الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وعن طارق بن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دخل الجنة رجل في ذباب دخل النار رجل في ذباب قالوا وكيف ذلك يا رسول الله قال مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجاوزه احد حتى يقرب له شيئا. قالوا لاحدهما قرب قال ليس عندي شيء اقرب قالوا له قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار. وقالوا يقرب قال ما كنت لاقرب لاحد شيئا دون الله عز وجل فضربوا عنقه فدخل الجنة رواه احمد قال ابن القيم رحمه الله تعالى قال الامام احمد حدثنا ابو معاوية قال حدثنا الاعمش عن سليمان ابن ميسرة عن طارق بن شهاب يرفعه قال دخل رجل الجنة في ذباب الحديث وطارق بن شهاب هو البجلي الاحمسي ابو عبد الله رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو رجل قال البغوي ونزل الكوفة وقال ابو داوود رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئا. قال الحافظ اذا هبت انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي. واذا انه لم يسمع منه فروايته عنه مرسل صحابي وهو مقبول على الراجح وكانت وفاته على ما جزم به ابن حبان سنة ثلاث وثمانين. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد هذا الحديث حديث طارق ابن اورده الامام معزوا للامام احمد رحمه الله تعالى هو مخرج في كتاب الزهد للامام احمد الى طارق بن شهاب عن موقوفا باسناد صحيح. وكذلك اورده بهذا الاسناد ابو نعيم في الحلية هو حديث عظيم في تقرير هذا الامر الا وهو بيان خطورة الذبح لغير الله تبارك وتعالى وانه من موجبات دخول النار وناقل لصاحبه عن ملة الاسلام. وفي هذا الحديث ان رجلا دخل آآ النار بذباب اي بسبب ذبحه ذبابا لغير الله. مع ان الذباب من احقر ما يكون فهما يكون لكن لما وجد التقرب لغير لله سبحانه وتعالى كان ذلك موجبا لدخول فاعل ذلك النار. قال دخل النار في ذباب اي بسبب ذباب ذبحه لصنم ففيه ان التقرب بالذبح لغير الله ولو كان بشيء يسير بعصفور او بدجاجة او غير ذلك كله من الشرك الاكبر الناقل من الملة. فكيف بمن يستثمن بهيمة الانعام وينتقي اطايبها متقربا بها او بذبحها لغير الله سبحانه وتعالى نعم. قال رحمه الله تعالى قوله دخل الجنة رجل في ذباب اي من اجله لان تأتي للتعليل قوله قالوا وكيف ذلك يا رسول الله؟ كانهم تقالوا كانهم تقالوا ذلك وتعجبوا منه فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم ما صير لهم هذا الامر الحقير عندهم عظيما. يستحق هذا عليه الجنة ويستوجب والآخر عليه النار قالوا وكيف ذلك؟ يا رسول الله كيف يكون دخول رجل النار بذباب تعجبوا من ذلك والذباب حقير. من احقر الحيوان واخسه. فكيف يكون دخول الرجل النار في ذباب. فبين لهم عليه الصلاة والسلام ما صير هذا الامر الحقير موجبا لدخول النار وذلك بسبب التقرب بسبب التقرب بذلك لغير الله سبحانه نعم قال رحمه الله تعالى قوله فقال مر رجلان على قوم لهم صنم الصنم ما كان منحوتا على صورة ويطلق عليه وثنا كما مر. قوله لا يجاوزه اي لا يمر به. ولا يتعداه احد حتى يقرب له شيئا وان قل قوله لا يجاوزه هذه تحتمل احد معنيين وكل من منهما ينبني عليه حكم. الاول لا يجاوزه حتى يقتل لا يجاوزه حتى يقتل اي اما ان يقرب او ان يقتل. فيكون هذا الصنيع نوع من فيكون هذا الصنيع نوعا من الاكراه. فيكون اكره على ذلك ويحتمل معنى اخر الا وهو انه لا يجاوزه او يرجع. اي لا يسمح له بالمرور حتى يقرب. فاما ان يقرب او ان يرجع كم مرور بدون التقريب لا يكون. وهذا المعنى الثاني محتمل لا يجاوزه يعني اما ان ان اما ان يقرب او ان يرجع. ويكون قتل هؤلاء لهذا الرجل على هذا المعنى الثاني بسبب استهانته بمعبودهم عندما قال ما كنت لاقرر لاحد غير الله فقتلوه فقتلوه لذلك لكن وعلى المعنى الاول كونه قتل في هذا الامر عن اكراه عن اكراه منهم له على هذا الصنيع فامتنع حتى قتل قد يقال ان هذا يعارض الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. واجاب عن ذلك اهل العلم ان هذا مختص بهذه الامة. ان هذا مختص بهذه الامة امة محمد عليه الصلاة والسلام واما من قبلنا لا يعذرون بالاكراه. وانما هذا من من التخفيف والرحمة بهذه الامة امة محمد. عليه الصلاة والسلام. قد دل على ذلك دلائل منها قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله تجاوز عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. ان هذا التجاوز عن ما استكرهوا عليه خاص بالامة. امة محمد عليه الصلاة والسلام. ودل القرآن على انهم لا يعذرون بالاكراه كما في قول الله عز وجل انهم ان يظهروا عليكم يرجموكم او يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا اذا ابدا. مع انه المقام فيه اكراه يرجموكم او يعيدوكم في ملتهم اما الرجم حتى الموت او ان تعودوا في الملة. او ان تعودوا في الملة ملتهم التي هي الكفر الله ولن تفلحوا اذا ابدا ان عدتم اي في ملتهم. والعود هنا موجبه او سببه الاكراه. ومع ذلك قال لن تفلحوا اذا ابدا مما يدل على انهم لم يكونوا يعذرون بالاكراه. وان العذر بالاكراه انما هو خاص بهذه الامة امة محمد صلى الله الله عليه وسلم وينظر حول هذا المعنى تفسير الامام الشنقيطي رحمه الله تعالى لهذه الاية من سورة الكهف انهم ان يظهروا عليكم. واورد من جملة الشواهد على انهم لا يعذرون بالاكراه. هذا الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة. وهذا كله يقال ان انا المراد بقوله لا يجوزه اي حتى يقتل. اما اذا كان المعنى الاخر لا يجوز حتى لا يجوز او جاء كان المعنى لا يجوزه او يرجع فليس هناك اكراه ولا اشكال. قائم في هذا الموضع نعم قال رحمه الله تعالى قوله قالوا له قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار وفي هذا بيان عظمة الشرك ولو في شيء قليل. وانه يوجب النار كما قال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. اذا كان هذا الرجل دخل النار في هذا الذباب. الذي قربه قرب ذبابا فدخل النار. فكيف بمن يقرب السمينة او البقر او الابل. نعم. قال رحمه الله تعالى وفي هذا الحديث من الوقوع في الشرك وان الانسان قد يقع فيه وهو لا يدري انه من الشرك الذي يوجب النار. نعم مثل ما صنع مع هذا الرجل قرب ذبابا على وجه التخلص. على وجه التخلص من من هؤلاء انا ذلك موجبا لدخوله النار. نعم. قال رحمه الله تعالى وفيه انه ادخل النار بسبب لم يقصده ابتداء لم يذهب هو لهذا المكان ليتقرب. ولم يكن قاصدا في ذهابه لهذه البقعة التقرب وانما مر في في هذا الطريق وفوجئ بهؤلاء القوم عندهم هذا الصنم ولا يسمحون لاحد ان يمر حتى يقرب. فبادر وقرب للتخلص منهم ما اتى هذه البقعة اصالة ليتقرب. فيقال ايضا فكيف بمن يشتري الشاة ثمينة ثم يقصد بقعة معينة من ضريح او شجرة او غيرها للتقرب بتلك الشاة لغير الله لا شك ان هذا اعظم شركا من الاول نعم قال رحمه الله تعالى وانما فعله تخلصا من شر اهل الصنم. نعم. قال رحمه الله تعالى وفيه ان ذلك الرجل كان مسلما قبل ذلك فلو لم يكن مسلما لم يقل دخل النار في ذباب قوله في هذا الحديث دخل النار في ذباب دليل النوع قبل ذبحه لهذا الذباب كان على الاسلام. وبذبحه لهذا الذباب متقربا به للصنم خرج من الاسلام خرج من الاسلام الى الكفر بذباب ذبحه لغير الله سبحانه وتعالى. فقوله دخل النار في ذباب اي بسبب ذباب او لاجل ذباب دليل على انه قبل ذلك كان مسلما. نعم والا فلا معنى لقوله دخل النار في ذباب اذا كان كافرا قبل ذلك. لان دخوله للنار قبل ذلك كان على الكفر. فلا معنى لقوله دخل النار في ذباب الا انه كان قبل ذلك كمسلما نعم. قال رحمه الله تعالى وفيه ان عمل القلب هو المقصود الاعظم حتى عند عبدة الاوثان ذكره المصنف بمعناه ان عمل القلب هو المقصود الاعظم. ان عمل القلب هو المقصود الاعظم. عمل القلب الذي هو التقرب. تقرب باي شيء قرب فمقصودهم عمل القلب وجود التقرب فلما قال من عندي شيء اقربه انا مستعد يقول لكن ما عندي شيء اقربه لا شاة ولا بقر ولا وهذه هي الاشياء التي تقدم قرابين اما شاة او بقرة او او ناقة قال ما عندي شيء اقرب قالوا اقرب ولو ذباب قرب ولو ذباب اصطاد لهم ذبابا من هوى وقطع رأسه فخلوا سبيله. فخلوا سبيله فهذا يفيد ان القوم عندهم آآ الاهم في هذا الباب عمى القلب وجود التقرب وجود التقرب. ذكر صاحب كتاب الشرك ومظاهره صاحب كتاب الشرك ومظاهره ذكر هذا الحديث و اشار الى قصة مماثلة لذلك عند عبدة القبور عند عبدة القبور حيث يقصدون بعض المقبورين وبعض البقاع للتقرب يحملون معهم النذور والقرابين والهدايا لذلك المقبور وذكر ان الاعتداد عندهم انه يعتد عندهم باضعف مظاهر الطاعة. وذكر مثلا مشهورا عند العامة في بلده يقولون يقولون في ذلك المثل اداها ابو حجر اداها ابو حجر ايش قصة هذا؟ قال ان ان جماعة ذهبوا الى جبل وصعدوا للتقرب ويحملون القرابين. والهدايا والنذور. ومعهم رجل فقير ما يملك شيئا. لكنه لما اراد الصعود معهم الجبل اخذ حجر من اسفل الجبل. اخذ حجرا من اسفل الجبل ولما قدم كل قدم هو هذا الحجر فقالوا اداه ابو حجر يعني قرب هذا آآ الشخص فالعبرة عندهم باصل التقرب وجود التقرب ولو كان آآ الشيء الحقير او الشيء التافه هذا حمل حجرا من اصل الجبل وقربه لذلك المقبور فتقبلوا منه. ذلك. واعتبروه بل اصبح فعله ذلك مثلا ساريا عند جهال هؤلاء الطرقية الضلال نعم. قال رحمه الله تعالى قوله وقالوا للآخر قرب. ذكر رحمه الله الحديث قال وهذا كالمثل العامي المشهور اداها ابو حجر. نعم. وذكر قصة هذا المثل ما اشرت اليه نعم. قال رحمه الله تعالى قوله وقالوا للاخر قرب. قال ما كنت لاقرب لاحد شيئا دون الله عز وجل ففيه بيان فضيلة التوحيد والاخلاص والصلابة في الدين. وفي نعم هذا الرجل من الله عليه بالتوحيد والاخلاص والصلابة في الدين والصبر على دينه حتى الموت قتل صبرا آآ فيه فضيلة التوحيد فضيلة التوحيد وانه موجب دخول الجنة والنجاة من النار بل لا نجاة من النار ولا دخول للجنة الا به. نعم. قال رحمه الله تعالى وفيه معنى قوله في الحديث وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذا انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار. نعم. قال المصنف رحمه الله تعالى وجه الدلالة من الحديث او معنى الحديث من جهة آآ قوة ايمان الموحد وانه يكره العودة للشرك والكفر بالله مثل الكراهية نيته لان يلقى في النار. نعم. قال المصنف رحمه الله تعالى وفيه معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين كيف صبر على القتل ولم يوافقهم مع كونهم لم يطلبوا منه الا العمل الظاهر. مع كونهم لم يطلبوا منه الا العمل الظاهر يعني لم يطلبوا منه امرا يتعلق بقلبه لانهم لا يطلعون على ما في قلبه وانما طلبوا ومنه عملا ظاهرا ان يقرب ولو ذبابا. ان يقرب ولو ذبابا. ولم يوافقهم على هذا العمل الظاهر وصبر حتى قتل صبرا على توحيده وايمانه بربه وادراكا منه لخطورة الاشراك بالله سبحانه وتعالى. ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علم وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخ وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اصلح لنا شأننا كل ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا. واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا