الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد انتهينا في الدرس السابق الى حديث العرباض النساء رضي الله تعالى عنه وما ذكر فيه من ذم البدع والمحدثات والنهي عنها قوله رحمه الله تعالى وقال عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم قبل ان نتكلم عن هذا الاثر نذكر ما يتعلق بالبدعة نذكر ما يتعلق بالبدعة وما معناها واقسامها وما يتعلق بها اولا البدعة اصلها من الاحداث اصلها من الابتداع واصل الابتداع والاحداث فكل ما احدث على غير مثال سابق يسمى بدعة يسمى بدعة واما من جهة الاصطلاح فالبدعة طريقة في الدين مخترعة يضاهي الطريقة الشرعية يقصد بالسلوك عليها يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله عز وجل اذا هي طريقة مخترعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الطريقة الشرعية يقصى بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله عز وجل وهذا خاص بالعبادات منهم من منهم من عرفها بتعريف اخر حتى تشمل العادات والعبادات فقال هي طريقة مخترعة طريقة في الدين مخترعة مضاهية للشريعة يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية وهذا التعريف اعم من جهة انه يشمل العبادات والعادات ومسألة دخول العادة في البدع هذه مسألة خلافية مسألة خلافية والصحيح ان العادات من جهة الجملة لا تدخل في حيز البدع الا في حالة واحدة وهي اذا قصد بهذه العادة اذا قصد بهذه العادة التعبد بها لله عز وجل على طريقة مخترعة على طريقة مخترعة مبتدعة فانه يكون عندئذ داخل في حيز البدع اما ضابط البدعة اما ضابطها فنقول البدعة ضابطها هي كل ما وجد سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله مع وجود المقتضى لفعلها مع وجود المقتضى لفعل ذلك الشيء يكل ما وجد سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله مع وجود المقتضى ومع وجود القدرة على فعل ذلك الشيء فمتى ما وجد هذان الشرطان ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم فانما فعل بعدها يكون في حيز البدعة والبدعة تنقسم الى قسمين بدعة اصلية وبدعة اضافية بدعة اصلية وبدعة اظافية اما البدع الاصلية فهي التي ليس لها مثال في الشرع ان يبتكر العبد عبادة ودينا ليس له اصل في الشرع ويدخل في هذا المعنى البدع المحدثة في باب الاعتقاد كبدع الجهمية والمعتزلة وغيرهم ممن ابتدوا اعتقادات ليس لها اصل في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ايضا بدعة البدعة تكون عند القبور من الطواف عليها ودعائها وسؤالها من دون الله عز وجل هذه بدع اصلية ليس لها اصل في الشرع البتة اما القسم الثاني وهي البدع الاضافية فهي ما لها اصل في الشرع ما لها اصل في الشرع لكنه احدث في احد فروعها طريقة ليس لها ليس لها آآ اصل من جهة الشرع مثال ذلك من ابتدع صلاة بعد صلاة العصر من ابتدع صلاة بعد صلاة العصر على كونها سنة وتعبد لله عز وجل بذلك او ابتدع رجلا صلاة ثلاث ركعات في النهار قال ساصلي لله ثلاث ركعات نقول هذه بدعة لكنها ليست بدعة اصلية لان الصلاة في اصلها مشروع لكن طريقته هذه طريقة بدعية محدثة ليس لها اصل في شرع الله عز وجل واضح؟ نقول هذي بدع اضافية اصلها مشروع ولكن صورتها وما يحدثه العبد في هذه الطريقة هو طريقة بدعية محدثة. وهذا اكثر العبادات اكثر العبادات اما ان تكون بدعة اصلية واما ان تكون بدعة اضافية والبدع كلها مذموم. البدع كلها مذموم وليس في البدع شيء محمود ليس في البدع شيء محمود وكل من سمى شيئا بدعة وليس بدعة والشارع والشارع امر به فانه لا يسمى بدعة بقوله صلى الله عليه وسلم وكل بدعة ضلالة واما تقسيم العز بن عبد السلام ومن تبعه الى ان البدع تنقسم الى خمسة اقسام بدع محرمة وبدع مكروهة وبدع مباحة وبدع مستحبة وبدع واجبة فهذا التقسيم لا اصل له فهذا التقسيم لا اصل له بل نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وكل بدعة ضلالة فالبدع كلها ضلالة وليس في البدع شيء محمود ولا يدخل في هذا المعنى ما يحدثه المسلمون من امور تقتضيها الشريعة وتدل عليها المقاصد فمثلا من اتى وقال لنا ان طباعة الكتب من البدع او قال ان جمع المصحف من البدع نقول ليست هذه بدعة لا في اصلها ولا في اضافتها فان هذا الذي حصل هو من المصالح المرسلة من المصالح المرسلة دلت عليها الشريعة والنبي صلى الله عليه وسلم قد جمع المصحف وجمع اصحابه رضي الله تعالى عنه وكانوا يكتبونه في العشب وفي اللخف وفيما شابه ذلك. وانما الذي عمله بكر الصديق رضي الله تعالى عنه انه جمع هذه الاشياء كلها في مصحف واحد في مصحف واحد وكذلك عثمان رضي الله تعالى عنه فهو لم يحدث في دين الله شيء فهو لم يحدث في دين الله عز وجل شيء. والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده القدرة فيجمعوا حتى يجمع ذلك في وقت واحد لان القرآن كان يتتابع في النزول يتتابع في النزول والنبي مات وقبل موته باشهر نزلت عليه سورة اذا جاء نصر الله والفتح. ونزت عليه اية اية من سورة المائدة. اذا النبي لم يجمع القرآن في وقته في مصحف واحد لعدم وجود القدرة على ذلك لعدم وجود القدرة لا انه نهى عن ذلك ولذلك يكتب المصحف ويأمر كتابه ان يكتبوا ان يكتبوا ان يكتبوا القرآن وان يكتبوا ما ينزل عليه من وحي من الله سبحانه وتعالى. اذا هذي ليس من بدع وانما المصالح المرسلة. المسألة الاخرى البدع في الغايات لا في الوسائل. البدع في الغايات لا في الوسائل فالوسائل التي توصل المقصود كوسائل الجهاد في سبيل الله عز وجل لا نقول انها بدع فان وسائل وسائل القتال في سبيل الله تتغير من زمان الى زمان وانما البدعة في الغاية عندما تكون الغاية مثلا من الجهاد القتال القتال لاثراء الاموال او لتكثير الاموال فان هذه الغاية تكون غاية باطلة وغاية غير شرعية واما الوسائل فلا تدخلها البدع. وعلى هذا مثلا هذه المكبرات هي من باب الوسائل لا من باب الغايات فعندما يؤذن المؤذن بهذه الوسيلة لا نقول انه مبتدع باذانه هذا لان جمل الاذان لان جمل الاذان لم تتغير يا رب وانما هذا في حكم المبلغ المكبر للصوت للحاجة الداعية الى ذلك فهذه وسيلة وليست وليست غاية وليست غاية الا ما كان من الوسائل التوقيفية ما كان من وسائل توقيفية فانه يتوقف فيها على ما جاء به الشرع المسألة الرابعة في باب البدع ايضا نقول كل مبتدع فان عمله مردود عليه. كل مبتدع فان عمله مردود عليه ولا يؤجر عليه الا ان كان جاهلا الا ان كان جاهلا بهذه البدعة وقصد بهذا العمل وجه الله سبحانه وتعالى فانه يؤجر من جهة قصده لا من جهة عمله. لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة الذي في الصحيحين من عمل عمل ليس عليه امرنا فهو رد ومن احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد والناس في هذا الباب على اربعة اقسام القسم الاول من حقق الاتباع والاخلاص وهؤلاء الذين يؤجرون ويثابون على اعمالهم القسم الثاني من حقق الاخلاص دون المتابعة وهذا يؤجر وهذا وهذا يؤجر من جهة اخلاصه ولا يؤجر من جهة متابعته اذا كان جاهلا. اما اذا قصد هذا العمل وهو يعلم ان مخالف للشرع فانه لا يؤجر لا من جهة اخلاصه ويأثم من جهة ابتداعه لا يؤجى من جهة اخلاصه ويأثم من جهة ابتداعه القسم الثالث من هو متابع وغير مخلص فهذا لا يؤجر لا من جهة متابعته ولا من جهة اخلاصي بل يأثم بل يأثم اذا عمل عبادة وقربة لغير الله عز وجل ويعاقب عليها يوم القيامة القسم الرابع هو من لم يحقق الاخلاص ولا المتابعة. من لم يحقق الاخلاص ولا المتابعة ولا شك ان هذا هو شر الاصناف الاربعة اذا من عمل عملا وتعبد لله بعبادة لم يأت بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو مخلص فننظر في حال ان كان جاهلا بكون هذه بدعة فانه يؤجر من جهة اخلاصه وان كان عالما فانه يأثم من جهة ابتداعه ولا يؤجر من جهة اخلاصه. اذا هذا الذي ذكره الماتن رحمه الله تعالى في هذا الباب ليبين خطر الابتداع والابتداع يكون بالاقوال ويكون بالافعال ويكون بالاعتقاد فبدع الاقوال كثيرة خاصة ما يدخل في باب الاذكار والادعية. فان كثيرا من الناس خاصة في هذه الازمنة من يبتدع اذكارا واوراد وادعية لم يأت بها النبي صلى الله عليه وسلم. وان كان باب الدعاء باب واسع لا نظيق فيه. باب الدعاء باب واسع ولا نظيق فيه ولا نحجر على الداعي. لكن عندما يخصص الداعي زمانا او وقتا لهذا الدعاء ويقصد انه سنة فنقول بهذا القصد اصبحت مبتدعا اصبحت مبتدعا والابتداع يكون في الزمان ويكون في المكان اما ان يقصد زمانا لم يقصده الشارع فيكون بقصد مبتدعا بهذا الزمان. ويكون مبتدأ بقصد هذا الزمان الذي لم يقصده الشارع. واما ان يقصد مكانا بالتعبد لم يقصده الشارع ايضا. فمن يقصد غار حراء بالتعبد نقول هو مبتدع. ومن يقصد مثلا وادي طوى بالعبادة والصلاة نقول هو مبتدع. لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد هذه الاماكن بالطاعة والعبادة بها بالطاعة والعبادة. كذلك في باب الاقوال وكذلك في باب الافعال. وكذلك في باب الاعتقاد والذي يعنينا هنا من ذي جانب البدع في هذا الكتاب هو البدع الاعتقادية البدع الاعتقادية التي عمت وطمت في في اهل الاسلام وبدع الاعتقاد كثيرة جدا جدا جدا اول هذه البدع وقوعا وخروجا بدعة الخوارج التي وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال ذلك الرجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم اعدل يا رسول الله. قال ويلك من يعدل اذا لم اعدل فهذا هو اول ورأس الخوارج في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانت نابتته. ثم بعد ذلك بدعة القدرية. ثم بدعة الرافظة ثم بدعة الجهمية وهكذا الى يومنا هذا والبدع تتنوع وتختلف من زمان الى زمان ومن مكان الى مكان. والبدع الاعتقاد تنقسم الى قسمين بدع مكفرة يخرج المبتدع بها من دائرة الاسلام كبدعة الجهمية وبدعة الصوفية وبدعة الحلولية وبدعة الاتحادية وبدعة الرافضة فهؤلاء بدعهم كلها بدع مكفرة مخرجة لهم من دائرة الاسلام. وهناك بدع اعتقادية بدع اعتقادية مفسقة وهذا قد يناله بعض بعض المؤول لصفات الله عز وجل ممن تأويله له وجه في لغة العرب فهذا يكون بدعته بدعة مفسقة ويظلل بها ويوصى بالفسق بسببها. لكنه لا يكفر بدعته حتى تقوم عليه الحجة وتبين له الدلالة وتوظح له وتوظح له الدلالة والحجة وتدفع عنه الشبه والموانئ التي تمنع من تكفيره. هذا ما يتعلق ببدع الاعتقاد ومراده رحمه الله تعالى في هذا الفصل ان يجتنب الموحد والسني ومن اراد نجاته ان يجتنب البدع التي ابتدعها المحدثون في باب الاعتقاد من جهمية وما تريدية واشاعرة ومعتزلة وغيرهم ممن عطلوا الله من فاته واسمائه وحرفوا النصوص وتأولوها على التأول الباطل الذي لم يرده الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر الدلالات على هذا المعنى فذكر اولا قول عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قوله اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم هذا الاثر قد رواه غير واحد من طريق الاعمش عن ابي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وجاء ايضا من طريق مخارط عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وهذا الاثر اسناده صحيح. ومن اعله بان ابا عبد الرحمن السلمي لم يسمع مسعود فغير صحيح. فان ابا عبد الرحمن السلمي ثبت من عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه. وفي هذا الاثر يأمرنا الذي امرنا النبي صلى الله عليه وسلم باتباع هديه قال عليكم بهدي ابن ام عبد يقول رضي الله تعالى عنه اتبعوا ومعنى الاتباع هنا ان نتبع ما كان عليه رسولنا الله عليه وسلم وما كان عليه اصحابه رضي الله تعالى عنهم فان الصحابة قد بلغوا الدين ونصحوا وامروا ونهوا ونقلوا لنا ما نقله لهم نقلوا لنا ما نقله لهم رسولنا صلى الله عليه وسلم على وجه التمام والكمال. فيقول هنا اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم اي ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كفونا المؤونة وقد نقلوا الدين وبينوا ووضحوه وكل ما هو خير فقد بينوه ودعوا اليه. وكل ما هو شر فقد سكتوا عنه ونهوا عنه رضي الله تعالى عنهم. فمن احدث بعدهم حدث قد خالف طريقتهم وسلك غير سبيلهم كما سيذكر ذلك ابن كما يذكر ذلك عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى في الاثر الذي بعده يقول عمر رحمه الله تعالى قف حيث وقف القوم فانهم عن علم وقفوا. وببصر نافذ كفوا ولهم على كشف ولهم على كشفها كانوا اقوى وبالفظل لو كان فيها احرى فلان قلتم حدث بعدهم فما احدثوا الا من خالف هديهم ورغب عن سنتهم ولقد وصفوا منه ما يشفي وتكلموا فيه بما يكفي فما فوقهم محسر وما دونهم مقصر هذه العبارة من عمر بن عبد العزيز اشتملت على معان عظيمة المعنى الاول ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم وقفوا بعلم وقفوا بعلم ووقوفهم لم يكن عن جهل وهوى لم يكن وقوفهم عن جهل ولا عن عجز ولا عن مخالفة وانما كان وقوفهم اتباعا لكلام الله عز وجل واتباعا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فان العقل له حد متى ما تجاوزه طغى طغى وهلك فهم عن علم وقفوا عن علم وقفوا اي وقفوا عن الكلام والخوظ فيما خاض به المبتدعة من تحريف الصفات وتعطيلها وقف الصحابة رضي الله تعالى عنهم بعلم واقتصروا في هذا الوقوف على ما ثبت في كتاب الله عز وجل وثبت عن رسوله صلى الله عليه وسلم. وببصر نافذ كفوا اي لم يكفوا عن الخوظ والكلام بسبب انهم جهلة او انهم لا يعلمون المعاني ولا يدركون ما ما يدركه المخالفون والمتخلفون بعدهم الذين فاحدثوا اقوالا وافعالا لم يأت بها ربنا ولم يأت بها رسولنا صلى الله عليه وسلم وانما كان وقوفهم ببصر قصيرة نافذة علموا ما وراء التكلم من الخطر والزيغ والضلال والهلاك فكفوا عن الخوظ بعلم لا بجهل وعجز ومخالفة. ومن يقول ان السلف علمهم اسلم وعلم الخلف اعلم نقول هو جاهل بل السلف اعلم واسلم وهم بكل ما وهم بكل ما آآ وهم بكل ما في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم اعلم منا ومن اولئك الجهلة المخالفين لما كانوا عليه. اذا الطريقة الاولى ان وقوفهم وكلامهم كان عن علم فما تكلموا الا بعلم وما سكتوا ايضا الا بعلم. واما الكلام بغير علم فهو جهل. الكلام بغير علم فهو جهل. ولذلك نرى هؤلاء المبتدعة عندما طرقوا النصوص تأويلا وتحريفا زاغت قلوبهم زاغت وانحرفوا وارتكسوا في الظلمات والظلال حتى اصبح نهاية امرهم ان احدهم يقول اموت وانا لا ادري ما اموت عليه. اموت ويوم اموت وانا لا ادري يقول اموت وانا لا ادري ما اموت عليه لانه خاض البحر الخضم. وترك علوم اهل الاسلام وطرق علوم اهل الالحاد حتى خرج من دائرة الاسلام وهو لا يشعر. اما الصحابة فاخذوا النصوص تسليما وايمانا واقرارا فوقفوا عند النصوص ولم يتجاوزوها وكفوا عن الخوض فيها بعلم وهدى واتباع لا بابتداع هذا اولا. الامر الثاني الذي سلكه الصحابة رضي الله تعالى عنهم انهم لم يسكتوا عن هذا اي لو كان انهم لم يسكتوا عن الخوض في هذه الامور مع عدم جهلهم ولعدم مخالفتهم ولعدم يعني لم يسكتوا عنها لجهلهم او عجزهم او مخالفتهم وانما سكتوا عنها لان الخوض فيها ليس فيه فضل الخوظ في هذه الامور لا فضل فيه ولا شرف فيه بل فيه الارتكاس والضلال والمخالفة لما عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومخالفة لله ولرسوله الذي امرنا ان نسلم ونستسلم لامره ولا تثبت قدم الاسلام للعبد حتى يسلم لله عز وجل امره ويستسلم له ولا يتجاوزه لا بشبهة فيعارضه ولا بشهوة فيرده. وانما ثبتت اقدامهم بالتسليم والاستسلام لله عز وجل. اذا الخوض في هذه المسائل لا شرف فيه ولا فضل فيه. ولو كان فيه شرف او فظل لسبقنا اليه من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان فيه فضل وشرف لسبقنا اليه اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اذا الخوظ لا فضل فيه ولا شرف فيه. الامر الثالث ان هذه الامور هي محدثات فان قلتم ان هاذن لم تكن واقعة في عهد الصحابة ولم تكن حادثة يجاب على هؤلاء انكم ما احدثتم هذه الاشياء الا لانكم خالفتم ما عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فما احدث ما احدث الا بسبب المخالفة والا لو كان المحدث مسلم امره وما هو واخذ النصوص على ظواهرها وامن بها ولم يتعرض لها لم تكن هذه المحدثات ولم يحتاج ان يحدث في الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ما لم يتكلم فيه الصحابة وانما خوضكم في هذا الشيء ودخولكم فيه بسبب مخالفتكم وبسبب زياغ قلوبكم وبسبب جهلكم بما كان عليه السلف الاول رظي الله تعالى عنهم فانتم خالفتموهم ورغبتم عن عن سنتهم ولم تعرفوا قدرهم ولم تعرفوا قدرهم فان الله عز وجل نظر في قلوب الخلق نظر الى فنظر ان الله عز وجل نظر في قلوب الخلق فاختار قلب محمد صلى الله عليه وسلم لرسالته ثم نظر في قلوب الخلق فاختار اصحابه لصحبته فلنعرف فضلهم ولنعلم قدرهم فانهم على علم عظيم ولهم من المكانة والمنزلة ما لا يدركه ما لا يدرك من اتى بعدهم ثم قال فلقد وصفوا منه ما يشفي اي وصفوا من العمور الاعتقاد ومما يتعلق بها ما يشفي كل مؤمن ويشفي كل جاهل وسائل وتكلموا منه بما يكفي وذلك انهم اتوا على نصوص الكتاب والسنة فامنوا بظواهرها واقروا بمعانيها وامروها على على ظاهرها وامنوا بها ولم يتعرضوا ولم يتعرضوا لها لا بتحريف ولا بتعطيل. فما فوقهم السر اي من تجاوز حدهم وتجاوز ما هم عليه من الهدى فانه محسر حسير ضال منكسر اي دخل هذا دخل هذا الميدان بلا سلاح ورجع به خاسرا كليلا رجع به خاسرا كليلا فمن جاوزهم فقد طغى وبغى وغلى حتى وصى به غلوه الى ان يعطل الله من صفاته او يحرف صفات الله عز وجل او او غلا حتى يجسم الله عز وجل ويجعل صفات الله كصفات المخلوقين واما ان يكون مقصر اي سكت عن النصوص ولم يؤمن بها ولم يتعرض للايمان بها والايمان بمعانيه واثبات حقائقه وقال افوضها كما جاءت ولا اتعرض لها كالمفوضة والمجهلة الذين لم يتعرضوا لايات نصوص الكتاب والسنة في صفات والاسماء وقالوا لا نعتني بها ولا نتعرض لها وهي من المتشابه الذي لا نعلمه. فهؤلاء ايضا مقصرين مفرطين في باب في باب الاسماء والصفات. اما اهل السنة والصحابة فانهم اتوا على نصوص الكتاب والسنة فامنوا بها وامنوا بما دلت عليه من الفاظ ومعاني وامنوا بظواهرها ولم يتعرضوا لها لا بتمثيل ولا بتعطيل ولا بتكييف هذا هو طريق القوم رضي الله تعالى عنهم. ثم قال لقد قصر عنهم قوم فجفوا وتجاوزهم اخرون فغلوا وانهم فيما بين ذلك على هدى مستقيم. وهذا هو منهج اهل السنة. في الامم كلها وفي طواف مبتدعة كلهم فاهل السنة وسط بين الامم ووسط بين ووسط بين اهل البدع ايضا فاهل السنة وسط اهل وسط بين بين الامم كلهم واهل السنة وسط بين المبتدعة ولك ان تقيس على جميع ابواب الاعتقاد تجد ان اهل السنة وسط فببابل فبباب الاسماء والصفات هم وسط بين المعطلة وبين المجسمة وفي باب الوعد والوعيد وسط بين الخوارج والمعتزلة وبين المرجية. وفي باب افعال الله عز وجل وسط بين القدرية وبين الجبرية. وهم في الامم وسط بين اليهود والنصارى فلم يغلوا غلو اليهود في عيسى فلم يغلوا علو اليهود وتطرف اليهود حتى جعلوا عيسى عليه السلام ابن زنية لعنهم الله ولم يغلوا غلو النصارى في عيسى حتى جعلوه الها وابنا عز وجل بل قالوا ان عيسى عبد الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه. اذا هذا هو هذا هو مذهب اهل السنة فهم وسط في جميع ما يخالفه المبتدعة من غلاة وغيرهم. ثم قال بعد ذلك وقال الامام الاوزاعي رحمه الله تعالى عليك اثار من سلف وان رفظك الناس واياك واراء الرجال وان زخرفوها لك بالقول هذه وصية من الامام الاوزاعي رحمه الله تعالى فقال لك وصية جامعة مانعة نافعة عليك باثار من سلف عليك باثار من سلف ومقصود بمن سلف الذين كانوا على الهدى المستقيم الطريق المستقيم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن سلك سبيلهم وطرق نهجهم فعليك باثارهم. ولا تتجاوز وان شن عليك وان شن عليك من شنع ووصفك بالظلال من وصف فانت على طريق هدى واستقامة واياك واراء الرجال وان زخرفوه لك بالاقوال ونمقوه وزينوه فانها فان هذه الاراء يكفيها قبحا انها مخالفة لكتاب بالله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويكفيها قبحا انها مخالفة لما عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه سلف المسلمين والمؤمنين فان هؤلاء المبتدعة يأتونك في باب الصفات ويقولون ان اثبات الصفات يقتضي تجسيما وان الله عز وجل جسما كاجسام المخلوقين وهذا يقتضي تمثيل الله بخلقه فيعظم لك في قلبك هذا القول ويشنعوه عليك حتى تترك فاثبات ما اثبته الله عز وجل لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وعليه وسلم. فاياك واراء مثل هؤلاء واياك واراء مثل فهؤلاء المبتدعة الظلال الذين يزينون الامور بعقولهم ويخالفون بتلك العقول نصوص الكتاب والسنة فهي وصية جامعة ان يلزم الانسان الطريق المستقيم وان يسلك ما عليه اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كما قال حذيفة رضي الله تعالى عنه يا معشر القراء ان استقمتم فقد سبقتم سبقا بعيدا. وان اخذتم يمينا وشمالا فقد ظللتم ضلالا بعيدا. ومن سلك طريق الصحابة حشر معهم وسار في نهجهم وطريقهم فانه سيكون معهم ويحشر في زمرتهم اما من خالف طريقتهم وسلك غير طريقهم فسيحشر مع من خالفهم وسلك غير طريقهم والمرء يحشر مع من احب والناس يحشر يوم القيامة على اشكالهم وعلى طرائق فاهل السنة يحشرون ما يحشرون مع اهل السنة واهل البدع والضلال يحشرون مع اهل البدع والضلال نسأل الله العافية والسلام. ثم ذكر قول محمد ابن عبد الرحمن الادرمي وهذا الاسم لعله اما سبق قلم او ما شابه ذاك والا اسمه عبد الله بن عبد الرحمن الادرمي لعلي اقف على قصة عبد الله بن عبد الله الادرمي وتكلمه مع ابن ابي دؤاد وقصة والقصة التي جرت بينهم نكملها ان شاء الله عز وجل اذا استأنفنا الدرس بعد الاجازة والله اعلم