وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد انتهينا الى قوله رحمه الله تعالى ويحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا بهما ويقفون في موقف القيامة حتى يشفع فيهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويحاسبهم الله تبارك وتعالى وتنصب الموازين وتنشر الدواوين وتتطاير صحف الاعمال الى الايمان والشمائل فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وانتهينا بعد ذلك الى مسألة قال ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حوض في القيامة ذكرنا ما يتعلق بحشر الناس وبعثهم وانهم يحشرون حفاة عراة غرلا وان الناس يحاسبون في ذلك المقام وهذا الحساب الذي هو حساب العرض والمناقشة انما هو خاص بمن هو على على الاسلام والتوحيد اما الكفرة والمشركون بالله عز وجل فلا يحاسبون حسابا له حسنات وسيئات وانما يحاسبون حساب ايقاف وتوبيخ وتقريع ثم يقذفون في نار جهنم نسأل الله العافية والسلامة اما اهل اما اهل الاسلام والتوحيد فهم ايضا في حساب على على قسمين فمنهم من خفف عليه الحساب فيعرظ على الله عرظا فلا يناقش الحساب وهذا الذي خفف الله عز وجل حسابه ومنهم من يناقش الحساب ويدقق فيه عليه. وهذا الهالك عافانا الله واياكم. ومن نوقش الحساب فقد عذب اي من ناقشه الله عز وجل ودقق عليه حسابه فانه حتما سيعذب بان العبد وان بلغ ما بلغ من الاعمال فانه مقصر في حق الله عز وجل. وكما جاء في حديث عتبة ابن عبد السلمي رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو ان احدكم منذ خلق الى ان يموت هرم وهو يجر على وجهه في سبيل الله ان يسحب على وجهه في سبيل الله في ذات الله وفي طاعة الله عز وجل فحقره يوم القيامة. وجاء عند ابن حبان باسناد صحيح ان رسولا قال لو ان الله عذبني انا وعيسى ابن مريم على هاتين لعذبنا وهو غير ظالم لنا سبحانه وتعالى. اذا هذا اذا كان هذا مقام محمد صلى الله عليه وسلم فلا شك ان من دونه اذا اذا ناقشه الله عز وجل ودقق عليه الحساب فحتما سيعذب ولكن الله عز وجل ورحمته سبحانه وتعالى واسعة وسعت كل شيء. وقد ذكرنا هذه المسائل بمسألة الحساء وما شابه ذلك وذكرنا الميزان. وان له كفتان ولسان وان الذي يوزن يوم القيامة ثلاثة اشياء يوزن العبد ببدنه وتوزن الاعمال وتوزن الصحائف ومن ثقل ميزانه فقد ثقلت جميع موازينه فالذي يثقل ببدنه ستثقل صحائفه والذي تثقل صحائفه ستثقل ايضا اعماله ومن خف ميزان بدنه سيتبعه خفة ميزان اعماله وصحائفه. الا ان يرحمه الله عز وجل قال بعد ذلك وتتطاير الصحف وذكرنا ان هذه الكتب وهذه الصحف عندما يوزن الخلائق ويثقل من شاء الله ان يثقل ان يثقل ميزانه ويخف من شاء الله ان يخف ميزانه عند ذلك المقام تتطاير الصحف وهي كتب التي سجلت على العبد كل عمل عمله في هذه الحياة قد خط له في هذا الكتاب. فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. واما من اوتي كتابه بشماله فسوف يدعو ثبورا وقد اختلف اهل العلم من الذي يأخذ كتابه بشماله ومن الذي يأخذ كتابا وراء ظهره على قولين في مسألة الفاسق الذي استوجب النار دهرا او امدا؟ هل هو ممن يأخذ تابوا بشماله او الاخذ بالشمال. والاخذ من وراء الظهر خاص بالكافر. والصحيح من اقوال اهل العلم في هذه المسألة ان الفاسق لا يأخذ كتاب شماله. وانما الذي يأخذ كتابه بشماله الكافر. الفاجر الذي هو توجب الخلود في النار المستوجب دخول النار هو الذي يأخذ كتابه بشماله وطريقة اخذ للكتاب ان يده الشمال تكسر وتدخل من جوفه وتخرج من ظهره ثم يأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره. اما اهل النجاة واهل الايمان والتوحيد فهم الذين يأخذون كتبهم بايمانهم واهل اليمين اخذ من الكتاب على مرحلتين منهم من يأخذه ابتداء ويدخل جنة ابتداء ومنهم من استوجب النار من عصاة الموحدين وفسقة هذه الملة يعذ في النار ما شاء الله ان يعذب ثم اذا خرج اخذ كتابه بيمينه ودخل الجنة ودخل الجنة. وليس الاحد من الموحدين على الصحيح من اقوال اهل العلم انه يأخذ كتابه بشماله هناك قول اخر ان الاخذ بالشمال الفسقة والكفرة لكن القول اللي ذكرت هو الاصح والاقرب ومن قرأ الايات وقرأ سياقها عرف انها قد سيقت في من استوجب النار خلودا فيها ابد الاباد. قال بعد ذلك ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حوض في القيامة اجمع اهل السنة على ان من خصائص رسولنا صلى الله عليه وسلم ان الله سبحانه وتعالى اعطاه نهرا يسمى نهر الكوثر وهو خير كثير اعطاه الله اياها اعطاه الله اياه سبحانه وتعالى. وان نهر الكوثر له ميزابان يصبان في حوض لرسولنا صلى الله عليه وسلم في عرصات القيامة. وهذا الحوض حوض عظيم. تواترت النصوص على بل قد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ما يقارب ستة وخمسين حديثا في هذا الحوض بل نقل العين ثمانين حديثا في اثبات صفة في اثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم. فاهل السنة مجمعون على اثباته وهو من الاحاديث المتواترة على اثبات حوضي لرسولنا صلى الله عليه وسلم. الا ان اهل العلم اختلفوا هل الحوض من خصائص رسولنا صلى الله عليه وسلم؟ ام يشاركه خيره من الانبياء وقد جاء عند الترمذي من حديث قتادة عن الحسن عن سمرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبي حوضا واني اكثرهم واردا يوم والقيامة وهذا الحديث مداره على سعيد ابن بشير وسعيد ابن بشير رحمه الله تعالى ضعيف في الحديث وقد خولف في هذا الحديث فقد رواه اشعث ابن عبد الله علي الحسن مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو الصحيح ان هذا الحديث مرسل ولا يصح مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول ان لكل نبي حوضا ولكن في ولكن من جهة النظر في القواعد الشرعية فان فان الناس يبعثون يوم القيامة حفاة غرلا قد بلغهم من الظمأ مبلغ عظيم. وهذا البلاء وهذا الظمأ يشترك فيه جميع اهل الموقف من اهل التوحيد. ولا شك ان باع الانبياء من من اتباع موسى وعيسى وغيرهم من انبياء الله عز وجل لا شك انهم على الحق وانهم على التوحيد بعد باتباعهم برسلهم عليهم الصلاة واتم التسليم. وهذا فيما فيما وهذا قبل ان يبعث نبينا صلى الله عليه وسلم. اما بعد بعثة نبينا محمد صلى الله وسلم فكل دعوة نبي فهي دعوة منسوخة وباطلة اي باطل من جهة اتباعها لا من جهة من جهة حقيقتها وثبوتها اذا اتانا اتي وقال انا اتبع موسى الان نقول انت كافر بالله عز وجل وخالد مخلد في نار جهنم. وانما الحديث مع اتباع الانبياء من من لدن نوح عليه السلام الى عيسى عليه السلام ممن هم على التوحيد وعلى الطريقة الشرعية الصحيحة فهؤلاء على الصحيح من اقوال اهل العلم انهم يردون حوض انبيائهم يريدون حياض انبيائهم ويشربون منها وليس هذا الحوض خاص او من خصائص رسولنا وصلى الله وسلم فان الامم كلها في ذلك المقام يصيبها العطش ويصيبها الظمأ فلابد ان يكون لكل نبي حوضا حتى ترده امته ويشربون من هذا الحوض الا ان حوض رسولنا صلى الله عليه وسلم يتميز بامور. الميزة الاولى له ان هذا الحوض حوض عظيم انه حوض عظيم جاء ان طوله شهرا وعرضه شهرا وجاء في الصحيح ان زواياه سواء ان رواياه سواء اي انه على على طول الواحد طوله وعرضه سواء وهذا اما ان يكون على هيئة الدائري على هيئة انه على هيئة دائرية او يكون مربع طوله كعرضه طوله كعرضه. وهذا يدل على انه واسع حتى انه جاء في الحديث ان مسيرته شهر شهر وطوله كعرضه اي تذهب طولا تذهب شهرا وتذهب عرظا طوله شهرا هكذا هو حوظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يدل على اي شيء على انه حوض عظيم واسع. الميزة الثانية لهذا الحوظ انه احلى من العسل احلى طعما من العسل وايضا انه ابيض من اللبن وايضا انه ابرد من الثلج وان له كيزان كعدد نجوم السماء. وان هذه الكيزان على هذا الحوض. فكل مسلم يأتي ويشرب من هذا الحول ويشرب من هذا الحوض وميزة اخرى ان من شرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم فانه لن يظمأ بعدها ابدا حتى يدخل الجنة ولا شك ان ان العبد في ذلك المقام بعد ان يعتريه من الاهوال والشدائد الشيء الكثير احوج ما يكون الى شربة ماء يروي بها عطشه. فيوم القيامة يوم شديد هوله وعظيم خطبه. يوم تدنو الشمس فيه مقدار حتى تغلي الجماجم وتفور من من حره ويؤتى بجهنم لها سبعون الف لها سبعون زمام مع كل زمام سبعون الف فملك فاذا قربت الى ارض المحشر زفرت زفرة عظيمة جثى لها كل ملك وكل نبي كل ملك مقرب وكل نبي كل نقول اللهم سلم سلم والناس حفاة عراة غلا قد قد همهم امرهم وهمهم شأنهم فيحتاجون الى شربة ماء يطفئون به يطفئون به ظمأهم وعطشهم فاذا شربوا من هذا الحوظ لم يظموا بعدها ابدا وهذي بشارة لكل من شرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم انه من اهل الجنة وانه سيدخل الجنة لانه لا يلحق بعد ذلك لا يلحق بعد ذلك ظما ولا يلحق بعد ذلك عطش واهل النار يطلبون الماء ويستسقون الماء نسأل الله العافية والسلامة فهي بشارة لكل من ورد الحوض وشرب منه انه من الناجين وفي الحوض مسائل المسألة الاولى المسألة الاولى من انكر الحوظ انكر الحوظ المعتزلة والخوارج المعتزلة والخوارج قد انكروا حوظ النبي صلى الله عليه وسلم واحتجاجهم بان هذه الاخبار وهذه الاحاديث هي اخبار احاد اخبار احاد ولم يثبتوا تواترها ولم يثبتوا تواترها وهذا منهم قول باطل ونسأل الله عز وجل ان ليحرمهم ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم وقد فعل ربنا سبحانه وتعالى ففي الحديث فانك لا تدري ما احدثوا بعدك فهم يمنعون من ورود بحوض النبي صلى الله عليه وسلم لاحداثهم ولمخالفتهم محمد صلى الله عليه وسلم. فالخوارج والمعتزلة يكذبون بحوظ النبي وسلم ولا يثبتونه. المسألة الثانية وهي مسألة اين يقع الحوض؟ ومتى واين مكانه في عرصات القيامة؟ اختلف اهل العلم فيه على اقوال القول الاول ان الحوض قبل قبل الميزان والصراط ان الحوض قبل الميزان والصراط وقالوا ان الناس اذا خرجوا من قبورهم يخرجون ظمأ وعطاشى فيحتاجون الى ورود هذا الحوظ وبهذا قال جماهير اهل العلم ان الحوض قبل الميزان والصراط والقول الثاني والقول الثاني ان الحوض بعد الصراط ان الحوض بعد الصراط وقد قال بهذا بعض العلم حجتهم انه ورد عن انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه انه قال يا رسول الله اين اجدك؟ قال تجدني قال اين اطلبك يا رسول الله عندما ساروا الشفاعة؟ قال اطلبني عند الميزان فان لم تجدني فعند الصراط فان لم تجدني فعند الحوض فاني لاخطو هذه المواضع الثلاث. فقالوها دليل على ان الحوض متأخر عن الميزان وعن الصراط عن الميزان والصراط فافاد انه متأخر عنهما واحتجوا ايضا بما رواه ابو رزين العقيلي لقيط ابن صبر ان الناس اذا تجاوز الصراط خرجوا منه عطاشى فيردون حوض النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الحديث فيه وكيع بن عت وهو مجهول وقد ظعفه غير واحد. لكن يبقى ان هذه الاحاديث لا صراحة فيها على ان الحوض لا يكون قبل الصراط لا يكون قبل الصراط. بل ان القول بان الحوض الاوسط هو الاقرب وهو الاصح لامور. الامر الاول ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انه ليذاد اناس عن حوضي فاقول امتي امتي فيقال له لا تدري ما احدثوا بعدك فاقول سحقا سحقا لمن بدل وغير. فهؤلاء الذين يزادون اذا كان اذا كان الحوض بعد الصراط فقد امنوا السقوط في النار فقد امنوا السقوط في النار. فاذا تجاوز الصراط فهو حتما فهو حتم انه من اهل انه من اهل الجنة. لان كل من تجاوز الصراط فانه تجاوز النار وتجاوز الوقوع فيها فيكون حتما من اهل الجنة. والنبي يقول سحقا لكم سحقا لكم وبعدا فيما احدثوا ولا شك ان هؤلاء لا يردون حوض النبي ينقسمون الاقسام منهم المنافق الكافر الذي ارتد على عقبه وكفر بالله عز وجل فهذا يكون في نار جهنم ومنهم ومنهم الفاسق الفاجر الذي احدث في دين الله امورا كثيرة من المنكرات كاصحاب الكبائر بل جاء من حيث عكعة ابن عجرة انه قال سيكون امراء ظلمة فمن دخل عليهم فصدقهم على كذبهم وعلى على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد علي الحوظ اذا كان هذا في فسقة الملة الذي يدخل على الامراء الكذبة والفجرة ويصدقهم ويعينهم على ظلمهم لا يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بالكفرة الذين هم ارتدوا على اعقابهم والمنافقين فلا شك انهم لا يردون لا يردون الحوض ولا شك ايضا انهم يدخلون النار بعد بعدم الحوض فافاد هذا ان الحوض قبل الصراط فانهم اذا لم يردوا الحوض نصب الصراط بعد ذلك فاذا نصب الصراط ومر الناس عليه يمرون بقدر اعمالهم فالمنافقون والكفار الذين هم ينتسبون الى ملة الى ملة الاسلام يتساقطون في نار جهنم الكلاليب وتخطر الكلاليب فهذا قول يؤيد قول من قال انه قبل الصراط هناك قول ثالث ولعله يجمع الاقوال فقال هناك حوظان حوض قبل الصراط وحوض بعد الصراط والحوظ الذي قبل الصراط هو الذي يرده الناس يرده اه المنتسبون الى الاسلام في شرب منه ويرده ويسقى منه من كان على التوحيد ومن كان على الاسلام ولم يمنع بسبب يمنعه من ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم. وحوض الاخر يرده كل ناجي يرده كل ناجي اي كل من نجا من الصراط فانه يرد الحوظ ولا يعني ذاك ان الحوظ على جنبتي الصراط كما ذكر بعظهم لان الصراط ينصب على متن جهنم. ينصب على متن جهنم والصراط هو المرور على هذه النار. وهو ما اعلى بمنزلة فاذا تجاوز النار ووصل الى الجنة اوتي بحوض اخر يدل عليه حديث وكيع بن عدس عن عن لقيط بن صبرة انهم اذا اذا خرجوا من الصراط استقبلهم الحوض فوردوه وشربوا من حوض النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا القول له وجاهته وقد مال اليه بعض اهل العلم. الا ان قول الاكثر الحوض قبل الصراط ويمكن ان تضبط هذه المسألة على كلمة حمص. فالحاء يرمز الى الحوض والميم يرمز الى الميزان والصاد ترمز الى اي شيء الى الصراط. هذه المسألة الثانية في مكان في مكان الحوض. اذا مكانه على الصحيح انه قبل انه قبل الصراط وان شئت قلت قولا اخر انه قبل الصراط وبعد الصراط فيردونه قبل الصراط يردونه بعد الصراط. المسألة الثالثة هذا الحوض هو اناء هو ما يعتبر مجمع الماء مجمع الماء وليس الحوض هو الكوثر. الحوض ليس هو الكوثر وانما الكوثر هو الماء الذي يصب في هذا الحوض. الكوثر هو الماء الذي يصب في هذا الحوض فالكوثر نهر في الجنة يعطيه رسولنا صلى الله عليه وسلم وعلى حافتيه كثبان المسك واللؤلؤ والزبرج والياقوت وهذا الكوثر النهر العظيم يصب منه ميزابان في حوض النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا هو الحوض. اذا الحوض هو يعني تمد ماءه من نهر الكوثر. وهذا الحوض في الدنيا في في ارض الدنيا لتبدل قبل في عرصات القيامة وفي يوم القيامة هو على هذه الارض التي تبدل التي تبدل. فاما الحوض الثاني فهو بعد الصراط وبعد تجاوز جهنم عافانا الله واياكم منها. المسألة الاخرى ايضا في مسألة الحوض عرفنا المسألة الاولى انه اثباته ان المعتزل يخالفون فيه اهل السنة. المسألة الثانية في مكانه. والمسألة الثانية في تواتر احاديثه. والمسألة الرابعة في صفته وانه حوض بصفاته التي ذكرها وهو قوله ما هو اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل واباريقه عدد نجوم السماء المسألة الاخيرة هل النبي صلى الله عليه وسلم يسقي الناس بيده؟ قد يشكل هذا على بعض الناس فيقول كيف يسقيهم وهم خلق كثير خلق كثير؟ لا عددهم الا الله سبحانه وتعالى. نقول ان وسلم هو الذي يأمرهم ان يشربوا. وقد يكون هناك من الملائكة من يسقي الناس هذا الحوظ فان الملائكة عندما يرد الناس تذود وتمنع كما يذود صاحب الابل الابل الغريبة عن حوضه. فالملائكة تقف على الحوض فمن كان من اهل القبلة من اهل التوحيد ويعرفون بانهم غر محجلين من اثر الوضوء. فيردون الحوض. اما الذين احدثوا فعلوا افاعيل كانهم ارتدوا عن عن دين الاسلام او او كانوا فجرة كفرة محدثين في دين الله كالمبتدعة من خوارج ومعتزلة وروافض وغير من اهل البدع فانهم يمنعون من ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم. والذي يسقي الناس في ذلك المقام هم هم الملائكة لا ان وسلم يسقيهم بيده لكن نقول من يدعو اللهم اني اسألك شربة اه شربة من يد نبيك محمد صلى الله عليه وسلم نقول هذا لا اصل هذا الدعاء لا اصل له هذا الدعاء لا اصل له وانما ندعوا الله عز وجل ان يجعل ممن يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم ان يرد حوض النبي صلى الله عليه وسلم وان نشرب منه شربة الا نظمأ بعدها ابدا. قال بعد ذلك والصراط حق. الصراط ايضا مما يكون في عرصات القيامة. والصراط هو الطريق والمعبر الذي يعبر الناس عليه الى الجنة وقد جاء ذكر الصراط في قوله تعالى وان منكم الا واردها كان ربك حتما مقضيا. قيل والمرور على على الصراط كما في حديث حفصة في صحيح مسلم فالصراط هو جسر يضرب على متن جهنم يضرب على متن جهنم وقد جاء في الصحيحين بحديث ابو هريرة ومن حديث ابن سعد الخدري رضي الله تعالى عنه وفي صحيح مسلم انه قال في في الحوض انه دحض مزلة وجاء ايضا في صحيح البخاري وقال دحض مزلة. فالصراط عند اهل السنة ثابت خلافا لغير من اهل البدع فانهم لا يثبتون ايضا الصراط وانما يقولون في قوله تعالى وان منكم الا واردها هو دخول النار هو دخول النار والصحيح ان الورود هنا هو المرور على الصراط هو المرور على الصراط. وان المسلم او المؤمن الموحد اذا مر على الصراط اطفأ نوره لهب النار وتقول النار جز يا ولي الله فقد اذاني نورك. فيجوز والناس على الصراط يتفاوتون في مرورهم وعبورهم. منهم من يمر كلمح البصر منهم من يمر كالبرق الخاطف ومنهم من يمر كاجاود الركاب والخيل ومنهم من يمر هرولة ومشيا ومنهم من يحبو ومنهم من ويسقط ومنهم من يخدش وينجو ومنهم من يكردش على وجهه في نار جهنم نسأل الله العافية والسلامة وفي الصراط مسائل اول المسألة الاولى في صفة هذا الصراط الذي صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم في وصف الصراط انه دحض مزلة وانه اروغ من الثعلب هذا الذي صح عن رسولنا صلى الله عليه وسلم وجاء له صفات اخرى جاء انه احد من السيف واحر من الجمر وادق من الشعرة هذه صفات جاءت لكن ليس فيها شيء مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم يعتمد عليه وانما هي بلاغات ذكر ذلك ابو بلغني انه ادق من الشعرة او احد من السيف واحر من الجمر الا ان المسلم اذا وضع قدمه على الصراط قال حس اي من شدته وحدته وحرارته وجاء عن عبيد ابن عمير رحمه الله تعالى انه قال ان الصراط عرضه مسيرة خمسة الاف سنة. مسير عرضه مسير يعني ما عرظه عرظ وسعة ذكر ان عرظه عرظ عظيم. وان طوله خمسة عشر الف سنة خمسة الاف صعود وخمسة الاف استواء وخمسة الاف هبوط على الجنة او استوى على الجنة وهذا ليس منه شيء مرفوع وليس فيه شيء صحيح يعتمد عليه في هذا المقام والذي يعنينا في هذا المقام هو اثبات الصراط واله جسر يمر الناس عليه الى الجنة. وانه يقطع نار جهنم يقطع نار جهنم. وان الناس يمرون على قدر ايمانهم واعمالهم. فكلما كان العبد لله اطوع واتقى لله عز وجل كلما كان مروره على الصراط فمن الناس من يمر كالبرق الخاطف ولا شك ان هذا منزلته عالية وايمانه عظيم حتى جعل جعل او جعل مرور كالبرق الخاطف الذي يمر سريعا ومنهم من هو دون ذلك ومنهم من يمشي خطوة ويهفو خطوة ومنهم من يخدش فينجو ومنهم من يكردس هذا الذي يعنينا في هذا المقام. اما مسألة عرضه وطوله ومسافته فليس في ذلك شيء صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يعتمد عليه ليس هناك شيء يقول صحيح الا ما ذكرت انه دحض مزلة اي انه زلق ويزلق الانسان فيه وفيه روى وفيه طين اي ان قدمه قد تزل هذا الذي ثبت في وصف الصراط وقد قال بعض اهل العلم ان الصراط يكون بحسب السالك عليه فان كان من اهل التوحيد والايمان والتقوى اتسع عليه وان كان من اهل الفجور والفسوق ظاق عليه وعلى جنبتي الصراط كلاليب كلاليب كشوك السعدان بعظم الجمال بعظم الجمال فتخطف الناس خطفا فالذي ينجو وهو الذي يمر كالبرق هذا لا تخطفه الكلاليب. واما من اراد الله ان يخطف فالناس في هذا على قسمين منهم من يخدش اي تخدشه الكلاليب فتنزع شيء من لحمه ثم ينجو. ومنهم من تنزعه ثم تسقط به في نار جهنم تسقط به في نار جهنم وهذا المكردس على وجهه في نار جهنم نسأل الله العافية والسلامة ولا شك ان اهل النفاق الذين ينتسبون الى القبلة وهم منافقون وكافرون بالله عز وجل اذا اذا قسمت الانوار واعطي اهل الايمان نورا ازول به الصراط المستقيم اعطي المنافقون ايضا نورا ولكن بوظع اقدامهم على الصراط يذهب الله بنورهم وتطفأ انوارهم فيقولون لاهل فيقولون لاهل الايمان الذين تقدمونهم انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا فالتمسوا نورا. المنافق ما ان يضع قدمه على الصراط الا ويطفأ نوره وتخطفه وتخطفه الكلاليب ويسقط على وجهه في نار جهنم اما الكفرة من يهود ونصارى ومشركين ووثنيين فهؤلاء يتهافتون في النار قبل ورود الصراط قبل ورود وقد جاء في صحيح ان اهل النار اذا خرجوا من قبورهم يطلبون الماء يطلبون الماء ويستغيثون الماء فيشار الى جهنم يحطوا بعضها بعضا ترى ترى كالسراب فيذهبون اليها سراعا فيتهافتون في النار تهافت الجراد في النار اسأل الله السلامة فلا يبقى في هذه الامة الا من هو على التوحيد ومن كان منافقا منتسبا للاسلام كذبا وزورا فهو الذي يبقى مع اهل التوحيد فاذا نصب الصراط مر الناس عليه فالمنافق يذهب نوره ويسقط في نار جهنم. هذا ما يتعلق بالصراط وانه كما ذكرت انه قنطرة وجسر على متن جهنم يمر اهل التوحيد عليه واهل القبلة عليه. وليس هذا خاص باهل الامة بل كل نبي من الانبياء امته يمرون على الصراط واول امة تجيز الصراط تجيز هذا الصراط هي امة محمد صلى الله عليه وسلم وقد اختلف العلم للنبي صلى الله عليه وسلم من يجتاز الصراط فقال بعضهم ان النبي ليجوزه دون ان يمر عليه بقدر بامر الله وقدرة الله سبحانه وتعالى وقال اخر انه يمر لكن مروره كلمح البصر او اسرع من ذلك صلى الله عليه وسلم وهو يقول وهو وهو واقف على جنب بيته الصلاة يقول اللهم سلم سلم اللهم سلم يسلم يدعو لامته حال مرورها على هذا الصراط شفقة منه صلى الله عليه وسلم يقول اللهم سلم سلم حتى ينجو تنجو امته ويخرو وتخرج امته من هذا الصراط هذا ما يتعلق بالصراط قال يجوزه الابرار ويزل عنده الفجار قال ويشفع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من امته. باب الشفاعة باب طويل والتقسيم فيها كثير واقسامها والتفاصيل فيها كثيرة فنرجي الكلام عليها باذن الله عز وجل في الدرس القادم والله اعلم واحكم