الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد انتهينا الى قوله رحمه الله تعالى ونعلم ان الله سبحانه وتعالى ما امر ولا نهى الا المستطيع للفعل والترك وانه لم يجبر احدا على معصيته ولا اضطره الى ترك طاعته هذه المسألة تتعلق بمسألة تسمى عند اهل العلم بان الله سبحانه وتعالى لا يكلف العبد الا بما استطاع وان التكليف مناط بالقدرة والاستطاعة واذا عجز العبد عن العمل فان التكليف عنه يرتفع فان التكليف عنه يرتفع الله سبحانه وتعالى جعل التكليف مناط بالقدرة والاستطاعة لا يكلف الله نفسا الا وسعها وهذا من رحمة ربنا سبحانه وتعالى الا يكلف العبد الا بما استطاع وهذا هو مذهب اهل السنة خلافا بالجبرية ومن وافقه من الجهمية القائلين بان العبد مجبور على افعاله وان حاله مع الله عز وجل كحال الريشة في مهب الريح وان اعماله وافعاله لا مشيئة له عليها وانما ذلك متعلق بخلق الله عز وجل وارادته وهؤلاء هم الجبرية الذين قالوا ان العبد مجبورا على افعاله مجبورا على افعاله وقد تكيس الاشعري رحمه الله تعالى فقال فقال بالاستطاعة او قال بما يسمى عنده بالكسب فقال ان العبد افعاله كسبا له وليست هي الفاعلة وهذا كما قال احدهم ثلاث لا وجود لها وعد منها كسب الاشعري ان هذا الكسب الذي ظبطه الاشعري لا حقيقة له ولا وجود له ولا يمكن ظبطه حتى اصحابه لا يعرفون ماذا يريد بهذا الكسب فقالوا ان العبد له كسب ولكن ليس له فعل فالسكين لا تقطع بذاتها وانما يقع القطع عند امرارها والري لا يحصل عند شرب الماء وانه لا يحصل بالماء وانما يحصل عند شرب الماء وهذا مكابرة للعقول مكابرة للعقول ومعاندة بل نعلم ان هذه الافعال لها اثر ولها سبب وان امرار السكين هو الذي قطع وان شرب الماء هو الذي اروى وان اكل الطعام هو الذي اشبع هذا تدل عليه العقول وتدل عليه ايضا النقول. اما الجبرية فقالوا ان هذه الاشياء ليست فاعلة. وليس لها تأثير وانما يوجد التأثير عند وجودها وهذا لا شك ترده العقول السليمة قبل ان ترده النصوص الصريحة. اذا هذا هذه الطائفة ما تسمى الجبرية قابلها طائفة اخرى تسمى بالقدرية تقابلها طائفة اخرى تسمى بالقدرية فقالوا ان العبد يخلق افعال نفسه وان الله عز وجل يخلق افعال افعال العباد قالوا ان الله سبحانه وتعالى لا يخلق افعال العباد. ولذلك سماه ابن عمر رضي الله تعالى عنه وغيره سموهم بمجوس هذه مجوس هذه الامة لان المجوس قالوا بتعدد الخالق قالوا بتعدد الخالق فقالوا ان للخلق خالقين خالقا للخير وخالقا للشر فجعلوا النور يخلق الخير وجعلوا الظلم وجعلوا الظلمة تخلق الشر فكذلك قال القدرية وسموا بالقدرية لانهم اثبتوا العبد اثبتوا للعبد قدرة تعظم على قدرة الله عز وجل تعظم على قدرة الله عز وجل فسموا بالقدرية وهذا القول منهم اخذوه من اصل اصلوه من اصول لهم خمسة وهي اهوه واصل وهو اصل العدل فقالوا لا نقول ان الله يخلق افعال العباد ثم يعذبهم عليها ثم يعذبهم عليها وقالوا ان هذا ظلما. قالوا ان هذا ظلم. فاصلوا اصلا سموه باصل العدل واخذوا منه هذا المبدأ وهو ان العبد هو الذي يخلق فعل نفسه وان الله لا يخلق افعاله وجعلوا مع الله اخر تعالى الله تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. اذا هذه الطائفة الثانية هم طائفة القدرية وعلى هذا القول المعتزلة الطائفة الثالثة وهم اهل السنة والجماعة فقالوا ان العبد له مشيئة واختيار وانه ولا يكلف الا بما استطاع واطاق وان افعاله ايضا مخلوقة لله عز وجل وان مشيئته لا تنفذ الا بما شاء الله له هذا هو مذهب اهل السنة باب في باب افعال في باب افعال الخلق وانهم لا يكلفون الا الا بما استطاعوا. فهنا يقول رحمه الله تعالى ونعلم ان الله سبحانه وتعالى ما امر ونهى الا المستطيع. فلا يؤمر بالقيام للصلاة الا من اطاق القيام. ولا يؤمر بالصيام الا من اطاق الصيام. ولا يؤمر ولا يؤمر بالزكاة الا من ملك النصاب. وهكذا اوامر الله عز وجل تتعلق بالمستطيع. كذلك نواهيه سبحانه قال لا ينهى الله عز وجل الا على القادر على الانتهاء. اما الذي لا استطاعة له ولا قدرة له فانه لا فانه لا تكلف بالنهي مع عجزه وعدم قدرته مع عجزه وعدم قدرته اذا لا يكلف الله نفسا الا وسعها لا يكلف الله نفسا الا وسعها فالتكليف مناط بالاستطاعة والقدرة والعاجز الذي لا يستطيع ولا يقدر فانه لا يدخل في حيز التكليف قولوا بعد ذلك وانه لم يجبر احدا على معصيته. اي ان اي ان مذهب اهل السنة والجماعة ان العبد هو الذي فعل وهو الذي وهو الذي اختار واراد وان الله عز وجل يعذبه يوم القيامة على فعله وعلى مشيئته وبهذا نخرج القول الجبري القائلين بان العبد بان العبد مجبورا على معاصيه مجبور على معاصيه وان الله يعذبه تعالى الله عن علوا كبيرا يعذبه لانه اراد ان يعذب لانه اراد ان يعذب لا بسبب ذنوبه وخطاياه وان التنعيم والتعذيب لا يعود الى الى المعصية وانما ومحض الخلق والارادة من الله عز وجل ان الله اراد ان يعذب هذا واراد ان ينعم هذا وليس هناك كما يدعو الى النعيم كالطاعات وليس هناك ما هو سوي للعذاب كالمعاصي لان العبيد افعالهم كلها خلق لله عز وجل ان الله وان العبد لا قدرة له على الامتناع او على الدفع او ان يفعل شيئا لا يريده الله عز وجل فهم الزم العبد بانه مجموع على معاصيه وانه يعذب لا لاجل الذنوب. ولان ولكن لان الله اراد ان يعذبه تعالى الله عن قول علوا ولا شك ان هذا قول باطل. اذا قال الاوزاعي عندما سئل عن الجبر قال اعوذ بالله من دين انا اكبر منه اي ان الجبر هذا لا يعرف الا في الا في الازمنة المتأخرة ولم يعرفه السلف الصالح رحمهم الله تعالى. واول من قال ابن الجبر هو الجهم بن صفوان ومن اتى بعده من واتباعه قالوا ان العبد مجبور على نفسه ولهم في ذلك اقوال كفرية نسأل الله العافية والسلامة في ذكر ان بعضهم ذهب ليصلح بين اثنين فقال ادعوا الله عز وجل ان يوفق بينكما فقال ان تركنا ربنا سلمنا اي ان الشقاء كله من جهة من جهة الله تعالى الله عن قوله علوا كبيرا ولا شك ان هذا كفرا بالله عز وجل. ويحتج الزناة بزنا على زناهم بان الله قدر عليهم ذلك. وجبرهم على ذلك ويحتج العصاة جميع من الجبرية على انهم فعلوا ذلك بانهم مجبورون على هذه المعاصي. اما اهل السنة فيقولون ان العبد ليس انت مجبورا ليس مجبورا على معصية ليس معصية وانما فعل المعصية بمشيئته واختياره وهو الفاعل ثقة وهو الفاعل حقيقة واذا عذبه الله يوم القيامة فانه يعذبه على فعله. فالذي زنا يعذب على فعله لهذا الزنا والذي سرق يعذب على فعله لهذه السرقة فهو الذي سرق حقيقة وهو الذي زنا حقيقة وهو الذي قتل فحقيقة وهو الذي شاء هذه الافعال كلها. فعندما تأتي قيل من اراد معصية المعاصي ويعصي الله عز وجل بها ومعه عقله لا شك انه ما عصى الا بعد ما شاء. ولما شاء فعل يعذبه الله على مشيئته وفعله وليس هناك احد مجبور على هذه الافعال لان العبد افعاله لا تخرج عن قسمين اما ان تكون بلا ارادته ولا اختياره كالتحركات الباطنية لتكون في جسد الانسان من نبضات قلبه والتي تكون فجأة دون دون ان يستشعر بها ودون ان يشعر بها فهذه لا يعاقب بها العبد ولا يحاسب عليها العبد يوم القيامة. القسم الثاني افعال متعلقة بارادته ومشيئته وهذا القسم هو الذي يتعلق به التكليف اخذا وجزاء وعقابا. فاذا فعل طاعة عليها بالاحسان واذا فعل معصية جوزي عليها بالعقوبة والعذاب نسأل الله العافية والسلامة. فالذي زنا او الذي فعل المعصية لم يفعلها حتى شائها. ولما شائها اقدم عليه وفعلها بقوته وباختياره وبقدرته. فالله يعذبه على هذا الاختيار وعلى هذا الفعل ولا يعذبه الله عز وجل بما علم من حاله. لان مشيئة الله سبحانه وتعالى متعلقة بعلم سبحانه وتعالى والله علم ما سيفعله العباد ما سيفعله العباد من خير وشر وانما يعذب الله العبد على فعله وعلى كسبه وعلى عمله. فهذا معنى قوله فان وانه لم يجبر وانه لم يجبر احدا على معصية ولا اضطره الى ترك طاعة حتى فعل الطاعات لا يجبر العبد على تركها وقد وظح الله طريق النجاة وطريق الشقاء بارسال الرسل وانزال الكتب وتبيين الحجج حتى يعلم المحق الحق ويعلم المبطل الباطل الذي سلكه. فالحجة قائمة على خلق الله عز وجل وليس لاحد ليس لاحد حجة على الله عز وجل يوم القيامة لان الله ارسل رسلا وانزل كتبا حتى يدعو الناس الى طاعته والى التوحيد والى الاستقامة على دينه سبحانه وتعالى. وهناك حجج كثيرة اول هذه الحجج الميثاق الذي اخذه الله عز وجل على بني ادم وهم ذر في ظهر ابيهم ادم حيث اخرجهم من ظهر ابيهم ادم ثم اشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى وقالوا شهدنا انك ربنا وهذا الميثاق الفطري الذي فطر الله الناس عليه لا يعذبون بلا يعذبون به جعل الله عز وجل لهم حجة اخرى تذكرهم بالميثاق الاول فارسل الله رسلا تدعوهم الى التوحيد وتأمرهم بطاعته وانزل كتبا تبين ذلك من عنده سبحانه وتعالى فلا يهلك على الله الا هالك وليس لاحد حجة يوم القيامة على الله عز وجل الا من لم تبلغه الدعوة فمن لم تبلغه الدعوة فهذا الذي فهذا الذي لا يعذب يوم القيامة حتى حتى تقوم الحجة عليه. وقد جاء عن ابي هريرة وعن ابن مالك رضي الله اجمعين وفي حديث الاسود ابن سريع ان اربعة يدلون بحجتهم على الله عز وجل منهم الشيخ الهرم ومنهم الطفل الصغير ومنهم ايضا الذي لا اعقل فيقول فيقول كل واحد منهم يا ربنا اتانا رسولك نحن لا نعقل شيئا هذا هذا كبير هرم وهذا صغير لا يعقل فيرسل الله او لهم رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار ومن عصاه دخل النار وكان حكمه انه خان في نار جهنم ابد الاباد وهذا الحساب يكون في عرصات القيامة. اما في الدنيا فكل من تلبس بالكفر والشرك فانه يسمى كافرا مشركا واما في الاخرة فان كانت الحجة قد قامت عليه وبلغته فانه يحكم عليه بالنار وانه خالد فيها ابد الاباد. ومن لم تبلغ الحجة كاهل الفترات او من كان في حكمهم فهؤلاء امرهم الى الله عز وجل بالنسبة للاخرة فانهم يمتحنون في عرصات القيامة كما جاء في حديث الاسود بن سريع وجاء من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه موقوفا عليه باسناد جيد انهم يمتحنون في عرصات في عرصات القيامة فهؤلاء الذين الذين يعذبون يوم القيامة لا يعذبون الا على الا على افعالهم واعمالهم. فلما رأى القدرية هذه الحجة عند الجبرية وقالوا كيف يخلقها؟ ثم كيف يخلقها ثم يعذبهم عليها؟ فقالوا ان هذا ظلم فجعلوا اصلهم الذي سموه باصل العدل فقالوا بان العبد يخلق افعال نفسه حتى يفر من اي شيء حتى يفر من مسألة من مسألة الجبر. فقال فلما قال هؤلاء ان العبد مجبور على معصية الله وطاعته قابلتهم القدرية فقالوا ان العبد افعاله مخلوقة له ولم يخلقها الله عز وجل وجعلوا مشيئة العبد اعظم مشيئة واقوم مشيئة من بمشيئة الله عز وجل اعظم مشيئة الله سبحانه وتعالى وهذا القول قريب من القول من قول الجبرية وكلاهما على ظلالة وباطل اما اهل السنة فقالوا ان العبد ان العبد افعاله مخلوقة لله عز وجل فكل شيء خلقه لله سبحانه وتعالى هذا اولا وقالوا ان العبد هو الفاعل حقيقة وان الله يعذبه يوم القيامة على فعله ومشيئته وليس يعذب على ما شاءه الله عز وجل له. وجعلوا الارادة ارادتان ارادة شرعية وارادة كونية شرعية يريدها الله ويحبها ويرضاها ولكنها قد تقع وقد لا تقع وارادة كونية وهي التي تراد في المشيئة وهي لابد من وقوعها وقد يحبها الله ويرضاها وقد لا يحبها الله ويرضاها. فجمع اهل السنة بين القولين فقالوا ان العبد افعال مخلوقة لله عز وان العبد له مشيئة واختيار وانه يعذب على فعله وعلى مشيئته يعذب على فعله ومشيئته وان الله لم يجبره على معصية ولم يجبروا على ترك على ترك طاعة لم يجبروا على معصية ولم يجبروا على ترك طاعة بل الذي تركه العبد والذي فعل هو العبد وهذا واضح وبين حتى في غير في غير مسائل الدين والشرع تجد هذا واضح وبين من اراد ان يشرب ماء وعنده ما ماذا يفعل يأخذها ويشرب الماء من الذي فعل واخذ هو العبد الا غيره؟ هو العبد بنفسه. فالذي سرق انما تقطع يده بسرقة هو. ولا نقول ان الله عز وجل هو الذي خلق السرقة وان الله هو الذي سرق تعالى الله عن قول الجبرية علوا كبيرا. بل نقول لان الله علم ان هذا سيسرق فشاء ذلك سبحانه وتعالى مشيئة كونية والذي فعل السرقة وسرقة هو من؟ هو العبد ليجازى في الدنيا بقطع يده والعبد والذي يعذب يوم القيامة على سرقته ومن؟ هو العبد ايضا. اذا اهل السنة يثبتون المشيئتان يثبتون المشيئتين مشيئة الله عز وجل ويثبتوا مشيئة العبد. وان العبد مشيئته لا تنفذ الا بما شاءه الله عز وجل. ويثبتون ايضا ان الله خالق افعال العباد ويثبتون ايضا ان العبد هو الذي فعل حقيقة وان تعذيبه يكون على جهة فعله لا على ما شاءه والله عز وجل له من افعال او ما شاءه الله عز وجل من طاعة او معصية. قوله بعد ذلك قال الله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها. وقال تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. وقال تعالى اليوم تجزى كل نفس ما كسلت لا ظلم اليوم هذه الايات يستدل بها المؤلف رحمه الله تعالى على ان العبد لا يكلف الا بما استطاع ولا يكلف الا بما قدر عليه واما العاجز غير المستطيع فانه لا يحاسب ولا يعاقب على ما ترك ولا على ما فعل قوله فدل على ان للعبد فعلا وكسبا يجزى على حسنه بالثواب وعلى سيئه بالعقاب وهو واقع بقضاء الله وقدره جمع بين مسألتين ان العبد فاعل الحقيقة وان فعله بتقدير الله عز وجل هذه هذا الجزء يثبت فيه المؤلف رحمه الله تعالى ان العبد فاعل حقيقة كما ذكرنا فهو الذي فهو الذي اطاع وهو الذي عصى وهو الذي اخذ وهو الذي اعطى وانه هو الفاعل حقيقة. وان فعله جرى باي شيء بتقدير الله عز وجل بتقدير الله سبحانه وتعالى وان العبد انما تجري افعاله بما قدره الله عز وجل وشاء ذكرنا ذلك في الدرس السابق وقلنا ان ان الايمان بالقدر يتضمن اربعة امور يتضمن اربعة امور اولها يتضمن اي شيء العلم وان الله علم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون فكل شيء قد علمه الله عز وجل. الامر الثاني يتضمن اي شيء ها يتضمن المشيئة او الكتابة قبله يتضمن الكتابة. وذلك ان الله عز وجل كتب في اللوح المحفوظ ما هو كان لا الساعة لما خلق القلم قال له اكتب قال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى قيام الساعة. يتضمن ايضا المشيئة. وهي ان كل لما كان في هذا الكون من طاعة ومعصية ومن خير وشر فان الله شاءه واراده سبحانه وتعالى. يتضمن ايضا المرتبة الرابعة وهي مرتبة الخلق وهي ان ان كل ما في هذا الكون انه مخلوق لله عز وجل وانه ليس ثم خالق غير الله عز وجل وان كل ما سوى الله سبحانه وتعالى فهو مخلوقا له سبحانه وتعالى. اذا عرفت هذه هذه المراتب الاربع وامنت بها واعتقدتها سلمت من هذا اللواء من هذا الخلط الذي وقع فيه الجبرية ووقع فيه المعتزلة من من قدرية وجبرية فان هؤلاء تخبطوا في باب القدر لانهم لم يستطيعوا ان يميز افعال الله عز وجل عن افعال عبده. وكما قال شيخ الاسلام وكل ضلال فيها ذكر ان اسباب ضلال الخلق في هذه في هذا ان اسباب الخلق هو الخوظ في افعال في هو الخوض في افعال الله بعلة اي انهم طلبوا العلل لافعال الله عز وجل فلما لم يتصوروا علل تناقضوا في هذا الباب فهؤلاء قالوا بالقدر وهؤلاء قالوا بالجبر هؤلاء قالوا ان العبد يخلق افعال نفسه حتى يفروا من ان الله كيف يخلقها ثم يعذبه عليها. وهؤلاء قالوا انه لو عما سمعوا قول القدرية ان العبد يخلق فعل نفسه قالوا كيف عبدا ويكون خالقا في نفس المقام فقالوا ان هذه الافعال مخلوقة لله عز وجل وان الله هو الذي خلقها وان الله هو الذي فعل هذه الافعال كلها وان الله يعاقبه ويعذبه لا لاجل ذنوبه ومعاصيه. اما اهل السنة فقالوا ان الله عز وجل له ارادتان شرعية وارادة كونية وان الارادة الشرعية التي الارادة الشرعية هي التي تتعلق بمحبته ورضاه وقد تقع وقد لا تقع واما ارادة الكونية فهي التي لا بد ان تقع وقد يحبها الله ويرضاها وقد لا يحبها الله ولا يرضاها. وهذا يجتمع وتجتمع الارادتان في طاعة فانها اذا وقعت من الطائع اجتمعت في الارادة الكونية واجتمعت فيها الارادة الشرعية. وقالوا ايضا ان العبد ان العبد ان العبد يشاء ويختار وانه هو الفاعل حقيقة وان مشيئته واختياره وافعاله لا تخرج عما قدره الله عز وجل له فنحن جميعا نجري فيما قدر الله لنا وفيما شاء الله لنا كما جاء في الصحيح عن ابي طالب رضي الله تعالى عنه انه قال قال وسلم اعملوا عندما قال يا رسول الله انعمل في امن قد فرغ منه؟ ام في امر مستأنف؟ قال بل في امر قد فرغ منه. فقالوا يا فما العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر ما خلق له فمن كان من اهل الطاعة ومن كان من اهل الجنة سييسر له عمل اهل الجنة ومن كان من اهل النار فسييسر له عمل اهل النار نسأل الله العافية والسلامة فكل ميسر لما خلق له. اذا هذا المبحث الاخير اللي ذكره هنا هو يتعلق بان الله لا يكلف العباد الا بما استطاعوا وان العبد لا يعذب الا على فعله ولا يعذب على فعل غيره كما قال تعالى ولا تزر وازر وزر اخرى وان العبد لا يكلف الا بما استطاع وقدر. وان العبد هو الفاعل حقيقة وان العبد له مشيئة. وان مشيئته وافعاله كلها تجري بقدر الله عز وجل الشاء السابق. وان الله شاء افعاله وارادها وخلقها وكتبها وعلمها سبحانه وتعالى فجميع افعالنا قد علمها الله عز وجل. وجميع افعالنا قد شاءها ربنا سبحانه وتعالى وجميع افعالنا قد خلقها الله عز وجل فكل ما عملناه فهو مخلوق لله عز وجل. واذا عذب الله واذا عذب الله العاصي فانما يعذبه على فعله وعلى مشيئته وعلى اختياره. واذا انعم الله على المطيع فانه فانه يجازيه بفضله ورحمته. وسبب رحمة الله عز وجل هو طاعة المطيع ومسابقته باحسانه ومسابقته حسب الحسنات في مرضاة الله عز وجل. يكون بهذا قد انتهينا من مسألة القدر والارادة وين قبلها ولا نجعل لحظة شوف ان كل شيء خلقناه بقدر طيب اي نعم وين هذا وين ما عندي نعم هنا مسألة وهي قوله رحمه الله تعالى ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك اوامره واجتناب نواهيه بل يجب ان نؤمن ونعلم ان الله ان لله علينا الحجة ان لله علينا الحجة بانزال الكتب وبعثة الرسل اولا هذه المسألة تعلق هل يجوز للعبد ان يحتج بالقدر على المعائب والمصائب هذي ما تتعلق بمسألة الاحتجاج بالقدر على المعائب اما المصائب فبالاجماع المصائب بالاجماع يسن ان يحتج بالقدر عليها. والمراد بالمصائب ما يصيب العبد من البلايا من مرض وسقم وحوادث دنيوية فان العبد يقول عند وقوع المصيبة قدر الله وما شاء فعل ويكل ذلك الى تقدير الله عز وجل ويرده الى قدر الله سبحانه وتعالى هذا ما يتعلق بالمصائب فالاحتجاج بالقدر فيها مشروع بالاجماع مشروع مشروع بالاجماع ولا خلاف علم في مشروعية هذا الامر. هذا يتعلق بالمصائب. المسألة الثانية الاحتجاج بالقدر على المعائب والمراد المعايب الذنوب والخطايا هذه المعائب هي الذنوب والخطايا. هل يجوز للعبد اذا فعل معصية ان يقول قدر الله علي هذه المعصية اذا زنا قال الله قدر علي هذا الزنا اذا سرق قال قدر الله علي هذه السرقة اذا فعل اي معصية هل يجوز له ان يحتج بالقدر اما قبل توبته فبالاجماع اما قبل التوبة فبالاجماع لا يجوز له ان يحتج بالقدر على على على معصيته اما بعد التوبة فالجمهور على جواز الاحتجاج بالقدر اذا تاب العبد من ذنبه ومثال ذلك لو ان عبدا وقع في محرم سرق سرقة ثم اتى شخص يلومه كيف تسرق وانت تعلم ان الله عز وجل حرم السرقة فقال هذا امر قدره الله علي هذا امر قدره الله علي قبل ان يتوب وقبل ان يترك هذا الذنب وهذه المعصية نقول هذا الفعل محرم ولا يجوز واحتجاجك بالقدر اعظم من اعظم ذنبا من سرقتك لهذه السرقة. لانك احتجت بشيء محرم ولا يجوز. فالله سبحانه وتعالى حرم عليك السرقة ونهاك عن الوقوع فيها ولم تعلم ان الله قدر عليك ذلك الا بعد الا بعد السرقة فانت مخاطب قبل القدر بالاجتناب والترك. اما بعد القدر ان فسرقت وان الله قدر ذلك نقول نعم قدره ولكن لا حجة لك بهذا القدر على على انك سرقت وعلى انك وقعت بهالمعصية واذا تذكر من مخاذي الجبرية ان رجلا من الجبرية زنت امرأته زنت امرأته فلما اتى يعاتبها ويعاقبها قالت سبحان الله اتلومنا على امر قدره الله علي والله هو الذي فعل ذاك؟ قال اعوذ بالله لقد كدت اكفر والحمد الذي انقذتني بقولك هذا يعني كان اراد ان يعاقبه وان يقت وان وان ايش؟ وان يحتج على القدر بان كيف تزني؟ فلما قالت بحجة شيطانية خبيثة وهو خبيث مثلها قالت له كيف كيف تلومني على امر قدره الله علي. فقال الحمد لله الذي نبهتيني الى هذا الامر الذي كدت ان اكفر بالاعتراض علي. وهذا من مخازي الجبرية فالاحتجاج بالقدر محرم ولا يجوز قبل التوبة. اما بعد التوبة لو ان هذا السارق سرق ثم تاب الى الله عز وجل تاب الى الله عز وجل وصدق في توبته ثم اتاه رجل وقال يا سارق يا من تسرق اموال الناس واخذ يعيبه ويلمزه فقال له اعوذ بالله انا تبت من هذا الذنب وهذه السرقة قد قدرها الله علي قبل ان يخلق السماء بخمسين الف سنة. اتلومني على امر قدره الله علي؟ نقول في هذا المقام يجوز على الصحيح مع ان هذه مسألة فيها فيها خير وذلك احتجاجا بقصة ادم وموسى الذي في البخاري ومسلم عن ابي هريرة عندما احتج لقي ادم موسى وقال موسى يا ادم انت ابو البشر الذي خلقك الله بيده واسكنك جنته اخرجتنا اخرجتنا من الجنة بذنبك بأكلك من الشجرة فقال ادم موسى يا موسى اتجد مكتوبا عليه بالتوراة قبل ان قال نعم قال اتلومني على امر كتبه الله علي قبل ان يخلقني باربعين سنة يقول وسلم فحج ادم موسى فحج ادم موسى اي ان موسى يعني خصم في هذه في هذه المنازلة وفي هذه المناظرة وحجه ادم بان هذا الامر وهو اكل من الشجرة ومكتوب عليه قبل ان يخلق وقبل ان تخلق السماء والارض خمسين الف بخمسين الف سنة اي خلق الله عز وجل هذه كتب الله عز وجل هذه المقادير قبل ان خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وفي الصحيح انه قال بما بقبل ان يخلق قبل ان يخلقني باربعين سنة فيكون ذاك متعلق بكتابتها في التوراة لا في اللوح لا في اللوح المحفوظ فيكون المعنى ان ادم عليه السلام لما اكل من الشجرة وعصى الله عز وجل باكله منها وتاب الى الله عز وجل لما تلقى ربك المتاب عليه لقي ادم بعد توبته فحجه ادم بقوله ان هذا الذنب قد كتبه الله علي قبل ان يخلقني باربعين باربعين سنة. فحج ادم موسى مع ان القول الاخر ايظا ايظا من يقول انه لا يجوز الاحتجاج بالقدر في جميع المعايب سواء الذي تاب منها او الذي لم يتب منه ولم يتب منه قالوا ان الاحتجاج بالقدر لا يجوز مطلقا سواء تاب او لم يتب. واحتج هؤلاء بان قصة ادم موسى ليس فيها احتجاج بالقدر على المعائب وانما على المصائب وانما على مصائب وذلك بخروجه من الجنة. فخروج ادم من الجنة هو المصيبة وليس وليس اكل من الشجرة وانما خرج بسبب اكله من الشجرة والذي والذي قال والذي عاب عليه موسى ولام موسى عليه هو انك اخرجت من الجنة باكلك من الشجرة. فالمصيبة في الخروج من الجنة وهذي مصيبة فهنا قال موسى لادم انت الذي اخرجتنا من الجنة باكلك من الشجرة. فانت الذي وقعت في هذه المصيبة سبب اكمل الشجرة. فقال ادم ان هذا امر قدره الله علي قبل ان يخلق الثمن بخمسين الف سنة وقبل ان يخلقني باربعين سنة. فهنا الاحتجاج يكون على المصائب وليس على المعايب لكن نقول الصحيح الصحيح من اقوال العلم انه يجوز الاحتجاج بالقدر في حالتين يجوز الاحتجاج بالقدر في حالتين الحالة الاولى يحتج بالقدر في باب المصائب وهذا بالاجماع الحالة الثانية الاحتجاج في القدر في باب المعايب بعد التوبة منها اذا تاب من الذنب جاز له ان يحتج بالقدر. اما قبل توبته فلا يجوز ويحرم ان يحتج بالقدر على عيب وقع فيه او على ذنب ان ارتكبه قال رحمه الله تعالى بل نعل بل يجب ان نؤمن ونعلم ان لله علينا الحجة لا شك ان الله سبحانه وتعالى اقام الحجة على خلقه واول الحجج التي قامت على خلقه عندما خلق ادم عندما خلق الله عز وجل ادم اخرج من ظهره ومن ظهور ذريته جميع الذرية الى قيام الساعة ثم نشرهم ثم اشهدهم على انفسهم الست بربكم فنطقوا جميعا سواء قلنا بنطق انهم نطقوا بلسان الحال او نطقوا بلسان القال فكلهم قالوا شهدنا انك ربنا وانك الله سبحانك وتعالى. فلما نطقوا ذاك رجعوا الى الى اصلاب ابائهم والى ظهور ابائهم ثم ثم اوجدهم الله عز وجل عندما خرجوا من بطون امهاتهم بهذا العهد الذي سبق وهم في ظهور ابان ولكن هذا العهد وهذا الميثاق لا يعذب عليه عند عامة اهل العلم. لا يعذب الناس عليه وليس حجة على الخلق بكرم الله سبحانه وتعالى. والا لو عذبهم الله عز وجل بهذا الميثاق وبهذا العهد لعذبهم وهو غير ظالم لهم كما جاء في صحيح البخاري عن الاسماك رظي الله تعالى عنه ان المشرك اذا ادخله الله النار فيقول ارأيت يا عبدي لو ان لك مثل هذه الدنيا اكنت مفتديا به يقول نعم يا ربي لو كان لي الدنيا وفيها لافتديت به. فيقول الله عز وجل لقد سألتك وانت بظهر ابيك الا تشرك بي شيئا فابيت الا ان تشرك في هذا الحي يدل على اي شيء على انه اخذ عليه العهد وهو في ظهر ابيه الا يشرك بالله شيئا وان يحقق توحيد الالوهية وان حقق توحيد الربوبية لكن من كرم الله عز وجل ان الله لا يعذب العباد بهذا الميثاق وبهذا العهد بل ارسل الله عز وجل رسلا مذكرين ومجددين العهد بهذا الميثاق حتى لا يكون لاحد على الله عز وجل يوم القيامة حجة كما قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث حتى نبعث اتى رسولا فلا يعذب احد الا بعد ان يأتيه رسوله. والعذاب هنا يراد العذاب الاخروي قبل ان يكون العذاب الدنيوي. فالعذاب الدنيوي لا يقع عل بعد ارسال الرسل والعذاب الاخروي لا يقع ايضا الا بعد ارسال الرسل اذا ليس لاحد حجة على الله يوم القيامة لا في الدنيا ولا في الاخرة ومن لم تبلغه الدعوة فانه لا يدخل النار حتى يكون اهلا لها ولن يدخل النار احد الا وهو من اهلها. اما الذي لم تبلغه الحجة ولم يبلغه الرسول ولم تبلغه الايات فانه لا ايدخل النار حتى حتى يرسله رسول في عرصات القيامة فان اجاب دخل الجنة وان لم يجب دخل النار نسأل الله العافية والسلامة وهذا باتفاق اهل السنة انه ليس لاحد على الله حجة يوم القيامة ولذلك الله عز وجل ذكر انه هدانا النجدين وانه ارسل رسلا وانزل كتبا حتى لا يكون لاحد عليه حجة يوم يوم القيامة. قال بانزال الكتب وبعثة الرسل قال تعالى لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ونعلم ان الله سبحانه وتعالى ما امر ونهى الا اذا هذه المسألة مسألة الاحتجاج بالقدر والمسألة الثانية مسألة هل يكلف العبد بما لا يستطيع هل يكلف ابنه لا يستطيع المسألة؟ ايش نقول اه هل يكلف العبد ما لا يستطيع وهل المنع هنا منع عجز او منع او عدل منع عدل الله سبحانه وتعالى ليس عاجلا ان يكلف العباد بما لا يستطيعون بل الله قادر ان يكلف العبد بما استطاعوا بلاء بما لا يستطيع لكن من رحمة الله وعدله الا يكلف العباد الا الا بما استطاعوا وان العاجز الذي لا قدرة له فانه لا يؤمر لا يؤمر بما لم يستطع عليه. ولذلك تجد في احكام فروع الدين الصلاة مثلا يقول صلي قائما فان لم تستطع فجالسا لم تستطع فعلى جنب. كذلك الذي لا يستطيع يقرأ القرآن لا يكلف بان يحرك لسانه على الصحيح وانما يسكت وانما يسكت. الذي لا يقرأ الذي لا يحسن الفاتحة وليس يحفظ القرآن يؤمر ان يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله. كذلك الذي قد فقد عقله لا يكلف بالصلاة ولا بالصيام ولا بالحج ولا اي عمل وان وان وان مات على جنونه فانه عند اهل السنة من اهل الجنة فانه عند اهل السنة من اهل الجنة لانه لم يكلف فلا يعاقب ولا يعذب ولا ايحاسب ولا يحاسب ويدخل الجنة ابتداء كذلك الصغير الذي يموت من المسلمين صغيرا قبل ان يبلغ الحنف هذا عند اهل السنة ومن اهل الجنة وانه يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب وانه يدخل الجنة كما يدخلها اه عامة الموحدين وعامة المؤمنين. هذه المسائل تتعلق بمسألة الاحتجاج بالقدر مسألة ان العبد لا يكلف الا بما استطاع ونقف على هذا. والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد