الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب الشفاعة اي بيان ما اثبته القرآن منها وما نفاه. وحقيقة ما دل القرآن على اثباته. قال المصنف رحمه الله تعالى قول الله عز وجل وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع الانذار هو الاعلام باسباب المخافة والتحذير منها. قوله به قال ابن عباس رضي الله عنهما بالقرآن الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم وهم المؤمنون. عن الفضيل ابن عياض ليس كل ليس كل خلق عاتب انما عاتب الذين يعقلون. فقال وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم. اي وهم المؤمنون اصحاب القلوب الواعية قوله ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. قال الزجاج موضع ليس نصب على الحال. كانه قال متخلين من ولي وشفيع والعامل فيه يخافون قوله لعلهم يتقون اي فيعملون في هذه الدار عملا ينجيهم الله به من عذاب يوم القيامة. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد هذه الترجمة باب الشفاعة عقدها المصنف الامام المجدد شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى الشفاعة وبيانها وبيان حقيقتها والمراد بها وبيان المثبت في منها والمنفي لان الشفاعة جاءت في بعض المواضع من كتاب الله تبارك وتعالى مثبتة وجاءت في بعض المواضع منفية. ولابد من التفرقة بين المثبت والمنفي. ومن لم يفرق ربما اثبت من الشفاعة ما نفاه الله. او نفى من الشفاعة ما اثبته الله فلا بد من التفرقة بين ذا بينما اثبت منها وما نفي. والشفاعة هي من الشفع وهو ضد الوتر. ومعناها في الاصطلاح طلب الخير الغير وكأن الشافع ضم دعاءه الى دعاء المشفوع له فصار دعاءهما شفعا. والشفاعة التي اثبتت في القرآن هي التي تكون باذن الله سبحانه وتعالى وعن رضا منه سبحانه. اذنه للشافع. ورضاه عن المشفوع له وهي التي لا تطلب الا من الله. ولا يرجى فيها الا اليه وحده سبحانه ولا تكون الرغبة في نيلها وتحصيلها الا منه. لان الشفاعة ملك له قل لله الشفاعة جميعا. والشيء لا يطلب الا من مالكه. ولا يلجأ ان الى المالك سبحانه وتعالى الذي له ما في السماوات وما في الارض. فالشفاعة المثبتة في القرآن ما كان هذا شأنها. عن اذن من الله سبحانه وتعالى للشافي وعن رضا من المشفوع له. فلا يملك احد مهما كان شأنه وعادت مكانته ان يشفع عند الله تبارك وتعالى ابتداء دون اذن من الله له بالشفاعة. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا تنفع شفاعة لاحد الا ان رضي سبحانه وتعالى عن المشفوع له. الا اذا رضي الله سبحانه عن المشفوع له والله لا يرضى الا عن اهل التوحيد فهذه ثلاثة فصول مهمة في الشفاعة اذن الله سبحانه للشافع ورضاه عن المشفوع له وهو سبحانه وتعالى لا يرظى الا عن اهل التوحيد وما ليس كذلك من امر الشفاعة فهو منفي وكل تعلق في هذا الباب باب الشفاعة بالمخلوقين ظنا انهم يملكون الشفاعة ابتداء عند الله باي احد دون اذن من الله او دون رضا منه عن المشفوع له فهذه شفاعة باطلة ولما كان اهل الشرك قديما وحديثا تعلقوا باذيال الشفاعة تعلقوا بغير الله سؤالا وطلبا وقالوا هؤلاء اتخذناهم وشفع عند الله ووسائط بيننا وبين الله يقربون اليه ويشفعون لنا عنده ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. فلما كان كثير من الخلق دخلوا في الشرك تحت مسمى الشفاعة. جاء في القرآن في مواضع عديدة منه ابطال هذا الشرك الذي مارسه من مارسه تحت مسمى الشفاعة ان شفاعة باطنة جاء القرآن في جاء القرآن في بيان بطلانها فسادها وان الشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى. ومن اراد كظ والنصيب من الشفاعة فلا يلجأ الا الى مالكها. رغبا ورهبا وذلا وخضوعا ورجاء وطمعا لا يلجأ الى سواه سبحانه وتعالى. وسبحان الله من عجائب الامر ان من يتعلق بهذه الشفاعة الباطلة المنفية في كتاب الله سبحانه وتعالى زعما او ظنا منه ان هذه الشفاعة تقربه الا ليقربه الى الله فانه يفعل امرا يبعده اشد ما يكون الله سبحانه وتعالى. وهو انما فعله ليقربه الى الله. ما اراد بهذا العمل الا ان يقربه الى الله لكنه فعل امرا يبعده اشد ما يكون عن الله سبحانه وتعالى. وهو يظن انه احسنوا صنعا قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا؟ الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. وهذه الاية الكريمة التي المصنف رحمه الله تعالى في صدر هذه الترجمة فيها بيان لحال الايمان لحال اهل الايمان حقا وصدقا الذين صح ايمانهم بالله وعظمت رغبتهم اليه جل في علاه وخافوا الوقوف بين يديه سبحانه وتعالى. اي الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم هؤلاء شأنهم في الاعتقاد انهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. فلا يلجأون الا اليه. ولا يتوكلون الا عليه. ولا يفوضون امرهم الا اليه ولا يطلبون نجاتهم وفلاحهم الا منه. رغبهم ورهبهم ورجائهم وخوفهم طلبهم كل ذلك لا يلجأون فيه الا الى الله سبحانه وتعالى ليس لهم من دونه من ولي ولا شفيع. فلا ملجأ لهم الا اليه. لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك فلا يلجأون الا اليه ولا يتوكلون الا عليه. صح اعتقادهم واستقام ايمانهم وتوحيدهم وعظمت رغبتهم الى ربهم سبحانه وتعالى ومولاهم. فهذه الاية فيها بيان فيها بيان حال اهل الايمان الصحيح في هذا الباب باب الشفاعة ان ملجأهم قمي الى الله ليس لهم من دون من دونه سبحانه وتعالى ولي ولا شفيع. نعم. قال رحمه الله تعالى قال قال الزجاج موضع ليس في قوله ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع على الحال كانه قال متخلين من ولي وشفيه. فهذا حالهم وهذا هذه عقيدتهم وهذا ايمانهم انهم لا يلجأون الا الى الله سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله قل لله الشفاعة جميعا. وقبلها ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون كون شيئا ولا يعقلون. وهذه الاية كقوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون فبين تعالى في هذه الايات وامثالها ان وقوع الشفاعة على هذا الوجه منتف وممتنع. وان اتخاذهم شفعاء شرك يتنزه الرب تعالى عنه وقد قال تعالى فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا الهة بل ظلوا عنهم وذلك افقهم وما كانوا يفترون. فبين تعالى ان دعواهم انهم يشفعون لهم بتأليههم ان ذلك منهم اشفق وافتراء وقوله تعالى قل لله الشفاعة جميعا اي هو مالكها فليس لمن تطلب منه شيء منها وان تطلب ممن يملكها دون كل ما سواه. لان ذلك عبادة وتأله لا يصلح الا لله تعالى. قال لعله رد لما عسى ان يجيبوا به. وهو ان الشفعاء اشخاص مقربون. وقوله تعالى له ملك السماوات والارض تقرير لبطلان اتخاذ الشفعاء من دونه. لانه ما لك الملك فاندرج في ذلك ملك الشفاعة فاذا كان هو مالكها بطل ان تطلب ممن لا يملكها. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. ولا يشفعون الا لمن ارتضى. قال ابن جرير نزلت لما قال الكفار ما نعبد اوثاننا هذه الا ليقربونا الى الله زلفى. قال والله تعالى له ملك السماوات والارض ثم اليه ترجعون. هذه الاية الكريمة قول الله عز وجل قل لله الشفاعة جميعا. له ملك السماوات والارض. جاءت في سياق ابطال تعلق المشركين بغير الله سبحانه وتعالى تحت مسمى الشفاعة. كما قال الله سبحانه وتعالى ام اتخذوا من دون الله شفعاء؟ المراد بالشفعاء اي معبودات خذوها من دون الله يلجأون اليها ويخضعون ويطلبون منها ويرجون يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. ويقولون اتخذناهم قربانا الهة. الهة تقربنا الى الله سبحانه وتعالى وتدنين منه ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. فاتخذوا هذه الالهة بهذا الاسم الشفعاء اي من اجل ان يشفعوا لنا عند الله سبحانه وتعالى. قال الله عز وجل في ابطال هذا الاتخاذ لهؤلاء الشفعاء قل اولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون كيف يلجأ الى من لا يملك؟ اللجوء انما هو للمالك. اللجوء انما هو المالك. اما الذي لا يملك كيف يلجأ اليه وكيف يطلب منه وهو ليس بيده ملك. قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال فذرة كيف يلجأ لمن لا يملك؟ مثقال ذرة كيف يلجأ لمن لا يملك لنفسه موتا ولا حياة ولا نشورا لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا. فضلا عن ان يملك شيئا من ذلك لغيره. قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والارض. قل لله الشفاعة جميعا لله ملكا اللام هنا لام الملك قل لله الشفاعة جميعا اي الشفاعة ملك لله لا يملكها غيره. الشفاعة ملك لله سبحانه وتعالى. فاذا اراد احد الشفاعة فلا يطلب فلا يطلبها الا من مالكها وهو الله وحده سبحانه وتعالى فيلجأ الى الله توحيدا واخلاصا وذلا وانكسارا بين يدي الله سبحانه تعالى حتى يحظى بذلك. ولهذا قال ابو هريرة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال من قال لا اله ان الله خالصا من قلبه. فالشفاعة لا تنال الا بهذا بالتوحيد والاخلاص. والرغبة الى الله سبحانه وتعالى ودوام السؤال والتوجه اليه بالطلب والرغبة والا يلجأ الى احد تبارك وتعالى سواه قل لله الشفاعة جميعا اي ملك له اي ملك له له ملك السماوات والارض وهذا من البراهين. السماوات والارض وجميع المخلوقات ملك لله تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى لا يملك اي مخلوق لا لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ظرا الامر كله بيد الملك لا شريك له سبحانه وتعالى قل لله الشفاعة له ملك السماوات والارض. وهذه الملكية برهان على ان اللجوء لا يكون الا لمن بيده الملك سبحانه وتعالى. نظير هذا اية الكرسي العظيمة. اعظم ايات القرآن الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. له ما في السماوات وما في الارض. من ذا الذي يشفع عنده والا باذنه له ما في السماوات وما في الارض كل هذا ملك له. هذا من البراهين. ومن اعظم البراهين ان الله وحده هو الذي له ملك السماوات والارض. ومن ذلكم الشفاعة ملك لله. ولهذا قال بعدها من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه؟ ما الذي يستطيع ان يشفع عند الرب سبحانه وتعالى المالك للشفاعة بدون اذن من المالك سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه؟ قد تبين مما تقدم من الايات ان الشفاعة التي نفاها القرآن هي التي تطلب من غير الله. وفي هذه الاية بيان ان الشفاعة انما تقع في الدار الاخرة باذنه كما قال تعالى يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا فبين انها لا تقع لاحد الا بشرطين. اذ من الرب تعالى للشافع ان يشفع ورضاه عن المأذون بالشفاعة فيه وهو تعالى لا يرضى من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة الا ما اريد به وجهه. ولقي العبد به ربه مخلصا غير في ذلك كما دل على ذلك الحديث الصحيح وسيأتي ذلك مقررا ايضا في كلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى نعم قال الشارح رحمه الله تعالى فيما سبق بعد ان اورد الاية ام اتخذوا من دون لله الشفعاء قال وهذه الاية كقوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. قل اتنبئون الله بما لا يعلم في في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون فسمى تبارك وتعالى هذه الممارسة التي يفعلونها تحت اسم الشفاعة شركا بالله يدعون غير الله ويلتجئون الى غيره ويستغيثون بغيره طلبا للمدد طلبا للعون طلبا التوفيق طلبا للشفاعة. يلجأون الى غير الله سبحانه وتعالى يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. واعظم العبادة الدعاء قد قال عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة. فيلجأ هؤلاء الى الاحجار والاشجار والى المقبورين اغثني خذ بيدي انا ملتجئ اليك انا لئذ ببابك انا عائد بجنابك ما لي من الوذ به السواك يلجأ الى غير الله سبحانه وتعالى ذلا وانكسارا سؤالا نبأ ويقول هذا الذي افعله هو استشفاع بهذا المعظم عند الله سبحانه وتعالى. اتخذتم وسيطا لقربه من الله من اجل ان يقربني الى الله فيلجأ الى غير الله سبحانه وتعالى من اجل ان يقربه هذا الغير الى الله فيدعوه بين يديه ويخضع له ويسأله ويطلب منه ويمد يديه عنده وربما بعضهم ركع او سجد الى ذلك المقبور. وكل هذه الممارسات تفعل تحت هذا الاسم الشفاعة. قال الله سبحانه في تمام هذا السياق سبحانه وتعالى عما يشركون يسمى العمل شركا به. ونزه نفسه جل وعلا عن شرك هؤلاء. المشركين قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه من الذي يشفع عنده الا باذنه. هذا في اعظم اية في القرآن. اية الكرسي. الله لا اله الا هو الحي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه نعم. ففي هذه الاية الكريمة اولا اثبات ان الملك ان الملك كله لله لا شريك له في شيء من ذلك. ومن ذلكم ملك الشفاعة. كما في الاية التي مرت قل لله الشفاعة جميعا. والامر لا يطلب الا من مالكه. الامر لا يطلب الا من مالكه. ومن ذلكم لا تطلب الا من الله ولا يلجأ في طلبها والرغبة في نيلها الا اليه وحده سبحانه وتعالى قال وفي هذه الاية بيان ان الشفاعة انما تقع في الدار الاخرة باذنه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. مثلها قول الله تعالى يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا. اذن له اي للشافع ورظي له قولا اي المشفوع له. فهما شرطان لا بد منهما. اذا انتفيا او انتفى احدهما ردة الشفاعة وبطلت. لا بد من اذن الشافع ولابد من رضا عن المشفوع له. قال فبين انها لا تقع لاحد الا بشرطين اذن الرب تعالى للشافع ان يشفع ورضاه عن المأذون بالشفاعة فيه. وهو تعالى لا يرضى من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة الا ما اريد به وجهه. انتبه لهذه الامور الثلاثة في باب الشفاعة. الامر الاول ابن الرب تعالى للشافعي والثاني رظا الله سبحانه وتعالى عن المشفوع له. والثالث ان الله لا يرظى الا اهل التوحيد اهل الاخلاص لله عز وجل. فمن لم يكن من اهل الاخلاص والتوحيد فما تنفعه شفاعة الشافعي. وقد جاء في الصحيح صحيح البخاري مثلا عظيما في هذا الباب ذكره النبي صلى الله عليه وسلم وهو ان ابراهيم الخليل عليه السلام يلقى اباه يوم القيامة فيقول له الم اقل لك لا تعصني؟ فيقول الان لا اعصيك. الان لا اعصيك. فيقول اه ابراهيم الخليل عليه السلام يا رب انظر هذا اللجوء الى الله من خليل الرحمن. ممن اتخذه الله خليلا وجاهه وعند الله سبحانه وتعالى جاه عظيم. والطلب الذي يطلبه لوالده يقول يا رب الم تعدني الا تخزني يوم يبعثون؟ واي خزي اخزى من ابي ابعد واي خزي اخزى من من ابي الا بعد؟ فيقول الله اني حرمت الجنة على الكافرين. اني حرمت الجنة على الكافرين. ثم يقال لابراهيم السلام انظر فيلتفت واذا بديخ يعني يتحول والده الى صورة ذيخ والذيخ هو ذكر الضباع. فيؤخذ بقوائمه ويلقى في النار. يؤخذ بقوائمه يلقى في النار هذا مثل عظيم جدا. في في هذا الباب في الشفاعة لا بد فيها والحديث في صحيح البخاري الشفاعة لا بد فيها من اذن للشافع ورضا عن المشفوع له والله سبحانه وتعالى لا يرظى الا عن اهل التوحيد نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان اذن الله لمن يشاء ويرضى. قال ابن كثير رحمه الله وكم ممن قال ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. كقوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. فاذا كان هذا في حق الملائكة المقربين فكيف ترجون ايها الجاهلون شفاعة هذه الانداد عند الله؟ وهو لم يشرع عبادتها ولا اذن فيها بل قد نهى عنها على السنة جميع رسله. وانزل بالنهي عن ذلك جميع كتبه. قال المصنف رحمه الله تعالى وكم من ملك؟ وكم هنا تكفيرية؟ اي ان الملائكة الذين في السماوات كثرتهم كاثرة لا يحصيهم الا الذي خلقهم وما يعلم جنود ربك الا هو. قد اشار النبي عليه الصلاة والسلام الى هذه الكثرة اطت السماء وحق لها ان تئط ما فيها موضع شبر الا وفيه ملك ساجد لله قال وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله ويرضى. فهؤلاء الملائكة المقربين الى الله سبحانه وتعالى. الذين لا الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. ذكر الله عز وجل عن حال في شأن الشفاعة انها لا تغني شفاعتهم شيئا لا تغني شفاعته شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. فهذا فيه ابطال للتعلق الباطل. بغير الله. اذا كان الملائكة الرابون الذين لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون لا لا تغني شفاعتهم شيئا. الا من بعد ان ياذن الله لمن يشاء ويرضى. فكيف سبحان الله يتعلق متعلق بحجر او بصخرة او بقبة او بغير ذلك ويقال عندما ينكر اليه ان عندما ينكر عليه انما اتخذتها وسيطا او شفيعا عند الله سبحانه وتعالى من اجل ان تقربني من الله. فاذا كان الله قال في شأن الملائكة المقربين اليه سبحانه لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى بهذين الشرطين. بهذين الشرطين اذن الله سبحانه وتعالى للشافع ورضاه عن المشفوع له. وهذه الاية نظير الاية التي مرت معنا من سورة طه جمع فيها الشرطان معا. نعم. قوله يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا. جمع بين الشرطين. وكذلك قوله وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى جمع ايضا بين شرطين نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما لهم ومنهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الكلام على هذه الايات قد قطع الله سبحانه الاسباب التي يتعلق التي يتعلق بها المشركون جميعها. فالمشرك انما يتخذ معبوده لما يحصل له من النفع والنفع لا يكون الا ممن الا ممن الا ممن فيه خصلة من هذه الاربع اما ما لك لما يريده عابده منه فان لم يكن مالكا كان شريكا للمالك فان لم يكن شريكا له كان معينا له وظهيرا فان لم يكن معينا ولا ظهيرا كان شفيعا عنده. فنفى سبحانه المراتب الاربع نفيا مرتبا منتقلا من الاعلى الى الادنى فنفى الملك والشركة والمظاهرة والشفاعة التي يطلبها المشرك. واثبت شفاعة لا نصيب وفيها لمشرك وهي الشفاعة باذنه. فكفى بهذه فكفى بهذه الاية نورا وبرهانا وتجريدا للتوحيد. وقطعا لاصول الشرك ومواده لمن عقلها. والقرآن مملوء من امثالها ونظائرها. ولكن اكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته وتظمنه له ويظنه في نوع وقوم قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثا. وهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن ولا عمر الله ان كان اولئك قد خلوا فقد ورثهم من هو مثلهم او شر منهم او دونه وتناول القرآن لهم كتناوله لاولئك. نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف وقوله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. هذه الاية الكريمة وهذا السياق المبارك فيه كما قال بعض اهل العلم قطع لشجرة الشرك من اصولها التفاف لها من عروقها لانها لم تبقي لمشرك متعلق كل ما يخطر ببال المشرك سببا للتعلق بغير الله قطع وابطل بهذه الاية. ابطل ابطالا تدريجيا مرتبا حسب الاهم فالاقل اهمية وذلك ان من يدعى ويطلب منه وينتج اليه لا يلتجأ لا يلتجأ اليه الا اذا كان مالكا. وان كان شيئا قليلا ملكا استقلاليا فاذا وجد من هذا وصفه استحق ان يدعى. فابطل الله عز وجل هذا التعلق الاول بقوله قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض فبطل هذا المتعلق. ثمة متعلق دونه. ان وجد استحق من وجد فيه ذلك ان يدعى وان يلتجأ اليه. وهو ان يكون عنده شراكة مع المالك ليس مالكا وانما عنده شراكة مع المالك ولو في شيء قليل. فابطل الله سبحانه وتعالى ذلك بقوله وما لهم فيهما من شرك وما لهم اي من يدعون من دون الله فيهما اي السماوات والارض من شرك اي من مشاركة فبطل التعلق الثاني اذا لا مالك ملكا استقلاليا ولا ايضا عنده شراكة مع المالك ولا في شيء قليل ثمة امر دون هذين الامرين ان وجد استحق ان يدعى. وهو ان يكون ظهير للمالك معين للمالك يحتاج اليه المالك. وهو ان لم يكن مالكا ولا شريكا المالك لكنه ظهير للمالك معين للمالك يستشيره ويرجع اليه. ويحتاج الى رأيه والى مشورته فابطل الله سبحانه وتعالى ذلك بقوله وماله منهم من ظهير وماله اي الله منهم اي الذين يدعون من دونه من ظهير اي من معين. فابطل هذا المتعلق الثالث اذا لا مالك ولا شريك للمالك ولا ظهيرا للمالك بقي امر رابع وجد ايضا صح ان يدعى من وجد فيه. الا وهو ان يملك شفاعة عند المالك ابتداء بدون اذن المالك. ان يملك شفاعة عند المالك ابتداء. بدون اذن المالك فابطل الله سبحانه وتعالى ذلك بقوله ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. فلم تبقي لمشرك متعلق كل ما يخطر ببال المشرك انه يتعلق به سببا لدعاء من يدعوه من دون الله سبحانه وتعالى فجاءت الاية بابطان ذلك ابطالا تدريجيا حسب الاهم فما دونه في الاهمية نقل كلاما عظيما في معنى هذه الاية عن عن الامام ابن القيم في مدارس سالكين وذكر ابن القيم رحمه الله ان القرآن مملوء من امثالها قال ولكن اكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته. هذي والله مصيبة مصيبة عظيمة جدا تجد بعض الناس يقرأ القرآن ويمر بايات التوحيد يمر بايات التوحيد ثم لا يشعر بدخول الواقع تحته. وتظمنه له. تجده مثلا في موظع يرجى فيه الى غير الله استغاثة رجاء وطلبا والقرآن موجود بين ايديهم يفتحونه ويقرأونه ويمرون بالايات التي فيها النهي عن الشرك واتخاذ الشفعاء لكنهم يقرؤونها ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى لا يشعرون بدخول الواقع الذي يعاينونه ويشاهدونه من اتخاذ الشفعاء والشركاء لا يشعرون بدخول واقع تحته. وتظمنه له. ويظن ان في نوع وقوم قد خلوا من قبل. يقرأ الايات ويقول هذه تتعلق باناس حاربهم والنبي صلى الله عليه وسلم وانت اهو. اما الواقع الذي يمارس عنده نفس الواقع لا يظن انه داخل تحت هذه الايات قالوا ولم يعقبوا وارثا اي اولئك المشركين الاول. وهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن وهذا الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن والقرآن. قال ونعم لله ان كان اولئك قد خلوا اي المشركين الاول فقد ورثهم من هو مثلهم او شر منهم. وكما قيل لكل قوم وارث وقد ورثهم من هو مثلهم او شر منهم او دونهم. وتناول القرآن لهم كتناوله لاولئك والله يقول في القرآن كفاركم خير من اولائكم ام لكم براءة في الزبر فالكفر في اي زمن وفي اي مكان. عبادة غير الله شرك تحت اي مسمى. في اي زمان لكن بعض الناس عميت ابصارهم يقرأ ايات القرآن الكريم في النهي عن الشرك والنهي عن اتخاذ ها ولا يفهم من هذه الايات الا انها حديث خاص عن قوم قد خلوا من قبل. حديث خاص عن قوم خلوا من قبل ان الواقع لا يدخل تحت ذلك. لا يدخل تحت ذلك فهذا مثل ما وصف اه الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ان اه هذا الامر حان بين هؤلاء قال هذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن ثم قال ومن انواعه اي الشرك طلب الحوائج من الموتى والاستغاثة بهم وهذا اصل شرك العالم فان الميت قد انقطع عمله وهو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فظلا عن من استغاث به وسأله ان يشفع له الى الله وهذا من جهله بالشافع والمشفوع عنده. فانه لا يقدر ان يشفع له عند الله الا باذنه. والله لم اجعل استغاثته وسؤاله سببا لاذنه وانما السبب كمال التوحيد. فجاء هذا المشرك بسبب يمنع الاذن وهو بمنزلة من استعان في حاجاته بما يمنع حصولها. وهذه حالة كل مشرك. فجمعوا بين الشرك بالمعبود وتغيير دينه ومعاداة اهل التوحيد ونسبة اهله الى التنقص بالاموات وهم قد تنقصوا الخالق بالشرك واولياءه الموحدين هم وعيبهم ومعاداتهم وتنقصوا من اشركوا به غاية التنقص. اذ ظنوا انهم راضون منهم بهذا وانهم امروهم به وانهم يوالونهم عليه. وهؤلاء هم اعداء الرسل في كل زمان ومكان. وما اكثر المستجيبين هم وما نجى من وما نجى من شرك وما وما نجى من شرك هذا الشرك الاكبر الا من جرد توحيده لله وعاد المشركين في الله وتقرب بمقتهم الى الله واتخذ الله وحده وليه واله ومعبوده. فجرد حبه لله وخوفه الله ورجاءه لله وذله لله وتوكله على الله واستعانته بالله والتجاءه الى الله واستغاثته بالله وقصده لله متبعا لامره متطلبا لمرضاته. اذا سأل سأل الله واذا استعان استعان بالله واذا عمل عمل لله فهو لله وبالله ومع الله انتهى كلامه. كلام عظيم جدا. عن هذا الامام لهذا الامام ابن القيم رحمه الله تعالى نقلا عن كتابه مدارج السالكين. نعم. قال رحمه الله تعالى الذي ذكره هذا الامام قدوة الانام في معنى الاية هو حقيقة دين الاسلام كما قال تعالى ومن احسن ودينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا. واتخذ الله ابراهيم خليلا من الله علينا اجمعين بذلك وهدانا اليه صراطا مستقيما واصلح لنا شأننا كله اللهم واغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا ابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا