الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في الذبح لغير الله اي من الوعيد وانه شرك بالله. قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي احياء ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. الاية قال ابن كثير يأمره تعالى ان يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغير اسمه بانه اخلص لله صلاته وذبيحته. لان المشركين يعبدون الاصنام ويذبحون لها فامره الله تعالى بمخالفتهم والانحراف عما هم فيه والاقبال بالقصد والنية والعزم على الاخلاص لله تعالى قال مجاهد النسك الذبح في الحج والعمرة. وقال الثوري عن السدي عن سعيد ابن جبير ونسك ذبح وكذا قال الظحاك. وقال غيره ومحياي ومماتي اي وما اتيه في اياتي واموت عليه من الايمان والعمل الصالح. لله رب العالمين خالصا لوجهه. لا شريك له وبذلك الاخلاص امرت وانا اول المسلمين اي من هذه الامة لان اسلام كل نبي متقدم متقدم اسلام امته قال قتادة وانا اول المسلمين اي من هذه الامة. قال ابن كثير وهو كما قال فان جميع الانبياء قبله كانت دعوتهم الى الاسلام. وهو عبادة الله وحده لا شريك له. كما قال تعالى وما ارسلنا امن قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وذكر ايات في هذا المعنى. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان الذبح عبادة عظيمة بل هو من اعظم العبادات المالية وجاء في كتاب الله عز وجل قرينا للصلاة في موضعين. ذكرهما المصنف رحمه الله تعالى والصلاة اعظم العبادات البدنية وقرن بها في هذين الموضعين اعظم العبادات المالية وهو الذبح والذبح قربة عظيمة وطاعة جليلة الشأن فيها كالشأن في سائر العبادات يجب ان تخلص لله سبحانه وتعالى والا يصرف شيء منها لغيره ولهذا جاء الامر في كتاب الله عز وجل باخلاص الذبح لله عز وجل كما هو الشأن في الصلاة وغيرها من الطاعات وجاء في الحديث لعن النبي صلى الله عليه وسلم لمن ذبح لغير الله لان الذبح لغير الله تبارك وتعالى شرك بالله العظيم كيف تصرف هذه العبادة وتذبح تلك النسيك لغير الله تبارك وتعالى وهو الذي خلقها وخلق الناسك فكيف يصرف تقربه بها الى غير من خلقها وخلقه سبحانه وتعالى والشرك الذي يكون في الذبح يكون من جهتين من جهة الاستعانة ومن جهة العبادة اما من جهة الاستعانة بان يذبحها مستعينا بذبحها بغير الله ذاكرا عليها اسم غير الله تبارك وتعالى فهذا شرك في الاستعانة ومن يذبح ذبيحته قائلا بسم الله هذه استعانة بالله هذه استعانة بالله بسم الله اي اذبح مستعينا بالله متبركا بذكر اسمه تبارك وتعالى والبافي بسم الله باء الاستعانة فمن ذبح ذبيحة ذاكرا عليها غير اسم الله تبارك وتعالى فانه يكون قد اشرك في الاستعانة والنوع الثاني الشرك في الذبح في العبادة بان يذبحها متقربا بها الى غير الله تبارك وتعالى ان يذبحها متقربا بها الى غير الله سبحانه وتعالى كان يذبحها لصنم او لظريح او للشجرة او لغير ذلك فهذا من الشرك في العبادة نعم قال رحمه الله تعالى وجه مطابقة الاية للترجمة ان الله تعالى تعبد عباده بان يتقربوا اليه بالنسك كما تعبدهم بالصلاة وغيرها من انواع العبادة. فان الله تعالى امرهم ان يخلصوا جميع انواع العبادة له دون كل ما سواه فإذا تقرب الى غير الله بالذبح او غيره من انواع العبادة فقد جعل لله شريكا في عبادته. هذا وجه مطابقة الاية للترجمة قل ان صلاتي ونسكي. النسك هو الذبح والشأن فيه كالشأن في الصلاة التي قرن بها كما ان الصلاة لا تصرف الا لله فالذبح مثلها كل منهما عبادة لا يجوز صرفها الا لله سبحانه وتعالى. نعم وهو ظاهر في قوله لا شريك له نفى ان يكون لله تعالى شريك في هذه العبادات وهو بحمد الله واضح. قال رحمه الله تعالى وقوله فصل لربك وانحر. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى امره الله ان يجمع بين هاتين العبادتين وهما الصلاة والنسك الدالتان على القرب والتواضع والافتقار وحسن الظن وقوة اليقين وطمأنينة القلب الى الله تعالى والى عدته عكس حال اهل الكبر والنفرة واهل الغنى عن الله الذين لا حاجة لهم في صلاتهم الى ربهم والذين لا ينحرون له خوفا من الفقر ولهذا جمع بينهما في قوله قل ان صلاتي ونسكي الاية والنسك الذبيحة لله تعالى ابتغاء وجهه فانهما اجل ما يتقرب به الى الله تعالى فانه اتى فيهما بالفاء الدالة على السبب لان فعل ذلك سبب للقيام بشكر ما اعطاه الله تعالى من الكوثر واجل العبادات البدنية الصلاة واجل العبادات البدنية الصلاة واجل العبادات المالية النحر وما يجتمع للعبد في الصلاة لا يجتمع له في غيرها كما عرفه ارباب القلوب الحية وما يجتمع له في النحر اذا قارنه الايمان والاخلاص من قوة اليقين وحسن الظن امر عجيب وكان صلى الله عليه وسلم كثير الصلاة كثير النحر انتهى قلت وقد تضمنت الصلاة من انواع العبادة كثيرا كثيرا فمن ذلك الدعاء والتكبير والتسبيح والقراءة والتسميع والثناء والقيام والركوع والسجود والاعتدال واقامة الوجه لله تعالى والاقبال عليه بالقلب وغير ذلك مما هو مشروع في الصلاة وكل هذه الامور من انواع العبادة التي لا يجوز ان يصرف منها شيء لغير الله وكذلك النسك يتضمن امورا من العبادة كما تقدم في كلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى نعم قال المصنف رحمه الله تعالى عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع كلمات لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من لعن والديه لعن الله من آوى محدثها لعن الله من غير منار الأرض رواه مسلم من طرق وفيه قصة. ورواه الامام احمد كذلك عن ابي الطفيل قال قلنا لعلي اخبرنا بشيء اسره اليك رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فقال ما اسر الي شيئا كتمه الناس؟ ولكن سمعته يقول لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من آوى محدثا ولعن الله من لعن والديه ولعن الله من من غير تخوم الارض يعني المنار وعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه هو الامام امير المؤمنين ابو الحسن الهاشمي ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم هو زوج ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها وكان من اسبق السابقين الاولين ومن اهل بدر وبيعة الرضوان واحد العشرة المشهود لهم بالجنة ورابع الخلفاء الراشدين ومناقبه مشهورة رضي الله عنه قتله ابن ملجم الخارجي في رمضان سنة اربعين قوله لعن الله يتهم ائمة الدعوة من قبل الخصوم بانهم يناصبون ال البيت العداء وهذا اتهام جائر وبهتان عظيم لان من يقرأ كتب ائمة الدعوة رحمهم الله تعالى يجد فيها من الولاء والمحبة والنصح والوفاء لال البيت ما لا يجده عند غيرهم وقد نشأ شيخ الاسلام الامام المجدد رحمه الله تعالى ابناءه تنشئة عظيمة على محبة ال البيت يعرف ذلك من قرأ سيرته العطرة رحمه الله تعالى وكان من شدة حبه لال بيت النبي صلى الله عليه وسلم ان سمى عامة اولاده باسمائهم سمى اولاده علي والحسن والحسين وفاطمة وعبدالله وابراهيم هؤلاء كلهم من ال البيت وعبدالعزيز جميع ابناءه عدا عبد العزيز كلهم سماهم باسماء ال البيت وفي كتبهم تجد الثناء العاطر كما في هذا الموضع على ال فالبيت بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فضائلهم ومناقبهم لكن من كانت طريقته مع ال بيت النبي عليه الصلاة والسلام الغلو من كانت طريقته الغلو في ال البيت فانه يعد من ينكر الغلو في ال البيت مبغضا لال البيت هذا هو سر المسألة من يغلو في ال البيت يعد من ينكر هذا الغلو في ال البيت جفاء في حقهم واهل السنة في ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم وسط بين الغلاة والجفاة نهجهم مع ال البيت وسط بين الغلاة هو الجفاة والغلو اهلك اهله اهلاكا عظيما ولما ادعى اقوام حب ال البيت وكان هذا الحب مجرد دعوة ليست قائمة على نهج صحيح واصول قويمة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم تحول هذا الحب المدعى الى دروب من الضلالة وانواع من فالباطل والشرك والتعلقات التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان وانظر في هذا الموضع لتنكشف لك حال هؤلاء القوم الى هذه العجيبة فان القوم يدعون ان عليا خص بسر ومن ذلكم الوصية بان يكون خليفة هكذا يدعون للنبي صلى الله عليه وسلم والذي خص به ذكره رحمه الله تعالى لما سئل قيل له اخبرنا بشيء اسره اليك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما اسر الينا شيئا كتمه الناس ما اسر الينا شيئا كتمه الناس ولكن سمعته يقول لعن الله من ذبح لغير الله واذا نظرت في واقع هؤلاء القوم الذين يدعون حبه وحب ال البيت تجدون من اعظم الناس مفارقة هدي النبي صلى الله عليه وسلم ودينه القويم. وقد قال عليه الصلاة والسلام لعن الله من ذبح لغير الله وهم يتقربون النسك لغير الله لال البيت لغيرهم من الائمة المزعومين فكانوا بذلك من اعظم الناس مفارقة لدين الله تبارك وتعالى وصراطه اه المستقيم وقد برأ الله سبحانه وتعالى آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام من هذه آآ النحلة العوجاء والضلالة التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان ولم يستقم لاحد من الناس حب صادق لال بيت النبي صلى الله عليه وسلم الا ما كان من اهل السنة والجماعة اهل التوسط والاعتدال اهل البعد عن الغلو والجفاء نعم قال رحمه الله تعالى وكان من اسبق السابقين الاولين ومن اهل بدر وبيعة الرضوان واحد العشرة المبشرين لهم المشهود لهم الجنة ورابع الخلفاء الراشدين ومناقبه مشهورة رضي الله عنه قتله ابن ملجم الخارجي في رمضان سنة اربعين قوله لعن الله ابن ملجم الخارجي قتل علي رضي الله عنه بعد ان تمال مع ثلاثة نفر واجتمعوا عند الكعبة في رمظان هؤلاء الثلاثة اجتمعوا عند الكعبة في رمظان واخذوا يتدارسون تخليص الارظ من شر من فيها وعدوا شر من في الارض عند الكعبة ثلاثة علي بن ابي طالب ومعاوية وعمرو بن العاص واتفقوا على ان يتولى كل واحد منهم واحدا من هؤلاء الثلاثة وقتل ابن ملجم هذا الخارجي علي رضي الله عنه وهو خارج لصلاة الفجر ضربه بالسيف الذي سمه شهرا كاملا على هامته فمات من ذلك رضي الله عنه وارظاه وهو خارج لصلاة الفجر وابن ملجم من الخوارج والخوارج هم من ناصبوا ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم العداء يقابل هؤلاء على خط النقيض الاخر الروافض الذين غلوا في ال البيت واهل السنة في ال البيت وسط بين الروافض والنواصب يحبون ال البيت حبا عظيما لا غلو فيه ولا جفاء ولا افراط فيه ولا تفريط نعم قال رحمه الله تعالى قوله لعن الله اللعنة البعد عن مضامن الرحمة ومواطنها قيل واللعين والملعون من حقت عليه اللعنة او دعي عليه بها قال ابو السعدات اصل اللعن الطرد والابعاد من الله ومن الخلق السب دعاء الطرد والابعاد من الله. ومن الخلق السب والدعاء. نعم قال شيخ الاسلام رحمه الله ما معناه؟ ان الله تعالى يلعن من استحق اللعنة بالقول كما يصلي سبحانه على من استحق الصلاة من عباده قال تعالى هو الذي يصلي عليكم وملائكته الى قوله تحيتهم يوم يلقونه سلام. وقال ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا. وقال ملعونين. والقرآن كلامه تعالى اوحاه الى جبريل عليه السلام وبلغه رسوله وبلغه رسوله وبلغه رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وجبريل سمعه منه وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين. قال القرآن كلام الله اوحاه الى جبريل اي جبريل سمعه من الله سبحانه وتعالى وبلغه رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم. احسن الله اليك. نعم. وجبريل سمع منه كما سيأتي في الصلاة ان شاء الله تعالى. نعم. فالصلاة ثناء الله تعالى كما تقدم. فالله تعالى هو المصلي وهو المثيب كما دل على ذلك الكتاب والسنة وعليه سلف الامة. قال الامام احمد رحمه الله تعالى لم يزل الله متكلما اذا شاء قوله من ذبح لغير الله قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في قوله تعالى وما اهل به لغير الله ظاهره انه ما ذبح لغير مثل ان يقال هذا ذبيحة لكذا واذا كان هذا هو المقصود فسواء لفظ به او لم يلفظ وتحريمها هذا في باب التقرب. نعم الذي هو شرك في العبادة يقول هذه الذبيحة لكذا اي للقبر الفلاني او للولي الفلاني او الموضع الفلاني او نحو ذلك سواء تلفظ بهذا او لم يتلفظ اقتصر على النية التي قامت في قلبه بان يتقرب بتلك الذبيحة لغير الله تبارك وتعالى من نصب او شجر او ضريح او غير ذلك وهذا من الشرك الاكبر الناقل من نعم قال رحمه الله تعالى وتحريم هذا اظهر من تحريم ما ذبحه للحم. وقال فيه باسم المسيح او نحوه. وتحريم هذا اظهر من تحريم ما ذبحه للحم وقال فيه باسم المسيح هنا الشرك في الاستعانة اذا قال باسم المسيح او باسم كذا من المخلوقات فهذا شرك في الاستعانة. نعم كما ان ما ذبحناه متقربين الى الله كان ازكى واعظم مما ذبحناه للحم وقلنا عليه بسم الله فاذا حرم ما قيل فيه باسم المسيح او الزهرة فلن يحرم ما قيل فيه لاجل المسيح او الزهرة او قصد به ذلك او لا؟ فاذا حرم ما قيل فيه باسم المسيح. او الزهرة هذا الشرك في فلأن يحرم ما قيل فيه لاجل المسيح او الزهرة هذا شرك القصد او شرك العبادة نعم فان العبادة لغير الله اعظم كفرا من الاستعانة بغير الله تعالى. فان العبادة لغير الله اعظم كفرا من الاستعانة بغير الله كل منهما شرك كل منهما كفر الاول شرك في العبادة هو الاخر شرك في الاستعانة والله يقول في سورة الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين ويقول فاعبده وتوكل عليه نعم قال رحمه الله تعالى وعلى هذا فلو ذبح لغير الله تعالى متقربا اليه لحرم وان قال فيه بسم الله كما قد يفعله طائفة من منافقي هذه الامة الذين قد يتقربون الى الكواكب بالذبح والبخور ونحو ذلك. وهذا يقع الان من اهل الدجل من اهل الكهانة والسحرة نحو هؤلاء اذا جاهم المريض او من به شدة وجهوه الى مثل هذه الذبائح وجهوا الى مثل هذه الذبائح ولو ان يذبح عصفورا او دجاجة ومقصود بذلك عمل القلب لا نوع الذبيحة مقصودهم بذلك عمل القلب وسيات حديث دخل رجل الجنة في ذباب المقصود هؤلاء عمل القلب بان يتقرب بذلك لغير الله سبحانه وتعالى نعم قال وان كان هؤلاء مرتدين لا تباح ذبيحتهم بحال لكن يجتمع في الذبيحة مانعان الاول انه مما اهل به لغير والثاني انها ذبيحة مرتد قلت هذا لا اختلاف فيه بين العلماء. واما اذا ذبح للحم وذكر على الذبيحة اسم المسيح او الزهرة ونحو ذلك. فهذا الذي فيه خلاف وكلام شيخ الاسلام هذا يدل على انه يقول بتحريمه ووافقه على ذلك بعض العلماء وذكر القرطبي في تفسيره في في تفسير قوله تعالى ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ثم استثنى قوله وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم يعني ذبيحة اليهودي والنصراني وان كان النصراني يقول عند الذبح باسم المسيح واليهودي يقول باسم عزير وذكر قول عطاءه كل من كل كل كل كل فعل امر من لكن كل من ذبيحة كل من ذبيحة نصراني وان قال باسم المسيح لان الله تعالى قد اباح ذبائحهم وقد علم ما يقولون وذكر مثله عن القاسم ابن مخيمرة وهو قول الزهري وربيعة والشعبي ومكحول. وروي عن عبادة ابن الصامت وابي الدرداء من الصحابة. انتهى ملخصا. ثم قال ومن هذا الباب ما يفعله الجاهلون بمكة من الذبح للجن. ولهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن ذبائح الجن. انتهى قال الزمخشري كانوا اذا اشتروا دارا او بنوها او استخرجوا عينا ذبحوا ذبيحة خوفا ان تصيبهم الجن. فاظيفت اليهم الذبائح لذلك يفعل ذلك يفعل ذلك حتى هذا الزمان يذبحونها عند اساس البيت او على عتبة الباب ويقصدون بها الوقاية من العين وربما اخذوا من دمها وفرقوه في مواضع من اساس البيت او نحو ذلك فهذا كله من الظلال وبعضهم يذبحها غير ذاكر اسم الله تبارك وتعالى عليها امر بذلك وبعضهم يسمي غير الله وبعضهم يقصد بذلك التقرب الى الجن للسلامة منهم نعم وذكر ابراهيم المروذي ان ما ذبح عند استقبال السلطان تقربا اليه افتى اهل بخارى بتحريمه لانه مما اهل به لغير الله قال رحمه الله تعالى قوله لعن الله من لعن والديه يعني اباه وامه وان عليا. وفي الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من الكبائر شتم الرجل والديه. قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ قال نعم يسب ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه فيسب امه. هذا النوع من اللعن يسمى اللعن بالتسبب يسمى اللعن بالتسبب اي ان ان يكون متسببا في لعن والديه فمن كان متسببا في لعن والديه نال هذا الوعيد استحق هذا اللعن فكيف بمن يلعن والديه ابتداء وليس تسببا اذا كان من تسبب في لعن والديه بان يسب ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه فتسبب في لعن والديه واستحق بذلك هذا الوعيد فكيف بمن يسب والديه ابتداء فكيف بمن يسب والديه ابتداء نعم قال رحمه الله تعالى قوله لعن الله من اوى محدثا اوى هو بفتح الهمزة من عجائب هذا الزمان انه وقع عند بعض الاباء انه وقع عند بعض الاباء انفسهم لعنهم لانفسهم يغضب من ابنه فيشتم والد ابنه او يشتم من انجب ابنه وهذا واقع يلعن نفسه والعياذ بالله. نعم. قال رحمه الله تعالى قوله لعن الله من اوى محدثا اوى هو بفتح الهمزة ممدودا اي ضمه اليه وحماه ان يؤخذ منه الحق الذي وجب عليه. قال ابو السعادات اويت الى المنزل واويت غيري وانكر بعضهم المقصور المتعدي وقال الازهري منه الحديث كان اذا اوى الى فراشه نعم وقال الازهري هي لغة فصيحة واما محدثا فقال ابو السعادات يروى بكسر الدار وفتحها على الفاعل والمفعول. محدثا ومحدثا نعم فمعنى الكسر من نصر جانيا واواه واجاره من خصمه. وحال بينه وبين ان يقتص منه. والفتح هو الامر المبتدع نفسه ويكون معنى الايواء فيه الرضا به والصبر عليه. فانه اذا رضي بالبدعة واقر فاعلها ولم ينكر عليه فقد اواه قال ابن القيم رحمه الله تعالى هذه الكبيرة تختلف مراتبها باختلاف مراتب الحدث بنفسه. فكلما كان الحدث في نفسه كانت الكبيرة اعظم وكذلك موضعه. مثل ما قال عليه الصلاة والسلام المدينة حرم ما بين عير الى ثور من احدث فيها حدثا او اوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. نعم قال رحمه الله تعالى قوله لعن الله من غير منار الارض بفتح الميم علامات حدودها قال في النهاية اي مع وحدودها واحدها تخم قيل اراد حدود الحرم خاصة وقيل هو عام في جميع الارض واراد بالمعالم التي يهتدى بها في الطريق. وقيل هو ان يدخل الرجل في ملك غيره فيقطعه ما يقتطعون كيف يقطع فيقتطعه ظلما. فيقتطعه ظلما قال وروية خوم بفتح التاء على الافراد وجمعه تخم بضم التاء والخاء انتهى وتغييرها ان يقدمها او يؤخرها فيكون هذا من ظلم الارض الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم من ظلم شبرا من الارض يوم القيامة من سبع اراضين ففيه جواز لعن اهل الظلم من غير تعيين واما نحن الفاسق نعم قولها في الحديث لعن الله من غير منار الارض يتناول هذين النوعين من التغيير لمنار الارض. الذين ذكرهما الشارح رحمه الله تغيير منار الارض التي هي علامات يهتدى بها يهتدى بها اي تعرف بها الطرق ويهتدي بها الناس كأن يوضع مثلا صخرة علامة على ان الطريق من هذه الجهة ويتعارف الناس عليها في غير مكانها مما يتسبب في ضياع الناس وعدم اهتدائهم مثل ذلك في زماننا هذا تغيير منار الارض العبث في اللوحات الارشادية التي يهتدي بها الناس الى الطريق ويعرفون بعد المسافة او الوجهة الى البلد المعين المقصود فالعبث فيها مما يغير المعلم يتناول يتناوله يتناول من فعل ذلك هذا الوعيد وكذلك يدخل في التغيير لمنار الارظ العدوان على ارظ الغير العدوان على ارض الغير بان يغير العلامات التي تفصل ارضه عن ارض جاره بان يدخل العلامة في ارض جاره حتى تكبر ارضه وتصغر ارض جاره يدخل العلامة في ارض جاره مترا او اكثر او اقل من اجل ان تزيد مساحة ارضه وتقل مساحة ارض وجاره وهذا ظلم ومن اقتطع شبرا طوقه من سبعة اراضين شبر واحد طوقه يوم القيامة من سبعة اراضين فكيف بمن ينتهب الاراضي كيف ممن ينتهب ارض الغير كاملة؟ اذا كان ان اقتطع منها شبرا طوقه من سبعة اراضيهم فكيف بمن يعتدي على اراضي الغير كاملة نعم قال رحمه الله تعالى ففيه جواز لعن اهل الظلم من غير تعيين. واما لعن الفاسق المعين ففيه قولان احدهما انه جائز اختاره ابن الجوزي وغيره والثاني لا يجوز اختاره ابو بكر عبدالعزيز عبدالعزيز وشيخ الاسلام. وقال النووي الله تعالى واتفق العلماء على تحريم اللعن فانه في اللغة الابعاد والطرد وفي الشرع الابعاد من رحمة الله تعالى فلا يجوز ان يبعد من رحمة الله تعالى من لا يعرف حاله هذه هذه التفرقة بين اللعن المطلق هو لعن المعين دل عليها الحديث قصة الرجل الذي شرب الخمر في زمن النبي عليه الصلاة والسلام فجيء به وجلد ثم شرب فجيء به وجلد ثم شرب فجاء به وجلد فقال بعض الصحابة لعنه الله ما اكثر ما يؤتى به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اي وهو شارب للخمر فقال النبي عليه الصلاة والسلام لا تلعنوه فانه يحب الله ورسوله مع انه صلى الله عليه وسلم لعن في في الخمر عشرة منهم شاربها وهذا يدل على الفرق بين اللعن بالتعميم واللعن بالتعيين النبي عليه الصلاة والسلام لعن في الخمر عشرة تعميما وذاك المعين نهى عن لعنه. قال فانه يحب الله ورسوله والنصوص التي جاءت في اللعن بالتعميم يؤتى بها كما جاءت. يقال لعن الله النامصة لكن لو رأى امرأة نامصة لا يقول لها لعانك الله او يقول لها انت ملعونة لعن الله الواشمة الى غير ذلك مما جاء فيه اللعن الا لعنة الله على الظالمين هذا كله لعن بالتعميم نعم قال رحمه الله تعالى فلهذا قالوا لا يجوز لعن احد بعينه مسلما كان او كافرا او دابة الا من علمنا بنص شرعي انه مات على الكفر او يموت عليه كابي جهل وابليس واما اللعن بالوصف فليس بحرام كلعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة واكل الربا وموكله والمصورين الظالمين والفاسقين والكافرين ولعن من ولعن ولعن من غير منار الارض ومن تولى غير مواليه ومن انتسب الى غير ابيه ومن احدث في الاسلام حدثا اوى محدثا وغير ذلك مما جاءت النصوص الشرعية باطلاقه على الاوصاف لا على الاعيان والله اعلم. باطلاقه على الاوصاف لا على الاعيان لان هذا كله من اطلاق اللعن على الاوصاف الاوصاف هذه الاعمال الوسم والنمص الظلم التصوير وغير ذلك هو الوسم وغير ذلك لعن بالاوصاف لعن الله الواشمة لعن الله المستوشمة لعن الله اكل الربا لعن الله موكله لعن الله كاتبة هذا كله لعن بالاوصاف لا لعن للاعيان والاعيان المراد بهم من قامت بهم تلك الاوصاف العيان اي من قامت بهم تلك الاوصاف وكما تقدم السنة دلت على التفرقة بين الامرين اللعن بالتعميم واللعن بالتعيين ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به ان مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبي محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا