بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال رحمه الله تعالى فهذا وما اشبهه مما صح سنده وعجلت رواته نؤمن به ولا نرده ولا نجحده ولا نتأوله بتأويله يخالف ظاهره ولا نشبهه بصفات المخلوقين ولا بسمات المحدثين. ونعلم ان الله سبحانه وتعالى لا شبيه له ولا نظير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وكل ما يخيل في الدهن او خطأ. وكل ما يخيل في الذهن او خطر بالبال فان الله تعالى بخلافه ومن ذلك قوله تعالى الرحمن على العرش استوى وقوله اامنتم من في السماء وقول النبي صلى الله عليه وسلم ربنا الذي الذي في السماء تقدس اسمك وقال للجارية اين الله؟ قالت في السماء قال اعتقها فانها مؤمنة رواه مالك ابن انس ومسلم وغيرهما من الائمة وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين كم الها تعبد؟ قال سبعة ستة في الارض وواحد في السماء. قال من لرغبتك ورهبتك؟ قال الذي في السماء. قال فاترك واعبدوا الذي في السماء وانا اعلمك دعوتين فاسلم وعلمه النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول اللهم الهمني رشدي وقني ونفسي وفيما نقل من علامات النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في الكتب المتقدمة انهم يسجدون في يسجدون بالارض ويزعمون ان الههم في السماء وروى ابو داوود في سننه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ما بين سماء الى سماء مسيرة كذا وكذا وذكر الخبر الى قوله وفوق وذلك العرش والله سبحانه فوق ذلك. نعم فهذا وما اشبهه مما اجمع السلف رحمهم الله على نقله على نقله وقبوله ولم يتعرضوا لرده ولا لتأويله ولا لتشبيهه ولا تمثيله نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فنحمد الله عز وجل على ان من علينا بهذا الاجتماع بعد فراق يسير فلله الحمد من اولا واخرا. وله الشكر على هذه النعمة انتهينا الى قول الامام رحمه الله تعالى فهذا وما اشبهه مما صح سنده وعدلت رواته نؤمن به ولا نرده ولا نجحده ولا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره هذا اصل من اصول اهل السنة وقاعدة من قواعدهم في باب قبول ايات الصفات واحاديثها فان اهل السنة مجمعون على ان احاديث الصفات لا يقبل منها الا ما صح سنده الا ما صح سنده ولا يشترطون في ذلك ان يكون متواترا لان كثيرا من اهل البدع رد احاديث الصفات بدعوى انها انها اخبار احاد وان احاديث احاد وهذا الشرط باطل عند اهل السنة بالاجماع وهذا الشرط انما اشترطه الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم من المبتدعة لرد نصوص احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات حيث انهم عجزوا وعجزوا عن تأويلها او تحريفها فقعدوا واصلوا هذا الاصل الفاسد برد احاديث الاحاد ولم يقبلوا من ذلك الا اخبار الاخبار المتواترة وهذا يرده النصوص الكثيرة من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فالله سبحانه وتعالى بعث رسله احادا فبعث محمدا صلى الله عليه عليه وسلم الى الثقلين وهو واحد صلى الله عليه وسلم. وكذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم كان يبعث رسله الى افاق احاد ولم ولم يرسل اكثر من اثنين الى الى اقليم الاقاليم. فدل هذا على انه على ان خبر الواحد حجة وقد الف ذلك الامام البخاري في صحيح بابا سماه كتاب كتاب خبر الاحاد اي انه حجة وذكر هذه الاحاديث التي جاءت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم وقد ارسل رسله الى الافاق ليعلموا الناس الدين ويدعونهم الى الاسلام ولو كان شرطا ان يكون الناقل اكثر من واحد لبعث النبي صلى الله عليه وسلم افرادا كثر حتى يعلموا الناس دينهم. فهذا الشرط اراد به المعتزل الى ان يردوا نصوص الصفات. اذا الشرط الذي يشترط اهل السنة في باب الاخبار ان يكون الخبر ان يكون الخبر صحيحا ورواة او عدول فنأخذ من هذا ان الخبر المنكر او الخبر الباطل او الخبر الذي رواته غير عدول اننا لا نعتمد في باب في باب الصفات في باب الصفات وما نراه او نسمعه من احاديث تضاف الى رسولنا صلى الله عليه وسلم لا بد ان نعرف صحتها وان نعرف وان نعرف عدالة رواتها حتى نقبلها ونعمل بها. ولذلك تجرأ الزنادقة لعنهم الله عز وجل على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعوا احاديث باطلة مكذوبة عليه صلى الله عليه وسلم لتشويه الاسلام وللقدح في هذه الرسالة المباركة فوضعوا احاديثا في الصفات منها من اشنعها وانكرها ان الله ان الله سبحانه وتعالى اجرى فلما عرق ذلك الفرس خلق الله نفسه من ذلك العرق تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. وذكروا احاديث من هذا في هذا من هذا المعنى وهي كذب على رسولنا صلى الله عليه وسلم. فاشترط اهل السنة عند ذلك في اخبار في اخبار النبي صلى الله عليه وسلم في باب الصفات وغيرها ان يكون الخبر صحيحا ان يكون الخبر صحيحا ورواته عدول. سواء في سواء في العقائد او او في الاحكام او في الاحكام وانما قبل اهل الحديث الحديث الظعيف بشروط ذكرها جمهورهم ومن شروطهم ان يكون الحديث له اصل يرجع اليه في كتاب الله او سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والشرط الثاني ان يكون الخبر ظعفه يسير وليس بشديد. اي لا يكون الراوي الذي رواه متهما بالكذب او كذابا الشرط الثالث ان يأتي ما يعضده من اخبار اما موقوفة او مرفوعة ويكون ضعفها مثله في في الظعف او دونه المقصود ان هذه الشروط ان تكون شروطا يشترطها الفقهاء والمحدثون في قبول خبر في قبول الخبر الضعيف بهذه الشروط الاربعة. الشرط الرابع الشرط الرابع ان يكون الحديث في باب فضائل الاعمال. والا يبنى عليه حكما شرعية. اما اذا كان يبنى عليه حكما شرعيا فانه لا يحتج بالحديث الضعيف. وبهذا قال جمهور المحدثين وهناك من يرى ان الضعيف لا يقبل مطلقا ولا يحتج به لا في الفضائل ولا في الاحكام. اما في باب العقائد فان اهل العلم يشترطون ان يكون صحيحا سالما سالما من النكارة والشذوذ والعلة عندئذ اذا صح الحديث فانهم يقبلونه ويقولون بمقتضاه ويؤمنون ويعملون به. قال هنا ولا نرده ولا نجحده اي لا نرده لشناعة شنعت او او لتغليظ غلظ علينا من المبتدعة بل نقبله ونؤمن به ولا نجحده لا نكذب به بل نؤمن بما جاء بما جاء من عند الله وبما جاء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ونؤمن بذلك على مراد رسولنا صلى الله عليه وسلم ومراد الله سبحانه وتعالى ولا نتأوله بتأويل ولا نتأوله بتأويل يخالف ظاهره يخالف ظاهره وهذا هذه الاقسام التي ذكرها ابن قدامة تقتضي تقسيم الناس مع الخبر فمن الناس من يكذب الخبر ولا يقبله هذا قسم وهؤلاء هؤلاء يكثر في المبتدعة الذين يكذبون اخبار الاحاد ولا يقبلونها ولا يصححونها. القسم من يقبل هذا الحديث؟ ولكنه يجحد ويقول لا نؤمن بهذا لانه يقتضي التشبيه والتمثيل والتجسيم والله منزه عن ذلك فيرده ولا يقبله ويجحد ما ترتب عليه من معتقد او حكم. القسم الثالث من يقبل الحديث ويصححه لكنه يتأوله بتأويل يخالف ظاهره. فيتأول اي صفة من صفات الله عز وجل التي جاءت في الاخبار مثل ان الله يضع قدمه في النار فيقول الحديث صحيح وهو في الصحيحين لكن معنى القدم الجماعة من الناس وما يتقدم من من الناس فهذا التأويل تأويل باطل يخالف ظاهر الحديث لان ظاهر الحديث ان الله سبحانه وتعالى يضع حقيقة حتى يزوي بعضها الى بعض. وهذا اثبت اهل السنة لله عز وجل صفة القدم. فجاء هؤلاء اهل الكلام وقالوا اثبتوا الحديث والحي صحيح الا ان معنى القدم الجماعة من الناس الذين تقدمون في دخول النار وهذا معنى باطل لا قظيه النصر ولا يدل عليه المعنى ايظا فان هؤلاء الذي يتقدمون في دخول النار لا تمتلي النار بهم ولو قيل بذلك لما دخل بعدهم غيرهم لانها يزوي بعضها الى بعض وهذا المعنى باطل وانما المعنى ان النار اذا القي فيها اهلها ولم يبقى من غيرهم احد تقولها هل من مزيد؟ هل من مزيد؟ فيضع الجبار سبحانه وتعالى عندئذ قدمه في النار فيزوي بعضها الى بعض اي تضيق على اهله وتضيق بنفسه تقول قطني قطني اي يكفيني ما ما وقع فيني وما وضع فيني. اذا هذا ايظا معتقد اهل الباطل انهم يتأولون النصوص يتأولونها بتأويل لا يحتمله النص ولا يدل عليه ظاهر النص وذلك هربا منهم من اثبات صفة لله عز وجل صلة القدم او اثبات صفة الاستواء او اثبات صفة العلو وما شابه ذلك. فمثلا في حديث في حديث معاذ بن حكم الاسد عندما قال الرسول وسلم اين الله؟ فاشارت في السماء قال بعضهم ان المراد ليس المراد ان الله في العلو ان الله في العلو وانما المراد قد انها لا تعبد الاصنام الذين في الارض لا تعبد الاصنام في الارض اي لا اعبد الها في الارض وانما اعبد الذي في السماء فاثبت انا تعبد الله لا ان الله في السماء وهذا تأويل باطل وتحريف باطل لنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم. قال بعد ذلك ولا نشبه بصفات المخلوقين اي اذا اثبتنا صفات الله عز وجل ولم نردها ولم نجحدها ولم نحرفها ولم نتأولها ايضا نزيد على ذلك ولا نشبه صفاته سبحانه وتعالى بصفات المخلوقين ولا سمات بسمات المحدثين لان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فهذا هو معتقد اهل السنة انهم يثبتون اسماء الله وصفاته فلا يجحدونها ولا ولا يتأولونها ولا يكيفونها ولا يمثلونها بل يثبتون ذلك لله عز وجل على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى ونعلم ان الله سبحانه وتعالى لا شبيه له ولا نظير له ولا مثيل له لقوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير والمراد بالمماثلة المماثلة من كل وجه. اما المشافه هي من بعض الوجوه ومراده هنا لا شبيه له اي ليس هناك كمن يشابه الله سبحانه وتعالى من كل وجه فيكون الشبه بمعنى المماثلة والا اهل السنة يثبتون شيئا من الشبه من جهة الاسماء فالله يسمى بالخالق والله يسمى بالرحيم والمخلوق ايضا يسمى بالرحيم ويسمى بالحليم وهذا نوع شبه هذا نوع انتبه ولذلك لا نرى ان الله سبحانه وتعالى نفى الشبه في كتابه ولا نفاه رسوله صلى الله عليه وسلم وانما الذي نفي في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل والنظير والند والكفؤ هذا الذي وهذا الذي نفي في القرآن والسنة اما الشبيه فلم ينفى لذلك نحمل كلام ابن قدامة هنا على ان المراد بالشبه المماثلة فالله لا شبيه له يشابهه في صفاته واسمائه من كل وجه وان كان هناك شبه شبه من جهة الاسماء وشيء من وشيء من الحقائق لكن حقيقة الصفة وكمالها ومنتهاها فالله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قد ذكرنا معنى هذه الاية يقول ابن قدامة وكل ما تخيل في في الذهن او خطب البال فان الله تعالى بخلافه ومن ذلك قوله الرحمن على العرش استوى. قوله هنا وكل ما تخيل في الذهن في الذهن. وكل ما تخيل في الذهن او خطب البال. فان الله تعالى بخلافه وذلك ان التخيل في الاذهان والتكييف في الاذهان لا بد ان يسبقه مماثل لا بد ان يسبقه ماثل تشاهده وتنظر اليه لان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء في هذا الوجود ليس كمثله شيء في هذا الوجود فاذا وقع في ذهنك ان الله على هيئة او على صفة معينة فان هذا لم يقع الا لنظير رأيته او لمثيل شاهدته فشبهت الله بخلقك والله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير سبحانه وتعالى وهذا معنى كلام السلف ان اي شيء يقع في ذهنك او يخطر ببالك ان الله مثله فالله بخلافه سبحانه وتعالى لان هذا من باب من باب قياس الشمول والله لا مثل له ولا شبيه له ولا لد له ولا نظير له سبحانه وتعالى. ثم ذكر مثالا في ذلك وهو قوله ومن ذلك الاستواء الاستواء فالله على العرش استوى سبحانه وتعالى. فلا يقع في ذهنك ويخطر بالك ان استواء الله سبحانه وتعالى كاستواء المخلوقين فان المخلوق اذا استوى فانه يحتاج الى ما استوى عليه ويحتاج ان ان يحمله ذلك الذي استوى عليه. اما الله سبحانه تعالى فليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فذكر مثالا على هذا النفي على مسألة الاستواء. فان استواء الخلق هو هو دفاعه وعلوه وجلوسه على السرير الذي يجلس عليه. واذا جلس على هذا السرير فان المخلوق محتاج لهذا الذي استوى عليه ولا يمكن استواؤه الا بهذا السري الذي جلس عليه او هذا الكرسي الذي اعتمد عليه ولو ولو ترك هذا السرير او سقط قضت اعمدته لسقط هذا هذا المستوي على ذلك السرير. اما ربنا فهو الذي حمل العرش وهو الذي حمل الملائكة التي حملت العرش اهو الغني الغنى المطلق عن حملته وعن عن عرشه سبحانه وتعالى. وانما استوى عليه استواء يليق بجلالي سبحانه وتعالى الصفة صفة الاستواء هي اول صفة تمر بنا من الصفات من الصفات الفعلية فان صفات الله كما ذكرنا او مر بنا المجيء والنزول والاتيان ذكرنا شيء من الصفات اما من جهة الصفات التي تتعلق بالاستواء فهذه اول صفة ذكرت لنا في باب الاستواء وهو استواء الله عز وجل على عرشه مر بنا من الصفات الفعلية طيبة المجيء ومر بنا صفة النزول ومر بنا صفة الاتيان وهذه صفات فعلية وهذه ايضا صفة فعلية وهي صفة الاستواء واهل السنة مجمعون على اثبات صفة الاستواء وان الله عز وجل مستو على عرشه استواء يليق بجلالي سبحانه وتعالى يليق بجلاله سبحانه وتعالى. واهل السنة يثبتون هذا الاستواء من غير تكييف من غير تكييف ومن غير تمثيل بل يقولون ان ربنا يستوي على عرشه كيف شاء ومتى ما شاء سبحانه وتعالى ونؤمن بحقيقة الاستواء ونعرف معناه وان الاستواء اتى بمعنى العلو والارتفاع والصعود وهذا لله عز وجل على عرش سبحانه وتعالى. هذا معنى عند اهل السنة عند قوله تعالى الرحمن على العرش استوى فهو معنى العلو والارتفاع والصعود وقيل ايضا بمعنى القصد وقيل انا القصد ولكن القصد هنا اتى في غير هذه الايات لكن في حق الله عز وجل ومعنى الارتفاع والعلو والصعود والاستقرار العلو والارتفاع والصعود والاستقرار ذكر ذلك ابن القيم وغيره من اهل العلم. ومن نفى هذه الصفة كالمعتزلة والجهمية والمبتدعة فقد حرفوا واوى وتأولوها بتأويل باطل مع ان هذه الصفة جاءت في كتاب الله عز وجل في سبع مواطن من كتابه ذكى ربنا سبحانه وتعالى في هذه الاية في سورة الاعراف والفرقان وطه والسجدة وغيره من السور ذكر استواءه على عرش سبحانه وتعالى. وعلم اهل العلم ان الاستواء هنا بمعناه الذي يعرفونه وهو العلو والارتفاع والاستقرار والصعود. هذا معناه عند اهل السنة واثبتوا هذه الصفة لله عز وجل ولم يتعرضوا لها لا بتحريف ولا بتعطيل ولا بتأويل بل اثبتوها على الوجه الذي يليق بالله عز وجل. وخالف هذا جميع المبتدعة جميع المبتدعة من جهمية ومعتزلة واشاعرة وما تريدي وغيرهم خالفوا في هذه الصفة تأولوها بتأويلات فاسدة بتأويلات فاسدة فتأولوها بالاستيلاء بالاستيلاء وان معنى استوى اي بمعنى استولى بمعنى استولى وهذا المعنى معنى باطل. لا يدل عليه كتاب الله ولا يدل عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا تدل عليه ايضا لغة العرب. وقد سئل الخليل ابن احمد الفراهيدي هل اتى في لغة العرب ان نستوي معنى استولى؟ فقال لا تعرف العرب انا سمعنا استولى ابدا وانكره رحمه الله تعالى وهو امام من ائمة من ائمة العربية ومن اعلم الناس بلغة العربي رحمه الله تعالى وقد احتج هؤلاء الذين ابطلوا هذه الصفة ببيت للاخطر النصراني فيه لقد استوى بشرع العراق من غير سيف ولا دم مهراق وان معنى الاستواء بمعنى الاستيلاء وهذا البيت بيت مصنوع لا لا يعرف قائله ونسبته الى الاخطر نسبة باطلة ولا يصح ولا ولا يصح عنه ولا يوجد في ديوانه وهو رجل نصراني كافر بالله عز وجل لكنه من جهة اللغة لا يصح تفسير الاستواء بالاستيلاء. وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية في فتاويه في الجزء الخامس عشرة اثنى عشر وجها في رد هذا المعنى وابطاله من جهة اللغة ومن جهة العقل ومن جهة الشرع. فأبطل ان الاستواء بمعنى الاستيلاء وقد بالغ ابن العربي في عارضته في اثبات هذه في اثبات هذا المعنى وان الاستواء يأتي على اكثر من ثلطعشر معنى وذكى من تلك المعاني الاستيلاء واثبتها لاشعريته فاخ قرأ عفا الله عنه اخطأ في هذا التأويل وفي هذا التحريف فاثبت ان الاستواء بمعنى الاستيلاء. ونرد على هؤلاء من وجوه كثيرة. اولا ان الاستيلاء لا ان الاستواء لا يعرف في لغة العرب بمعنى الاستيلاء كما ذكرنا على خير ابن احمد وهذا الوجه الاول. الوجه الثاني ان لو لو قلنا ان الاستواء بمعنى الاستيلاء لاحتاج الى ان العرش لم يكن مملوكا لله عز وجل قبل قبل ان يستوي عليه سبحانه وتعالى كان ملكا لغيره لان الاستيلاء لا يأتي الا بمعنى التغلب التغلب والاستيلاء على شيء ليس للشخص ليس للشخص فاستولى عليه والله سبحانه وتعالى كان ولا شيء غيره سبحانه وتعالى كما جاء في الصحيحين عن عمران بن حصان رضي الله تعالى انه قال كان الله ولا شيء وكان عرشه على الماء. فعندما تقول ان معنى استولى فانك تثبت ان العرش كان ملكا لغير الله فاستولى الله عليهم هذا معنى كفري وباطن نسأل الله العافية والسلامة. المعنى الثالث ايضا مما يبطل هذا المعنى اننا اذا قلنا ان نستمع نستولى فانه فانه يستلزم المغالبة بين الله وبين غيره حتى غلبه فاخذه منه. وهذا في حق البشر قد يكون ان المخلوق مخلوقا مثله ويستوي ويستوي على شيئا له نقول هذا صحيح اما في حق الله سبحانه وتعالى فالله امره كن فيكون امره فيكون اذ هذا المعنى الايظا ان النصوص النصوص التي جاءت في كتاب الله عز وجل فهمها السلف وفهمها الصحابة رظي الله تعالى عنهم ولم يتعرضوا لهذا المعنى الباطن وهذا تخوين لهم رضي الله تعالى عنهم بل تخويل لرسولنا صلى الله عليه وسلم ان يخاطب الناس بخطاب لا يفهمونه الا بتأويل او تحريف. وهذا يرد على هؤلاء المتكلمة وهؤلاء المبتدعة ان لان الاستواء الذي تكلم الله به واخبرنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم على المعنى الذي تعرفه العرب على المعنى الذي تعرفه العرب والعرب معنى الاستواء بانه العلو والارتفاع والصعود والاستقرار. وهذا هو الذي جاء في كتاب الله بمعنى الرحمن على العرش وهذه اوجه يرد بها على من نفى او عطل صفة الاستواء لله عز وجل. ولفظ الاستواء جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى جاء مطلقا وجاء مقيدا. فاذا جاء في قوله الرحمن على العرش جاء الرحمن على العرش استوى مقيد بالعلو وجاء ايضا في قوله تعالى ثم استوى الى السماء بمؤدب الى وجاء ايضا فلما بلغ اشده واستوى هذه مطلقة. فلما بلغ اشده واستوى اي بلغ منتهاه وبلغ غايته. وهذا لم يأتي في حق الله عز وجل وانما الذي جاء في حق الله الرحمن على العرش استوى. وجاء ايضا قوله تعالى ثم استوى الى السماء والى هنا عدي اي ثم ارتفع على السماء وصعد عليها سبحانه وتعالى وهذا الذي قاله اهل التفسير وهذا الذي قاله اهل التفسير ان الاستواء هنا بمعنى على اما قول استوى الى السماء قصر السماء فهذا معنى غير صحيح. والصحيح ان قوله ثم استوى الى السماء اي صعد وارتفع عليها وتعالى هذا ما يتعلق بصفة الاستواء وقد ذكر الله عز وجل في كتابه في سبع مواطن واستواءه سبحانه وتعالى متعلق بمشيئته والله لما خلق المخلوقات كان ولا شيء غيره وكان عرشه على الماء وكان عرشه على الماء ثم استوى عليه سبحانه وتعالى اي خلق السماوات وخلق الاراضين السبع ثم استوى على العرش سبحانه وتعالى. والعرش فيه مسألة العرش هو اعظم المخلوقات. المسألة الاولى ان العرش هو اعظم المخلوقات بل هو اكبر المخلوقات واكمل السماوات واكمل الاراضين وهو اكبر المخلوقات التي خلقها الله عز وجل هذي المسألة الاولى. المسألة الثانية ان العرش له قوائم. ان العرش له قوائم اربع. له قوائم اربع والله سبحانه وتعالى على هذا العرش ودليل ذلك حديث ابي سعيد الخدري في الصحيحين فافقت فاذا موسى اخذ بقائمة من قوائم من قوائم عرش اي العرش ان له قوائم. وان هذا العرش تحمله الملائكة. والملائكة تحمله تحمله اربعة الاربعة تحمله يحمله اربعة من الملائكة على صور على صورة ثور ونسر ورجل واسد. على هذه الصور الاربع يحمل اربعة ملائكة احدهم على صورة ثور واحدهم على صورة اسد واحدهم على صورة نسر واحدهم على صورة رجل يحملون العرش. واما يوم ويما يوم البعث ويوم النشور ويوم اتيان الرب وتعالى فيحمله ثمانية يحمله ثمانية من الملائكة يحمل عرش ربك يومئذ فوق يومئذ ثمانية اذا جاء البعث وقامت القيام فان العرش يحمل وتحمل ثمات الى الملائكة. هذه المسألة الثالثة. المسألة الرابعة ان الله سبحانه وتعالى مستو على عرشه وان العرش لا يخلو منه سبحانه وتعالى عند نزوله واتيانه للسماء الدنيا. ان الله سبحانه وتعالى لا يخلو عرش منه عند نزوله الى السماء الدنيا كل ليلة على القول الصحيح من اقوال اهل السنة وهذي المسألة وقع فيها خلاف بين اهل سنة هل يخلو العرش من الله عز وجل او لا يخلو؟ والذي عليه جماهير السلف وعامة السلف ان العرش لا يخلو منه سبحانه وتعالى وانه اذا نزل السماء الدنيا نزل بعرشك كما قال ذلك حماد بن سلمة ويزيد ابن هارون وهو قول السلف خلافا لما قالوا المنده وغيره وهذا المحفوظ عن سلف هذه الامة رحمهم الله تعالى. المسألة الخامسة ايضا ان العرش دونه الكرسي. دونه الكرسي. والكرسي والعرش متغيران. فالكرسي موضع القدمين لله عز وجل والعرش والعرش هو سريره الذي يستوي عليه. والكرسي حجمه عظيم ايضا. بل السماوات السبع والاراضين السبع ما في الكرسي الا كحلقة في فلاة. اي هذه السماوات العظام وهذه الاراضين العظام. اذا وضعت في الكرسي فانما هي بمقدار حلقة اي حديدة صغيرة في فلاة اي صحراء. وما الكرسي في العرش؟ الا كفضل الا الا كفضل الكرسي على تلك المخلوقات والله سبحانه وتعالى فوق عرشه لا يخفى عليه شيء من مخلوقاته سبحانه وتعالى. المسألة السادسة ان العرش على العالم كالقبة كالقبة مقبب على هذا الكون مقبب على السماوات وعلى الاراضين كالقبة وان العرش هو سقف جنتي هو سقف الجنة ان العرش وسقف الجنة وان الفردوس هي اعلى الجنة فهو اقرب ما يكون منها عرش الرحمن سبحانه وتعالى. هذا ما يتعلق بمسألة بمسألة الاستواء وان الله سبحانه وتعالى مستو على عرشه سبحانه وتعالى وقوله اامنتم من في السماء قوله امنتم من في السماء تتعلق مسألة عظيمة ومسألة مسألة علو الله عز وجل. والمسألة ستطول باذن سيطول ذكرها ولاجلها ولهذا نقف على قوله اامنتم من في السماء ونكمله ان شاء الله في الدرس القادم والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد