نعم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين. قوله تركه تركهم بالجر عطفا على المضاف اليه واراد المصنف رحمه الله تعالى بيان ما يؤول اليه الغلو في الصالحين من الشرك بالله في الالهية. الذي هو واعظم ذنب عصي الله به وهو ينافي التوحيد الذي دلت عليه كلمة الاخلاص شهادة ان لا اله الا الله قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله عز وجل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم الاية. الغلو هو افراط في التعظيم بالقول والاعتقاد. اي لا ترفع المخلوق عن منزلته التي انزله الله. فتنزلوه المنزلة التي لا تنبغي الا لله والخطاب وان كان لاهل الكتاب فانه عام يتناول جميع الامة تحذيرا لهم ان يفعلوا فعل النصارى في عيسى عليه السلام واليهودي في العزير كما قال تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد. فقولوا عبد الله ورسوله ويأتي نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين عين اما بعد قال المصنف الامام المجدد شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو والغلو في الصالحين. هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى لبيان خطورة الغلو في الصالحين ان وان الغلو فيهم من اعظم اسباب وقوع الشرك في بني ادم. بل ان اول شرك وقع في بني ادم كان سببه الغلو في الصالحين. كما سيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى ذكر لذلك والغلو في الصالحين مدخل دخل من خلاله الشيطان على كثير من بني ادم وذلك لما قام في القلوب من محبة للصالحين واذا فقد من احبه الناس لمكانته علما وعبادة وديانة تألم القلوب لفقده فدخل الشيطان من هذا المدخل. ودعا الناس الى اتخاذ التماثيل والصور لهؤلاء الصالحين وبناء القباب وتشييد اضرحتهم ورفعها تعظيما لهم وتخليدا كما يقولون لذكراهم. ومن خلال ذلك اوقعهم او اوقع الاجيال التي بعدهم في عبادة هؤلاء الصالحين من دون الله سبحانه وتعالى فكان الغلو في الصالحين اعظم اسباب الوقوع في الشرك بالله عز وجل وقوله في الترجمة وتركهم قال السارح بالعطف جرأ بالجرأ عطفا على اليه بالجر عطفا على المضاف اليه الذي هو السبب الذي هو كفر ان السبب مضاف وكفر مضاف اليه. وتركهم معطوف على المضاف اليه. والمعنى ما جاء ان سبب كفر بني ادم وسبب تركهم دينهم وسبب تركهم دينهم. فاعظم اسباب الكفر واعظم اسباب ترك الدين الغلو في الصالحين. ولهذا جاءت النصوص في التحذير من الغلو وهو تجاوز الحد تجاوز الحد اطراء او مدحا او تعظيما وان آآ ذلك هو من اعظم اسباب الوقوع في الشرك بالله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى فكل من دعا نبيا او وليا من دون الله فقد اتخذه الها رضاها النصارى في شركهم طه اليهود في تفريطهم فان النصارى غلوا في عيسى عليه السلام واليهود عادوه عادوه وسبوه وتنقصوه فالنصارى افرطوا واليهود فرطوا. اعد فكل من من دعا. فكل من دعا نبيا او وليا من دون الله فقد اتخذه الها وضاهى النصارى في شركهم وضاهى اليهود في تفريطهم. فان النصارى غلوا في عيسى عليه السلام واليهود عادوه وسبوه وتنقصوه. فالنصارى افرطوا واليهود فرطوا. والحق وسط بين الافراط والتفريط بين الغلو والجفاء. الزيادة والنقصان. الحق قوام بين ذلك. قد قال الله سبحانه وتعالى وكذلك لجعلناكم امة وسطا اي شهودا عدولا لغلو ولا جفاء لا افراط ولا تفريط والامة وسط بين الامم. في اعتدالها وقوامها. وسلامتها من طرفي خط النقيض ووهما الغلو والجفاء. نعم. قال رحمه الله تعالى وقد قال وقد قال تعالى ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا فلان الطعام ففي هذه الاية وامثالها الرد على النصارى واليهود. قوله كان كانا يأكلان الطعام هذا رد على النصارى رد على النصارى في غلوهم فيه فهو رسول ليس فيه شيء من خصائص الالهية او صفات الرب. وقوله رسول قد خلت من قبله الرسل رد على وامه صديقة رد على اليهود الذين جفوا في حقه ورموا امه آآ ورموا امه بانها جاءت به من البغي وانه ابن باغي ففي الاية رد على اليهود ورد على النصارى وبيان للحق وهو الوسطية بين غلو النصارى وجفاء اليهود. وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وروح منه هو كلمته القاها الى مريم نعم. قال رحمه الله تعالى والاية التي تقدمت لا تغلو في دينكم. قال الشارح رحمه الله تعالى والخطاب وان كان لاهل الكتاب فانه عام يتناول جميع الامة تحذيرا لهم من ان يفعلوا فعل النصارى. ولا سيما اذا استحضر في هذا المقام قول النبي عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه؟ نعم. قال رحمه الله تعالى قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى من تشبه من هذه الامة باليهود والنصارى وغلا في الدين بافراط فيه او تفريط فقد شابههم. اما الافراط تفريط كل منهما مجاوزة للحد وغلو. كل منهما مجاوزا للحد وغلو. لهذا قال شيخ الاسلام مغالى الدين بافراط. او تفريط. فالافراط غلو التفريط غلو. هذا من جانب الزيادة وذاك من جانب النقصان نعم. قال رحمه الله تعالى قال وعلي رضي الله عنه حرق غالية من الرافضة فامر باخاديد خدت لهم عند باب عند باب كندة فقده فقذفهم فيها. واتفق الصحابة رضي الله عنهم على قتلهم لكن ابن عباس رضي الله عنهما مذهبه ان يقتلوا بالسيف من غير تحريق وهو قول اكثر العلماء نعم هنا ذكر الغالية في علي رضي الله عنه ومراده التنبيه الى ان هذا الذي وجد في الامم التي قبلنا يوجد نظيره او سيوجد نظيره في هذه الامة لا سيما وقد قال عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا واذا كان ادعي في عيسى الالهية فان في هذه الامة من ادعى في افراد من هذه الامة الالهية مثل ما فعلت السبئية في غلوها في علي رضي الله عنه وقت حياته ولما بلغه غلو هؤلاء السبئية اتباع ابن سبأ فيه رضي الله عنه وارضاه امر بخد اخاديد في الارض واجج فيها النيران وامر بالقائهم فيها وقال رضي الله عنه اني لما رأيت الامر امرا منكرا اججت ناري ودعوت قمبرا وقنبرة هذا مولى من موالي علي رضي الله عنه وارضاه يقال له ابو يزيد فاجج النار وامر القائهم في النار. ولما بلغ ابن عباس رضي الله عنه ما فعله علي بهؤلاء قال لو كنت مكانه لما لما ما فعلت مثله لان النبي صلى الله عليه وسلم آآ نهى عن ذلك وقال لا يعذب لا يعذب بعذاب بالله لا يعذب بعذاب الله. ولو كنت مكانه لا آآ ظربت رقابهم قول النبي صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه. من بدل دينه فاقتلوه. الشاهد ان هؤلاء اتفقا الصحابة على اه كفرهم وجوب قتلهم وقتلهم علي رضي الله عنه قتلهم علي رضي رضي الله عنه لكن طريقة القتل انكرها الصحابة وهي التحريق بالنار لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ولعل علي رضي الله عنه لم يبلغه نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى وقالوا لا ثم الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواع ولا يغوث ويعوق ونسرى. قال هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا اوحى الشيطان الى قومهم ان ينصبوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها انصابا وسموها باسماء ففعلوا ولم تعبد حتى اذا هلك اولئك ونسي العلم عبدت. قوله في الصحيح اي صحيح البخاري وهذا الاثر اختصره المصنف رحمه الله تعالى ولفظ ما في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما صارت الاوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد اما ود فكانت لكلب بدومة بدومة الجندل واما سواع فكان لهذيل واما يغوص فكانت لمراد ثم لبني عطيف بالجرح عند سبأ. واما يعوق فكانت لهمدان واما نسر فكانت لحمير لال ذي القلاع اسماء رجال صالحين في قوم نوح الى اخره. وروي عن عكرمة ضحاك وابن اسحاق الى اخره اي كما ذكر المصنف اسماء رجال الصالحين من قوم نوح فلما هلكوا الى اخره نعم. احسن الله اليكم. وروي عن عكرمة والظحاك وابن اسحاق نحو هذا؟ وقال ابن جرير رحمه الله حدثنا ابن حميد قال حدثنا مهران عن سفيان عن موسى عن محمد بن قيس ان يغوث ويعوق ونسرا كانوا قوما صالحين من بني ادم وكان لهم اتباع يقتدون بهم فلما ماتوا قالوا فلما ماتوا قال اصحابهم لو صورناهم كان اشوق لنا الى العبادة صوروهم فلما ماتوا وجاء اخرون دب اليهم ابليس فقال انما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر فعبدوه وهم هذا مدخل الشيطان او اول مدخل للشيطان على بني ادم في ايقاعهم في الشرك بالله سبحانه وتعالى ان دخل عليهم من خلال محبة الصالحين. والصالحون ولا شك لهم محبة القلوب ومنزلة في النفوس يعتبر في هذا المقام عندما يفقد علم من اعلام الامة له مكانته وله منزلته وله فضله وامامته في الدين. كم يقع في القلوب من الالم؟ والحزن على مفارقته وفقده اتى الشيطان في الزمان الاول للناس عندما فقدوا هؤلاء الخمسة آآ ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر. وهؤلاء كلهم كانوا رجالا صالحين. في قوم من عرفوا بالصلاح والديانة والعبادة وماتوا كل في سنة واحدة. ماتوا في سنة واحدة فالالم يعظم ويشتد انظر اذا عرف اشخاص بالامامة في الدين والعلم والنصح ثم وماتوا تباعا في سنة واحدة او في شهر واحد كم يكون الالم في القلوب؟ فجاء الشيطان في هذه الاثناء وقال لهم هؤلاء كانوا ائمة لكم هداة دعاة ناصحين عرفتم فظلهم ومكانتهم لو ابقيتم شيئا يذكركم بهم. حتى اذا رأيتم هذا الذي يذكركم بهم ذكرتموه فعبدتم الله لانهم هم كانوا يذكرونكم عبادة الله فظعوا لهم شيء يذكركم بهن وضعوا لهم تماثيل على صورهم وبنوا على قبورهم. والقصد من ذلك القصد من ذلك هو انهم اذا رأوا هذه التي جعلوها تمثالا لهؤلاء ذكرتهم بهم فذكروا عبادة الله وتذكروا عبادة الله. كما كان هؤلاء الصالحون يذكرونهم عبادة الله. ترك هذا الجيل واتى الجيل الذي بعده. ولهذا يعني الشيطان اعاذ الله عز وجل اعاذنا الله عز عز وجل اجمعين وذرياتنا والمسلمين منه. عنده طول نفس. في الدعوة يعني قد يظع مخطط افساد خطير جدا يظع بدايته في في زمان وينتظر نتيجته بعد قرن مثلا من الزمان. او بعد سنوات او بعد جيلين ثلاثة والبدايات لا يدرك خطورتها الناس. لكن يضع البدايات ليس هذا الجيل الذي وضع في تلك البدايات وانما لاجيال تأتي بعده. لاجيال تأتي بعده. ولهذا ينبغي ان ينتبه في هذا المقام تجد بعض الناس يستهين في امر بعض البدايات ويقول انا على معرفة ودراية اي بما تفظي اليه من وسيلة محرمة. فيقال له اذا كنت على معرفة فادرك الخطر على ابنائك وابناء ابنائك. عندما تضع لهم هذه البدايات انت على معرفة لكن الشيطان يأتيهم على غرة تكون اسست لهم الباطل. تكون اسست لهم الباطل. ولهذا يجب على الانسان ان يحذر من السائل والشريعة جاءت بسد الوسائل المفظية الى الباطن المفظية الى اه الشرك بالله سبحانه وتعالى وسيأتي بهذا الكتاب العظيم المبارك امثلة عديدة لسد هذه الشريعة للوسائل والدرائع المفظية بالناس الى الشرك بالله عز وجل. نعم. قال رحمه الله تعالى قوله ننصب هو بكسر الصاد المهملة. قوله ان صاب جمع نصب والمراد به هنا الاصنام المصورة على صور اولئك المصورة على صور اولئك الصالحين التي نصبوها في مجالسهم وسموها باسمائهم. نصبوها في مجالسهم مجالسهم اي مجالس التذكير. والغرض من نصبها في تلك المجالس. ذكر هؤلاء. ولهذا يقال عن مثل هذه الصور للذكرى يعني لا نريد الا الذكرى فقط. فنصبوا تلك المجالس الصور في مجالسهم وسموها باسمائهم للذكرى حتى تذكرهم بهم اذا ذكروهم ذكروا نصحهم ذكروا علمهم ذكروا دعوتهم ما ما يدل على ان الاصنام تسمى اوثانا ما يدل على ان الاصنام تسمى اوثانا. لان ابن عباس قال صارت في الاوثان التي في قوم نوح. فسماها اوثانا. ففيه ما اشار اليه رحمه الله ان تسمى اوثان نعم. قال رحمه الله تعالى فاسم الوثني يتناول كل معبود من دون الله. سواء كان ذلك المعبود قبر او مشهدا او صورة او غير ذلك. قوله حتى اذا هلك اولئك اي الذين صوروا تلك الاصنام ونسي العلم ورواية البخاري وينسخ وللكشميهني ونسخ العلم اي درست اثاره بذهاب العلماء وعم الجهل حتى صاروا لا يميزون بين التوحيد والشرك فوقعوا في الشرك ظنا منه انه ينفعهم وعند الله نعم يعني هذا فيه ان نظر الشيطان عندما وضع تلك البدايات الاجيال التي بعد هؤلاء اذا نسي العلم فوضع بدايات لاجيال تأتي فيما بعد اذا نسي العلم وبعد العهد وبه فيدخل على اه الناس من خلال تلك البدايات التي وظعها نعم رحمه الله تعالى قوله عبدت لما قال لهم ابليس ان من كان قبلكم كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر والذي زين لهم عبادة الاصنام وامرهم بها فصار هو معبودهم في الحقيقة. كما قال تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم. ولقد اضل من منكم جبلا كثيرا افلم تكونوا تعقلون وهذا يفيد الحذر من الغلو ووسائل الشرك وان كان القصد بها حسنا قال وهذا يفيد الحذر من الغلو ووسائل الشرك وان القصد بها حسنا اي ان قصد الانسان الحسن لا يشفع له في فعله لامر هو طيلة من وسائل الشرك او ذريعة من ذرائع الوقوع فيه ثم يقول ان ان قصده حسن لا يشفع له اتخاذه وسيلة تفضي آآ الى الشرك بالله سلامة المقصد. ومثل ذلك ايضا لا يشفع للانسان للبدع التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان بحجة سلامة المقصد وان نيته طيبة وانه لم يرد الا الخير سلامة المقصد لا يكفي في صحة العمل واستقامته وقبوله وفي قصة الذين النفر الذين انكر عليهم ابن مسعود رضي الله عنه وخبرهم في سنن ذكرهم لله عز وجل جماعة وامامهم حصى يعدون بها تلك الاذكار انكر لما انكر عليهم ذلك قالوا والله يا ابا عبد الرحمن ما اردت الا الخير. والله يا ابا عبدالرحمن ما اردنا الا الخير. فقال رضي الله عنه وهل كل من اراد ادرك وهل كل من اراد الخير ادركه؟ اي ليس كل من اراد الخير يدرك الخير. الا من وفقه الله سبحانه وتعالى لتحقيق امرين. الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول فمن عليه الصلاة والسلام فمن صنع ذلك ادرك الخير. واما من فارق السنة او فارق الاخلاص فقد فارق الخير لانه لا يستقيم الخير الا بالاخلاص للمعبود سبحانه وتعالى والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام نعم. قال رحمه الله تعالى وهذا يفيد الحذر من الغلو ووسائل الشرك وان كان القصد بها حسنا فان الشيطان ادخل اولئك في الشرك من باب الغلو في الصالحين والافراط في محبتهم كما قد وقع مثل ذلك في هذه الامة اظهر لهم الغلو والبدع في قالب تعظيم الصالحين ومحبتهم ليوقعهم فيما هو اعظم من ذلك من عبادتهم لهم من دون الله وفي رواية انهم قالوا ما عظم اولون هؤلاء الا وهم يرجون شفاعتهم عند الله. اي يرجون شفاعة اولئك الصالحين الذين صوروا تلك الاصنام على صورهم وسموها باسمائهم. نعم. ويكون الشيطان هو هو الذي القى فيهم ذلك ان ان الاولون ما صنعوا ذلك التعظيم وتشييد وضع تلك التماثيل الا انهم يرجون شفاعة هؤلاء. نعم. قال رحمه الله تعالى ومن هنا يعلم ان اتخاذ الشفعاء ورجاء شفاعتهم بطلبها منهم شرك بالله. طلبها منهم بطلبها منهم ان يذهب الى القبر ويخشع ويذل عند القبر ويناجي المقبور ويخاطبه ويرجوه ويسأله ويلح عليه وينكسر بين يديه. انا عائد بك يقول انا ارجوك انا لئذ ببال ما بك كل شفيع اشفع لي هذا من الشرك. لان هذا دعاء لغير الله والتجاء لغير الله وذل بين يدي الله سبحانه وتعالى وتقدم عندنا في باب الشفاعة ان الشفاعة ملك لله جل في علاه فلا الا منه ولا يلتجى في طلبها الا اليه. ومن اراد ان يشفع له النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين من عباد الله والملائكة فليطلب ذلك من الله. وليقل في دعائه والتجائه اللهم يا رب يلجأ الى الله شفع في انبيائك اجعلني ممن يشفع لهم اولياءك اللهم اجعل نبيك شفيعا لي يوم القيامة ونحو ذلك يلجأ الى الله لان الامر بيده وملكه سبحانه وتعالى لا يلجأ الى غيره فاذا لجأ الى غير الله داعيا وطالبا وسائلا ومتذللا فهذا هو الشرك. بالله سبحانه وتعالى نعم. قال رحمه الله تعالى ومن هنا يعلم ان اتخاذ الشفعاء ورجاء شفاعتهم بطلبها منهم شرك بالله كما تقدم بيانه في الايات المحكمات نعم في باب الشفاعة قال المصنف رحمه الله تعالى وقال ابن القيم قال غير واحد من لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الامد فعبدوهم. قوله وقال ابن القيم هو الامام علامة محمد بن ابي بكر بن ايوب الزرعي الدمشقي المعروف بابن قيم الجوزية. قال الحافظ السخوي العلامة حجة المتقدم في سعة العلم ومعرفة الخلاف وقوة الجنان المجمع عليه بين الموافق والمخالف صاحب التصانيف والمحاسن الجمة مات سنة احدى وخمسين وسبعمائة. قوله قال غير واحد من السلف هو بمعنى ما ذكره البخاري وابن جرير الا انه ذكر عكوفهم على قبورهم قبل تصويرهم تماثيلهم. وذلك من وسائل الشرك بل هو الشرك. قولها قوله عن ابن القيم قول السخاوي المجمع عليه بين الموافق والمخالف بالموافق والمخالف يعني كثير ممن يخالفونه رحمه الله تعالى في عقيدته لم يستغنوا عن كثير من كتبه. تجد فيها كثيرا من كتبه يقتنونها مع انهم يخالفونه في اه الاعتقاد مثل كتابه مثلا زاد المعاد وكتبه ايضا التربوية وكثير من كتبه رحمه الله تعالى تجد اقبالا عظيما عليها في اقتنائها وقرائتها والافادة منها من الموافق والمخالف نعم قال رحمه الله تعالى قوله قال غير واحد من السلف هو بمعنى ما ذكره البخاري وابن جرير الا انه ذكر على قبورهم قبل تصويرهم تماثيلهم. وذلك من وسائل الشرك. هذا هذا من طريقة ابن القيم معهودة رحمه الله تعالى في كتبه يلخص اقاويل السلف يعني تجد للسلف رحمهم الله اقاويل في معنى الاية فيأتي بجملة فيها خلاصة اقاويل السلف رحمهم الله تعالى في معنى الاية نعم. قال رحمه الله تعالى قوله قال غير واحد من السلف هو بمعنى ما ذكره البخاري وابن جرير الا انه ذكر وقوفهم على قبورهم قبل تصويرهم تماثيلهم. وذلك من وسائل الشرك بل هو شرك. لان العكوف لله في المساجد عبادة فاذا عكفوا على القبور صار عكوفهم تعظيما ومحبة عبادة لها. وهذا فيه ان الشيطان تدرج معهم في ايقاع وايقاع الاجيال الاتي بعدهم في الشرك بالله. فبدأ بالعكوف. عند والعكوف والمكث. المكث الطويل عند القبور. وبدأ مع هؤلاء في هذا العكوف من باب الذكرى لهؤلاء واستحضار المحاسن محاسن هؤلاء جهودهم وذكر محبتهم ثم نقلهم الى اتخاذ التماثيل التماثيل لهؤلاء وهكذا حتى آآ شاع الشرك وانتشر في الارظ الى ان بلغ المبلغ الذي ذكر في الاية نفسها وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد ظلوا كثيرا نعم. قال رحمه الله تعالى قوله ثم طال عليهم الامد فعبدوهم. اي طال عليهم الزمان وسبب تلك العبادة والموصل اليها هو ما جرى من الاولين من التعظيم في العكوف على قبورهم ونصب صورهم في مجالسهم فصارت بذلك اوثانا تعبد من دون الله كما ترجم به المصنف رحمه الله تعالى فانهم تركوا بذلك دين فانهم تركوا وبذلك دين الاسلام الذي كان اولئك عليه قبل حدوث وسائل هذا الشرك فكفروا بعبادة تلك الصور واتخاذهم شفعاء وهذا اول شرك ان حدث في الارض قال القرطبي وانما صور اوائلهم الصور ليتأسوا بها ويتذكروا افعالهم الصالحة. فيجتهدوا جهادهم ويعبدوا الله عند قبورهم ثم خلفهم قوم جهلوا مرادهم ووسوس لهم الشيطان ان اسلافكم كانوا يعبدون هذه ويعظمونها انتهى. قال ابن القيم رحمه الله تعالى وما زال الشيطان يوحي الى عباد القبور ويلقي اليهم ان البناء والعكوف عليها من محبة اهل القبور من الانبياء والصالحين. وان الدعاء عندها مستجاب ثم ينقلهم من هذه المرتبة الى به والاقسام على الله به فان شأن الله اعظم فان شأن الله اعظم من ان يقسم عليه او يسأل باحد من خلقه فاذا تقرر ذلك عندهم نقلهم منه الى دعائه وعبادته. وسؤاله الشفاعة من دون الله واتخاذ قبره وثنا تعلق عليه القناديل والستور ويطاف به ويستلم ويقبل ويحج اليه ويذبح عنده فاذا تقرر ذلك عندهم نقله منه الى دعاء الناس الى عبادته واتخاذه عيدا ومنسكا ورأوا ان ذلك انفع لهم في واخرى في دنياهم واخراهم. وكل هذا مما قد علم بالاضطرار من دين الاسلام انه مضاد لما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من تجريد التوحيد والا والا يعبد الا الله. فاذا تقرر ذلك عندهم نقلهم منه الى ان من نهى عن ذلك فقد تنقص اهل الرتب. فقد تنقص اهل الرتب العالية وحطهم عن منزلتهم. وزعم انهم لا حرمة لهم ولا وغضب المشركون واشمأزت قلوبهم كما قال تعالى واذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون. انظر يعني انظر الان التدرج بهؤلاء او خطوات الشيطان التي يسلكها مع الانسان اول ما يبدأ يلقي الى الناس ان البناء على قبورهم والعكوف عندها هذا جزء من محبتهم. وان من لا يفعل ذلك لا يحب الصالحين وليس فيه محبة للصالحين فاذا فعل ذلك انتقل معاوين الخطوة الاخرى ان اعمال الشيطان خطوات فينتقل معهم الى الخطوة الاخرى وهي ان الدعاء عند قبورهم مستجاب لما لهم من مكانة ومنزلة فالدعاء او تحري الدعاء عند قبورهم هذا من اسباب اجابة الدعاء. فاذا فعلوا ذلك نقلهم الى مرتبة اخرى وهي الدعاء بهم بالمقبورين. والتوسل الى الله تبارك وتعالى بهم بالجاه والمكانة والذات والمنزلة الى اخره. والاقسام على الله بهم. فاذا تقرر عندهم ذلك نقلهم الى امر اعظم وهو دعاء هؤلاء من دون الله والاستغاثة بهم وسؤالهم الشفاعة فاذا فعلوا ذلك نقلهم الى دعوة الناس الى ذلك واتخاذ تلك القبور آآ آآ اه اوثانا تعبد ويدعى الى عبادتها من دون الله سبحانه وتعالى. فاذا تقرر ذلك لهم من ان الذي ينهى عن ذلك ويحذر من ذلك لا حرمة الصالحين عنده ولا مكانة فهذه كلها خطوات آآ للشيطان يتدرج بها مع هؤلاء خطوة تلو الاخرى. نعم قال رحمه الله تعالى وسرى ذلك في نفوس كثير من الجهال والطعام وكثير مما ينتسب الى العلم والدين حتى عادوا اهل التوحيد ورموهم بالعظائم ونفروا الناس عنهم ووانوا اهل الشرك وعظموهم وزعموا انهم اولياء وزعموا ان انهم اولياء الله وانصار دينه ورسوله. ويأبى الله ذلك وما كانوا اولياءه. ان اولياءه الا المتقون انتهى كلام شمس الدين ابن القيم رحمه الله تعالى. نعم نقلا من كتابه اغاثة الله فان ويراجع آآ اه الكتاب فان قبل هذا وبعده كلام عظيم جدا يتعلق بهذه المسألة وكيف ان اه الشيطان سلك هذه الوسائل والطرائق في ايقاع الناس في الاشراك بالله سبحانه وتعالى وكتاب ابن القيم هذا كتاب عظيم النفع الكبير الفائدة اغاثة الله فان من الشيطان. وبالمناسبة كان من اه طريقة كثير من اهل العلم مع اه مثل هذه الكتب المفيدة ان يلخص طالب العلم الكتاب لنفسه وهذه طريقة حقيقة نافعة جدا. وانصح بها فمثل كتاب اغاثة الله فان لو عملت ملخصا للكتاب تقرأ وتلخص فان آآ هذه الطريقة تمكن الافادة من الكتاب تمكينا عظيما. وسلك كثير من الائمة هذا المسلك بل ان مسلكهم ذلك صار فيما بعد ملخصاتهم ومنتقاياتهم كتب اهل العلم كتبا مطبوعة ينتفع بها طلاب العلم. بل اعجب من ذلك ان بعض الكتب التي لخصت فقدت ولم يبق الا الملخص لها. لكن الشاهد من ذلك ان التلخيص نفسه طريقة من طرائق ضبط العلم سلكه آآ اهل العلم رحمهم الله تعالى وكتاب اغاثة اللهفان للامام القيم كتاب حقيقة عظيم النفع وارشح هذا الكتاب لان يلخص في هذه الاجازة اجازة الصيف يكون من جملة برامج طالب العلم في هذه الاجازة ينفعه الله سبحانه وتعالى بذلك نفعا عظيما. اسأل الله ان ينفعنا اجمعين. وان يوفقنا اجمعين لما يحبه ويرضاه من تزيد الاقوال وصالح الاعمال وان يصلح لنا النية والعمل وان يغفر لنا ذنبنا كله وان يهدينا صراطا مستقيما والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين اعصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا