نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في كتابه فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد قال المصنف رحمه الله تعالى عن ابي واقد الليثي رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين نحن حدفاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم يقال لها ذات انواط. فمررنا بسدر فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها سنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة. قال انكم قوم لتركبن سنن من كان قبلكم. رواه الترمذي وصححه. ابو واقد اسمه الحارث بن عوف وفي الباب عن ابي سعيد وابي هريرة قاله الترمذي. وقد رواه احمد وابو يعلى وابن ابي شيبة والنسائي وابن جرير ابن المنذر وابن ابي حاتم والطبراني بنحوه. قوله عن ابي واقد تقدم ذكر اسمه في قول الترمذي وهو صحابي مات سنة ثمان وستين وله خمس وثمانون سنة. قوله خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين وفي حديث عمرو بن عوف وهو عند ابن ابي حاتم وابن مردويه والطبراني قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ونحن الف ونيف حتى اذا كنا بين حنين والطائف الحديث. قوله ونحن حدثاء عهد كفر اي قريب عهدنا بالكفر. ففيه دليل على ان غيرهم ممن تقدم اسلامه من الصحابة لا يجهل هذا. وان المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يأمن ان يكون في قلبه بقية من تلك العادة. ذكره المصنف رحمه الله. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا. وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هذا الحديث العظيم حديث ابي واقد الليثي رحمه رضي الله تعالى عنه حديث عظيم في هذا الباب باب التبرك او التمسح بالبقاع ونحو ذلك. وما لهذا الامر من خطورة على عقيدة المرء وقد اخبر النبي عليه الصلاة والسلام ان وقوع هذه الامور هي السنن والطرائق التي يبتلى بها كثير من الناس اما بسبب دعاة الضلال او بسبب ما يروجه العامة والجهال من قصص وحكايات يبنون عليها مثل كالاعمال او غير ذلك من الاسباب. وهو امر لا يسلم منه الا من عافاه الله تبارك وتعالى وسلم والا فان النفوس تفتن بمثل هذه الاشياء. وتتعلق بمثل هذه الاوهام والخرافات التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان. وكلما كان المرء بعيدا عن العلم المستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كانت هذه الامور اليه اقرب. ودخولها عليه اسرع من غيره ومن عافاه الله وبصره بالكتاب والسنة سلم وعوفي باذن الله تبارك وتعالى. قوله ونحن حدثاء عهد كفر هذا فيه فائدة ان من كان على ظلالة او خرافة مدة طويلة من عمره ثم حصلت له الهداية فلا يأمن ان تدخل عليه بقايا مما كان عليه لا يتنبه لفسادها وبطلانها. وهذا يستفاد منه فائدة عظيمة الا وهي ان من من الله عليه بالهداية بعد طول مدة من الزمان في الضلالة ان عليه ان يتقوى في هذه الهداية ليخرج من تلك الظلالة بتفاصيلها. ولان لا يبقى فيه عوالق. وهذا لا الا بمزيد العلم. والتبصر بدين الله تبارك وتعالى قوله في احدى الروايات ونحن الف ونيف ونحن الف ونية. يقصد بهذا العدد من كانوا بهذه الصفة حدث عهد اما الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حنين ممن اسلموا قبل الفتح كان عدتهم عشرة الاف. ومسلمة الفتح الذين مع النبي عليه الصلاة والسلام في حنين كان عدتهم الفين. فمراده بقول قوله ونحن الف ونيث اي من كانوا من مسلمة الفتح. نعم قال رحمه الله تعالى قوله وللمشركين سدرة يعكفون عندها العكوف هو العكوف هو الاقامة على الشيء في المكان ومنه قول الخليل عليه السلام ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون؟ وكان عكوف المشركين عند تلك السدرة تبركا بها وتعظيما لها. وفي حديث عمرو كان يناط بها السلاح فسميت ذات ذات انواط. وكانت من دون الله قوله وينوطون بها اسلحتهم اي يعلقونها عليها للبركة. قلت ففي؟ قوله وللمشركين سدرة يعكفون عندها. هذا فيه التنبيه على انواع الضلالات التي كانت عند المشركين. فذكر اولا العكوف يعكفون عندها. والمراد بالعكوف المكث. والاقامة في المكان فكانوا يعكفون عند تلك السدرة ان يأتي ويقف طويلا خاشعا ملتمسا بوقوفه ذلك نزول بركة عليه. نزول بركة عليه فكانوا يعكفون عندها. والامر الاخر ينوطون بها اسلحتهم. اي يعلقونها يعلقون اسلحتهم اي للتبرك. هم باشخاصهم يعكفون قياما ويطيلون مدة الوقوف متبركين بذلك. والاسلحة تعلق. تعلق تلك السدرة طلبا للبركة والتماسا لها. يعكفون عندها وينوطون بها والنبي عليه الصلاة والسلام لما قال الصحابة من مسلمة الفتح اجعل لنا ذات انواط اي شجرة نتبرك بها مثل مثل ما يصنع هؤلاء يعلقون عليها الاسلحة ويعكفون عندها. فاشتد انكار النبي عليه الصلاة والسلام لذلك فاذا كان لمجرد القول قول هؤلاء لذلك اشتد انكار النبي عليه الصلاة والسلام فكيف بالمشابهة الصريحة المشركين وفعل ما هو عين الشرك. نعم. قال رحمه الله تعالى قوله وينوطون اسلحتهم ان يعلقونها عليها للبركة. قلت ففي هذا بيان ان عبادتهم لها بالتعظيم والعكوف والتبرك. وبهذه الامور في الثلاثة عبدت الاشجار ونحوها. قوله هذه الامور الثلاثة بها عبدت الاشجار والبقاع والاضرحة والقباب وغيرها اول ما يبدأ بالتعظيم. اول ما يبدأ بالتعظيم فيعظم ذلك المكان ويزاد في التعظيم له حتى يعطى من الخصائص ما ليس الا لله تبارك وتعالى ثم ينتقل الى العكوف عند هذا المكان المعظم المكوث الطويل والبقاء في المكان طلبا للبركة عند هذا المكان المعظم ثم كذلك جاء التبرك به تمسحا او تعليق المتاع والاشياء عليه على وجه التبرك نعم قال رحمه الله تعالى قوله فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط. قال ابو السعادات سألوه ان يجعل لهم مثل فنهاهم عن ذلك وانواط جمع نوط وهو مصدر سمي به المنوط. ظنوا ان هذا امر محبوب عند الله التقرب به والا فهم اجل قدرا من ان يقصدوا مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم. قوله فقال ذات انواط يراد بذلك ان يناط عليها ذات انواط اي يناط عليها. قوله ذات انواط يراد به يناط عليها ان يعلق يعلق عليها من اجل التبرك بذلك. نعم. قال رحمه الله تعالى قوله فقال طول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر قوله مصدر وهو مصدر سمي به المنوط. وهذا له كثيرا مثل كتاب بمعنى مكتوب هنا انواط المراد منوط اي يعلق عليه نعم. قال رحمه الله تعالى قوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر. وفي رواية سبحان الله والمراد تعظيم الله تعالى وتنزيهه عن هذا الشرك باي نوع كان مما لا يجوز ان يطلب ويقصد به غير الله تعالى وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل التكبير والتسبيح في حال التعجب تعظيما لله وتنزيها له. اذا سمع من ما لا يليق بالله مما فيه هضم للربوبية والالهية. قوله انها السنن بضم السين اي الطرق. قوله قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا اله شبه مقالتهم هذه بمقالة بني اسرائيل بجامع ان كلا طلب ان يجعل له ما ما يألهه ويعبده من دون الله. وان اختلف اللفظان فالمعنى واحد فتغيير الاسم لا يغير الحقيقة. ففيه الخوف من الشرك. وان الانسان قد يستحسن شيئا ان هؤلاء قالوا اجعل لنا ذات انواط ما قالوا اجعل لنا الها لكن العبرة بالحقيقة لا بالالفاظ لان اجعل لنا ذات انواطا اجعل لنا ذات انواط هي مثل اجعل لنا الها لان المقصود بهذه الانواط الاعتقاد فيها والتبرك وطلب البركة من جهتها والعكوف عندها ونحو ذلك. نعم ففيه الخوف من الشرك وان الانسان قد يستحسن شيئا يظنه يقربه الى الله وهو ابعد ما يبعده من رحمته ويقربه من سخطه ولا يعرف هذا على الحقيقة الا من عرف ما وقع في هذه الازمان من كثير من العلماء والعباد مع ارباب القبور من الغلو فيها وصرف جل العبادة لها ويحسبون انهم على شيء وهو الذنب الذي لا يغفره الله. والفتنة في القبور اشد من الفتنة بالشجر. الفتنة بالقبور اشد من الفتنة بشجر او حجر او ونحو ذلك لما قال لما قام في القلوب من محبة عظيمة للصالحين. فالفتنة في القبور كانها اخطر من الفتنة بشجرة او حجر او نحو ذلك. وقوله فيه الخوف من الشرك. هذا واضح لان اذا كان هؤلاء الى جوار النبي عليه الصلاة والسلام ويطلبون هذا الطلب فكيف بمن هو دونهم؟ كيف بمن هو دونهم في العلم والبعد عن زمن الرسالة لهو الوحي. نعم. قال رحمه الله تعالى قال الحافظ ابو محمد عبدالرحمن بن اسماعيل الشافعي المعروف بابي شامة في كتاب والحوادث ومن هذا القسم ايضا من قد عم الابتلاء به من تزيين الشيطان للعامة تخليق الحيطان والعمود. وسرج مخصوصة في كل بلد يحكي لهم حاك انه رأى في منامه بها احدا ممن شهر بالصلاح والولاية فيفعلون ذلك يحافظون عليه مع تضييعهم فرائض فرائض الله تعالى وسننه. ويظنون انهم متقربون بذلك ثم يتجاوزون هذا الى ان الى ان يعظم وقع تلك الاماكن في قلوبهم فيعظمونها ويرجون الشفاء لمرضاهم وقضاء وقضاء حوائجهم بالنذر لها وهي من بين عيون وشجر وحائط وحجر. هذا بيان من ابي سامة رحمه الله بيان من ابي اسامة رحمه الله تعالى لكيفية دخول هذا الضلال على هؤلاء. وان الشيطان يتدرج بالناس خطوة خطوة في هذا الباب الى ان يوقعه في الشرك الصراح. واول ما يبدأ به فيما يتعلق بالبقاع بتعظيم البقعة ومن وراء تعظيم البقعة حكاية تنسج. او من ام يدعى. او من ام ايضا ليس مدعى انما هو حقيقة لكن من وراء ذلك المنام شيطان. ثم يذكر المنام او تنسج اية فيقع عند العامة والجهال تعظيم للبقعة. فاذا وقع التعظيم للبقعة جاء ما وراءها من عكوف وتبرك عبادة لذلك لتلك البقعة او لذلك المكان نعم. قال رحمه الله تعالى وفي مدينة دمشق من ذلك مواضع متعددة كعوينة الحمى خارج باب توما والعمود المخلق داخل باب والشجرة الملعونة خارج باب النصر في نفس قارعة الطريق سهل الله قطعها واشتفافها من اصلها فما بذات انواط الواردة في الحديث انتهى. آآ هذا النقل عن ابي اسامة نقله ابن القيم رحمه الله في اغاثة اللهفان وعقبه بقوله وقد كان بدمشق كثير من هذه الانصاب. فقد يسر الله كسرها على يد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وذكر من هذه الاشياء العمود المخلق نعم. وذكر ابن القيم رحمه الله تعالى نحو ما ذكره ابو شامة. ثم قال فما اسرع اهل الشرك الى اتخاذ الاوثان من دون الله ولو كانت ما كانت. ويقولون ان هذا الحجر وهذه الشجرة وهذه العين تقبل النذر اي اقبلوا العبادة من دون الله. فان النذر عبادة وقربة يتقرب يتقرب بها الناذر الى المنذور له. وسيأتي ما ما يتعلق بهذا الباب عند قوله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. وفي هذه الجملة من الفوائد ان ما يفعله من نعتقد في الاشجار والقبور والاحجار من التبرك بها والعكوف عندها والذبح لها هو الشرك. ولا يغتر ولا يغتر بالعوام والطغام ولا يستبعد كون الشرك بالله تعالى يقع في هذه الامة. فاذا كان بعض الصحابة ظنوا ذلك حسنا من النبي صلى الله عليه وسلم حتى بين لهم ان ذلك كقول بني اسرائيل اجعل لنا اله فكيف لا يخفى على من هو دونهم في علم والفضل باضعاف مضاعفة. وهذا فيه ما تقدم الخوف من الشرك. نعم. مع غلبة الجهل وبعد العهد باثار النبوة بل خفي عليهم عظائم الشرك في الالهية والربوبية. فاكثروا فعله واتخذوه قربه ومنها ان الاعتبار في الاحكام بالمعاني لا بالاسماء. ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم طلبتهم كطلبة بني اسرائيل. ولم التفت الى كونهم سموها ذات انواط. فالمشرف مشرك. وان سمى شركه ما سماه. كمن يسمي دعاء الاموات والذبح لهم ونحو ذلك تعظيما ومحبة فان ذلك هو الشرك وان سماه ما سماه وقس على ذلك قس على ذلك لبقية الاشياء مثل من يسمي الربا فوائد او ارباح او فمن يسمي الخمر مشروبا روحيا او الرشوة اكرامية او غير ذلك فان الاسماء لا تغير الحقائق والمسميات الاسماء لا تغير الحقائق والمسميات. فان سمي الشرك باسم اخر كان يسمى او يسمى قربة او يسمى شفاعة يبقى هو الشرك الذي حرمه الله وهو اعظم الذنوب اكبرها وتغيير الاسماء لا يغير الحقائق والمسميات نعم. قال الله تعالى قوله لا لا قوله لتركبن سنن من كان قبلكم بضم الموحدة وضم السين اي طراقا اي طرق وهم ومناهجهم وقد يجوز فتح السين على الافراد اي طريقهم وهذا خبر صحيح. والواقع من كثير من هذه الامة يشهد له قوله هذا خبر صحيح. والواقع من كثير من كثير من هذه الامة يشهد له لان النبي عليه الصلاة والسلام اخبر عن امر المستقبل وهو خبر صحيح. والواقع يشهد له الواقع اي واقع الناس لان هذا الذي ذكر انه سيحصل حصل. طبقا لما ذكر صلوات الله وسلامه عليه. قوله لتركبن سنن او سنن من كان قبلكم هذا خرج مخرج الاخبار وهو يتضمن الذم لذلك. خرج مخرج الاخبار وهو يتضمن الذم لذلك. هو يخبر عن عن امر مستقبل وانه سيقع وهو في الوقت نفسه يذم ذلك. مثل قوله لتتبعن سنن من كان قبلكم اخبار متظمن للذم ليس اخبارا مجردا وانما متظمن للذم والتحذير والانذار من ذلك من هذا القبيل ما اخبر به عليه الصلاة والسلام في احاديث كثيرة عن امور محرمة لا تقوم الساعة الا بعد وقوعها. مثل كثرة الزنا واشياء من هذا القبيل هذا اخبار عن امر لا تقوم الساعة حتى يقع وفي الوقت نفسه هو ذم لذلك وتحذير منه دم لذلك وتحذير منه نعم. قال رحمه الله تعالى وفيه علم من اعلام النبوة من حيث انه وقع كما اخبر. وفي الحديث النهي عن التشبه باهل الجاهلية واهل الكتاب فيما كانوا يفعلونه. الا ما دل الدليل على انه من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كل ما كان من اعمال الجاهلية المختصة بهم فانه يحرم التشبه بهم فيها. ومن تشبه بقوم فهو منهم. ومن بقوم فهو منهم نعم. قال المصنف رحمه الله تعالى وفيه التنبيه على مسائل القبر. اما من ربك فواضح واما من نبيك فمن اخباره بانباء الغيب واما ما دينك فمن قولهم اجعل لنا اله الى اخره قول المصنف اي شيخ الاسلام رحمه الله في المسائل المسائل على هذا الباب قال فيه التنبيه على مسائل القبر مسائل القبر الثلاثة هذا الحديث يقول فيه التنبيه على مسائل القبر الثلاثة المسألة الاولى من ربك قالوا هذا واظح واظح في الحديث دلالته على هذه المسألة. وان الرب هو المعبود الذي يجب ان يفرد بالذل والخضوع قال قلتم والذي نفسي كما قال قوم موسى لموسى اجعل لنا الها كما لهم اله فهذا واظح. دلالته على الرب. قال واما من نبيك؟ فمن اخباره بانباء الغيب؟ هذا فيه دلالة على نبوته. لتركبن سنن من كان قبلكم. هذا من علامات النبوة ففيه ما يتعلق بهذه المسألة. قال واما ما ما دينك؟ فمن قولهم اجعل لنا الها كما لهم الهة انكر عليهم انكر عليهم ذلك بمنافاة ذلك لدين الاسلام. فيؤخذ فيؤخذ منه اصل الثالث وهو ما دينك؟ ما دينك؟ قال الاسلام الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد وهذا يؤخذ من قوله اجعل لنا الها لان من اتخذ الها لم يكن منه اسلام واستسلام لله تبارك وتعالى بالتوحيد فيؤخذ من منافاة ذلك للاسلام نعم. قال رحمه الله تعالى وفيه ان الشرك لابد ان يقع في هذه الامة خلافا لمن ادعى خلاف ذلك. وفيه الغضب عند التعليم وان ما ما الله به اليهود والنصارى فانه لنا لنحذره. ان الشرك لا بد ان يقع. لان النبي عليه الصلاة والسلام قال في هذا المقام لتركن تبن سنن هذا اخبار عن امر سيقع في المستقبل. ففيه دليل على ان الشرك سيقع اتى حديث اسرح من ذلك مثل قوله لا تقوم الساعة حتى يعبد فئام من امتي الاوثان. مثل قوله لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء دوس على ذي الخلصة ونحو ذلك من الاحاديث نعم. قال رحمه الله تعالى قاله المصنف رحمه الله. واما ما ادعاه بعض من انه يجوز التبرك باثار الصالحين فممنوع من وجوه. منها ان السابقين الاولين من الصحابة ومن بعدهم لم يكونوا يفعلون ذلك مع غير النبي صلى الله عليه وسلم لا في حياته ولا بعد موته ولو كان خيرا لسبقونا اليه. التبرك فضل النبي عليه الصلاة والسلام وما لامسه وما انفصل من من بدنه عليه الصلاة والسلام او ملابسه او شعره او نحو ذلك هذا امر خاص به امر خاص به صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. والصحابة لم يفعلوا شيئا من ذلك مع غير النبي الكريم عليه الصلاة والسلام نعم. قال رحمه الله تعالى وافضل الصحابة ابو بكر وعمر عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم قد شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم في من شهد له بالجنة وما فعله احد من الصحابة والتابعين مع احد من هؤلاء السادة ولا فعله التابعون مع ساداتهم في العلم والدين وهم الاسوة. لا يعرف ان احدا اما ان الصحابة كان يتبرك مثلا بفضل وضوء ابي بكر او ببصاقه او بشعره مما كان يفعله الصحابة مع النبي عليه الصلاة والسلام. وابو بكر هو خير امة. محمد عليه الصلاة والسلام وهو افضل الاولياء في هذه الامة وفي جميع الامم وهو افضل بعد النبيين رضي الله عنه وارضاه وما كانوا يفعلون معه شيء من ذلك. مما يدل مما يدل على ان ذلك انما هو خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام نعم. قال رحمه الله تعالى فلا يجوز ان يقاس على رسول الله صلى الله عليه وسلم احد من الامة وللنبي صلى الله عليه وسلم في حال الحياة خصائص كثيرة لا يصلح ان فيها غيره منها ما كان في حال الحياة يفعله اصحابه كالتبرك بشعره ووضوئه. ومنها ان في المنع ان في المنع عن ذلك سدا لذريعة الشرك كما لا يخفى والله اعلم. ونسأل الله ان ينفعنا بما آآ علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة انا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره على وسره. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات. والمؤمنين والمؤمنات الاحياء من انهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغ به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا