الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد انتهينا الى قول الماتن رحمه الله تعالى بما يتعلق بحقوق النبي صلى الله عليه وسلم وبعض وبعض خصائصه فذكر من خصائصه صلى الله عليه وسلم انه خاتم النبيين وانه سيد المرسلين وانه صاحب اللواء المحمود والمقام المحمود ايضا وانه ختم الله به الرسالات وختم الله به النبوات كما قال تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين الله سبحانه وتعالى خات بنبوته جميعا النبوات وختم برسالته جميع الرسالات ولا يدخل الجنة احد الا بعد دخوله فلا يدخل احد الجنة الا بعد دخول محمد صلى الله عليه وسلم ولا تدخل امة من الامم الا بعد امة محمد صلى الله عليه وسلم وذكر انه امام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم امته خير الامم مما ميز الله عز وجل به هذه الامة ان جعلها خير الامم وللامة وللامة خصائص اول خصائصها ان الله سبحانه وتعالى ضاعف لها الاجر فالامم قبلنا يعطون اجرهم مرة واحدة وهذه الامة تعطى اجرها ضعفين كما جاء في حديث ابن عمر في الصحيحين في قصة الرجل الذي استأجر اجيرا فقال من يعمل لي من طلوع الفجر الى الى غروبها بدينار فعملت اليهود فلما انتصر النهار قالت لا حاجة لنا بعملك ولا باجرك ثم قال المؤجل من يعمل لي من من من صلاة الظهر الى غروب الشمس بدينار. فعملت النصارى فلما انتصف النهار ووصل وقت العصر قالوا لا حاجة لنا بدينارك ولا بعملك فقال لهم من يعمل علي من بعد صلاة العصر الى غروب الشمس بدينارين فعملت هذه الامة فقالوا ما بالنا اكثر عملا واقل اجرا فقال ذلك فضلي يؤتيه من يشاء من اشاء فالله سبحانه وتعالى ضاعف لهذه الامة اجرها فاجرها مضاعف على الامم السابقة ومن ميزاته ايضا ان اخر الامم وانها السابقة الى الجنات والسابقة الى المرور على الصراط والسابقة الى فتح ابواب الجنان وان منها سبعون الف يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب خص الله ايضا به هذه الامة ومن خصائصها ان اخر هذه الامة يعطى اجر خمسين بصبرهم وثباتهم كما جاء في حديث ابي ثعلبة الخشني رضي الله تعالى عنه انه قال ان من ورائكم ايام الصبر العامل فيها له اجر خمسين. قالوا منهم؟ قال بل منكم فيعطى اخر هذه الامة اجر خمسين ممن يعمل في اولها وهذا من خصائص هذه الامة ايضا ومن خصائصها ان الله سبحانه وتعالى فضلها بقوله كنتم خير امة اخرجت للناس فهذه الامة افضل الامم على الاطلاق لا امة اليهود ولا النصارى ولا غير الامم فامة محمد صلى الله عليه وسلم امة الاجابة هي افضل الامم ومن خصائصها ايضا اكثر اهل الجنة ساكنا فالجنة مائة وعشرون صفا للامة منها ثمانون صفا للامة منها ثمانون صفا. وهذا ايضا من خصائص امة محمد صلى الله عليه وسلم. ولذلك يتمنى الانبياء يوم القيامة لما يرون كثرتهم وعلو منزلتهم ورتبتهم انهم كانوا من هذه الامة لعلو منزلتهم وكريمها عند الله سبحانه وتعالى ثم ذكر بعد ذلك قوله واصحابه خير اصحاب الانبياء ايضا مما يهتم به اهل السنة ويعتني به اهل السنة منزلة الصحابة ومعرفة قدرهم وحقهم ويعتني اهل السنة باب العقائد بمسألة الصحبة وحال الصحابة ومنزلتهم عندهم لان هناك من غلا وجفى فهناك من جفا حق الصحابة ولم يعرف قدرهم بل بلغ ببعض بل بلغ بالروافض والخوارج انهم كفروا اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبتوا الاسلام الا سبعة او ثمانية او احدى عشر رجل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهناك من غلى فيهم وجعلهم وجعل اقوالهم وافعالهم حجة مطلقة وعارظ بافعالهم واقوالهم كلام النبي صلى الله عليه وسلم وجعلهم شيء التي لم يجعلها رسولنا صلى الله عليه وسلم فحري بالمسلم ان يعرف مسائل الصحبة وان يعرف ما هو مذهب اهل السنة والجماعة في منزلة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا المقام مسائل كثيرة اول هذه المسائل الصحابة الصحابة جمع صحابي والصحابي يطلق في اللغة على من صحب شخصا ورافقه وصاحبه وهم بين من يشترط فيها ان تكون الصحبة طويلة ومنهم من لا يشترط ذلك والصحابي في اصطلاح اهل السنة هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم. اذا الصحابي او الصحبة من الصحبة وهي المصاحبة فكل من صحب رجلا يسمى له مصاحب ويسمى صاحب الا انه قد يطلق في العرف الصاحب على من طالت صحبته وطالت مخالطته ومجالسته اما في اصطلاح اهل السنة وفي وفيما يعتقد اهل السنة في باب الصحابة ان الصحابي هو من لقي النبي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك ومات على ذلك. اذا له شروط اولا انه يكون لقي النبي صلى الله عليه وسلم الشرط الثاني ان يكون حال لقيه النبي مؤمنا فخرج بقول للقى من لم يلقى النبي صلى الله عليه وسلم وخرج بقولنا مؤمنا من لقي وهو كافر او مشرك فانه لا يسمى صحابي الشرط الثالث ومات على ذلك اي مات على الايمان ومات على الاسلام ومات وهو مؤمن فهذا هو الصحابي فاذا كان ارتد بعد لقياه للنبي صلى الله عليه وسلم وايمانه به فانه لا يسمى صحابي. فخرج بهذا الكفار كابي جهل وابي لهب ومن شابهه ممن لقي النبي صلى الله عليه وسلم فانه ليس بمؤمن وخرج بذلك ايضا من عاصره ولم يلقه كابي عثمان النهدي مثلا وابي وائل وطاء ومسروق وغيره ممن من المخضرمين وخرج بقول مات على ذلك العنفوان ابن الرجال فانه كان مؤمنا ثم ارتد وكفر ومات كافرا بالله عز وجل فهو في نار جهنم خالدا فيها ابد الاباد اذا هذا هو الصحاب من لقي النبي صلى الله عليه وسلم وقلنا لقي حتى يدخل في ذلك الاظر كابي احمد ابن جحش وابن ابي مكتوم رضي الله تعالى عنه فقد لقوا النبي وسلم لكنهم لم يرونه باعيان بابصارهم وانما لقوه باعيانهم عليهم رضوان الله تعالى. ودخل بهذا ايضا صغار اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كمحمد ابن بكر الصديق فقد رآه ولم يسمع منه ممن رآه ولم يسمع منه يدخل ايضا في حيز وفي حد الصحبة ويدخل في ذلك صغار الصحابة واقول هذا لانه ظهر في هذه الاونة من من يقصر الصحبة على من طالت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم ويشترط فيها ان تكون سلف اكثر وهذا ليس بصحيح. بل هناك من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من لقيه شهر. ومن لقيه ومن لقيه ايضا اقل اقل من عشرين يوما كابي كابي مالك ابي مالك كمالك ابن الحويرث رضي الله تعالى عنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم عشرين يوما فقط لقي عشرين يوما ثم رجع الى الى قومه مبلغا معلما كما قال وسلم صلوا كما رأيتموني اصلي ثم امرهم ان يرجعوا الى اهليهم ويعلمونهم. كذلك يدخل في هذا صغار الصحابة كالحسن والحسين فانهم وهم ابناء خمس سنين ومع ذلك اجمع اهل السنة على ان لهم ان لهم صحبة اجمع اهل السنة لهم صحبة. والقول المسألة الثانية مسألة ان الصحابة ايضا او الصحبة تتفاوت. لان هناك من احتج باحاديث تدل على ان متأخر الصحابة ليسوا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث اختصام عمر وابي بكر الصديق قال الستم داعيين الستم تارك لي اصحابي الستم تارك لي اصحابي؟ فخص الصحبة بابي بكر الصديق وايضا حديث ابي حديث ابي سعيد الخدري الذي رواه البخاري ومسلم. انس قال لا تسبوا اصحابي. فلو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. وجاء في صحيح مسلم ان الذي قيل له ذلك هو خالد ابن الوليد هو خالد ابن الوليد ومع ذلك قال لا تسبوا اصحابي قالوا هذا دليل على ان خالدا ليس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لا تسبوا اصحابي وانما خص الصحبة بعبدالله بن عوف ومن تقدمت صحبته وهذا القول غير صحيح هذا القول غير صحيح. وانما نحمل هذه الاحاديث على ان الصحابة رتبهم على ان الصحابة رتبهم تختلف وان الصحابة يتفاوتون في الرتبة والدرجة فليست صحبة عبد الرحمن بن عوف كصحبة خالد الوليد وليس صحبة من اسلم قبل الفتح كصحبة من اسلم وامن بعد الفتح واقبل الداعي ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب الستم تارك لي صاحبي وعمر باجماع الناس وباجماع المسلمين انه من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الا انا نقول ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتفاوتون من جهة الرتبة. المسألة الثانية الصحابة ايضا يتفاوتون في منزلتهم وفي فضلهم. في منزلتهم وفضلهم. وان افضل الصحابة من جهة من جهة من جهة ومن جهة الوقائع فافضلهم اهل بدر اهل بدر هم افضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ثم اهل بيعة العقبة ثم بعد ذلك اهل غزوة اهل احد ثم بعد ذلك اهل بيعة بيعة الرضوان ثم بعد ذلك من اسلم قبل الفتح ثم بعد ذلك من اسلم بعد الفتح هذا من جهة الترتيب. اما من جهة اما من جهة الاشخاص فافضلهم على الاطلاق هو ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. وهذا اجماع اهل السنة ان افضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ثم يعقبه الفضل الفاروق امير رضي الله تعالى عنه ثم يعقبه عثمان بن عفان وهذا باتفاق الصحابة وباتفاق القرون الاولى بل باتفاق التابعين واتفاق اصحاب النبي وسلم انهم كانوا يرون ان عثمان هو افضل اصحاب النبي وسلم بعد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. ثم بعد ذلك علي ابن ابي طالب وقد وقع خلاف في مسألة تفضيل علي على عثمان بين بعض من ينتسب الى السنة. كمتشيعة الكوفة. فذهب بعضهم الى ان عليا افضل من عثمان رضي الله تعالى عنه ولا شك ان هذا قول خطأ وليس بصحيح وان الذي انعقد عليه اتفاق الصحابة انهم كانوا يفاضلون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقولون ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم يسكتون وهذا ما ذكره ابن عمر في صحيح البخاري انهم كانوا يفاضلون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فيذكرون ابا بكر ثم عمر ثم عثمان ولا يربعون بعلي واجمع اهل السنة ايضا ان بعد عثمان في الفضل هو هو علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ولا في ذلك وانما الخلاف وقع بعد في اواسط القرون الاولى وهو ايهما افضل علي او عثمان من جهة الافضلية لا من الاولى بالخلافة اما من جهة الخلافة فهم ايضا يتفقون على ان اولى الناس بالخلافة هو عثمان بعد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لكنه هناك منهم من يرى ان عليا افضل من عثمان من جهة الفضل. والصحيح الذي انعقد عليه اتفاق اهل السنة ان ان افضلهم بعد عثمان ان افضلهم بعد عثمان هو علي فيكون ترتيبهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله تعالى عنه. ثم بقية العشرة الذين هم ابن عبد الرحمن ابن عوف وطلحة ابن عبيد الله وسعيد ابن زيد والزبير العوام وسعيد وابو عبيدة ابن بقية العشرة هم الذين يسبق ويعقبونهم في الفضل وهم الستة الباقون وهم ابو عبيدة وابن عوف والزبير وطلحة وطلحة وسعد وقاص سعيد بن زيد وسعيد بن زيد رضي الله تعالى اجمعين. ثم بعد ذلك من شهد بدرا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ثم من شهد العقبة بيعة العقبة ثم ان شهد غزوة احد ثم من شهد غزوة بيعة الرضوان ثم من اسلم قبل الفتح ثم من اسلم بعد فتح وكل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم فله فضل ومنزلة. ولا يوجد احد بعدهم افضل منهم. من جهة ان لهم ان لهم مرتبة ورتبة خاصة وهي مرتبة الصحبة. وقد قال ابن عمر رضي الله تعالى عنه قال لو ان احد لموقف مع النبي وسلم خير من عمل احدكم عمره كله. وقال سعيد بن زيد رضي الله تعالى عنه لمقام مع رسول الله صلى الله عليه لم يصاب وجهه بالغبار خير من عمل احدكم عمره كله. وهذا كما ذكرت هو قول عامة اهل العلم انه ليس احد افضل من الصحابة وقد وقع خلاف علم من جهة الافراد هل يوجد احد من التابعين واتباعهم افضل من الصحابة فمن اهل من قال انه قد يوجد من هو اكثر منهم عبادة واكثر منهم عملا صالحا واكثر منهم زهدا وورعا لكن ليس افضل منهم لان الصحبة لا يعادلها شيء لان الصحبة لا يعادلها شيء ومن اهل العلم من رأى انه قد يوجد من التابعين من هو افضل من احاد الصحابة اما من جهة الجملة فجملة الصحابة افضل من من جملة غيرهم والصحيح في هذه المسألة انه لا يبلغ احد ما بلغ من عمل منزلة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ودليل ذلك ما جاء في صحيحين لا تسبوا اصحابي فلو ان احدكم انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه لا شك ان الله كما قال مسعود رضي الله تعالى عنه ان الله نظر في قلوب العباد فاختار لصحبة نبيه اصحابه رضي الله تعالى عنهم فنادى في قلوب العباد فلم يرى قلبا اصح واسلم من قلوب اصحاب النبي وسلم فاختارهم لصحبتي وفظلهم وكرمهم وشرفهم بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك ان هذا المقام مقام عظيم. وقد ورد بفضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم احاديث كثيرة. منها ان قال انكم تغزون. فيقال افيكم من؟ رأى النبي وسلم؟ فيقول نعم فيفتح لهم. ثم فيقال افيكم من رأى من افيكم من رأى من صحب النبي صلى الله عليه وسلم فيقول نعم فيفتح لهم فيقال او فيغزون فيقال افيكم من رأى من رأى من صحب النبي وسلم فيقول نعم يفتح لهم فهذا دليل على ان الصحابة بقاؤهم في الامة خير عظيم. وكما جاء في صحيح مسلم ان نظر السماء فقال النجوم ابد السماء فاذا ذهبت النجوم اتى السماء ما يوعد ثم قال وانتم امة امة لامتي. وانتم فاذا ذهب اصحابي اتى امتي ما يوعد ايضا فالصحابة هم امنة للامة بوجودهم فاذا ذهب الصحابة وقع الخلاف وقع النزاع ووقع الشقاق وهذا الذي حصل بعد موت اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كثرت البدع وانتشرت وعمت واصبح كثير من الناس مختلفون متنازعون. فوجود الصحابة في الامة خير قل لها وسلامة لها من الشرور الكثيرة. اذا هذا معنى اصحابه. المسألة الثالثة مسألة ما هو حق الصحابة علينا؟ او ما يترتب على حق الصحابة علينا امور. اولا محبتهم. محبتهم والترضي عنهم وعدم ذكر ما شجر بينهم فان من معتقد اهل السنة والجماعة ان نترضى عن جميع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وان نحبهم وان نذكرهم الا بالجميل ونسكت عما شجر بينهم من خلاف ونزاع وشقاق ونترضى عنهم جميعا. كذلك ايضا المسائل ان نعتقد ان الصحابة غير معصومين وانهم يعتريه من الخطأ ما يعتري غيرهم فليس لهم عصمة تعصم على الوقوع في الخطأ والذنوب ولذلك فوقع منهم الخطأ ووقعت منهم الذنوب ووقع منهم الكثير من المعاصي فكان من الصحابة من يشرب الخمر وقع من بعضهم الزنا الا انهم في الجملة قد رضي الله تعالى عنهم وعدلهم وزكاهم. وهذه مسألة ان الصحابة كلهم عدول. وان الله سبحانه وتعالى رضي وكل من بايع تحت الشجرة فان الله قد رضي عنه انه سيدخل الجنة. المسألة الخامسة هل الصحابة الجنة؟ الذي عليه جماهير اهل العلم ان عموم الصحابة وكل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم انه في الجنة انه في الجنة اي كان صحابيا ومات على ذلك فانهم في الجنة وهم اولى الناس بدخول الجنة وانهم اولى الناس بدخول الجنة وهذا الذي عليه عامة اهل للسنة ونقول وقد قطع به ايضا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. المسألة السادسة حكم من سب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اولا بغض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسبهم ينقسم الى قسمين. قسم يترتب عليه تكفيرهم وقسم يترتب عليه سبهم اما تكفير اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تكفيرهم نذكره على اختصار اولا من استحل تكفيرهم او استحل سبهم فهذا كافر باجماع المسلمين الحالة الثانية من كفرهم جميعا من كفر جميع اصحابه وسلم الا عدة منهم فهذا ايضا كافر باجماع المسلمين. وقد نقل الاجماع على ذلك النووي والقاضي عياض وغير واحد من الحفاظ نقلوا اجماع اهل العلم على ان من كفر عموم الصحابة انه كافر بالله عز وجل. بل قال غير واحد كابي زرعة وعمر ابن الحبيب وغيره وابو الوفاء بن الى انه قال ان سب النبي وسلم قدح في النبي صلى الله انها سب وتكفير اصحاب النبي وسلم هو قدح في الدين وقدح في الشريعة كما قال ابو زرعة قال من من سب صلى الله عليه وسلم فقد قدح في الشريعة وهو زنديق. لانهم لما عجزوا ان يقدحوا في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم قدحوا في حملة الشريعة حتى يقدح في الشريعة لان الذين بلغوا لنا القرآن وبلغوا لنا السنة وبلغوا لنا هذه الشرائع هم من؟ هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاذا كانوا كفرة او كانوا فسقة وفجرة فان الدين يكون غير صحيح ويكون مبلغه غير عدل فلا يقبل خبره فلا يقبل خبر لذلك ذكر عمر ابن عمر ابن حبيب انه كان في مجلس هارون الرشيد فذكروا حديث عن ابي هريرة فتكلى بعضهم فيه وقالوا ان ابا هريرة لا يؤخذ به ولا يعتد به وانه كان كذاب فقال عمر الحبيب ليس في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كذاب. وهذا وان الصحابة هم الذين حملوا الدين ونقلوه لنا. ثم خرج فغضب هارون الرشيد من قوله لو كان ممن يرى ان ابا هريرة كان ممن اخطأ وانه لا يؤخذ بقوله. فلما افترق المجد ففرقوا دعاه هارون وقد هيأ النطع ونشر سيفه ليقتله فقال يا عمر قد رجعت عليه بقول لم يرجع علي غيرك فقال يا امير المؤمنين ان سب اصحاب وسلم وتكفيرهم والقدح في عدالتهم رد لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم وقدح في النبي فلا نعرف صلاة ولا صياما ولا زكاة الا من طريق اصحاب النبي وسلم فقال احياك الله كما احييتني احياك الله كما احييتني وامر له بعشرة الاف دينار وكذلك حصل مع ابيه المهدي فانه ايضا قال مثل هذا ورد عليه بعضهم بان بان من قدح في النبي من قدح في الصحابة او او قدح في بعدالتهم انه قادح في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم لان الدين لم يبلغنا الا الا من طريقهم وكذلك قال ابو الوفاء ابن عقيل عندما ذكر الرافعي قال ولا ارى الرافظة الذي وظع لهم الرأي الا زنديق. فانهم لما عجزوا عن القدح في في في النبي صلى الله عليه وسلم والقدح في شريعته قدح في صحابته حتى يقدحوا في هذا الدين وفي هذه الشريعة فان الدين لا يقبل الا من طريق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين نقلوا لنا القرآن وهم الذين نقلوا لنا السنة. ها اذا هذا من استحل سبهم او كفرهم جميعا فانه كافر باجماع العلم القسم الثالث هو الحالة الثالثة من كفر من انعقد الاجماع على تزكيته وعدالته. واتفق المسلمون على انه من اهل الجنة كابي بكر او عمر عمر او عثمان او علي وبلغه حديث سعيد بن زيد في العشرة المبشرة بالجنة ثم كفرهم فان هذا تكذيب لخبر النبي صلى الله عليه وسلم ويكون كفرا ايضا. ايضا المسألة او الامر من الحالة الرابعة من من ابغضهم ديانة وابغضهم لانهم صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وسبهم لاجل ذلك اي سبهم لانهم صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وسبهم وابغضهم لانهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم نصرائه ووزراؤه فهذا ايضا كافر بالله عز وجل كما قال تعالى ليغيظ بهم الكفار فلا يغيظ الصحابة الا من كان كافرا بالله عز وجل. وبهذا قال عامة اهل العلم. المسألة الخامسة والحالة الخامسة من سبهم دون تكفير من سبهم دون تكفير لما انتهي من التكفير اما ان يكفرهم جميعا ان يكفر من قطع باسلامه وايمانه وتزكيته هذا القسم الثاني يكفر من استحل تكفيرهم يكفر من آآ من ابغضهم وكفرهم بغضا لصحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم يكفر. بقي الحالة الثانية وهي السب فاذا سب الجميع سب جميع اصحابه وسلم وقدح فيهم من جهة من جهة من جهة غير الدين فانه على الصحيح يكفر سب ابا بكر وعمر وعثمان وعلي وجميع الصحابة فانه على الصحيح يكفر لان الله زكاهم وعدلهم ورضي عنهم سبحانه وتعالى فسبهم وذمهم والقدح في عدالتهم كفر بالله عز وجل. اذا سب بعض احاد الصحابة اذا سب بعض احاد الصحابة. فهنا فرق بين من سب ابا بكر وعمر ومن سب غيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اما ابو بكر وعمر فوقع في فوقع في سابه خلاف فذهب الامام احمد ومالك في رواية الى ان ساب ابا بكر وعمر على الخصوص انه كافر بالله عز وجل. والقول الثاني انه لا يكفر ولكنه يعزر ويؤدب ويفسق ولا شك ان من استطاع ابو بكر الصديق ان الواجب ان يقتل تعزيرا حتى ينقطع مثل هذا السب لخيرة خلق الله عز وجل القسم الثاني من سب غير الشيخين سب عثمان او علي ولم يسبهم لدينهم وانما سبهم لاجل شيء دنيوي من عداوات فهنا الذي عليه جماهير اهل العلم انه لا يكفر ولكنه يعزر ويؤدب حتى ينتهي عن هذا القول حتى ينتهي هذا القول. المسألة الثالثة او السابعة سب ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ازواج النبي صلى الله عليه وسلم سبهم ينقسم الى قسمين. اما القدح في شرفهم ورميهم بالزنا فهذا كفر باتفاق المسلمين. سواء قذف عائشة او قذف غيرها او قذف غيرها ان قذف عائش ان قذف عائشة او قذف احد من ازواج النبي وسلم هو قذف لرسول الله صلى الله عليه وسلم فان الله ان الخبيثون للخبيث والخبيثات للخبيثين. فمن وصف عائشة او احد من ازواجهن بالخبث فانه يصف النبي صلى الله عليه وسلم ايضا بالخبث. واما عائش على الخصوص فقذفها كفر بالاجماع لان الله عز وجل برأها وزكاها فمن فمن رماها بعد ذلك فقد كذب بالقرآن وكفر بالله عز وجل الذي عليه عامة اهل العلم ان قاذف ازواجه وسلم انه يكفر بالله عز وجل. اما اذا سبهم دون قذف لهم كسب حفصة او عائشة فهذا وقع في خلاف منهم من كفره ومنهم من فسقه وضلله وبدع ولا شك اما البدعة فهذا بالاتفاق. واما الكفر فاذا علم ان سبه اياهم ايذاء للنبي صلى الله عليه وسلم. واصر على ذلك فان سبه لازواجه ايضا كفرا بالله عز وجل لان اذية النبي صلى الله عليه وسلم كفرا بالله سبحانه وتعالى. هذا بعض ما يتعلق باحكام اصحاب النبي وحكم سبهم قال بعد ذلك واصحابه خير اصحاب الانبياء عليهم السلام. اي ان الانبياء عليهم السلام لهم اصحاب ولهم حواريون. وان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم افضل منهم اجمعين فليس بعد الانبياء احد افضل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فليس هناك احد من الصالحين سواء من الامم السابقة او غيرها افضل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا ابا بكر وعمر وعثمان وعلي وكل من لقي النبي وسلم وامن به فان له حكم الصحبة وفضله جميع الامة من جهة فضل من جهة فضل صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم. قال وافضل امته ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. وهذا محل بين اهل السنة. قال بعد ذلك ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى لما روى عبدالله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي فيبلغ ذلك ان سلم فلا ينكره. هذا الحديث بهذا اللفظ لا يعرف هذا الحديث بهذا اللفظ لا يعرف وعزو حتى من رعاه للطبراني فليس في هذه اللفظة وهي لفظة ثم علي. فلفظة علي غير موجودة لا في السنن ولا في المسانيد ولا في المعاجم وانما هي رواية بالمعنى قد اخطأ فيها ابن قدامة رحمه الله تعالى والمحفوظ في هذا الحديث ما جاء في الصحيحين عن نافع ابن عمر انه قال كنا نفاض في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنقول ابا بكر فنقول ابو بكر ثم عمر او فنقول ابا بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت ثم نسكت اي نقول ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت. اما ذكر علي في هذا الحديث فغير محفوظ وهو منكر. ولا شك ان معناه صحيح. فافضل اما بعد هؤلاء الثلاثة هو علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه. اما من جهة من جهة هذا المتن ومن هذا الحديث فهو ملك وليس بصحيح قال وصحت الرواية عن علي رضي الله تعالى عنه قال خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر ولو شئت لسميت الثالث. هذا الحديث ايضا رواه البخاري من حديث محمد الحنفي عن علي انه قال قلت يا ابي من خير الناس؟ قال ابو بكر. قال ثم من؟ قال عمر. قال فخشيت ان يقول عثمان الثالث فقلت انت الثالث فقال انما انا رجل من المسلمين ثم قال ولو شئت لسميت بل قال علي رضي الله تعالى عنه من فضلني على ابا بكر الصديق من فضلني على ابي بكر الصديق ضربته حد المفتري اي جلدته حد المفتري اي انه يجلد ثمانين جلدة لانه في حكم المفتري. قال وروى ابو الدرداء عن النبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على افضل من ابي بكر الصديق هذا الحديث رواه رواه الطبراني وغيره من حديث بقية ابن الوليد وذكر الامام احمد في فضل الصحابة عن عبدالله بن سفيان الواسط عن ابن جريج عن العطاء عن ابي الدرداء والحديث اسناد ظعيف فان آآ عبد الله بن سفيان الواسطي ليس بمعروف وبقية قد عنعنه وهذه من رواية بقية عن مشايخه المجاهيل وهذا منه وكذلك ان عطاء لم يسمع من ابي الدرداء. فالحديث منقطع واسناد ضعيف. ومعناه صحيح. فليس بعد النبيين احد افضل من ابي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. ولا طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على افضل من ابي بكر الصديق رضي الله عنه وهذا محل اجماع بين اهل السنة كما سيأتي معنا بعدها في الدرس القادم من احق الناس بالخلافة والامامة؟ وهل ابو بكر الصديق نالها نصا او تلويحا او اجتهادا سيأتي ذكر ذلك ان شاء الله في الدرس القادم والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد