اذا غضب اراد الانتقام اراد الانتقام والانتقام شيء والغضب شيء اخر. واما دعواهم ان الغضب هو انتفاخ الاوداج وتغييح واحمرار الوجه واحمرار العين فهذه كلها من اثار الغضب لا هي الغضب ليست هي الغضب بل هي من اثاره والله سبحانه وتعالى عندما يغضب فغضبه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير سبحانه وتعالى فنثبت غضبا يليق بجلاله وغضبه لا يشابه غضب المخلوقين ولا ولا يشابه غضب احد من خلقه سبحانه وتعالى فنثبت ذلك ونمره كما جاءت ونقول ان الله يغضب حقيقة. ايضا من الصفات التي ذكرها قوله تعالى اتبعوا اسخط الله وفي هذا الاثبات صفة السخط صفة السخط لله عز وجل وهي ايضا من مرادفات الغضب فالغضب والسخط مترادف من جهة ومتغايران من جهة اخرى. اما وجه الترادف فان السخط والغضب فان السخط والغضب متراد فكل السخط يأتي بمعنى الغضب والغضب يأتي بمعنى السخط الا ان هناك فرق بينهما وهو ان يكون من اسفل يكون من الاعلى للاسفل ومن الاسفل للاعلى. فيغضب الصغير على الكبير ويغضب الكبير على الصغير اما السخط فلا يكون الا ممن الا من الكبير على على الصغير. هذا هو الفرق بين الغضب والسخط. فالله يسخط والله يغضب سبحانه تعالى وهي صفة ثابتة لله عز وجل تتعلق بمشيئته صفة فعلية الان الصفة ذكرناها كلها هي صفات فعلية صفة المحبة وصفة الغضب وصلة الرضا وصفة السخط كلها صفات فعلية تتعلق بمشيئة الله عز وجل فيسخط على من شاء ويرظى عمن شاء وتعالى والغضب يقاد والسخط يقابله يقابله الرضا يقابله الرضا فاذا سخط الله على عبد فانه لم يرظى عنه واذا رظي الله عنه فانه لم عليه فهذه صفة ثابتة لله عز وجل واما المبتدعة فيقولون فيها مثل ما يقولون في الغضب ويقولون في الرضا ويقول ان المعنى بالسخط ارادة ارادة الانتقام وهذا تحريف لكلام الله عز عن مواضعه وعن المعنى الذي اراده الله عز وجل وهذا الذي ذكره ابن قدامة في خاتمة هذه الايات. قوله كره الله انبعاثه وهذه ايضا صفة سادسة تثبت لله عز وجل من صفات الافعال وهي صفة الكراهية. فالله يكره يكره قيل وقال ويكره كثرة السؤال ويكره آآ ويكره الكفرة ويكره الفجرة ويكره من يعصيه سبحانه وتعالى وهي صفة صفة فعلية تعلق بمشيئة الله عز وجل وهي صفة يمرها اهل السنة ويثبتون على حقيقته وعلى معناه ولا ولا يعطلونها ولا يحرفونها ولا ولا يمثلونها بل يقول هي صفة ثابتة لله عز وجل واما غير اهل السنة في هذا الباب فهم مشتركون في تعطيل صفات الله الفعلية قلت مشتركون في تعطيل صفات في صفات الله الفعلية وهم مجمعون على هذا التحريف نسأل الله العافية والسلامة. ودعواهم كما ذكرت ان من صفات الاجسام وانها حوادث والله منزه عن الحوادث وهذه دعوة باطلة بيناها فيما مضى. قال ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا كل ليلة الى السماء الدنيا. هذا حديث يتعلق بصفة من صفات افعال الله عز وجل وهي صفة النزول وصفة نزول الله عز وجل جاءت في احاديث كثيرة قال قوام السنة ان نزول الله عز وجل من الاحاديث المتواترة وقد تواترت الاحاديث في نزول الله عز وجل وان الله ينزل كل ليلة عندما يبقى ثلث الليل الاخير فيتعرض لعباده برحمته ومغفرته فيقول من يدعوني فاستجيب له من يستغفرني فاغفر له الى ان يطلع الفجر. وهذه الصفة يتفق اهل السنة ايضا على اثباتها وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم من طريق الزهري عن ابي سلمة عن ابي هريرة وهو من اصح الاسانيد من اصح الاسانيد واخذه اهل السنة على قبوله وعلى العمل به. واثبت ان الله ينزل كل ليلة نزولا يليق بجلاله. ونزول الله سبحانه وتعالى جاء بالسنة انه ينزل كل ليلة في اذا اذا بقيت ثلث الليل الاخر اذا بقي ثلث الليل الاخر وجاء ايضا انه ينزل عشية عرفة فاذا كان عشية تعرفه نزل الله عز وجل نزولا خاصا باهل الموقف فقط ينزل الله عز وجل نزولا خاصا باهل الموقف ويشهد ملائكته على انه قد غفر لاهل الموقف كرما منه سبحانه وتعالى. وهذه الصفة هي صفة ثابتة لله عز وجل عند اهل السنة. واما المبتدعة فقد عطلوها وتأولوها وحرفوها وقالوا ان الذي ينزل ينزل امره وملكا من الملائكة وهذه دعوة باطلة. فالذي ينزل حقيقة هو الله سبحانه وتعالى فكيف ينزل ملكا من الملائكة يقول من يدعوني فاستجيب له وهل يجرأ ملكا من الملائكة ان يقول للخلق والعباد من يدعوني استجيب له؟ وهل هي ينزل امرا في الليل خاصة؟ ولا ينزل في في غيره من الاوقات؟ فاوامر الله سبحانه وتعالى لا تختص بوقت بل امر ينزل كل وقت سبحانه وتعالى لا يخصه ليل ولا يخصه نهار. واما دعوة ان هذا ملك عظيم من ملائكة الله يقول في الثلث الليل الاخير. من يدعوني استجيب له فهذا نوع تشريف وجراءة على الله عز وجل ان احدا من خلقي ينزل نفسه منزلة الرب سبحانه وتعالى وهذا قول باطل وضلال عظيم لمن قال هذا القول وظاهر هذا الحديث ان الذي ينزل هو الله سبحانه وتعالى ونزوله نزولا يليق بجلاله اما كيفية النزول فالله اعلم بكيفية ذلك النزول لكن نثبت ان الله ينزل حقيقة وينزل بذاته سبحانه وتعالى وكل يلزمنا به اهل السنة من يلزمنا به المبتدعة والضلال من اللوازم الباطلة فاننا لا نلتفت اليه. واصل هذه اصل هذه اللوازم التي التزم المبتدعة والضلال في رد مثل هذه الصفات انهم قاسوا الله بخلقه قاسوا الله بخلقه والا لو نزه الله ولم يمثلوه بخلقه لما حصل هذا التناقض او هذه اللوازم الباطل التي يلزمنا بها المبتدعة فمن لوازمها الباطلة ان ان انه يلزم من نزوله ان يكون شيئا فوقه وهذه دعوة باطلة لا نلتزمها ولا نقول بها بل مذهب لاهل السنة وهي مسألة هل يخلو العرش منه؟ او لا يخلو؟ ان الله ينزل بعرشه وانه اذا نزل سبحانه وتعالى فكل شيء تحته كل شيء تحته سبحانه وتعالى السماوات والعرش وكل المخلوقات عندما ينزل ربنا الى سماء الدنيا جميع المخلوقات تحته والله اكبر واجل سبحانه وتعالى من ان يكون شيئا فوقه سبحانه وتعالى. وهذا باتفاق اهل السنة وهم مجمعون على ان الله اذا انه لا يكون شيئا انه لا يكون شيئا انه لا يكون شيء من خلقه فوقه سبحانه وتعالى. فدعوى انه اذا نزل لو يكون شيء من خلقه فوقه فهذه دعوة باطلة ومسألة خلو العرش من عدمه اختلف اهل السنة والصحيح الذي عليه المتقدمون كحماد ابن زيد ويزيد ابن هارون وغيرهم وحماد ابن ان الله ينزل ولا يخلو عرشه منه سبحانه وتعالى وهذا مذهب متقدم من اهل السنة واما من قال كابن مندا وغيره انه ينزل ويخرج فدعوة ليس عليها ليس لها حجة وليس عليها دين بل نقول ان الله ينزل وهو مستو على عرشه سبحانه وتعالى. او من اللوازم ايضا التي يلزمها بها اهل الباطل انه يلزم من نزول الله سبحانه وتعالى انه يكون دائما في السماء الدنيا لتغاير الاوقات من بلد الى بلد وهذه الدعوة قد ردها شيخ ابن تيمية في كتابه شرح حديث النزول ما يقارب في مئة صفحة رحمه الله تعالى. وبين بطلان هذه الدعوة. وخلص قوله في ذلك الى ان المسألة تعود الى قولين اما ان يكون النزول خاصا باهل الجزيرة بجزيرة العرب وانه لا يتعداهم الى غيرهم وهذا قال به جمع اهل العلم واما ان ان نقول ان الله ينزل كل ليلة في كل مكان فيه مسلم وينزل نزولا يليق بجلاله ومع ذلك نثبت هذا النزول ونقول لازمك لازمك الذي الذي تلزمنا به ان الله يلزم ان يكون كل ليلة في السماء الدنيا او كل وقته في السماء الدنيا يقول هذا لازم باطل. وانما حملك على ذلك اي شيء انك جعلت الخالق بمنزلة المخلوق. فكما استبعدت ان يكون مخلوق في مكان متعدد بنفسه استبعدت قسط ذلك على الله تبعدته عن ربنا سبحانه وتعالى والله ليس كمثله شيء وهو السميع العليم لا في ذاته ولا في اسمائه ولا في صفاته فانت مثلا عندما عندما يتكلم مع شخص عندما عندما يكلمك اشخاص لا تستطيع ان ان تدرك جميع كلام في وقت واحد. وعندما يكلمك مئة كذلك والله سبحانه قال يسمع كلام الخلائق قل لهم في وقت واحد ويميز بعظه عن بعظ فالله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وهذه وهذا الليل والنهار وتقلبه هذا بالنسبة اما عند الله عز وجل فليس عنده ليل ولا نهار. ليس عنده ليل ولا نهار تقلب الى النار انما هو في محيط السماء في محيط ماء الدنيا فالله ينزل كل ليلة الى السماء الدنيا يتعرض لعباده برحمته يتعرض العباد برحمته وحرم هؤلاء المحرومون من هذا الفضل العظيم الذي يخص الله به اهل السنة فاهل فاهل السنة لما امنوا ان الله ينزل بذاتي نزولا يليق بجلاله تعرضوا لرحمته وتعرضوا لفظله وقاموا اخر ليلهم يسألون ربهم ان يغفر لهم وان يتوب عليهم وان يشفي مرضاهم وان يهديهم وان يعافيهم ففازوا رحمة الله عز وجل وما احسن ما قاله الحسن البصري عندما قال ما بال اهل الليل يرى على يرى على وجوههم نورا قال لانهم خلوا خلوا بالله عز وجل فكساهم من نوره رحمه الله تعالى. فاهل فاهل السنة هم اسعد الناس بهذا الحديث. واسعد الناس بالفوز بهذا الاجر العظيم وهو ان الله يتعرض لهم فيثبتون ذلك ويتعرضون لرحمة ربنا سبحانه وتعالى. اذا اهل ينجو ربنا كل ليلة الى السماء الدنيا فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له؟ الى ان يخرج الفجر. قال واحتج بقوله وقال وقوله صلى الله عليه وسلم يعجب رب يعجب ربك من الشاب ليست له صبوة. هذا الحديث رواه الامام احمد ورواه غيره ايضا من طريق قتيب بن سعيد عن ابن لهيعة عن ابي عشان عن عقبة بن عامر. وهذا الحديث استدلال المؤلف به دون غير الاحاديث الصحيحة آآ فيه نظر فقد جاء في صفة العجب لله عز وجل ايات واحاديث. جاء في ذلك ايات واحاديث وكان الاولى بالمؤلف رحمه الله ان يذكر من ذلك ما جاء في كتاب الله عز وجل اولا ثم يعقب بعد ذلك ما جاء في السنة الصحيحة. اما من كتاب الله عز وجل مما يدل على اثبات صفة العجب لله قوله تعالى بل عجبت ويسخرون بل عجبت ويسخرون وهذه القراءة قرأ بها حمزة وخلف وحمزة الكساب من القراء السبع وهي قراءة سبعية ثابتة انه قال تعالى بل عجبت فاضاف العجب الى نفسه سبحانه تعالى واحتج ايضا بعض بقوله تعالى وان تعجب فعجب قولهم فجعل العجب في قوله فعجب القولهم انه يعود الى الله عز وجل فهاتان ايتان تثبتان صفة العجب لله عز وجل واما من السنة فقد جاء في صحيح البخاري من طريق آآ شعبة عن محمد ابن زياد عن ابي هريرة ان الله عز وجل يعجب من اقوام يدخلون الجنة بالسلاسل يعجم الاقوام يدخلون الجنة بالسلاسل وايضا ما جاء في الصحيح البخاري عن ابي هريرة ان الله عجب او ظحك من فعلكما او من صنيعكم بضيفيكما في قصة ابي ايوب الانصاري عندما اضاف ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يطعم اولاده ولا صبيته وخبى طعام لضيفيه فقال بل عجب ربنا او ظحك من صنيعكما بضيفكم فهذا من اصح الاحاديث الدالة على ان الله يعجب عندنا احمد ايضا من حديث علي بن ابي طالب انه ضحك رسول الله فقال اما تضحك؟ قال اضحك من عجب ربنا سبحانه وتعالى من عبده اذا قال اللهم اغفر لي فعلم ان له رب من يغفر الذنب فصفة العجب اذا جاء فيها احاديث كثيرة. وهذه الصفة اتفق اهل السنة على اثباتها اتفق اهل السنة على وقالوا ان الله يعجب حقيقة وعجبا يليق بجلالي سبحانه وتعالى واما لوازم هذا العجب لوازم هذا العجب وان لازم ان يكون جاهلا فهذا لازم باطل. فقال فان العجب عجبان عجب يعجب الانسان لما يشاهد مما يجهله ولا يعلمه فيعجب عند مشاهدته لعدم علمه السابق به فهذا منفي عن الله عز وجل ولا نثبته لله سبحانه وتعالى. العجب اول الذي لا يثبت لله عز وجل عجب قائم على ان يعجب يعجب من شيء هو جهله قبل ذلك فاذا رآه وعلمه عجبا هذا الصديق فهذا منفي عن ربنا سبحانه وتعالى ولا يثبت لله عز وجل. اما العجب الذي يليق بالله المعنى المعنى الذي لن يعجب الانسان ان يفعل الانسان شيء ان بعد ان ان يعجب من فعل ما هو خلاف ما يفعله اصحابه او خلاف ما يعتاده الناس. فهذا الرجل الذي ليس له صبوة عجب الله من فعل لان هذا بخلاف فعل الشباب وكذلك صلع ابي ايوب بضيفيه هذا العجب يكون انه صنع شيء بخلاف ما يصنعه عامة الناس وكذلك في عجب ربنا من اناس يدخلون الجنة بالسلاسل ان هذا الفعل لا يفعله اكثر الناس فلا يدخل الجنة افلا يدخل الجنة او لا يدخل الانسان شيئا لو مكان بايده الا وهو طائع مختار. اما هؤلاء فيعجب ربنا انهم يدخلون الجنة بالسلاسل ان يؤسرون ثم ثم يدخلون الجنة بعد اسلامهم. اذا نقول ان اهل السنة يثبتون صفة العجب لله عز وجل. ولا يلزم ولا يلزم اثبات صفة العجب ان الله يكون جاهلا بذلك المتعجب به بل الله يعلمه ويعلم ما سيفعله العبد وما سيكون منه ولكن يعجب منه لانه فعل شيئا خلاف المعتاد او خلاف ما يفعله اقرانه ومن كان مثله. هذه صفة العجب. اما المبتدعة فجميعهم يثبتون فجميعهم ينفون هذه ينفون هذه الصفة ينفون هذه الصفة ولا يثبتون لله عز وجل. وهذا الحديث كما ذكرت في مداره على على عبد الله بن لهيعة وقد حسنه بعضهم بدعوى ان ابن لهيعة من روى اذا روى عنه القدماء كقتيبة بن سعيد وعبدالله بن وهب وعبدالله بن يزيد المقرئ وعبدالله المبارك وغيرهم انه يكون حديث صحيح. وهذا قول البرديج رحمه الله تعالى وغير من اتى بعده من المتأخرين. والقول الصحيح ان ابن هيعة انه ضعيف مطلقا سواء ما روى عن عبادلة او ما رواه عنه غيرهم لكن ما رواه العبادلة احسن مما رواه غيرهم عنه رحمه الله تعالى وهو من علماء المسلمين لكن نقول هذا الحديث ان في اسناد الله وهو ضعيف ويغني عنه ما ذكرناه من الايات والاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله يعجب ربنا من شاب ليس له صبوة ان الله عز وجل يعجب من ذلك الشاب الذي لم تكتب عليه صبوة وخطأ ولم ولم ينجرف قف تحت الشهوات وتحت الملاذ والهوى فهذا الذي يعجب الله منه ويغني عن هذا في هذا المعنى قوله سبعة يظلهم الله في ظله ومنهم شاب نشأ في طاعة الله عز وجل وقوله يضحك الله الى رجلين قتل احدهما الاخر ثم يدخلان الجنة. نقف على قوله يضحك الله الى رجلين قتل احدهما الاخر ثم يدخل الجنة والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد