بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى والمؤمنون يرون ربهم في الاخرة بابصارهم ويزورونه ويكلمهم ويكلمونه قال الله وتعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة. وقال تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. فلما اولئك في حال السخط دل على ان المؤمنون دل على ان المؤمنين يرون يرونه في حال الرضا والا لم يكن بينهما فرق وقال النبي صلى الله عليه وسلم انكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته. حديث حديث صحيح متفق عليه وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئ فانه تعالى لا شبيه له ولا نظير الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذا الفصل الذي ذكره ابن قدامة رحمه الله تعالى يتعلق بمسألة عظيمة الا وهي مسألة مسألة رؤية الله سبحانه وتعالى وهذه المسألة هي اكمل نعيم يتنعم فيه اهل الجنان واليه تشوق المتشوقون الى الجنة وسارع المسارعون وتسابق المتسابقون في بلوغ هذه المنزلة وهي منزلة رؤية الله سبحانه وتعالى كيف لا وهو الذي كمل في جلاله وبهائه على وجه الجمال وعلى وجه الكمال تعظيما وتقديسا فهو سبحانه وتعالى تفضل على عباده بهذه النعمة العظمى فقد اجمع اهل السنة على ان اعظم نعيم يتقلب فيه اهل الجنة هو رؤية الله عز وجل ولذلك كان اكملهم واعلاهم منزلة من يرى الله غدوة وعشيا يرى الله سبحانه وتعالى غدوة وعشيا كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه واعلاهم منزلة من يرى الله غدوة وعشيا وان كان في اسناده ضعف. الا ان اهل السنة مجمعون على ان هذا هو اكمل نعيم لاهل الجنة واعظمهم اعظمهم نعيما من يرى الله غدوة وعشيا. ثم الناس بعد ذلك يتفاوتون في الرؤيا. منهم من يراه في اليوم مرة ومنهم من يراه كل اسبوع ومنهم من يراه دون ذلك واكثر. والمقصد ان هذه المسألة وهي مسألة رؤية الله عز وجل اجمع عليها اهل الاسلام اجمع عليها اهل السنة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ومن اتى بعده من التابعين الى يومنا هذا واهل السنة مجمعون على ان اعظم نعيم هو رؤية الله عز وجل وان الله وان الله سبحانه وتعالى يرى وان رؤيته هي الذي يتلذذ به اهل الجنة وان رؤية الله تكون في عرصات القيامة وتكون في الجنات وتكون في الجنات. هذه هي المسألة التي ذكرها ابن قدامة رحمه الله تعالى ترى هذه المسألة في باب الاعتقاد لان هناك من المبتدعة من ينفي رؤية الله عز وجل ويقول ان الله سبحانه الا لا يرى لا يرى ولا تراه الابصار لا يرى وليس له بصرا ولا يرى بالابصار تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا والجهمية والمعتزلة ينفون رؤية الله عز وجل ولا يثبتونها ابدا لا لله ولا ان الله يرى. اما الاشاعرة اهول ما تريدي واهل الكلام فانهم اثبتوا الرؤية ولكنهم تجهموا في مسألة الجهة فقالوا ان الله يرى ولكن ليس في جهة وليس في جهة العلو وانما اثبتوا الرؤية المطلقة وهذا كذب وافتراء فان الله سبحانه وتعالى يرى في جهة في العلو والله لا يرى الا في جهة العلو ولا يمكن ان يرى الله عز وجل الا من فوقنا سبحانه وتعالى. وهذه التي ذكرها ابن قدامة قد دلت عليها النصوص الكثيرة من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم بل جاء في سنة اكثر من ثلاثين حديثا كلها تدل على ان الله يرى. وقد ذكر اهل السنة ان مسألة الرؤية من المسائلة من المسائل المتواترة عند اهل السنة في ثبوتها. وقد ذكرها الله عز وجل في كتابه فكفى من الايات اللي ذكر سيذكرها ما ذكره هنا وهو قوله وهو قوله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة. وكل اية مزيد للذين احسنوا الحسن وزيادة فقد فسرت بالنظر الى بالله عز وجل وكل اية لقاء في كتاب الله عز وجل فقد اجمع المفسرون ايضا على ان المراد باللقاء المعاينة وقد نقل ثعلب الله تعالى اجماع اهل اللغة ان اللقاء لا يسمى لقاء الا اذا كان معه المعاينة. فهذه الايات وهي كثيرة جدا في كتاب الله عز عز وجل تدل على ان الله سبحانه وتعالى يرى وان المؤمنون يرونه في عرصات القيامة ويرونه في جنات النعيم ويرونه في جنات النعيم وادلة اهل السنة في ذلك ان هذا مما دلت عليه مما دل عليه السمع ومما دل ومما دل عليه الفقه العقل ومما عليه ايضا الفطرة فان الذي لا يرى اشبه بالعدم فان الذي لا يرى اشبه بالعدم والله من صفاته انه يتصف صفات الكمال الذي يرى اكمل من الذي لا يرى. كذلك اه من السمعية الادلة الكثيرة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه. قال قال ابن قدامة رحمه الله تعالى والمؤمنون يرون الله عز وجل في الاخرة بابصارهم. قوله يرون الله تعالى في الاخرة بابصارهم قيد باخراج رؤية الدنيا باخراج رؤية الدنيا واهل السنة مجمعون ايضا على ان الله عز وجل لا يرى وفي الدنيا لا يرى في الدنيا وهذا محل اجماع بينهم الا فيما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد وقع خلاف بين اهل السنة هل رأى محمد هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه او لم يره على قولين لاهل السنة او على ثلاثة اقوال فمنهم من قال انه بعينه بعيني رأسه ومنهم من قال انه رآه بعيني فؤاده وعامة اهل العلم على انه على انه صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه لم يرى ربه. اما غير محمد صلى الله عليه وسلم فهم مجمعون. مجمعون على ان طه لا يرى كما جاء في الصحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه انه قال اعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا حتى تموت الله لا يرى ولا يمكن للعباد ان يروه الا بعد مفارقة هذه هذه الارواح للابدان. اما في الحياة الدنيا فانه سبحانه وتعالى لا يرى وهو معنى قوله تعالى لا تدركه الابصار. واما رؤية النبي صلى الله عليه وسلم فالذي عليه عامة وعليه عامة الصحابة ايضا وهو قول عامة السلف انه صلى الله عليه وسلم ما رأى ربه ودليل ذلك عموم قوله تعالى لا تدركه الابصار فان طاؤوس لما سأل عائشة رضي الله تعالى عنها عن هذه المسألة ارأى محمدا ربه؟ قالت لقد قفر لقد قف شعر رأسي مما قلت الم تسمع قوله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار. فنفت رؤية الله عز وجل بهذه الاية وايضا جاء في الصحيحين في صحيح مسلم عن ابي ذر رضي الله تعالى عنه انه قال انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ قال نور لا اراه نور ان لا اراه. فافادت هذه النصوص الصريحة الصحيحة انه صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه فانما رأى نورا عظيما حال بينه وبين رؤية ربي سبحانه وتعالى. واما غيره فهو محل اجماع واتفاق ان انه انه سبحانه وتعالى لا يراه المؤمنون في الدنيا وانما يرونه في الاخرة. وعلة ذلك كما قال الامام ما لك وغيره علته ان الابصار في الدنيا تفنى وان الله سبحانه وتعالى يلحقه ثناء وهو الباقي سبحانه وتعالى فلا يمكن ان ليرى فلا يمكن ان يرى الفاني ان يرى الباقي. فاذا كان يوم القيامة اعطى الله عز وجل لاهل الايمان ابصارا لا تفنى فسادا لا تفنى واعطاهم قوة يستطيعون معها ان يروا ربهم سبحانه وتعالى. ولذلك لما قال موسى عليه السلام لربه رب ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل. وربنا سبحانه وتعالى لما نفى الرؤية لموسى نفى نفى عدم قدرته نفى عدم قدرته على الرؤية وانما علق رؤيته على هذا الجبل الاصم الاشم الصلب ومع ذلك لما تجلى له ربنا سبحانه وتعالى اصبح الجبل دكا. فاذا كانت هذه الجبال العظيمة لا تطيق ان يتجلى لها ربنا سبحانه وتعالى. وقد جاء في حديث انس بن مالك رضي الله تعالى عنه ان الذي تجلى منه ربنا سبحانه من نوره قدر انملة سبحانه تعالى ومع ذلك ساخ الجبل اي ذاب. فكيف بقلوب البشر وكيف باجساد البشر؟ فلما تجلى ربه وصعق واندكت الجبل صعق موسى وخر على وجهه ثم افاق وقال تبت اليك وانا اول المؤمنين. ففي هذه فبهذه ان موسى عليه السلام انما عقل وانه لا يستطيع في الدنيا ان يرى ربه سبحانه وتعالى. اما في الاخرة فانه يعطى قوة وقدرة على ان يرى ربه سبحانه وتعالى فالفاني لا يمكن ان يرى الباقي في الدنيا. اذا المسألة اذا اراد هنا قوله في الاخرة اخراج دنيا فالدنيا لا يرى الله عز وجل فيها الا برؤية المنام اما برؤية الاعيان والابصار فانه لن يرى احد ربه حتى يموت واما الرؤية المنامية فهذا لا اشكال فيه عند اهل السنة وهم متفقون على وقوعها. وقد رأى محمد وقد رأى محمد صلى الله ربه في احسن صورة في رؤية منامية. اما في رؤية حقيقية فلم يره صلى الله عليه وسلم. وهذا ليس خاصا بالنبي صلى الله عليه بل قد يقع الرؤية المنامية من عامة المؤمنين ان يرى ربه ويسمع من يكلمه على انه ربه على انه ربه ولكن لا في صورة لكن لا يراه في صورة ولكن يقع في قلبه ان هذا النور او هذا الظياء او هذا المتحدث الذي القى عليه هذا الكلام انه ربه سبحانه وتعالى ولا اشكال في ذلك وانما الذي اجمع عليها للسنة انه لا يرى بالابصار الا بعد الموت واما في الدنيا فلا يراه احدا. قال ويزورونه اي ان اهل الجنة يزورون ربهم في الجنات. وذلك عندما يستزيرهم ربهم سبحانه وتعالى كما جاء في حديث الترمذي الذي الاوزاعي عن حسان بن عطية عن عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه انه قال اللهم ان قال يا سعيد اني اسأل الله ان واياك في سوق الجنة فقال وفيها سوق؟ قال نعم. ثم ذكر حديثا طويلا مفاده ان الله عز وجل يستزير عباده فيجمعهم على كثبان المسك ثم يكشف ثم يستزيدهم فيرونه ويزورونه في يوم كيوم الجمعة من ايامنا فهذا الحديث قد اعله بعضهم بهشام ابن وبعبدا الحميد بن ابي عشرين وضعفه لاجل هذه لاجل هؤلاء لاجل هذين الرجلين وهو شاب ابن عمار وهو من شيوخ البخاري الا انه متكلم فيه وكذلك عبد الحميد ابن ابي عشرين ايضا متكلم فيه. فالحديث اسناده لا بأس به. وفيه ان الله يزوره اهل الجنة في يوم الجمعة من ايامنا وينظرون اليه وينظر اليهم ويكلمهم ويكلمونه سبحانه وتعالى وهذا معنى هذا هو معنى لاهل الجنة لربهم سبحانه وتعالى عندما تنصب كثبان المسك وتنصب المنابر ويجلس الناس من الله عز وجل على قدر ايمانهم واعمالهم واقربهم منه منزلة اسرعهم الى الجمعة يوم الجمعة واقربهم منه سبحانه وتعالى ادناهم من فاذا كان ذلك حاظرهم ربنا سبحانه وتعالى وكلمهم وتفضل عليهم بنعمه وانزل عليهم بركاته سبحانه وتعالى فيرجعون الى اهليهم ودورهم بهيئة غير الهيئة التي ذهبوا بها فقد زادوا جمالا وبهاء ونورا. فيقول لهم اهلهم لقد بعدنا حسنا وجمالا فيقولون وما لا نزداد حسن وبهانا ما وما لنا لا نزداد حسنا وجمالا وبهاء وقد استزارنا ربنا وكلمنا وكلمناه فيفيض عليهم ربهم سبحانه وتعالى من نوره ومن رحمته ويبعث ريحا هي تسمى ريح الشمال تثير في وجوههم الطيب والجمال وعلى ما هم فيه من جمال ونعيم. فنسأل الله عز وجل من فضله هذا معنى احاديث الزيارة وانهم وانهم يزورون ربهم في الجنات واما مسألة الكلام فقد ذكرناها في درس سابق وانه سبحانه وتعالى يكلمهم ويكلمونه ويناديهم ويناجيهم سبحانه وتعالى كلام رحمة وكلام تفضل وكلام منة منه سبحانه وتعالى هذا اول ما ذكر ثم ذكر الادلة الدالة على ان الله سبحانه وتعالى فقال قال تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة هذا اول دليل ساقه ابن قدامة على اثبات رؤية الله عز وجل ووجه الدلالة في هذه الاية ظاهر وبين وواضح. فالله يقول وجوهي يومئذ ناظرة والوجوه هي محل الابصار. الوجوه هي محل الابصار ثم عد النظر بالى الذي يفيد قطعا النظر بالعين لا غير. ثم ثم قال الى ربها ناظرة سادت هذه الاية صراحة النظر الى وجه الله عز وجل وذلك انه ذكر الوجوه التي هي محل الابصار. ثم عد النظر الى الذي يفيد النظر النظر البصري حقيقة. ولذلك قال قوام السنة رحمه الله تعالى وهذه وهذه الاية دليل صريح واظح على ان المراد بالرؤية والنظر هنا هو النظر الحقيقي الذي يكون بالابصار لانه عداه بالا وذكر الوجوه التي هي محل محل الابصار. وقد اتى المبتدعة على هذه الاية وتأولوها بتأويلات فاسدة. فتأولوا هذه الاية بان قوله ناظرة اي منتظرة لثواب الله عز وجل الى ربها ناظرة اي منتظرة لثواب الله عز وجل وهذا المعنى من جهة تفسير هذه الاية معنى باطل فان النظر هنا لا يراد به الا النظر الحقيقي للانتظار لان النظر جاء في القرآن معديا ومطلقا ومعذب فيه فاذا عدي في في كما آآ كما كما في قوله تعالى افلا ينظرون في ملك افلا افلا ينظرون الى السماوات والارض فان النظر هنا يكون حقيقة اما بالنظر بالابصار او النظر بالتفكر مع الابصار. واما قوله تعالى انظرونا نقتبس من نوركم فانها اتت مطلقة فافادت معنى الانتظار. اما ان تعد بالى ويذكر الوجه الذي هو محل البصر لا يراد منها معنى غير النظر الى وجه الله عز وجل. وقد اتى الرازي على هذه الاية فقال ان معنى قوله تعالى وجوه يوم للناظرة الى ربها ناظرة ان الى هنا مفرد الاء مفرد الاء اي ناظرة الى نعم الله عز وجل والى ثواب الله وهذا قول باطل لا يقتضيه عقل ولا يقتضيه نقل ولا تقتضيه ايضا لغة فان فان الى هنا هي حرف معنى حرف يفيد التعدي الى غيره. اما انها مفرد الاء فهذا ليس عليه ليس عليه دليل لا من الكتاب ولا من سنة ولا من اللغة ولا يعرف ان الاء مفردها الى ولا يعرف باللغة ان الاء مفردها الى فهذا من خبطوا اتباع الهوى والضلال نسأل الله العافية والسلامة حداه الى هذا القول الباطل وافسد على نفسه لغته حيث ان حيث قال ان اذا هي مفرد الا حتى يفر من مسألة اثبات رؤية الله عز وجل واثبات ان المؤمنين يرون ربهم سبحانه وتعالى. ولذلك قال الامام احمد اني لارجو ان جهما وشيعته لا يرون ربهم يوم القيامة لانهم كفار والكفار يحجبون عن رؤية الله عز وجل ولانهم هم عطلوا الله عز وجل من شيء من كماله وصفة كماله وهي رؤية الله عز وجل. اذا اتوا على هذه الاية فتأولوها بالانتظار وبالثواب وهذا ليس بصحيح بل الاية واضحة وظاهرة وفسرت بانها ناظرة الى بانها ناظرة الى وجه الله عز وجل قال ايضا وقوله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. هذه الاية لها منطوق ومفهوم. اما منطوقها فافادت ان الكفار يحجبون عن الله عز وجل. وانهم لا يرون ربهم هذا ظاهر الاية وهذا منطوقها ان الكفار يوم القيامة لا لا يرون ربهم لا في العرصات ولا في الجنات. ومفهومها واذا حصل الحج عن الكفار فان هناك من يرى الله عز وجل لان لانه اذا خص قوم بالحجب افاد ان غيرهم يرى ويبصر والا لم يكن هناك فائدة في ذكر حجب الكفار. كما قال ذلك الامام الشافعي وغيره ان هذه اية افادت ان الله عز وجل يراه المؤمنون في العرصات وفي الجنات وذلك انه لما ذكر حجب الكفار افاد ان المؤمنون يرون ان المؤمن يرون ربهم سبحانه وتعالى والا لو لم يكن هناك رؤية لاهل الايمان لما كان هناك تفضيلا على عليهم لم يكن هناك تفضيلا لهم على الكفار لانهم كلهم محجوبون عن الله عز وجل فلما خص الكفار بالحجب افاد ان هناك من يراه. هذه الاية ايضا قال بعضهم ان فيها اثبات رؤية الله عز وجل للمنافقين وللكفار ابتداء ثم يحجبون عن الله عز وجل وهذا القول الصحيح انه غير صحيح فالكافر لا يرى ربه البتة وكذلك المنافق لا يرى ربه وان كان الخلاف المنافق اقوى فان من اهل العلم من قال ان المنافقين يرون ربهم في عرصات القيامة ثم يحجبون عنه ثم يحجبون عنه. ومنهم من قال ايضا ان الكفار يرون ربه ابتداء ثم يحجبون عنه واخذ هذا القائل ان الحج بعد الرؤية اعظم عذابا من الحجب قبل الرؤية وذلك انه اذا رأى ربه ورأى جماله وبهائه وكماله ثم حجب عنه اصبح حجبه بعد ذلك اي شيء اصبح عذابا اللهو وتعذيبا له بحرمانه من النظر الى وجه الله عز وجل. اما اذا لم يره ابدا ثم حجب بعد ذلك لم لم لم لم يعني لم يقع في عذاب مثل عذاب الذي رأى ثم حجب. ولكن هذا التعليل يحتاج الى دليل يحتاج الى دليل. وربنا وربنا ذكر ان الكفار عنه محجوبون كما قال تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون وهذا حجم مطلق اي لا يرونه البتة ولا يرونه ابدا. وعلى القول الذي ذكرت له وجاهته ولكن الاصح والاقوى انهم لا يرون ربهم ولا يتمتعون برؤيته البتة لانهم محجوبون عن الله عز وجل والحجب يطلق على الابتداء وعلى الابد دون ان يسبقه رؤية ودون ان يسبقه شيء قال بعد ذلك فلما حجب اولئك في حال السخط دل على ان المؤمنين يرونه في حال الرضا وهذا هو قول الشافعي رحمه الله تعالى وهو وظاهر وبين حيث ان تخصيص الله عز وجل الكفار بالحجب افاد مفهومه ان المؤمنين يرون ربهم سبحانه وتعالى والا لم يكن بينهم فرق اي انهم اذا كان المؤمنون والكفار كلهم محجوبون لم يكن هناك فرق بين اهل الايمان وبين اهل الكفر فلما حجب الكفار افاد ان المؤمنين يرون ربهم وهذا ظاهر. وقوله وقال النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون لا تضارون في رؤيته. ذكر ايضا لما ذكر دليلا من كتاب الله عز وجل ذكر ايضا حديثا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الحديث قد اخرجه البخاري ومسلم من طريق جرير بن عبدالله ومن طريق ايضا ابي سعيد الخديوي ومن طريق ابي هريرة وهي احاديث صحيحة وقد ذكرت ان ان احاديث الرؤية متواترة قد ورد فيها اكثر من ثلاثين حديثا عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلها تفيد رؤية الله عز وجل ان الله يرى سبحانه وتعالى. وفي هذا الحديث فيه اثبات رؤية الله عز وجل حيث قال حيث قال صلى الله عليه وسلم انكم اترون ربكم كما ترون هذا القمر؟ فمراده هنا انكم كما ترون القمر حقيقة بابصاركم فكذلك سترون ربكم حقيقة بابصاركم. سترى ربكم حقيقة بابصاركم. فشبه الرؤية بالرؤية. شبه الرؤية بالرؤية اننا نرى القمر حقيقة بابصارنا فكذلك سيرى المؤمنون وسيرى اهل التوحيد والايمان ربهم في العرصات وفي الجنات حقيقة كما كما يرى هذا القمر ليس دونه سحاب. وفي هذا الحديث به فيه فيه فوائد اولا فيه اثبات حقيقة الرؤيا لله عز وجل. وفيه فائدة اخرى ان الله يرى في جهة في جهة السماء فان القمر يرى في جهة السماء وكذلك ربنا سبحانه وتعالى يرى في جهة السماء. وثالثا ان فيه سهولة الرؤية ان رؤية الله عز وجل لا يترتب عليها عنت ولا شقاء ولا مضرة ولا ضيم كما انه كما ان رؤية القمر لا الرائي له مثل ذلك فقال لا تضامون اي لا يصيبكم ظيم ولا تظارون لا يصيبكم ظرر برؤية الله عز وجل كما لا يصيبكم كذلك برؤية القمر فافاد سهولة سهولة الرؤية سهولة الرؤية. الامر الرابع ان التسمية هنا هو تشبيه بالرؤية لا تشبيه بالمريء تشبيها بالرؤية لا تشبيها بالمرء. وذكرا دليلين وهناك ادلة كثيرة للذين احسنوا الحسنى وزيادة جاعل رضي الله تعالى عنه انه فسرها برؤية الله عز وجل. وجاء في صحيح مسلم عن عبد الرحمن ابن ابي ليلى عن صهيب الرومي رضي الله تعالى عنه ان ذكر الزيادة قال ازيدكم في كشف عن وجهه سبحانه وتعالى ثم قرأ قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وفي حديث موسى الاشعري الله تعالى في الصحيحين انه قال عندما ذكر جنة عدن وجنتين من ذهب وما في اوانيهما وما فيه من ذهب وجنة من فضة اواني وما فيها من من فضة قال وما بين القوم وبين وبين ان يروا ربهم الا رداء الكبرياء في كشفه عن وجهه سبحانه وتعالى فيراه اهل اهل الجنة وكما ذكرت قبل قليل ان ايات اللقاء كلها تفيد رؤية الله عز وجل وايضا قوله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها حاضرة وهذا واعظم نعيم لاهل الجنة وهو رؤية الله عز وجل. اما المبتدعة فقد اتوا على هذه النصوص فتحرفوها وحرفوها وحرفوا الكلمة عن مواضعه وحملوه ما لا وحملوها ما لم تحتمل. فتأولوها وبارادة الثواب وبانتظاره وان وان الله الذي يرى خلقا من خلقه وان الله لا يرى سبحانه وتعالى. واحتجوا بايات تعالى نفي على نفي رؤية الله عز وجل. احتجوا بدلالة نقلية وبدلالة عقلية. اما الادلة النقلية التي احتج بها المبتدعة من جهمية ومعتزلة وغيرها ممن نفى رؤية الله عز وجل فاول ما احتجوا به قوله تعالى لا تدركه الابصار. لا تدركه الابصار. قالوا هذا خبر من الله عز وجل ان الله سبحانه وتعالى لا تدركه الابصار ولا تراه الابصار. وقالوا ان عائشة رضي الله تعالى عنها فهمت هذا ايضا من هذه الاية عندما انكرت رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه وقالت انه لم يره واحتجت بهذه الاية واحتجت بهذه الاية وهي قوله لا تدركه الابصار سبحانه وتعالى. فقالوا ان هذا دليل واضح وبين ان الله لا يرى. واجاب اهل السنة على هذه الاية بجوابين الجواب الاول ان ان المنفي هنا والادراك المنفي هنا مطلقا هو هو الرؤية الدنيوية والرؤية الدنيوية لا الرؤية الاخروية وهذا الذي استدلت به عائشة رضي الله تعالى عنها على ذلك بان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه في الدنيا بقوله تعالى لا تدركه الابصار لا تدركه الابصار. فاصبح معنى الادراك هنا الرؤية مطلقا. الجزئية والكلية والاحاطة نفتها عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا وهذا كما ذكرت هو قول عامة اهل السنة فاصبح نفيها واحتجاجها بهذه الاية متعلق بالدنيا ولم تتكلم عن مسألة الرؤية في الاخرة بل هي تثبت رؤية الله عز وجل في الاخرة وان اهل الايمان يرون ربهم في الجنات هذا الوجه الاول على معنى قوله لا تدركه الابصار وهو النفي المطلق لجميع الرؤيا انه يتعلق بالدنيا. الوجه الثاني ان نفي الادراك ان نفي الادراك معناه نفي الاحاطة نفي الاحاطة وان الله سبحانه وتعالى لا تحيط به الابصار رؤية لا تحيط به الابصار رؤية ولا شك انه لما نفى عن نفسه سبحانه وتعالى ادراك الابصار له افاد كمالا سبحانه وتعالى لان كل نفي في القرآن فانه يفيد اي شيء يفيد كمال ضده يفيد كمال مدح له سبحانه وتعالى اذا كان المراد بهذه الاية نفي الرؤية مطلقا لم يصبح في ذلك مدحا له سبحانه وتعالى لانه يشابه يشبه نفسه بهذا باي شيء يشبه نفسه بالمعدومات فالمعدومات لا ترى فلم يكن في ذلك مدحا لله عز وجل وانما المدح في هذه الاية انه نفى الادراك واثبت الرؤيا فهو لكبره سبحانه وتعالى ولعظمته ولجلاله انه يرى ومع ذلك لا يستطيع مخلوق ان يحيط به سبحانه وتعالى. فاصبحت الاية دلالة وحجة على الجهم والمعتزلة. من جهة ان فيها اثبات الرؤية لله سبحانه وتعالى. والا لو كان المعنى نفي الرؤيا مطلقا لاصبح هذا نفي محض وليس في كتاب الله عز وجل نفي محض بل كل نفي في كتاب الله فانه يفيدك مال كمدح له سبحانه وتعالى. واصبح المعنى لا تدركه الابصار معناه ان الابصار لا تحيط به سبحانه وتعالى لعظمة ولكبره سبحانه وتعالى فلا تستطيع الابصار ان تحيط به. ولنا في كتاب الله عز وجل دليل على ذلك. فالله سبحانه وتعالى لما ذكر قوم موسى ذكر قوله فلما تراءى الجمعان اي رأى بعضهم بعضا قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا ان معي ربي سيهدين. فهنا اثبت الرؤيا ونفى هو نفى الادراك فلو كان معنى الادراك فلو كان معنى نفي الادراك نفي الرؤية مطلقا لاصبح الاية فيها تناقض لانه يقول فلما تراءى الجمعان اي رأى بعضهم بعضا رأى اصحاب موسى اصحاب فرعون ورأى اصحاب فرعون اصحاب موسى قالوا ان كلا ان قال فلما الجمعان قال اصحاب موسى ان لمدركون اي محاط بنا واتون علينا فقال كلا ان معي ربي سيهدين. اذا هذه الاية يكون الجواب عليها ان النفي المطلق بجميع بجميع معنى الادراك الجزئي والكلي والاحاطة رؤية يتعلق بالدنيا وهذا لا اشكال فيه انه لا يرى سبحانه وتعالى في الدنيا لا احاطة ولا رؤية لا جزءا ولا كل لا يرى سبحانه وتعالى في والوجه الثاني ان معنى الادراك اي شيء هو الاحاطة فالله لا تحيط به الابصار بل هو اكبر سبحانه وتعالى من ان يحاط به ولنا في مخلوقاته اية انت ترى الان السماء ومع ذلك لا تحيط لا تحيط ولا تدرك جميع بل ترى الشمس وترى جزءا منها ولا تدرك جميع اجزائها. كذلك ترى جهة من الارض ولا تدرك جميع جهاتها وانت تثب وانت ترى وتثبت لك الرؤية ولكن ينفع عنك اي شيء الادراك فمعنى الادراك اذا الاحاطة هو معنى الاية لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار سبحانه وهو يدرك الابصار سبحانه وتعالى. اذا اصبحت الاية حجة لاهل السنة على الجهمية والمعتزلة وفيها اثبات رؤية الله عز وجل لان نفي الادراك لان نفي الادراك ليس مدحا الا اذا كان معه اثبات اي شيء اثبات الرؤية فاذا اثبتنا الرؤية ونفينا الادراك اصبح ذلك كمال لله عز وجل فالله يرى ولكن لكماله وجلاله ولعظمته ولكبره سبحانه وتعالى لا تدركه الابصار اي تحيط به. نحن نعلم ان الله سبحانه وتعالى له علم. ولكن هل ندرك علمه؟ هل نحيط بعلمه سبحانه وتعالى؟ هل نحيط بسبعه؟ هل ندرك بصره؟ هل تدرك قوته؟ وهل ندرك جبروته؟ كل صفات الله عز وجل لا ندركها نحن لان لها كمالا لا يعلمه الا هو سبحانه وتعالى هذه الاية الاولى التي احتج بها الجامي والمعتزلة. الاية الثانية التي احتج بها الجهمية قوله تعالى انك لن تراني. فقالوا ان ربنا سبحانه وتعالى قال لموسى عليه السلام انك لن تراني وقالوا ان لن تفيد النفي المؤبد. فنفى الله عز وجل انه يرى سبحانه وتعالى. وهذا القول باطل لغة ونقلا وشاء عقلا باطل هذا القول. والرد عليه من وجوه كثيرة. الوجه الاول ان الله سبحانه وتعالى لم يعد على موسى سؤاله لم يعد على موسى سؤاله ولو كان سؤاله لا يجوز او لا يصح ان يسأله لقال يا موسى لا تسع عن هذا كما قال الله لنور لا تسألني ما ليس لك به علم. فدل هذا على ان موسى سؤاله له وجه وانه حق ولا اشكال فيه. الوجه الثاني ايضا ان الله سبحانه وتعالى علق رؤيته على اي شيء على على استقرار الجبل وثباته. والله قادر على ان يجعل الجبل مستقرا وثابتا ولكن اراد ربنا سبحانه وتعالى ان يري ان نوره وضياءه وجماله لا تثبت لها المخلوقات سبحانه وتعالى فلما تجلى للجبل جعله دكا وتعليق الرؤيا بشيء ممكن دليل على جواز وقوعها. الوجه الثالث ايضا من هذه الاية انه سبحانه وتعالى قال قال لن تراني ولم يقل انا لا ارى لانه لما قال لن تراني اي لن تراني على هيئتك هذي وعلى على حالتك هذه ولو كان الله لا يرى مطلقا لقال سبحانه وتعالى اني لا ارى واني لا يراني احد وانما قال لن تراني ثم علق الرؤية على ثبات الجبل واستقراره. الوجه الرابع ان قولهم ان لن تفيد التأبيد نقول هذا قول باطل وقد رده ابن مالك وائمة اللغة ان لا تفيد التأبيد. بل جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى ما ينافي هذا القول كما قال سبحانه وتعالى ولن يتمنوه ابدا. فذكر انهم لن يتمنوا الموت وذكر زيادة التأبيد مما يفيد اي شيء امرين الامر الاول ان اهل النار تمنوا الموت لم يتمنوه ونادوا يا مالك ليقضي على ربك فهذه الاية لو كانت تفيد النفي المطلق والمؤبد لما تمنى اهل النار الموت. والامر الثاني ايضا الا انه عقبها بقوله ابدا ولو كانت تفيد لن التأبيد بنفسها لما عقبت بقوله ابدا. اذا قولهم ترى لانها تريد تعبيد نقول هذا قول باطل وانما معناها نفي النفي المؤقت النفي المؤقت وهو ان الله سبحانه وتعالى لا في الدنيا وقد ذكر وقد علق ذلك بثبات الجبل واستقراره ولو شاء الله سبحانه وتعالى ان يجعل الجبل مستقرا ثابتا لجعله سبحانه وتعالى. اذا لا حجة لهم في هذه الاية ولن لا تفيد التأبيد. وكما قالت لن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي ولو كان لن تبيه التأبيد لما علقها باذن ابيه ما علقها باذن ابيه فهذا القول ليس بصحيح وهذا وقولهم انا لن تفيد النفي المؤبد نقول غير صحيح بل جاء في كتاب الله ما يدل على انها تفيد النفي المؤقت ولا تفيد النفي المطلق المؤبد وهذا واضح والله وتعالى اثبت انه يرى واثبت سبحانه وتعالى انه يرى. اما من جهة التعليل وهذا قول الجهمية والمعتزلة فقالوا ان الرؤية ان الرؤية تفيد التحيز تفيد التحيز والتجسيم فلا يرى الاجسام وهذا قول باطل ايضا فانا نقول ماذا تريدون بالاجسام؟ اتريدون ان له ذاتا متصل بصفات؟ فنقول نعم هو كذلك سبحانه تعالى ولا يلزم من كونه ذات ان يكون محاطا من خلقه او ان تكون او ان يكون شيئا او ان يكون في شيء من مخلوقاته بل ربنا وتعالى فوق مخلوقاته سبحانه وتعالى. وكل شيء دونه سبحانه وتعالى. فلا يلزم من كونه ذات. وان له وان له اسماء وصفات ان يكون جسما ولا يلزم ان يكون متحيزا بل هو فوق مخلوقاته سبحانه وتعالى. وكما جاء كان الله ولا شيء معه سبحانه وتعالى والله فوق مخلوقاتي وكل شيء من مخلوقاته فهو دونه سبحانه وتعالى. ايضا ذكروا ان هذا تعليل الاشاعرة والماتوريدية الذين قالوا نثبت العلو نثبت الرؤية ولا نثبت العلو وهم على هذا القول لان معتقدهم الفاسد انه لا يثبت لله عز وجل جهة العلو الاشاعرة والماتوريدية واهل الكلام اثبتوا رؤية الله عز وجل. ولكن لتأصيل سابق فاسد اصلوه بينهم. ان الله عز وجل لا يكون في جهة العلو بنوا على هذا الاصل الفاسد اننا اذا اثبتنا ان الله يرى في جهة العلو فاننا حيزنا ربنا وجعلناه محاطا بالسموات وبالجهاد وهذا قول باطل يرد عليه بما رد على من قال بانه جسم او انه متحيز بل نقول ان الله الله سبحانه وتعالى يرى في جهة العلو وانه سبحانه وتعالى فوق مخلوقاته واذا رآه المؤمنون يرونه في السماء ولا يرونه في غير ذلك سبحانه وتعالى ولا يلزم من كونه في في السماء ان يكون محاطا بمخلوقاته ولا ان ولا ان يكون حالا في شيء من مخلوقاته سبحانه وتعالى بل كل مخلوقاته تحته سبحانه وتعالى. هذه حجج من قال بنفي رؤية الله عز وجل وانه لا يرى. وحجة من قال انه يرى ولكن ليس في جهة نقول هذه الاقوال كلها باطلة والذي عليه اهل السنة ان الله يرى بالابصار حقيقة وان اهل الايمان يرونه حقيقة وانه اعظم نعيم لاهل الجنة وانهم يرونه في جهة السماء وفي جهة العلو سبحانه وتعالى. ثم قال بعد ذلك وهذا التشبيه للرؤية بالرؤية للمرء بالمرء فان الله تعالى لا شبيه له ولا نظير. مراده ان الرسول عندما قال انكم سترون ربكم كما القمر ليس له ليس دونه سحاب مراده اثبات حقيقة الرؤيا لا ان يشبه الله بالقمر تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولم يقل احد الم يقل احد بذلك من اهل السنة؟ ولا شك من شبه الله بشيء من مخلوقاته انه كافر بالله عز وجل وانما اهل السنة والذي نطق بهذا الحوار محمد وسلم اراد بذلك ان الله يرى حقيقة بالابصار كما يرى القمر حقيقة بالابصار وان اهل الجنة لا يلحقهم ظيم ولا ظرر برؤية الله عز وجل. وان رؤيته متسهلة متيسرة لمن لمن اكرمه الله عز وجل برؤيته سبحانه وتعالى وكما قال الحسن البصري لو اعلم اني لارى الله ما عبدته اي ان اعظم نعيم وان وان وان من صفات جماله وجلاله وكماله انه يرى وانه يرى. فاسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى ان يرزقنا لذة النظر الى وجهه الكريم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة وان يجعل ممن يتمتع ويتلذذ برؤيته صباح مساء في الجنات انه ولي ذلك والله تعالى اعلم واحكم ونقف على هذا الباب في مسألة رؤية الله عز وجل وننتقل بعد ذلك الى صفة الارادة والمشيئة لربنا سبحانه وتعالى لا