الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال ابن قدامة رحمه الله تعالى وذلك حين ينفخ حين ينفخ اسرافيل عليه السلام في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون ويحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا بهما. فيقفون في موقف القيام حتى يشفع فيهن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ايضا من الامور الغيبية التي يجب على المسلم ان يؤمن بها ان يؤمن بان الله سبحانه وتعالى يأمر اسرافيل عليه السلام ان ينفخ في الصور ونفخه في الصور هي نفختان على الصحيح من اقوال اهل العلم فان اهل العلم اختلفوا في عدد النفخات ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بعدد النفخات حديث صحيح انها اكثر من اثنتين وكل ما ورد ان النفخات اكثر من اثنتين فانه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد جاء ان النفخ في الصور ثلاث نفخات في حديث ابي هريرة المعروف بحديث الصور الطويل وهو حديث رواه الطبراني وغيره وفي اسناده اسماعيل بن رافع القصاص وهو حديث منكر انكره البيهقي وانكره ايضا ابن كثير واسماعيل ابن اسماعيل ابن رافع هو ضعيف قصاص يخلط بين الاحاديث ويجمع بينها ولا يميز المرفوع من الموقوف ولا المرسل من المتصل فترك اهل العلم حديثه وقد تفرد بهذا الحديث وقد تفرد بهذا الحديث وهو ان النفخ ثلاث نفخات وبهذا الحديث اخذ بعض اهل العلم وقالوا ان النفخ في الصور هو ثلاث نفخات نفخة بعث ونفخة فزع ونفخة صعق فاول النفخات هي نفخة الفزع او نفخة الصعق ثم نفخة الفزع ثم نفخة البعث والنشور والذي عليه جمهور اهل العلم والذي دلت عليه الاحاديث الصحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم انها نفختان فقط نفخة بعث ونفخة صعق ومما يدل على ذلك ما جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال بين النفختين اربعون قالوا اربعين عاما قال ابيت قال شهرا قال ابيت قال يا سبوع قال ابيت اي لا اعلم ذلك فحديث ابي هريرة هذا قد بين انها انها نفختان بين النفختين اربعون اربعون وسكت عن هذه المدة فافاد انها انها نفختين واصلح من ذلك قوله تعالى ثم نفخ فيه اخرى ثم نفخ فيه اخرى. ولو كان الثلاث لقاء ثم نفخ فيه ثانية فلما ذكر نفخة الصاق ثم قال نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون افاد انها نفختان لان الاخرى لا تطلق الا على ما انتهى وليس بعده وليس بعده شيء. ولو كان هناك ثالثة ثم قال نفخ فيه ثانية حتى يختم بالاخرى. حتى يختم بالاخرى فدل الدليل الصحيح الصريح انها نفختان نفخة بعث ونفخة صعق وهذا الذي عليه جمهور اهل السنة المسألة الثانية ايضا ما هو السور؟ ما هو الصور؟ جاء في حديث مرفوع عن ابي هريرة رضي الله عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان السور بوق عظيم ان ان الصور هو بوق او ناقور ينقر فيه وينفخ فيه والصور على اسمه هو سور ايبوق وناقور ينفخ فيه ذلك الملك ينفخ فيه ذلك الملك فتنتشر الارواح لها الى تنتشر الارواح كلها الى اصحابها ولاجساد اصحابها. وجاء في قراءة في الصور اي ان ينفخ في والمراد بالصور هي الاجساد هي الاجساد. وبهذا قال الحسن لكن الذي عليه جماهير اهل العلم ان النفخ يكون في سور عظيم وهو او ناقور عظيم ينفخ فيه ذلك الملك. ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث مرفوع في وصف الصور. وقد جاء عن ان ننبه له انه خلق من درة بيضاء وانه دائرة عظيمة جدا. دائرة عظيمة جد فيها خفوس وخروق كثيرة بكل خرق نفس او كل خفس نفس آآ من انفاس بني ادم التي ترجع الى اجساده اذا اراد الله عز وجل بعث هذه الارواح وجاء في مسند احمد وغيره عن ابي سعيد الخدري وقيل عن ابي هريرة ان الله قال كيف انعم وقد التقم صاحب صاحب الصور آآ صوره او صاحب الناقون يقرأ ناقوره فهو يصغي ليتا متى ينظر متى يؤمر بالنفخ؟ فقالوا كيف نقول؟ قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل. وهذا الحديث مداره على عطية العوف الا ان اهل السنة اخذوا بهذا الحديث واثبتوا ان هناك ملك هو اسرافيل عليه السلام وهو الموكل بالنفخ. وقال بعضهم ان الموكل غير وانه ملكان احدهم المشرق والاخر المغرب الاخر بالمغرب وليس في هذا شيء مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم وانما هي اقوال بعض التابعين واقوال بعض السلف والصحيح الذي دلت عليه النصوص ان الذي ينفخ هو اسرافيل عليه السلام وهو ملك عظيم جاء ذكره في سنة النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة الذي علقه البخاري ورواه مسلم اللهم ان رب اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل عالم الغيب والشهادة وقد اتفق اهل السنة على ان اسرافيل هو الموكل بالنفخ والموكل بالنفخ وهناك قول اخر لبعض اهل السنة ان اسرافيل هو الذي يأمر النافخين ان ينفخا نفخة البعث ونفخة ونفخة آآ الصعق ونفخة الصعق تكون عندما يبقى الاحياء عندما عندما يهلك عندما يقبض الله عز وجل ارواح اهل الايمان ويرسل ريحا باردة فتقبض ارواح اهل الايمان يبقى الكفرة يركب بعضهم بعضا ويعبد ويعبدون الشيطان من دون الله عز وجل ينزو بعضهم على بعض كما جاء في صحيح مسلم عن عبد الله ابن العاص رضي الله تعالى عنه حتى لا يبقى الا من حتى لا يبقى في الارض من يقول الله الله فيأمرهم الشيطان ليعبدوه فيعبدونه ويزيلهم عبادته بل ينزو بعضنا بعض كما تنزو الحمر بعضها على بعض اذ يأمر الله عز وجل بالنفخ في الصور فاذا نفخ في الصور اصغى ليتا اي يسمعون الصرخة فما فما يسمعون الا وقد صعقوا جميعا اذا نفخة الصعق تتعلق تتعلق بالاحياء ونفخة البعث تتعلق تتعلق بالجميع نفخة البعث تتعلق بالجميع نفخة الصعق تلعق لا لا يسمعها الا الكفرة والفجرة الذين لا يعبدون الله عز وجل. فاذا نفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله والمراد بالمشيئة هنا الذين هم اموات لا يصعقون لانهم قد صعقوا قبل ذلك كذلك ارواح الشهداء ارواح اهل الايمان كلهم لا تصعق كذلك ارواح اه كذلك الحور العين الذين في الجنات والولدان المخلدون اللي في الجنات كل هؤلاء لا يصعقون وما عدا اولئك فانهم يصعق ويموت ولا يبقى الا الله سبحانه وتعالى ويقول انا الملك الديان اين ملوك الارض؟ فلا احد وانما يجيب نفسه بنفسه سبحانه وتعالى ويقول لمن الملك اليوم؟ فيقول لنفسه لله الواحد القهار سبحانه وتعالى ثم يأمر الله اسرافيل فيأمره ان ينفخ في الصور فيبعث الله عز وجل جميع المخلوقات. وقبل ذلك ينزل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ان ولا وبر حتى يصل الى الاجساد في في قبورها او في اي مكان بقيت فيه ودفنت فيه. فاذا تركبت تلك العظام اصبح متكامل الخلق امر الله عز وجل اسرافيل بنفخة البعث بنفخة البعث ثم تنطلق كل روح الى جسد صاحبها ثم ثم ينشر الخلائق عندئذ ثم ينشر الخلائق عندئذ هذا ما يتعلق بمسألة النفخ في الصور وقال هنا وذلك حين ينفخ اسرافيل عليه السلام في الصور قال فاذا هم من الاجداث الاجداد هي القبور ومعنى ينسلون ان ينطلقون والناس بطريقة حشرهم على طبقات منهم من يخرج من قبره كالوفد المكرم قد عدت له النجب والابل البيض فما ان يخرج من قبره الا وهو راكب مكرما يساق الى الله عز وجل كما يساق الوفد المكرم الى مضيفهم منهم من يمشي على اقدامه ومنهم من يحشر على وجهه نسأل الله العافية والسلامة حتى انه ليتقي موضع الحدب والاذى والقذى في الارض يتقيها بوجهه فيحشرون الناس على طبقات ثلاث راكبين وماشين ويسحبون على وجوههم نسأل الله السلامة والعافية وينطلقون جميعا عن الى ارض المحشر كما قال الى ربهم ينسلون اي مسرعون متسابقون الى ارض المحشر. ويحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة اي ان الناس يخرجون من قبورهم لا شيء عليهم. النساء والرجال الخلق جميعا يخرجون من القبور عراة كما خلقهم الله عز وجل اول مرة يعيدهم اول مرة يعيدهم سبحانه وتعالى اي غرلا غير مختونين غير مختونين واذا قالت عائشة رضي الله تعالى عنها يا رسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم الى بعض قال يا عائشة الامر اشد من ذلك اي العظيم وكرب شديد تدنو الشمس من الخلائق مقدار ميل. وتزفر جهنم زفرة يجدو لها كل ملك مقرب. وكل نبي كلهم يقول اللهم سلم سلم النجوم تناثرت والقبور تبعثرت والبحار فجرت والارض تبدلت وتغيرت فالناس في فزع عظيم وهول شديد لا يلتفت احد الى احد ولا ينظر احد الى احد الرجال والنساء كلهم عراة لا ينظر هذا الى هذا واول من يكسى من الخلائق ابراهيم عليه السلام. فهو اول من يكسى في الخلائق في ابراهيم كما جاء في الصحيح عن ابي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه انه قال اول من يكسى ابراهيم عليه السلام وذلك والله اعلم ان ابراهيم القي في النار فاكلت النار فاكلت النار ثيابه فاكرمه الله عز وجل حيث تعرى في ذات الله عز وجل ان يكسيه الله عز وجل في عرصات القيامة قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فالجزاء ومن جنس العمل فكل من ابتلي في طاعة الله واوذي في سبيل الله وناله بلاء في سبيل الله عز وجل فان الله عز وجل يجازي على ذلك كالبلاء بمثل ما بمثل ما اوذي وابتلي به. فابراهيم لما عري في ذات الله عز وجل كان الجزاء ان الله سبحانه وتعالى فهو اول من يكسيه يوم القيامة بل يكسيه قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما نص على ذلك حديث ابن عباس الذي في البخاري حفاة لا لا نعال تحملهم عراة لا ثياب تكسوهم غرلا غير مختونين قد شخصت ابصارهم الى السماء قد جاء في الحديث ان ابصارهم تشخص الى السماء اربعين اربعين سنة لا يرتد اليهم طرفهم وافئدتهم هواء يوم عظيم استطال شره فبلغ السماء فشققها وبلغ الجبال فدكدكها وبلغ الارض فزلزلها وبلغ البحار ففجرها وبلغ القبور فبعثرها الشمس كما ذكرت ام مقدار ميل تغلي الجماجم وتفور من حر ذلك اليوم نسأل الله العافية والسلامة ودعوى الانبياء في ذلك المقام اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم فيحشرون على هذه الصورة فيقفون في موقف القيامة ليس لموضع ليس لاحدهم الا موضع قدميه والناس في ذلك المقام بين رجلين او بين بين صنفين من الناس اما ان يظل في ظل الله عز وجل والذي يضل لا يناله حر الشمس ولا وهجها. والذي لا يضل تسهر الشمس رأسه ويسير العرق في الارض مقدار سبعين سبعين ذراعا حتى يلجم العرق الناس الجاما ويغرق ويغرق الواحد من اهل الموقف في عرقه بل جاء عند ابن حبان رضي رحمه الله تعالى ان اهل الموقف يقولون يا ربنا ارحنا ولو الى النار ارحنا ولو الى النار من هذا المقام. فاذا طال بهم المقام واشتد بهم الهوى وعظوا بهم الخط قالوا من يشفع لنا الى ربنا سبحانه وتعالى فينطلق اهل الموقف كلهم ينطلق اهل الموقف كلهم الى ادم عليه السلام فيقولون يا ادم انت ابو البشر وقد خلقك الله عز وجل بيده واسجد لك ملائكته. الا ترى ما نحن فيه؟ فيقول لست لها لست لها ولم ما اخرجكم من الجنة الا انا اي بخطيئة ويذكر اكله من الشجرة. فينطلقون الى ابراهيم عليه السلام فيقولون يا ابراهيم خليل الله عز وجل الا ترى ما نحن فيه؟ فيذكر كذباته الثلاث فينطلقون الى موسى عليه السلام فيقول انت موسى وكليم الله عز وجل فيقول ولست لها ويذكر انه قتى نفسا بغير نفس ويأتون نوح ويسمونه عبدا سوف يقول لست لها حتى يأتوا عيسى عليه السلام فيقول لست لها ولا يذكر ذنبا ويأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها انا لها. فينطلق عليه افضل الصلاة واتم التسليم الى ربي سبحانه وتعالى. فينتهي الى موضع فان لا يبلغه الا هو عليه السلام فيخر ساجدا لربه قد رسبتا. يقول فيفتح الله علي من المحامد والثناء ما لا احسنه الان فيقول الله عز وجل يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فيقول يا ربي امتي امتي امتي امتي واختلف اهل العلم في المراد هنا بالامة هل هي هل المراد امة الدعوة او امة الاجابة او امة الاجابة. فقال غير واحد ان المراد بذلك امة الاجابة ولتكريم هذه الامة دخل غيرهم تبعا تكرمة لهذه الامة وقيل ان المراد امة الدعوة فشملت شفاعته صلى الله عليه وسلم لجميع الخلق والاقرب والله اعلم انه خص بهذه الشفاعة فدخل الناس كلهم تبعا له واراد الله عز وجل ان يرفعه مقاما محمودا يشكره الناس عليه في ذلك المقام يشكره الناس عليه في ذلك المقام ويعرفون فضله وقدره ان الله سبحانه وتعالى فصل بين العباد بشفاعة في الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه الشفاعة تسمى عند اهل العلم بالشفاعة العظمى بالشفاعة العظمى وهي خاصة برسولنا صلى الله عليه وسلم لا يشاركه فيها غيره عليه الصلاة واتم التسليم. وهناك شفاعتان اخريان ايضا خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم وهي شفاعته وفي عمه ابي طالب ان يخرج من اسفل النار فيكون في اعلاها. وهذه ايضا خاصة برسولنا صلى الله عليه وسلم لا ابراهيم يشفع في ابيه ولا نوح يشفع في ابيه كذلك وامه ولا غير الانبياء يشفع ولا يشفع غيرهم الانبياء في احد من قرابته الا محمد صلى الله وسلم يشفع في عمه ابي طالب ان يكون في اعلى ان يكون في اعلى النار كما قال صلى الله عليه وسلم لولا انا لكان في اسفلها وجعل في محظاهة اي في اعلاها. هذه الشفاعة الثانية. الشفاعة الثالثة ايضا التي هي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم شفاعته في فتح باب الجنة شفاعته في فتح ابواب الجنة فلا تفتح الجنة حتى يفتحها رسولنا صلى الله عليه وسلم ويطرق بابها فاذا طرق بابها قال له المخازن الجنة من انت؟ فيقول محمد؟ فيقول نعم لك امرت الا لا الا افتح لاحد قبلك. فاذا فتحها ودخل وسلم دخل معه سبعون الفا سبعون الفا من اهل الايمان بغير حساب ولا عذاب كل واحد منهم اخذا بيد صاحبه لا يدخل اولهم حتى يدخل اخرهم نسأل الله من فضله. قال حتى يشفع فيهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويحاسبهم الله وتعالى اذا اتى ربنا لفصل القضاء كان هذا المقام مقام حساب والناس الذين يحاسبون انما يحاسبون حساب عرظ او حساب مناقشة وهذا الحساب حساب العرض والمناقشة خاص باهل التوحيد خاص باهل التوحيد. اما الكفرة الاصليون الذين كفروا بالله عز وجل فهؤلاء الا يحاسبون حساب مناقشة ولا حساب عرض وانما يحاسبون حساب تبكيت واهانة وتذليل كما قال تعالى وقفوا انهم مسؤولون لله بان يكبت وان يذلوا وان يهانوا والا قد جاء في الصحيح عن ابي هريرة فاذا اذا حشر الله له الاخرين ثم اتى اليهود والنصارى فيطلبون الماء فيشار الى جهنم يحطو بعضها بعضا فيأتونها كأنها السراب فيتهافتون فيها كتهافت الجراد في النار اليهود والنصارى وكل مشرك وكل كافر بالله عز وجل يتساقط في النار ويبقى ويبقى المؤمنون ومن كان على ومن كان في ظاهره على شاكلة اهل الامام من المنافقين ثم يأتيهم ربهم سبحانه وتعالى كما جاء في ابي هريرة بسعيد لتتبع كل امة ما كانت تعبد فيمثل اليهود عزيرا ويمثل النصارى المسيح ويمثل لكل من عبد غير الله عز وجل طاغوته التي الذي عبده على صورة على صورة فيتبعون فيتهافتون في نار جهنم وتبقى هذه الامة بمنافقيها فيأتيهم ربهم سبحانه وتعالى في صورة غير الصورة يعرفونها به ثم في صورته ويجعل العلامة بينه وبينهم ان يكشف عن ساقه سبحانه وتعالى فاذا كشف عن ساقه سجد له كل من كان يسجد له مخلصا له سبحانه وتعالى. اما المنافق فاذا اراد ان يسجد رجع ظهره طبقا واحدا فيسقط على ظهره عندئذ يأتي ربنا القضاء والحساب فيدخل هؤلاء الجنة واما المنافقين فيتهافتون من على الصراط وتخدشهم وتخطفهم الكلاليب التي على هذا وينجوا اهل الايمان. اذا قوله حتى يشفع فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم المراد بالشفاعة هنا هي الشفاعة العظمى والشفاعة الخاصة برسوله صلى الله عليه وسلم. قال يحسبهم الله تبارك وتعالى والناس بالحساب اهل الايمان اما حساب عرظ واما حساب ناقشة وقد جاء في الصحيح عن عائشة رضي الله تعالى قال من نوقش شاب عذب اي من دقق الله عليه الحساب واخذ يحاسبه على الصغيرة والكبيرة فانه حتما سيعذب ويكون من اهل النار نسأل الله العافية والسلامة اما من يحاسب حسابا يسيرا وتعرض عليه ذنوبه عرضا فان الله سبحانه وتعالى يقول له سترت عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم ثم يعطى كتابه بيمينه. قال بعد ذلك وتنصب الموازين اي مما يكون يوم القيامة نصب الموازين. ومما يعتقد اهل السنة والجماعة ايضا ان هناك موازين ينصبها ربنا سبحانه وتعالى. وان الميزان له كفتان وله لسان وان له كفتان وله وقد ذهب بعض اهل السنة ونقل هذا عن مجاهد والاعمش وهو قول المبتدعة انه لا ميزان حقيقة وليس هناك موازين حقيقة وانما المراد بالموازين العدل وانما المراد بالموازين العدل وهذا القول ضعيف فان النبي صلى الله عليه وسلم في غير حديث اخبر ان ان اثقل ما يوضع في الميزان تقوى الله وحسن الخلق ولا يوضع ذلك في العدل. وقال صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة الذي ختم به البخاري صحيحه كلمتان خفيفتان تان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم وفي حياة الله بالنعم العاص رضي الله تعالى عنه في قصة الرجل الذي يمد له ذنوبه سجلا مد البصر فاذا اذا ايقى بالهلاك قال ينادي منادي من قبل الله عز وجل فيقولن لك عندنا حسنة فيؤتى بهذه الحسنة وتوضع تسعة وتسعين توضع تسعة وتسعين سجلا في كفة السيئات وبطاقة فيها لا اله الا الله قالها خالصا من قلبه في كفة الحسنات فتطيش لا اله الا الله بتلك بتلك السجلات ويغفر الله عز وجل له جميع ذنوبه. فهذا دليل صريح صحيح ان ان موازين حقيقة وان الميزان له كفة ولسان. وقد جاء قد جاء عند غير واحد وقد جاء عند عند الطبراني وغيره عن عن سلمان رضي الله تعالى عنه من طريق الليث ابن من طريق الليث ابن ابي سليم عن ابي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي انه قال الميزان له كفتان وجاء باسناد صحيح عن الحسن البصري انه قال الميزان له لسان وكفتان وهاء وبهذا قال عامة اهل السنة وبهذا قال عامة اهل السنة ويحمل قول مجاهد على ان العدل المراد به ان الله يحكم يوم القيامة بالعدل سبحانه وتعالى وان المراد بوضع الموازين هو العدل حتى لا يظلم احد مثقال ذرة ولا يعذب احد الا على ما عمل وقدم فاراد بالموازين المبالغة في اثبات عدل الله عز وجل وان الله سبحانه وتعالى لا يعذب احد حتى يرى نفسه اهلا للعذاب وان يعذر من نفسه كما جاء في الصحيح لا يدخل احد الجنة الا وقد اعذر من نفسه انه يستحق النار نسأل الله العافية والسلامة. فيحمل قول مجاهد على هذا المعنى والا هو قول اهل السنة ان الميزان حقيقي وان له كفة وان له كفتان ولسان ولسان. المسألة الثانية اختلف اهل العلم في هذه الموازين هل هي موازين عدة؟ او موازين او المراد بموازين ميزان واحد على قولين لاهل السنة فمنهم من قال هي موازين كثيرة ميزان ميزان للاعمال وميزان للكل كتب وميزان للاجساد ومنهم من قال انها موازين فلكل شخص ميزان يخصه ومنهم من قال انه ميزان واحد وانما وانما جمع من جهة ما يوزن فيه. اذا هناك قولان لاهل السنة القول الاول انه ميزان كل واحد وانما جمع وانما جمع ونضع الموازين جمع على لفظ موازين لان المراد ما يوزن فيه وقد ثبت انه او توزن الاعمال وثبت انها توزن ايضا الاجساد. وثبت ايضا انها توزن الكتب. الكتب ايضا توزن وهذا كله جاء في في احاديث صحيحة فوزن الاعمال جاء في حديث ابي الدرداء وابي هريرة الترمذي انه قال اثقل ما يوضع في ميزان العبد تقوى الله وحسن الخلق. وزن الكتب جاء في حديث عبد الله ابن العاص الذي عند الترمذي والنسائي باسناد صحيح في قصة الذي الذي يمد له سجلات مد البصر فتوضع هذه السجلات في في كفة السيئات وهو بطاقة فيها لا اله الا الله في كفة الحسنات. واما يدل على وزن الاجساد ما جاء في الصحيح ان الرجل السمين العظيم لا يزع عند الله جناح بعوض ان يوزن فلا يزن ان الله جناح بعوضة وقد جاء في مسند يحمل اسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رقى لما صعد ابن مسعود شجرة من الاراك فاهتز به وقت تتحرك فظحك الصحابة رظي الله فمن دقة ساقيه. فقال لهم اتعجب من دقة ساقيه؟ والله لهي في الميزان اثقل من جبل احد اثقل من جبل احد لا دليل على ان الاجساد توزن وان الاعمال توزن وان وان الكتب ايضا توزن وهذا القول هذا القول ارجح انها جمعت على كثرة ما يوزن فيها من جهة الاعمال والكتب والاجساد. وهذا هو الصحيح. اذا الميزان ميزان الحق وهو له كفتان كفة للحسنات وكفة للسيئات فمن ثقلت موازينه فاولئك المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك هم الذين خسروا انفسهم فاولئك هم الخاسرون فهما كفتان ولهما لسان يميل للكفتين التي تترجح يميل الى احد الكفتين التي تترجح. قال وبعد ذلك وتنشر الدواوين الدواوين اي الصحف والكتب التي التي كانت الملائكة تسجلها على العبد فما من عبد الا ومعه ملكان ملك يكتب الحسنات وملك اكتبوا السيئات وقد ويسجل كل شيء تعمله فاذا جاء يوم القيامة عرض الكتاب وعرضت هذه الكتب على الله سبحانه وتعالى ونشر الدواوين وتتطاير الصحف اي ان الصحف عندما يوزن الناس ويحاسبون ويثقل ميزان من اراد الله ان يثقل ميزانه ويخف من اراد الله ان يخف ميزانه تتطاير صحف الناس من جهة الصكاك صكاك تكون اما الى الجنة واما الى النار نسأل الله العافية سلامة وقد اختلف اهل العلم في مسألة تطاير الصحف وهل الاخذ بالشمال هل الاخذ بالشمال يأخذه يعني من يأخذ كتب الشمال؟ هل يأخذ الكتاب بشماله الكافر والعاصي؟ وهل المراد ان كل من كتب الله النار انه يأخذ كتاب شمالي على قولين لاهل العلم والصحيح الصحيح في هذه المسألة ان الذي يأخذ كتاب شماله هو كافر الفاجر المشرك بالله عز وجل الذي اوجب الله له الخلود في النار. اما اهل التوحيد والذين ارتكبوا المعاصي الكبائر والذنوب فالصحيح من اقوال اهل العلم انهم يأخذون كتبهم بايمانهم يأخذون كتبهم بأيمانهم وقد ذكر الله عز وجل ان الذي اخذ كتابي شمالي انه كان لا يؤمن باليوم الاخر وانه كان يكذب الله ورسوله فافادنا ان الكتاب الذي يؤخذ بالشمال لا يأخذه الا الكفرة والفجرة. اما اهل التوحيد فانهم يأخذون كتب بايمانهم يأخذون كتبهم بايمانهم. فمنهم من يأخذه ابتداء عند دخول الجنة فيدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب ومنهم من يدخل النار ثم يخرج فيعطى كتاب يمينه فيدخل فيدخل الجنة فيدخل الجنة وهذا هو القول الاقرب فيه من اقوال اهل العلم. ثم ذكر الدليل على ذلك هو قوله تعالى فاما من اوتي كتاب يمينه فسوف حسبوا حسابا يسيرا وينقلب الى اهله وينقلب الى اهله مسرورا. واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا. ويصلى سعيرا. ذكره انه يأخذ كتابه من وراء ظهره ولذلك عد بعض اهل العلم ان اهل الكفر طبقات. فكلما ازداد العبد كفرا وغلظ كفره انه يأخذ كتاب الوراء ظهره تكسر يده الشمال وتدخل من جوفه وتخرج من ظهره ثم يأخذ كتابه بشماله. واما عامة كفرة الذي لم يبلغ في الكفر مبلغ طواغيتهم وابلغ من صد عن سبيل الله فانه يأخذ يأخذ كتابه وبشماله صحيح ان انهم كلهم يأخذون كتب شمالهم وان طريقة الاخذ انه يكسر تكسر يده ثم تدخل من جوفها ثم تدخل هذه اليد من الجوف ويأخذ كتابه من وراء ظهره بشماله نسأل الله العافية والسلامة. اما اهل الايمان فيأخذون كتبهم بايمان قال هنا فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا وهذا دليل على انه كافر. لان الوصف بالصل بالسعير لا يكون الا للكفرة خاصة. قال والميزان كفتان ولسان توزن به الاعمال كما قال تعالى فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. من ثقلت موازينه فهذا الذي ينادي منادي ان قد سعد فلان ابن فلان سعادة لن يشقى بعد ابدا ثم يعطى كتاب بيمينه. واما الذي خفت موازينه فهذا الذي يقال فيه قد شقي فلان. اما ان كان كافرا شقاوة ليسعد بعدها ابدا وان كان عاصيا فانه قد شقي شقاوة اه مطلق الشقاوة ليس الشقاوة المطلقة فيعذب ما شاء الله له ان يعذب ثم يخرج يخرج الى نقف عند قوله ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حوض في القيامة ماءه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل واحلى من العسل نقف على هذا والله اعلم