نعم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى ولهما عن سهل ابن سعد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فبات الناس يذوقون ليلتهم ايهم يعطاها فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان اعطاها فقال اين علي بن ابي طالب؟ فقيل هو يشتكي عينيه قال فارسلوا اليه فاوتي به فبصق في عينيه ودعا له برأ كأن لم يكن به وجع فاعطاه الراية وقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب وعليهم من حق الله تعالى فيه. فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. يذوقون ان يخوضون قوله عن سهل ابن سعد اي ابن مالك ابن خالد الانصاري الخزرجي الساعدي ابو العباس صحابي شهير وابوه ابي ايظا مات سنة ثمان وثمانين وقد جاوز المئة. قوله قال يوم خيبر اي في غزوة خيبر. وفي الصحيح ايضا عن سلمة بن الاكوع رضي الله عنه قال كان علي رضي الله عنه قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان رمدا فقال انا اتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علي رضي الله عنه فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله عز وجل في صباحها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية او ليأخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله. او قال يحب الله ورسوله يفتح الله على لديه فاذا نحن بعلي وما نرجوه. فقالوا هذا علي فاعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية ففتح الله عليه قوله لاعطين الراية قال الحافظ في رواية بريدة اني دافع اللواء الى رجل يحبه الله ورسوله وقد صرح جماعة من اهل اللغة بترادفهما بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد هذا الحديث حديث سهل بن سعد رضي الله عنه في ذكر اعطاء النبي صلى الله عليه وسلم الراية لعلي رضي الله عنه فيه ما اورده المصنف رحمه الله تعالى لاجله الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله وفيه ايضا فظل هذه الدعوة وعظم شأنها كما قال في تمامه لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك كمن حمر النعم اي خير لك من الدنيا وما فيها. وقوله في هذا الحديث لوعطين الراية اشار الشارح رحمه الله تعالى الى خلاف اهل العلم في الراية هل هي اللواء امهما شيئان؟ هل الراية واللواء مترادفان ام هما شيئان مختلفا فقيل بترادفهما ان الراية واللواء شيء واحد. ويقال له وايضا العلم لانه علم على محل الامير والقائد. وقيل بالفرق بينهما. وان اللواء دون الراية ومما يقوي ذلك الرواية التي اشار اليها رحمه الله بقوله لكن لكن روى احمد والترمذي من حديث ابن رضي الله عنهما قال كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء. ولوائه ابيض. ومثله عند الطبراني عن بريدة وعند ابن عدي عن ابي هريرة رضي الله عنهما وزاد مكتوب فيه لا اله الا الله محمد رسول الله قوله يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فيه فضيلة عظيمة لعلي رضي الله عنه. قال شيخ الاسلام ليس هذا الوصف مختصا بعلي ولا بالائمة. فان الله ورسوله فان الله ورسوله يحب كل مؤمن تقي يحب الله ورسوله لكن هذا الحديث من احسن ما يحتج به على النواصب. الذين لا يتولونه او يكفرونه او يفسقونه كالخوارج لكن هذا الاحتجاج لا يتم على قول الرافضة الذين يجعلون النصوص الدالة على فضائل الصحابة كانت قبل ردتهم. فان خوارج تقول في علي مثل ذلك لكن هذا باطل فان الله تعالى ورسوله لا يطلق مثل هذا المدح على من يعلم الله انه يموت كافرا هذا فيه ان اهل الباطل لا يستقيم لهم استدلال بالنصوص وذلك لصناعة موقفهم من النصوص فيما لا يوافق اهواءهم ولهذا يقال لكل صاحب هوى فيما قبله من النصوص ما قاله هو فيما رده من النصوص يقول له ذلك من ينازعه في هذا الامر اما اهل السنة فهم وحدهم من يستقيم لهم الاستدلال وهذه فائدة عظيمة تميز اهل السنة عن غيرهم لان جادتهم واحدة وقولهم في النصوص واحد بخلاف اهل الاهواء فمثلا احاديث الفضائل فضائل الصحابة عموما وال البيت عموما تلقاها اهل السنة كلها بالقبول اما النواصب فقبلوا منها قسما وردوا قسما وقابلهم الروافض فقبلوا ايضا قسما وردوا قسما ولا يستقيم استدلال بالنصوص الا بطردها كلها قبولا لها وعدم رد شيء منها والا فان من يقبل ويرد يقال له فيما قبله ما قاله هو فيما رده ولهذا لا يستقيم استدلال استدلال بالنصوص الا على نهج اهل السنة ولهذا يقال عنهم وحدهم اهل السنة واهل الحديث لانه ليس لهم معول في استدلالهم الا السنة والحديث ولا محل للاهواء بخلاف غيرهم ممن طغت عليهم الاهواء وابعدتهم عن كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. نعم. قال رحمه الله على وفيه اثبات صفة المحبة لله خلافا للجهمية. قوله يفتح الله على يديه صريح في البشارة بحصول الفتح فهو علم من اعلام النبوة. قوله فبات الناس يدكون ليلتهم بنصب ليلتهم. ويدوقون نقل المصنف يخوضون اي في من يدفعها اليه وفيه حرص الصحابة على الخير واهتمامهم به وعلو مرتبتهم في العلم والايمان وهذا فيه فضل الصحابة فيه فضل الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم لما قال النبي عليه الصلاة والسلام لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله بات الصحابة يدوقون ليلتهم اي خاضوا تلك الليلة من الذي اعطاها من الذي يعطاها؟ من الذي سيكون او ستكون هذه الراية من من نصيبه وكانوا في اشد الحرص ولهذا غدوا مبكرين كلهم يرجو ان يعطاها كلهم يرجو ان يعطى هذه الراية وهذا فيه بذل الاسباب بذل اسباب في نيل الخير لان غدوهم وتبكيرهم وحرصهم على نيل هذه الراية من اجل هذا الثناء العظيم والتزكية المباركة من النبي عليه الصلاة والسلام لمن يعطى هذه الراية يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله نعم قال رحمه الله تعالى قوله ايهم يعطاها هو برفع اي على البناء لاضافتها وحذف صدر قوله فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها. وفي رواية ابي هريرة رضي الله عنه عند مسلم ان عمر رضي الله عنه قال ما احببت الامارة الا يومئذ. اي من اجل قول النبي عليه الصلاة والسلام يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله نعم. قال شيخ الاسلام ان في ذلك شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بايمانه باطن وظاهرا. واثباتا لموالاته لله تعالى ورسوله. ووجوب موالاة المؤمنين له واذا شهد النبي صلى الله عليه وسلم لمعين بشهادة او دعا له احب كثير من الناس ان يكون له مثل تلك الشهادة ومثل ذلك الدعاء اي ان هذا سبب حرص الصحابة رضي الله عنهم وايضا سبب قول عمر ما احببت الامارة الا يوم اثنان وان كان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد بذلك لخلق كثير ويدعو لخلق كثير وهذا كالشهادة بالجنة لثابت ابن قيس وعبدالله ابن سلام رضي الله عنهما. وان كانا وان كان قد شهد بالجنة لاخرين والشهادة بمحبة الله ورسوله للذي ضرب في الخمر. قوله فقال اين علي بن ابي طالب؟ فيه سؤال الامام عن رعيته اقود احوالهم قوله فقيل هو يشتكي عينيه اي من الرمد كما في صحيح مسلم عن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه فقال ادع لي علي فاتي به ارمد الحديث. قوله فارسل اليه بهمزة قطع. امرهم بان يرسلوا اليه. فيدعوا له ولمسلم من طريق ياس ابن سلمة عن ابيه قال فارسلني الى علي فجئت به اقوده ارمد. ولمسلم من طريق ياس ابن سلمة اي ابن الاكوع رضي الله عنه. فسلمة ابن الاكوع رضي الله عنه ومن ذهب الى علي واتى به قال فجئت به اقوده ارمد. جئت به اقوده ارمد اي ممسكا بيده لا لا يرى الطريق من شدة الرمد الذي اصاب عينيه رضي الله عنه وارضاه. نعم قال رحمه الله تعالى وقول الشارح امرهم الى اخره ليس هذا بظاهر ففي نسخة صحيحة بخط المصنف فقيل هو يشتكي عينيه فارسل اليه مبني للفاعل وهو ظمير مستتر في الفعل راجع الى النبي صلى الله عليه وسلم يحتمل ان يكون مبنيا لما لم يسمى فاعله. قوله فبصق بفتح الصاد اي تفل. قوله فدعا له فبرأ هو بفتح ايها الهمزة هو يحتمل ان ان يكون مبنيا لما لم يسمى فاعله هذا تعبير العلماء المتقدمين وهو اولى من التعبير المتأخر قولهم نائب فاعل. وكلمة نائب فاعل في بعض المواقع في بعض تكون من سوء الادب مع الله سبحانه وتعالى. فكقوله وخلق الانسان ضعيفا لا يليق ان يقال الانسان نائب فاعل. حتى وان قال القائل هذا الصلاح الاصطلاح ينبغي ان يراعى فيه الادب مع الله جل وعلا. فمثل هذا يقال كما قال المتقدمون يقال مرفوع ما لم يسمى فاعله. قال مرفوع ما لم يسمى فاعله. نعم قال رحمه الله تعالى قوله فدعا له فبرأ هو بفتح الراء والهمزة اي عوفي في الحال عافية كاملة ان لم يكن به وجع من رمد ولا ضعف بصر. وعند الطبراني من حديث علي رضي الله تعالى عنه فما رمدت ولا صدعت منذ دفع الي النبي صلى الله عليه وسلم الراية وفيه دليل قال قال علي رضي الله عنه فما رمت ولا صدعت منذ دفع النبي صلى الله عليه وسلم لي الراية اي منذ ان بصق عليه الصلاة والسلام في عينيه برئ من من مما كان به من رمد ثم لم يصب به بعد ذلك لم يصب برمد ولا صداع. وجاء ايضا في بعض الروايات انه لما بصق عليه الصلاة والسلام في عينيه دعا له صلى الله عليه وسلم قال اللهم اذهب عنه الحر والبرد اللهم اذهب عنه الحر والبرد. يظهر والله اعلم انه كان من الرمد ايضا وجعا. لو كان وجعا رضي الله عنه فدعا النبي صلى الله عليه وسلم له بقوله اللهم اذهب عنه الحر والبرد. قال علي رضي الله عنه فما وجدت حرا ولا بردا بعد يوم يومئذ نعم. قال رحمه الله تعالى وفيه دليل على الشهادتين. قوله فاعطاه الراية. قال يصنف رحمه الله تعالى فيه الايمان بالقدر لحصولها لمن لم يسع لمن لم يسعى ومنعها عمن سعى. وفيه ان من الاسباب قوله رحمه الله تعالى وفيه دليل على الشهادتين. هذا اخذه رحمه الله من قول النبي صلى الله عليه وسلم انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام ثم ادعهم الى الاسلام. المراد بالاسلام الشهادتين. في اول ما يدعى اليه كما تقدم معنا فليكن اول ما تدعوهم اليه فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وفي حديث ايضا معاذ الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله. قال رأس الامر الاسلام. وعموده وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. قوله رأس الامر الاسلام اي الشهادتين. شهادة ان لا اله ان الله وان محمدا رسول الله. نعم. قال رحمه الله تعالى قوله فاعطاه الراية قال المصنف رحمه الله تعالى فيه الايمان بالقدر لحصولها لمن لم يسعى ومنعها عمن سعى. قال رحمه الله قوله فاعطاه الراية قال مصنف اي شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فيه الايمان بالقدر. فيه الايمان بالقدر اي ان الامور انما تقع بما قدره الله سبحانه وتعالى. ومن دليل ذلك في هذه القصة ان الصحابة رضي الله عنهم كلهم غدوا مبكرين الى النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها وهذا بدل اسباب كل يرجو ان يعطاها. سعوا لنيلها ولم يعطها واحد منهم قال حصلها من لم يسعى حصلها من لم يسعى لان الله كتبها ان تكون له رضي الله عنه وارضاه. نعم. قال رحمه الله تعالى وفيه ان فعل الاسباب المباحة او الواجبة او مستحبة لا ينافي التوكل لان الصحابة بذلوا الاسباب. بذلوا الاسباب غدا مبكرين كلهم يرجو ان يعطاها وبذل الاسباب في نيل الامور المباحة او الامور المستحبة لا ينافي التوكل لا ينافي التوكل وهو في نيل الامر الواجب واجب وفي نيل الامر المستحب مستحب اعني السبب نعم. قال رحمه الله تعالى قوله وقال انفث على رسلك. بضم الفاء اي امضي ورسلك بكسر الراء وسكون السين اي على رفقك من غير عجلة. وساحتهم فناء ارضهم وهو ما حولها. وفيه الادب عند وترك العجلة والطيش والاصوات التي لا حاجة اليها. وفيه امر الامام عماله بالرفق من غير ضعف. ولا انتقاض عزيمة كما يشير اليه قوله حتى تنزل بساحتهم. قوله ثم ادعهم الى الاسلام اي الذي معنى شوق قوله يعني رحمه الله من غير ظعف ولا انتقاظ عزيمة يستفاد من قوله حتى تنزل. يعني سر سيرا رفيقا. نعم لا تواني فيه لا تواني فيه ولا فتور بل امضي في سيرك السير الرفيق حتى تنزل بساحتهم. فهذا فيه التحذير من امرين. اشار اليهما رحمه الله. الاول ترك الطيس والعجلة والاندفاع. وايضا ترك التواني والكسل والانقطاع. نعم قال رحمه الله تعالى قوله ثم ادعهم الى الاسلام اي الذي هو معنى شهادة ان لا اله الا الله وان محمد نزل رسول الله وان شئت قل الاسلام شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. وما اقتضته الشهادتين من اصل عبادتي لله وحده واخلاص الطاعة له ولرسوله صلى الله عليه وسلم. ومن هنا طابق الحديث الترجمة كما قال تعالى لنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا اشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. قال شيخ الاسلام رحمه الله والاسلام هو الاستسلام لله وهو الخضوع له والعبودية له هكذا قال اهل اللغة قوله ومن هنا طابق الحديث ترجمة الترجمة الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله. وهذا يؤخذ من قوله ادعهم الى الاسلام. فان الاسلام هنا يراد به الشهادتان. وما تقتضيانه من اخلاص للمعبود متابعة للرسول عليه الصلاة والسلام فان الشهادتان فيهما توحيدان قيد المرسل جل في علاه بالاخلاص وتوحيد المرسل عليه الصلاة والسلام الاتباع نعم. قال رحمه الله تعالى وقال رحمه الله تعالى ودين الاسلام الذي ارتضاه الله وبعث به رسله هو الاستسلام لله وحده فاصله في القلب والخضوع لله وحده بعبادته وحده دون ما سواه. فمن عبده انا معه الى ان اخر لم اله اخر لم يكن مسلما. ومن استكبر عن عبادته لم يكن مسلما. وفي الاصل هو من باب ابي العمل عمل القلب والجوارح. واما الايمان فاصله تصديق القلب واقراره ومعرفته. فهو من باب قول القلب المتضمن عمل القلب انتهى. قول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى فمن عبده وعبد معه اله عن اخر لم يكن مسلما. ومن استكبر عن عبادته لم يكن مسلما. هذه فائدة ثمينة جدا وفيها بيانا الاسلام يضاده امران. يضاده امران. الشرك والاستكبار الشرك عن عبادة الله سبحانه وتعالى او الاستكبار عن عبادة الله جل وعلا نعم. فمن اشرك في العبادة بان اتخذ مع الله الها اخر او استكبر عن عبادة الله لم يكن مسلما. فالاسلام اخلاص واستسلام لله اخلاص البعد عن الشرك والخلوص منه واستسلام لله بالانقياد لامره. والامتثال لامره سبحانه وتعالى فالذي ينافي الاسلام امران الشرك والاستكبار. الذي ينافي الاسلام امران الشرك والاستكبار فمن ليس مسلما ومن استكبر عن عبادة الله ليس مسلما فلا يكون مسلما الا السلامة من هذين الامرين الشرك والاستكبار. نعم. قال رحمه الله تعالى فتبين ان اصل الاسلام هو التوحيد ونفي الشرك في العبادة. وهو دعوة جميع المرسلين وهو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والانقياد له والانقياد له بالطاعة قوله وهو الاستسلام لله بالتوحيد يوضح ما سبق لان من لم يستسلم فهو مستكبر ومن لم يوحد فهو مشرك. والاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد. نعم. والانقياد له بالطاعة فيما امرهم به على على السن رسله. كما قال تعالى عن اول رسول ارسله ان اعبدوا الله واتقوه واطيعون. وفيه مشروعية الدعوة قبل القتال لكن ان كانوا قد بلغتهم الدعوة جاز قتالهم ابتداء. لان النبي صلى الله عليه وسلم اغار على بني وهم غارون وان كانوا لم تبلغهم الدعوة وجبت دعوتهم. وقوله واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه اي في الاسلام اذا اجابوك اليه فاخبرهم بما يجب عليهم من حقوقه التي لابد لهم من فعلها كالصلاة والزكاة كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه فاذا فعلوا ذلك فقد منعوا مني دماءهم واموالهم الا بحقها ولما قال عمر لابي بكر رضي الله عنهما في قتاله ايمانعي الزكاة كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله اذا قالوها عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها. قال ابو بكر رضي الله عنه فان الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها. وفيه بعث الامام الدعاة الى الله على كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون يفعلون. كما في المسند عن عمر بن الخطاب رضي الله رضي الله عنه انه قال في خطبته الا اني والله ما ارسل عمالي اليكم ليضربوا ابشاركم ولا ليأخذوا اموالكم ولكن ارسلهم اليكم دينكم وسننكم قوله وفيه بعث الامام الدعاة الى الله. الدعاة الى الله تعالى لان انتشار الاسلام انتشار الاسلام وصلاح الناس واستقامتهم على الطاعة لابد فيه من دعوة. واي مبدأ او فكرة او مذهب او نحلة لا ينتشر الا بالدعوة. لا ينتشر الا بالدعوة. ولهذا يجد الانسان في في بعض المجتمعات احيانا تنتشر بوقت سريع بعض الافكار الرديئة وبعض المذاهب الفاسدة ولا سيما اذا كان من وراء اه تلك الدعوة استغلال لحاجة الماء الناس بل وفقرهم وضعفهم. فان الباطل ينتشر. واهل الحق اولى بالانتصار والعمل على نشره. ولهذا من اعظم المهام التي على عواتق ولاة الامر الائمة العمل على نشر الدين. وبعث الدعاة الى الله سبحانه وتعالى لهداية الناس ودلالتهم الى الحق والهدى نعم. قال رحمه الله تعالى قوله فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ام مصدرية واللام قبلها مفتوحة لانها لام القسم وان والفعل بعدها في تأويل مصدر رفع على الابتداء والخبر خير وحمر بظم المهملة وسكون الميم وحمر. اسكان الميم حمر بضم بضم المهملة وسكون الميم جمع احمر والنعم بفتح النون والعين المهملة اي خير لك من الابل الحمر وهي انفس اموال العرب. قوله وهي انفس اموال العرب هذا فيه التنبيه الى ان قول النبي عليه الصلاة والسلام خير لك من حمر النعم اي خير لك من الدنيا وما فيها لان هذا انفس ما يملك الناس فاذا كان خير منها فهو خير من الدنيا وما فيها. اذا كان خير منها فهو خير ايضا مما هو دونها واقل منها. فلا ان يهدي الله بك واحدا خير لك من حمر النعم اي خير لك من كل نفيس في الدنيا وكان انفس شيء تمتلكه العرب حمر النعم. فذكرها عليه الصلاة والسلام باعتبارها انفس ما يمتلكه العرب اذا كانت انفس من حمر النعم هداية رجل واحد فهي كذلك انفس من مما هو دون ذلك نعم. قال رحمه الله تعالى قال النووي وتشويه امور الاخرة بامور الدنيا انما هو للتقريب الى الافهام لا فذرة من الاخرة خير من الارض باسرها وامثالها معها كما قال الله عز وجل فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين وفي الحديث فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وفي الاثر ابن عباس رضي الله عنهما ليس في الدنيا مما في الجنة الا الاسماء نعم اوليس في الجنة مما في الدنيا الا اسماء نعم. قال رحمه الله تعالى وفيه فضيلة من اهتدى على يديه رجل واحد. وجواز الحلف على الخبر والفتية ولو لم يستحق قوله فضيلة من اهتدى على يديه رجل واحد لقول النبي عليه الصلاة والسلام بان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. وقوله وجواز الحلف على الخبر والفتية ولو لم يستحلف اي المخبر او المفتي جواز ذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم حلف لعلي رضي الله عنه قال فوالله لان يهدي الله ففيه جواز الحلف على الخبر والفتيا ولو لم يستحلف ولو لم يستحلف اي ولو لم يطلب منه نسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طربة فتعين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم نستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيره