بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تولاه اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى قال الامام ابو عمرو الاوزاعي رضي الله عنه عليك باثار من سلف وان رفظك الناس واياك واراء الرجال وان زخرفوه لك بالقول وقال محمد بن عبدالرحمن الادرمي لرجل تكلم ببدعة ودعا الناس اليها هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وابو بكر وعمر وعثمان وعلي او لم يعلموها؟ قال لم يعلموها. قال فشيء لم يعلمه هؤلاء علمته انت قال الرجل فاني اقول قد علموها قال افوسعهم الا يتكلموا به ولا يدعوا الناس اليه ام لم يسعهم؟ قال بلى وسعهم قال فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه لا يسعك انت فانقطع الرجل فقال الخليفة وكان حاضرا لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم. وهكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه والتابعين لهم باحسان والائمة من بعدهم والراسخين في العلم من تلاوة ايات الصفات وقراءة اخبارها وامرارها كما جاءت وسع الله عليه فمما جاء من ايات الصفات قول الله عز وجل ويبقى وجه ربك وقوله سبحانه بل يداه مبسوطتان وقوله تعالى اخبارا عن عيسى عليه السلام انه قال تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد واصل الامام ابن قدامة رحمه الله تعالى ذكر الاثار عن سلف الامة بلزوم هدي النبي صلى الله عليه وسلم واتباع اثاره فلما ذكر قول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وعقبه بقول امير المؤمنين عمر ابن عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى اتبعه ايضا بقول امام اهل الشام ابي عمرو الاوزاعي الذي ما دخل الشام مثله رحمه الله تعالى وهو من علماء المسلمين وائمتهم بل كان له مذهبا الا انه اندرس رحمه الله تعالى مذهبه ولم يبق الا اقوالا له يذكرها الفقهاء في كتبهم يقول هذا الامام رحمه الله تعالى عليك باثار من سلف وان رفظك الناس واياك واراء الرجال وان زخرفوه لك بالقول اختصر ابو عمرو الاوزاعي وصيته بامرين الامر الاول ان تتبع اثار اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو شني عليك بالعبارة ولو عيب عليك بالقول ولو استهزأ بك فان طريقتهم هي الجادة ومسلكهم هو مسلك النجاة ولا يغرك مخالفة من خالف ولا منابذة من نابذ فان اهل الحق في غيرهم قليل كما قال تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله فالاوزاعي رحمه الله تعالى يوصيك باتباع ما كان عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم واصحابه وسلفهم وسلف الامة الذين ساروا على نهج اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وان رفظك الناس ثم حذرك بوصية اخرى قال واياك واراء الرجال واراء الرجال هي الاراء التي تخالف الكتاب والسنة ولا تنبني على دليل ولا حجة تأمل اراء التي يكون مبناها على النظر في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي النظر في كلام اهل العلم فان هذه الاراء معتبرة ولا زال اهل العلم يتبعون اراء من سلف كما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى وقد عاب عليه بعضهم انه يفتي برأيه فقال رحمه الله تعالى رأي لهم خير من رأيهم لانفسهم فاذا كان الرأي قائم على اتباع الكتاب والسنة فهذا رأي محمود وانما الذي اراده الامام الاوزاعي رحمه الله تعالى الاراء التي يعارض بها النصوص وتخالف بها النصوص وترد بها النصوص فهذه الاراء المذمومة التي لا تقوم على نص من كتاب الله ولا من سن ولا على سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لها سلف من كلام ائمة الاسلام وهذا يظهر ويتبين في قول المبتدعة فان المبتدع احدث اقوالا في باب العقائد وفي باب الاخلاق لم يكن لها لم يكن لها حجة ولا دليل ولم يكن لهم عليها ايضا سلف يتبع وانما هي اراء اراء عارية عن الحجة والبيان فيقول وان زخرفوه لك وان زخرفوه لك بالقول اي وان زين ونمق وزين وجعل هذا القول وهذا الرأي انه قول قال به العقلاء ونادى به الفلاسفة وما شابه ذلك ومن له عقل وزخرفوه لك بان القول اهل السنة يقتظي التجسيم او يقتضي التمثيل وان قولنا يقتظي التنزيه والتعظيم قبل الله عز وجل فهذه الزخرفة لا تغني عن الحق شيئا لا تغني عن الحق شيئا وانما الذي يعرف به الحق ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه. وكل قول ليس عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانه قول محدث مردود ولا يؤخذ به اذا كان لهذه المسألة احدثها ذلك القائل لها صورة في فيما في من تقدم فانه ولا يلتفت اليها. اما اذا كانت حوادث متجددة وحوادث حادثة وقال بها المتأخر ولم يسمع للمتقدم فيها قولا فان للمتأخر هنا حق ان يتبع يؤخذ بقوله اذا كان قوله قائم على الكتاب والسنة اما اذا كان هذا الرأي منائيا مجانبا للكتاب والسنة فانه مردود على صاحبه. وما زال ائمة الاسلام يحذرون من الرأي. بل قال ابن عمر رضي الله تعالى عنه عندما سأله عندما سأله رجل فقاله عند تقبيل الحجر ارأيت ارأيت؟ قال اجعل ارأيت في اليمن ولما سئل الشعبي عن مسألة طلب ان يفتي برأيه قال واين اجدك اذا غيرت رأيي؟ اين اجدك؟ اذا غيرت اذا غيرت رأيي فلم يفته برأيه. وقد عيب بعض علماء المسلمين انه كان يفتي برأيه كان يفتي برائد حماد بن ابي سليمان وربيعة الرأي رحمهم الله تعالى فعاب عليهم السلف انهم يفتون برأيهم ولا شك ان الرأي المذموم الذي لا يحمد صاحبه هو الذي يخالف الكتاب والسنة وترد به النصوص ثم نقل قوله رحمه الله تعالى قال وقال محمد بن عبدالرحمن الاذرمي اه هذا الرجل لعل ابن قدامة رحمه الله تعالى اخطأ في اسمه او لعله سبق قلم او خطأ من النساخ والا هذا الرجل فالمشهور في في اسمه انه عبد الله بن عبدالرحمن الادرمي وهو من علماء اهل السنة ومن ومن تلاميذ وكيع بن الجراحي رحمه الله تعالى وهو من علماء المسلمين وقد ترجم له الحافظ ابن حجر في تهذيبه رحمه الله تعالى. وهذا قد نقل قصته وواقعته ياقوت الحموي رحمه الله تعالى عندما ذكر اذرم وذكر من علمائها عبد الله ابن عبد الرحمن الادرمي وذكر هذا الموقف منه في ترجمته وكذلك ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في ترجمة عبد الله ابن عبد الرحمن الادرمي هذا الرجل له قصة انه اتي به رحمه الله تعالى ليقول بخلق القرآن وكان ذلك في زمن الواثق الخليفة الواثق فلما اتي به وقد قيد بالسلاسل وقيد رحمه الله تعالى فلما وضع بين يدي الواثق واتى امام واتى ابن ابي دؤاد الذي الناس في القول بخلق القرآن وناظره هذا الامام بمناظرة عظيمة رائعة وقد نسبت هذه المناظرة ايضا لعبدالعزيز الكناني رحمه الله تعالى فاما ان تكون القصة قد وقعت مرتين لعبدالعزيز الكناني مع ان الكتاب المنسوب الى عبدالعزيز الكناوي كتاب الحيدة لا يصح نسبته اليه وان كانت قصة عنه صحيحة اما نسبة الكتاب وانه الفه رحمه الله تعالى فهذه فهذه النسبة باطلة وقد انكرها الامام الذهبي رحمه الله تعالى واثبت ان هذا الكتاب مكذوب على الامام عبد العزيز الكناني رحمه الله تعالى. واما ان تكون القصة وقعت لمحمد عبد الله بن عبد من الادرمي نسبت وكذلك وقعت لعبدالعزيز الكناني رحمهم الله تعالى اجمعين. القصة ان ابن ابي دؤاد ان ابن ابي دؤاد المعتزل الجهمي عامله الله عز وجل بعدله امتحن الناس بالقول في خلق القرآن وقد وافقوا على ذلك خلفاء بعض خلفاء بني العباس كالمأمون والمعتصم والواثق وانتهت الفتنة على يد المتوكل على يد المتوكل خليفة العباسي. ونصر اهل السنة في زمانه. اما في زمان المأمون فقد ابتلي الناس وقد مات في هذه تفتنا خلق مات فيها جمع من من اهل العلم في السجن ومات ايضا وقتل ايضا احمد النصر المروزي رحمه الله تعالى وصلب رحمه الله وتعالى وما زال اهل الاسلام يمتحنون في هذه الفتنة في ايام العباسيين حتى اتى المتوكل رحمه الله تعالى ورفع هذه البدعة عن امة محمد صلى الله عليه وسلم واظهر السنة وبين ان القرآن كلام الله عز وجل بثبات الامام احمد امام اهل السنة رحمه الله تعالى هذه المناظرة وهذه المحاجة التي وقعت بين عبد الله بن عبد الرحمن الادرمي وبين ابن ابي دؤاد المعتزلي الجهمي هي تدور على امور. الامر الاول ان هذا المبتدع وهو ابن ابي دؤاد عليه من الله ما يستحق عندما دعا الناس الى القول بخلق القرآن وامتحن الناس هذا القول وابتلى العلماء والقضاة والائمة ومن لم يقل بذلك فانه يعزل او يسجن او يؤذى او يمنع من الديوان فاجابه خلقه كثير منهم من اجاب مداهنة ومنهم من اجاب خوفا ومنهم من اجاب موافقة نسأل الله العافية والسلام فتن في هذه الفتنة ومنهم من امتنع ووقف وثبت ثبات الجبال الرواسي كالامام احمد رحمه الله تعالى ومن كان معه من علماء اهل السنة هذا الرجل عندما قال هذه المقولة وابتدع هذه البدعة وفق عبدالله بن عبد الرحمن الادرمي بهذه المحاجة والمناظرة فاول ما ناظره فيه ان قال له هذا الامر الذي تدعو اليه هل هل علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر وعثمان وعلي او لم يعلموه؟ هذا سؤال طرحه على ابن ابي دؤاد ولا شك ان هذا السؤال تؤال لا لا محيص عن الجواب عنه بتظليل ابن ابي دؤاد اما ان يقول لم يعلموه فيصف النبي صلى الله عليه وسلم واصحاب اي شيء بالجهل ولا شك ان هذا خروج من دائرة الاسلام ان يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم هذا الحكم الشرعي وهو الذي بلغ الدين والله اليوم اكملت لكم دينكم. ولذلك من اتهم انه يجهل احكام الدين فان الرسول لم يبلغ لم يبلغ الدين ولم يكم ولم يكمل الدين على يده صلى الله عليه وسلم فقال هذا الرجل وسكت اما ان يقول لا يعلم واما ان يقول يعلم. فلما قال قال لم يعلموها قال فشيء لم فقال او لم يعلموا قال لم يعلموها فقال فشيء لم يعلمه هؤلاء اعلمته انت قال الرجل فاني اقول قد علموها. الان سأله علموا قال لم يعلموها فوصف الرسول بالجهالة ولا شك ان هذا ناقض من نواقض الاسلام وابن ابي دؤاد قد كفره الامام احمد رحمه الله تعالى وكفره علماء اهل السنة بقوله بالخلق واقامة الحجة عليه واصراره عليه من الله ما يستحق فقال اقول قد علموها. قال افوسعهم الا يتكلم بها ولا يدعو الناس اليه ام لم يسعهم قال بل وسعهم قال فشيء وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه ولا يسعك انت اذا هذا محور المناظرة انه اولا سأله هل يعلم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الامر الذي تدعو اليه او لا وهنا نأخذ قاعدة ان كل امن لم يأت به النبي صلى الله عليه وسلم فليس من الدين فليس من الدين. وكل امر لم لم يدعوا اليه النبي صلى الله عليه وسلم فليس ايضا من الدين. اذا كل شيء من الدين فان الرسول صلى الله عليه وسلم قد اتى به وقد بلغه عليه الصلاة واتم التسليم. لقوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. ومن ظن ان هناك شيئا من الدين لم يبلغه الرسول صلى الله عليه وسلم فقد اتهم صلى الله عليه وسلم بعدم تبليغ الرسالة وهذا تكذيب لله عز وجل وتكذيب لرسوله صلى الله عليه وسلم. اذا القول بان القرآن مخلوق لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقله اصحابه رضي الله تعالى عنهم اجمعون. ولم يقله ايضا اتباعهم الذين تبعوهم باحسان ولم يعرف هذا القول عن امام من ائمة اهل السنة لم يعرف هذا القول عن امام من ائمة اهل السنة بل ولا على من ولا عن من ينتسب الى الى السنة وانما عرف هذا القول عن جهمية خرجوا من دائرة الثلاث والسبعين فرقة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ذلك ابن مبارك وغيره انهم خرجوا من فرقة بدعوتهم هذي وقولهم هذا ولا شك ان الجهمي والمعتزلة باصولهم هذه منابذون للاسلام خلف ظهورهم لان طولهم التي بعطلوا فيها صفات الرب سبحانه وتعالى واسمائه اصولا كفرية نسأل الله العافية والسلامة. اذا هذه المسألة علمها الرسول ولم يعلمها لا شك ان الرسول قد علمها وعلمها اصحابه رظي الله تعالى عنهم فهل دعوا الناس الى القول بخلق القرآن نقول لم يدعو رسولنا صلى الله عليه وسلم ولا اصحاب بذلك وانما اخبر بخلاف ذلك. وانما اخبروا بخلاف ذلك كما قال سفيان ابن عيينة يقول ادركت سبعين من من التابعين كلهم يقول القرآن كلام الله عز وجل. وكذلك قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان القرآن كلام الله عندما سمع رجل يقول ورب المصحف فقال ان المصحف كلام الله وليس مربوبا لله عز وجل وانكر عليه وانكر القائل هذا القول بل باجماع الصحابة ان القرآن كلام الله عز وجل وكان عكرمة ابن ابي جهل رضي الله تعالى عنه يقبل يقول كلام ربي كلام ربي وكان خباب رضي الله تعالى يقول ما تعبد الانسان لله بشيء بافضل مما خرج منه اي كلامه سبحانه وتعالى. اذا هذه المسألة مسألة اجماع بين اهل السنة ان القرآن كلام الله عز وجل غير مخلوق كما سيأتي الذي يعنينا في هذه المناظرة ان الانسان يتوقف على اتباع السلف الصالح وان كل مسألة احدثت ولم فيها فان احداثها بدعة والقول فيها محدث واتباع القائل لها اتباع للظلالة والباطل. فاي مسألة تعرض او تقال لك انظر لهذه المسألة هل قالها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ام لم يقولوها؟ هل علموا لم يعلموها؟ لا شك ان الصحابة اذا كان ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا كانت المسألة من امور الدين فانه صلى الله عليه وسلم قد علمها وقد دعا اليها. اما اذا لم تكن من الدين فانه لا يلزم لك ان يعلمها ولا ان يدعو اليها فانقطع ذلك ذلك الظال الجاهل المعاند لله ورسوله ولم يستطع ان يجاوب على هذه الحجة وهي قوله علم او لم يعلم فلما قال علمها قال الم يسعه السكوت ووسع اصحابه؟ قال بلى فقال الا يسعك السكوت عما عما عن هذه المسألة كما وسعهم فاعجبت هذه المقولة الخليفة الواثق رحمه الله تعالى ثم بعد ذلك اطلق الامام احمد رحمه الله تعالى وترك الناس من من امتحانهم وابتلائهم بهذه الفتنة العمياء وهي الدعوة دعوة الناس الى القول بخلق القرآن بهذه الحجة مع ان هذه لا تبين حق هذه المناظرة لا تبين حق وانما تبين السكوت عن الباطل فقط. فاراد عبد الله بن عبد الرحمن الادرمي ان ينقطع هذا المعاند. وهذا الضال من فتنة الناس وان يسعه ما وسع من قبله من السكوت عن عن فتنة الناس بهذه المقولة والا مقام المناظر ان يبين ان ان القرآن كلام الله عز وجل وان الله متكلما به حقيقة سبحانه وتعالى. وانما اراد رحمه الله تعالى ان تنتهي هذه الفتنة ينتهي امتحان الناس خاصة ان الامام احمد رحمه الله تعالى قد ناظرهم وجادلهم ورد شبههم ورد جميع اقوالهم التي التي احتجوا بها على ان القرآن مخلوق والف ذا كتاب سماه كتاب الرد على الجهمية والزنادقة للامام احمد رحمه الله تعالى وكم عقدت من جلسة مع الامام احمد في مقام المناظرة وقد انقطع عنه رحمهم الله تعالى وانما كانوا يفتون بقتله وانما اراد عبدالله بن عبد الرحمن الادرمي ان تنتهي هذه بالفتنة وان ينتهي الخليفة عن فتنة الناس وامتحانهم في مسألة القول بخلق القرآن. واما مراد ابن قدامة ان السني السلفي ان يسير على هدي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول ما قالوا ويسكت عما سكتوا وما سكت عنه الصحابة فانك مأمور بالسكوت عنه وما تكلموا فيه فانت مثلهم تتكلم فيما تكلموا فيه وتعلموا ما علموه رضي الله تعالى عنهم ثم قال ثم قال بعد ذلك ابن قدامة رحمه الله تعالى وهكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله ما وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه والتابعين لهم باحسان والائمة من بعدهم والراسخين قيل في العلم من تلاوة ايات الصفات وقراءة اخبارها وامرارها كما جاءت فلا وسع الله عليه. اي ان ان تعرظ لايات الصفات تحريفا وتعطيلا وتأويلا ولم يسعه ما وسع رسولنا صلى الله عليه وسلم واصحابه من تلاوة هذه الايات والايمان بها واثباتها وامرارها على المعنى الذي والمراد الذي يريده الله عز وجل فلا وسع الله عليه ولا شك ان جميع المبتدعة من جهمية ومعتزلة واشاعرة وما تريديه كل كلهم تعرضوا لصفات لصفات الله عز وجل اما ان يتعرضوا لها جميعا او يتعرضوا لبعضها بالتحريف والتعطيل والتأويل ولم ان يسعهم ما وسع رسولنا صلى الله عليه وسلم وما وسع اصحابه والسنة في هذا المقام والاتباع في هذا المقام ان اقرأ ايات الصفات ونؤمن بها ونتلوها ونثبتها ونمرها كما جاءت مع اعتقاد ان لها معنى يليق بالله عز وجل ولا لتعرض لهذا المعنى لا بتعطيل ولا بتحريف ولا بتكييف. هذه هي المقدمة لهذا الكتاب المبارك وهي قواعد كلية يريد بها ابن قدامة يربي طالب العلم وليربي السني على اتباع الاثار واقتفاء الاخيار من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وائمة الاسلام وان يجتنب الاهواء والفرق والاختلاف والنزاع وان انتصر على ما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم دخل في باب فقال فمما جاء من ايات الصفات قول الله تعالى ويبقى وجه ربك. اولا هذه آآ يراعى في هذا المقام ان ان قدامة الله تعالى ذكر اول صفة في هذا المقام هي صفة الوجه وقبل ان نتكلم عن هذه الصفة نذكر ان اهل العلم يختلفون في سياق ايات الصفات فعندما نرى كلام المتقدمين من سلف الامة فانهم يسوقون الايات دون ترتيب دون ترتيب في ذكر اليدين صفة اليد ويذكر صفة السمع اذكر صفة الوجه ويذكر صفة الضحك والغضب والرضا وما شابه ذلك ولا تراه يقسمون الصفات الى صفات خبرية ولا الى صفات عقلية ولا الى صفات ذاتية ولا الى صفات فعلية ولا الى صفات لازمة ولا الى صفات متعلقة بالمشيئة وانما يسوقونها مساقا الا ان المتأخرين من اهل العلم قسموا الصفات الى اقسام وهذه التقوى هذه التقاسيم انما هي من باب التقريب والايضاح من باب والايضاح فقسموا الصفات الى اقسام صفات صفات خبرية سمعية والمراد بالصفات الخبرية السمعية هي التي يرجع فيها الى السمع والخبر ولا مجال للعقل فيها البتة لان لا يمكن ادراكها بالعقل لا ادراكها بالعقل وصفات عقلية وصفات عقلية اي ان العقل يدرك هذه الصفات هذا تقسيم من تقسيم اهل العلم وهناك من يقسمها الى تقسيم اخر فيقول ان الصفات تنقسم الى قسمين صفات ذاتية وصفات فعلية صفات ذاتية وصفات فعلية. والصفات الذاتية هي الصفات الملازمة لله عز وجل. التي لا تنفك عن البتة واما الصفات الفعلية فهي التي تتعلق بمشيئة الله عز وجل والصفات الفعلية ايضا تنقسم عندهم الى قسمين صفات فعلية لازمة او صفات فعلية آآ من جهة احاد ومن جهة نوعها هي صفات ذاتية وهناك صفات فعلية متعلقة بمشيئة الله عز وجل وهي وهي يفعلها الله متى شاء وكيفما شاء سبحانه وتعالى. وهناك من يقول ان هناك صفات ذات وصفات افعال وصفات واحوال. والذي يعنينا هنا الذي يعنينا هنا ان الصفات تنقسم الى قسمين صفات ذاتية صفات ذاتية وصفات فعلية هذا اقرب التقاسيم. والمراد بالصفات الذاتية الصفات الملازمة اللازمة لله عز وجل التي لا تنفك عنه كصفة الوجه وصفة اه اليدين وصفة اه العلم وصفة القدرة وصفة الحياة وصفة السمع والبصر وما شابه هذه الصفات. واما الصفات الفعلية فهي تتعلق بمشيئة الله. كصفة الغضب والرضا والنزول المجيء والاستواء وغيره من الصفات التي يفعلها ربنا متى شاء وكيفما شاء سبحانه وتعالى هذا تقسيم. ايضا الى الله عز وجل ينقسم الى اقسام. اما اظافة اعيان واما اظافة معاني المظاف الى الله اما ان تكون من اضافة الاعيان لله عز وجل او اضافة معاني. واضافة الاعيان للذوات اما ان تكون تقوم بالله عز وجل ولا بنفسها واما ان تكون تقوم نفسها ولا تقوم لله عز وجل اي صفات الاعيان التي هي الذوات اما ان تكون هذه الذوات تقوم بنفسها ولا تقوم بالله عز وجل كصفة كاظافة البيت لله عز وجل كاظافة البيت لله عز وجل يقول بيت الله اضافته الى اضافة اي شيء اضافة تشريف وتكريم. لان البيت يقوم بنفسه ولا يقوم بالله عز وجل. كذلك صفة الوجه الوجه الان يضاف الى الله عز وجل وهو ذات او عين يقوم بها عين لكن هل يقوم بنفسه او يقوم؟ او يقوم بذات يقول هو يقوم واضافته الى الله عز وجل اضافة صفة الى موصوف. اما المعاني التي لا تقل لنفسها كالاعراض كالغضب والرضا فاضافتها الى الله عز وجل اضافة صفة الى موصوف. اذا جميع ما يضاف الى الله عز وجل الاصل فيه انه اضافة صفة الى موصوف. وانما يأخذ من هذا العموم اضيف الى الله وهو يقوم لنفسه وهو يقوم بنفسه كبيت الله وكناقة الله وكروح الله باضافة عيسى الى وروح منه كاظافة عيسى عليه السلام الى ربه سبحانه وتعالى فان هذه الاظافات اظافة تشريف وتكريم لهذا مضاف الى الله عز وجل اما ما عدا ذلك فان اضافته الى الله عز وجل اضافة اضافة صفة الى موصوف. هذه قاعدة مهمة في باب الاظافات الى الله عز وجل. اما ان تكون هذه الذوات المظافة تقوم بالله عز وجل او لا تقوم به فان كانت تقوم به فهي اضافة صفة الى موصوف كذلك اذا كانت معاني تظاف الى الله عز وجل فان اظافتها الى الله من باب اظافة الصفة الى الموصوف من باب اضافة الصفة الى الموصوف هذا ما يتعلق بباب الاظافات. قوله هنا من ايات الصفات قال ويبقى وجه ربك سبحانه وتعالى. اول صفة ذكرها هي صفة الوجه وتلاحظ انه لم يذكر صفة العلم ولا صفة الحياة ولا صفة القدرة ولا غير من الصفات التي يتفق عليها اكثر اكثر اهل السنة حتى من الاشياء والماتوريدية فانهم اهل السنة في في اثبات بعظ الصفات بعظ الصفات اللي تسمى عندهم بالصفات العقلية وهي صفات الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والسمع والبصر والحياء والكلام والارادة. هذه سبع صفات يثبتها الصفاتية من اشاعرة وما تريدية. ولذلك لم يذكرها ابن قدامة لانه لا يعرف لا يعرف الى زمانه من انكر هذه الصفات من انكر هذه الصفات في الجملة اه فتركها وتعرظ ما اختلف فيه من صفة الوجه واليدين لان هناك من خالف فيها في زمانه من اشاعرة وما تريدية ولم اثبتوها لله عز وجل. اما الجهمية وغولاتهم فانهم لا يثبتوا لله عز وجل صفة. وانما يثبت الا فقط صفة الوجود تطلق صفة الوجود المطلق وهذا الوجود هو في اذهانهم وليس له في الواقع حقيقة ولا وجود. ولذلك قال المبارك انما ينتهي قول الجهمية الى انه لا يوجد السماء اله وانهم يعبدون عدما ولا يعبدون الها اذا هذه صفة وهي صفة الوجه وهذه صلة اتفق عليها اهل السنة. واثبتوها لله عز وجل على ان ان لله سبحانه وتعالى وجها يليق بجلاله ووجهه ذو جلال وذو اكرام وذو بهاء وقد جاءت الادلة الكثيرة في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله على اثبات صفة الوجه على اثبات صفة الوجه. وهذه الصفة صفة سمعية خبرية لا مجال للعقل فيها لا مجال للعقل فيها وانما يقتصر فيها على السماع وعجيبا او عجبا لمن ردها وهي لا يمكن ان يتصورها الانسان بالعقل وانما يتصورها بالسماع والنقل وقد اثبت الله عز وجل لنفسه هذه الصفة هذه الصفة في كتابه في قوله كل شيء هالك الا وجهه وقوله كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. اذا هذه الصفة هي صفة سمعية خبرية ثابتة عند اهل السنة بالاجماع. ولا يعرف من اهل السنة من انكرها او رد او تأولها وانما الذي رد وتأولهم المبتدعة المخالفون لمذهب اهل السنة والجماعة من اشاعرة وما مع انه يلزمهم يلزمهم كما اثبت البيهقي رحمه الله تعالى مع انه فيه اشعرية لكنها حيث ان صفة خبرية سمعية امن بها واثبتها لانه لا مجال للعقل فيها وعجيب لمن انكرها وليس للعقل كما ذكرت مجالا في ردها او اثباتها وانما ردها الى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. انكر هذه الصفة كما ذكرت الاشياء الماتورية وبعض المبتدعة. وتأول الايات التي جاءت فيها هذا المعنى بان معنى قوله تعالى ويبقى وجه ربك ان الوجه المراد به هنا الذات ان الوجه المراد به الذات. وقالوا ايضا ان المراد بالوجه ما يراد به وجه الله سبحانه وتعالى اي رد الوجه وتأولوه بمعنيين. المعنى الاول المعنى الاول اي بمعنى الذات والمعنى الثاني بما يعمل لله عز وجل. ولا شك ان هذا التأويل تأويل باطل. تأويل باطل مخالف لكتاب بالله ومخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك من وجوه. الوجه الاول انه لا يعرف عن احد من السلف انه تأول هذه الصفة او ردها او حرف بهذا التحريف الباطل هذا اولا وثانيا ان الوجه ان الوجه صفة خبرية سمعية لا تدرك الا بالسماع والنقل. وقد اثبتها الله عز وجل لنفسه ولو لم يكن ولو لم متصفا بذلك لما اظاف هذه الصفة لنفسه سبحانه وتعالى لما اظافها الصفة لنفسه سبحانه وتعالى. وثالثا ان المراد الوجه والصفة ولا ولا ولا يرد ان يكون من معانيه ايضا الذات. لكن لا نقول معناها الذات وننفي وننفي صفة الولد بل نقوله بمعنى وقد يطلق على الذات لانه قد يعبر بالجزء عن الكل وليس المعنى ان الوجه هو الذات مطلقا وانما نقول يعبر بالوجه عن الذات فاثبات صفة الوجه لله عز وجل. ايضا ما جاء في صحيح مسلم عن عن ابي موسى رضي الله تعالى عنه انه قال حجابه النور ولو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه من بصره وهذا يرد على القارئ بان الوجه المراد به الذات لان سبحات الوجه وهي جماله وتقاسيم وجه ربنا سبحانه وتعالى لو كشف لاحرقت سبحاته ما انتهى اليه ما انتهى اليه بصره من خلقه سبحانه وتعالى اي ستحرق كل شيء بامر الله عز وجل. ولا شك ان الوجه هنا ليس بمعنى ليس بمعنى الذات تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. وايضا انه ويبقى وجه ربك المراد به ما يبقى ما ما يعمل لله عز وجل. نقول هذا المعنى لم يقله اهل لاهل السنة ولم يذكره اهل اهل السنة واهل التفسير من من اتباع اهل السنة رحمهم الله تعالى وانما هو قول مبتدع وقول باطل ردت به النصوص وحرفت به الايات وصوايات الصفات وهذا قول مردود على صاحبه اذا الذي يعنينا هنا ان تأويلهم ان وان الوجه بمعنى بمعنى ما يراد به وجه الله سبحانه وتعالى او ان المعنى ما ان الوجه المراد به الذات فنقول هذا المعنى معنى باطل وهذا القول تحريف للنصوص ورد لها والصحيح الذي عليه اهل السنة ان الوجه صفة لله عز وجل وانه قد يعبر بالوجه عن الذات قد يعبر الوجه عن الذات مع اثبات صفة الوجه لله عز وجل وقد جاءت هذه الصفة في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. نقف على هذه على هذه الاية ونكملها باذن الله عز وجل في الدرس القادم والله اعلم واحكم وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد