الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل قوله في الصحيح اي صحيح مسلم عن ابي مالك الاشجعي عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. وابو مالك اسمه سعد ابن طارق كوفي ثقة مات في حدود الاربعين ومئة وابوه طارق بن اشيم بالمعجمة والمثناة التحتية وزن واحمر ابن مسعود الاشجعي صحابي له احاديث قال مسلم لم يروي عنه غير ابنه وفي مسند الامام احمد عن ابي مالك قال وسمعته يقول للقوم من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل رواه الامام احمد من طريق يزيد ابن هارون قال انبأنا ابو مالك الاشجعي عن ابيه ورواه الامام احمد عن عبد الله ابن ادريس قال سمعت ابا مالك قال قلت لابي الحديث رواية الحديث بهذا اللفظ يفسر لا اله الا الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله طوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الحديث حديث عظيم في بيان فضل التوحيد وانه من موجبات تحريم النار وتحريم النار نوعان تحريم دخول وتحريم خلود اما تحريم الدخول فهو لمن حقق التوحيد قد مر معنا في ذلك عند المصنف باب من حقق التوحيد دخل الجنة بلا بلا حساب اي ولا عذاب واما تحريم الخلود فهذا لعصاة الموحدين من وحد الله سبحانه وتعالى ولم يشرك به شيئا وارتكب من الكبائر والذنوب ما اوجب دخوله النار فان من دخلها من عصاة الموحدين حرم على النار ان يخلد فيها لانه لا يخلد فيها الا المشرك فالتحريم نوعان تحريم دخول وهو لمن حقق التوحيد وتحريم خلود وهو لمن وقع في الكبائر والذنوب من عصاة الموحدين وهذا الحديث يفسر او تفسر رواياته بعضا فانه في هذه الرواية قال من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله وجاء في بعض رواياته في المسند ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله فقوله في هذه الرواية من وحد الله يفسر لا اله الا الله التي في الرواية الاخرى في روايات الحديث يفسر بعضها بعض ومر معنا لذلك نظير في حديث بعث النبي صلى الله عليه وسلم الى اليمن قال فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وفي رواية فليكن اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله فرواية الحديث يفسر بعضها بعضا وقوله في هذا الحديث وكفر بما يعبد من دون الله قيد لا تكون لا اله الا الله نافعة صاحبها الا به فهذا الثواب المترتب على قول لا اله الا الله مقيد بهذا القيد وكفر بما يعبد من دون الله فمن جاء بلا اله الا الله بدون هذا القيد لم يكن مستحقا هذا الثواب الذي ذكر في الحديث وهو قوله حرم ماله ودمه وحسابه على الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى اعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم علق عصمة المال والدم في هذا الحديث بامرين الاول قول لا اله الا الله عن علم ويقين كما هو مقيد في قولها في غير ما حديث كما تقدم والثاني الكفر بما يعبد من دون الله. فلم يكتفي باللفظ المجرد عن المعنى بل لا بد من قولها والعمل بها قلت وفيه معنى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها قال المصنف رحمه الله تعالى وهذا من اعظم ما يبين معنى لا اله الا الله فانه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال بل ولا معرفة معناها مع التلفظ بها بل ولا الاقرار بذلك بل ولا كونه لا يدعو الا الله وحده لا شريك له بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف الى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله فان شك او تردد لم يحرم ما له ودمه. فيا لها من مسألة ما اجلها. ويا له من بيان ما اوضحه وحجة ما اقطعه اهالي المنازع انتهى قلت وهذا هو الشرط المصحح لقول لا اله الا الله. فلا يصح قولها بدون هذه الخمس التي ذكرها المصنف رحمه الله اصلا قوله رحمه الله بدون هذه الخمس التي ذكرها المصنف الاول التلفظ بها والثاني معرفة معناها والثالث الاقرار بذلك والرابع كونه لا يدعو الا الله وحده لا شريك له والخامس الكفر بما يعبد من دون الله فهذه الامور الخمس مصححة لقول لا اله الا الله بمعنى ان لا اله الا الله لا تكون صحيحة من قائلها مقبولة منه نافعة له الا اذا جاء بهذه الامور المصححة لها ومن الشواهد عليها هذا الحديث من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله تعالى وجاء في بعض الاحاديث ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. قيد ذلك بالاخلاص وابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى وعليه ينطبق المعنى الذي مر شرحه وبيانه من حيث ان التحريم للنار نوعان تحريم دخول وتحريم خلود نعم قال رحمه الله تعالى قال الله تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله وقال تعالى فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد. فان تابوا واقاموا الصلاة اتوا الزكاة فخلوا سبيلهم. امر بقتالهم حتى يتوبوا من الشرك ويخلصوا اعمالهم لله تعالى. ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فان ابوا عن ذلك او بعضه قتلوا اجماعا وذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى قد افلح من تزكى فقال قال الحافظ ابو بكر البزار حدثنا عباد ابن احمد وساق بسنده عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قد افلح من تزكى قال من شهد ان لا اله الا الله وخلع الامداد وشهد اني رسول الله الحديث وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله ويؤمن بي وبما جئت به فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله تعالى وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله وهذان الحديثان تفسير الايتين اية الانفال واية براءة وقد اجمع العلماء على ان اية الانفال تقدمت قول الله عز وجل وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله واية براءة فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم يقول هذان الحديث ان تفسير الايتين لان الله يقول وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ويقول فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم يفسر ذلك ما جاء في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله وحديث ابن عمر في الصحيحين امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة فالحديثان مفسران للايتين نعم قال رحمه الله تعالى وقد اجمع وقد اجمع العلماء على ان من قال لا اله الا الله ولم يعتقد معناها ولم يعمل بمقتضاها انه يقاتل حتى يعمل بما دلت عليه من النفي والاثبات. اي انه لا يحرم دمه وماله الا اذا قالها عن علم وعمل بما دلت عليه من وجوب توحيد الله عز وجل واخلاص الدين له نعم قال رحمه الله تعالى قال ابو سليمان الخطابي رحمه الله تعالى في قوله امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله معلوم ان المراد بهذا اهل عبادة الاوثان دون اهل الكتاب. لانهم يقولون لا اله الا الله ثم يقاتلون ولا يرفع عنهم سيف وقال القاضي عياض اختصاص عصمة المال والنفس بمن قال لا اله الا الله تعبير عن الاجابة الى الايمان وان المراد بذلك مشرك العرب واهل الاوثان. فاما غيرهم ممن يقر بالتوحيد فلا يكتفى في عصمته بقول لا اله الا الله اذ كان يقولها في كفره انتهى ملخصا وقال النووي رحمه الله تعالى لابد مع هذا من الايمان بجميع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في الرواية ويؤمن بي وبما به قول النووي رحمه الله تعالى ذكره في شرحه لصحيح مسلم تعليقا على القولين المتقدمين قول ابي سليمان الخطابي وقول القاضي عياض فبعد ان نقل هذين القولين قال رحمه الله قلت لابد مع هذا الى اخر كلامه نعم. قال رحمه الله تعالى وقال شيخ الاسلام لما سئل عن قتال التتار فقال كل طائفة ممتنعة عن التزام شرائع الاسلام الظاهرة من هؤلاء القوم او غيرهم فانه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائع الاسلام وان كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين وملتزمين بعض شرائعه كما قاتل ابو بكر والصحابة رضي الله عنهم مانعي الزكاة. وعلى هذا اتفق الفقهاء بعدهم قال فايما طائفة امتنعت عن بعض الصلوات المفروضات او الصيام او الحج او عن التزام تحريم الدماء او الاموال او الخمر او الميسر او نكاح ذوات المحارم او عن التزام جهاد الكفار او غير ذلك من التزام واجبات الدين ومحرماته التي لا عذر لاحد في جحودها او تركها التي يكفر الواحد بجحودها فان الاصل المنقول عنه التي يكفر الجاحد بجحودها التي يكفر الجاحد بجحودها او نعم التي يكفر الجاحد بوجوبها الاصل المنقول عنه التي يكفر الجاحد بوجوبها نعم والمعنى واحد نعم قال رحمه الله تعالى فان الطائفة الممتنعة تقاتل عليها وان كانت مقرة بها وهذا مما لا اعلم فيه خلافا بين العلماء قال وهؤلاء عند المحققين ليسوا بمنزلة البغاة بل هم خارجون عن الاسلام انتهى قوله وحسابه على الله اي الى الله تبارك وتعالى هو الذي يتولى حسابه فان كان صادقا جازاه بجنات النعيم وان كان منافقا عذبه العذاب الاليم. واما في الدنيا فالحكم على الظاهر. فمن اتى بالتوحيد ولم يأتي بما ينافيه ظاهرا والتزم شرائع الاسلام وجب الكف عنه. قلت وافاد الحديث ان الانسان قد يقول لا اله الا الله لا يكفر بما يعبد من دون الله ولم يأت بما يعصم دمه وماله كما دل على ذلك الايات المحكمات والاحاديث. قوله تابهوا على الله اي من قال لا اله الا الله وجاء بالشرائع شرائع الاسلام الظاهرة من صلاة وزكاة وغير ذلك حرم دمه وماله لان الناس ليس لهم الا الظاهر لكن ان كان باطنه بخلاف ذلك فحسابه على الله سبحانه وتعالى الذي يعلم بواطن النفوس وخفايا القلوب يعلم ما خائنة الاعين وما تخفي الصدور فالناس لهم الظاهر والله سبحانه وتعالى يتولى الباطن والسرائر وقول السارح رحمه الله افاد الحديث ان الانسان قد يقول لا اله الا الله ولا يكفر بما يعبد من دون الله فمن كان كذلك لا يكون من اهل لا اله الا الله لا يكون من اهلي لا اله الا الله لان الحديث قيد اهل لا اله الا الله المنتفعين بها بهذا القيد وهو قوله وكفر بما يعبد من دون الله وقد تقدم عند السارح ان في هذا الحديث معنى قول الله عز وجل في الاية التي تلي اية الكرسي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى اي لا اله الا الله والمعنى انه لا يكون مستمسكا بلا اله الا الله الا اذا كفر بالطاغوت الا اذا كفر بالطاغوت اي كفر بما يعبد من دون الله. فلا يكون مستمسكا بلا اله الا الله التي هي العروة الوثقى الا اذا كفر بالطاغوت فالحديث فيه معنى الاية نعم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الابواب. قلت وذلك ان ما بعدها من الابواب فيه ما يبين التوحيد ويوضح معنى لا اله الا الله وفيه ايضا بيان اشياء بيان اشياء كثيرة من الشرك الاصغر والاكبر وما يوصل الى ذلك من الغلو والبدع مما تركه من مضمون لا اله الا الله هذه الترجمة وما قبلها من تراجم وهي خمس تراجم تعد تقعيدا في تقرير التوحيد وما بعدها من ابواب تعد تفصيلا لبيان التوحيد واول الابواب التي في التفصيل باب من الشرك لبس الحلقة. هذا كله تفصيل والابواب التي سبقت من اول كتاب وهي خمسة ابواب هذه كلها تقعيد تقعيد في تقرير التوحيد وبيان مكانته واهميته وبيان معناه وحقيقته واما الابواب الاتية الى نهاية الكتاب فهذه كلها تفصيل تفصيل للتوحيد سارحة ومبينة ببيان انواع العبادة وايضا ببيان الظد المنافي بالتوحيد القادح فيه سواء ما كان قادحا في اصله وهو الشرك الاكبر او قادحا في كماله الواجب وهو الشرك فالاصفر نعم قال رحمه الله تعالى وفيه ايضا بيان اشياء كثيرة من الشرك الاصغر والاكبر وما يوصل الى ذلك من الغلو والبدع مما تركه من مضمون لا اله الا الله. قوله وفيه ايضا بيان اشياء كثيرة من الشرك الاصغر والاكبر وما يوصل الى ذلك من الغلو والبدع هذا كله لا بد منه في فهم التوحيد ومر معنا ان في الترجمة تفسير التوحيد ان التفسير يكون تارة ببيان المعنى والحقيقة وتارة بذكر الضد وبظدها تتميز الاشياء فالتوحيد تارة يعرف ببيان حقيقته ومعناه وتارة يعرف بذكر الضد ما يضاده وينافيه سواء ما ينافي اصله او ينافي كماله الواجب ما ينافي اصله او ينافي كماله الواجب وهذا لا بد منه في فهم التوحيد لا بد منه في فهم التوحيد ولهذا عقد رحمه الله تعالى تراجم كثيرة جدا في امور من الشرك بعضها من الشرك الاكبر وبعضها من الشرك الاصغر بيانا للتوحيد وتعريفا له ولهذا من نشأوا في مناطق لا يبين فيها التوحيد ولا يقوم على بيانه علماء صادقون ناصحون ينشأ في الناس امور من اعمال الجاهلية المنافية للتوحيد فتجد مثلا في بعض المجتمعات من يقول لا اله الا الله وهو يعمل السحر مثلا او يقول مثلا لا اله الا الله وهو يصنع الحروز والحجب والتعاويذ القائمة على الشرك والضلال والباطل تجد من يقول لا اله الا الله وهو يقصد القبور تذللا للمقبورين وخضوعا لهم وسؤالا لقضاء الحاجات وتفريج الكربات يفعل ذلك كله وهو يقول لا اله الا الله وهو يصلي ويصوم ربما ايضا يطيل الجلوس في المسجد وقراءة القرآن. لكنه نسى على غير فهم التوحيد فهذا الكتاب كتاب عظيم ومبارك جدا وحاجة الامة اليه حاجة ماسة فمصنفه رحمه الله تعالى الفه نصحا للامة وتخليصا للناس من ضلالات الشرك ضلالات الكفر بالله سبحانه وتعالى والامور المنافية لتوحيد الله عز وجل والناس بحاجة ماسة الى هذا الكتاب حتى يعرفوا التوحيد معرفة صحيحة مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ورحمه الله تعالى في كل ابواب الكتاب لم يأتي الا بالادلة قال الله قال رسوله صلوات الله وسلامه عليه ونسأل الله عز وجل ان يجزي هذا الامام خير الجزاء على هذا النصح العظيم والبيان النافع لهذا الامر الذي هو اعظم الامور واجلها على الاطلاق. نعم قال رحمه الله تعالى فمن عرف ذلك وتحققه تبين له معنى لا اله الا الله. وما دلت عليه من الاخلاص ونفي الشرك وبضدها تتبين الاشياء وبضدها تتبين الاشياء اي اذا عرف ما ينافي التوحيد من الشرك الاكبر او ينافي كماله الواجب من الشرك الاصغر آآ تبين له التوحيد لان معرفة التوحيد كما تقدم تكون بمعرفة مدلولة وحقيقته وتكون ايضا بمعرفة ما يضاده ومن لم يعرف ما يضاد التوحيد ويدرك خطورته ما عرف التوحيد من لم يعرف ما يضاد التوحيد ويدرك خطورته ما عرف التوحيد ولهذا يقع كثير من هؤلاء فيما يناقض التوحيد لعدم معرفته بالتوحيد لكونه لم يعرف هذه الامور التي تضاد التوحيد وقد قيل قديما كيف يتقي من لا يدري ما يتقي من لم يعرف الامور التي تظاد التوحيد ولم يدرك خطورتها كيف يتقيها ولهذا جزء مهم للغاية في بيان التوحيد وتعريفه ذكر الامور المظادة له ذكر الامور المظادة له. ولهذا لا يصح ان ان يقول قائل ما الحاجة الى شرح هذه الامور المظادة للتوحيد الا يكفي ان يبين التوحيد نفسه والجواب انه لابد من بيان هذه الامور والتوحيد قائم على نفي واثبات واذا لم يعرف هذا الذي ينفى ويجتنب ويحذر لا يكون وصاحب معرفة او من اهل المعرفة بلا اله الا الله لان لا اله الا الله قائمة على النفي والاثبات نعم قال رحمه الله تعالى فبمعرفة نوع الاصغر من الشرك يعرف ما هو اعظم منه من الشرك الاكبر المنافي للتوحيد. واما الاصغر فانه انما ينافي كماله. فمن اجتنبه فهو الموحد وحق وبمعرفة وسائل الشرك القوادح التوحيد نوعان قوادح في الاصل وقوادح في الواجب والذي يقدح في اصل التوحيد هو الشرك الاكبر واذا وقع فيه الانسان انتقل من الملة وخرج من الدين واما القوادح في كمال التوحيد الواجب فاه الشرك الاصغر وسيأتي عند المصنف رحمه الله ابواب كثيرة جدا في بيان الشرك الاكبر وبيان الشرك الاصفر نعم قال رحمه الله تعالى وبمعرفة وسائل الشرك والنهي عنها لتجتنب تعرف الغايات التي نهي عن الوسائل لاجلها. فان وبمعرفتي قال رحمه الله تعالى وبمعرفة وسائل الشرك والنهي عنها لتجتنب تعرف قل غايات التي نهي عن الوسائل لاجلها فان اجتناب ذلك كله يستلزم التوحيد والاخلاص بل يقتضيه. قوله تعرف الغايات التي نهي عن الوسائل لاجلها لان الغايات والامور المحرمة وسائله محرمة لان كل ما افضى الى الحرام فهو حرام فمن معرفة هذه الغايات معرفة الوسائل المفظية اليها لان اذا لم اذا لم يعرف الوسائل ويكون منها على حذر ربما اوصلته او وقع في شيء منها فاوصلته الى تلك الغايات فيقول بمعرفة وسائل الشرك والنهي عنها لتجتنب تعرف الغايات التي نهي عن وسائل لاجلها تعرف الغايات التي نهي عن الوسائل لاجلها وهذه المعرفة مطلوبة من المسلم. والغرض من هذه المعرفة الاجتناب مثل ما قال آآ حذيفة رضي الله عنه كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني في هذا المعنى يقول القائل تعلم الشر لا للشر ولكن لتوقيه فان من لم يعرف الشر من الناس يقع فيه نعم قال رحمه الله تعالى فان اجتناب ذلك كله يستلزم التوحيد والاخلاص بل يقتضيه وفيها ايضا من ادلة التوحيد اثبات الصفات وتنزيه الرب تعالى عما لا يليق بجلاله وكل ما يعرف بالله من صفات كماله وادلة ربوبيته يدل على انه هو المعبود وحده وان العبادة لا تصلح الا له وهذا هو التوحيد ومعنى شهادة ان لا اله الا الله قوله رحمه الله ما يعرف بالله من صفاته صفات كماله وادلة ربوبيته يدل على انه هو فالمعبود وحده وهذا فيه ان توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات مستلزمان لتوحيد الالوهية وان المعرفة الصحيحة في الله تبارك وتعالى المعرفة بربوبيته وعظمته وجلاله والمعرفة باسمائه وصفاته جل وعلا تستلزم اخلاص الدين له وافراده تبارك وتعالى وحده بالعبادة كلما صحت هذه المعرفة واستقامت من العبد كان له لها اثرها على العبد في تحقيق العبودية لله كما قال الله تبارك وتعالى انما يخشى الله من عباده العلماء فكلما كان العبد بالله عرف كان اقرب للقيام بالعبودية لله عز وجل على الوجه الصحيح المستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه الله خيرا