الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال ابن قدامة رحمه الله تعالى ويشفع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من امته من اهل الكبائر فيخرجون بشفاعته بعد ما احترقوا وصاروا فحما وحمما ويدخلون الجنة بشفاعته ولسائر الانبياء والمؤمن والملائكة شفاعات. قال الله تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ولا ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين هذا الفصل يتعلق بشفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم واهل السنة مجمعون على هذا المعنى وان نبينا صلى الله عليه وسلم له شفاعات ويقسم اهل العلم شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم الى قسمين شفاعة خاصة وشفاعة مشتركة اما شفاعته الخاصة فهي ثلاث شفاعات وقيل اربع الشفاعة الاولى وهي المقام المحمود الذي يحمده عليه جميع الخلائق وذلك عندما يفزع الخلائق يوم القيامة الى ادم عليه السلام ثم الى نوح ثم الى ابراهيم ثم الى موسى وعيسى كلهم يطلب شفاعة هؤلاء الانبياء ان يأتي ربنا لفصل القضاء وان يفرج عنهم ما هم فيه من الكرب الشديد فكل نبي من الانبياء يقول نفسي نفسي ويذكر ذنبا وقع فيه حتى اذا انتهوا الى رسولنا صلى الله عليه وسلم قال انا لها انا لها فيأتي ربه سبحانه وتعالى فيسجد بين يديه قد رسبت اي قدر سبعة ايام من ايام الدنيا ويقول الله عز وجل يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعطى فيقول يا ربي امتي امتي اي يطلب الشفاعة في امته وان يأتي الرب سبحانه وان يأتي الرب سبحانه وتعالى لفصل القضاء وهذا هو الذي عليه جماهير اهل العلم في قوله تعالى ان الله يبعثه مقاما محمودا فقال اكثر المفسرين على ان المقام المحمود وشفاعته في فصل القضاء بين الخلائق وذكر عن بعض اهل السنة كمجاهد ابن جبل رحمه الله تعالى ان المقام المحمود هو اجلاس رسولنا صلى الله عليه وسلم مع ربه على عرشه وهذا يحتاج الى نقل صحيح الى رسولنا صلى الله عليه وسلم فلا يعتمد على هذا القول بهذا الاثر والذي عليه عامة المفسرين هو الاقرب والاصح وان المراد بالمقام المحمود هو انه صلى الله عليه وسلم يأتي ربه فيشفع في الخلائق اجمعين والمراد بقوله امتي امتي المراد على الصحيح في ذلك انها امته امة الاجابة ودخل غيرهم من الامم الاخرى تكرمة لهذه الامة فشرف الامة ان الله شرفها بنبيها ان فصل بين الخلائق اجمعين لشرف هذه الامة فيأتي ربنا سبحانه وتعالى بفصل القضاء فهذا هو هذه الشفاعة الاولى الخاصة برسولنا صلى الله عليه وسلم الشفاعة الثانية وهي شفاعته صلى الله عليه وسلم في عمه ابي طالب وذلك ان ابا طالب مات كافرا ومات على غير التوحيد ومات مشركا بالله عز وجل ولم يسلم وان كان في شعره ما يدل على تصديقه لكنه لم ينطق بالشهادتين ولم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول مع علمه ان محمدا صلى الله عليه وسلم انه رسول وانه على الحق لكنه اخذته حمية الجاهلية وما عليه اباء واجداده فمات على كفره فقاله العباس رضي الله تعالى عنه يا رسول الله ان ابا طالب كان يحوط عنك وينافع عنك فهلا انت نافع بشيء قال كان في اسفل النار قال لولا انا لكان في اسفلها وجعلت في ضحظاحها اي في اعلى في اعلى النار فشفع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يشفع في كافر غيره انه جعله في اعلى النار انه جعله في اعلى النار وهذه شفاعة خاصة من جهتين خاصة برسوله صلى الله عليه وسلم وخاصة في ابي طالب فلا تتعداه لغيره من الكفرة ولا يتعدى ولا ولا تتعدى رسولنا صلى الله عليه وسلم ان يشفع غيره في كافر فهي خاصة في ابي طالب وخاصة في رسولنا صلى الله عليه وسلم ورسولنا لا يشفع في كافر غيره. لا يشفع في كافر غيره الشفاعة الثالثة التي هي من خصائص رسولنا صلى الله عليه وسلم شفاعته بفتح ابواب الجنة وابواب الجنة مغلقة حتى يأتي رسولنا صلى الله عليه وسلم ويستفتح فيفتح له خازن الجنة فلا يدخل احد الجنة قبل رسولنا صلى الله عليه وسلم لا من الانبياء ولا من المرسلين ولا من الامم السابقة لا يدخلها احد بروحه وجسده قبل محمد صلى الله عليه وسلم هذه شفاعات في فتح ابواب شفاعة في في فصل القضاء وشفاعة في عمه ابي طالب وشفاعة في فتح ابواب الجنة. هذي شفاعات خاصة. هناك شفاعة رابعة اختلف فيها العلم وهي شفاعته في رفع في رفع اقوام في رفع درجات اقوام في الجنة. والصحيح ان هذه الشفاعة ليست خاصة برسولنا صلى الله عليه وسلم. بل هي من القسم الاخر وهي الشفاعة المشتركة بين رسولنا صلى الله عليه وسلم وغيره من الانبياء والرسل والملائكة والصالحين. والشفاعة الاخرى القسم الاخر هي الشفاعة في اناس في اناس وجبت لهم النار الا يدخلوها وجبت لهم النار وتحتم عليهم دخول النار فيشفع الرسول صلى الله عليه وسلم ويشفع الرسل والانبياء والصالحون ايضا الا يدخل هؤلاء الجنة. فالشهيد ثبت انه يشفع في سبعين في في سبعين من اهل ويحتمل شفاعته في اناس وجبت لهم النار ان يخرجوا منها وفي او ان لا يدخلها وفي اناس دخلوها ان يخرجوا منها فهنا هاتان الشفاعتان للشهيد ايضا في اناس دخلوا ان يخرجوا وفي في اناس وجبت لهم النار الا يدخلوها فهي اذا شفاعتان الشفاعة الاولى في اناس وجبت لهم النار اي حكم الله عز وجل ان يكون من اهل النار. اما ان موازينه خفت وكانت سيئاته اكثر من حسناته. فوجب له النار واخذ كتاب حكم له بالنار فعندئذ يأتي الشفعاء من الرسل والانبياء والصالحين فيشفع لمثل هؤلاء الا يدخلوا النار الشفاعة الثانية المشتركة ايضا بين جميع الصالحين والرسل والانبياء الشفاعة في اناس دخلوا النار وعذبوا في النار ان يخرجوا منها وهذه الشفاعة ايضا يشترك فيها الرسل والانبياء والشهداء والصالحون يشتركون في هذه الشفاعة اناس وجبت لهم النار حتى يقول اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبي مثقال ذرة ذرة من ايمان فيخرج من النار ولا يخلد ولا يبقى في النار احد من اهل التوحيد. كل من كان على الاسلام فان مآله الى الجنة. فان مآله الى الجنة. بل ان الله سبحانه وتعالى اذا شفعت الرسل والملائكة والصالحون يقول ربنا بقي ارحم الراحمين فيقبض قبضة من النار اخرجوا اناسا لم يعملوا خيرا قط. وانما معهم التوحيد. فيلقون على نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحب في حميل السيل فيدخلون الجنة فيدخل الجنة بعد ذلك ويسميهم اهل النار يسميهم اهل الجنة الجهنميون. ثم يدعون الله عز وجل فيزيل عنهم هذا الاسم. اذا هذي الشفاعة المشتركة الثالثة الشفاعة الثالثة ايضا في اناس في الشفاعة الثالثة في رفع درجات اناس في الجنة في رفع درجات اناس في الجنة ان تكون درجته في الدرجة الاولى فيشفع الشافعون ان ترتفع درجته في الجنان. ودليل ذلك دعاء الدعاء للبيت اللهم ارفع درجته في المهديين فعندما تقول اللهم ارفع درجته المهديين فانت تشفع عند الله عز وجل ان يرفع درجته في الجنان وهذي شفاعة اشتركوا فيها ايضا جميع جميع الرسل والانبياء والصالح والملائكة. اذا هذه ست شفاعات شفاعات خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وشفاعات مشتركة بين الرسول وبين غيره صلى الله عليه وسلم. الا انها الشفاعة لها شروط لها شروط ليس كل احد يشفع وليس كل احد يشفع له. وقد ذكر اهل العلم ان شروط الشفاعة شرطان. الشرط الاول الاذن للشافع الاذن للشافع مع الرضا عنه الاذن للشافع مع الرضا عنه فلابد ان يكون الشافع ممن اذن له بالشفاعة وان يكون ممن رظي الله عز وجل عنه. ولا يرظى الله الا عن اهل التوحيد ولا يرظى الله الا عن اهل التوحيد. وقد الله عز وجل على الموحد ولكن لا يأذن له بالشفاعة كما ان اللعان والسباب لا يكون شفيعا ولا شهيدا يوم القيامة. اللعان ان الذي يكثر اللعن ويكثر السب لا يكون شفيعا يوم القيامة. فهذا قد رضي الله عنه بالتوحيد لكن لم يأذن له بالشفاعة مانع وهو كثرة لعنه وسبه الذي الذي يكون سبا باطلا ولعنا باطلا فانه يمنع من ان يكون شفيعا. الشرط الثاني الرضا عن المشفوع الرضا عن المشفوع له فالكفار لا تنفعهم شفاعة الشافعين لا تنفعهم شفاعة الشافعين فلا بد ان يكون ايضا من شفع له من اهل التوحيد من اهل التوحيد. فاهل الشرك والكفر بالله عز وجل خالدين في نار جهنم ولا تنفعهم شفاعة الشافعين ليس لهم شفيع وليس لهم من يشفع لهم وان اراد ان يشفع فلا شفاعة له فلا شفاعة له. لان الشفاعة ملك من؟ الشفاعة لله عز وجل ولنعلم جميعا ان الذي يشفع لا يشفع قبل اذن الله عز وجل ولا يمكن من الشفاعة الا اذا اذن الله له فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما يشفع لا يبتدأ الشفاعة ابتداء وانما يأتي ويسجد بين يدي ربه سبحانه وتعالى ثم يستأذنه بالشفاعة فيأذن الله له ويقول اشفع تشفع اشفع تشفع ولا يضل البعض انه يأتي ابتداء ويشفع لمن وهذه وهذا رد على من يقول اننا نطلب من النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة وهو يملكها نقول الشفاعة ملك من؟ ملك لله عز وجل. والنبي صلى الله عليه وسلم لا يملكها حتى يأذن الله له لانه قد اورد بعض القبوريين والخرافيين شبهة عند سؤالهم رسولنا عند عند سؤالهم رسولنا صلى الله عليه وسلم عند قبره يا رسول الله اشفع لي قال الشفاعة يملكها ونحن نطلبه ما يملك نقول هذا باطل سؤالك الشفاعة اياه عند قبره او نائيا عنه هو شرك بالله عز وجل وكفر بالله سبحانه وتعالى. والذي يقول يا رسول الله اشفع لي قد بالله الشرك الاكبر وذلك لامور اولا ان الشفاعة ملك لله عز وجل. ولا يملك هذه الشفاعة الا ربنا سبحانه وتعالى قل اي الشفاعة قل لله الشفاعة جميعا فهي ملك لله. ثانيا ان الرسول لا يشفع ابتداء وانما يشفع بعد ان الله له وثالثا انه لا يملكها الا بعد ما بعد ما يبعث وينشر ويقف يبين الله عز وجل فان الله يملكه الشفاعة فيشفع رابعا ان خطابك للميت حال موته انك تخاطب غائبا وسؤالك اياه هو صرف شيء من العبادة لغير الله عز وجل فيكون صرفك بهذه العبادة شرك بالله عز وجل وناقض من نواقض الاسلام لانك اشركت بالله عز وجل. اذا هذه شروط الشفاعة شروط الاذن للشافع والرظا عن المشفوع له قال فيخرجون بشفاعته بعد ما احترقوا وصاروا فحما وحمما. اهل النار الذين هم من اهل التوحيد هؤلاء في النار يعذبون ما شاء الله ان يعذبوا. فاذا عذبوا بقدر ما شاء الله عز وجل يكونون حمما. ويكونون فحما. اكواما في نار جهنم اي اضاء على على هيئة اكوام وعلى هيئة ضراب اي مجتمعة خلق المجتمعون على على ابواب جهنم. فيأتي الشفعاء فيعرفون من ارادوا ان يشفعوا فيه من اهل النار من اهل التوحيد بدائرة وجوههم ومواضع السجود. وقد جاء ذلك في صحيح مسلم ان الذين ان الذين ليسوا من اهلها انهم يموتون فيها موتى ويكونون فحما يكونون فحما وحمما فيعرفهم الشفعاء بدائرة وجوههم بدائرة وجوههم وباثر السجود فان الله حرم على النار مواضع السجود ان تأكلها. فالمصلي يعرف في النار اذا دخلها بكبائره او بذنوبه يعرف باثر السجود. فاذا اتى الشفعاء والشهداء الذين يشفعون عرفوا فلانا وفلانا فلانا باي شيء؟ بوجهه فيخرجون هذا وهذا حتى لا يبقى في النار الا من حبسه القرآن. اما الكفار الذين انهم كفار ومشركون بالله عز وجل فهؤلاء لا يموتون فيها ولا يحيون لا يذوقون فيها موتا ولا حياة لا يموتون فيرتاحون من العذاب وينتهي عذابهم ولا يحيون حياة يتنعمون فيها بل هم في عذاب ابدي سرمدي الى ابد الاباد لا عذابهم البتة بل هم خالدين فيها ابد الاباد. قال ففيه فاذا وصاروا فحما وحمما فيدخلون الجنة بشفاعته. وذا قد ذكر ولسائر الانبياء والملائكة شفاعات قال الله تعالى ولا يشفعون الا لمن وهذا الشرط الاول ان يكون المشفوع له ممن رضي عنه ولا يرضى الله عن الكافرين ولا يرضى الله عن المشركين وانما يرضى عن اهل التوحيد واهل الاسلام. ولا تنفع الكافر شفاعة شفاعة الشافعين. والجنة والنار مخلوقتان. هذا ايضا معه انتقل بعد ذلك عندما ذكر ان هناك من يخرج من النار وان الشفعاء يشفعون فيخرجون ويخرجون من النار من كان من اهل التوحيد لا شك انه سيبقى في النار من لم يشفع له. والذين لم يشفع لهم هم من؟ المشركون والكفار الذين هم في النار خالدون فيها ابدا الاباد. فما حكم هؤلاء؟ وما حكم عذابهم الذي سيعذبون فيه؟ لان هناك داران اما نار يعذب فيها اهل واما جنة ينعم فيها اهلها. اما مسألة فناء النار وفناء الجنة ذكر هنا للمسوى ان الجنة والنار مخلوقتان وفيها مسائل. المسألة الاولى المسألة الاولى الذي يعتقده اهل اهل السنة والجماعة ان الجنة والنار الان مخلوقتان وانه موجودتان وان الله خلقهما سبحانه وتعالى كما خلق السماوات سوى الاراضين سبحانه وتعالى وان اهل الجنة واهل النار منهم المنعم بروحه ومنهم ومنهم المعذب بجسده في النار اهل النار يعذبون بارواحهم في النار واهل واهل النعيم ينعمون بارواحهم في الجنة. فالشهداء في حواصل طير الخضر تغدو وتروح بالجنة المؤمنين وارواح المؤمنين ايضا هي على في نسمة طائر تعلق في شجر الجنة. والفرق بين الشهيد وغيره ان الشهيد يروح يروح ويغدو في الجنة كيف شاء واما غيره من المؤمنين الذين يدخلون الجنة فان ارواحهم في في نسمع لا نسمع لهيئة نسمة طائر يعلق في شجر الجنة يعلق في شجر الجنة. اما الشهيد فان ارواحه في حواصل طير خضر تغدو وتروح وتأوي الى قناديل معرشة الى قناديل معلقة في عرش الرحمن سبحانه وتعالى. فافاد هذا ان ارواح اهل الايمان في الجنة منعمة وهذا دليل على ان الجنة مخلوقة وموجودة خلاف للجهمية القائلين ان الجنة لا تخلق الا بعد الا بعد وجود اهلها وتنعيم اهلها وكذلك النار وهذا قول يخالف النصوص الكثيرة اخبر الله عز وجل عنها انهم يدخلون النار النار يعرضون عليها غدوا وعشيا وهذه النار التي ذكر الرجل هي موجودة وكذلك التي ينعم فيها اهلها وقد دخل رسوله صلى الله عليه وسلم الجنة ورأى فيها الرميصاء ورأى فيها عمر بيت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ورأى ايضا الحور العين وهذا ثابت في الصحيح. اذا نقول ان من معتقد اهل السنة والجماعة ان النار موجودة ومخلوقة وان الجنة ايضا موجودة ومخلوقة وان الله خلقه واوجدها وانها باقية. المسألة الثانية مسألة الفناء وهل تفنى النار والجنة اجمع اهل السنة اجمع اهل السنة على ان الجنة لا تفنى ولا تبيد وان اهلها منعمون ابد الاباد لا ينقطع نعيمهم ولا ينتهي نعيمهم ابد الاباد وهذا محل اجماع بين اهل السنة. وكذلك ذهب عامة اهل السنة بل هو اتفاق بين اهل السنة ان نار ايضا لا تفنى ولا يفنى عذاب اهلها ولا يفنى عذاب اهلها ولا يصح عن احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه قال بفناء فما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه انه قال يأتي على النار زمانا ليس فيه احد فهذا الاثر لا يصح عنه رضي الله تعالى عنه. وجاء عن عبد الله ابن عمرو رضي الله تعالى عنه انه قال ايضا انه سيأتي على النار زمان لا يخفق فيها خافق ليس لا يبقى فيها احد. وهذا ايضا لا يصح عن عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه. وكل ما ورد في هذا الباب عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ان اهل النار يخرجون منها وانه لا يبقى فيه احد فلا يصح فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن اصحابه رضي الله تعالى عنهم بل النصوص الكثيرة الصريحة الواضحة تدل على ان النار اهلها مخلدون فيها وان اهل الجنة مخلدون ايضا فيها ويخالف في هذه المسألة الجهمية. فالجهمي من وافقهم يرون انه لا نعيم يدوم ولا عذاب يدوم. وان وان النار والجنة تفنيان ايضا. ومنهم من قال انه يفنى نعيمهم ولا يفنى ولا يفنى ادارهم. وكما الهدي العلاف عندما قال تفنى الحركات ولا من الاجساد وهذا كله قول باطل بل معتقد اهل السنة والجماعة ان النار والجنة لا تفنيان وان عذاب اهل النار لا يفنى ولا يبيد وكذلك عذاب نعيم اهل الجنة لا يفنى ويريد وما ينسب لشيخ الاسلام ابن تيمية انه يقوم ثناء النار فهذا قول غير صحيح. وقد ذكر شيخ الاسلام في نقضه على على على على الرازي وفي مراتب الاجماع في نقد علاء ابن حزم انه اقر ابن حزم عندما نقل الاجماع ان النار لا تفنى وان عذاب اهلها يفنى ان عذاب اهلها لا يفنى اقره على هذا الاجماع الذي نقله ابن حزم رحمه الله تعالى ولو كان ابن ولو كان شيخ الاسلام يرى خلاف هذا القول لنقض على ابن حزم وقال ليس هذا باجماع صحيح بل اقره على ما نقله ابن حزم في اجماعه فان ابن حزم نقل اجماع على ان النار لا تفنى وان اهلها في ابد الاباد ولا يخرجون منها وكذلك نقل الاجماع على خلود اهل الجنة وبقائها. فهذا قول صريح لشيخ الاسلام وكذلك ذكر ذلك في نقض ان النار اهل وخالدون ابد الاباد ونسب القول بفنائها الى الجهمية والمبتدعة. فقول شيخ الاسلام ليس قول شيخ الاسلام تعالى يدل على قول اهل السنة وان النار لا تفنى اما ما ينسب للقيم فقد ذكر ابن القيم في كتابه احادي الارواح شيئا من هذا القول وكانه ذكر قولين عندما ذكر سبعة اقوال في مسألة النار انتهى قوله الى قولين قول من يقول بالفناء وقول من يقول بعدم الفناء وكأنه ذكر القولين ففهم من كلامه انه يرجح ان النار تفنى لكنه في في كتابه الوابل الصيب نص على ان ان النار لا تفنى وان اهلها مخلدون فيها ابد الاباد فوافق مذهب اهل السنة. وعلى هذا نقول ان فناء النار ليس بقول لاهل السنة وان قولها السنة ان النار لا تفنى ولا تبيد ان اهلها معذبون. ولو افترضنا صحة ما ورد عن الصحابة فانا نحمله على نار الموحدين. اما نار الكفار فلا يخرج منها اهلها ابدا. واما نار الموحدين فسيأتي عليها زمان ليس فيها موحد ولا يبقى فيها احد من اهل التوحيد وان اهل التوحيد سيدخلون الجنة سيدخلون الجنة مآلا وحتما بعدما يعذبون بقدر ما يشاء ربنا سبحانه وتعالى. قال بعد ذلك فالجنة مأوى اوليائه. والنار عقاب لاعداء واهل الجنة فيها مخلدون مجرمون في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون. ويؤتى بالموت وهذا تأكيد عندما قال ويؤتى بالموت على صورة كبش على صورة كبش املح تأكيدا لحقيقة الخلود. وان اهل النار لا يخرجون وان اهل الجنة ايضا لا يخرجوا. وهذا الموت الذي يؤتى به على ابواب النار والجهنة وعلى ابواب النار والجنة انما يؤتى به بعدما يخرج اهل التوحيد من النار بعد ما يخرج اهل التوحيد من النار ولا يبقى في النار موحد يؤتى بالكبش حتى يقال يا اهل النار فيشرئبون ويرفعون رؤوسهم يظنون انهم سيخرجون فيقول اتعرفون هذا؟ ويؤتى بالموت على صورة كبش؟ فيقول نعم انه الموت. فيذبح على ابواب النار قال هم خلود فلا موت حتى قال الراوي لو ان احدا مات مات هما وغما لمات اهل النار من خبر هذا من هذا الخبر الذي فيه انهم خالدون فيها ثم ينادى يا اهل الجنة فيشرئبون ويرفعون اعناقهم خوفا ان يخرج من هذا النعيم فيقال اتعرفون هذا؟ فيقول نعم الموت فيذبح على ابواب الجنة يقال خلود يا اهل الجنة خلود فلا موت ولو مات احدا فرحا لو مات احد فرحا بشيء لمات اهل الجنة فرحا بهذا الخبر الذي يعقبه انهم خالدون في الجنة ابد الاباد. ثم يقال يا اهل الجنة خلود ولا موت ويا اهل النار قلود ولا موت هل تراه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر ومن غيره انه قال صلى الله عليه وسلم قال انه قال ذلك يؤتى بالموت على صورة كبش ثم يا اهل النار يا اهل الجنة كما ذكرنا قبل قليل وهذا يفيد مذهب اهل السنة ان اهل النار خالدين فيها ابد الاباد وان اهل الجنة خالدين في نعيمهم ابد الاباد. وبهذا نكون قد انهينا هذا الفصل ونبدأ ان شاء الله عز وجل بالفصل القادم وهو ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد المرسلين والله اعلم