الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد قوله باب ما جاء ان الغلو في قبور الصالحين يصيرها اوثانا تعبد من دون الله. روى مالك في الموطأ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبياء مساجد هذا الحديث رواه مالك مرسلا عن زيد ابن اسلم عن عطاء ابن يسار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مقال الحديث ورواه ابن ابي شيبة في مصنفه عن ابن عجلان عن زيد ابن اسلم به ولم يذكر عطاء رواه البزار عن زيد عن عطاء عن ابي سعيد الخدري مرفوعا وله شاهد عند الامام احمد بسند بسنده عن سهيل ابن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه رفعه اللهم لا تجعل قبري وثناء لعن الله قوما اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد وان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم انا اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ونسألك التوفيق لما تحبه وترضى من سديد الاقوال وصالح الاعمال. اما بعد فهذه الترجمة عقدها المصنف رحمه الله تعالى تحذيرا من الغلو في الدين الموجب لهلاك العالمين. اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين والله عز وجل انما امر عباده ان يلزموا شرعه الذي دعاهم اليه وامرهم به وبعث به رسله عليهم صلوات الله وسلامه فمن زاد على ذلك وتجاوز حد الشريعة فقد غلى في دين الله تبارك وتعالى. ولا يشفع للمرء في غلوه ان يكون انما اراد الخير بذلك الغلو. فهذا لا يشفع له. فكم من مريد للخير لم يصبها ولم يدركها. وانما يكون ادراك الخير بلزوم هدي امام الخير صلوات الله وسلامه عليه وبالتقيد بما جاء به صلوات الله وسلامه عليه. والغلو وقع في الامم التي قبلنا قبل امة محمد صلى الله عليه وسلم فاهلكهم. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم امته من الغلو في الدين لئلا يهلكهم كما اهلك الذين من قبلهم ومن اخطر انواع الغلو الموجبة للهلاك الغلو في قبور الصالحين. وذلك كما لا يخفى ان الصالحين لهم في قلوب الناس مكانة. ولهم في قلوب الناس منزلة فاذا وقع من الناس على اثر موت الصالحين او احدهم غلو فيه بالتشييد على قبره وتزيينه وزخرفته وغير ذلك فان مثل هذا الغلو في قبور الصالحين يصيرها اوثانا تعبد من دون الله تبارك وتعالى. فجاءت الشريعة بالنهي عن ذلك والتحذير منه سدا لابواب الشرك. لان هذا لان هذا الصنيع وهذا الغلو يفضي بالناس الى الاشراك بالله سبحانه وتعالى واتخاذ تلك القبور اوثانا تعبد من دون الله تبارك وتعالى. وقد دعا نبينا عليه الصلاة والسلام ربه الا يجعل قبره وثنا يعبد. الا يجعل قبره وثنا يعبد. قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اتخذ اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. اشتد غضب الله اي ان الله عز وجل قد غضب على من كانوا كذلك غضبا شديدا من اتخذوا قبور انبياء يا هم مساجد واتخاذ القبور مساجد يكون باحدى طريقتين اما تحري العبادة عندها اما بتحري العبادة عندها بحيث تؤدى العبادات والقرب عند القبور او ببناء المساجد عليها او ببناء المساجد عليها. وهذا امر جاء فيه اللعن. كما قال عليه الصلاة لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد نعم. قال رحمه الله الله تعالى قوله روى مالك في الموطأ هو الامام مالك ابن انس ابن مالك ابن ابي عامر ابن عمر الاصبحي ابو عبد الله المدني امام دار الهجرة واحد الائمة الاربعة واحد المتقنين حتى قال البخاري الاسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر. مات سنة تسع وسبعين ومئة وكان مولده سنة ثلاث وتسعين وقيل اربع وتسعين قال الواقدي بلغ تسعين سنة. قوله اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد قد استجاب الله على دعائه كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الكافية الشافية. فاجاب رب العالمين دعاءه واحاطه بثلاثة الجدران حتى غدت ارجاؤه بدعائه في عزة وحماية وصيان. نعم هذه دعوة دعا بها نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. والله جل وعلا استجاب دعاءه. استجاب دعاءه فان قبر النبي صلوات الله وسلامه عليه صار كما قال ابن القيم الله في عزة وحماية وصيان. وهذا من استجابة الله لدعوة نبيه. عليه الصلاة والسلام. من جعل الله قبر نبيه في عزة وحماية وصيان. وهذه العزة والحماية والصيان الى قيام الساعة. والله سبحانه وتعالى صان قبره. نبيه عليه الصلاة والسلام وحفظه. واجاب دعوة نبيه بان لا يجعل قبره وثنا يعبد. ولهذا من قديم احيط القبر بثلاثة جذر احيط بثلاثة جدر جدار من وراء جدار. ولهذا القبر نفسه لا يصل اليه احد. لا يصل اليه احد. بل لا يتمكن من الاقتراب منه لانه بينه وبينه ثلاثة جدر وهذا كله من صيانة رب العالمين وحماية لقبر نبيه عليه الصلاة والسلام. والممارسات الخاطئة المخالفة بالشرع المصادمة للدين هذه تبقى بعيدة عن القبر. اذا وقعت من الجهال و الظلال فانها تقع بعيدة عن القبر اما القبر ذاته فالله وصانه وحماه فهو في عزة وحماية وصياني وهذا من استجابة رب العالمين جل في علاه. لدعوة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال اللهم لا تجعل القبر وثنا يعبد. وهذه الدعوة يستفاد منها كما ذكر العلماء. ان قبر اذا عبد من دون الله صرفت له العبادة من دون الله يصبح بذلك وثنا يصبح بذلك من الاوثان لان الاوثان هي الامكنة او البقاع او المواظع التي تتخذ معبودة تعبد من دون الله سبحانه وتعالى. فالقبر اذا اتخذ معبدا او عبد من دون الله سبحانه وتعالى فانه يصبح بذلك وثنا. فانه يصبح بذلك وثنا والنبي عليه الصلاة والسلام دعا ربه جل وعلا الا يجعل قبره وثنا يعبد فاجاب الله دعوة نبيه عليه الصلاة والسلام وحمى القبر الشريف المصون حماه من ذلك كله بفظله ومنه وكرمه سبحانه وتعالى قال رحمه الله تعالى ودل الحديث على ان قبر النبي صلى الله عليه وسلم عمر وثناء لكن حماه الله تعالى بما حال بينه وبين الناس فلا يوصل اليه. اي اي بتلك الجدر الثلاثة التي بنيت محيطة بالقبر. نعم. قال رحمه الله تعالى ودل الحديث على ان الوثن هو ما يباشره العابد من من القبور والتوابيت التي عليها. وقد عظمت الفتنة بالقبور بتعظيمها وعبادتها كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كيف انتم اذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير وينشأ فيها الصغير تجري على الناس يتخذونها سنة اذا غيرت قيل غيرت السنة انتهى. سبحان الله! هذا امر يقع. يعني عندما ينسى الناس على بدعة من البدع يولد عليها الصغير ويهرم عليها الكبير. فانها اذا غيرت يقولون غيرت السنة. لتمكنها في القوم ونشأتهم عليها وهذا من من عظيم المخالفة الشرع والاغراق في البدع ان تصبح حال البدعة عند الناس في تعظيمهم لها وعنايتهم بها دفاعهم عنها كانها من السنن. الثابتة عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. حتى انها اذا غيرت قيل غيرت السنة. نعم. قال رحمه الله تعالى ولخوف الفتنة نهى عمر رضي الله عنه عن تتبع اثار النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن وظاح سمعت عيسى ابن يونس يقول امر عمر ابن الخطاب رضي الله عنه بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم فقطعها لان الناس كانوا يذهبون فيصلون تحتها فخاف عليهم الفتنة. نعم امر بقطع الشجرة التي كان تحتها بيعة الرضوان. فقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعون هناك تحت الشجرة. يبايعونك تحت الشجرة. الشجرة التي كان تحتها بيعة الرضوان. بايع النبي صلى الله عليه وسلم تلك البيعة العظيمة. فانزل الله عليهم رضوانه بايات تتلى في كتابه سبحانه وتعالى. فعمر لما رأى الناس يختلفون الى تلك الشجرة تحرون الصلاة عندها امر بقطع الشجرة. امر بقطع الشجرة سدا للذريعة. ذريعة التعلق والتعظيم للبقاع وقصدها وتحري العبادة عندها مما يخشى ان يصيرها اوثانا تعبد. من دون الله سبحانه وتعالى. فيأتي على الناس زمان بان يقصدوا تلك الاماكن للتبرك بها. مثل ما مر معنا في قالوا اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط. وذات انوار كانت شجرة يتبركون بها. يعلقون عليها اسلحتهم ويمكثون عندها بقصد البركة فالحاصل ان النبي عليه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه امر بقطعها فقطعت حماية لحمى توحيد وسدا للذرائع التي قد تفظي بالناس الى الشرك بالله. نعم. قال رحمه الله تعالى وقال معرور بن سويد صليت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بطريق مكة صلاة الصبح ثم رأى الناس يذهبون مذاهب فقال اين يذهب هؤلاء فقيل يا امير المؤمنين مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم فهم يصلون فيه. فقال انما هلك من كان لكم بمثل هذا كانوا يتتبعون اثار انبيائهم ويتخذونها كنائس وبيعا. فمن ادركته الصلاة في هذه المساجد فليصل ومن لا فليمضي ولا يتعمدها. هذا الاثر فيه ان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وكان في طريقه الى مكة وكان الوقت وقت صلاة الصبح رأى الناس يذهبون مذاهب يعني يقصدون موضع ويختلفون اليه فسأل عن ذلك رضي الله عنه وارضاه قال اين يذهب هؤلاء؟ قالوا يا امير المؤمنين مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم فهم يصلون فيه. والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما نعلم في الحديث الصحيح جعلت لي الارض مسجدا وطهورا. فاينما ادركت المسلم الصلاة فليصل فالنبي عليه الصلاة والسلام ادركته الصلاة في ذلك الموضع فصلى. لم يقصد هذا المكان او ويخصه بتلك الصلاة وانما ادركته الصلاة فيه. وهو في طريقه عليه الصلاة والسلام اما مكة ذاهبا او عائدا فصلى فيه لم يقصده لم يقصده بتخصيص العبادة فيه وانما كانت صلاته فيه اتفاقا حيث وافق ان ادركته الصلاة وهو في ذلك المكان فمن اتى الى هذا المكان قاصدا له ان يصلي فيه هل يكون وافق السنة هل يكون وافق سنة النبي عليه الصلاة والسلام؟ الجواب لا. لان النبي عليه الصلاة والسلام لم خذ هذا المكان ومن اتى الى هذا المكان اتاه قاصدا ومن هنا تلاحظ الفرق والمخالفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم لم يأتي هذا المكان قاصدا له. وهؤلاء كانوا يأتونه قاصدين. فخالفوا السنة بقصدهم لهذا كان لان النبي عليه الصلاة والسلام لم يقصده. وانما قال اينما ادركتك الصلاة فصل. ما قصده. فمن قصده ومعتقدا ان ذلك من السنة فانه بقصده له خالف السنة لان النبي عليه الصلاة والسلام اصلا ما قصد المكان وانما ادركته الصلاة فيه فصلى. فالسنة ان المرء اينما ادركته يصلي لنفرض انه كان سائرا في ذلك الطريق. فادركته الصلاة قبل ذلك المكان لا يؤخرها حتى يصل اليه. جاء وقت الصلاة وقد نعم جاء وصل الى المكان ووقت الصلاة لم يصل لا يجلس ينتظر. اينما ادركته الصلاة يصلي هذه هي السنة. فلما رآهم دون هذا المكان وقيل له انه مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم فهم يصلون فيه. قال انما اهلك من كان قبلك هم او انما هلك من كان قبلكم بمثل هذا. كانوا يتتبعون اثار انبيائهم ويتخذونها كنائس وبيعا اي مواضع للعبادة. تتبعون يتتبعون اثار انبيائهم ويتخذون كنائس وبيعا اي يتخذونها اماكن ومواطن العبادات فمن ادركته الصلاة في هذه المساجد فليصل. ومن لا فلينظر لا يتعمدها. انتبه لهذه الكلمة. لا يتعمدها فالتعمد هذا مخالف للهدي لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصدها وانما ادركته الصلاة فيها فصلى. صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم. قال رحمه الله تعالى وفيما ابن اسحاق من زيادات يونس ابن بكير عن ابي خلدة خالد ابن دينار قال حدثنا ابو العالية قال لما فتحنا تستر تستر وجدنا في بيت مال الهرموزان سريرا عليه رجل ميت عند رأسه مصحف فاخذنا المصحف فحملناه الى عمر فدعا له كعبا فنسخه بالعربية فانا اول رجل قرأه من العرب قرأته مثلما اقرأ القرآن فقلت لابي الية ما كان فيه قالت سيرتكم واموركم ولحون كلامكم وما هو كائن بعد؟ قلت فما صنعتم بالرجل قال حفرنا له بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة. فلما كان بالليل دفناه وسوينا القبور كلها لنعميه على الناس لا ينبشونه. قلت وما يرجون منه؟ قال كانت السماء اذا حبست عنهم برزوا بسريره فقلت من كنتم تظنون الرجل؟ قال رجل يقال له دانيال. فقلت منذ كم وجدتموه مات قال منذ ثلاثمئة سنة قلت ما كان تغير منه شيء؟ قال لا الا شعيرات من قفاه ان لحوم الانبياء لا تهليها الارظ قال ابن القيم رحمه الله تعالى ففي هذه القصة ما فعله المهاجرون والانصار رظي الله عنهم من تعمية قبره الا يفتتن به ولم يبرزوه للدعاء عنده والتبرك به ولو ظفر به المتأخرون لجالدوا عليه بالسيوف ولعبدوه من دون الله. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وهو انكار منهم لذلك. فمن قصد بقعة يرجو خير بقصدها ولم يستحب الشارع قصدها فهو من المنكرات. وبعضه اشد من بعض سواء قصدها ليصلي عندها او ليدعو وعندها او ليقرأ عندها او ليذكر الله عندها او لينسك عندها بحيث يخص تلك البقعة بنوع من العبادة التي لم يشرع تخصيصها به لا نوعا ولا عين. الا ان ذلك قد يجوز بحكم الاتفاق لا لقصد الدعاء فيها. كمن يزورها عليها ويسأل الله العافية له وللموتى كما جاءت السنة به. واما تحري الدعاء عندها بحيث يستشعر ان الدعاء هناك اجود منه في غيره فهذا هو المنهي عنه. انتهى ملخصا. هذا الخبر وهو عن ابي العالية رحمه الله تعالى قد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى ان اسناد هذا خبر صحيح. قال ابو العالية لما فتحنا تستر لما فتحنا تستر وتستر مدينة بالمشرق الاقصى. فتحت في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه وجدنا في بيت مال الهرمزان سريرا عليه رجل ميت عند رأسه مصحف عند رأسه مصحف والمراد بمصحف ليس القرآن الكريم وانما احد الكتب عند رأسه مصحف فاخذنا المصحف فحملناه الى عمر فدعا له كعبا فنسخه بالعربية يعني ترجمه الى العربية. فانا اول رجل قرأه من العرب وقرأته مثل ما اقرأ القرآن فقلت لابي العالية ما كان فيه قال سيرتكم واموركم ولحون كلامكم وما هو كائن بعد. قلت فما صنعتم بالرجل؟ قال قلنا له بالنهار ثلاثة عشر قبرا متفرقة. حفروها بالنهار. في اماكن مختلفة متفرقة فلما كان بالليل دفناه اي في واحد منها وسوينا القبور دفناه في واحد منها وسمينا القبور سوينا القبور كلها لنعميه على الناس لا ينبشونه. المقصود من هذه الطريقة الا يعرف القبر اين مكانه؟ فانظر فقه الصحابة وحرصهم الشديد العظيم على صيانة العقائد وسد الذرائع وانظر الفرق بينهم وبين غيرهم مثل ما قال ابن القيم الله تعالى لو ظفر به المتأخرون لجالدوا عليه بالسيوف. نعم. لو ظفروا لو ظفر به المتأخرون لجالدوا عليه السيوف قلت وما يرجون منه؟ قال كانت السماء اذا حبست عنهم برزوا بسريره فيمطرون. برزوا بسريره فيمطرون. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وهذا من فعل اهل الكتاب. لا من فعل المسلمين فليس فيه حجة. هذا من فعل اهل الكتاب ليس من فعل المسلمين فليس فيه حجة فلا يحتج به محتج. لا يصلح ان يحتج بفعل اهل الكتاب والاحتجاج على تسويق هذا العمل بفعل هؤلاء مثل من يحتج مثل من يحتج على البناء آآ على بناء المساجد على القبور بما جاء في الاية الكريمة قال غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا. ويترك الاحاديث الصحيحة الصريحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في من فعل ذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ولا يصلح ان يقال انما جاء في الاية الكريمة قال الذين غلبوا على امرهم اذا ان عليهم مسجدا لا يصلح ان يقال هذا شرح من قبلنا. ولكن الشريعة جاءت بالنهي عنه لا لا يقال ذلك لماذا؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم لعن الذين قبلنا الذين فعلوا ذلك ولو كان شريعة لهم لم يلعنهم قال لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. فلو كان هذا الامر شريعة لمن قبلنا امر شرعه الله لمن قبلنا لم يلعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك ممن كانوا قبلنا. فدل ذلك على ان هذا الفعل لم يكن شريعة لمن قبل ولا لا؟ بل ان الانبياء كلهم جاءوا بسد هذه الذريعة ومنع الناس من الامور التي تفظي بهم الى الشرك بالله اي عز وجل والانبياء دينهم واحد عقيدتهم واحدة كلهم دعاة الى توحيد الله جل وعلا وقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. قال فقلت من كنتم تظنون الرجل قال قال رجل يقال له دانيان رجل يقال له دانيال فقلت منذ كم وجدتموه مات؟ قال منذ ثلاث مئة سنة علق الامام بن كثير على ذلك قال ولكن ان كان تاريخ وفاء محفوظا من ثلاث مئة سنة فليس بنبي. فليس بنبي بل هو رجل صالح بل ورجل صالح ليس بنبي. قلت ما كان تغير منه شيء قال لا الا شعيرات من قفاه ان لحوم الانبياء لا تبدلها الارظ. لكن يقول ابن كثير ان كان التاريخ محفوظا فليس بنبي نعم قال رحمه الله تعالى قال الامام ابن القيم في التعليق على هذه القصة قال ففي هذه القصة ما فعله المهاجرون والانصار من تأمية قبره لان لا يفتتن به. ولم يبرزوه. للدعاة عنده والتبرك به ولو ظفر به المتأخرون لجالدوا عليه بالسيوف ولعبدوه من دون الله. وقال الاسلام اي ابن تيمية هو انكار منهم لذلك. فمن قصد بقعة يرجو غير بقصدها. ولم يستحب الشرع قصدها. او لم يستحب الشارع قصدها فهو من المنكرات. وبعضه اشد من بعض. سواء قصدها ليصلي عندها او ليدعو عندها او ليقرأ اي القرآن عندها او ليذكر الله عندها او لينسك اي يذبح ذبيحة عندها هذا كله من المنكرات بحيث يخص تلك البقعة بنوع من العبادات التي لم يشرع لم يشرع تخصيصها بها لا نوعا لا نوع العبادة ولا عين العبادة مثلا من نسك او دعاء او غير ذلك. الا ان ذلك قد يجوز بحكم الاتفاق. قد يجوز بحكم الاتفاق. ما معنى بحكم الاتفاق؟ رجل مار مع ذلك الطريق وادركته الصلاة فصلى. ادركته الصلاة فصلى. ولم يقصد البقعة. ولم يخصها. وانما ما ادركته الصلاة هذا يقال بحكم الاتفاق فهذا جائز. لا حرج عليه. لكن ان يقصدها ويتجه اليها قصدا ليصلي او ليدعو او ليذبح عندها ذبيحة او غير ذلك. والشارع لم يستحب ذلك. فان هذا من المنكرات قال ان ان الا ان ذلك قد يجوز بحكم اتفاق لا لقصد الدعاء فيها. كمن يزور يزورها ويسلم عليها ويسأل الله العافية له وللموتى كما جاء في السنة به. كما جاءت السنة يعني هذا لم يقصد القبور لتحري الدعاء. دعاؤه جاء اتفاقا في اثناء سلامه على المقبورين. السلام عليكم اهل اهل القبور من المسلمين والمؤمنين يسر الله لنا ولكم العافية. ارأيتم لو ان شخصا حتى كلام شيخ الاسلام؟ لو ان شخصا قال اريد ان اذهب عند القبور واكرر عندها سؤال اسأل الله لي العافية ليس عنده نية زيارة والسلام على اهل القبور وانما يريد ان يذهب اليها ليتحرى عندها هذا الدعاء وذهب ومكث عند القبور ويسأل الله العافية ويكرر ذلك ثم رجع هل هذا العمل مشروع؟ هذا المنكرات انه ذهب قاصدا. اما في الحديث الذي ارشد فيه عليه الصلاة الى ما يقال عند القبور قد تقول السلام عليكم اهل الديار من المسلمين المؤمنين انتم السابقون نحن ان شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية نسأل الله لنا ولكم العافية هذه لم تأتي تخصيصا وقصدا يعني لم تقصد القبور لاجلها وانما جاءت في ضمن السلام الذي علمه النبي عليه الصلاة والسلام لامته عند زيارة القبور. ولهذا يقول شيخ الاسلام اما قبل الدعاء عندها بحيث يستشعر ان الدعاء هناك اجود منه في غيره فهذا هو المنهي عنه انتهى ملخصا نعم. قال رحمه الله تعالى قوله اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ففيه تحريم البناء على القبور وتحريم الصلاة عندها وان ذلك من الكبائر. نعم. وفي القراء عن اصحاب مالك عن مالك انه كره ان يقول زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم وعلل ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد الحديث كره اضافة الى هذا اللفظ الى القبر كره اضافة هذا اللفظ الى القبر لئلا يقع التشبه بفعل اولئك سدا للذريعة. نعم. قال شيخ الاسلام قوله وفي القراء للطبري اي كتاب بالقراء القراء نقاش ام القرى والقراء الضيافة. وهذا ملمح جميل في تسمية اه الطبري لكتابه بهذا الاسم القراءة اللي قاصد ام القرى. ثم يقصد بالقراءة هذا العلم الذي ظمنه هذا الكتاب فالعلم الذي يقدم لقاصد مكة هذا من من القراءة ومن الضيافة ان بل ان ان السلف كانوا رحمهم الله يتهادون مسائل العلم. كانوا يتهادون مسائل العلم هذا يفيدنا ان الحاج من اجمل ما يهدي الى اذا رجع اليهم واحسنه كتب العلم النافعة لهم التي تعلمهم العقيدة وتعلمهم الاحكام تعلمهم دين الله سبحانه وتعالى نعم. قال شيخ الاسلام قال رحمه الله تعالى قال شيخ الاسلام رحمه الله ومالك قد ادرك التابعين وهو اعلم الناس بهذه المسألة. فدل ذلك على انه لم يكن معروفا عند الفاظ زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم. الى ان قال وقد ذكروا في اسباب كراهته لان لان يقول زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم بان هذا اللفظ قد صار كثير من الناس يريد به الزيارة البدعية وهي قصد الميت لسؤاله ودعائه والرغبة في قضاء الحوائج ونحو ذلك مما يفعله كثير من الناس. فهم يعنون بلفظ الزيارة مثل هذا وهذا ليس بمشروع باتفاق الائمة فكره مالك ان يتكلم بلفظ مجمل يدل على معنى فاسد بخلاف الصلاة عليه والسلام فان ذلك مما امر الله به اما لفظ الزيارة في عموم القبور فقد لا يفهم منها مثل هذا المعنى. الا ترى الى قوله؟ فلا يفهم تم لفظ الزيارة في عموم القبور فلا يفهم اي نعم اما لفظ الزيارة في عموم القبور فلا يفهم منها مثل هذا المعنى الا ترى الى قوله فزوروا القبور فانها تذكركم الاخرة. مع زيارته لقبر امه فان هذا يتناول قبور الكفار فلا يفهم من ذلك الزيارة الميت لدعائه وسؤاله والاستغاثة به ونحو ذلك مما يفعله اهل الشرك والبدع بخلاف ما اذا كان المزور معظما في الدين كالانبياء والصالحين. فانه كثيرا ما يعني بزيارة قبورهم هذه الزيارة البدعية والشركية فلهذا كره مالك ذلك في مثل هذا وان لم يكره ذلك في موضع اخر ليس فيه هذه المفسدة انتهى وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعذ الا مما يخاف وقوعه الا مما يخاف وقوعه. ذكره المصنف رحمه الله تعالى قال وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعذ الا مما يخاف وقوعه عندما قال اللهم ولا تجعل قبري وثنا يعبد. فخشي عليه الصلاة والسلام ان يقع هذا الامر وان يتخذ القبر وثنا يعبد فدعا صلوات الله وسلامه عليه بهذه الدعوة. لان لان هذا الامر خاف النبي عليه الصلاة والسلام وقوعه فدعا صلوات الله وسلامه بهذه الدعوة اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد فاجاب الله تبارك وتعالى رب العالمين دعاءه. ثم شرع المصنف رحمه الله تعالى في اه بيان ما يتعلق بهذا الاثر في معنى قوله تعالى افرأيتم اللات والعزى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل