بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المؤلف رحمه الله تعالى فصل ومن صفات الله تعالى انه الفعال لما يريد لا يكون شيء الا بارادته ولا يخرج شيء عن مشيئته وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره ولا يصدر الا عن تدبيره. ولا محيد عن القدر المقدور. ولا ولا تجاوزوا ما خط في اللوح المستور. اراد ما العالم فاعلوه. ولو عصمهم لما خالفوه ولو شاء ان يطيعوه جميعا لاطاعوه. خلق الخلق قوى افعالهم وقدر ارزاقهم واجالهم. يهدي من يشاء برحمته ويضل من يشاء بحكمته. لا يسأل عما يفعل وهم يسألون قال الله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. وقال تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا. وقال تعالى اما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها وقال تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا. روى ابن عمر وابن عمران ان جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله اليوم الاخر والقدر خيره وشره. فقال جبريل صدقت متفق عليه وقال النبي صلى الله عليه وسلم امنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي الحسن ابن علي يدعو به في قنوت الوتر وقني شر ما قضيت. ولا تجعل ولا تجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك اوامره واجتناب نواهيه بل يجب ان نؤمن ونعلم ان لله الحجة علينا بانزال الكتب وبعثة الرسل قال تعالى لان لا يكون للناس على الله اي حجة بعد الرسل ونعلم ان الله سبحانه ما امر ونهى الا المستطيع للفعل والترك. وانه لم يجبر احدا على معصية ولا اضطره الى ترك طاعة. ولا قره الى ترك طاعة. قال تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها. وقال الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. وقال تعالى اليوم وتجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم فدل على ان للعبد فعلا وكسبا يجزى به على حسنه بالثواب وعلى سيئه بالعقاب. وهو واقع بقضاء بقضاء الله وقدره الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا فصل يتعلق بمشيئة الله عز وجل بتقديره وان الامور كلها بتقدير الله سبحانه وتعالى وذلك لما انهى المؤلف الجامع رحمه الله تعالى والماتن انهى ما يتعلق بصفات الله عز وجل واثباتها لربنا سبحانه وتعالى عق بهذا الفصل لان من صفات الله عز وجل ايضا المشيئة وباب الايمان باب الايمان بالقدر من اصول الايمان التي لا يصح ايمان العبد الا بتحقيقها والاتيان بها والايمان بالقدر هو ان تؤمن ان الله سبحانه وتعالى قدر مقادير الخلائق كلها وانه ليس ثم شيء يخرج عن تقدير الله عز وجل فابتدأ هذا الفصل بقوله ومن صفات الله تعالى انه فعال وهذا احد اوصاف ربنا سبحانه وتعالى فانه يوصف بانه فعال وفعله سبحانه وتعالى متعلق بمشيئته ومشيئته متعلقة بعلمه سبحانه وتعالى وهذا الوصف لله عز وجل وصفك مال ووصف جلال فان الذي لا يفعل لا شك ان ذلك نقص فيه. وربنا سبحانه وتعالى ذكر انه فعال لما يريد فكل ما يريده الله عز وجل فانه يفعله سبحانه وتعالى ولا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء بل اذا اراد شيئا قال له كن فيكون كن فيكون وفعله سبحانه وتعالى متعدد فمن فعله استوائه ومن فعله مجيئه ومن فعله سبحانه وتعالى خلق خلقه ومن فعله سبحانه وتعالى آآ ارادته وما يشاءه في هذا الكون من مخلوقات كل هذا يتعلق بافعاله سبحانه وتعالى. فافعاله كثيرة جدا. وقد ذكر الله عز وجل شيئا منها سبحانه وتعالى من جهة خلقه ومن جهة احياءه ومن جهة اماتته. ومن جهة رزقه ومن جهة بسطه ومنعه. كل هذا يتعلق بافعال لله عز وجل وافعاله كما ذكرت متعلقة بمشيئته سبحانه وتعالى وقد ذكرنا سابقا ان صفات الله عز وجل تنقسم الى قسمين صفات ذاتية وصفات فعلية صفات ذاتية وصفات فعلية. اما الصفات الذاتية فهي الملازمة لذات الله عز وجل كالصفات الخبرية كالوجه واليدين والسمع والبصر فهذه صفات ذاتية لا تنفك عن ربنا سبحانه وتعالى. وصفات متعلقة بمشيئة الله عز وجل متعلقة بمشيئة الله سبحانه وتعالى فهو متى شاء فعل ومتى شاء لم يفعل سبحانه وتعالى فالله يخلق متى شاء وكيفما شاء سبحانه وتعالى فخلق متعلق بمشيئته اذا هذه الصفات الصفات الفعلية قال هنا لا يقول شيئا لا يكون لا يكون شيء الا لا يكون شيء الا بارادته. ولا يخرج شيء عن مشيئته. هنا ذكر ان جميع ما في هذا الكون يتعلق بمشيئة الله عز وجل. والمشيئة عند اهل السنة واحدة. المشيئة عند اهل السنة واحدة لا تنقسم ولا تتعدد وانما هي مشيئة واحدة يتعلق بها كل شيء يكون في هذا الكون فكل ما كان وما سيكون وما لم يكن فان وما لم يكن لو كان فانه كل ما كان وما يكون كله بمشيئة الله عز وجل فلا يقع شيء بهذا الخلق وفي هذا الخلق الا بعد ان يشاءه الله عز وجل. وقد اتفق اهل السنة والجماعة على ان الله عز وجل له مشيئة ان الله له مشيئة وارادة كونية وله ايضا ارادة شرعية له ارادة كونية وله ارادة شرعية. واهل السنة مجمعون على ذلك على اثبات صفة المشيئة سبحانه وتعالى وقد دلت عليها الايات الكثيرة مثل قوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الا ان يشاء الله ولو شاء الله ما فعلوه وغير من الايات التي تثبت مشيئة الله عز وجل. وهذا امر مستقر بالفطر. ان كل ما في هذا الكون فقد شاءه الله عز وجل ولا يخال في هذا الباب الا الجهمية الا الجهمية والمبتدعة الذين قالوا ان الله لا مشيئة له وان مرد ذلك كله الى خلقه والى والى وجوده. واما ان يوصى بان له مشيئة فانهم عطلوا الله عز وجل عن مشيئته يعطل الله عز وجل عن مشيئته وقالوا ان الله لا يشاء. لان المشيئة من سمات المخلوقين ومن صفات المخلوقين والله منزه عن عن ان يشابه احدا من خلقه وهذا باطل بالكتاب والسنة واجماع السلف فان اهل السنة مجمعون على اثبات المشيئة لله عز وجل. اذا هذه المشيئة هي احد مراتب القدر احد مراتب القدر. فان الايمان بالقدر يتضمن اربع مراتب. الايمان بالقدر يتضمن اربعة راتب المرتبة الاولى يتضمن المرتبة الاولى مرتبة العلم مرتبة العلم فلا يصح ايمان العبد بالقدر حتى يؤمن ان الله سبحانه وتعالى علم كل شيء وعلم ما كان وما لم يكن لو كان كيف يكون فقد علم الله عز وجل وكل شيء في هذا الكون الذي وقع فان الله قد علمه وكل ما سيقع فان الله عز وجل ايضا عالمه والعلم اثبته جميع الطوائف الا غلاة القدرية. فغلاة القدرية القدرية نفوا صفة العلم لله عز وجل. وقد اجمع سلف هذه الامة على ان من انكر صفة العلم انه كافر بالله عز وجل من انكر صفة العلم فانه كافر بالله عز وجل. وقد قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى لما جادله حفص الفرد وقال اتنكر عند الله؟ فلما قال على ذلك قال كفرت بالله العظيم ونقل ذلك عن الامام احمد ايضا والشاب انهم انهم انهم قالوا خاصموا القدرية بالعلم. فان اقروا به خصموا وان جحدوه كفروا وان جحدوه كفروا. فكما جاء في في الصحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه عندما اتاه رجلان قال يا عبد الله بن عمر ان من قبلنا اناس يتقفرون العلم ويقرؤون القرآن وانهم يقولون ان الامر الف اولى قدر وان الامر انف ومعنى قولهم ان الله سبحانه وتعالى لا يعلو بالاشياء الا بعد وقوعها لا يعلم بالاشياء الا بعد وقوعها وهذا قال ابن عمر رضي الله تعالى فيهم اخبرهم اني بريء منهم وانهم براء مني ولو كان لاحد مثل احد ذهبا فانفقه في سبيل الله ما تقبل منه لانه كافر بالله عز وجل. فالذي ينكر صفة العلم لله عز وجل هذا كافر باجماع المسلمين نوعا وعينا. ايضا من مراتب القدر من مراتب القدر مرتبة مرتبة الكتابة. وذلك ان الله سبحانه وتعالى لما خلق القلم قال اكتب قال وما اكتب يا ربي؟ قال اكتب ما هو كائن الى قيام الساعة. فكل ما هو كائن الى قيام الساعة فان الله اقد امر القلم ان يكتبه في اللوح المحفوظ ان يكتبه في اللوح المحفوظ. وقد جاء ذلك عند احمد والترمذي حديث عبادة ابن الصامت رضي الله تعالى عنه. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اول ما خلق الله القلم قاله اكتب قاله اكتب قال وما اكتب قال اكتب ما هو كائن الى قيام الساعة فلابد مسلم وللمؤمن ان يؤمن ايضا ان جميع المقادير قد كتبها الله عز وجل في اللوح المحفوظ. كتبها في اللوح المحفوظ عندما خلق الله القلم قال اكتبوا. وقد جاء في صحيح مسلم عن عبد الله ابن عمرو ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة بخمسين الف سنة. وما في اللوح المحفوظ يتميز يتميز بامور. الامر الاول يتميز بانه لا يتبدل ولا يتغير والامر الثاني يتميز بانه لا بد ان يقع. فكل ما كتب اللوح المحفوظ فانه لازم الوقوع فانه لازم وما في اللوح المحفوظ هو كل ما يكون في هذا الكون من كفر وايمان وتوحيد وشرك واسلام وغيرها من كل الاعمال من المصائب والمعائب والطاعات والشرائع كلها قد كتبت قد كتبت في اللوح المحفوظ فلا بد ان نؤمن ايضا ان الله سبحانه وتعالى كتب كل شيء في اللوح المحفوظ سبحانه وتعالى. الامر مراتب القدر ايضا الايمان بمشيئة الله عز وجل. ومشيئة الله سبحانه وتعالى متعلقة بما هو موجود وكائن. فكل كل ما هو موجوع كان فقد شاءه فقد شاءه الله عز وجل. اما العدم فان الله لا يشاء فان الله لم يشاء ولو شاءه فوقع بامر الله عز وجل. والمشيئة المشيئة هي تتعلق بايجاد هذه المخلوقات. اي ان هذه المخلوقات قد شاءها الله عز وجل وارادها. وقد شاء الله عز وجل وارادها وهذه المشيئة اختلف الناس بها على طائفتين على قدر على قدرية وهم الذين قالوا ان الله لا يشاء افعال العباد ولا يريدها وعلى طائفة قالت ان الله عز وجل جبر العباد على افعاله وان العباد لا مشيئة لهم والاختيار وانما هم مجبورون. وفي باب المشيئة انقسم الناس الى طوائف. الطائفة الاولى القدرية وسموا بالقدرية وهم معتزلة ومن وافقهم سموا بذلك لانهم اثبتوا القدر للعبد اثبتوا القدرة للعبد قالوا ان العبد يخلق افعال نفسه. وان الله سبحانه وتعالى لا يخلق افعال العباد. وهذا اصل اصلوه الصلاة المعتزلة لهذا المعنى اصل اصله وهو وهو اصل العدل فان اصول المعتزلة خمسة من اصولهم العدل. ويقصدون بالعدل ان الله عز وجل لم يخلق افعال العباد. لان عندهم شبهة باطلة وشبهتهم هي كيف يخلق الله افعال العباد ثم ايعذبهم عليها ثم يعذبهم عليها فان هذا زعموا نوعا من الظلم والله منزه عن الظلم وهذا هذا الجهل العظيم انما وقع من هؤلاء لانهم لم يفرقوا بين المشيئة وبين الارادة بين المشيئة وبين الارادة فان الله عز وجل شاء كل شيء شاء كل شيء في هذا الكون قد شاءه كونا والمشيئة كما ذكرت اولا لا تنقسم الى قسمين لا نقول مشيئة كونية ومشيئة شرعية وانما هي مشيئة واحدة لا تتقسم ولا تتبدل ولا تتغير. ومن اجل هذا قال اهل العلم من اهل السنة ان المشيئة يرادفها الارادة الكونية لان الارادة ارادتان ارادة كونية وارادة شرعية الارادة الكونية هي بمعنى المشيئة هي بمعنى المشيئة. واما الارادة الشرعية فهي كل ما احبه الله ورضيه وامر به شرع احبه الله ورضيه وامر به شرعا. فيدخل في هذا جميع الطاعات وجميع اوامر الله عز وجل تدخل في الارادة الشرعية يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر تدخل بالارادة الشرعية. فكل ما هو محبوب مرضي عند الله عز وجل فهذا يوافق الارادة الشرعية ولكن الارادة الشرعية لا يلزم منها الوقوع لا يلزم منها الوقوع فقد تقع وقد لا تقع. اما الارادة الكونية فان لابد ان تقع وهي حتمية الوقوع ولكن لا يلزم ان الله يحبها ويرضاها بل قد يقع ما يبغضه الله وما يكرهه وما لا يحبه سبحانه وتعالى وذلك لحكمة هي لحكمة هو اعلم بها سبحانه وتعالى. فان القدر كما قال ابن عباس وعلي رضي الله تعالى عنهما القدر سر الله عز وجل في خلقه سر الله في خلقه فان هذا القدر سر عند الله لا لا يطلع عليه ولا يعلمه الا من الا الله سبحانه وتعالى فالله قسم الخلق وقسم وجعل هذا طائعا وجعل هذا كافرا وجعل هذا مؤمنا وجعل هذا فاسقا من عدله وفضله سبحانه وتعالى فمن انعم عليه بالطاعات والايمان فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. ومن خذل ولم يوفق للاسلام والايمان فذاك يدور تحت عدل الله سبحانه وتعالى. اذا اذا عرفنا ان الارادة تنقسم الى ارادتين وان الله وان الله سبحانه وتعالى يريد من من عباده طاعته والايمان والعمل الصالح وان هذه قد تقع وقد لا تقع علمنا ان الله سبحانه وتعالى اراد هذه الامور واراد هذه الطاعات وانما الذي يمضي هو ما اراده كونا وما شاءه كونا سبحانه فلما لم يتصور المعتزلة ومن وافقهم هذا المعنى وقالوا كيف يرضى الله شيئا ويريد الله شيئا ولا يقع قالوا كيف يريده ويرضاه ويحبه ولا يقع؟ ويقع ما يريده العبد. فلما حصل عندهم هذا التعارض قالوا ان العبد ارادته من فعل نفسي ومن خلق نفسه لانه اراد شيئا فوقع واراد الله شيئا ولم يقع فلم يخلق الله عز وجل افعاله بهذا المعنى وهذا كما ذكرت معنى باطل فالله هو الذي خلق العبد والله هو الذي خلق اعمال العبد كما قال تعالى وخلقكم وما تعملون. فجميع الخلق كلهم خلق الله عز وجل اقوالهم واعمالهم وافعالهم هي خلق لله عز وجل. وانما يعذبهم الله يوم القيامة باي شيء يعذبهم على اعمالهم هم يعذبهم على اعمالهم وعلى مشيئتهم وعلى ارادتهم ولا يعذبهم ربنا سبحانه وتعالى على مشيئته فيهم على مشيئته فيهم فان الله جعلنا مشيئة واختيار وجعلنا ارادة وجعلنا عقول وجعلنا قوة واستطاعة وكلفنا بما نستطيع فيعذبنا الله عز وجل اذا عذب العاصي يعذبه على فعله ولا يعذبه على مشيئته سبحانه وتعالى. فالله شاء لك الاماءة الله اراد منك الايمان وشاء منك الكفر. ومعنى ذلك ان الله عز وجل اراد منك الايمان. وارسلك الرسل وانزل عليك ودعاك الى الحق وهذا الذي يريده شرعا. وعلم الله عز وجل سابقا انك لن تستجيب ولن تؤمن وانك ستكون كافرا بالله عز وجل فقضى مشيئة كونية انك انك كافرا انك انك كافر بالله عز وجل فهذا الذي الله عز وجل ومشيئة الله كما ذكرنا اولا متعلقة باي شيء متعلقة بعلم الله سبحانه وتعالى. فالله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون فيعلم المطيع من العاصي ويعلم المؤمن من ويعلم الصالح من الطالح هذا قد علمه الله عز وجل ثم امرهم ثم جرى قلمه بما علمه سبحانه وتعالى وجرى مشيئته ايضا موافقة لعلمه سبحانه وتعالى. اذا يذكر ان عمرو بن عبيد دخل عليه رجل اعرابي فقال يا عمرو ان لي ناقة قد سرقت فادعوا الله ان يردها لي فقال لعمرو اللهم ان عبدك هذا قد سرقت ناقته وانت لا تريد ان تسرق. اللهم فردها عليه فقال له الاعرابي بفطرته وسلامة قلبه قال كف عني دعائك. فرب لا فرب لا يستطع ان يمنع السارق من سرقته. لن يستطع ان يرده عن ان يرد تلك الى صاحبها فهذا الاعرابي وسلامته وفطرته علم ان هذا الدعاء دعاء باطل وانه يعطل الله عز وجل من كماله ويذكر ان عبدالجبار المعتزلي دخل على على على الصاحب العباد وعنده الاستاذ ابي اسحاق الاصفرايني. فقال المعتزلي بخبث وطويته وبكلمات مسمومة قال سبحان الذي سبحان الذي لا يرظى سبحان الذي لا يرظى لا يرظى الفاحشة او لا يريد الفاحشة قال سبحان الذي لا يريد الفحشاء فقال ابو اسحاق سبحان الذي لا يكون في ملكه شيئا لا يريده. واضح الان الشبهة؟ هذا يقول سبحان الذي لا يريد الفحشاء اي ان الفحشاء تكون من الخلق فان الله لم يردها ولا يريدها سبحانه وتعالى واراد بذاك المشيئة الكونية والارادة الكونية ان افعال العباد لا تدخل تحت مشيئة الله عز وجل. فقال ابو اسحاق سبحان الذي لا يكون في ملكه ما لا يريد. وهذه حجة مقابلة اي ان كل ما يكون فهو بايش فهو بتقدير الله عز وجل ومشيئة الله سبحانه وتعالى. فقال له ارأيت ان كان قضى علي ارأيت ان كان امر بطاعته ثم ثم منعني اياها فهل انا معذور؟ قال ان كان شيئا هو لك ومنعك اياه فهو ظالم وان كان هو شيء له ومنعك اياه فهذا فظله يعطيه من يشاء واظح الشبهة؟ قال اذا كان الله بالايمان ثم منعني اياه بمشيئته فكيف يعذبني على شيء قد منعني اياه؟ فقال ابو اسحاق ان كان ذلك الشيء وحق لك ويجب لك فان منعك اياه فهو ظلم. واما اذا كان هو فضل من الله عز وجل ومنعك اياه فهو فضل منعك اياه والله لا يلزم بالفظائل وانما والله سبحانه وتعالى لا يجب عليه شيء ولا يجب عليه حق وانما هو الذي يوجب الحق على على عباده وهو الذي اوجب الحق على نفسه بقوله ان ارسل رسلا وانزل كتبا ودل الخليقة كلهم الى طاعة الله عز وجل فمن اطاع قد وفق ومن عصى ولم يؤمن فقد خذل وتسمى عند اهل السنة هذه مسألة بمسألة التوفيق والحرمان بمسألة التوفيق والحرمان فان من سبحانه وتعالى وكمال عدله ان الله جعل الخلق اي شيء جعلهم مشيئة وجعلهم عقول وجعلهم استطاعة وجعلهم قدرة ثم ارسل الرسل وانزل الكتب ودعا الناس الى توحيد وطاعتهم وجعلك عقل واختيار واقام عليك الحجج والبراهين حتى لا يبقى لك حجة عند الله عز وجل. مسألة القبول والتوفيق الى العمل بهذه الدعوة والاخذ بها هذا هو فضل الله عز وجل. فيهدي الله من يشاء بفضله ويظل من يشاء من ويحرمه بعدله سبحانه وتعالى وكما قال تعالى لو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم اي لو علم الله في هؤلاء الذين لم يؤمنوا ان في فيهم خير وانهم يستجيبون لاسمعهم سماع اي شيء سماع استجابة لانهم قد سمعوا القرآن سماع اذن ولكنهم لم اسمعوا سماع اجابة لم يسمعوا سماع اجابة. اذا هذه الحجة وهذه القول ان العبد يخلق فعل نفسه هذا احد انواع الشرك في الروبية وهو وشرك المجوس لعنهم الله عز وجل. لما خرج القدرية عندنا والمعتزلة وقالوا ان العبد يخلق افعال نفسه قابلتهم طائفة اخرى طائفة قابلت تلك البدعة ببدعة مثلها وقالوا ان الله عز وجل يجبر العباد وان الله عز وجل هو خالقه على العباد كلها وان العبد لا مشيئة له. ولا اختيار وان العبد حاله مع القدر كحال الريشة في مهب الريح يقلبها القدر كيف يشاء. ولم يفرقوا بين القدر وبين وبين الشرع. وهؤلاء هم الجهمية. ومن اتى بعدهم من الاشاعر والماتريدية فانهم على مذهب جهم في هذا الباب ويقولون ان العبد مجبورا على طاعته. الا ان الاشاعرة فقالوا مجبورا باطلا وليس مجبورا ظاهرا اي في باطنه هو مجبور هو مجبور ولو اراد الهدى ولو اراد الصالح فانه لا يمكن ان يفعل ذلك والعبد اصلا ليس له مشيئة يشاء ويختار وانما المشيئة لله سبحانه وتعالى وهم يثبتون صفة الارادة الا ان قادة عند الاشاعرة ليست هي الارادة التي عند اهل السنة. فارادة الاشياء التي يثبتونها ارادة ارادة واحدة لا تتعدد ارادة قائمة بذات الله عز وجل لا تتعدد وانما هي ملازمة لذاته سبحانه وتعالى. لان التعدد يدل على الحوائج على على تسلسل على على على انها حوادث والله منزه عن الحوادث. اما اهل السنة فقالوا ان الله عز وجل يشاء والمخلوق ايضا يشاء وقد قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله الا ان فرق بين بين اهل السنة والاشاعرة ان ان اهل السنة يقولون ان العبد يشاء ويريد ويختار ولكن مشيئته لا خذ الا بما شاءه الله عز وجل. وما اراده الله سبحانه وتعالى. فمثل لو ان ابا لهب وابا جهل ارادوا الاسلام ارادوا الاسلام وهذا لا يكون ابدا لم يكن ذلك منهم لان الله علم من احوالهم اي شيء انهم كافرون به سبحانه وتعالى ولا يمكن ان يقول شخص لنا لو وارادوا الاسلام هل سيسلمون؟ نقول اصلا لن يريدوا لعلم الله السابق بهم ان هؤلاء لا لا يريدون الاسلام وانهم يحاربون له او انهم يحاربون له. اذا هذا المرتبة ثم مراتب الايمان بالقدر. الايمان بمشيئة الله عز وجل وان كل ما يكون فان الله قد شاءوا فما كان وما يكون فان الله شاءه سبحانه وتعالى. المرتبة الرابعة من مراتب الايمان مرتبة الايمان بالخلق وان الله عز وجل خالق لكل شيء. ان الله سبحانه وتعالى خالق لكل شيء. فليس هناك الا خالق مخلوق خالق هو الله عز وجل ومخلوق هو ما دون الله سبحانه وتعالى خالق الله باسمائه وصفاته وهي ليست مخلوقة اي لا يخرج عن الخلق الا ربنا بذاته واسمائه وصفاته. اما ما عدا ذلك فهو مخلوق لله عز وجل. والقرآن يدخل باي شيء؟ يدخل في صفات الله عز وجل لان القرآن هو هو كلام الله سبحانه وتعالى. فكل ما في هذا الكون حاشا القرآن فانه مخلوق لله عز وجل وليس في الارض من كلام شيء من صفات الله الا هذا القرآن الذي هو كلام الله والتوراة والانجيل ان وجدت ولم تحرف ان تغير فانها ايضا الى الله كلاما. اما ما عدا كلامه سبحانه وتعالى فكل ما في هذا الكون قد خلقه الله عز وجل وليس هناك ثمة قلق غير الله سبحانه وتعالى. ومن قال ان مع الله خالق كالمجوس المجوس المانوية والثانوية او المجوس القدرية. الذين قالوا ان العبد يخلق فعل نفسه فهؤلاء قد نازعوا الله عز وجل في ربيته وفي ملكه وفي خلقه سبحانه وتعالى. اذا هذا ما يتعلق الان عندنا بمراتب بمراتب القدر. قال هنا رحمه الله تعالى الا بارادته ولا يخرج شيء عن مشيئته. المشي مشيئة هنا المشيئة الكونية لابد ان نفهم ان كل عبارة جاءت في كتاب الله عز وجل المشيئة فانها تسمى المشيئة الكونية العامة وليس هناك مشيئة شرعية ومشيئة كونية انما هي مشيئة واحدة وكما ذكرنا المشيئة انها لا تتعدى انها لا تنقسم وانها لابد ان تقع وان فيها ما يحبه الله ويرضاه وفيها ما لا يحبه الله ويرضاه. هذه المشيئة الكونية. قال بعد ذلك رحمه الله وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره اي ان جميع ما في هذا الكون هو بتقدير الله سبحانه وتعالى. فكل ما يكون وما كان وما سيكون كله بتقدير الله عز وجل وليس هناك شيء يكون من غير قدرة الله عز وجل كما قال تعالى كل شيء خلقناه بقدر. فكل المخلوقات خلقت بقدر الله عز وجل وليس هناك شيء من خلقه خلق بغير قدره سبحانه وتعالى وهذا باجماع اهل السنة رحمهم الله. قال ولا محيد لاحد عن القدر المقدور. لا محيد لاحد عن القدر المقدور المراد هنا ما هو في اللوح المحفوظ؟ ما هو في اللوح المحفوظ؟ لان القدر المقدور يتعلق بما في صحف الملائكة ويتعلق بما في اللوح المحفوظ فكل ما قدره الله عز وجل وكتبوا في اللوح المحفوظ فانه لا يتبدل ولا يتغير ولا يمكن دفعه ولا يمكن رفعه وحديث رضي الله تعالى عنه انه قال لا يرد القدر الا الدعاء ليس هذا في هذا الباب وانما الذي يرده الدعاء هو القدر الذي يخط في صحف الملائكة فان الملائكة لهم مقادير السنة مقادير العمر. فهذا الذي هنا هو الذي يبدل وهو الذي يغير. اما الذي في اللوح المحفوظ انه لا يرفعه دعاء ولا يرده دعاء وانما الذي يرده الدعاء ويدفعه هو ما كان في صحف الملائكة الذي يقدر في العمر او في لان المقادير مقادير حولية ومقادير عمرية ومقادير اليومية. يقدر الله عز وجل كل يوم هو في شأن سبحانه وتعالى فيبسط رزقا ويخفض رزقا ويعطي ويمنع سبحانه وتعالى وهناك مقادير الحورية وهو الذي يكون في في ليلة القدر وهناك مقادير عمرية وهو الذي يكتب في بطن في بطن امك عندما يكتب رزقك واجلك وشقي وشقي هو او سعيد وعمله. هذا ايضا يكتب في آآ الكتابة العمرية والتقدير العمري اما التقدير الذي هو في اللوح المحفوظ فهذا لا يتبدل ولا يتغير وهذا الذي اراده لا محيد لاحد عن القدر المقدور. ومتى ما وقع العبد في هذا اليقين وفي هذا الايمان فان نفسه تستقر. وتطمئن ولذلك جاء في حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه الذي رواه الترمذي واحمد باسناد صحيح انه قال واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان يضروك بشيء على ان يضروك بشيء لم يضروك بشيء لقد كتبه الله عليك. اي ان الام باسرها بكلها بجميع من في هذا الكون لو ارادوا ان يضروك بقدر جرح ما استطاعوا ذلك الا ان يكون سبق في قدر الله عز وجل ان ذلك يمضي. اما اذا لم يرد الله ذلك فلن يستطيع جميعهم ان يضروك بشيء. ومن هنا يرتاح المؤمن ويقوى ايمانه ويقوى توكله وعزيمته انه لن يصيبه شيء الا وهو مكتوب عليه وقد عليه. ولذلك قال عبادة وزيد ابن ثابت رضي الله تعالى عنه واعلم انه ولن تبلغ حقيقة الايمان حتى تؤمن ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك فهذا الذي يفتح باب الشيطان هو لو لان لو تفتح عمل الشيطان لان ما وقع لا يمكن دفعه اي شيء يقع اذا وقع القدر لا يمكن دفعه ابدا فعندما يصاب الانسان بحادث او بعيب او ما شابه ذلك فان هذا الذي وقع لو فعلت وقدمت واخرت على ان تدفع هذا الامر ما استطاع الخلق كل من يدفعه لانه قد لانه قد وقع فما اصابك لم يكن ليخطئك. فلو قلت لو كنت في المرتبة الخلفية ما اصابه الحادث نقول لو كنت في اقصى الارظ لاصابك كهذا القدر ولن يمنعه ولن يمنعه احد من خلق الله عز وجل فما اخطأك لم يكن ليصيبك وما اصابك لم يكن لاحد وما اصابك وما اصابك لم يكن ليخطئك لان الامر مقدر. وتقدير دقيق بتدبير عزيز حكيم سبحانه وتعالى. اي لا عن القدر المقدور. قال ايضا ولا يتجاوز ما ولا يتجاوز ما خط في اللوح المحفوظ اي حتى الذين ينفذون اوامر الله من الملائكة المدبرات وما شابه ذلك لا يتجاوزون في العباد ما خط في اللوح المحفوظ. ولا يمكن لاحد ان يتجاوز قدر الله عز وجل بزيادة ولا بنقص لا بمنع ولا بدفع لا برفع ولا بايقاع وانما ذلك كله مرده الى الله عز وجل. ولذلك ذكر اهل العلم ان من معجزات هود عليه السلام ان معجزته ما هي معجزة من يعرف معجزة هود هل ذكر الله جل له معجزة كعصا لموسى كعصا موسى او يدا كيد موسى او آآ نارا كنار ابراهيم عليه السلام لم يذكر في في في قصة هود عليه السلام معجزة لهور عليه الصلاة والسلام وانما هي معجزة واحدة تتعلق بالقلب وهي قوله تعالى فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون. اني توكلت على الله ربي وربكم. ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها. انظر وتأمل هذه المعجزة. يقول ويخاطب قومه جميعا. كيدوني جميعا. ثم لا تنظرون اني الذي يمنعني منكم اني توكلت على الله ربي وربكم. فجميعكم ما من دابة الا وهو اخذ بناصيتها سبحانه وتعالى فقال بعضهم ان معجزة هود كانت بتعلقه وتوكله على الله عز وجل سبحانه وتعالى ومع ذلك ما استطاع قومه ان يضروه. فالذي يؤمن بالقدر يستقر ويرتاح وتطمئن نفسه اذا علم ان ما اصاب ولم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه وانما عليه ان يسلم الامر لله عز وجل وان يرضى بقضاء الله وقدره. قال بعد ذلك وقدر ارزاقهم واجالهم قدر ارزاقهم واجالهم ان الخلائق كلهم جميع اعمالهم وجميع اقوالهم وجميع افعالهم قد قدرها الله عز وجل. ومن ذلك الارزاق فلا فلا يعطى احد رزقا الا وقد قدره الله عز وجل له. فلا يمكن لمخلوق ان يزيد في رزقه ولا ان في رزقه لان الارزاق قد كتبت والارزاق قد قسمت والله الذي يقسم ويعطي سبحانه وتعالى فقدر لهذا رزقا ادى للاخر رزقا لكن لا يأتينا شخصنا يقول اذا كان الامر كذلك ففيما العمل؟ لماذا اعمل؟ ولماذا اكدح؟ ولماذا افعل؟ نقول هذا تقدير تقدير غيبي ولا معلوم نراه ونبصره ولا هو غيبي؟ نقول هذا التقدير تقدير الغيبي. لا يعلمه الا من الا الله سبحانه وتعالى. والله سبحانه ربط ربط الاسباب بمسبباتها فلا يمكن العبد ان يكون ذا رزق الا اذا سعى في تحصيله. فانت الذي يجب عليك هو فعل السبب ان تبذل الاسباب وان تتعاطاها ثم تتوكل على الله سبحانه وتعالى فيما يأتيك من رزقه سبحانه وتعالى. وقد ربط الله كما ذكرت الاسباب مسبباتها فذاك الذي يعمل ويكدح ويسعى كتب الله عز وجل له ان رزقه اوسع واكثر وذاك الذي لم لم يكدح ولم يعمل كتب الله الله رزقه دون ذلك وهذا علمه الى الله سبحانه وتعالى. فانت الذي عليك هو ان ان تعمل بالاسباب وان تأخذ بها و ان تسعى فيها ومسألة الرزق وطلبه هذا امر مسلم به عند الناس. ولا يمكن ان يقبل منك ان يجلس في بيته ويأتيه الرزق لانه يعلم ان الرزق لن يأتي الا ولكن المصيبة عندما يأتينا من يقول لو اراد الله ان يهديني لهديا والاهداني لهداني ويحتج بالقدر في باب في باب السعادة وهباب الشقاء وهذا الباب سيأتي معنا وان هذا الاحتجاج بالقدر في هذا الباب احتجاج باطل بل احتجاج هنا بالاحتجاج بالقدر على المعصية اعظم من وقوعه في المعصية الذي فعل المعصية اخف ذنبا من الذي احتج بالقدر على على المعصية لان هذا كانه يقول انني معذور وان ليس علي لوم وان الله هو الذي قدر علي ذلك وان الله هو الذي قدر علي ذلك وسيأتي بمعنى ان الاحتجاج بالقدر في باب المعائب يجوز يجوز في حاله يجوز في ان الاحتجاج بالقدر يجوز في حالتين. الحالة الاولى يجوز بالقدر الاحتجاج بالقدر على على المعايب اذا تاب العبد من ذلك الذنب. اذا تاب العبد من ذلك الذنب وتركه واقلع عنه فانه يجوز ان يقول لمن لامه على ذنب به هذا امر قدره الله عز وجل عليه. شخص مثلا سرق سرق ما سرق مالا ثم جاء وتاب الى الله عز وجل وارجع الحق الى اصحابه فاتاه رجل وقال يا سارق يا يا يا سارق ثم قال اتلومني على امن قدره الله علي بهذه السرقة؟ نقول لا حرج في ذلك بشرط ان يكون قد تاب من الذنب. فيجوز ان يقول هذه السرقة قد قدرها الله عز وجل علي قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف فيجوز هنا ان يحتج بالقدر في باب المعايب اذا تاب من الذنب. اما الاحتجاب القدر على المصائب فهذا محل اتفاق. محل اتفاق انه يجوز باب فصعب ان يحتج بالقدر فكل مصيبة تنزل بك فلك ان تقول قدر الله وما شاء وما شاء فعل. اما في باب المعايب وهي الذنوب والمعاصي فلا يجوز الاحتجاج بالقدر فيها الا في حال الا في حال التوبة هو ان يتوب العبد من الذنب فاذا عيب عليه ذلك او او او وجد من يلومه فله ان يقول هذا امر قدره الله عز وجل علي. فالله سبحانه وتعالى اذا هو الذي قدر الارزاق وهو الذي قدر الاجال. فالاجال مقدرة سواء مات قتيلا او او قتل بالسيف او مرضا او سما او اي او على اي حالة مات فان هذا كله باجل. لان المعتز يقولون ان الذي يقتل قد سبق اجله وهو وهو اليس لاجل الذي اجله الله له؟ وانما هذا وقع قبل اجله بل نقول ان هذا كله وقع بقدر الله عز وجل وان الاجال قدرة من عند الله سبحانه وتعالى وقد جاء في حديث مسعود الذي في الصحيحين ان العبد اذا وضع في بطن امه ثم استقرت النطفة اربعين يوما ثم اربعين ثم يأتيها الملك في كتب رزقها واجلها وعملها وشقي او سعيد. هذا يكتب في بطن الام. وهو قد كتب قبل ذلك في اللوح المحفوظ وهو كتب قبل هذاك اللوح المحفوظ قال بعد ذلك رحمه الله تعالى قال تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر وقال تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا. وقال تعالى ما اصاب من مصيب الارض ولا في انفسكم الا الا في كتاب قبل ان نبرأها وقال سبحانه وتعالى فمن يؤذي الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا جاء وقال وروى ثم ذكر هذه الايات كلها تدل على ان جميع ما في هذا الكون هو بتقدير الله عز وجل. وان الله عز وجل هو الذي خلق هذه المخاليق وقدرها وشاءها وكتب تقديرها في اللوح المحفوظ فكل ما في هذا الكون فان الله قد علمه وقد كتبه الله عز وجل وقد شاءه وقد خلقه وهذا المجلس مثلا نقول ان الله عز وجل علم بهذا المجلس ازلا لان علمه ان علمه متصف بذات سبحانه وتعالى فكما ذاته ازلية فعلمه ازلي فالله علم ان هذا المجلس سيعقد ازلا ثم كتب اللوح المحفوظ اننا سنجلس هذا المجلس وقد كتب ذاك اللوح المحفوظ. ثم شاء الله عز وجل ذلك اجتماعنا ثم خلقه لم ما اجتمعنا شاء الله الاجتماع ثم خلقه اين الخلق الان؟ لما اجتمعن هذا هو خلق هذا هو الخلق الذي يتعلق باجتماعنا نقول كل شيء في هذا الكون فالله خالقه والله سبحانه وتعالى شاءه واراده ارادة كونية. فعندما نقول ان الارادة ارادتان ارادة شرعية وكونية تجتمع دراجتان في اي شيء تجتمع الارادتان في طاعة المطيع اذا فعلها مثل هذا المجلس الان اي ارادة تتوافق فيه هذا المجلس اي ارادة تتوافق فيه هم الارادة الشرعية والارادة الكونية. الكونية لاي شيء لانه وقع والارادة الشرعية لانه مما يحبه الله عز وجل ويرضاه. واضح الان الارادة الشرعية هي كل ما كل ما يحب الله ويرضاه واراده يسمى هذا بارادة شرعية. اما الارادة الكونية فهي تتعلق بكل ما يقع فكل ما سيقع فان الله اراده كونه. وقد يحبه الله وقد لا يحبه الله. فكفر الكافر اذا وقع نقول هذا اراده الله كونا ولم يرده شرعا. وطاعة المطيع وايمانه وقع اراده الله كونا واراده الله سبحانه شرعا الارادة عند اهل السنة الارادة هي احد احد الصفات التي يثبتها اهل السنة. والارادة الارادة تتعلق بمتعلقات تتعلق بالذات وتتعلق ايضا بالافعال فمن جهة نوعها نقول صفة الارادة صفة ذاتية متعلقة بذات الله عز وجل. ومن جهة احادها متعلقة ايضا نقول المتصف بالارادة وارادته قديمة ارادته قديمة ازلية مع ذاته سبحانه وتعالى فلم يكن غير مريد ثم اراد وانما هو مريد سبحانه وتعالى ازلا. فكما هو بذاته قديم. كذلك هو ايضا كما هو بذات ازليا. كذلك هو ايضا ازليا. اما اما الاشياء التي ارادها الله عز وجل وتقع شيئا فشيء. فان ارادته متعلقة بها متى لما وقعت لما وقعت نقول ارادها الله عز وجل الان. اما من جهة العلم متعلق باي شيء؟ ازلا فكل ما وقع فان الله عز عز وجل علمه علمه ازلا سبحانه وتعالى. اما عند الوقوع فان الارادة تتعلق بما يقع عند وقوعه عند وقوعه فان الله اراده. مثلا هذا المجلس اراده الله لما لما اجتمعنا واما علمه به سبحانه وتعالى فهو ازلي كازلية ذاته سبحانه وتعالى. هذا ما يتعلق لان الارادة كما ذكرت عند الاشاعرة يقولون ان الله عز وجل هي معنى واحد معنى واحد لا يتعدد ولا يتعلق بالاحاد ولكن اهل السنة يقولون الارادة من جهة النوع قديمة ومن جهة احادها متجددة من جهة احادها متجددة اي ان الله يريد هذا ويريد هذا ويريد هذا فكلما وقع شيء فنقول ارادة الله عز وجل وشاءه. ان كان شرعيا فاراده شرعا وان وان كان غير شرعي اراده ارادة كونا قال بعد ذلك فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا. هذه الاية تتعلق باي ارادة تتعلق بالارادة الشرعية وتتعلق بالارادة الكونية اين اين الجزء اللي يتعلق بالارظ الشرعية فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. الارادة لان يهدي اي ارادة هنا الارادة الشرعية لان الهداية متعلق بما يحبه الله ويرضاه ومن يرد ان يضله الارادة هنا اي ارادة لان الاضلال لم يرده الله عز وجل شرعا وانما اراده وانما اراده كونا سبحانه وتعالى. اذا مسألة ارادة هداية الخلق الى طاعة الله عز وجل. نقول هذه قادة شرعية هذه ارادة شرعية يحبها الله ويرضاها وقد تقع وقد لا تقع وهذا هو محض وهذا هو محض توفيق الله عز وجل وفضل الله عز وجل على من شاء من عباده. واما الذين اظلهم الله سبحانه وتعالى فهؤلاء قد ظلوا بعدل الله سبحانه وتعالى الا والله حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما فلا يخذل احد الا بالعدل. واين وجه العدل؟ ان الله للكافر سمع وبصر وجعله مشيئة وجعله اختيار وانزل له كتب وارسل له رسل واقام عليه الحجة وما عدا اذا كفر يكفر باي شيء هل يكفي بظلم ولا بعدل عندما كفر هذا العبد الان كفر له عذر عند الله عز وجل ليس له عذر عند الله سبحانه وتعالى البتة لان الله اقام عليه الحجة اقام عليه الحجة وجعله مشيئة واختيار يختار به الطريق الذي ولكن الله علم ان هذا الكافر اذا مات كافرا انه لن يهتدي ولن يستقيم ولن يؤمن بالله عز وجل. ثم ذكر دليلا على ذلك وهو ما روى الامام مسلم احاديث عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه انه قام الايمان وان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله اليوم الاخر وبالقدر خيره وشره جاء في الصحيح قال وحلوه ومره. هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه وهو حديث مشهور. رواه عبدالله بن بريدة عن يحيى ابن يعمر عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه وجاء خالد الصحيح بالفاظ اخرى عند الدارقطني وعند غيره من الفرجات قال انتم بالقدر خيره وشره وحلوه ومره وهذي زيادة في هذا الصحاديث نقول زيادة شاذة. الشاهد من هذا الحديث قوله وتؤمن والايمان بالقدر خيره وشره. معنى الامام ابن القادر خير وشره ان جميع المقدور هو ممن ومن الله عز وجل فالخير من الله والشر من الله عز وجل. يبقى عندنا مسألة هل يضاف الشر الى الله عز وجل نقول جاء في الصحيح بس قال جاء في الصحيح انه قال والشر ليس والشر ليس اليك فهل يضاف الشر الى الله عز وجل؟ نقول انا مع الله عز وجل ان الشر لا يضاف اليه وان كان الشر من مخلوقات ربنا سبحانه وتعالى وانما يضاف الى الله عز وجل يضاف على وجه الادب ان يضاف على عموم خلقه الله خالق كل شيء فيدخل في ذلك اي شيء يدخل الشر هذا الامر الاول ان يضاف في عموم خلق الله عز وجل. الامر ان يضاف الى فاعله وانا لا ندري ان يظاف دون ذكر فاعله ان يظاف دون ذكر فاعله لذلك قالوا وانا لا ندري اشر اريد من في الارض هنا من من اسقطوا اسقطوا الفاعل وهو من؟ وهو ربنا سبحانه وتعالى فاظافوا الشر دون ذكر فاعله وهو ربنا. هذا ايظا يظاف. الامر الثالث ان يظاف الى من وقع منه الشر من شر ما خلق من شر ما خلق فاضاف الشر الى المخلوق. وقاعدة عندنا ان افعال الله سبحانه وتعالى لا شر فيها البتة. افعال الله عز وجل لا شر فيها البتة بل افعاله كلها خير افعاله كلها خير سبحانه وتعالى. وانما الشر يعود الى اي شيء الى مفعولاته سبحانه وتعالى المفعولات ايضا ليست شرا محضا. بل هذه المفعولات في في هذه الشرور من الخير ما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. فاعظم الشرور اعظم المخلوقات شراء هو ابليس لعنه الله عز وجل وفي ايجاده من الخير ما لا يعلم به الا الله عز وجل. فهذا الشيطان بهذا الشيطان بهذا المخلوق عرف اولياء الله بالاولياء الشيطان. عرف من يطيع الله عز وجل ومن يطيع الشيطان. عرف بهذا بعض اسماء الله عز وجل فان من اسماء الله التواب والرحيم والغفور ولولا وجود هذا الشروة والشيطان لما وقع الناس في المعاصي والذنوب فما احتاجوا الى ان يتوبوا ويستغفروا ويعرف الله بهذه الاسماء. فهذه بعض الاشياء التي التي توجد من المفعولات التي فيها شر قد يكون فيها خير كثير لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. اذا لا يضاف شر لا يضاف الشر الى الله عز وجل الا ان يدخل تحت عموم خلقه من شر والله خالق كل شيء او يضاف مع ذكر من عدم ذكر فاعله او او يذكر مع ذكر من اتصل به من شر ما من شر ما خلق ومن وقع عليه ذلك او من من وقع منه ذلك الشر طالب على ذلك وقوله صلى الله عليه وسلم امنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره. هذا الحديث رواه آآ بعض بعض اهل آآ الاجزاء الحديثية في الطيوريات وغيره وقال فيه من حديث من حديث آآ من حديث يزيد الرقاشي عن اسماك رضي الله عنه عن اسماك رضي الله تعالى عنه رواه من طريق شهاب بن خراش عن يزيد الرقاشي عن انس رضي الله تعالى عنه وفيه انس قال امنت بالقدر حلوه ومره خيره وشره. ثم تسلسل هذا الحديث بهذا اللفظ قل له راوي يرويه يعني رواه انس عن النبي وسلم فقد قال ذلك ثم قال انس هذي المقولة ثم قالها يزيد هذي المقولة ثم قالها ايظا ابن خراش هذي المقولة فمسلسل بقول امنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره الا ان هذا الحديث حديث ضعيف واسناده ضعيف. وقد ايضا من طريق ابن فضيل عن عطاء عن محامي ابن ثار عن ابن بريدة عن يحي ابن عمرو عن يحيى ابن يعمر في قصة ابن عمر رضي الله تعالى عنه وفيه وامنت وبالقدر خير وشره وحلوه ومره واسناده ضعيف. ايضا هذا يدل على ايش؟ على ان المسلم مأمورا يؤمن بقدر الله عز وجل وهل هناك فرق بين القدر والقضاء؟ هل هناك فرق ابن القيم وجمع اهل العلم يرون ان القضاء والقضاء انهما شيء واحد وانه مترادفان ومن اهل يفرق بتفريق لطيف فيقول ان القدر يتعلق بما لم يقع والقضاء يتعلق بما وقع وانتهى هذا تفريق يعني ما وقع يسمى ايش يسمى قظاء ايقظي وانتهى وقع وما لم يقع يسمى قدر ان الله قدر مثلا هذا الامر. فاذا وقع يسمى قضاء والامر في ذلك واسع فنقول القضاء والقدر سيان وان شئت فرقت بهذا التفريق اللطيف. قوله ايضا ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمه الحسن بن علي يدعو به في صلاته في قنوت الوتر وقني شر ما قضيت. هذا الحديث رواه اهل السنن من طريق ابي اسحاق عن بريدة ابن ابي مريم عن ابي الحوراء السعدي عن الحسن بن علي بن ابي طالب. وهذا الحديث اسناده صحيح الا ان لفظة قنوت الوتر لفظة لعلها ابو داوود وغيره الحفاظ وقد رواها روى هذا الحديث عن ابي اسحاق شعبة ابن الحجاج ولم يذكر لفظة القنوت فهي لفظة فهي لفظة شاذة. والشاهد من هذا الحديث وقني شر ما قضيت. اي ان الشر ايضا الشر هو ايضا من من تقدير الله عز وجل فان الله هو الذي قظاه وهو الذي قدره ولكن كما ذكرت ان نسبة الشر انما هي نسبة لمفعولاته وليس ذلك نسبة الى افعاله فافعاله كلها خير سبحانه ولا شر فيها واما الشر فينسب الى المقضي لا الى القضاء والى المقدور لا الى لا الى القدر قوله ولا نجعل ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك اوامره واجتناب نواهيه بل يجب ان نؤمن ونعلم ان ان لله ان لله علينا الحجة بانزال الكتب وبعثة الرسل. قال تعالى لان لا يكون الناس على الله حجة بعد الرسل. هذا اراد به رحمه تعالى انه لا يأتي من يقول ان القدر حجة لعلنا نقف على هذا الوقت تأخر نقف على قوله ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك اوامره ونكمله ان شاء الله الدرس القادم والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد