بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المؤلف رحمه الله تعالى فصل والايمان قول باللسان وعمل بالاركان وعقد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة فجعل عبادة الله تعالى واخلاص القلب واقام الصلاة وايتاء الزكاة كله من الدين. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها شهادة ان لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق فجعل القول والعمل من الايمان. وقال تعالى فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا. وقال تعالى ليزدادوا ايمانا. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه مثقال مثقال ذرة او خردلة او ذرة من الايمان فجعله متفاضلا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد لما انهى المؤلف رحمه الله تعالى ما يتعلق اثبات الاسماء والصفات لله عز وجل انتقى رحمه الله تعالى ليبين اصلا من اصول اهل السنة ومعتقدا صحيحا عند اهل السنة وهو ما يتعلق باحكام الايمان وما هو الايمان عند اهل السنة وذلك ان هذا الفصل قد تباين فيه اقوال المنتسبين الى الاسلام بين غال وجافي وتوسط اهل السنة في ذلك فنهجوا وسلكوا مسلك النبي صلى الله عليه وسلم واخذوا بالنصوص التي جاءت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم واعملوها جميعا ولم يجعلوا ولم يجعلوا نصوص الوحيين متعارضة ولا متظادة وانما اخذوا بذلك كله بخلاف المبتدعة فانهم اتوا الى بعض النصوص فاعملوها والى بعض النصوص فابطلوها فمن المبتدعة من اخذ بظواهر النصوص فجعل الايمان فجعل الايمان يدخل فيه جميع الاعمال ويجعل تارك افراد العمل كافرا بالله عز وجل ويخرجه من دائرة الاسلام كما هو مذهب الخوارج والمعتزلة وقابل هؤلاء غلاة المرجئة الذين قالوا ان الايمان والمعرفة فجعلوا من عرف الله عز وجل وعرف ان له ربا انه مؤمن ولازم قولهم ان يكون فرعون مؤمنا وان يكون وان يكون ابليس مؤمنا وان يكون وان يكون ابو جهل ايضا مؤمنا فتباينت اقوالهم فجاء اهل السنة واثبتوا الايمان على الوجه الصحيح واعملوا النصوص في ذلك فاراد ابن قدامة رحمه الله تعالى ان يبين معنى الايمان ان يبين معنى الايمان والايمان لما تبان فيه المبتدعة في تعريفه وفي تأصيله ان بنى على هذا التأصيل تصحيحا وباطلا فعندما صحح اهل السنة اصولهم بنوا على هذا التصحيح فروعا صحيحة مستقيمة اما المبتدعة لما كانت اصولهم فاسدة وتأصيلهم فاسد في باب الايمان بنوا عليه فروعا فاسدة فكل اصل فكل اصل فاسد فلا بد ان ينبني عليه فرع فاسد اما اذا صح الاصل فحتما ولزاما سيصح الفرع فحتما ولزاما سيصح الفرع وقبل ان نذكر مذاهب الناس في باب الايمان لابد ان نذكر مذهب اهل السنة والجماعة في باب الايمان. وما يعتقده اهل السنة في هذا الباب فذكر هنا مقرر رحمه الله تعالى ان الايمان قول باللسان وعمل بالاركان وعمل واعتقاد بالجنان وهذا الذي ذكره ابن قدامة هو مذهب اهل السنة والجماعة ان الايمان بهذا الاصطلاح عندهم انه من هذه الاركان الثلاثة. فالايمان يتعلق بالقلب ويتعلق باللسان ويتعلق بالجوارح. فلا يصح الايمان بالقلب الا اذا اتبعه العبد بالعمل بالاركان. وكذلك لا يصح الايمان بالقلب الاركان الا اذا نطق باللسان فالايمان متركب من هذه الاركان الثلاثة ولا يصح احدهما عن الاخر ولا يصح احد عن الاخر فهذا هو الايمان عند اهل السنة. وتعريف الايمان عند اهل السنة له له تعريفان تعريف شرعي وتعريف اصطلاحي. اما التعريف الشرعي الذي نطق به نبينا الله عليه وسلم فكما جاء في حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما الايمان؟ سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما الايمان؟ فقال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. فهذا هو الايمان الشرعي الذي فسره نبينا صلى الله عليه وسلم. ويسمي اهل السنة ويسمي اهل السنة هذه الاركان باصول الايمان يسميها باصول الايمان لانه لا يصح ايمان عبد حتى يحقق هذه الاصول اما من جهة الاصطلاح فالايمان عند اهل السنة هو قول اللسان وعمل الاركان واعتقاد الجنان هذا اصطلاحهم في تعريف في الايمان. اما من جهة التعريف الذي هو يتعلق باللغة فالايمان عند اهل السنة هو التصديق والاقرار. هو التصديق والاقرار مستلزم للانقياد المستلزم للانقياد. وهذا التعريف الذي ذكرناه عند اهل السنة يخال فيه جميع المبتدعة يخال فيه جميع المبتدعة. فالمبتدعة عندهم ان الايمان تعريف من جهة اللغة هو التصديق فقط هو التصديق فقط ولا يلحقون به الاقرار وعلى هذا التأصيل الفاسد عند المبتدعة جعلوا لو ان الايمان متعلق بالتصديق. وان العبد اذا صدق فهو المؤمن ان العبد اذا صدق فهو المؤمن حتى بالغ الجاه ابن اخوان فهل عليه لعنة الله؟ فقال ان الايمان هو المعرفة ان الايمان هو المعرفة وجعل ذلك متعلق فقط بمعرفة القلب خرج اعمال القلوب واخرج ايضا اعمال الجوارح وقول اللسان من مسمى الايمان. وتأمل على هذا التعريف الفاسد. ماذا ينبني عليه اذا كان الايمان عنده هو المعرفة فكل من عرف الله عز وجل فيسمى اي شيء يسمى مؤمن يسمى مؤمن فدون هؤلاء الجهمية ايضا اتى الاشاعرة والماتوريدي ومن وافقهم فقالوا ان الايمان هو التصديق ان الايمان هو التصديق وان الاعمال لا تدخل في مسمى وكذلك الاقوال. الا ان الاشاعر اختلفوا من جهة من جهة دخول اعمال القلوب. هل تدخل في مسمى الايمان؟ او لا تدخل وقد اختلفوا فمنهم من اخرج اعمال القلوب من مسمى الايمان ومنهم من ادخلها لكنهم يقصرون الايمان عليه شيء على التصديق على التصديق وعلى هذا فلا كفر عندهم الا من اي جهة من جهة التكذيب. فلا يسمى الكافر كاذبا فلا يسمى الكافر كافرا الا اذا كان كاذبا الا اذا كان كاذبا. فما دام مصدقا وعارفا لربه سبحانه وتعالى فلا يكفر ولو فعل ما فعل من الاقوال والاعمال فانه لا يكفر بالله عز وجل الا اذا اتى بما ينافي الا اذا اتى بما ينافي التصديق وهو التكذيب اما ان يكذب واما ان يصرح بلسانه الناطق عن قلبه بانه مكذب بهذا الايمان واما مع وجود التصديق دون التكذيب فانه يسمى مؤمن عند هؤلاء يسمى مؤمن عند هؤلاء اما اهل السنة فقالوا ان ايمانه والتصديق والاقرار ولا يصح ان ان يطلق ولا يصح ان يكون الايمان مقصور على التصديق فقط بل لابد ان يكون مع التصديق اي اقرار واعتق وانقياد يكون معه عمل وقول باللسان وعمل بالاركان. وهذا هو الايمان عند اهل السنة ان من هذه الامور الثلاثة وهي قول اللسان وعمل الاركان ونوى اعتقاد الجنان واعتقاد الجنان ايضا اهل السنة في هذا الباب ان الايمان عندهم يزيد وينقص ان الايمان يزيد وينقص وان الايمان يتبعظ ويتفاوت من من جهة كماله ومن جهة فضله وان الناس يتفاوتون في هذا في هذا الايمان. كما كما جاء ذلك في كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله يقول ويزداد الذين يزداد الذين امنوا ايمانا ويزداد الذين اهتدوا هدى فالله سبحانه وتعالى ذكر واثبت زيادة زيادة الايمان ليزداد الذين امنوا ايمانا فبين ان الايمان يزيد بطاعته سبحانه وتعالى وفي حديث ابي سعد وابن عباس في الصحيحين ان رسول الله قال ما عندما ذكر النساء قال ناقصات عقل ودين اثبت نقصان دينهم الذي يتضمن الزيادة لان من نقص دينه فانه قبل نقصان يكون قبل ذلك زائدة وهذا مذهب اهل السنة والجماعة ان الايمان يزيد وينقص. ايضا من مذهب اهل السنة والجماعة ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان وان تارك العمل لا يسمى مسلما ان تارك العمل لا يسمى مسلما. وقد نقل الشافعي رحمه الله تعالى كما ذكر ذلك الا لكاء في اصوله. وذكر ايضا ابن البر ونقل ايضا عن الحميدي وعن الاوزاعي انهم قالوا لا يصح ايمان العبد الا بالعمل لا يصح ايمان العبد الا بالعمل وكفر الحميدي نقل ذلك عن السلف ان من اخرج الاعمال من مسمى الايمان فانه كافر بالله عز وجل فانه كافر بالله عز وجل فاهل السنة يثبتون ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان. كذلك من اصول اهل السنة في باب الايمان ان الايمان ان الايمان يجوز الاستثناء فيه. يجوز الاستثناء فيه. وذلك ان يقول العبد انا مؤمن ان شاء الله. واستثنائهم يكون من جهتين. من المآل ومن جهة ومن جهة الحال اي من جهة الموافاة على اي حال يفوت على اي حال يموت المسلم. ومن جهة الحال انه لا يعلم هل حقق الايمان كاملة؟ وهل وهل اتى بما امر الله عز وجل وترك ما نهى الله عز وجل عنه؟ فانه يقول انا مؤمن ان شاء الله بهذه من هذه الحيثية اي من من جهة كماله ومن جهة مآله. اما من جهة اصله فاهل السنة لا يستثنون في الايمان من جهة الاصل اي انه مؤمن حقا وموقن بان الله وربه والهه فانهم لا يستثنون في ذلك وانما استثناؤهم يكون من جهتين من جهة الحال ومن جهة المآل اي من من جهة الموافاة والمآل ومن جهة حاله هل اتى بما امر الله عز وجل به او لم يأت به فهو يقول ان شاء الله على انه قد اتى جميع امور الايمان وترك جميع المحرمات فيستثني على هذا القول. هذه اصول اهل السنة في باب الايمان انهم يرون ان الايمان يزيد وينقص وان الاستثناء يدخل فيه وان الناس يتفاوتون في في في يتفاوتون في كماله ويتفاوتون ايضا في اصله ويتفاوتون ايضا في اصله وان تارك العمل عند اهل السنة انه كافر بالله عز وجل انه كافر بالله عز وجل وان الايمان يتبعظ وان الايمان وانه قد يذهب بعضه ويبقى بعضه. واما الذي يذهب ولا يبقى منه شيء فهو الكفر بالله عز وجل. فاذا وقع العبد في الكفر فان ايمانه يذهب كله وكذلك اذا اشرك بالله عز وجل فان ايمانه يذهب كله هذا هو مسمى هذا هو الايمان عند اهل السنة كما سألت لكن ذكرته مقدما حتى يقرر المسلم معتقده الصحيح في باب الايمان. بعد ذلك نذكر من خالف هذا الباب من الجهمية والمعتزلة قبل ان نذكر معتقدهم ذكرنا فيما مضى ان ان هؤلاء بنوا فساد فروعهم وبنوا فساد اقوالهم على اصول فاسدة على طول فاسدة واول اصل فاسد اصلوه في جهة الايمان انهم قالوا ان الايمان في اللغة يراد به التصديق وربطوا شرع باللغة ربطوا الشرع باللغة ويرد عليهم من جهاد. اولا قد نقل الباقلاني اجماع اجماع الناس على ان الايمان في اللغة يراد به التصديق بل قال انه التصديق قبل ان يأتي الاسلام وان هذا معروفا عند العرب ان الايمان والتصديق. وهذا القول قد نقضه شيخ اسلام ابن تيمية وقال لا يمكن لا يعرف هذا عن عن عن من قبل الاسلام ان الايمان مقصورا ومحصورا في التصديق ان الايمان محصور ومقصورا في التصديق بل ان من معاني الايمان من معاني الايمان التصديق وهذا محل اجماع ومحل تسليم اما ان يقال ان الايمان يرادب التصديق من كل وجه فهذا قول باطل وانكره شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وبين بطلانه في كتاب الايمان ونقضه فاحسن رحمه الله تعالى وذكر ان الايمان يغاير التصديق من جهاد من جهاد فاولا عندما ان الايمان اذا اخبرك رجل بخبر فانت تقول صدقته ولا تقول امنته ولا تقول امنته وانما تقول ذلك معلقه بما بحرف نتعدى به كان يقول امنت لك امنت لك فيكون هنا مقابل صدقت صدقتك. اما ان يقال صدقه وامنه فلا يكون ذلك الا في مقام عندما يخبرك رجل بخبر ويقول طلعت الشمس تقول صدق في ذلك وتصدقه في ذلك. لكن لا تقولوا امنه وانما تقول اقررت بهذا فيكون الايمان مرادفا للاقرار اقوى من مرادفته للتصديق. اذا من الوجه الاول ان الايمان لا يرادف لا يرادف التصديق من الجهة الاولى انك تقول امنت اصدقته ولا تقول امنته ولا ائل بتعليقه بحرف يتعدى به وهو قولك امنت له او امنت به او امنت به او امنت به كما قال تعالى وما انت بمؤمن لنا وما انت بمؤمن لنا فقيد الايمان بتعدية بحرف الى اما التصديق فتقول صدقته لانه يتعدى بنفسه. اذا هنا من هذه الجهة هو مغاير لمعنى التصديق. الامر ان الايمان ان ان ان آآ الايمان يتعلق دائما بالامور الغيبية بالامور الغيبية فاذا ترك احد بامر غيبي تقول امنت. تقول ستقوم الساعة وان هناك بعث ونشور. فتقول امنت بذلك لانه من الامانة والائتمان فكأنك تأتمنه على ما اخبرك به. اما التصديق وهذا الايمان خاص الايمان خاص بالامور الغيبية. اما التصديق هو قد يكون في الامور الغيبية وفي الامور المشاهدة. فاذا قالك شخص ان القمر خارج تقول صدقتك ولا تقول امنت لان ايمان متعلق بالامور الغيبية لا بالامور المشاهدة. هذا فرق اخر يدل على مغايرة الايمان للتصديق انه لا يرادفه الامر الثالث ان الايمان ايضا ان الايمان يقابله الكفر. واما التصديق فيقابله اي شيء يقابله التكذيب وباجماع اهل السنة ان الكفر لا يكون بالتكذيب فقط بل عند اهل السنة بل عند اهل السنة ان التكفير ان الكفر يكون بالتكذيب ويكون بالجحود ويكون بالعناد ويكون بالاستكبار ويكون بالاستهزاء ويكون بامور كثيرة ليست هي مقصورة على التكذيب. اما عند الجهمية الجهمية الاشاعرة فان الكفر عندهم محصور في اي شيء محصور في التكذيب المحصور في التكذيب وعلى هذا لما كان اصل فاسدا بنوا عليها هذا الاصل وهو ان التكفير لا يدخل في الاعمال وقالوا ان العبد ولو عمل اي عمل فانه لا يكفر بالله عز وجل فاخرج جميع الاعمال من مسمى الايمان ولم يكفروا بها. فلا ترى مكفرون من سب من سب الله الا بلازم وهو لازمه ان يكون مكذبا لله عز وجل. ولم كفروا من سجد لصنم الا اذا كان يلزم من ذلك تكذيبه بالوهية ربنا سبحانه وتعالى وروبيته. فكل عمل يكفرون به كالاشاعرة فان مردهم في ذلك لاي شيء الى التكذيب. اذا نقول الايمان لا يراد في التصديق فان التصديق يقابله التكذيب والايمان يقابله كفر والكفر ليس خاص ليس خاص بالتكذيب بل هناك امور مكفرة غير غير التكذيب. كذلك ان الايمان من الامن وهو ضد الخوف فعندما تقول امنت له اي اي امن ان ان امن امن امن منك ان تلحقه بسوء او تلحقه بضرر بخلاف الايمان فلا يكون بمعنى التصديق هنا. فاذا فاذا امنت شخصا تقول امنته ولا تقول صدقته لانك اذا امنته من جهة انه لا يغتالك او لا يصيب البلاء تقول امنت من جانبه ولا تقول صدقته فهنا دل على ان ان الايمان ليس معنى ليس مراد بالتصديق من كل وجه لكن نقول باجماع اهل السنة ايضا ان من معالي الايمان اي شيء التصديق ان من معاني الايمان التصديق فيكون الايمان هو التصديق والاقرار التصديق والاقرار. ومعنى التصديق الاقرار انك اذا صدقت لزمك ان ولازم الاقرار هو الانقياد لازم الاقرار هو الانقياد والالتزام بما امر الله عز وجل وامر به رسولنا صلى الله عليه وسلم. ولذلك نقل الاسلام ابن تيمية الاجماع على ان لو ان رجلا قال صدقت برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وصدقت انه رسولا وانه نبيا وانه اتى رسالة صحيحة ثم هو بعد ذلك بعد تصديقه يحارب الله ويحارب رسوله ويوالي اعداء الله ويظاهرهم ولا يصلي ولا لا يزكي ولا يصوم ولا يحج ولا يعمل اي عمل قال هذا لا شك في كفره وان كفره محل اجماع ولم ينفعه تصديقه لان تصديقه لابد ان يكون معه لابد ان يكون معه اقرار وانقياد. كذلك فرعون لعنه الله قد كما قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما علوا ففرعون لان الله كان مصدقا ان موسى نبي ان موسى نبي. بل ان ابا طالب كان مصدقا ان محمد صلى الله عليه وسلم نبي ومع ذلك قال وسلم هو في النار فلم ينفعه تصديقه. كذلك ايضا ابليس كان مصدق وكثير من الناس يصدق لكنه لا ينقاد ابو جهل ابو جهل وابو لهب وهؤلاء المشركون كانوا يصدقون ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم ومع ذلك اجمع المسلمون على انهم لا يسمون لا يسمون بمؤمنين ولا يصدق عنهم يفضل الايمان وان كان الايمان من جهة هاتي اصلي بمعنى التصديق فان فان لغة الشارع غيرت هذا المعنى ونقلته وزادت عليه شروطا انه لا يسمى مؤمنا الا اذا بالاقرار والانقياد والاعمال التي يصح معها التي يصح معها ايمانه. والناس في هذا الباب كما ذكرت اولهم وهم لاتوا من الجهمية قالوا ان الايمان هو هو اي شيء هو المعرفة. فقصروا الايمان على المعرفة وهذا قول غلاة الجهمية الثانية الذين غايروا في هذا المعنى ايضا هم غلاة الاشاعرة الذين قالوا ان الايمان والتصديق فقط ان الايمان هو تصديق فقط وان الاعمال ليست داخل المسمى الايمان. وهم يخرجون جميع الاعمال من مسمى الايمان ولا يرون العمل داخل في مسمى الايمان. الطائفة الثالثة هم الكرامي القائلين بان الايمان هو القول وان العبد اذا نطق بلسانه فانه مؤمن في الدنيا ويعطى احكام الدنيا كلها واما في الاخرة فهم لا يقطعون بايمان واسلامه وانما يجعلونه خالدا مخلدا نار جهنم اذا كان مكذبا بقلبه لكنهم يسمون الايمان والقول فاذا قال انا مؤمن فانه يسمى مؤمنا ولو كان مكذبا. الطائفة الرابعة مرجئة الفقهاء مرجئة الفقهاء وهم بان الايمان بان الايمان والتصديق والقول وان الاعمال داخلة في مسمى في مسمى الايمان لكنها شرط كمال لا شرط صحة يرون ان الاعمال مكملة للايمان لكنها ليست شرطا له. فلو ترك العبد العمل كله لا يسمى لا يسمى كافرا وان انما يسمى مؤمن ولكن ايمانه ناقص عند مرجئة الفقهاء الايمان عندهم ناقص اذا ترك اذا ترك العمل لكنه اذا اتى بالعمل فان ايمانه كامل واذا ترك العمل كله فانه يسمى مؤمن فانه يسمى مؤمن. الاشاعرة هناك طبقة قالوا ان الايمان هو التصديق والقول هو التصديق والقول فيصدق بقلبه ويقول بلسانه ولا يدخلون الاعمال في مسمى لا كمالا ولا صحة ولا صحة. هذه طوائف المرجية هذه الطوائف كلها هي طوائف المرجية وهم بين غال وبين من دونه فولاتهم الجهمية ومن وافقهم من الاشاعرة ودونهم الاشاعرة الذين قالوا الايمان هو التصديق والقول ودونهم الذين قالوا ان الايمان التصديق والقول والعمل الا ان الاعمال لا الا ان الاعمال هي شرط كمال لا شرط لا شرط صحة. ويقابل المرجئة يقابلهم الخوارج الذين قالوا ان الايمان قول وعمل وان جميع الاعمال شرط لصحة الايمان وقالوا ان جميع الاعمال شرط لصحة الايمان وان من ترك عملا من الاعمال فان ايمانه منتفي. والخلل عند الطائفتين الخلل عند الطائفتين انهم جعلوا الايمان شيء واحد. فهؤلاء جعلوا لمن هو مجرد تصديق. وانه متى ما ذهب التصديق ذهب الايمان كله. واولئك جعلوا الايمان مركب من هذه الثلاث اشياء القول القول والتصديق والعمل وهو عمل الاركان فقالوا لو ترك شيئا من العمل فانه يسمى كافر بالله عز وجل نلاحظ قول الخوارج والمعتزلة ان مباين ومفارق لقول المرجية وكلاهما على وكلاهما على ظلال. فالجهمية والمرجية ام يكفروا لم يكفروا بالاعمال والخوارج والمعتزلة كفروا بكل كفروا بكل عمل. فعند عند الخوارج المعتزلة ان اما خوارج فيرون ان مرتكب الكبيرة كافر بالله عز وجل. اما المعتزلة فيرونه بين منزلة في منزلته بين المنزلتين فلا يسمى ولا يسمى كاف الدنيا واما في الاخرة فيتفقون مع الخوارج انهم انه خالد مخلد في نار جهنم وانه كافر بالله عز وجل هذا هو مذهب الخوارج. اما اهل السنة فقالوا ان الاعمال داخلة في مسمى الايمان وان جنس العمل. جنس العمل شرط في صحة الايمان في صحة الايمان لكن تارك بعظ افراد العمل او تارك شيء من العمل ينظر فيما ترك ينظر فيما ترك. فان كان تاركا للصلاة الصحيح من اقوال اهل العلم ومن اقوال اهل السنة انه كافر بالله عز وجل كما كما نقل ذلك عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما نقل ذلك عام كما نقل العقيلي رحمه الله تعالى فقال اجمع اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما من شيء من الاعمال تركه كفر الا الصلاة وذكر ذلك ايضا امام احمد واسحاق بن راهوية وهو قول سعيد بن جبير وقول جمعه وقول عامة السلف رضي الله تعالى عنهم اما غير الصلاة فوقع فيه خلاف باهل السنة كبقية الاركان الخمسة وهي الحج والصيام والزكاة فمن اهل العلم من كفر وتاركها ومن اهل العلم من لم يكفر تاركها. فعلى القول بعدم تكفير تارك بقايا او بقية المباني الخمس فانه لا انه يسمى مؤمن لكنه يسمى فاسق. يسمى عند اهل السنة تارك تارك بعض العمل الذي اوجبه الله عز وجل او الواقع في محرم من حرمه الله عز وجل ان يسمى عند اهل السنة بالفاسق بالفاسق الملي اي انه من فسقة الملة من فسقة الملة وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن فلا يسمى مؤمنا لانه وقع في كبيرة ونفي الايمان عنه هنا اي ايمان؟ الايمان عندها سنة ينقسم الى قسمين ايمان مطلق ومطلق الايمان ايمان مطلق ومطلق الايمان اما الذي ينفى عنه هنا ينفى عنه اي شيء مطلق الايمان انه يبقى معه يبقى معه اصل الايمان لكن ينتفي عنه الايمان المطلق يبقى معه الايمان المطلق يبقى مع مطلق الايمان وينفى عنه الايمان المطلق. ومع الايمان المطلق اي شيء الايمان الكامل الايمان الكامل هو الايمان المطلق عن صاحب الكبيرة الايمان المطلق اي الايمان الكامل وينتقل من الايمان المطلق الى مطلق الايمان اي ان معه شيء من الايمان انما ينتفي الامام من اصله اذا وقع في كفر او شرك يخرجه من ذات الاسلام فانه يسمى عندئذ كافر بالله عز وجل. اما اذا ترك بعظ الواجبات او فعل بعظ المحرمات فانه يسمى عند اهل السنة يسمى بالفاسق الملي يسمى بالفاسق الملي لان كبيرة من كبائر الذنوب فان تاب فان تاب تاب الله عليه ورجع له اسم الايمان ورجع له اسم الايمان. هذا ما يتعلق الان في مسألة في مسألة الايمان ومن جهة ما يتركب ما يتركب منه. المسألة الثانية مسألة الايمان يزيد وينقص. هذه المسألة ايضا اتفق اهل السنة عليها ان الايمان يزيد وهذا محل اجماع بين اهل السنة وكذلك اذا زاد فان من لوازمه النقصان لا يزيد شيء الا وكان قبل زيادته قبل زيادته ناقص وهذا الازياء والنقصان هي في الفروع وفي الاصول. فالناس في اصله يتفاوتون من جهة اصل من جهة يقينهم. فليس فليس تصديق احد واقراره كاقرار محمد صلى الله عليه وسلم ولا كاقرار ابي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ولذلك قال ابن ابي مليكة كما في البخاري معلقا قال ادركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما احد منهم يقول انه على ايمان جبريل وميكائيل بل كل يخشى النفاق يخشى النفاق على نفسه فافاد هذا ان الناس في الايمان انهم يتفاوتون وان الايمان يزيد وينقص اما الجهمية والاشاعر وكل من قال ان الايمان والتصديق فعندهم ان الايمان لا يتبعظ وانه لا يزيد ولا ينقص وانه اما ان يذهب كله واما ان يبقى كله وسبب ذلك اي شيء انهم انهم اصلوا تأصيلا فاسدا وهو انهم قصروا الايمان على العلم والمعرفة والتصديق فلا شك انه اذا ذهب شيء من التصديق ذهب كله واذا ذهب شيء من المعرفة ذهب ذهبت المعرفة كلها. فعلى هذا قالوا انه متى ما وقع في القلب شيء من متى ما وقع في القلب شيء من التكذيب او شيء من الانكار فانه يكون كافرا بالله عز وجل والايمان الناس في اصله سواء كامشاط الاسنان. ايمان افجر الخلق عندهم فايمان جبريل عليه السلام كايمان جبريل وايمان القطاع والسراق والزناة واللوطية ايمانهم عندهم كايمان ابي بكر الصديق ولا شك ان هذا باطل يرده العقل والنقل بل ترده النصوص الكثيرة ان هذا من ابطل من ابطل الباطل. اما اهل السنة فيقولون ان الايمان يزيد وينقص كما قال معاذ اجلس بنا نؤمن اجلس بنا نؤمن ساعة اجلس بينهم ساعة يزداد ايماننا بهذا الجلوس وهذا محل اجماع بين اهل سنة انه يزيد وينقص وقد ذكر الله ذلك في في كتابه ليزداد الذين امنوا ايمانا ويزداد الذين اهتدوا هدى وغيره من الايات الكثيرة الدالة على ان الايمان يزيد وكذلك اذا زاد فانه فانه ينقص. اما المبتدع فكما ذكرت لا يثبت زيادة ولا يثبت نقصانا المسألة الثالثة ايضا مسألة مسألة آآ مسألة الاستثناء في باب الايمان. الاستثناء بها الايمان وذكرنا ان المبتدعة في هذا المقام على اقوال القول الاول من يمنع من الاستثناء مطلقا ويرى ان الاستثناء كفر بالله عز وجل يرى ان الاستثناء كفر بالله عز عز وجل وهذا قول الجهمية لانهم قالوا اذا استثنى فهو شاك. ولذلك يسمى المستثنى عندهم يسمون بالمشككة فيكفرون من استثنى بايمانه هو هذا قول الجهمية. ايضا ذهب بعض الاشاعرة الى جواز الاستثناء لها بعض الاشاعرة الى جواز الاستثناء لكن من جهة اي شيء من جهة الموافاة من جهة الموافاة على اي حال على اي حال يموت. فقالوا يجوز ان يستثني على يستثني في ايمان لانه لا يعلم على اي حال يموت. وهذا وهذا كما قال شيخ الاسلام من احسن ما قالوا. وهو من وهو من اقوالها السنة لكننا نقول ان اهل السنة يفارقونهم في هذا الباب انهم ايضا يستثنون في مقام الحال يستثني في مقام الحال فنحن الان في حالنا هذا نقول نحن ان شاء الله لاننا لا نعلم هل اتينا بجميع ما امر الله به ونهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم او لا؟ فنحن نقول نستثني من هذا الوجه اما من جهة الاصل فجميع المبتدعة اي شيء يفعلون يخالفون اهل السنة في الاصل جميع المبتدعة يخالفها السنة في في الاستثناء ويقول لا يجوز الاستثناء في اصل الايمان وهذا كما ذكرنا هو محل اجماع بين جميع الطوائف واهل السنة ايضا واهل السنة ايضا يقول لا يجوز ان يستثني في اصل في اصل ايمانه فلا يجوز ان يقول انا مؤمن ان شاء الله وقصر ذلك اصل ايماني وتصديقه واقراره بالله ربا وبمحمدا رسولا وبالاسلام دينا فهو يقطع بايمانه ولا يستثني ولا ولا يستثني. اذا يجوز الاستثناء في حالتين في جهة المال ومن جهة من جهة الموافاة والمال ومن جهة الحال والاتيان على الاوامر المسألة الرابعة التي ذكرها هنا في مسمى الايمان مسألة اصحاب الكبائر مسألة اصحاب الكبائر عند اهل السنة. اما اصحاب الكهف عند اهل السنة فاهل السنة يطلقون عليهم مسمى الايمان ولكنهم يصفونهم بانهم فسقة وبان ايمانهم ناقص وبان ايمانهم ناقص. والناس في هذا الباب على اقسام ثلاثة الناس في تحقيق الايمان على اقسام القسم الاول من حقق من حقق الايمان المطلق وهؤلاء هم الكمل من اهل الايمان هم الكمل من اهل الايمان وهو الذي اتى بما امر الله عز وجل به وامر به رسوله صلى الله عليه وسلم وترك ما نهى الله عنه ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. القسم الثاني من حقق اصل الايمان من حقق اصل الايمان وهو هو الذي اتى او حقق اصل الايمان الواجب الذي حقق اصل الايمان الواجب وهو الذي اتى بما امر الله به امتثالا وترك ما انتهى ما نهى الله عنه انتهاء فهو فعل الواجبات وترك المحرمات لكنه لم يأتي ببعض المستحبات وببعض ما امر الله به استحبابا وما امر به رسوله صلى الله عليه وسلم استحباب فهذا معه الايمان الواجب. القسم الثالث من من آآ نقص من نقص كمال ايمانه من نقص كمال ايمانه الواجب اي لم يحقق الايمان الواجب وهذا هو الذي معه اصل التوحيد ولكنه وقع في شيء من الكبائر او ترك شيء من الواجبات كالزناة والزواني وكالسراق وما شابههم فهؤلاء معهم اصل الايمان لكن ايمانهم الواجب ناقص لكنه ايمانهم الواجب ناقص. القسم الرابع من انتفى ايمانه من اصله وذلك الذي نقض ايمانه بكفر او شرك بالله عز وجل اما ان يكون ارتكب مكفرا فانتقض الايمان من اصله واما ان يكون وقع في شرك كم في شرك بالله عز وجل فانتقض ايمانه من اصله. وهذا الذي وقع في في كبيرة من كبائر الذنوب حاله عند اهل السنة انه وتحت مشيئة الله عز وجل ان شاء الله عذبه وان شاء الله غفر له وباجماع اهل السنة انه لابد لجنس اهل الكبائر ان لابد لجنس اهل الكبائر ان يعذبوا وان يدخلوا النار. لكن لا يمكن القطع بعينه على شخص بعينه. وانما نقول اصحاب الكبيرة تحت مشيئة الله ان شاء غفر لهم وان شاء عذبهم كما قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فدل على ان ما دون الشرك هو تحت مشيئة الله عز وجل ويلحق بالشرك الكفر فكل ما دون الشرك والكفر هو تحت مشيئة الله عز وجل وهذا يشمل جميع انواع جميع انواع الكبائر جميع انواع الكبائر. اما المبتدعة في اصحاب المبتدعة عند اهل الكبائر فالجهمية ومن وافقوا من الغلاة فيرون انه لا يظر مع الايمان لا يظر مع الايمان ذنب. وان جميع من صدق من صدق بايمانه وصدق الله ورسوله في الايمان انه داخل للجنة وانه لا يعذب في النار البتة قابل هؤلاء الخوارج والمعتزلة. فقالوا من فعل كبيرة من كبائر الذنوب فانه كافر بالله عز وجل والخوارج يختلفون في كفره فمنهم من يراه كفره كفر نعمة ويخلدون في نار جهنم ومنهم من يراه كفره كفرا مخرجا من الملة ويستبيحون بذلك ماله آآ نفسه وهذا يكون في المآل خالد مخل في نار جهنم. اما المعتزلة فالدنيا فيجعلونه في منزلة بين المنزلتين. واما في الاخرة فعندهم خالد مخلد في نار جهنم وقد اصلوا على ذلك اصلا سموه اصلا انفاذ الوعيد سموه اصل انفاذ الوعيد وان الله اذا توعد بوعيد فانه لا يخلفه تعالى الله عن ذلك لا يخلفه سبحانه وتعالى وهذا قول باطل ذكرناه سابقا ان عيد انفاذه وامضاؤه متعلق باي شيء بمشيئة الله عز وجل وان الله وان توعد عباده بوعيد فانه يعفو يغفر ويصفح وانما ينفذ وعيده ويمضي في الكفار والمشركين الذين استوجبوا عذاب الله عز وجل اما الذي لم يرتكب الشرك قوى الكفر فهو تحت مشيئة الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له وان شاء غفر له. اذا الخوارج المعتزلة يخلدون في النار مرجئة لا يخلدونه في النار. اما لا شعفهم في ذلك ايضا متضادون فمنهم من يقول ان اصحاب الكهف يعذبون في النار ومنهم من يرى انه لا يعذب وانه يدخل الجنة لكن الذي عليه اهل السنة انه تحت مشيئة الله عز وجل ان شاع عذبه وان شاء غفر له المسألة الاخيرة المسألة الاخرى ايضا مسألة ما الفرق بين الايمان والاسلام؟ وهل الايمان والاسلام شيء واحد؟ وهل الايمان يرادف الاسلام؟ والاسلام يرادف هذه المسألة وقع فيها خلاف بين اهل السنة وقع فيها خلاف بين اهل السنة. فذهب جمع من اهل السنة كما هو قول البخاري وغيره الى ان الايمان شيء واحد وان الايمان يرادف وان الايمان يرادف الاسلام ولا فرق بينهما فكل مؤمن مسلم وكل مسلم مؤمن واما ما جاء في القرآن من التغاير فان الاسلام يكون على الاستسلام وليس على الحقيقة كما قال ذلك البخاري وانه يطلق الاسلام على المنافق الذي لم يحقق الايمان في قلبه. اما الذي حقق الايمان في قلبه فانه يسمى مسلم ويسمى ويسمى مؤمن. وذهبت طائفة اخرى من اهل السنة ان ان الاسلام هو القول وان الايمان هو العمل وان الايمان هو العمل وهذا قال به الزهري رحمه الله تعالى ووافقه غير واحد فقالوا ان الاسلام هو القول والايمان والعمل ولكن ينقض هذا القول ان النبي صلى الله عليه وسلم سمى امور الايمان سمى الاعمال ايمانا سمى الاعمال ايمانا كما جاء في حديث ابي سعيد وابن عباس في قصة وفد آآ عبد قيس عندما قالت وما الايمان؟ قال الامام لا انتشر واقام صوتا الزكاة فسمى هذه كلها ايمان وهي وهي اعمال وليست اقوال لانهم يقولون ان الايمان هو القول ان الايمان هو العمل ولان الايمان هو هو ان الايمان هو القول وان الاسلام هو العمل وهذا ينقضه هذا الحديث. فالقول الثالث وهو الصحيح ان الايمان والاسلام مترادفان متغايران مترادفان متغايران وانهما بمعنى المسكين والفقير اذا اجتمع افترقا واذا افترقا اجتمعا فلا بد لكل مؤمن ان يكون معه اصل الاسلام ولابد لكل مسلم ان يكون معه اصل الايمان وان الايمان والاسلام متلازمان كل منهما يلزم يلزم يلزم منه الاخر. فعندما نخاطب الناس ونقول يا ايها المسلمون فان اهل الايمان يدخلون معهم لزاما وكذلك عندما نقول عندما نقول يا ايها المؤمنون فان اهل الاسلام يدخلون مع ذلك لزاما اما اذا جمعنا بينهما وذكرنا قلنا يا ايها المؤمنون والمسلمون فان الايمان هنا يكون اكمل ويراد بذلك اهل الايمان الذين عملوا واطاعوا ولم يرتكبوا كبيرة من كبائر الذنوب فان هؤلاء هم هم المؤمنون الذين حقب كمال الايمان الواجب ويخرج بذلك اصحاب الكبائر فيندرجون تحت مسمى تحت مسمى الاسلام. والاسلام والايمان الاحسان هي درجات ومراتب من مراتب الدين اعلاها واكملها هي مرتبة الاحسان فكل من دخل في دائرة الاحسان فلزاما سيدخل في دائرة الايمان والاسلام وكذا دونها بعد ذلك مرتبة الايمان فكل مؤمن مسلم ومن دخل في دائرة الايمان فحتما سيدخل في دائرة الاسلام دعوها دائرة وهي دائرة الاسلام وهي من دخلها فلابد ان يكون معه اصل الايمان ولابد ان يكون معه ايضا اصل الاحسان لابد ان يكون مع اصل الايمان واصل فلا يصح اسلام عبد الا بتحقيق اركان الايمان الستة ولا يصح ايمان عبد الا بتحقيق ركن ركن الاحسان وهو ان وهو ان يؤمن الله يراه وان الله يراقبه سبحانه وتعالى وهذا هو ركن الاحسان. فلابد للمسلم ان يحقق هذه الاركان في مسمى يقول ابن قدامة رحمه الله تعالى بعد ذلك يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وقد ذكرنا هذا وذكرنا ادلته كما قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصا له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. هذا الاستدلال منه رحمه الله تعالى ليبين ويدلل على ان الاعمال داخلة في مسمى في مسمى الايمان ان الاعمال داخل المسمى الايمان. وفي هذا رد على على جميع المبتدعة ممن اخرج الاعمال مسمى الايمان. وقد ذكر البخاري في كتاب الايمان احاديث كثيرة تدل على ان العمل داخل المسمى فقال باب الصلاة من الايمان. ثم قال باب الصيام من ايمان ثم قال باب قيام رمظان من الايمان ثم قال باب من قامت القدر فهو من الايمان فذكر اعمالا كثيرة وادخل في مسمى الايمان كما فعل رسولنا صلى الله عليه وسلم. واما الجهمية والاشاعي الذين اخرجوا الاعمال مسمى الايمان احتجوا باللغة ان الايمان يطلق على التصديق وقد نقضنا القول وقلنا انه لا يسمى التصديق ايمانا الا ببعض معانيه. والا والا الا الايمان يسمى التصديق والاقرار الذي يستلزم الانقياد ولو سلمنا جدلا ان الايمان والتصديق فان لغة الشارع تخالف لغة العرب فكما ان الصلاة في اصلها تسمى الدعاء ثم نقلت في لغة شارع الى اقوال واعمال مفتتحة واختم بالتسليم فكذلك الاعمال نقله الشارع من المعنى اللغوي الى معنى جديد وهو انه واعمال واعتقاد وانه لا يسمى ايمان الا اذا اجتمع به الاركان الا اذا اجتمع لهذه الاركان الثلاثة اما استدلال بقوله تعالى الذين امنوا عملوا الصالحات وقالوا ان الله سبحانه وتعالى غاير بين الايمان والعمل الصالح فنقول هذي المغايرة لا تعني ان هذا العطف نقول هذا العطف لا يعني المغايرة هم يقولون هذا العطف يدل على ان الاعمال ليست من الايمان لان الله قال والعاصم الا الذين امنوا وعملوا وعملوا الصالحات فقالوا هذا دليل على مغايرة الاعمال لمسمى الايمان وهذا غير صحيح وانما الواو هنا واو العطف التي عطف فيها عطف فيها الاعمال الايمان انما هو من عطف الخاص من عطف الخاص على العام من خطف الخاص على العام ولا يلزم الى العطف المغايرة لا يلزم الى العطف المغايرة لا يلزم كما قال تعالى قل من كان عدوا لله وملائكته ميكائيل فان الله عدو للكافرين. فذكر الملائكة ثم ذكر جبريل وميكال ولو كان ميكائيل ليس من الملائكة لكان الوافل تدعي عليه شيء على المغايرة وانما ذكر جبريل وميكال عليه شيء على وجه التخصيص من كان عدو لله وملائكته ورسله جبريل وميكال فان الله عدو قل للكافرين فخص جبريل وميكائيل بالذكر لخصوص منزلتهما وعلو فضلهما عند الله عز وجل فكذلك نقول في قوله الا الذين امنوا وعملوا الصالحات انه خص العمل بالذكر وعطه بالواو على الايمان لعظيم شرفه ولعظيم منزلته ولعظيم اهميته وانه من باب ذكر الخاص بعد بعد العاملة من باب المغايرة. وادلة هذا كثيرة وقد توسع فيها شيخ الاسلام في كتاب الايمان ونقض اقوالهم لان النسفي وغيره ذكر ان الاعمال خارج عن مسمى الايمان من ثمانة اوجه وقد نقضها شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه الامام رحمه الله تعالى. قال بعد ذلك فجعل عبادة الله واخلاص القلب واقام الصلاة وايتاء الزكاة كله من الدين وهذا هو الصحيح. هذا مذهب اهل السنة ان الله جعل قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصا له الدين مخلصا للحنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيم فسمى اقامة صلاة وايتاء الزكاة وعبادة الله كلها سماها ذلك دين القيم الذي هو ذلك هو هو الايمان الذي اوجبه الله عز وجل. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة. اعلاها شاة ان لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وهذا اللفظ هو لفظ مسلم وقد ذكر ذلك صهيب بن ابي صالح عن ابيه عن عمرو عن ابي صالح عن ابي هريرة انه قال الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى من الطريق والحياء من الايمان واما لفظ البخاري الذي رواه سليمان بلال عن عمرو ابن دينار عن ابي عن ابي هريرة فلفظه الايمان بضع وسبعون شعبة ولم يذكر اعلاها ولا ادناها وانما بين ان الايمان يتبعظ وهذا الذي استدل به ابن ابن قدامة يدل على ان الايمان يتبعظ وان الايمان اذا كمل اذا تم كمل واذا نقص فانه يسمى صاحبه ناقص وهذا فيه رد على ردوا على الذين قالوا ان الايمان شيء واحد واصل واحد لا يزيد وينقص. ففي هذا الحديث اخبار منه صلى الله عليه وسلم انه يزيد وينقص انه يزيد وينقص وانه يتبعظ وانه يتبعظ وان الحياة من الايمان وان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من الايمان وان الصلاة من الايمان وان الزكاة بايمان وقد جاء ذلك صريحا في قوله صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الايمان والايمان هو المراد به الصدقات على ما كان الله ليضيع ايمانكم اي عند عند لجهة المسجد الاقصى لما مات اناس وهم كانوا يصلون المسجد الاقصى انزل الله قوله وما كانوا يضيع ايمانكم فدل على ان الصلاة تم تسمى ايمان وهي عمل فدل على ان الاعمال داخل مسمى الايمان وانها من الايمان. ثم قال بعد ذلك فجعل القول والعمل من الايمان وقال تعالى فزادتهم ايمانا. ايضا مما يدل على ان العمل داخل يسمى لمن؟ وانه يرادف ان التصديق يشمله قوله صلى الله عليه وسلم العين تزني وزناها النظر ثم ذكر قوله والفرج يصدق ذلك ويكذبه فجعل التصديق ليس متعلق بالقلب فقط وانما تعلق ايضا متعلق بالاعمال متعلق بالاعمال فتسليما لمن قال انما هو التصديق نقول حتى التصديق لا لا يقتصر على القلب فقط بل يكون مصدقا باقواله ومصدق بافعاله ومصدق بجنانه فكلها يسمى تصديق وان كان آآ الاقرب ان الايمان يطلق على الاقرار والتصديق مع الذي يستلزم الانقياد لشريعة الله عز وجل. وقوله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وقال بعد ذلك فزادتهم ايمانا وقوله ليزدادوا ايمانا وهذا كله يدل على مذهب اهل السنة ان الايمان يزيد وينقص وقد ذكرنا ذلك ولله في ذلك ادلة كثيرة تدل على ان الايمان يزيد وانه ينقص اما الزيادة فجاءت في كتاب الله عز وجل واما النقص فجاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وجاء مفهومه في كتاب الله فانه لا زيادة الا ويسبقها الا ويسبقها نقص فلما زاد ايمانهم كانوا قبل ذلك في نقص من ايمانهم فزادوا ايمانا لايمانهم. ثم ذكر حديث ابي سعيد الخدري وانس مالك الذي في الصحيحين وهو قوله يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه مثقال برة او خردلة من الايمان. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم وفيه دليل على ان اصحاب كبائر يطلق عليهم اسم الايمان انه يطلق عليهم اسم الايمان. وان الكبائر لا تخرج صاحبها من النار وان صاحبها تحت مشيئة الله عز وجل وانه باجماع اهل السنة باجماع اهل السنة ان اهل الايمان لا يخلدون في النار ان اهل الايمان لا يخلدون في النار وانهم ان دخلوها امدا فانهم لا يخلدون فيها ابدا. ان دخلوا امد فلا يخلدون فيها ابدا. وهذا باجماع اهل بالسنة وادلته كثيرة منها هذا الحديث حديث ابي سعيد الخدري وحديث انس بن مالك وحديث مسعود احاديث كثيرة كلها تدل ان اهل التوحيد يخرجون من النار بعد ان يعذبون فيها لمن شاء الله ان يعذب في نار جهنم. اما الخوارج المعتزلة يقولون كل من دخل النار فانه خالد فيها ابد الاباد. واما الجهمية والمرجية فيقولون انه لا يدخل مصدق مؤمن النار لانه لا يضر مع الايمان مع الايمان ذنب. هذا بعض ما يتعلق مسائل الايمان وما يحتاجه المسلم في هذا الباب والباب في هذا لأ طويل والكلام في الايمان والرد على المبتدعة في جهة اصله ومن جهة فروعه كثيرة جدا وقد اطال شيخ الاسلام في كتابه الامام الاوسط الايمان الكبير في رد هذه الشبه وفي رد اقوال المرجئة واقوال الخواجة المعتزلة. وفي هذا الزمان يكثر الطائفتين تكثر طائفة المرجئة وهم اكثر اكثر كثير في هذا الزمان جدا يعني كثيرون من الذين لا يدخلون مسمى الاعمال في مسمى الايمان ولا يكفرون امل فتجد كثير من الناس لا يكفر بعمل فيسمع من يسب الله ورسوله ولا يكفره ويسمع من يشرك بالله عز وجل ولا يكفره ويسمع من يعبد غير الله عز وجل ويظاهر اهل الكفر ويكون نصيرا لهم ومعاونا لهم وفي حزبهم ومع ذلك لا يراه كافرا الا كان مستحلا او معتقدا ذلك في قلبه فقصروا الكفر على القلب والاعتقاد ولم يدخل مسمى الاعمال في ولم يجعلوا الاعمال الكفر وسبب نقض الايمان وهذا لا شك وقول الجهمية وقول المرجع عافانا الله واياكم اما اهل السنة فانهم كما يكفرون بالاعتقاد يكفرون بالاقوال ويكفرون ايضا بالاعمال فاذا سجد عند اهل السنة رجل لصنم فانهم يصوموا بالكفر والشرك كذلك اذا سب الله ورسوله فانه كان عند اهل السنة مع انه يتعلق بقوله اذا استهزأ بدين الله او برسوله او بشيء من دين الله فان اهل السنة يكفرونه مع ان هذا كله اقوال وليست وليست اعتقادات فيكفرون بالقول ويكفرون بالعمل ويكفرون بالاعتقاد والله اعلم. واحكم وصلى الله