الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد انتهينا الى ما ساقه الامام ابن قدامة رحمه الله تعالى فيما يتعلق بايات الصفات فقال رحمه الله تعالى فمما جاء من ايات الصفات قول الله تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وقوله تعالى بل يداه مبسوطتان هذه او هاتان الايتان تدلان على اولا على اثبات صفة الوجه لله عز وجل وقد ذكرنا ان اهل السنة متفقون على اثبات صفة الوجه لله عز وجل وانه وجه يليق بالله سبحانه وتعالى وان هذه الصفة صفة سمعية خبرية مردها الى السمع والخبر ولا يعرف من اهل السنة من خالف في هذه الصفة بل كلهم مجمعون على اثباتها ووجه الله سبحانه وتعالى ذو جلال وبهاء واكرام سبحانه وتعالى ووجهه اكمل الوجوه واجملها والناس يوم والناس اذا دخلوا الجنة اعظم نعيم يتقلبون فيه هو رؤية وجه الله هو رؤية وجه الله سبحانه وتعالى فاعظم نعيم ان يرى اهل الجنة وجه ربهم سبحانه وتعالى وخالف هذا المبتدعة مما تريدية واشاعرة قلت من متأخري الاشاعرة اما متقدميهم فقد اثبتوا الوجه لله عز وجل. اما الماريدية والمعتزلة والجهمية فقد نفوا صفة الوجه عن ربنا سبحانه وتعالى وحملوا هذه الصفة على معاني حملوها على ان المراد بالوجه الذات هذا المعنى الاول ومنهم من حملها على ان المراد بالوجه الثواب والجزاء ومنهم من حملها على ان المراد بها رضى الله سبحانه وتعالى ومنهم من قال ان الوجه هنا صلة مقحمة زائدة لا معنى لها وكل هذه الاقوال باطلة كل هذه الاقوال باطلة فاما قولهم ان الوجه هو المراد به الذات نقول هذا غير صحيح ومما يدل على ذلك ان ان ربنا سبحانه وتعالى في هذه الاية امتدح وجهه بانه ذو الجلال والاكرام ولو كان المراد به الذات لقال ذي الجلال والاكرام. فقال تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام وذو يعود على الوجه اذ لو كان المراد الرب فقال ذي الجلال والاكرام كما في خاتمة السورة فدل هذا على ان المراد بوصفه بذي الجلال والاكرام والبهاء انه وجه سبحانه وتعالى ثانيا ما جاء في سنن ابي داوود من حديث عبد الله بن العاص باسناد جيد ان الرجل دخل المسجد انه يقول اعوذ بالله العظيم ووجهه القديم ووجه ووجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان من الشيطان الرجيم اعوذ بالله العظيم ووجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم. ففي هذا الحديث غاير في الاستعاذة بين ذاته ووجهه فدل على ان الوجه غير الذات على ان الوجه غير الذات من جهة من جهة كونها من جهة كونه صفة لله عز وجل. اذا معنى قولهم اذا معنى قولهم ان الوجه المراد به الذات نقول هذا المعنى غير صحيح. بل ان الوجه صفة لله سبحانه وتعالى. واما قولهم اننا اذا اثبتنا ان الوجه والصفة لله عز وجل فانه يقتضي ذلك ان كل شيء يفنى الا وجهه فيكون فتفنى ذاته ويبقى الوجه وهذا القول باطل وقول فيه جراءة وسوء ادب مع ربنا سبحانه وتعالى فان العرب قد تطلق الجزء على الكل تطلق الجزء على الكل قوله ويبقى وجه ربك المراد انه يبقى الوجه ويدحو ويتبعه كذلك ذاته سبحانه وتعالى فكما يقال وجه وجه البيت ومعنى ذلك البيت كله وان كان تقصد بذلك ما يواجهك ما فكذلك عندما نقول ويبقى وجه رب فان المراد انه يبقى الله سبحانه وتعالى بذاته ويبقى وجهه. فان الوجه قد يطلق ويراد به الذات. قد يطلق المراد به الذات مع اثبات صفة مع اثبات صفة الوجه وهذا الذي ذهب اليه اهل السنة انهم يثبتون الوجه ويثبتون صفة الوجه ويقولون ايضا ان الوجه يطلق يطلق على الذات. وصفة الوجه تدل على الوجه تدل على الصفة من باب المطابقة عندما تقول وجه الله سبحانه وتعالى فان قولك الوجه يدل على الصفة من باب المطابقة وعلى الذات من باب من باب فوجه الله يتضمن ذاته واما ان نقول ان معنى الوجه هو الذات فهذا قول الجهمية والمعتزلة ولم يقل به احد من اهل السنة. اما اهل السنة ففي هذه الاية يقولون يبقى وجه ربنا وهو الصفة لله عز وجل. ويطلق الوجه ويراد به ايضا هنا. يراد به الذات فهم يثبتون الوجه ويثبتون ايضا ان الوجه قد يطلق على الذات من باب اطلاق الجزء على الكل من باب اطلاق الجزء على الكل. اما الذين قالوا ان ان المراد بذلك الثواب والجزاء فهذا القول هذا القول يقوله كثير من الماتورديا وغيرهم وقد نسب هذا القول الى بعض اهل في السنة نسب القول بان قوله تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام او او في قوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه قال الاقالة رحمه الله تعالى وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى ان المراد بذلك ما ما كان لله عز وجل يبقى وما كان لغيره انه يفنى فقول مجاهد وقول سفيان هنا ليس المعنى عدم اثبات الوجه هم لا ينفون الوجه وانما يثبتون ان ما عمل لله عز وجل وما تقربه العبد الى ربه فانه لا يفنى. يقول سفيان ومجاهد ايضا كل شيء هالك الا وجهه الا الا ما ابتغي به وجه الله الا وابتغي به وجه الله. فتلاحظ هنا انهم يثبتون مع ذلك صفة الوجه. فيثبتوا ان الاعمال التي التي هي تفنى هي ما لم يرد به وجه الله وما اريد به وجه الله فانه يبقى. فاثبت صفة الوجه واثبت البقاء للاعمال صالحة اما الجهمية ومن وافقهم فيقولون ان معنى الوجه والثواب والجزا وهذا الذي لم يقل به احد من اهل السنة لو قال قائل هل فاهل السنة يقولون ان من معاني الوجه الثواب والجزاء نقول هذا المعنى وهذا القول قول باطل لم يقله احد من اهل السنة وما نقل عن مجاهد وما نقل ايظا عن سفيان الثوري وذكره البخاري في صحيحه ان المراد ما عمل لله عز وجل مراده ان كل الاعمال تفنى الا ما كان يراد به وجه الله وذلك ان انه اذا عمل العبد عملا ولم يقصد به وجه الله فانه يكون يوم القيامة هباء هباء منثورا اما الذي يراد به وجه الله سبحانه وتعالى فهو الذي لا يهلك وهو الذي لا يبقى فهم يثبتون بقاء العمل ويثبتون ايضا وجه الله سبحانه وتعالى. اما قول من قال ان الوجه هنا انها صلة مقحمة وزائدة وانها لا وان من الكلام الزائد وهذا قول هذا قول باطل هذا قول باطل فليس في كلام الله ليس في كلام الله شيئا زائدا وليس في وليس في حروف القرآن حرف زائد بل كلام الله كله له معنى ودل على معنى ومن ذلك ان الله قال ويبقى وجه ربك فالمراد بالوجه هنا هو الصفة لله عز وجل التي اثبتها ربنا سبحانه وتعالى. احتج بعظهم ايظا بان الوجه يراد به يراد به الجهة ويراد به ما يواجه بالانسان ويراد به الصفة. وذكروا ذلك مثالا فقالوا يقال وجه الجدار وجه الرئ وجه الثوب. وهذا المعنى هذا المعنى الذي قصدوه لا ينافي اثبات صفة اثبات صفة الوجه لله عز وجل فعندما تقول وجه الثوب ماذا تريد به؟ الشيء الذي يواجهك الوجه الذي يواجهك ولا تقصد بذلك دبر الثوب او ظهر الثوب. وانما تريد ما يواجهك من الثوب. فهذا الدعوة دعوة باطلة وهذا دليل على اهل دليل لاهل السنة ان الوجه يطلق على الله من باب اطلاق الصفة على الموصوف. اذ لو ان الله سبحانه وتعالى لا يتصف بهذه الصفة لما جاز ان يطلق ذلك على نفسه فلا تقول مثلا وجه الريح فالريح ليس لها ليس لها وجه لان ليس لها اقبال ولا ادبار. كذلك لا لا يجوز ان تقول وجه اليد. فان اليد ليس لها اقبال ولا ادبار. وانما يجوز اطلاق الوجه على ما كان له اقبال ما كان له ادبار. اما الذي ليس له اقبال وادبار فلا يطلق عليه الوجه. وكل ما اضيف الى الله سبحانه وتعالى فانه يدل على اثبات صفة له في ذلك اذ لو كان لا يضاف اليه لما جاز ان ينسبه الله عز وجل الى نفسه لما جاز ينسب الله عز وجل الى نفسه. ومن هذا قال بعض اهل العلم ان ان الجنب صفة لله عز وجل اذ لو كان لا يطلق على الله سبحانه وتعالى لما جاز اظافته الى الله وهذا قوله وجاهد الى الذي يعنينا هنا ان اهل السنة يثبتون صفة الوجه لله سبحانه وتعالى وانه وجه جليل كريم عظيم وانه تميز بالبهاء والجلال وقد دلت النصوص الكثيرة من كتاب الله ومن سنة رسول الله عز ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على اثبات صفة على اثبات صفة الوجه لله سبحانه وتعالى. قال بعد ذلك بل يداه مبسوطتان ايضا هذه الاية تدل على اثبات صفة اليد لله سبحانه وتعالى. وصفة اليد جاءت في كتاب الله عز وجل على ثلاثة الفاظ مفردة وجاءت مثنات وجاءت مجموعة وقد اخطأ ابن حزم الظاهر رحمه الله تعالى فاخذ من تغاير هذه الايات اثبات يد وايدي ويدين وهذا ليس بصحيح عند اهل السنة فاهل متفقون على ان الله سبحانه وتعالى يثبت له من ذلك يدين يثبت له من ذلك يدين تليق بجلاله سبحانه وتعالى فاهل السنة مجمعون على ذاك بل حتى حتى متقدم الاشاعرة كالباقلان والبيهقي وغيرهم بل ابو الحسن الاشعري ايضا يثبت صفة يدين الله عز وجل. اما متأخر الاشاعرة كالجويني وغيره. فانهم نفوا هذه الصفة. اذا هذه الصفة عليها عامة المتفقون عليه متفق عليه اهل السنة بل حتى بعض الصفاتية من الاشاعر يثبتونها لله عز وجل وهما وهما يدان تليقان بالله سبحانه وتعالى. واما ما ذكر الله من من التغاير بيدي وبيدي وبايدينا فهذا لا لا تظاد بينهما. فان اليد اذا افردت واظيفت افادت الجنس افادت الجنس وقد يطلق الجنس على المفرد وعلى وعلى المثنى. واما اذا جمعت فان من لغة العرب ان المثنى اذا اضيف ان المثنى اذا اضيف جمع فيكون المعنى بايدينا اي بيدينا. ويكون المعنى بيدي اي بيدي ايظا. واصلح ذلك قوله خلقت بيدي وهذا دليل صريح على ان لله عز وجل ان لله عز وجل يدين تليق بجلاله سبحانه وتعالى وهذا هو مذهب اهل السنة ان ان لله يدين تليقان به سبحانه وتعالى. وكلتا يدي ربنا سبحانه وتعالى يمين كلتا يديه يمين في اليمن والبركة والقوة. وهل لله اليد الاخرى يقال لها الشمال اختلف اهل السنة في هذه المسألة على قولين فمنهم من اثبت الشمال لله عز وجل وممن ذهب الى هذا القول شيخ الاسلام محمد بن الوهاب رحمه الله تعالى وابن خزيمة وغيره وقبله ابن خزيمة وذهب اكثر اهل السنة الى ان كلتا يدي ربنا يمين سبحانه وتعالى وهذا هو الاصح الاقرب ان يدي ربنا سبحانه وتعالى كلتيهما يمين له سبحانه وتعالى وليس له شمال وليس له شمال بل كلتا يديه يمين في اليمن البركة والقوة وهذا هو الذي عليه عامة اهل السنة. هذه الصفة قال فيها المبتدعة من من متأخر الاشاعرة والماتوردية والمعتزل والجهمية فتأولوه وتحرفوه بمعان باطلة. فمما حرفوا به في هذه الصفة انهم حرفوا على ثلاث معاني حرفوه على معنى النعمة وعلى معنى القدرة وعلى معنى القوة فقالوا ان معنى اليد معناه اما القوة واما القدرة واما النعمة. وهذه الاقوال وان كان لبعضها وجه من جهة لغة العرب لكن من جهة الاطلاق العام فلا. فان فان آآ فان اثبات اليد الله عز وجل اظافتها الى الله سبحانه وتعالى من اضافة الصفة الى الموصوف من اضافة الصفة الى الموصوف كما قال تعالى لما خلقت بيدي فثن اليدين مدح ادم بانه مدحه بانه خلقه بيده سبحانه وتعالى. وقول النعمة والقوة والقدرة فهذا هذه الدعوة لا فضل فيها لادم على غيره بل جميع الخلق وكل الخلق يتقلبون في نعمة الله وفي قدرة الله وخلقوا بقوة الله وقدرته وليس هناك فضل لادم ولا لجنة عدن ولا للتوراة ان الله عز وجل خصها انه كتب التوراة بيده وخلق ادم بيده جنة عدن بيده اذ لو قلنا ان المراد باليد النعمة والقدرة لاشترك جميع الخلق في هذه في هذه الخصيصة ولما كان ادم حجة على ابليس بتفضيله على ابليس. فان ابليس لما قال الله تعالى له لما خلقت بيديه سلم واقر ان ادم فضل على لانه خلق بيديه الكريمتين سبحانه وتعالى. ولو كان ما قاله ما ولو كان القول ما قاله الجهمي من وافقهم ان المراد بذلك نعمة والقوة والقدرة لما كان لادم فضل على ابليس ولقال ابليس ايضا انا خلقت ايضا بقدرتك وقوتك يا ربي فلماذا اذا فضلت علي ادم فلما فضلت علي ادم؟ وهؤلاء الجهمي يسلبون افضل خصيصة لادم عليه السلام. فادم شرفه الله عز وجل وخصه انه خلقه بيده. والجهمية يسلبون هذا التشريف والتكريم من ابينا ادم عليه السلام من ابينا ادم عليه السلام هذا ما يتعلق بمثلة صفة اليد. وقولهم قولهم او احتجاجهم بان ان الرجل يقول ان لفلان علي يد اي نعمة فهذا قد يدل عليه قد تدل عليه اللغة بالقرينة تحتف به. فان اليد لا تفارق الشخص. اليد لا تفارق الشخص. فعندما ان لفلان علي يد ليس معناه ان يده عليك وانما المراد بذلك قدرته وقوته او نعمته التي التي اوصلها اليك قد قد لبستك وقد كانت عليك. اما ان تكون يده الجارحة عليك فهذا لا تقتضيه لا يقتضيه هذا السياق. اما قوله تعالى لما خلقت بيدي ان الله عز وجل اظاف اليدين الى نفسه اظاف يديه الى نفسه واظاف الخلق الى نفسه بيديه سبحانه وتعالى وهذا لا يراد به الا اليد التي هي صفة الله سبحانه وتعالى ولا يمكن ان يراد بها القدرة او القوة او النعمة لان هذا لان هذا يشترك فيه جميع الخلق ولا ان تثنى النعمة لا يمكن ان تثنى النعمة بيدي فان نعم الله عز وجل لا يمكن عدها ولا احصاء كما قال تعالى وان تعدوا نعمة الله لا احصوا. واما قولهم بيدي اي بنعمتي فهذا حصر واحصاء لنعم الله عز وجل. كذلك قوله تعالى والسماوات مطويات بيمينه لو قلنا ان اليد هي النعمة لاصبحت السماوات مطويات بنعمة بنعمة الله وهذا قول باطل وانما المراد مطويات بيمينه اي بيده اليمين وتعالى سبحانه وتعالى. وصفة اليد ايضا هي صفة خبرية سمعية صفة خبرية سمعية لا يمكن انكارها جحودها اذ ان الايات دالة دلالتها واضحة وبينة على اثبات هذه الصفة على اثبات هذه الصفة. ولذلك قال ابو الحسن الاشعري عندما المعتزلة ان هذه لا يمكن تأويلها ولا يمكن تحريفها لانه لا يمكن ان تطلق الا على الا على الصفة لله سبحانه وتعالى ولا يمكن القول بان نعمة او قدرة او قوة لان السياق يأبى ذلك وينافيه. والله سبحانه وتعالى عندما ذكر في حديث ابن عمر عندما ذكر ابن عمر حديث ابي ابن عند مسلم ان ان الرسول صلى الله عليه وسلم رقي المنبر يوم فقال ان الله يأخذ السماوات بيمينه ويأخذ الأراضين بيده الأخرى ثم يهزهن ويقول انا الملك انا الجبار اين ملوك كل ارض هذا دليل على الاخذ الحقيق والانسان لا يأخذ بقوته ولا يأخذ بقدرته ولله المثل الاعلى فان الله يأخذ السماوات ويأخذ راضين بيده سبحانه وتعالى الكريم بيده سبحانه وتعالى الكريمة. اذا قول الجهمية وقول المعتزلة وقول من وافقهم ان اليد بها النعمة والقدرة او القوة ان هذا تحريف باطل لكلام الله عز وجل ولكلام رسولنا صلى الله عليه وسلم احتجوا بحجج اخرى لا فائدة من ذكره. الذي يعنينا هنا ان اهل السنة متفقون مجمعون على اثبات يدين لله عز وجل تليق بجلالي سبحانه وتعالى وان يدي كلتاهما يمين في القوة واليمن والبركة وليس لله عز وجل الصحيح شمال ليس له يد شمال وان يده وانما يداه كلتاهما يمين سبحانه وتعالى. الاية اللي بعدها قوله تعالى اخبار العيسى عليه السلام تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك. هذه الاية ايضا تدل على اثبات صفة النفس لله عز وجل اثبات صفة النفس لله عز وجل واهل السنة في هذه الاية او في هذه الصفة مختلفون ويمكن ان نذكر بعض ما اختلف فيها السنة من الصفات من ذلك صفة النفس ومن ذلك صفة اليدين من جهة كونها يمين او شمال ومن ذلك كون ايضا صفة الساق هل تثبت لله عز وجل في في الاية تولى تثبت ومن ذلك ايضا صفة خلو العرش من ربنا سبحانه وتعالى فهي صفات قد اختلف فيها اهل السنة وسيذكر وسيأتي ايضاح ذلك ان شاء الله هذه الصفة وقع فيها خلاف بين السنة في مسألة ما المراد بالنفس هنا ما المراد بالنفس على قولين فجمهور فجمهور اهل السنة يذهبون الى ان المراد بالنفس هنا الذات المراد بالنفس هنا الذات وان النفس اذا اطلقت يراد بها ذات الله سبحانه وتعالى وهذا الذي رجحه شيخ الاسلام وقال به وقال به ايضا عثمان بن سعيد الدارمي وغيره من سلفي الامة. القول الثاني ان المراد بالنفس صفة النفس لله عز وجل. وانها صفة تغاير تغاير الذات. فيكون نفس صفة للذات لا ان لا ان النفس هي الذات وهذا القول قال به ابن خزيمة وقال به ايضا محمد بن خفيف وقال به ايضا بعض المتأخرين. والاقرب في هذا الاقرب في هذا ان نثبت صفة النفس لله عز وجل على كونها صفة له. ومع اثبات صفة النفس لله سبحانه وتعالى فاهل السنة مجمعون على ان النفس لا الله سبحانه وتعالى ان النفس لا تفارق الله فان المخلوق اذا اثبتنا له نفسا واثبتنا له جسدا فان نفسه تفارقه وتكون بمعنى اما ربنا سبحانه وتعالى فمع اثبات صفة النفس له فانها لا تفارقه وهذا محل اجماع هذا محل اجماع ومن ظن ان النفس تفارق الله فقد ظن بالله ظنا سيئا وقد دخل في مسألة التجسيم لله سبحانه وتعالى وهذا قول باطل ضال يفارق به يفارق به العبد مذهب اهل السنة بهذا القول الباطل. فثمرة الخلاف بين القولين هي هل تفارق هذه النفس؟ هل تفارقها النفس؟ صفة صفة كالذات نقول لا تفارقها بل هي صفة له سبحانه وتعالى قائمة به لا تفارقه ولا تنفك عنه كما ان ذاته سبحانه وتعالى ذات القائمة ذات القائمة له سبحانه وتعالى فكذلك صفة النفس. فالصحيح انا نثبت صفة النفس لله عز وجل ونقول وبها كما جاء عن كما جاء عن ربنا سبحانه وتعالى وجاء عن رسوله صلى الله عليه وسلم. ففي قوله تعالى تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك اثبات صفة النفس وايضا حديث ابو هريرة الذي في الصحيحين اذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ذكرته في نفسي فاثبت الله عز وجل انه يذكره في نفسه وقد ذكر بعض المفسرين قوله تعالى اكاد اخفيها قالوا اكاد اخفيها عن نفسي اكاد اخفيها عن نفسي يقول ذلك ربنا سبحانه وتعالى انه يخفي امر الساعة كاد ان يخفيها حتى عن نفسه سبحانه وتعالى. وعلى كلا القولين الامر واسع. فان قال الانسان ان معنى النفس معناها الذات واسع وان قال ان النفس صفة لله عز وجل وهي تغاير الذات نقول كذلك هذا قال به جمع من اهل السنة. اما القول المنفي باطل الا نقول ان النفس تفارق الله سبحانه وتعالى ولا نقول ايضا ان النفس ترادف الروح فلا يطلق على الله كلمة الروح وانما يطلق عليه صفة النفس سبحانه وتعالى. يطلق على صفة النفس له. اما هل النفس تقابل الروح؟ نقول لا بل خاصت بالمخلوق واما الله سبحانه وتعالى فله نفس تليق بجلاله وهذه النفس صفة لذاته سبحانه وتعالى لا تفارقه البتة كما ان يده وعلمه وقدرته لا تفارقه البتة فكذلك صفة اليد لا تفارقه البتة وهذا القول اسلم حيث انه لا يكون فيه لا يكون فيه تأويل ولا ولا تغيل ظواهر النصوص والسلامة ان تجرى النصوص على ظواهرها وان يؤخذ وان يؤخذ منها ما دلت عليه فنثبت النفس لله عز وجل ولا ننفيه عن ربنا سبحانه وتعالى. والذين اثبتوا ان المراب النفس بذاتهم ايضا يقولون ان النفس يراد بها الذات وهذا قال به البخاري وقال به شيخ الاسلام وقال به جمع وقال به جماهير اهل اهل السنة فكلا القولين صحيح ولا انكار على من قال باحدهما اذا انتفت اذا انتفى المحظور الذي ذكرناه. هذا ما يتعلق ببعظ ايات الصفات وباذن الله ننتهي بعد ذلك الى الى صفة المجيء والنزول والاتيان. والمؤلف رحمه الله تعالى لما ذكر الصفات الخبرية الذاتية الملازمة اعقاب على ذلك بالصفات الفعلية فان الصفات تنقسم الى اقسام صفات ذاتية لازمة لله عز وجل وصفات فعلية متعلق بمشيئة الله سبحانه وتعالى وصفات ذاتية فعلية صفات ذاتية صفات ذاتية لازمة فهي من جهة ذاتية ومن جهة ومن جهة فعلية. مثال الصفة الصفات الذاتية مثل صفة الوجه اليدين العلم القدرة القوة كل هذه الصفات ذاتية ملازمة لله عز وجل لا تنفك عنه ابدا. مثال الصفات الفعلية التي تتعلق بمشيئة الله عز وجل مثل صفة المجيء والرضا والغضب والاتيان والنزول هذه صفات متعلقة بمشيئة الله عز وجل. اما الصفات الذاتية الفعلية المتعلق بمشيئته فهي صفة صفة الكلام صفة الكلام فالكلام من جهة نوعه من جهة نوعه فهو قديم ازلي وهو ذاتي لله فالله لا يزال متكلما كيف شاء ومتى شاء ومن جهة احاده ومتعلق بمشيئة الله سبحانه وتعالى والله يفعله متى شاء. كذلك الارادة هي صفة ذاتية لازمة ولكن طه في من جهة احاد الارادة الله يريد متى شاء ان يفعل ما شاء سبحانه وتعالى. نقف على صفة المجيء والاتيان النزول والله تعالى اعلم واحكم وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد