رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والمستمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى فصل ويجب الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ضحى به النقل عنه فيما شهدناه او غاب عنا نعلم انه حق وصدق وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه ولم نطلع على معناه مثل حديث الاسراء والمعراج. وكان يقظة لا مناما فان قريشا انكرته واكبرته. ولم تكن تنكر المنامات ومن ذلك ان ملك الموت لما جاء الى موسى عليه السلام ليقبض روحه لطمه ففقع عينه فرجع الى ربه فرد عليه عينه ومن ذلك اشراط الساعة مثل خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام فيقتله وخروج يأجوج ومأجوج وخروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها واشباه ذلك مما صح به النقل وعذاب القبر ونعيمه حق وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم منه وامر به في كل صلاة وفتنة القبر حق وسؤال ترء ونكير حق والبعث بعد الموت حق وذلك حين ينفخ حين ينفخ اسرافيل عليه السلام فاذا هم من الاجداث الى بهم ينسلون ويحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا بهما فيقفون في موقف القيامة حتى يشفع فيهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويحاسبهم الله تبارك وتعالى وتنصب الموازين وتنشر الدواوين وتتطاير صحائف الاعمال الى الى الايمان والشمائل فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا. واما من اوتي كتابه وراء فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا والميزان له كفتان ولسان يوزن به اعمال العباد. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حوض في القيامة ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل واباريقه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. والصراط حق يجوزه يجوزه الابرار. ويزل عنه الفجار ويشفع ويشفع نبينا صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من امته من اهل الكبائر فيخرجون بشفاعته بعد ما احترقوا فحما وحمما فيدخلون الجنة بشفاعته ولسائر الانبياء والمؤمنين والملائكة شفاعات قال تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ولا تنفع ولا تنفع الكافرة شفاعة الشافعين والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان. فالجنة مأوى اوليائه والنار عقاب لاعدائه. واهل الجنة فيها مخلدون. ان مجرمين في جهنم ان المجرمين في عذاب جهنم خالدون. لا يفتر عنهم وهم فيهم مبلسون ويؤتى بالموت في صورة كبش املح فيذبح بين الجنة والنار ثم يقال يا اهل الجنة خلود فلا موت قلود ولا موت ويا اهل النار خلود ولا موت الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين بعدما انهى المؤلف رحمه الله تعالى ما يتعلق بالايمان باسماء الله وصفاته واثبات ذلك على الوجه الذي يليق بالله عز وجل ثم انتقل بعد ذلك لما يتعلق بالقدر والايمان الايمان بالقدر وحقيقة الايمان انتقل بعد ذلك ما يتعلق بالامور الغيبية وهذا الفصل قد مر بنا قبل ذلك في اول هذا الكتاب عندما تكلم المؤلف رحمه الله تعالى عن اثبات اسماء الله وصفاته وان المودة في ذلك الاثبات الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فالمسلم يثبت ما اثبته الله لنفسه ويثبت ما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم فكل ما صح النقل فكل ما صح به النقل عن نبينا صلى الله عليه وسلم بباب الاسماء والصفات فان المسلم مأمور باثباته والايمان به وهنا عرج على هذه المسألة وهي مسألة الايمان بما جاء عن رسولنا صلى الله عليه وسلم في غير ما يتعلق بالاسماء والصفات وكانه يريد ان يتكلم عن الايمان باليوم الاخر وما يكون فيه من اهوال وما يسبقه من ايات وعلامات وهذا الذي اراده رحمه الله تعالى فقال رحمه الله تعالى ويجب الايمان بكل ما جاء او بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وصح به النقل عنه في هذا الفصل يتعرض الماتري رحمه الله تعالى الى سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم تعادل القرآن من جهة القبول والاحتجاج واهل السنة مجمعون على وجوب الاحتجاج بالسنة ولا ينكر السنة الا من كذب كتاب الله عز وجل وكل من رد السنة فانه يكفر بردها من رد السنة مطلقا فانه يكفر بردها وهذا محل اجماع بين اهل العلم. فالسنة كما قال حسان بن عطية رحمه الله تعالى كان جبريل عليه السلام ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن ولما سأل رجل عمران ابن حصين رضي الله تعالى عنه قال حدثونا بالقرآن ولا تحدثونا بغير به فقال عمران فقال عمران رضي الله تعالى عنه اين تجد في كتاب الله عز وجل ان الظهر اربع ركعات وان العصر اربع ركعات. واين تجن انصبة الزكاة فاقر ذلك بانه لا غنى له عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم. واول من انكر السنة ورد ولم يقبلها الخوارج لعنهم الله عز وجل فلم يقبلوا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم واقتصروا على ما جاء في كتاب الله عز وجل فلم يروا رجم الزناة ولا الزوان ولم يروا زيادة على ثلاث صلوات ولم يروا الا ما جاء في كتاب الله عز وجل وقد كفر اهل العلم اولئك الطوائف الذين الذين ردوا ولم يقبلوها. كذلك رد السنة من لا يرى من لا يرى المتواتر منها رد رد المعتزلة ورد الجهمية ايضا. السنة ففيما يتعلق بباب العقائد ولم يقبلوها بزعمهم انها خبر احاد. وانه لا يقبل من السنة الا ما كان متواترا. فلما اتوا على بعض اهل احاديث احاديث الدجال مثلا او احاديث اه او اه او الاحياء يتعلق بالايات وعذاب القبر لم يثبتوها عن النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا ان هذه اخبار احاد لا تقبل. اما اهل السنة فقد اجمعوا على قبول السنة والاخذ ما فيها. ولما ذكر ابن مسعود رضي الله تعالى عنه انه لعن لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة جاءتهم ام يعقوب كما في صحيح البخاري وقالت مالا اني سمعتك تلعن في كذا وكذا قال ومالي لا العن من لعنه الله عز وجل ولعنه الرسول صلى الله عليه وسلم قال فهو في كتاب الله؟ قال نعم ولو قرأت لوجدتيه. قالت لقد قرأت ما بين دفتيه ولم ارى ذلك قال لم تقرأي قوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. قالت بلى قال هو كذلك وما لي لا العن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن لعنه رسولنا صلى الله عليه وسلم فقد لعنه الله عز وجل. اذا يجب على المسلم ان يؤمن بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن يشترط فيها هذا الخبر ان يصح نقله ان يصح نقله الى رسولنا صلى الله عليه وسلم فكلا فكل ما صح نقله عن نبينا صلى الله عليه وسلم ثبت بالاسانيد الصحيحة فان المسلم مأمور ان يؤمن به وان يعتقد صحته وان يؤمن بما اخبر به رسولنا صلى الله عليه وسلم هذا هو مقتضى شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فان من شروط الشهادة من شروط شهادة ان محمدا رسول الله هو ان اطيعه فيما فيما امر وان تجتنب ما نهى عنه وزجر. وان تصدقه فيما اخبر. والا تعبد الله عز وجل الا بما شرع صلى الله عليه وسلم فمن كذب خبر النبي صلى الله عليه وسلم فمن كذب خبر رسولنا خبر رسولنا صلى الله عليه وسلم مع صحته وثبوته عنده فانه يكفر بهذا التكذيب وهذا الرد لانه كذب النبي صلى الله عليه وسلم ومن كذب رسولنا فقد كذب الله سبحانه وتعالى في قوله فان الله عز وجل اخبر ان محمدا رسول رسوله وانه امينه على وحيه صلى الله عليه وسلم فمن كذبه فقد كذب ربنا سبحانه فقد كذب ربنا سبحانه وتعالى قال هنا رحمه الله تعالى ويجب الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وصح به النقل عنه اي لا بد فيما اخبر به ان تكون صحيحا عنه صلى الله عليه وسلم. اما الذي لا يصح اسناده او لا يخلو اسناده من ضعف او ليس مجمعا على صحته وانكره من انكره فهذا لا يكفر من لا يكفر منكره الا بعد ثبوته عنده. فلو اتانا شخص وقال لا اؤمن لا اؤمن ببعض الاحاديث التي فيها ما يخالف العقل مثلا فعندنا ان نقف مع هذا الرجل فنقول له هذا الحديث صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا يثبت عندي اذا اثبتناه عنده واقمنا عليه الحجة باثباته ثم كذب الخبر فانه يكفر بهذا التكذيب وبهذا الرد اما اذا حكى له شبهة وله تأويل بضعف الحديث او ان فيه علة قد تقدح فيه فانه لا يكفر لكنه يفسق ويؤدب على رده لخبر النبي صلى الله عليه وسلم مع صحته وثبوه وثبوته عندنا. فالخبر الذي اجمعت الامة على قبوله من كذبه ورده فانه يكفر تكذيبه ورده. اما ما وقع فيه خلاف بين اهل العلم في صحته وظعفه فهذا لا يكفر راده ولا يكفر مظعفه لان له وجه في تظعيفه فهذا لابد ان يثبت الخبر عنده. اذا الشرط الذي يشترط في تكفير من كذب النبي صلى الله عليه وسلم ورد خبره هو ان يثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم. اما اذا لم يثبت فانه لا لا يعاب ولا يلام على رده لا يعاب ولا يلام. على رده لذلك الخبر الذي جاء عن رسولنا صلى الله عليه وسلم ويكون من الاحاديث التي هي ظعيفة لا تصح. واما اشتراط ان يكون الخبر متواتر حتى يقبل فهذا شرط باطل. وقد رده اهل السنة وقد وقد ذكر الامام البخاري في صحيحه بابا سماه خبر الاحاد وقد اجمع اهل العلم على قبول خبر الاحاد ونبينا صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين كان يرسل رسله ويرسل وآآ كذلك يرسل رسله صلى الله عليه وسلم الى الى الافاق ليأمروا الناس بالتوحيد ويعلموهم الاسلام وكانوا احاد وكانوا احادا فارسل معاذا ابن جبل الى اليمن وكان وحده وارسل ايضا لحية ابن خل الكلب الى الى اهل الى اهل الى اهل فارس وكان وحده وكذلك ما زال يرسل رسله صلى الله عليه وسلم الى الافاق والاقطار وهم احاد يأمرون الناس ويعلمونهم ويخبرونهم بشريعة الله عز وجل ولم يشترط رسولنا حتى يقبل خبره ان يكون معه اثنان او ثلاثة او اربعة كما يقوله الجهمية والمعتزلة بل هذا القول قول مبتدع ضال قول مبتدع ضال وانما اراد به اولئك المخالفون هو رد السنة رد السنة وفيما يتعلق احاديث الصفات وفي احاديث اخبر بها نبينا صلى الله عليه وسلم. اذا يجب علينا ان نصدق ونؤمن بكل ما صح رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء كان سواء فيما مضى او فيما سيأتي او في وقت او في وقت حياته صلى الله عليه وسلم فكل خبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حق وصدق فهو حق وصدق فهو لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم بل كلام وحي يوحى من ربه سبحانه وتعالى قال بعد ذلك فيما شاهدناه اي فيما شاهده اصحابه رضي الله تعالى عنهم في وقت اخبار النبي صلى الله عليه وسلم فالرسول اخبر ان القمر قد انشق وجب على كل من شاهد ذلك ان يؤمن بخبر النبي صلى الله عليه وسلم. ويجب على كل من اتى بعد قرن الصحابة ان يصدق بهذا الخبر وان فالقمر قد انشق فلقتين وقد اخبر الله عز وجل ذلك بقول اقتربت الساعة وانشق القمر فانشقاقه ثابت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك يجب على كل من سمع هذا الخبر ان يؤمن به ويصدقه. وفيما اخبر به من من الامور الغيبية او الامور فيجب على كل مسلم ان يؤمن بكل خبر جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك يدخل فيما يتعلق بالامور المتعلقة بالغير سواء في الدنيا او في الاخرة. اما الامور الدنيوية ما يقع ما سيقع من الحوادث. ومن الايات والعلامات التي تسبق قيام الساعة من ذلك خروج نار من المدينة تضيء لها اعناق الابل في بصرة في في بصرة فهذا الخبر قد اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم كان في صحيح وقد وقع في القرن السادس ورآه المسلمون فيجب علينا ان نؤمن بهذا الخبر وان النار قد ظهرت وخرجت واضاءت اعناق الابل في بصرى وهذا خبر حق من رسوله صلى الله عليه وسلم. كذلك من الاخبار التي لم تقع ان الفرات يحصل عن جبل من ذهب ان الفرات يحصر عن جبل من ذهب يقتات عليه الناس وهذا سيقع قبل قيام الساعة وهو في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. وايضا يدخل في هذا المعنى ما يتعلق بقيام الساعة وما يكون فيها من اهوال وشدائد وما يتعلق بعذاب القبر وما يكون فيه من فتن ومن سؤال ومن عذاب ومن نعيم كل هذا يجب على المسلم ان يؤمن به وان يسلم له وان وان لم تقبله العقول فان العقول لها حد لا تتجاوزه والواجب على المسلم في عقله مع مع النصوص والنقل ان يسلم ويطيع. ويكون العقل مع النقل ويكون العقل مع النقل البصر مع الضوء فكما ان البصر لا يبصر الاشياء الا بعد ورود الضوء عليها فكذلك العقل لا يدرك الاشياء الا بعد وقوع الوحي والنقل عليه فالعقل له حد لا يتجاوزه ومتى ما تجاوز العقل حده فانه يعود على صاحبه بالوبال والانتكاس والانتكاس ولذلك نجد انك كثيرا من الملاحدة والزنادقة الذين كفروا بالله عز وجل بعد اسلامهم انما سبب كفرهم انهم قدموا عقولهم جعلوا عقولهم ميزانا لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلوا العقل هو المقدم. جعلوا العقل هو المقدم حتى ردوا نصوص الوحيين ولم يقبلوا منها الا الا ما دل عليه العقل حتى يقول الرازي عليه من الله ما يستحق يقول القواطع العقلية مقدمة على القواطع النقلية القواطع العقلية مقدمته على القواطع النقية فالعقل مقدم على النقل العقل عنده مقدم على النقل بزعمه انه لم يثبت النقل الا بالعقل هذا قول باطل فان الذي اثبت النقل وان كان هو العقل بان العقل عرف ان هذا النقل هو الصحيح وان هذا الكلام صحيح فان تزكيته له يدل على ان النقل صادقا ابدا. وان العقل قد يعتريه الخطأ ويعتريه النقصان. وكما ذكر ابن القيم ان مثل العقل مع النقل بمسألة قبول خبر العقل مع في مسألة قبول خبر النقل. وان كذبه العقل كمثل رجل ذكر لرجل ان فلانا عالم وان انه يستفتى فلما انطلق ذلك الجاهل ذلك العالم واستفتاه فافتاه وعرف انه صاحب علم رجع الذي دله على ذلك فقال ان ذلك العالم ليس بعالم فلا تسأله. فعندما يرد فعندما يرجع الذي اثبت علمه الاول بنفيه فان المقلد لا يقلد ذلك الذي دل على العالم لانه بدله بدلالته عليه اولا اثبت علميته وثانيا انه عرف حال علميته بسؤاله فانت ايها لا يمكن ان تكون ميزانا لهذا العالم في قبول قوله من عدم كذلك العقل ليس ميزانا لقبول الحق رده اذا تعلق بكلام الله وكلام رسولنا صلى الله عليه وسلم بل واجب على العقل ان يكون مع النقل سامعا مطيعا ما سلم به وما لم يعقله وكل علمه الى الله عز وجل ويكون حاله ان يقول امنا بالله وبكل ما جاء عن الله رسوله صلى الله عليه وسلم على مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم. فرد النصوص بالعقل هذا مذهب مذهب الزنادقة ومذهب الجهمية من العقلانيين الذين لم يثبتوا في هذا الباب الا ما اثبته العقل واما ما رده العقل فانهم لا يثبتون ولنا في هذه الازمنة نسمع كثيرا من يرد النصوص الصحيحة بدعوى ان العقل لا يقبلها او انها تخالف او انها تخالف الذوق العام او وكل هذه الدعاوى دعاوى باطلة فنصوص الوحي لا ترد بسفاسف عقول هؤلاء الجهلة او بخزعبلات او بصفطتهم فانما تقبل النصوص اذا ثبتت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم اما ما يتعلق بكلام ربنا فهذا قد تجاوز العقول ان تحكم فيه وانما هذا مع النصوص التي قد يعتريها شيء من الخطأ والصواب كنصوص النبي صلى الله عليه وسلم من جهة ثبوتها واما من جهة في انس مقالة وثبتت فان ما قاله رسولنا صلى الله عليه وسلم فهو كالقرآن في ثبوته وحجيته وانه لا يعتريه الباطل ولا يأتيه ايضا لان الرسول لا يتكلم بهوى ولا يتكلم من قبل نفسه. وانما يتكلم وحيا من الله عز وجل. فكلام فيما اخبر به هو وحي من الله عز وجل. وكلام الله سبحانه وتعالى هو وحي من الله. الا انه كلام. والفرق بين السنة والقرآن ان والفرق بين القرآن والسنة اولا يشتركان في كونهما وحيا من الله عز وجل ويفترقان ان القرآن كلام الله عز وجل لفظا ومعنى واما السنة فلفظها من النبي صلى الله عليه وسلم ومعناها من الله عز وجل فهما وحي من الله وتعالى وما كان وحيا لله عز وجل فانه لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه وهو حكيم حميد بهذا الوصف الذي وصفه الله وصف الله به كلامه سبحانه وتعالى. وايضا السنة تنزل منزلة الوحي في هذا المعنى. قال بعد ذلك وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه ولم نطلع على حقيقة معناه اي ان المسلم اذا اتاه النص عن رسولنا صلى الله عليه وسلم وكان هذا النص يفوق او او يتجاوز قدرة ان يعقله مثلا عذاب القبور عذاب القبر وان القبر يكون روضة من رياض الجنة. وانه يمد له في بصره وانه يمد له وفي قبري مد بصره قد لا تتصور العقول ان القبر هذا الصغير يتسع هذا الاتساع وان الميت يجلس فيه وانه يرى عند الغروب وانه يسقط وانه يجلس في قبره. كل هذه الاشياء قد لا تستوعبها العقول الناقصة. اما العقول المسلمة فهي تعلم ان ان الله عز وجل على كل شيء قدير. فما عقلته امنا بي وحمدنا الله عز وجل عقلنا هذه الحكمة. وما اعلم تستطع عقولنا ادراكه فالواجب علينا ان نسلم وان نقول سمعنا واطعنا وامنا كل من عند ربنا سبحانه وتعالى ولا نردها بان عقول لم تقبلها كما ايضا ما يذكر في هذه الازمنة حديث ابي هريرة الذي في البخاري في قصة الذباب اذا وقع الذباب في اناء احدكم بل يغمسه فان في احد جناحيه داء وفي الاخر دواء. وانه يتقي بجناح الذي فيه الداء. هذا الحديث قد رده بعض من ينتسب الى العلم بدعوى ان الذوق العام لا يقبله وان هذا فيه شيء من فيه نوع من القذارة ولا شك ان هذا القول باطل من قائله اذا علم ان الحديث قد صح عن صلى الله عليه وسلم وانه ثابت صحيح ثم وصى بهذا الوصف فقد كفر بهذا الوصف لانه وصف كلام النبي وسلم بانه بانه يدعو الى القذارة ويدعو الى امور لا تقبلها النفوس او لا يقبلها الذوق العام. وهذا قول باطل والحديث قد صححه البخاري رحمه الله تعالى وتلقته الامة بالقبول واخذوا منه ان ان الذباب اذا وقع انه يتقي بجناح الذي به الداء فاذا اردت شرب هذا الماء لدفع مضرته فاغمس الذباب في الى حتى تندفع الظاهر حتى يندفع ضرره واذا سكبته ولم تشربه لانك لا تقبله فلا حرج عليك في ذلك. لكن اذا اردت ان تشرب هذا فمن باب دفع الظرر الذي نزل به لا بد ان تغمسه في الاناء حتى يندفع الضرر. فهذه الاحاديث وما شابهها يجب على المسلم ان يقول فيها سمعنا واطعنا وامنا وصدقنا بخبر رسولنا صلى الله عليه وسلم ولا نرد ذلك بشناعة شنعت او بان العقول لا تقبلها او لا تتصورها فالعقل له حد لا يتجاوزه والامور الغيبية اعظم اعظم من ان تدركها العقول على حقيقتها. فما عند الله عز وجل اعظم واكبر مما نتصوره في هذه الحياة. قال بعد ذلك رحمه الله تعالى مثل حديث الاسراء والمعراج مثل حديث الاسراء والمعراج. هذا اول الاحاديث التي تتعلق بالامور الغيبية حادثة الاسراء حادثة الاسراء هي ثابتة عند اهل السنة فاهل السنة يثبتون يثبتون الاسراء والمعراج لنبينا صلى الله عليه وسلم وهذه الحادثة فيها مسائل. المسألة الاولى ما معنى الاسراء؟ الاسراء هو انه صلى الله عليه وسلم اسري به من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. كما قال تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي بارك ما حوله فهذا الاسراء قد اخبر به ربنا سبحانه وتعالى ومن كذبه كفر بالله عز وجل. المسألة الثانية الاسراء كان بالليل لان الاسراء يطلق السوري يطلع يطلق على الليل وهو كذلك ما ذكر ذلك ربنا سبحان الذي اسرى بعبده ليلا. فذكر الليل وانه وقع في الليل. ثانيا ان وقع الاسراء بالليل وثاني وثالثا ان الاسراء كان بروحه وجسده الاسراء وقع بالروح والجسد. خلافا لمن قال من المعتزلة وغيرهم ان الاسراء وقع وقع بالروح لا بالجسد. وهذا والقول قول باطل هذا القول قول باطل انه وقع الاسراء بالروح لا بالجسد قول باطل يرده الكتاب ويرده السنة يرده ايضا العقل اما من الكتاب فالله يقول سبحان الذي اسرى بعبده والعبد لا يطلق الا على الروح والجسد لا تسمى الروح وحدها عبدا ولا يسمى الجنس وحده عبدا الا اذا كان محتملا على الروح والجسد فسماه عبدا لان مسراه صلى الله عليه وسلم الى البيت الى المسجد الاقصى انا بروحه وجسده. الامر الثاني ان الاسراء بالروح لا تنكره لا تنكره العرب. ولا تنكره قريش فان الانسان قد ينام ويرى في منامه انه يصل الى اقصى الارض وادناها وهو في فراشه وهذا لا ينكره لا ينكره عاقل. وانما وانما وانما وجه الانكار والاعجاز في حالة الاسراء انه صلى الله عليه وسلم اسري به الى المسجد الاقصى في ليلة واحدة بل رجع الى فراشه وفراشه لم يبرد في نفس الليلة هذه هي المعجزة التي التي التي انكرها الكفار وانكرتها قريش عندما قالوا كيف كيف يسرى بك الى المسجد الاقصى ثم تعود بليلتك ولم يبرد ولم تتغير لان لان المسافة بين المسجد الاقصى والمسجد الحرام ما يقارب شهر او شهرين ما يقارب شهر او شهرين فكيف يقطعها في بليلة واحدة بل في ساعات بل اعظم من ذلك انه يعرج به الى السماء السابعة ويكلمه ربه سبحانه وتعالى ويرجع من ليلته عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اذا الاسراء كان بروحه وجسده. كان بروحه وجسده. واما واما العقل فان اعجاز انما يكون انما يكون ان يجمع له في اسرائه بين الروح والجسد. اما لو كان بالروح وحده فلا فائدة لا انكار فيه ولا اعجاز فيه. الامر الرابع ان الاسراء كان يقظة لا مناما. ان الاسراء كان يقظة لا منام. وقد ورد عند البخاري من حال شريك ابن عبد الله ابن عن انس ابن مالك قال ثم استيقظت وهذه اللفظة وان اخرجها البخاري فقد ذكر الامام مسلم في صحيحه ان شريك اخطأ في هذا الحديث اخطاء قدم وزاد ونقص وقد قال ابن الحاج في فتح الباري ان شريك اخطأ في الحديث في عشر مواضع ومن هذه انه قال انه قال ثم استيقظ اي اصبح اسراؤه كان من كان كان حلما او مناما وهذا ليس بصحيح بل كان صلى الله عليه وسلم يقظة كان اسراء صلى الله عليه وسلم يقظة وهذا الذي دلت عليه النصوص الكثير وشريك قد اخطأ في مواضع من هذا الحديث وقد اخرجه وقد اخرجه البخاري ومسلم من طريق قتادة عن انس ومن طرق كثيرة كلها تفيد انه كان اسراء بروحه وجسده وانه كان يقظة صلى الله عليه وسلم. ايضا الامر الخامس ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اسري به اوتي بالبراق اوتي بالبراق وهي دابة بيضاء تبرق وهي سريعة الخطى تضع حافرة عند حيثما ينتهي فاوتي بالبراق وهو دابة الانبياء اسري به الى المسجد الاقصى وصلى بالانبياء هناك عليه الصلاة واتم التسليم وقد جمع الله له ارواح الانبياء قد جمع الله له ارواح الانبياء كلهم الا عيسى عليه السلام فقد جمعه الله ببروحه وجسدي لان بروحي وجسده لان عيسى كان حيا ولم يمت عليه السلام وانما يموت اذا نزل الى اذا نزل الارض فيقبض الله روحه بعد ذلك. اذا جميع الانبياء التقى به بهم نبينا صلى الله عليه وسلم بارواحهم الا عيسى عليه السلام فانه التقى بهم بالتقى به بروحه وجسده هذه مسألة وقع فيها خلاف ايضا هل جميع الانبياء جمع الله له ارواحهم واجسادهم؟ ام الارواح فقط؟ فمنهم من قال ان الله على كل شيء قدير وان وان الله وقد جمع له الارواح والاجساد في وقت واحد ومنهم من قال ان الذي جمع له من انبيائه وارواحهم واما يدل على ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم في طوله رأى موسى عليه السلام في قبره يصلي رأى موسى عليه السلام في قبره يصلي اي في قبره فدل هذا انه الذي رآه في المسجد الاقصى هو هو روحه لا جسده لا جسده وان جسده كان في قبره عليه عليه السلام. المسألة المسألة السادس في حال الاسراء لا يعلم وقت الاسراء لا يعلم وقت الاسراء وليس في معرفته فائدة ولا ينبني على معرفته عبادة كل ما يشرع من تعظيم ليلة من ليالي السنة على انها ليلة الاسراء فهو قول باطل وهو بدعة محدثة ولا يجوز. وربنا سبحانه وتعالى عندما ليلة الاسراء لان ليس في معرفتها فائدة للمكلفين. فلا يشرع في تعظيمها شيء ولا يشرع في معرفتها شيء وانما اخبرنا ربنا سبحانه وتعالى انه اسرى برسوله واخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انه اسري به. واما الزمان الذي اسري به اي او المكان الذي اسري منه في ذكر انه من بيت ام هاني رظي الله تعالى عنها واما الليلة والوقت الذي اسري فيه من السنة فلا يعلم ذلك الا الله الا انهم اختلفوا هل اسري به قبل الهجرة بسنة او بسنتين او بثلاث او بخمس؟ واكثر اهل العلم على ان مسراه صلى الله عليه وسلم كان قبل قبل هجرته بسنة بسنة واحدة بسنة واحدة هذا كان وقت مسراه صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك هاجر الى عليه عليه الصلاة واتم التسليم. هذه بعض المسائل التي تتعلق تتعلق بالاسراء. اذا كان يقظة وكان بروحه وجسده وكان في الليل وانه صلى بالانبياء في ذلك المقام ثم عرج به من المسجد الاقصى الى الى ربه سبحانه وتعالى نقف على هذه المسألة ما يتعلق بالاسراء والمعراج ونكمله في الدرس القادم باذن الله عز وجل وما يتعلق ببعض ببعض الايات المعجزات التي حصلت لرسولنا في ذلك المقام والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد