الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. فيقول العلامة عبدالرحمن ابن الحسن رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين. يقول في كتابه فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد وفي القصة فوائد ذكرها المصنف رحمه الله تعالى منها ان من فهم هذا الباب وبابين بعده تبين له غربة ورأى من قدرة الله وتقليبه للقلوب العجب. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد من عادة المصنف شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ان يتبع كل ترجمة بالمسائل المستفادة منها وفي هذا الموضع ساق الشارح الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى ما ذكره المصنف رحمه الله من مسائل تستفاد من هذه الترجمة بدأها بهذه الفائدة ان من فهم هذا الباب وبابين بعده من فهم هذا الباب هو بابين بعده تبين له قربة الاسلام ورأى من قدرة الله وتقليبه القلوب العجب اي ان من يتأمل هذه الابواب الثلاثة ويفهمها جيدا ثم ينظر الى واقع كثير من الناس يدرك فعلا غربة الدين وبعد كثير منهم عن العقيدة الصافية والتوحيد الخالص الذي بعثت به انبياء الله ورسله الكرام عليهم صلوات الله وسلامه وايضا يدرك حاجة الامة الى مثل هذه الابواب تعليما وتفقيها وتبصيرا بدين الله عز وجل لان كثيرا من العوام غيبوا عن حقائق الدين خرافات ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان وضلالات تكلفها اشياخ الضلالة وائمة الباطل قد قال عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين نعم قال رحمه الله ومنها ان اول شرك حدث في الارض سببه محبة الصالحين اي المحبة التي فيها غلو. وهذا تقدم معنا في ما ساقه رحمه الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنهما في بيان سبب اول شرك حصل في البشرية قال رحمه الله ومنها معرفة اول شيء غير به دين الانبياء. ومنها معرفة اول شيء غير به دين الانبياء الدين الانبياء هو التوحيد غير هذا الدين بالغلو في الصالحين والرفع لهم فوق مكانتهم الى ان اتخذوا اندادا من دون الله قال ومنها معرفة سبب قبول البدع مع كون الشرائع والفطر تردها. وان سبب ذلك كله مزج الحق بالباطل بامرين الاول محبة الصالحين والثاني فعل اناس من اهل العلم والدين شيئا ارادوا به خيرا فظن من بعدهم ان ارادوا به غيره. هذا بين فيه رحمه الله تعالى سبب رواج البدع ودروجها بين الناس مع انها بدع مخالفة للدين مصادمة للشرع. كيف تقبل وكيف يقبل عليها الناس مع مع مصادمتها لشرع الله سبحانه وتعالى وانكار الفطر السليمة لها قال سبب ذلك امرين سببه مزج حق بالباطل بامرين الاول محبة الصالحين. وهذا الذي دخل منه الشيطان على الناس في اول شرك حصل في البشرية ومحبة الصالحين مطلوبة والغلو في هذه المحبة بتجاوز الحد محرم فدخل من هذا المدخل دخل من مدخل محبة الصالحين الى ان حول هذه المحبة الى غلو الى غلو فيهم والثاني فعل اناس من اهل العلم والدين شيئا ارادوا به خيرا فظن من بعدهم انهم ارادوا غيره يشير الى ما صنعه اولئك في الزمن الاول ان صنعوا لاولئك الصالحين الخمسة تماثيل ارادوا بصنعها خيرا طوئا وهو انهم عندما يرون تلك التماثيل يذكرون هؤلاء الصالحين ويذكرون فضلهم ويذكرون نصحهم ودعوتهم ويكون رؤيتهم لصورهم بزعمهم نوع من التذكير لهم بالله. كما كانت حال اولئك الصالحين في دعوتهم لهؤلاء ارادوا بذلك خيرا لكن ليس كل من اراد الخير ادركه وانما الذي يدرك الخير من يوافق طريق امام الخير صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال فظن من بعدهم انهم ارادوا غيره. فظن من بعدهم انهم ارادوا غيره وهذا ايضا يبين لنا خطورة ما يقوم به العالم او العابد من عمل وان عمله هذا ربما يجني على خلق وخلق في سلوكهم و عبادتهم وتقربهم الى الله سبحانه وتعالى ان لم يزن عمله بميزان الكتاب والسنة. نعم. قال رحمه الله ومنها معرفة جبلة الانسان في كون الحق ينقص في قلبه الباطل يزيد اي في الغالب. نعم هذا في الغالب وما اكثر الناس. ولو حرصت بمؤمنين في الغالب هذه حال الناس ان الحق ينقص في قلبه والباطل يزيد الا من رحم الله الا من رحم الله ممن اصطفاهم الله عز وجل واجتباهم فانهم لا يزالون يزدادون ايمانا الى ايمانهم وهدى الى هداهم. والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والا الغالب كما ذكر رحمه الله تعالى ينقص في الحق في قلوبهم ويزيد الباطل نعم. قال رحمه الله ومنها ان فيها شاهدا لما نقل عن السلف ان البدعة سبب الكفر وانها احب الى ابليس من معصية لان المعصية قد يتاب منها والبدعة لا يتاب منها. البدعة لا يتاب منها لان صاحبها يراها قا وقربة الى الله سبحانه وتعالى. اما المعصية فان صاحبها يراها معصية واذا نوصح فيها قال للناصح ادع الله ان يهديني اما صاحب البدعة اذا نهي عن بدعته نافح عنها ودافع لانه يراها هي الحق وان ما سواها هو الباطل وفي الحديث ان الله احتجز التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعة نعم. قال رحمه الله ومنها معرفة الشيطان بما تؤول اليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل. نعم ولهذا وضع لهم البدعة اولا وانتهى الامر في الاجيال التي بعدهم الى الشرك. بالله سبحانه وتعالى فالشيطان يعرف ما تؤول اليه البدعة وان البدعة كما قال السلف قديما بريد الكفر فتكون الخطوة الاولى بدعة وحدث في دين الله ثم الخطوة التي تليها شرك وكفر بالله سبحانه وتعالى نعم. قال رحمه الله منها معرفة القاعدة الكلية وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول اليه اي من الشرك. نعم مما يستفاد من اه هذه القصة اه خطورة الغلو في الدين والغلو في الصالحين وان وانه من اعظم الوسائل المفظية بالناس الى الشرك بالله سبحانه وتعالى نعم. قال رحمه الله ومنها النهي عن التماثيل والحكمة في ازالتها النهي عن التماثيل والحكمة في ازالتها اي ان الحكمة من ازالتها غلق باب الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى لان وضع التماثيل للصالحين واهل الفضل هذي بوابة للشرك والدخول في عبادة غير الله سبحانه وتعالى. فجاءت الشريعة بالامر بازالة التماثيل نعم قال رحمه الله ومنها معرفة عظم شأن هذه القصة وشدة الحاجة اليها مع الغفلة عنها ومنها وهي قال ومنها وهي اعجب واعجب قراءتهم اياها في كتب التفسير والحديث. ومعرفتهم لمعنى الكلام وكون الله حال بينهم وبين حتى اعتقدوا ان فعل قوم نوح هو افضل العبادات. واعتقدوا ان نهي الله ورسوله هو الكفر المبيح للدم والمال يعني لو نهاهم نهي بنهي الله لهم عن الشرك لكفروه واستحلوا دمه وماله بذلك. هذه مصيبة عظيمة. مصيبة عظيمة جدا ان انه يوجد ممن يكون مشتغلا بالقرآن قراءة واقراء وتعليما بل من يكون مشتغلا بتفسير القرآن وتفهيم معانيه ودلالاته ومع ذلك يكون في هذا الباب على طريقة هؤلاء الضلال من الغلو في الصالحين والتعلق بهم وصرف العبادة لهم وهذه والله مصيبة عظيمة وطمس في القلب ان ان ان يشتغل بالقرآن وتفسير القرآن ثم يأتي في هذا الموضع الذي هو اعظم ما يكون توحيد الله سبحانه وتعالى فيعظم من شأن الغلو فالصالحين بل يعظم من شأن التعلق بهم ومناجاتهم بل يوجد من يدعو الى الاستغاثة بهم من دون الله سبحانه وتعالى مع اشتغاله بتفسير القرآن وهذه مصيبة عظيمة جدا وهي اعجب العجب كما قال رحمه الله تعالى قراءتهم اياها في كتب التفسير والحديث ومعرفتهم لمعنى الكلام ليسوا جهال وكون الله حال بين قلوبهم حتى اعتقدوا ان فعل قوم نوح هو هو افضل العبادة فعل قوم نوح الغلو في الصالحين اعتقدوه افضل عبادة واعتقدوا ان نهي الله ورسوله هو الكفر المبين للدم والمال انتهى كلام الشيخ المصنف قال الشارح موضحا الجملة الاخيرة قال يعني لو نهاهم ناه بنهي الله لهم عن الشرك لكفروه واستحلوا دمه وماله بذلك. لماذا لانهم يعتقدون ان هذا الذي نهاهم عنه هو التوحيد وهو العمل الصالح المقرب الى الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله ومنها التصريح بانهم لم يريدوا الا الشفاعة. ومنها التصريح بانهم لم يريدوا الا الشفاعة يعني باتخاذهم لهؤلاء الصالحين ارادوا ان يستفيدوا من صلاحهم ومنزلتهم عند الله ان يكونوا لهم شفعاء عند الله جل وعلا ففيه التصريح بانهم لم يريدوا الا الشفاعة وهذا صنيع المشركين كما قال الله ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاء عند الله؟ نعم قال رحمه الله منها ظنهم ان الذين صوروا الصور ارادوا ذلك. يقصد الجيل الذي جاء بعد اه هؤلاء الذين صوروا الصور ظنوا ان انهم ارادوا ذلك اي ارادوا ان يستغاث بهم ويلتجأ اليهم ظنوا ذلك وهذه هي الخطوة الاخرى التي ارادها الشيطان عندما دعا هؤلاء لصنع تلك التماثيل نعم. قال رحمه الله ومنها التصريح بانها لم تعبد حتى نسي العلم. ففيها معرفة قدر وجوده فضرة فقده. فيها التصريح بانها اي التماثيل لم تعبد حتى نسي العلم تنسخ العلم ودرس قال ففي ذلك معرفة قدر وجوده وان وجود العلم باذن الله سبحانه وتعالى عصمة للناس والمجتمعات من الباطل ولا يزال المجتمع والبندة بخير اذا وجد فيها عالم ناصح او طالب علم ناصح يبصرهم بالدين ويفهمهم التوحيد وينهاهم عن الشرك وينصح لهم في دين الله لا يزال آآ اهل البلدة بخير ما دام فيهم باذن الله سبحانه وتعالى من يحمل راية التوحيد والنصح في دين الله سبحانه وتعالى واما اذا غاب العلم بغياب حملته والدعاة اليه ظل الناس لان مثل الناس هو العلم او مثل الناس هو العالم مثل جماعة فيما فازه في ليلة ظلماء وفيها الاشياء المهلكة الكثيرة فمثل حال في تلك المفازة مع العالم كرجل جاء بمصباح وسار امامهم يضيء لهم الطريق فهذا مثل العالم فاذا ذهب هذا الذي يضيء لهم الطريق بنور من الله سبحانه وتعالى وعلم اتاه الله جل وعلا اياه. والا ظل الناس ولهذا قال بعض السلف في بيان مكانة العلماء وحاجة الامة اليهم لولا العلماء اي منة الله على الناس بالعلما لولا العلماء لكان الناس مثل البهائم نعم قال رحمه الله ومنها ان سبب فقد العلم موت العلماء نعم كما جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان الله لا ينتزع هذا العلم انتزاعا من صدور الرجال ولكن ينتزعه بقبض العلماء نعم. قال رحمه الله ومنها رد الشبه التي يسميها اهل الكلام عقليات. ويدفعون بها ما جاء به الكتاب والسنة من توحيد الصفات واثباتها على ما يليق بجلال الله وعظمته وكبريائه. نعم لان لان هؤلاء بنوا ما قاموا به من عمل دعاهم الى الشيطان على العقول العقول الفاسدة فالظن ان تلك الممارسات التي قاموا بها هي من التعظيم للصالحين ومن الاظهار لمحبتهم والا لو انهم تركوا ما دعتهم اليه تلك العقول الفاسدة وعولوا على الوحي المنزل لوجدوا فيه المنع من ذلك والتحذير منه. نعم قال رحمه الله ومنها مضرة التقليد. ومنها مضرة التقليد والتقليد هو الاخذ قول الغير بغير معرفة الحجة والدليل بغير معرفة بالحجة والدليل وهذا من اضر ما يكون على الانسان ان يكون مقلدا لغيره دون متبصرا امر الحجة والدليل نعم قال رحمه الله ومنها ضرورة الامة الى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علما وعملا بما يدل عليه الكتاب والسنة فان ضرورة العبد الى ذلك فوق كل ضرورة. نعم فوق كل ضرورة ضرورة الامة الى ما جاء به الرسول اشد من ضرورتهم الى الماء والشراب الغذاء واللباس وجميع الضرورات والحاجات لان ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام به حياتهم الحقيقية كما قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. نعم قال قال المصنف رحمه الله تعالى وعن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله اخرجاه. قوله عن عمر هو ابن الخطاب ابن النفيل ابن من وفاء مصغرة العدوي امير المؤمنين. وافضل الصحابة بعد الصديق رضي الله عنهم. الخلافة عشر سنين ونصفا فامتلأت الدنيا عدلا وفتحت في ايامه ممالك كسرى وقيصر واستشهد في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين رضي الله عنه قوله لا تطرني كما ابو بكر وعمر ليس افضل هذه الامة فقط بل هما افظل الناس في جميع الامم بعد النبيين كما صح بذلكم الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ابو بكر وعمر سيد كهول اهل الجنة في الاولين والاخرين عدا النبيين. نعم قوله لا تطرني كما اطرت النصارى ابن مريم الاطراء مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه. قاله ابو السعادات وقال غيره اي لا تمدحوني بالباطل ولا تجاوزوا الحد في مدحي. نعم هذا فيه النهي عن الاطراء قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم. والاطراه مجاوزة الحد. في المدح فنهى صلوات الله وسلامه عليه امته عن اطرائه اي عن مجاوزة الحد في مدحه والثناء عليه عن مجاوزة الحد في مدحه والثناء عليه باي تجاوز كان سواء بما كان من النصارى من ادعاء في عيسى انه الله او انه ابن للاله او انه ثالث ثلاثة او اي تجاوز اخر فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اطرائه قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم نعم قال رحمه الله قوله انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله اي لا تمدحوني فتغلو في مدحي كما غنت النصارى في عيسى عليه السلام فادعوا فيه الالهية وانما انا عبد الله فصفوني بذلك كما وصفني ربي فقولوا عبد الله ورسوله قال فقولوا عبد الله ورسوله. فهذه الكلمة تظبط للمرء وسطيته في هذا الباب بين الغلو والجفاء والافراط والتفريط لان من امن بانه صلى الله عليه وسلم عبد لم يغلو فيه ولم يعطي شيئا او يصرف له شيئا من خصائص الرب او حقوقه سبحانه وتعالى فالعبد لا يعبد ومن امن بانه رسول من رب العالمين عرف حقه وعظمه التعظيم اللائق به واتبعه فسلم بذلك من الجفاء ففي الايمان بانه عبد سلامة من الغلو وفي الايمان بانه رسول سلامة من الجفاء ودين الله سبحانه وتعالى وسط بين الغلو والجفاء والافراط والتفريط. نعم قال رحمه الله فابى المشركون الا مخالفة امره وارتكاب نهيه فعظموه بما نهاهم عنه وحذرهم منه وناقضوه مناقضة وشاقوه اعظم شاقة. وظاهروا النصارى في غلوهم وشركهم ووقعوا في المحاذير. وجرى منهم من الغلو والشرك شعرا ونثرا ما يطول عده وصنفوا فيه مصنفات. وكثير من هؤلاء الذين اشار اليهم اه السارح رحمه الله تعالى بلغهم هذا الحديث لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم بلغهم نهي النبي عليه الصلاة والسلام عن الاطراء بلغهم ذلك وعرفوا الحديث معرفة جيدة لكنهم اصروا على الاطراء ومجاوزة الحد حتى ان بعضهم تكلف في رد الحديث تكلف في رد هذا الحديث الذي ينهى فيه النبي عليه الصلاة والسلام عن الاطراء وفتح بتكلفه ذلك بابا من الخطر على الجهال والعوام في المغالاة في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام وقبول القصائد التي فيها الغلو والمدح فيه صلوات الله وسلامه عليه من ذلكم قول صاحب البردة وهي قصيدة قائمة على الغلو. البردة قصيدة وابيات قائمة على الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم قائمة على المخالفة لهذا الحديث لا تطروني لكن ماذا قال صاحب البردة؟ مع ان انه يدرك ان في في قصيدته غلو في حق النبي عليه الصلاة والسلام قال فيها دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكمي يعني لا تقل انه ابن الله حصر الحديث حصر الحديث في هذه المقالة لا لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم اي ان قال الحديث المراد به ان لا تقول مثل ما قال النصارى في ابن مريم بانه ابن لله بعد ذلك قل ما شئت امدح على كيفك قل ما شئت لا يردك شيء في المدح. المهم لا تقول مثل ما لا تقل مثل ما قال آآ النصارى في نبيهم اي انه لله وما عدا ذلك قل ما شئت من المدح قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن صاحب هذا الكتاب وقد ذكر هذا البيت في بعض رسائله قال وهو قد فتح ببيته هذا باب الغلو والشرك قال رحمه الله وهو قد فتح ببيته هذا باب الغلو والشرك لان الحديث زاجر الحديث زاجر وواضح لا تطروني فجاء هذا الرجل ببيته هذا والغى عند كثير من الناس ما في هذا الحديث من زجر عن الاطرا وخص الحديث وحصره في مقالة النصارى في نبيهم وهي انه ابن لله او انه ثالث ثلاثة قال وما عدا ذلك؟ قل ما شئت بدون خطام وبدون زمام قل ما شئت المدح والاطراء قل ما شئت مدحا بدون خطام ولا زمام ولهذا هو نفسه في نفس البردة يقول مناجيا رسول الله صلى الله عليه وسلم يا اكرم الخلق ما لي من الوذ به سواك عند حلول الحادث العمم. وان من جودك الدنيا وضرتها وان من علومك علم اللوح والقلم. ارأيتم لو ان القائل قال في مناجاته لربه سبحانه يا خالق الخلق مالي من الوذ به سواك عند حلول الحادث العمم وان من جودك الدنيا وضرتها وان من علومك علم اللوح والقلم ماذا يكون الكلام لو ان قائلا في مناجاته قال يا خالق الخلق يناجي رب العالمين بهذه الكلمات اي شيء يكون كلامهم؟ اليس هو التوحيد اليس هو الاخلاص اليس هو صدق اللجوء الى الله عز وجل والتعظيم له وذكر اوصافه من جودك الدنيا اي يا الله وضرتها اي الاخرة من علوم يا الله علم اللوح والقلم هذه مناجاة عظيمة لله سبحانه وتعالى فهذا هو التوحيد والتوحيد اذا جعل لغير الله ماذا ماذا يسمى هذا هو فاذا جعل حق الله لغير الله كائنا من كان فهو الشرك الذي حرمه الله ولهذا فتح هذا الرجل بهذا البيت على الناس مثل ما ذكر الشارح رحمه الله تعالى باب الغلو والشرك فتح باب الغلو والشرك وهذه البردة لا يزال في الناس من يعظمها ربما احيانا اكثر من تعظيمهم للقرآن الكريم نعم قال رحمه الله وقد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله تعالى عن بعض اهل زمانه انه جوز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يستغاث فيه بالله وصنف في ذلك مصنفات رده شيخ الاسلام ورده موجود بحمد الله. ويقول انه يعلم مفاتيح الغيب التي لا يعلمها الا الله. وذكر عنها وذكر عنهم اشياء من هذا النمط. نعوذ بالله من عمل بصيرة وقد اشتهر في نظم البوصيري قوله يا اكرم الخلق مالي من الوذ به سواك عند حلول الحادث العمم وما بعده من الابيات التي مضمونها اخلاص الدعاء واللياد والرجاء والاعتماد في اضيق الحالات واعظم الاضطرار لغير الله. لان لان هذه هذه الابيات كلها التجاء للرسول عليه الصلاة والسلام ومناجاة له واستغاثة به وصفا له بصفات ليست الا لله ان من وان من جودك الدنيا وضرتها وان من علومك علم اللوح والقلم. هذا كله فيه تشبيه للرسول بالله في الالوهية والربوبية والاسماء الصفات نعم فناقضوا الرسول صلى الله عليه وسلم في ارتكاب ما نهى عنه اعظم مناقضة وشاقوا الله ورسوله اعظم مشاقه. وذلك ان اظهر لهم هذا الشرك العظيم في قالب محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه. واظهر لهم التوحيد والاخلاص الذي بعثه الله به في قالب تنقيصه. وهؤلاء المشركون هم المتنقصون الناقصون. افرطوا في تعظيمه بما نهاهم اشد النهي وفرطوا في متابعته فلم يعبأوا باقواله وافعاله. ولا رضوا بحكمه ولا سلموا له. وانما يحصل تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم بتعظيم امره ونهيه والاهتداء بهديه واتباع سنته والدعوة الى دينه الذي دعا اليه ونصرته وموالاة من عمل به ومعاداة من خالفه. فعكس اولئك المشركون ما اراد الله ورسوله علما وعملا وارتكبوا نهى الله عنه ورسوله فالله المستعان قال المصنف رحمه الله تعالى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو هذا الحديث ذكره المصنف بدون ذكر راويه. وقد رواه الامام احمد والترمذي وابن ماجة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وهذا لفظ رواية احمد عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة جمع هلم فلقطت له حصيات هن هن حصى الخذف. فلما وضعتهن في يده قال نعم بامثال هؤلاء. واياكم والغلو في فانما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين. قال شيخ الاسلام هذا عام في جميع انواع الغلو في الاعتقادات والاعمال وسبب هذا اللفظ العام رمي الجمار وهو داخل فيه. مثل الرمي بالحجارة الكبار بناء على انه ابلغ من الصغار ثم علله يقتضي مجانبة هدي من كان قبلنا ابعادا عن الوقوع فيما هلكوا به. وان المشاركة لهم في بعض هديهم يخاف عليه من الهلاك رمي الجمار الذي هو سبب الحديث هو نفسه تجد في في الناس من عنده غلو في الرمي ومنهم من عنده جفاء من الناس من عنده غلو برمي الحجارة مثل ما اشار آآ الشارح والجفاء منهم من يترك الرمي اصلا او يوكل من يرمي عنه وهو قادر مثلا على الرمي هذا كله من الجفاء والتفريط فالرمي نفسه الذي هو سبب الحديث فيه الغلو والجفاء وفيه الوسط وخيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها. وبهذه المناسبة لما اراهم عليه الصلاة والسلام الحصيات التي جمعت قال بمثل هذا فرم واياكم والغلو فحذر من من الغلو تحذيرا عاما يتناول بعمومه هذه الجزئية التي رمي الجمار يتناول كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله جميع انواع الغلو في الاعتقادات والاعمال حذر تحذيرا عاما منه واياكم والغلو وبين عليه الصلاة والسلام ان هذا الغلو هو سبب هلكت الامم من قبلنا نعم قال المصنف رحمه الله تعالى ولمسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلك المتنطعون قالها ثلاثا. قال الخطابي رحمه الله التنطع التعمق في الشيء والمتكلف البحث عن على مذاهب اهل الكلام الداخلين فيما لا يعنيهم الخائضين فيما لا تبلغه عقولهم. ومن التنطع الامتناع من مطلقا كالذي يمتنع من اكل اللحم والخبز ومن لبس الكتان والقطن ولا يلبس الا الصوف ويمتنع من نكاح النساء تظن ان هذا من الزهد المستحب. قال الشيخ تقي الدين فهذا جهل جاهل ضال. انتهى. وقال ابن القيم رحمه الله تعالى طارق الغزالي والمتنطعون في البحث والاقتصاد فين؟ والمتنطعون في البحث في البحث والاستقصاء. نعم. وقال ابو السعادات هم المتعمقون الغالون في الكلام المتكلمون قاصي حلوقهم مأخوذ من النطع وهو الغار الاعلى من الفم. ثم استعمل في كل متنطع قولا وفعلا. وقال فيه كراهة التقعر في الكلام بالتشدق وتكلف الفصاحة واستعمال وحشي اللغة ودقائق الاعراب في بمخالطة العوام ونحو في مخاطبة العوام ونحوهم قوله قالها ثلاثة اي قال هذه الكلمة ثلاث مرات مبالغة في التعليم والابلاغ فقد بلغ البلاغ المبين صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. ومن هؤلاء المتنطعين الغلاة في المدح يتركون السنن الواضحة والاحاديث البينة في ذكر مناقب النبي عليه الصلاة والسلام وخصاله العظيمة وفضائله الجليلة وشرفه ومكانته العلية يتركون تلك المناقب والفضائل يذهبون الى المغالاة فيه ومدحه باوصاف وخصائص ليست الا لله سبحانه وتعالى وهذا من اعظم التنطع والتكلف والغلو في دين الله سبحانه وتعالى وهو من اعظم من اعظم اسباب هلاك الناس بوقوعهم في الشرك بالله سبحانه وتعالى وهذا الذي لاجله ساق المصنف رحمه الله تعالى في هذا الباب ان سبب هلاك بني ادم وتركهم اه دينهم الغلو في الصالحين التنطع في المغالاة في الصالحين والمدح لهم والثناء عليهم التعظيم لهم واعطائهم من الصفات فوق حدهم هو الذي يفضي بالناس الى اه الشرك بالله سبحانه وتعالى اللهم اصلح احوالنا اجمعين واهدنا اليك صراطا مستقيما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير ما زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك. ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا. واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه