الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. الاحبار هم العلماء والرهبان هم العباد. وهذه الاية قد فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن حاتم وذلك انه لما جاء مسلما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم طرأ عليه هذه الاية فقال قال فقلت انهم لم يعبدوهم. فقال بلى انهم حرموا عليهم الحلال وحللوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم اياهم رواه احمد والترمذي وحسنه وعبد ابن حميد وابن ابي حاتم والطبراني من طرق قال السدي استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم. ولهذا قال تعالى وما امروا الا فليعبدوا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون فان الحلال ما احله الله والحرام ما حرمه الله والدين ما شرعه الله تعالى. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هذه الاية الكريمة ساقها المصنف الامام المجدد شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى لان فيها تفسيرا لكلمة لا اله الا الله وبيانا للتوحيد وان من توحيد الله عز وجل طاعته بتحليل ما احل وتحريم ما حرم فمن اتخذ مع الله شريكا يطيعه في تحليل ما حرم الله او تحريم ما احل الله فقد اتخذه ندا مع الله سبحانه وتعالى وقع في الشرك الاكبر المنافي للتوحيد. كل المنافاة وهذا النوع من الشرك الناقظ للتوحيد يسمى شرك الطاعة لان الواجب ان تكون طاعة العبد لسيده ومولاه وخالقه سبحانه وتعالى فمن جعل مع الله شريكا في ذلك فقد اتخذه ندا مع الله جل وعلا وكان بذلك مشركا وان وان اطعتموهم انكم لمشركون. هذا شرك يسمى شرك الطاعة ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله فالشاهد ان هذه هذه الاية الكريمة فيها تفسير للتوحيد وبيان لحقيقته نعم. قال رحمه الله تعالى فظهر بهذا ان الاية دلت على ان من اطاع غير الله ورسوله واعرض عن الاخذ بالكتاب والسنة في تحليل ما الله او تحريم ما احله الله واطاعه في معصية الله واتبعه فيما لم يأذن به الله فقد اتخذه ربا ومعبودا وجعله لله شريكا وذلك ينافي التوحيد الذي هو دين الاسلام الذي دلت عليه كلمة الاخلاص لا اله الا الله فان الاله هو المعبود. وقد سمى الله تعالى طاعتهم عبادة لهم. وسماهم اربابا. كما قال تعالى ولا يأمرن ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا. اي شركاء لله تعالى في العبادة ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون؟ فكل معبود رب وكل مطاع ومتبع على غير ما شرعه الله تعالى ورسوله فقد اتخذه المطيع المتبع ربا ومعبودا. كما قال تعالى في اية الانعام وان اطعتموهم انكم لمشركون. وهذا هو وجه مطابقة الاية للترجمة ويشبه هذه الاية في المعنى قوله تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله والله اعلم الشارح رحمه الله تعالى في هذا الموضع بيانا واضحا وجه دلالة هذه الاية للترجمة والترجمة في تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله وان معنى توحيد الله سبحانه وتعالى افراده جل وعلا بالطاعة دون ان يتخذ معه الشركاء في ذلك ومن اتخذ الشركاء مع الله سبحانه وتعالى وقع في الشرك الاكبر الناقض للتوحيد المنافي له كل المنافاة. فمن اتخذ احدا ايا كان يطيعه في تحليل ما حرم الله او تحريم ما احل سبحانه وتعالى فقد اتخذه ندا مع الله سبحانه وهذا شرك مناف للتوحيد نعم والاية الكريمة نزلت في اهل الكتاب وذكر رحمه الله تعالى قصة عدي لما جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام مسلما وجاء في بعض الروايات عليه عليه الصليب فقال عليه الصلاة والسلام انبذ عنك هذا الوثن ثم لما سمع النبي عليه الصلاة والسلام ليقرأوا هذه الاية اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله فقال يا رسول الله انا لسنا نعبدهم انا لسنا نعبدهم فبين له عليه الصلاة والسلام ان عبادتهم ليست منحصرة في السجود والركوع ودعائهم من دون الله بل انها تتناول ايضا طاعتهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما احل فهذا شرك مناف للتوحيد مناقض لا اله الا الله نعم قال رحمه الله تعالى قال شيخ الاسلام في معنى قوله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. وهؤلاء الذين اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا حيث اطاعوهم في تحليل ما حرم الله قبل كلام شيخ الاسلام من عجيب امر اليهود في هذا الباب آآ انهم يقتلون ويقاتلون من هداهم على ايديهم وهم الانبياء وفي الوقت نفسه يتخذون من هو ليس بمعصوم ندا من دون الله يطيعونه فيما يحرم يحرمه الله تطيعونه في تحليل ما يحرمه الله وفي تحريم ما احله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى قال شيخ الاسلام في معنى قوله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. وهؤلاء الذين خذوا احبارهم ورهبانهم اربابا حيث اطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما احل الله يكونون على وجهين احدهم ان يعلموا انهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على هذا التبديل. فيعتقدون تحليل ما حرم الله وتحريم ما احل الله اتباعا رؤسائهم مع علمهم انهم خالفوا بين الرسل فهذا كفر. وقد جعله الله ورسوله شركا. وان لم يكونوا لهم ويسجدون لهم فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه انه خلاف الدين واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله مشركا مثل هؤلاء الثاني ان يكون اعتقادهم وايمانهم بتحريم الحلال وتحليل الحرام ثابتا. لكنهم اطاعوهم في معصية الله كما يفعلون اسلموا ما يفعله من المعاصي التي يعتقد انها معاص فهؤلاء لهم حكم امثالهم من اهل الذنوب كما قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انما الطاعة في المعروف قول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى عن اهل هذا الصنف الذي هو الصنف الثاني فهؤلاء لهم حكم امثالهم من اهل الذنوب اهل الذنوب تجده مثلا يعرف ان الله عز وجل حرم عليه تلك المعصية ويعتقد انها محرمة لا يستحلها ولا ولا يعتقد انها حلال لكن تغلبه نفسه الامارة بالسوء فيقع في تلك المعصية المرة والثنتين والثلاث فوقوعه فيها يعد عصيانا وقوعه فيها يعد عصيانا لله سبحانه وتعالى. ولا يعد شركا او كفرا بالله عز وجل فكذلك من اطاع غير الله من هذا الباب من اطاع غير الله من هذا الباب ليس اعتقادا في حكمه او تفضيلا لحكمه او مساواة لحكمه بحكم الله او نحو ذلك وانما وقع في ذلك نوع عصيان فهذا حكمه حكم اهل المعاصي والذنوب وبهذا التقسيم الذي ذكره رحمه الله تعالى يعلم الفرق بين الحالتين من وقع في ذلك نوع معصية ومن وقع فيه معتقدا ومحللا بانيا ذلك على تعظيمه لهؤلاء ومعتقدا حلما حرموه معتقدا حرمة ما حرمة ما حرموه مما احله الله واحل ما احلوهم مما حرمه الله سبحانه وتعالى فهذا من الشرك الاكبر الناقل من الملة نعم قال رحمه الله تعالى ثم ذلك المحرم ثم ذلك المحرم للحلال والمحلل للحرام ان كان مجتهدا قصده اتباع الرسول لكن خفي عليه الحق في نفس الامر وقد اتقى الله ما استطاع فهذا لا يؤاخذه الله بخطأه. بل يثيبه على اجتهاده الذي اطاع به ربه فهذه حالة ثالثة اذا كان وقع في ذلك عن الاجتهاد اذا وقع في ذلك عن اجتهاد وتحري الى الحق وحرص على معرفة الحق لكنه اخطأ في اجتهاده فهذا لا يؤاخذ بخطأه كما قال عليه الصلاة والسلام اذا اجتهد الحاكم فاصاب اي اصاب الحق فله اجران وان اجتهد فاخطأ فله اجر واحد وذنبه مغفور. نعم قال رحمه الله تعالى ولكن من علم ان هذا اخطأ فيما جاء به الرسول ثم اتبعه على خطأه وعدل عن قول الرسول فهذا له نصيب من هذا الشرك الذي ذمه الله هذا التعصب الذميم التعصب اه الذميم لاقوال الائمة تعصب الذميم لاقوال الائمة والمتبوعين فيكون التابع يعرف انه مخطئ وانه مجانب وان قوله مجانب للصواب ويبين له مثلا بالادلة خطأ متبوعة فيبقى تابعا له متعصبا لقوله مع علمه بمخالفة قوله للحق فمن كان كذلك فهذا يقول له نصيب من هذا الشرك الذي ذمه الله. نعم لا سيما لا سيما ان اتبع في ذلك هواه ونصره باليد واللسان مع علمه بانه مخالف للرسول فهذا شرك يستحق صاحبه عقوبة عليه ولهذا اتفق العلماء على انه اذا عرف الحق لا يجوز له تقليد احد في خلافه وانما تنازعوا في جواز التقليد للقادر على الاستدلال قوله اتفق العلماء على انه اذا عرف الحق لا يجوز تقليد احد في خلافه اذا عرف الحق لا يجوز تقليد احد في خلافه اذا عرف الحق واستبان له الحق لا يجوز له ان يقلد احدا في خلاف الحق يمكن ان يضرب بذلك لذلك مثل ضربه اهل العلم وهو ان مثل العلماء في دلالة الانسان وهدايته الى الحق مثل النجوم التي في السماء ومما يهتدى بالنجوم اليه القبلة فاذا كان الانسان عند الكعبة عند الكعبة ورآها امام عينيه لا يجوز له في حال هذا الوضوح للقبلة امامه وكونها امام عينيه ان يخالف ذلك او ان ينظر الى ما يحدد به مثلا للقبلة وهي امام ناظرين وهذا مثل ضرب اهل العلم لحال المتعصب تعصبا اعمى في الامور التي تستبين له يستبين له فيها يظهر بالادلة الواضحة البينة ثم يعرض عنها مع وضوحها فرق بين هذا وبين من اشتبه عليه الحق من اشتبه عليه الحق او التبس. نعم قال رحمه الله تعالى ولهذا اتفق العلماء على انه اذا عرف الحق لا يجوز له تقليد احد في خلافه. وانما تنازعوا في جواز التقليد للقادر على الاستدلال وان كان عاجزا عن اظهار الحق الذي يعلمه. فهذا يكون كمن عرف ان دين الاسلام حق وهو بين النصارى. فاذا فعل ما يقدر من الحق لا يؤاخذ بما عجز عنه. وهؤلاء كالنجاشي وغيره وقد انزل الله في هؤلاء ايات من كتابه كقوله تعالى وان من اهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم وقوله واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق. الاية وقوله ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون واما ان كان المتبع واما ان كان واما واما ان كان المتبع للمجتهد المتبع واما ان كان المتبع للمجتهد عاجزا عن معرفة الحق على التفصيل. وقد فعل ما يقدر عليه مثله من الاجتهاد في التقليد. فهذا لا يؤاخذ وان اخطأ كما في القبلة واما ان قلد شخصا دون نظيره بمجرد هواه ونصره بيده ولسانه من غير علم ان معه الحق فهذا من اهل الجاهلية وان كان متبوعه مصيبا لم يكن عمله صالحا. وان كان متبوعه مخطئا كان اثما. كمن قال في القرآن برأيه ان اصابه فقد اخطأ وان اخطأ فليتبوأ مقعده من النار وهؤلاء من جنس مانع الزكاة الذين الذي تقدم فيه الوعيد. ومن جنس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة فان ذلك لما احب المال منعه عن عبادة الله وطاعته صار عبدا له وكذلك هؤلاء فيكون فيه فيكون فيهم شرك اصغر ولهم من الوعيد بحسب ذلك وفي الحديث ان يسير الرياء شرك وهذا مبسوط عند النصوص التي فيها اطلاق الكفر والشرك على كثير من الذنوب. انتهى قوله شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وان كان متبوعه مصيبا لم يكن عمله صالحا لم يكن عمله صالحا الظمير في عمله يعود على من الظمير في قوله وعمله يعود على من؟ على المتبوع او التابع تأملوا في الكلام نعم يعود على من ما سمعت احدا التابع يعود على التابع او المتبوع؟ يبدو التابع يقول اه شيخ الاسلام وان كان متبوعه مصيبا لم يكن عمله اي عمل التابع صالحا لم يكن عمل التابع صالحا حتى وان كان المتبوع مصيب لم يكن عمل التابع صالحا لانه اتبعوا تعصبا لقوله لا لشيء الا للتعصب قوله بمعنى انه تابع له اخطأ والا اصاب. متعصبا لقوله وان كان متبوعه مخطئا كان اثما وان كان متبوعه مخطئا كان اثما. نعم قال رحمه الله تعالى قال ابو جعفر ابن جرير رحمه الله تعالى في معنى قول الله تعالى وتجعلون له اندادا اي وتجعلون لمن خلق ذلك الانداد وهم الاكفاء من الرجال. تطيعونهم في معاصي الله انتهى قلت كما هم الاكفاء ولا الاكفاء مضبوط عندي وهم الاكفاء وتجعلون لمن وتجعلون لمن خلق ذلك الانداد وهم الاكفاء صلوا عليه الاكفاء جمع كفؤ ولم يكن له كفؤا احد نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله الاية. قال العماد ابن كثير رحمه الله تعالى يذكر تعالى حال المشركين في الدنيا ومآلهم في الدار الاخرة حيث جعلوا لله اندادا اي امثال ونظراء يعبدونهم يعبدونهم معه ويحبونهم كحبه وهو الله لا اله الا هو ولا ضد له ولا ند له ولا شريك معه وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك وقوله نعم هذه الاية قول الله عز وجل ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله ساقها المصنف رحمه الله تعالى لان فيها تفسيرا للتوحيد لان فيها تفسيرا للتوحيد وبيانا ان من نواقض التوحيد شرك المحبة في الاية التي تقدمت من نواقض التوحيد شرك الطاعة وهنا من نواقض التوحيد شرك المحبة والمراد بالمحبة المحبة التي هي محبة العبودية والذل والخضوع فهذه حق لله لا يجوز ان يجعل مع الله سبحانه وتعالى فيها شريك اما محبة الانبياء ومحبة الاولياء ومحبة اهل الفضل فهذه محبة تابعة وفرع الاصل محبة الله وهذه فرع عنها الاصل ان ان يحب الله اه بقلبه حبا خالصا حبا يثمر ذلا للمحبوب وعبودية له وخضوعا امره سبحانه وتعالى وهذا اه وهذا النوع من الحب لا يجوز ان يجعل مع الله تبارك وتعالى فيه شريك وهو روح الدين ولبه واساس العبودية كلما عظمت محبة العبد لله عظم ذله بين يديه وخضوعه له وطواعيته لامره سبحانه وتعالى وقول الله عز وجل ومن الناس ومن الناس من هنا للتبعيض وعلامتها انه يصح ان يكون مكانها بعض ومن الناس اي بعض الناس ومن الناس اي بعض الناس والمراد بالبعض هنا اهل الشرك كلهم المراد بهم اهل الشرك كلهم من هم مشركون متخذون الانداد والشركاء مع الله سبحانه وتعالى قال ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله يحبونهم كحب الله هذا ذكر لحال اهل الشرك وانهم اتخذوا الانداد والشركاء واحبوهم محبة مساوية ومماثلة لحب الله سبحانه وتعالى وهذا شرك اكبر ناقض للتوحيد منافا له كل المنافاة. وهذا وجه ايراد المصنف رحمه الله تعالى. هذه الاية الكريمة في تفسير التوحيد نعم قال رحمه الله تعالى وقوله والذين امنوا اشد حبا لله ولحبهم لله تعالى وتمام معرفتهم به وتوقيرهم وتوحيدهم لا يشركون به شيئا بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه ويلجأون في جميع امورهم اليه. ثم توعد تعالى المشركين هذا تنبيه ان حب الله سبحانه وتعالى الذي هو الاصل وروح العبودية يثمر ذلك قال ولحبهم لله وتمام معرفتهم به وتوقيرهم وتوحيدهم لا يشركون به شيئا بل يعبدونه ويتوكلون عليه ويلجأون جميع امورهم اليه نعم قال رحمه الله تعالى ثم توعد تعالى المشركين الظالمين لانفسهم بذلك فقال تعالى ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا قال بعضهم تقدير الكلام لو عاينوا العذاب لعلموا حينئذ ان القوة لله جميعا اي ان الحكم له وحده لا شريك له فان جميع الاشياء تحت قهره وغلبته وسلطانه وان الله شديد العذاب كما قال تعالى فيومئذ لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد. يقول لو علموا ما اي ما يعاينونه هناك وما يحل بهم من الامر الفظيع المنكر الهائل على شركهم وكفرهم لانتهوا عما هم فيه من الضلال ثم اخبر عن كفرهم باعوانهم وتبرأ المتبوعين من التابعين. فقال تعالى اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا تبرأت منهم الملائكة الذين كانوا تبرأت منهم الملائكة الذين كانوا يزعمون انهم كانوا يعبدونهم في الدنيا فتقول الملائكة تبرأنا اليك ما كانوا ايانا ويقولون سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون الجن ايضا يتبرأون منهم ويتنصلون من عبادتهم لهم. كما قال تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء. وكانوا بعبادتهم كافرين انتهى كلامه نعم. وروى ابن جرير عنه نعم كلامه اي ابن كثير نعم احسن الله اليك وروى ابن جرير عن مجاهد في قوله تعالى يحبونهم كحب الله مباهاة ومضاهاة للحق بالانداد والذين امنوا اشد حبا لله من الكفار لاوثانهم. قال المصنف رحمه الله تعالى ومن الامور المبينة لتفسير وحيدي وشهادة ان لا اله الا الله. هنا نأخذ فائدة في من الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى الاصل في نقل كلام الائمة واهل العلم ان يبدأ بالمتقدم ان يبدأ بالمتقدم معلوم ان بن جرير متقدم على ابن كثير وابن كثير رحمه الله استفاد كثيرا من تفسير ابن جرير الطبري لكن اذا وجد عند المتأخر من البسط البيان والايضاح يقدم لذلك يقدم النقل عنه لذلك نعم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى ومن الامور المبينة لتفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله اية البقرة في الكفار الذين قال الله تعالى فيهم وما هم وما هم بخارجين من النار. ذكر انهم يحبون اندادهم بالله فدل على انهم يحبون الله حبا عظيما. فلم يدخلهم في الاسلام. فكيف بمن احب الند اكبر من حب الله فكيف بمن لم يحب فكيف بمن لم يحب الا الند الا الند وحده انتهى. ففي الاية ذكر رحمه الله في مسائل كتاب التوحيد في مسائل كتاب التوحيد وفي هذه المسألة وضح رحمه الله تعالى وجه دلالة الاية على تفسير التوحيد. نعم قال رحمه الله تعالى ففي الاية بيان ان من اشرك مع الله تعالى في المحبة فقد جعله شريكا لله في العبادة واتخذه ندا من دون الله. وان ذلك هو الشرك الذي لا يغفره الله تعالى. كما قال كما قال تعالى في اولئك وما هم بخارجين من النار وقوله ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب المراد بالظلم هنا الشرك كقوله ولم يلبسوا بظلم كما تقدم الظلم اذا اطلق في القرآن الكريم تارة يراد به الشرك وتارة يراد به ظلم النفس بالمعاصي والذنوب وتارة يراد به ظلم الغير بالتعدي عليه في عرضه او نفسه او ماله فهذه انواع الظلم الثلاثة قوله في في هذا السياق ولو يرى الذين ظلموا. المراد بالظلم كما دل على ذلك السياق ظلم الشرك مثله قول الله عز وجل والكافرون هم فالظالمون مثله قول الله عز وجل والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يسترخون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ما يتذكر به من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين. من نصير. الظلم هنا ظلم الشرك الذي هو كفر اكبر ناقل من الملة وفي في هذا السياق قال قبله سبحانه وتعالى فمنهم ظالم لنفسه. ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات. الظلم الذي ذكر اولا ظلم المعصية والظلم الذي ذكر هنا ظلم الكفر والشرك الاكبر الناقل من الملة فقوله ولو يرى الذين ظلموا فالمراد بالظلم هنا اي الظلم الاكبر الذي هو شرك وكفر ناقل من ملة الاسلام نعم قال رحمه الله تعالى فمن احب الله وحده واحب فيه وله فهو مخلص ومن احبه واحب معه غيره هو مشرك كما قال هذا لا يقال ان المشركين لا يحبون الله يحبون الله حبا سديدا لكنهم سووا مع الله غيره في المحبة تسووا مع الله غيره في المحبة وجعلوا مع الله سبحانه وتعالى الشريك فيها فساروا بذلك مشركين الشرك الاكبر الناقل من الملة لتسويتهم غير الله بالله في حق من حقوقه وفي النار يذكر الله سبحانه وتعالى ندامتهم الشديدة ولا ينفعهم الندم في قوله فيما ذكره عنهم انهم يقولون في النار تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم رب العالمين يندمون على هذه التسوية فحق حق الله لله سواء من اعمال القلوب او اللسان او الجوارح لا يجوز ان يشرك مع الله سبحانه وتعالى فيه احد كائنا من كان نعم قال رحمه الله تعالى فمن احب الله وحده واحب فيه وله فهو مخلص. ومن احبه واحب معه غيره فهو مشرك كما قال تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ما معناه؟ فمن رغب الى غير الله في قضاء حاجة او تفريج كربة لزم ان يكون محبا له ومحبته هي الاصل في ذلك؟ بل المحبة نفسها بل المحبة نفسها اذا لم تكن مزمومة بزمام الشرع مضبوطة بضوابطه تتحول الى نوع من العبودية تتحول نوعا من الى نوع من العبودية والغلو في هذا المحبوب واعطائه من الحقوق والخصائص ما ليس الا لله سبحانه وتعالى وهذا يشاهد في من يعظمون المقبورين في من يعظمون المقبورين من الموتى ويحبونهم وتكون محبتهم لهم ليست مضبوطة بضوابط الشرع فتتحول هذه المحبة الى نوع من المغالاة باعطائهم من الخصائص والحقوق ما ليس الا لله سبحانه وتعالى وهذا مدخل من قديم الزمان دخل فيه الشيطان على الناس بل هو من اول مداخل الشيطان على الناس في صرفهم عن عبادة الله الدخول عليهم من خلال محبة الصالحين الدخول عليهم من خلال محبة الصالحين الصالحون لهم محبة في قلوب الناس فدخل عليهم من خلال هذه المحبة باتخاذ الصور وبناء القباب اه ورفع الابنية على قبورهم وهكذا يتدرج بهم الى ان جعلوا الى ان جعلهم يعبدونهم من دون لله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى فكلمة الاخلاص لا اله الا الله تنفي كل شرك في اي نوع كان من انواع العبادة وتفقد الى الى زماننا هذا والشيطان لا يزال يعبث بالناس لا يزال يعبث بالناس. يقول احد الاشخاص مرة في احدى الدول فرأى قبة وضريحا مبنيا وحده واذا حوله ناس فذهب ينظر ماذا يفعلون واذا كل واحد من هؤلاء رجال ونساء مستقبلا هذا الضريح وكل يطلب حاجة كل يطلب حاجة الذي يطلب ولد والذي يطلب اه قضاء دين والذي يطلب عاكفين امام هذا القبر فهذه امور لا تزال موجودة وتدرج الشيطان بالناس من خلال محبة الصالحين الى ان جعلهم حتى يقعون في من ليس من الصالحين وانما من يزعم انه من الصالحين من ائمة الضلال والدجل والافتراء على الناس ثم اذا مات بني على قبره وعظم اتباعه وجعل حول قبره السدنة ثم ظل بذلك خلق لا يحصيهم الا الله. نعم قال رحمه الله تعالى فكلمة الاخلاص لا اله الا الله تنفي كل شرك. في اي نوع في اي نوع كان من انواع العبادة وتثبت العبادة بجميع افرادها لله تعالى قوله في اي نوع كان من انواع العبادة مثل ما تقدم المحبة او الطاعة او السجود او غير ذلك نعم وقد تقدم بيان ان الاله هو المألوه الذي تألهه القلوب بالمحبة وغيرها من انواع العبادة فلا اله الا الله نفى ذلك كله عن غير الله. واثبتته لله وحده. فهذا هو الذي دلت عليه كلمة الاخلاص مطابقة فلا بد من معرفة معناها واعتقاده وقبوله والعمل به باطنا وظاهرا. والله اعلم قال شيخ الاسلام رحمه قوله دلت عليه مطابقة المراد بدلالة المطابقة دلالة اللفظ على كامل معناه نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى اعلم ان الشرك اعظم ذنب عصي الله به. قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وفي الصحيحين انه صلى الله عليه وسلم سئل اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو والند المثل قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وقال تعالى وجعل لله اندادا ليضل عن سبيله الاية. فمن جعل لله اندادا من خلقه فيما يستحقه عز وجل من الالهية والربوبية فقد كفر باجماع الامة قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى فتوحيد المحبوب الا يتعدد محبوبه. اي مع الله تعالى بعبادته له. وتوحيد دول حب الا يبقى في قلبه بقية حب حتى يبذلها له. فهذا الحب وان سمي عشقا فهو غايته. فهو غاية صلاح العبد ونعيمه وقرة عينه وليس لقلبه صلاح ولا نعيم الا بان يكون الله ورسوله احب اليه من كل ما سواهما. وان تكون محبته لغير الله تابعة لمحبة الله تعالى فلا يحب الا الله ولا يحب الا لله كما في الحديث الصحيح ثلاث من كن فيه ومحبة رسول الله محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي من محبته. ومحبة المرء ان كانت لله فهي من محبته. وان كانت لغير الله فهي منقصة لمحبة الله تعالى مضعفة لها. ويصدق هذه المحبة بان تكون كراهيته لابغض الاشياء محبوبه وهو الكفر بمنزلة كراهته لالقائه في النار او اشد. ولا ريب ان هذا من اعظم المحبة. فان الانسان لا يقدم على محبة نفسه وحياته شيئا. فاذا قدم محبة الايمان بالله عز وجل على نفسه. بحيث لو خير بين الكفر وبين القائه في النار لاختار ان يلقى في النار ولا يكفر. كان احب اليه من نفسه وهذه المحبة هي فوق ما يجده العشاق المحبون من محبة محبوبيهم. بل ولا يجوز ان تسمى محبة الله عشقا محبة الله فوق ذلك مثل ما قالوا هذه المحبة هي فوق ما يجده العشاق المحبوبون من محبة محبوباتهم او محبوبيهم فلا يجوز ان تسمى محبة الله عشقا وبعض الاعاجم قد يقع في ذلك يعني بعظهم يسمى عاشق الهي او عاشق الرحمن او نحو ذلك هذا كله لا يجوز. محبة الله فوق ذلك ولا يجوز ان تسمى عشقا نعم. قال رحمه الله تعالى وهذه المحبة هي فوق ما يجده العشاق المحبون من محبة محبوبيهم بل لا نظير لهذه المحبة كما لا مثل لمن تعلقت به. وهي محبة تقتضي تقديم المحبوب فيها على النفس والمال والولد. وتقتضي كمال الذل والخضوع والتعظيم والاجلال والطاعة والانقياد ظاهرا وباطنا. وهذا لا نظير له في محبة مخلوق ولو كان مخلوق من كان ولهذا من شرك بين الله تعالى وبين غيره في هذه المحبة الخاصة كان مشركا شركا لا يغفره الله كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله والصحيح ان معنى الاية ان الذين امنوا اشد حبا لله من اهل الانداد لاندادهم لان حب المؤمنين احب خالص وحب غيرهم او حب المشركين لله عز وجل حبا ليس خالصا وانما حبا اشرك مع الله فيه غيره نعم ولا يقبل الله منهم حبهم ذلك لان الله عز وجل لا يقبل الا الخالص نعم كما تقدم ان محبة المؤمنين لربهم لا يماثلها محبة مخلوق اصلا. كما كما لا يماثل محبوبهم غيره. وكل اذى في محبة غيره فهو نعيم في محبته. وكل مكروه في محبة غيره فهو قرة عين في محبته ومن ضرب بمحبته الامثال التي في محبة المخلوق للمخلوق كالوصل والهجر والتجني بلا سبب من المحب وامثال ذلك مما يتعالى الله عنه علوا كبيرا فهو مخطئ اقبح الخطأ وافحشه فهو مخطئ اقبح الخطأ وافحشه وهو حقيق بالابعاد والمقت. انتهى. ونسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا