الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى قال ابو العباس نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون فنفى ان يكون لغيره ملك او قسط او يكون عونا لله ولم ولم يبق الا الشفاعة فبين انها لا تنفع الا لمن اذن له الرب كما قال تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن. واخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه او يأتي فيسجد لربه ويحمده لا يبدأ بالشفاعة اولا ثم يقال له ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع وقال له ابو هريرة رضي الله عنه من اسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه فتلك الشفاعة لاهل الاخلاص باذن الله ولا تكونوا لمن اشرك بالله وحقيقته ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يتفضل على اهل الاخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من اذن له ان يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك. ولهذا اثبت الشفاعة باذنه في مواضع وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم انها لا تكون الا لاهل التوحيد والاخلاص. انتهى كلامه نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا نقل اورده الشارح رحمه الله تعالى اورده المصنف رحمه الله تعالى نقلا عن ابي العباس شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وقد قرر شيخ الاسلام رحمه الله هذا التقرير تفسيرا للاية المتقدم ذكرها عند المصنف وهي قول الله عز وجل قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وماله منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له قد عرفنا ان هذه الاية الكريمة فيها ابطال للشرك قطع كل ما يتعلق او نقضي كل ما يتعلق به من يشرك بالله سبحانه وتعالى وان هذه الامور التي يتعلقون بها ابطلت في هذه الاية ابطالا متدرجا بحسب اهمية الامر فنفي الملك ثم الشركة ثم الظهير ثم الشفاعة ولهذا يقول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى هنا يقول فنفى ان يكون لغيره ملك اي في قوله قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة. في السماوات ولا في الارض او قسط منه قسط اي حظ او قسط منه اي حظ ونصيب من الملك ومشاركة فيه وهذا نفاه الله سبحانه في قوله وما لهم فيهما من شرك او يكون عونا لله وهذا نفاه الله سبحانه وتعالى في قوله وما له منهم من ظهير ولم يبق الا الشفاعة تبين انها لا تنفع الا لمن اذن له الرب ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له واورد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هذا الحديث العظيم حديث ابي هريرة وفيه سؤال النبي عليه الصلاة والسلام سؤال ابي هريرة النبي صلى الله عليه وسلم عن عن الشفاعة قال من اسعد الناس بشفاعتك من اولاهم ومن اجدرهم ومن احراهم وهذا السؤال يدل دلالة بينة ان موضوع الشفاعة ونيل شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام كان محطة اهتمام الصحابة رضي الله عنهم وموضع عنايتهم ولا ادل على ذلك من هذا السؤال العظيم الذي وجهه ابو هريرة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة اذا موضوع الشفاعة موضوع كان محط اهتمام الصحابة رضي الله عنهم ايضا هذا السؤال من ابي هريرة يدل على انهم يدركون ان الشفاعة ونيلها له اسباب شرعية لا تنال الاهواء والمجردة لا تنال بالتكلفات التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان وانما تنال باسباب شرعية ليس للانسان ان يفعل ما شاء بحجة انه يريد ان ينال شفاعة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بل اذا اراد ان يكون ممن يشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم فليسلك في هذا الباب المسالك الشرعية التي دل عليها كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. والا كانت اعماله التي يسميها شفاعة داخلة في الشفاعة المنفية الشفاعة الباطلة الشفاعة التي جاء الكتاب والسنة بنفيها وابطالها قال من اسعد الناس بشفاعتك وهذا فيه ان الحظوة بشفاعته ونيل شفاعته عليه الصلاة والسلام باب سعادة للعبد باب سعادة للعبد وفلاح قال من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة فقال عليه الصلاة والسلام من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه وهذا هو التوحيد هذا هو التوحيد ولا اله الا الله هي كلمة الاخلاص كما قال الله جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين قال جل وعلا الا لله الدين الخالص والاخلاص هو من الخلاص الذي هو السلامة من الشوائب والدين الخالص اي الصافي النقي الذي لا شائبة فيه والذي لم يبتغى به الا وجه الله سبحانه وتعالى قال اسعد الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه قال ابن تيمية رحمه الله لتعليقه على الحديث قال فتلك الشفاعة لاهل الاخلاص باذن الله فتلك الشفاعة لاهل الاخلاص باذن الله ولا تكن لمن اشرك بالله من لجأ الى غير الله حتى في طلب الشفاعة من مقبور او غيره راغبا اليه متذللا بين يديه منكسرا له يطلب الشفاعة فان فعله هذا توجه وقصد الى غير الله وهذا هو الشرك وهذا هو الشرك وهذا هو الذي ايضا كان يمارسه اهل الشرك في الزمن الاول قد مر معنا قول الله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله نعم قال رحمه الله تعالى قوله قال ابو العباس هو كنية شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام ابن تيمية الحراني امام المسلمين رحمه الله تعالى قوله وقال له ابو هريرة الى اخره هذا الحديث رواه البخاري والنسائي عن ابي هريرة رضي الله عنه ورواه احمد وصححه ابن حبان وفيه وشفاعتي لمن قال لا اله الا الله مخلصا يصدق قلبه لسانه ولسانه قلبه قول السارح رحمه الله تعالى عند ذكره لشيخ الاسلام والتعريف به قال امام المسلمين هذا الوصف الذي ذكره رحمه الله تعالى في شيخ الاسلام ابن تيمية امر لا شك فيه ولا ريب ولا يطعن في امامة شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وفضله ومكانته العلية ونصحه الا من تلوث قلبه بالاهواء والا فامامته في الدين ظاهرة يدركها من كان عنده بصيرة وانصاف ودراية بمكانة اهل العلم وفضلهم رحمهم الله تعالى نعم قال رحمه الله تعالى وشاهده في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته واني اختبأت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة فهي نائلة ان شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا اه قوله وشاهده اي الحديث المتقدم حديث ابي هريرة المخرج في صحيح البخاري اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه قال شاهده في صحيح مسلم عن ابي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته فتعجل كل نبيا دعوته ولهذا في حديث الشفاعة الطويل عندما يأتون نوحا عليه السلام يطلبون منه ان يشفع لهم عند الله يعتذر اليهم بانه تعجل دعوته اعتذر اليهم بانه كان كان لي دعوة انه كان له دعوة فتعجلها في الدنيا دعا بها على قومه فدعا ربه اني مغلوب فانتصر فيعتذر عن الشفاعة بذلك عليه صلوات الله وسلامه قال لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته معنى تعجل اي تعجلها في الدنيا قال واني اختبأت دعوتي شفاعتي لامتي يوم القيامة واني اختبأت اي ابقيت وادخرت دعوة شفاعة لامتي يوم القيامة ثم بين من هم اهل هذه الشفاعة فقال عليه الصلاة والسلام فهي نائلة ان شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا فهي نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا وهذا فيه ان شفاعته ليس كل احد اهل لنيلها. وتحصيلها بل لا تنال الا بالاخلاص والتوحيد كما تقدم في حديث ابي هريرة من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه هنا قال من مات لا يشرك بالله شيئا هذا هو معنى من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه واحاديث النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه يفسر بعضها بعضا ويوضح بعضها بعضا فقوله في حديث ابي هريرة الاول من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه يفسره هنا قوله من مات لا يشرك بالله شيئا وفيه ان شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لا تنال الا بالسلامة من الشرك ومن اعجب العجب في حال كثير من الناس انه يطلب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم بالشرك نفسه يطلب شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام بالشرك نفسه وما علم هذا الجاهل ان شركه هذا من اعظم الامور التي تبعده عن الشفاعة وتقصيه عن نيلها فان المشرك لا لا حظ له ولا نصيب في شفاعته قال نائلة اي شفاعتها عليه الصلاة والسلام ان شاء الله من لا من مات لا يشرك بالله شيئا من مات لا يشرك بالله شيئا. اما من يتوجه الى غير الله سواء الى النبي عليه الصلاة والسلام او الى غيره بالسؤال والطلب انا لائذ بك انقذني اسألك انت ان تهديني او ان تثبتني او ان تحفظني او ان تعيذني او انا لئذ ببابك مستعيذ بك مستجير بك الى غير ذلك فان هذا كله من الشرك بالله سبحانه وتعالى الذي يقصي الفاعل لذلك عن نيل الشفاعة شفاعة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهذا هو حرمان والعياذ بالله هذا هو الحرمان ان يفعل امرا باطنا مصادما الشريعة بل هو من الشرك بالله سبحانه وتعالى ثم في الوقت نفسه يطلب به رفعة وعلوا عند الله سبحانه وتعالى. وكيف تنال الرفعة والعلو والنجاة والسلامة كيف تنال بالشرك بالله عز وجل قال نبينا عليه الصلاة والسلام فهي نائلة ان شاء الله قوله ان شاء الله فيه ان الشفاعة لا تكون الا باذن الله ففيه معنى قول الله تعالى ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له ومعنى قوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه فقوله ان شاء الله اي ان امر الشفاعة آآ بمشيئة الله لان لانها ملك لله كما مر معنا قل لله الشفاعة جميعا فهي ملك لله فلا يشفع نبي او غيره عند الله الا باذن الله ولا يشفع الا لمن رضي الله سبحانه وتعالى قوله وعمله قوله شيئا في هذا الحديث نكرة في سياق النفي فتفيد العموم وفيه البعد عن الشرك كله صغيره وكبيره دقيقه وجليله نعم قال رحمه الله تعالى وقد ساق المصنف رحمه الله تعالى كلام شيخ الاسلام هنا فقام مقام الشرح والتفسير لما في هذا الباب من الايات وهو كاف واف بتحقيق مع الايجاز والله اعلم هذا شرح لما في هذا الباب من ايات وهو اخص بالاية الاخيرة وهو خاص بالاية الاخيرة قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض نعم قال رحمه الله تعالى قد عرف الاخلاص بتعريف حسن فقال الاخلاص محبة الله وحده وارادة وجهه انتهى وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في معنى حديث ابي هريرة تأمل هذا الحديث كيف جعل اعظم الاسباب التي تنال بها شفاعته عرف الاخلاص بتعريف حسن فقال هذا نص آآ لمن نقل عنها السارح رحمه الله تعالى فقال الاخلاص محبة الله وحده وارادة وجهه. محبة الله وحده وارادة وجهه فقوله عرف هذا يعود الى شيخ الاسلام فابن تيمية رحمه الله تعالى ولابد ان الشارح رحمه الله تعالى وقف على ذلك في شيء من كتب شيخ الاسلام اه ابن تيمية رحمه الله تعالى نعم وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في معنى حديث ابي هريرة تأمل هذا الحديث كيف جعل اعظم الاسباب التي تنال بها شفاعته تجريد التوحيد عكس ما عند المشركين ان الشفاعة تنال باتخاذهم شفعاء وعبادتهم وموالاتهم. فقلب النبي صلى الله عليه وسلم ما في زعمهم الكاذب. واخبر ان سبب الشفاعة تجريد التوحيد فحينئذ يأذن الله للشافع ان يشفع. يقول اه رحمه الله تعالى فقلب النبي صلى الله عليه وسلم يقول ابن القيم فقلب النبي صلى الله عليه وسلم ما في زعمهم الكاذب. اي ان الشفاعة تنال باتخاذ الشفعاء والانداد فقلب النبي صلى الله عليه وسلم ما في زعمهم الكاذب واخبر ان سبب الشفاعة تجريد التوحيد في الحديثين المتقدمين نعم قال رحمه الله تعالى ومن جهل المشرك اعتقاده ان من اتخذه وليا او شفيعا انه يشفع له وينفعه عند الله كما يكون خواص الملوك والولاة تنفع من والاهم. هذه مصيبة هؤلاء انهم قاسوا الله تعالى الله عما يقولون بخلقه والله لا يقاس بخلقه فاتخذوا بالشفعاء عند الله سبحانه وتعالى الوسطاء بينهم وبين الله مثل ما يصنع في الدنيا مع ملوك الارض اذا احتاج احد لا مكانة له في المجتمع عند ملك من ملوك الارض او زعيم من الزعماء يبحث عن من له جاه عند ذلك الملك ويستغل جاهه بدخول هذا الذي له جاه عند الملك او عند الزعيم لتحصيل ما يريد ويدخل مستغلا جاهه ويشفى بدون اه بدون اذن لكنه يستغل مكانته فقاسوا الله تبارك وتعالى عما يقولون بخلقه والله عز وجل يقول من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. الشفاعة ملك لله ولا يشفع احد مهما كان ومهما عظم جاهه ومكانته عند الله لا يشفع الا باذن الله. وسيد الشفعاء سيد الاولين والاخرين نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه اذا اراد ان يشفع للخلائق يوم القيامة الشفاعة العظمى لا يشفع ابتداء وانما يخر ساجدا تحت عرش الرحمن يحمد الله بمحامد يعلمه الله سبحانه وتعالى اياها ويثني على الله سبحانه وتعالى فيقال له ارفع رأسك يقول الله له ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فالشفاعة انما هي باذن الله الشفاعة انما هي باذن الله سبحانه وتعالى وايضا برضا منه عز وجل عن المشفوع له. والله جل وعلا لا يرظى الا عن اهل التوحيد نعم قال رحمه الله تعالى ومن جهر المشرك اعتقاده ان من اتخذه وليا او شفيعا انه يشفع له وينفعه عند الله كما يكون خواص الملوك والولاة تنفع من والاهم. خواص الملوك والولاة تنفع من والاهم لان لهم جاه لهم جاه عند الولاة عند الملوك فهي تنفع من والاهم نعم ولم يعلموا انه لا يشفع عنده احد الا باذنه. هذا ابطال قياس هؤلاء الفاسد قياس ما يتعلق بالله بملوك الارض قال وما ولم يعلموا انه لا يشفع عنده احد الا باذنه نعم ولا يأذن في الشفاعة الا لمن رضي قوله وعمله كما قال تعالى في الفصل الاول من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وفي الفصل الثاني ولا يشفعون الا لمن ارتضى وبقي فصل ثالث وهو انه لا يرضى من القول والعمل الا توحيده واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم فهذه ثلاثة فصول تقطع شجرة الشرك من قلب من وعاها وعقلها انتهى. هذا كلام جميل جدا للامام ابن القيم رحمه الله تعالى فيه ان الشفاعة لا تتحقق الا بفصول ثلاثة ان الشفاعة لا تتحقق الا بفصول ثلاثة دل عليها القرآن والسنة الفصل الاول اذن الله للشافع الفصل الاول ابن الله سبحانه وتعالى للشافع قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقال تعالى ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له وفي الحديث وهي نائلة ان شاء الله الفصل الثاني رضا الله سبحانه وتعالى عن المشفوع له قال ولا يشفعون الا لمن ارتضى وقالوا وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعدي ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى من بعد ان يأذن هذا الفصل الاول ويرضى هذا الفصل الثاني بفصول الشفاعة الفصل الثالث من من فصولها ان الله سبحانه وتعالى لا يرظى الا عن اهل التوحيد والاتباع للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. فمن جاء بغير التوحيد وبغير الاتباع لم يقبل عمله قال عز وجل انا اغنى الشركاء عن الشرك قال عز وجل في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه وقال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ففي هذين الحديثين ان العمل اذا كان قائما على الشرك او قائما على البدعة فانه مردود على صاحبه لا يقبله الله سبحانه وتعالى منه ولو دأب عليه العامل الليل والنهار فان الله عز وجل لا يقبل من العمل الا الخالص لوجهه الموافق لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا معنى قول الله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال الفضيل اخلصه واصوبه قيل وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة نعم قال رحمه الله تعالى وذكر ايضا رحمه الله تعالى ان الشفاعة ستة انواع ان الشفاعة ستة انواع الاول الشفاعة الكبرى التي يتأخر عنها اولو العزم عليهم الصلاة والسلام حتى تنتهي اليه صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها وذلك حين يرغب الخلائق الى الانبياء ليشفعوا لهم الى ربهم حتى يريحهم من مقامهم في الموقف وهذه شفاعة يختص بها لا يشركه فيها احد الثاني شفاعته لاهل الجنة وهي المرادة قول الله سبحانه عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا وهو المقام الذي يغبطه عليه الاولون والاخرون وهو شرف خص الله به نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم الثاني شفاعته لاهل الجنة في دخولها وقد ذكرها ابو هريرة في حديثه الطويل المتفق عليه نعم ومر معنا هذا الحديث نعم الثالث شفاعته لقوم من العصاة من امته قد استوجبوا النار بذنوبهم فيشفع لهم الا يدخلوها قوله شفاعته لقوم من العصاة من امته قد استوجبوا النار بذنوبهم فيشفع لهم الا يدخلوها وهذا هذه الشفاعة عند العبور العبور على الصراط الذي ينصب على متن جهنم وجاء في الحديث ان عبور الناس عليه متفاوتا بحسب ايمانهم واعمالهم فمنهم من يمر كالبرق ومنهم يمر كالريح ومنهم من يمر ركاب الابل ومنهم من يمر جريا ومنهم من يمر مشيا ومنهم من يمر زحفا ومنهم من يلقى في النار عياذا بالله يتفاوت عبورهم على الصراط بحسب تفاوتهم في سيرهم على الصراط المستقيم الذي امروا بالسير عليه او للسير فيه في هذه الحياة الدنيا. اهدنا الصراط المستقيم وان هذا صراطي مستقيم فاتبعوه قال قد استوجبوا النار بذنوبهم. استوجبوا النار اي دخولها بذنوبهم اي التي دون الشرك والكفر بالله فيشفع لهم الا يدخلوها فيشفع لهم الا يدخلوها. اذا هذه الشفاعة لاقوام استحقوا واستوجبوا دخول النار فيشفع لهم ان لا يدخلوها فتقبل شفاعتهم فلا يدخلون النار قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه تهذيب السنن وهذا النوع اي من الشفاعة لم اقف الى الان على حديث يدل عليه قال لم اقف الى الان آآ الى الى الان على حديث يدل عليه ومما استفدناه من الوالد اه حفظه الله تعالى ومتع به انه آآ يستدل لهذا النوع من الشفاعة بقول النبي صلى الله عليه وسلم ودعاء الانبياء اي على الصراط يومئذ اللهم سلم سلم اللهم سلم سلم فهذه شفاعة هذه شفاعة اللهم سلم سلم دعاء الانبياء على اه الصراط. هذا هذه الشفاعة وفيه دليل على هذا النوع قال كما في الصحيح ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم سلم. يومئذ وقت العبور على الصراط فهذه شفاعة من النبيين عليهم صلوات الله وسلامه نعم قال رحمه الله تعالى الرابع شفاعته في العصاة من اهل التوحيد الذين يدخلون النار بذنوبهم والاحاديث بها متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم قد اجمع عليها الصحابة واهل السنة قاطبة وبدعوا من وصاحوا به من كل جانب ونادوا عليه بالضلال الخامس شفاعته لقوم من اهل الجنة في زيادة ثوابهم ورفعة درجاتهم وهذه مما لم ينازع فيها احد وكلها مختصة باهل التوحيد والاخلاص الذين لم يتخذوا من دون الله وليا ولا شفيعا كما قال تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع السادس شفاعته صلى الله عليه وسلم في بعض الكفار من اهل النار حتى يخفف عذابه وهذه خاصة بابي طالب وحده نعم قوله رحمه الله وكلها مختصة اي كل انواع الشفاعة المتقدمة مختصة باهل اه الاخلاص مختصة باهل اه الاخلاص اما الشفاعة الكبرى فهي لعموم الخلق ان يبدأ الله سبحانه وتعالى الجزاء والحساب الذين لم يتخذوا من دون الله وليا ولا شفيعا ثم اورد الاية وسبق ان اوردها المصنف رحمه الله في هذه الترجمة قول الله عز وجل وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. قولا ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع اي مخلصين لله هذا معناها ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع اي مخلصين دينهم لله. لم يتخذوا مع الله سبحانه وتعالى ندا ولا شريكا بقي كلام للشيخ الاسلام مر نقله آآ ولم يعلق عليه نعود اليه قليلا وهو قوله رحمه الله وحقيقته قول الشيخ الاسلام وحقيقته ان وحقيقته ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يتفضل على اهل الاخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من اذن له ان يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك ولهذا اثبت الشفاعة باذنه في مواضع وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم انها لا تكون الا لاهل التوحيد والاخلاص انتهى كلامه تخصيص اه بعض خلق الله بالشفاعة بالشفاعة الناس يوم القيامة واخصهم في ذلك نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ثم الانبياء ثم الملائكة ثم الصالحون من عباد الله تخصيصهم بذلك فيه اظهار لكرامة الله لهم واظهار شرفهم على الخلائق وعلو منازلهم ولهذا الشفاعة العظمى التي خص الله بها نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام فيها اظهار لشرفه ورفعة مكانته صلوات الله وسلامه عليه ولهذا يغبطه عليها الاولون والاخرون وحقيقة الشفاعة ما ذكره رحمه الله تعالى ان الله هو الذي يتفضل على اهل الاخلاص يتفضل على على اهل الاخلاص بالنجاة من النار والفوز بالجنة يتفضل على الناس كلهم ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال لن يدخل احد الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قالوا ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته الله يتفضل على اه اهل الاخلاص كلهم بان يتغمدهم برحمته وينجيهم من ناره ويدخلهم جنته فظلا منه سبحانه وتعالى لكنه يغفر لهم بواسطة دعاء من اذن له ان يشفى من اجل ماذا ليكرمه وينال المقام المحمود يظهر شرفه ومكانته وفظله وتميزه عن بقية الناس فهذه حقيقة الشفاعة والا هي فظل من الله. فظل من الله على الشافع وفظل من الله على المشفوع له فالشافع لا يشفع الا باذن من الله تفضلا من الله ومنا عليه واكراما له والمشفوع له ايضا لا يشفع الا برضا من الله سبحانه وتعالى عنه فيكرمه الله بقبول شفاعة الشافعين فيه الذين اذن الله لهم ان يشفعوا. فالامر كله عائد لله وهذا ايضا مما يوضح لنا معنى قوله اقول لله الشفاعة جميعا آآ ايضا قبل ان نختم في الدرس الاخير الذي او الباب الاخير الذي مر اخر باب مر معنا في آآ اخر الباب آآ اورد قول الله عز وجل ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا لقد احصاهم معدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا قال فاذا كان الجميع عبيدا فلما يعبد بعضهم بعضا بلا دليل ولا برهان؟ لمجرد الرأي والاختراع والابتداء ثم قد ارسل رسله من اولهم الى اخرهم تزجرهم عن ذلك الشرك وتنهاهم عن عبادة ما سوى الله من قوله فاذا كان الجميع الى قوله وتنهاهم عن عبادة ما سوى الله هذا من قول عن تفسير ابن كثير منقول عن تفسير ابن كثير المثبت هنا انتهى من شرح سنن ابن ماجة اما ان تكون يعني دخلت من بعض النساخ او ان يكون آآ او ان يكون هذا النقل عن ابن كثير نقل في احد شروحات سنن ابن ماجة ومنه او عنه نقله السالح والا فهذا النص هو من كلام الامام ابن كثير رحمه الله عند تفسيره لهذه الاية من سورة مريم نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا اجمعين علما واصلح لنا شأننا كله. ايضا هذا التنبيه احد الافاضل بعث هذه الورقة الافادة بان هذا النقل من كلام ابن كثير رحمه الله فجزى آآ صاحب هذه الورقة خيرا وجزاكم اجمعين خير الجزاء اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خير