بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تولاه اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى وقوله سبحانه وجاء ربك وقوله هل ينظرون الا ان يأتيهم الله رضي الله عنهم ورضوا عنه وقوله يحبهم ويحبونه وقولهم وقوله في الكفار غضب الله عليهم وقوله اتبعوا ما اسخط الله وقوله كره الله انبعاثهم ومن السنة والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد لما انهى الجامع رحمه الله تعالى ما يتعلق بصفات الذات انتقل الى ذكر شيء من صفات الافعال وذلك ان المؤلف رحمه الله تعالى اراد ان يبين مذهب اهل السنة في جميع صفات الله عز وجل وانهم لا يفرقون بين صفات الذات ولا صفات الافعال وذكر امثلة لصفات الذات كالوجه واليدين والنفس ثم اتبع ذلك بذكر شيء من صفات الافعال كالمجيء والاتيان والسخط والرضا والكراهية وما شابه ذلك اهل العلم من المتأخرين منهم يقسمون الصفات الى اقسام وقد ذكرناها في الدرس السابق ونعيدها يقسمون الصفات الى صفات ذاتية والى صفات فعلية والى صفات ذاتية فعلية الى ثلاثة اقسام صفات ذاتية وصفات فعلية وصفات ذاتية فعلية والفرق بين الصفات الذاتية والفعلية ان الصفات الذاتية لازمة لله عز وجل لا تنفك عنه البتة سبحانه وتعالى واما الصفات الفعلية فانها تتعلق بمشيئة الله عز وجل متى ما شاء يا ان يفعلها فعلها ومتى ما شاء الا يفعلها لم يفعلها سبحانه وتعالى هذا هو الفرق بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية فمن الصفات الذاتية التي لا تنفك عن ربنا ابدا صفة الوجه فوصفة لازمة لله عز وجل لا تنفك عنه البتة كذلك صفة اليدين كذلك صفة العلم كذلك صفة القدرة كذلك صفة الحياة هذه كلها صفات ذاتية لازمة لله عز وجل اما الصفات الفعلية كما ذكر هنا صفة المجيء والاتيان والنزول والاستواء والرضا والسخط والكراهية والحب كل هذه صفات تتعلق بمشيئة الله عز وجل. فالله يحب من يشاء ويكره من يشاء ويرضى عمن يشاء ويسخط عن من ويسخط على من يشاء سبحانه وتعالى يجيء متى شاء وينزل متى شاء ويأتي كما شاء سبحانه وتعالى واهل السنة في هذه الصفات كلها لا يفرقون بل يثبتونها كلها لله عز وجل على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى فيثبتون الصفات من غير تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل هذا مذهب اهل السنة في كل صفة اضيفت الى الله عز وجل فهم يثبتونها كيفما يثبتونها على ما جاءت فيثبتون حقيقتها ويثبتون انها صفة تليق بالله عز وجل عن الوجه الذي يليق به ولا يمثلون صفات بصفات خلقه ولا ايكيفونها ولا يعطلونها ولا يحرفونها. هذا هو مذهب اهل السنة اما غير اهل السنة فانهم في هذا الباب متناقضون مختلفون مخالفون فهم طوائف منهم من ينفي جميع الصفات كلها ولا يثبت لله عز وجل الا الوجود المطلق ومنهم من يثبت الاسماء و ينفي الصفات ومنهم من يثبت الصفات التي يثبتها العقل وينفي ما عدا ذلك ومنهم من يثبت الصفات السمعية الصفات تثبت بالعقل ولا يثبت الصفات التي لا يثبتها العقل والسمع واما اهل السنة فيثبتون ذلك كله وسبب هذا الاختلاف وهذا الرد لكتاب الله عز وجل ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المحرفين والمخالفين انهم دخلوا في غالب التنزيه دخلوا على رد الصفات ورد ايات الصفات واحاديث الصفات دخلوا على ردها ونقظها وعدم الاخذ بها بقالب التنزيه وقالوا اننا ننزه الله عز وجل ان نمثله بخلقه فان هذه الصفات هي صفات اجسام هي صفات اجسام والله منزه عن الجسم والله منزه عن الجسم وسبب هذا سبب هذا الرد او هذا الاضطراب عند هؤلاء المبتدعة الضلال ان الفلاسفة عندما اثبتوا قدم العالم وقالوا ان العالم قديم مع الله عز وجل وهذا قول باطن بالعقل والاجماع والنقل رد عليه المبتدعة وارادوا ان ينقضوا هذا الاصل باصل فاسد واصل الفاسد انه لابد لكل حادث من محدث وان المحدثات لابد لها من لابد لها من محدث وموجب وموجد لهذه الحوادث فلما قرروا هذا الاصل ونقضوا مذهب الفلاسفة بهذا التقرير رجع الفلاسفة عليهم فقالوا انتم يثبتون لله حوادث والحوادث يريدون اي شيء يريدون بها الاعراض والعرض عند هؤلاء هو الذي لا يقوى بنفسه ويقوي بغيره والعرض عند بعضه هو الذي لا لا لا يكون في زمانين لا يكون بالامس واليوم. فاذا كان كذلك فان الله العظم الذي يكون في زمانين وما كان في زمنين فان الله منزه العلم. فلما قرروا هذا الاصل الفاسد رجع عليه الفلفلة قالوا انتم تثبتون لله حوادث فالمجيء حادث والغضب حادث والرضا حادث والعلم حادث متجدد وكذلك القدرة حاله متجددة فيلزمكم ان الله محلا للحوادث فرجعوا الى هذا الاصل فقالوا على طبقات بينهم وعلى تفاوت بينهم فمنهم من منهم من عطل الله عز وجل عن جميع صفاته بدعوى انه ليس محلا للحوادث وان كل ما هو حادث وعرض لايق بنفسه فالله منزه عنه ومنهم من قصر ذلك على على الصفات الفعلية التي التي لا تكون التي تكون في زمانين فقالوا ان الله منزه عن هذه الاعراض فعطلوا الله عن صفات الافعال. اذا هذا هذا الاصل الذي اصله المتكلمون والجهمي هو اصل في ان الله ليس محل للحوادث وانهم يريدون بالحواثية شيء يريدون بها الاعراض فالله فالله سبحانه وتعالى عندهم منزه عن العرض منزه عن العرض وهذا التقسيم وهذا الاصل اصل فاسد من اصله فان هذا الاصل في نقض اصل الفلاسفة اصل مبتدع لم يأت به محمد صلى الله عليه وسلم ولم يأتي به اصحابه رضي الله تعالى عنهم بل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعرفوا لم يعرفوا هذا الاصل ولم يعرفوا ما يسمى بالجوهر والعرض ولم يطرقه اهل السنة ولم يتكلم به اهل السنة وانما اخذه المتكلمون عن الفلاسفة والمتكلمين من المشائين وغيرهم من من كفرة اليونان وغيرهم كارسطو وغيره فانهم اخذوا هذه الاصول الفاسدة قالوا ان لكل محدث او لكل حدث محدث وكل ما كان حدثا فان له محدث والله والله سبحانه وتعالى ليس له محدث ليس له محدث وليس له موجد بل هو الذي بل هو الذي اوجد كل شيء واحدث كل شيء. اه ولذلك لما قيل لابي حنيفة رحمه الله تعالى على مسألة العرض والجوهر وما شابه وكلام المتفلسفة قال عليك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فان هذا محدث فان هذا محدث ولذلك قال الجويني قال لقد خظت البحر الخضرم وتركت علوم الاسلام وتركت وتركت الاسلام واهله وها انا اموت على على عقائد عجائز نيسابور. اقرأ في الاثبات الرحمن على العرش استوى واقرأ في النفي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وهذا المذهب مذهب اهل السنة مذهب تقبله العقول وتقبله الفطر ويقبله كل احد لانه يوافق الفطر السليمة. اما مذهب متكلمين ومذهب الفلاسفة فانه مذهب معقد. ومذهب محدث مبتدع لا يمكن لا يمكن النظر فيه ولا يمكن تطبيقه الا بتراكيب معقدة لا يعقلها الا من هو يعد من ممن ممن برع توغل في هذا الفن الفاسد اما عامة المسلمين فلا يستطيعون ان يدركوا حقيقة هذه الاشياء ولا شك ان الاسلام لم يأتي لفئة من الناس او لطائفة وانما الاسلام اتى جميع لجميع الخلق والله سبحانه وتعالى عندما خاطبنا بكتابه لم يخص بكتابه العلماء او يخص بذلك الاذكياء من اهل العلم. وانما خاطب بذلك جميع جميع الخلق والاصل في ظواهر النصوص الاصل في الفاظ النصوص وفي نصوص الكتاب والسنة انه يراد منه اي شيء الظاهر ويراد منها الحقيقة. فاتى هؤلاء المبتدعة لما عجزوا عن اثبات ظواهر هذه النصوص واثبات حقائق الصفات اتوا طاغوت سموه طاغوت طاغوت المجاز فاتوا على جميع النصوص من الكتاب والسنة فكسروها وحرفوها بطاغوت المجاز وان الله لم يرد بهذا المعنى ما اردتم ايها الحشوية وايها الظاهريون وايها الخشبية ممن ينتسبون الى اهل السنة وانما اراد معنى اخر اخر لا تعقلونه انتم ولا شك ان هذا هو من ابطل الباطل واعظم واعظم الافتراء على الله عز وجل فالله خاطبنا بلسان عربي مبين افقهه كل احد. فاتى اهل السنة الى ايات الصفات جميعا فاثبتوها ولم يحرفوها. وقالوا نؤمن ما سمى الله به نفسه وبما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم. واما دعواكم ان الله ليس محل الحوادث. فهذه الدعوة فيها حق وباطل فان اردتم ان الله لا يحل فيه شيء من خلقه فهذا حق ونسل به فالله ليس في شيء من مخلوقاته ليس هو ايضا يحل في شيء من مخلوقاته. وان اردتم بمعنى انه ليس محل حوادث انه اكتسب الصفات اكتسب الصفات اكتسابا لم يكن متصلا بها قبل ذلك فنعم بل نقول ان الله متصل بهذه الصفات ازلا كما هو بذات ازلا فهو بصفات ايضا ازلا فهو متكلم وهو قادر على المجيء والاتيان والنزول والاستواء ولم يكتسب هذه الصفات. وانما متعلقة باي شيء بمشيئته سبحانه وتعالى وان اردتم انه ليس محل الحوادث انه ليس محلا للصفات فنقول هذا باطل وهذا القول مردود بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وربنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم لما خاطبنا بمثل هذه الاحاديث وخاطبنا الله عز وجل باياته لم يأمر نبيه ان ظاهرها غير مراد وان حقائقها لا تقصد بل اخ تكلم الله بها وبلغها لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم وامرنا بان نسلم وان نؤمن بكل ما جاء في هذا الكتاب ولم يحملنا على فهم لم يرده الله سبحانه وتعالى او او ان هذا الكلام لا يراد حقيقته ولا ايراد ظاهره وان معنى المجيء اتيان امره واتيان آآ ملك من الملائكة لو كان هذا المعنى لبينه الله عز وجل ولبينه رسولنا صلى الله عليه وسلم. اذا هذه المقدمة حتى نرد على كل مبتدع وضال فان مبدأ واصل الذي رد به المبتدعة صفات الله عز وجل انهم جعلوها حوادث وان الله ليس محلا للحوادث ايضا ان هذه الصفات من صفات الاجسام والله ليس بجسم ولفظ الله ليس باسم يحتاج الى تفصيل ايضا وهذه الالفاظ التي المشكلة عند اهل السنة هم لا يقبلونها ولا يردونها مطلقا. فلا نقول الله جسم لان لو لم يثبت في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم انه اتصف او سمى نفسه بهذا الاسم فلا نطلقه على الله عز وجل ولا ننفيه حتى نعرف المعنى الذي يريده المبتدعة. فماذا تقصدون بالجسم اذا قصدوا بالجسم ان ان الجسم هو ذات القائم بصفاتها فنقول هذا المعنى اي شيء معنى الحق ومعنى ومعنى صحيح لكن نغير اللفظ ولا نسميه جسما بل نسميه بل نسمي ذلك ذاتا لله عز وجل مستصية بصفات الجمال والجلال والكمال على ما يليق بالله سبحانه وتعالى. وان اردتم بجسم انه مركب من دم ولحم وهذه الاشياء فهذا نقول الله عز وجل منزه عنه سبحانه وتعالى منزه عنه سبحانه وتعالى وان اردتم بجسم انه محتاج لغيره يتغذى كما تتغذى الاجسام فهذا ايضا دعوة باطلة فيها عن ربنا سبحانه وتعالى فالله الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد اذا قولهم ان الاجسام ان الصفات تقتضي تقتضي الجسمية نقول هذا باطل بل هذا الصفات تضاف الى الله عز وجل وتكون اضافة من باب اضافة الصفة الى الموصوف ويكون معنى ذلك كان الله له ذات ذات ذات مشتملة على صفات الجلال والجمال والكمال له سبحانه وتعالى وكذلك مسألة الحوادث. نرجع الى ما ذكر هنا وهو وقوله سبحانه وتعالى وجاء ربك والملك صفا صفا. هذه الاية فيها اثبات صفة المجيء فيها اثبات صفة المجيء واهل السنة يثبتون مجيء الله عز وجل على الوجه الذي يليق به على الوجه الذي يليق به ومجيء الله عز وجل يكون يوم القيامة عند فصل القضاء فانه يأتي سبحانه وتعالى يفصل القضاء بين خلقه سبحانه وتعالى كما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة فيأتيهم ربهم في صورته التي يعرفونها وهذا نص صريح صحيح على ان الذي يأتي ويجي هو من؟ هو الله سبحانه وتعالى البدعة في هذا المقام يخالفون اهل السنة وهذا هذه المخالفة يتفق على جميع المخالفون من اهل السنة المخالف من مخالفة لاهل السنة ان ان المجيء هنا لا يراد بمجيء الله عز وجل وانما يتأولونه بامور يتأولونه بمجيء بمجيء ملك من الملائكة هذا اولا ويتأولونه ايضا بمجيء امره بمجيء امره ويردون ذلك الى اي شيء الى الامر او الملك وهذا تحريف وتحريف لنصوص الكتاب والسنة فاهل السنة فقولهم وجاء ربك طرفوا هذا وقالوا ان هناك مجاز محذوف تقديره وجاء امر ربك جاء امر ربك او جاء ملك ملك من ملائكة ربك سبحانه وتعالى وهذا تحريف للنص لم يرده الله عز وجل ولم يدل عليه النص وانما الذي دل عليه ظاهر ان الذي يجيء هو الله سبحانه وتعالى هو الله سبحانه وتعالى. ومجيء الله مجيء يليق بجلاله سبحانه وتعالى وتأتي معه ملائكته. اذا هذه الصفة الاولى صفة المجيء صفة المجيء لله عز وجل. الصفة الثانية ايضا التي ذكرها صفة الاتيان صفة الاتيان والمجيء والاتيان كلاهما واحد كلاهما بمعنى واحد وجاء ربك هذه صفة يثبتها اهل السنة وايضا صفة صفة الاتيان يثبتها اهل السنة. وكما قال المبتدعة في المجيء يقولون في الاتيان. ويحتج المبتدعة كجهم بن صفوان ومن وافقه على هذه الصفة بقصة ابراهيم عليه السلام عندما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما افا قال لا احب الافلين. فقال الجهم معنى الافل الذي يزول الذي يزول ويتحرك فقال لا احب الافلين لا احب المتحركين. فكل ما كان متحركا فليس باله كل ما كان متحركا فليس بلا. فقال الاتيان والمجي من صفات المتحرك والله ليس بمتحرك بدلالة قول ابراهيم لا احب الافلين وقال الاثر الذي يتحرك ويزال يتحرك وهذا التفسير تفسير باطل هذا التفسير تفسير باطل وانما مراد ابراهيم عليه السلام بقول لا الافلين اي الذي يغيب ويذهب يغيب فالقمر عندما ظهر في الليل وغاب ذهب سلطانه بخروج الشمس فاصبح ليس له سلطان وحكم على النهار فقال لا احب من يأثم ان يذهب ويغيب ولا يستطيع ان ان ان يكون له سلطان في الليل والنهار وكذلك الشمس قال فيها لا احب الا في وكذلك قال في اللجم لانه ولا يبقى من جهة انه يغيب انه يغيب والغائب في الذي لا يستطيع ان يبقى سلطانه في مكان الذي هو فيه هذا يدل على ظعفه وعدم قدرته والله سبحانه وتعالى لا يغيب عن خلقه بعلمه وسمعه وبصره واحاطته والله اهل الارض واله اهل السماء وهو اله لكل شيء سبحانه وتعالى. فهذا الاحتجاج بان الافل هو الذي يتحرك وان من صفات الهة او صفات الاله الحق انه لا يتحرك نقول هذا تفسير باطل ودعوى باطلة ودعوى باطل وانما مراد ابراهيم اي لا احب من يغيب وتضعف قوته ولا يبقى له سلطان وحكم في زمن دون زمن. اذا هذا ايضا مذهب المبتدعة في قوله هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام؟ فقالوا ان الذي يأتي هو امره او كن من الملائكة وهذا تحريف للنصوص واما يدل على صراحة المراد هنا انه يقول صلى الله عليه وسلم فيأتيهم ربهم فيأتيهم رب في سورة التي يعرف هذا نص صريح على الذي يأتي هو من؟ هو الله بذاته سبحانه وتعالى هو الله سبحانه وتعالى وهذا ما يتعلق بالمجيء والاتيان قال بعد ذلك رضي الله عنهم ورضوا عنه. قبل ان اتكلم عن هذه الاية حاول بعض المبتدعة ان يردوا على اهل السنة في صفة الاتيان والمجيء وقالوا انتم ايضا تحرفون. انتم يا اهل السنة تحرفون صفة الاتيان في قوله تعالى فاتاهم فاتى الله بنيان من القواعد فخر عليهم السقف من فوق فاتاهم العذاب من حيث لا يشعرون. قالوا انتم تؤولون هذا ان الذي يأتي واي شيء ايش مذهب اهل السنة في الاتيان هنا مذهبهم ان الذي يأتي هنا هو اي شيء؟ امر الله عز وجل وعذاب الله سبحانه وتعالى. قالوا انتم هنا تأولتم وحرفتم؟ نقول لا بل هذه الاية اولا ليست من ايات الصفات ولم تساق لمساق الصفة لم تساق ليثبت بها صفة الاتيان في هذا المقام. والا فيها ان الله يأتي حقيقة في هذه الاية ان الله بالاتيان ويوصف المجيء. اما تأويلنا هنا ان الذي اتى لسقف هؤلاء وهدموا عليهم هو امر الله عز وجل القرائن فما هي القرار التي هنا؟ القرينة الاولى انهم لم يشاهدوا الله سبحانه وتعالى بذاته قد اتى بذاته. وهذه القرية تصرف اللفظ عن ظاهره. القرينة الثانية قوله في ختام الاية فاتاهم العذاب من حيث لا يشعرون فاصبح الذي اتى وي شيء عذاب الله سبحانه وتعالى لا ذاته لا ذاته وانما يؤخذ من هذه الاية اثبات صفة الاتيان لله عز وجل لانه اظاف الى نفسه وقد ذكرنا في قاعدة سابقة ان كل ما يضاف الى الله عز وجل من الاعيان من الصفات فانه يدل على اثبات في تلك الصفة لله عز وجل وانه يجوز اطلاق هذه الصفة على على الله سبحانه وتعالى. فلا يقال مثلا كما ذكرنا في الدرس السابق لا يقال يد الجدار هل هل الجدار له يد الجدار له يد لا يقال لمن لا يقال له يد الا من يتصف بصفة اليد فلما اخبر الله عز وجل فاتى الله بنيانهم واظاف اليه اثبت بهذه الاية ان الله يوصف باي شيء بالاتيان يوصف بالاتيان ويوصف بالمجيء من نفسه هذا ناخذ صفة الاتيان لكن نقول هنا لم يأتي بذاته وانما اتى العذاب لهم بدلالة خاتمة الاية فاتاهم العذاب من حيث لا يشعرون وظحت المسألة في هذه الاية اذا قولهم اننا نؤول ونحرف في هذه الاية نقول دعوة باطلة وقول باطل واهل السنة لا يتأولون ولا يحرفون نصوص الصفات بل يثبت لله عز وجل جميع صفاته وهم هنا وان قالوا يأتي امره او يأتي عذابه هم يثبتون صفة صفة الاتيان والمجيء لله عز وجل. يحتج بعضهم بان الامام احمد تأول المجيء باتيان امره وهذه الرسالة المنسوبة لاحمد فيها ضعف ايضا من من جهة اسنادها ولا تصح عنه رحمه الله تعالى. والامر الثاني ان الامام احمد عندما انه قال يأتي كما يأتي كما يجيء كما تجيء سورة كما تجيء سورة البقرة وال عمران تحاجان عن صاحبهما اراد حقيقة الاتيان وانه كما قلتم كما قلتم في باب يأتي تأتي البقر وال عمران كما قلتم في سورة في قوله تعالى وجاء ربك انه يأتي امره فكذلك قولوا باتيان البقرة وال عمران انه يأتي الثواب كما تأولتم هناك فايضا تأولوا هنا انه يأتي اي شيء ثواب العمل. ثواب العمل هي مسألة اتيان البقرة وال عمران يحاجان عن صاحبهما او يأتي القرآن شفيعا لاهله. فان القرآن وصفة لله عز وجل ومجيئه واتيان يراد به اي شيء اتيان الثواب اتيان الثواب الذي هو ثواب قراءة القرآن وثواب قراءة كلام الله عز وجل لا ان كلام الله يأتي يأتي يحاج عن ذلك القارئ له والتالي له. وانما الذي يأتي على سورة البقرة العمران يأتي ثوابها ابوابهما على صورة صواف من طير على صورة غمامتين وما شابه ذلك. اذا هذا مسألة صفة المجيء وصفة الاتيان لله عز وجل كذلك قوله رضي الله عنهم ورضوا عنه وقوله يحبهم ويحبونه. ايضا من صفات الله عز وجل تتعلق بمشيئته صفة الرضا الله يرضى عن عباده الصالحين ويرضى عمن شاء من عباده فهو يسخط على الكافر بكفره ثم اذا تاب ورجع الى الله واسلم رضي الله عنه. فهنا سخط متى شاء ورضي متى شاء. وصفة الرضا يتفق اهل السنة على اثباتها يتفق اهل السنة على اثباتها. ويتفق المبتدعة كلهم على تحريفها. فالمبتدعة يتأولون صفة الرضا باي شيء بارادة الانعام. ويقولون ان صفة الرضا وصفة المحبة وصفة الانتقام وصفة الصخب وصفة الكراهة كلها للصفات تعود عندهم الى الى صفتين. اما الى صفة الارادة واما الى صفة القدرة فقالوا في صلة المحبة والرضا كذلك في صلة المحبة والرضا ان الله يريد ان ينعم على هؤلاء الذين رضوا عنه الذين رضى عنهم والذين احبهم. فيردون صفة الرضا والمحبة الى اي صفة الى صفة الارادة والى صفة القدرة ويردون صفة الغضب وصفة السخط والكراهية ايضا الى الى صفة الارادة ان الله يريد ان ينتقي منهم. وعطلوا هذه الصفات صفة السخط والكراهية والغضب. وقالوا ان هذه ان هذه ايش؟ صفات الاجسام. وان الغضب هو ثوران دم القلب توران دم القلب والمحبة انفراج اسارير الوجه والكراهي والسخط كذلك امتلاء القلب بالكراهية وهذه الصفات كلها من صفات الاجسام. نقول هذه الدعوة باطلة اما قولهم ان الغظب هو ثوران الدم فثوران الدم ليس هو الغظب وانما هو لازم الغضب وانما هو لازم الغضب. كذلك المحبة من لوازمها الانشراح والسرور هذه وليست هي المحبة هذه لوازم المحبة مع اننا نصف الله بالفرح ونصف الله سبحانه وتعالى بالمحبة لكن قولهم انه وسرور القلب نقول هذا هو لازم المحبة وليس هو المحبة ليس هو المحبة وكذلك قولهم ان الغضب هو ثوران دم القلب نقول هذا ولازم الغضب وليس هو الغضب. اما اهل السنة فيثبتون هذه الصفات كلها يثبتون صفة الغضب والرضا والمحبة. والسخط والكراهية ويثبتون كما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. واما المبتدعة فكلهم يتأولون بمعنى الارادة او القدرة وهذا التأويل باطل ومبنى او مرد تأويلهم وتحريفهم لانهم قالوا ان هذه الصفات صفات اي شيء صفات اجسام والله منزه ان يكون جسما وهي حوادث والله منزه عن الحوادث وقد وضحنا ان هذه الدعوة باطلة وان وان الله بهذه الصفة هو الذي وصف به وهو الذي وصف بها نفسه ووصفه بها ايضا رسوله صلى الله عليه وسلم وكما قال الشافعي امنت بالله وبما جعل الله على مراد الله وامنت بما برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله فحقنا التسليم والاستسلام والايمان بما جاء عن الله عن رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نتعرض لصفاته لا بالتعطيل ولا بالتمثيل ولا بالتحريف ولا بالتكييف بل نؤمن بها كما جاءت. اقف على ما يتعلق بصفات الرضا والسخط والغضب. ونتكلم عنها ان شاء الله في الدرس القادم باوسع دعا من هذا والله اعلم