نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول اخو عبدالرحمن ابن حسن رحمه الله تعالى في كتابه فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد. قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان وقوله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت الوثن يطلق على كل ما قصد بنوع من انواع العبادة من دون الله من القبور والمشاهد وغيرها. لقول الخليل عليه السلام انما تعبدون من دون الله اوثانا وتخلقون افكاء مع قوله قالوا نعبد اصناما فنظل لها عاكفين. وقوله اتعبدون ما تنحتون؟ فبذلك يعلم ان ان الوثن يطلق على الاصنام وغيرها مما عبد من دون الله كما تقدم في الحديث وقوله يؤمنون بالجبت والطاغوت وروى ابن ابي حاتم عن عكرمة قال جاء حيي بن اخطب وكعب بن الاشرف الى اهل مكة فقالوا لهم انتم اهل الكتاب واهل العلم فاخبرونا عنا وعن محمد. فقالوا ما انتم وما محمد؟ فقالوا نحن نصل ارحام وننحر الكوماء ونسقي الماء على اللبن ونفك العناة ونسقي الحجيج ومحمد صنبور قطع ارحامنا واتبعه طراق الحجيج من غفار فنحن خير ام هو؟ فقالوا انتم خير واهدى سبيلا. فانزل الله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت. ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا وفي مسند احمد عن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجبت السحر والطاغوت الشيطان. وكذا قال ابن عباس رضي الله عنهما وابو العالية والحسن وغيرهم وعن ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة وابي ما لك الجبت الشيطان زاد ابن عباس رضي الله عنهما بالحبشية وعن ابن عباس رضي الله عنهما ايضا الجبت الشرك وعنه الجبت الاصنام وعنه الجبت حيي ابن اخطب عن الشعبي الجبت الكاهن وعن مجاهد الجبت كعب بن الاشرف قال الجوهري الجبت كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك قال المصنف رحمه الله تعالى وفيه معرفة الايمان بالجبت والطاغوت في هذا الموضع هل هو اعتقاد قلب او هو موافقة اصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه. وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين اللهم انا نسألك الفقه في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اللهم اتي نفوسنا طه وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اما بعد هذه الترجمة باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد يعبد الاوثان عقدها المصنف رحمه الله تعالى تحذيرا من هذا الامر وان الواجب على من اكرمه الله بالايمان والتوحيد ان يخاف على نفسه من الشرك وان يكون في حذر منه وقد تقدم ترجمة في الخوف من الشرك وكذلك في هذه الترجمة رد على من يدعي ان الشرك لا يقع في امة محمد عليه الصلاة والسلام ويستدل لذلك ببعض المتشابه ويترك المحكم البين الصريح وعندما يقال للجهال والعوام ان الشرك لا يقع ويستدل لهم على ذلك بالمتشابه ربما افضى بهم ذلك الى التهاون بهذا الامر الى التهاون بهذا الامر وعدم الاحتراز من الشرك والخوف منه بزعم انه لا يقع وانه لن يوجد فكم وكم من المفاسد والاظرار المترتبة على هذا القول فجاءت هذه الترجمة وعقدها رحمه الله تعالى للتحذير من ذلك وكثيرا ما يستدل اولئك بقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يأس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ان الشيطان يأس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ويتركون النصوص المحكمة البينة الدالة على ان الشرك يقع. وقد ساق المصنف رحمه الله تعالى في هذه الترجمة جملة من هذه النصوص واما حديث ان الشيطان يئس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب فليس فليس فيه اي دلالة على ما استدل به اولئك عليه وذلك لامور عديدة ذكرها اهل العلم محتملة في معنى الحديث ومن ذلكم ان يأس الشيطان ليس معصوما فقد ييأس الشيطان من امر قد ييأس الشيطان من من امر ولكن يقع مع يأسه وفي الحديث اخبار انه يأس ان يعبده المصلون لكن هذا اليأس ليس بمعصوم رأى قوة الاسلام وظهور الدين ودخول الناس في دين الله افواجا فيئس ان يعبده المصلون لكن هذا اليأس ليس معصوما وهذا اليأس ايضا لم يثنه عن صده واغوائه عن دين الله تبارك وتعالى ومما قيل في معنى الحديث ان اليأس يراد به في امة الاسلام قاطبة يعني يأس ان يحول الناس كلهم الى فالشرك بالله سبحانه وتعالى ومما قيل ايضا في معنى الحديث ان في قوله المصلون انما يراد به من كانوا موجودين وقت الخطاب وهم الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم فلما رأى الشيطان ما عليه الصحابة من قوة الايمان والتوحيد والاخلاص لله تبارك وتعالى يئس ان يعبده واحدا منهم فهذه كلها معاني محتملة لهذا الحديث ومع ذلك يستدل به اولئك على ان عبادة الاوثان لن توجد مطلقا في جزيرة العرب وان ويذرون في مقابل ذلك النصوص المحكمة الصريحة. وسيأتي جملة منها في هذه الترجمة والحاصل ان هذه الترجمة ترجمة عظيمة جدا وقد عقدها رحمه الله تعالى من باب النصح لعباد الله ان يعرف المسلم ان من امة محمد صلى الله عليه وسلم من سيعبد الاوثان وقد قال ذلك عليه الصلاة والسلام صريحا وسيأتي معنا الحديث لا تقوم الساعة حتى تعبد فئام من امتي الاوثان فجاءت نصوص صريحة في ذلك ومعرفة المسلم بها معرفته بهذه النصوص تكسبه باذن الله تبارك وتعالى حيطة وحذرا من الشرك والوقوع فيه اعاذنا الله والمسلمين وذرياتنا من الشرك اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم وهذه الاية التي صدر رحمة الله عليه بها هذه الترجمة وهي قول الله سبحانه وتعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ذكر نقولا عن ائمة السلف رحمهم الله تعالى في معناها وايضا في معنى الجبت ومعنى الطاغوت والاقوال المتعددة التي مر ذكرها في معنى الجبت ومعنى الطاغوت ليست متعارظة فبعضها تفسير له بالمعنى وبعضها تفسير له بالافراد فهي ليست متعارضة وهذه الاية الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت تتعلق باهل الكتاب تتعلق باهل الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت فما وجه دلالتها على ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان ما وجه دلالتها؟ على ان بعض هذه الامة تعبد الاوثان مع ان اية تتعلق بخبر عن حال اهل الكتاب ثم نبه الشيخ رحمة الله عليه على مسألة مهمة قال وفيه معرفة الايمان بالجبت والطاغوت في هذا الموضع ما المراد به في هذا الموضع هل هو اعتقاد؟ اعتقاد قلب ولا شك ان اعتقاد القلب بالجبت والطاغوت من اعظم الكفر بالله سبحانه وتعالى فهل هو اعتقاد قلب او هو موافقة اصحابها مع بعضها او هو موافقة اصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها اذا نظرت في الاية وسبب النزول الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا وفي سبب نزولها ان حييبا اخطب وكعب بن الاشرف ذهب الى اهل مكة فقالوا لهم انتم اهل كتاب واهل علم فاخبرونا عنا وعن محمد اينا اهدى سبيلا؟ نحن او محمد نحن نفعل كذا وكذا وكذا وكذا واما محمد فصنبور يقصدون ابتر مقطوع وقاطع بدل دينه فقال هؤلاء النفر من اهل الكتاب انتم اهدى سبيل ام محمد مع انهم مع انهم يعرفون انهم اهل الشرك واهل كفر واهل عبادة الاصنام فقالوا انتم اهدى سبيلا من محمد صلى الله عليه وسلم فالذي حصل منهم ونزل بموجبه قوله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ايمان بالجبت والطاغوت هو موافقتهم اصحاب الاوثان مع بغضها موافقتهم اصحاب الاوثان مع بغضها هم اهل كتاب وليس من دينهم عبادة اللات والعزة ومناة الثالثة الاخرى لكنهم وافقوا اهلها مع بغض مع بغض منهم لهذه الاصنام فعدت هذه الموافقة ايمانا منهم بالجبت والطاغوت. عدت هذه الموافقة ايمانا منهم بالجبت والطاغوت عد قولهم للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا عد ذلك ايمانا بالجبت والطاغوت لكن يبقى السؤال المتقدم قائما. نعم ما هو السؤال المتقدم ما زالت بالكفار ما علاقة هذه الاية بالترجمة الترجمة باب ما جاء ان بعض امة محمد صلى الله عليه وسلم يعبد الاوثان وهذي تتعلق بخبر نبأ من اه نبأ نفر من اهل الكتاب فما علاقة هذه الاية بالترجمة ما علاقة هذه الاية بالترجمة سيأتي ما سيأتي ما يبين علاقة هذه الاية بالترجمة عند المصنف رحمه الله تعالى. وقد ساق ايات عديدة في هذه الترجمة كلها تتعلق بمن قبلنا كلها تتعلق بمن قبلنا في ما يتعلق بايمان بالجبت والطاغوت وعبادتهم لغير الله سبحانه وتعالى وانهى ذلك بايراد الحديث الذي يبين مراده بسوق هذه الايات وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه الحديث الاتي عند المصنف رحمه الله تعالى هو الذي يوضح وجه دلالة هذه الايات على الترجمة فاذا كان في اهل الكتاب من امن بالجبت والطاغوت اذا كان في اهل الكتاب من امن بالجبت والطاغوت فانه سيوجد في الامة من يؤمن بذلك لحديث لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا. ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جهر ضب لدخلتهم فاذا كان مما وقع في اهل الكتاب الايمان بالجبت والطاغوت فسيقعان من يقع من الامة في ذلك وسيأتي ان الحديث اخبار عن امر كوني على وجه التحذير والانذار على وجه التحذير والانذار وايضا هذا هو مقصود المصنف رحمة الله عليه بهذه الترجمة نعم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله وقوله تعالى قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد هل اخبركم بشر جزاء عند الله يوم القيامة مما تظنونه بنا وهم انتم ايها المتصفون بهذه الصفات المفسرة بقوله من لعنه الله اي ابعده من رحمته وغضب عليه اي غضبا لا ارضى بعده ابدا وجعل منهم القردة والخنازير وقد قال الثوري عن علقمة ابن مرثد عن المغيرة ابن عبد الله عن المعرور ابن سويد ان ابن مسعود رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير اهي مما مسخ الله اي الموجودة القردة والخنازير الموجودة اهي مما مسخ الله فقال ان الله لم يهلك قوما او قال لم يمسخ قوما فيجعل لهم نسلا ولا عاقبة. وان القردة والخنازير كانت قبل ذلك رواه مسلم اي ان هذه القردة والخنازير ليست نسلا لذلك المسخ الذي كان في هؤلاء نعم قال البغوي في تفسيره قل يا محمد هل انبئكم اي اخبركم بشر من ذلك؟ الذي ذكرتم يعني قولهم ام نرى اهل دين اقل حظا في الدنيا والاخرة منكم ولا دينا شرا من دينكم. فذكر الجواب بلفظ الابتداء وان لم يكن الابتداء شر لقوله تعالى قل افاؤنبئكم بشر من ذلكم النار. وقوله مثوبة ثوابا وجزاء على التفسير وقوله عند الله من لعنه الله اي هو من لعنه الله فغضب عليه يعني اليهود وجعل منهم القردة والخنازير. وهذا موضع الشاهد من الاية للترجمة. نعم اي ان في اولئك من عبد كالطاغوت يعني موضع الشاد الاتي قوله وعبد الطاغوت اذا كان فيهم من عبد الطاغوت كما اخبر الله سبحانه وتعالى عنهم بذلك فان في الامة من سيكون كذلك لقوله لتتبعن سنن من كان قبلكم نعم قال رحمه الله تعالى قوله وجعل منهم القردة والخنازير فالقردة اصحاب السبت والخنازير كفار عيسى وعن علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان المسخين كلاهما من اصحاب السبت فشبابهم مسخوا قردة وشيوخهم مسخوا خنازير وقوله وعبد الطاغوت اي وجعل منهم من عبد الطاغوت اي اطاع الشيطان فيما سول له وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه عبد وقرأ حمزة وعبد وعبد بضم الباء والطاغوت بجر التاء اراد العبد وهما لغتان عبد بجزم الباء وعبد بضمها مثل سبع وسبع وقرأ الحسن وعبد وعبد الطاغوت على الواحد وفي تفسير الطبرسي قرأ حمزة وحده وعبد الطاغوت بضم الباء وجر التاء والباقون وعبد الطاغوت بفتح الباء بالتاء قال ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم وابراهيم النخاعي والاعمش وابان ابن تغلو وابان ابن تغلب وعبد الطاغوت بضم العين والباء وفتح الدال وخفض التاء قال وحجة حمزة في قراءته وعبد الطاغوت انه يحمله على ما عمل فيه جعل كانه قال وجعل منهم هدى الطاغوت ومعنى جعل خلق كثير كقوله فعلا ومعنى جعل خلق كثير هكذا مثبت اعد قبله قال وحجة حمزة في قراءته وعبد الطاغوت انه يحمله على ما عمل فيه جعل كانه قال وجعل منهم الطاغوت ومعنى جعل خلق كثير ومعنى جعل خلق ومعنى جعل خلقه ومعنى كثير هذه ليست عندنا نعم ومعنى جعل خلق كقوله وجعل الظلمات والنور لان جعل تأتي بمعنى خلق وتأتي بمعنى صير تأتي بمعنى خلق وتأتي بمعنى مصيرا وجعل الظلمات والنور اي خلق الظلمات والنور وتأتي بمعنى صير ان جعلناه قرآنا عربيا هنا لا يقال ابدا انها بمعنى خلقك. ولهذا قول اهل الباطل انما هو بمعنى صير نعم احسن الله اليك ومعنى جعل خلق كقوله وجعل الظلمات والنور وليس عبد لفظ جمع لانه ليس من شيء على هذا البناء ولكنه واحد يراد به الكثرة. الا ترى ان في الاسماء المفردة المضافة الى المعارف ما لفظه لفظ الافراد؟ ومعناه الجمع كما في قوله تعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ولان بناء فعل يراد به المبالغة والكثرة. ونحو يقظة ودنس وكأن تقديره انه قد ذهب في عبادة الطاغوت كلما اذهب واما من فتح فقال وعبد الطاغوت فانه عطفه على بناء المضي الذي في الصلة. وهو قوله لعنه الله. وافرد الضمير في عبدا وان كان المعنى فيه الكثرة بان الكلام محمول على لفظه دون معناه وفاعله ضمير من؟ كما ان فاعل الامثلة المعطوف عليها ضمير من؟ فافرد لحمل ذلك جميعا على اللفظ واما قوله عبد الطاغوت فهو جمع عبد. وقال احمد ابن يحيى عبد جمع عابد كبازل وبزل وشارف وشرف وكذلك عبد جمع عابد ومثله عباد وعباد انتهى قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في قوله وعبد الطاغوت الصواب انه معطوف على ما قبله من الافعال اي من لعنه وغضب ومن جعل منهم القردة والخنازير ومن عبد الطاغوت. قال والافعال المتقدمة الفاعل فيها اسم الله مظهرا ومغمرا وهنا الفاعل اسم من عبد الطاغوت وهو الضمير في عبد. ولم يعد ولم يعد سبحانه من؟ لانه جعل هذه الافعال صفة لصنف واحد وهم اليهود. قوله اولئك شر ما كان اي مما تظنون بنا واظلوا عن سواء السبيل من باب استعمال افعل التفضيل فيما ليس في الطرف الاخر له مشارك. كقوله تعالى اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن ما قيلا قاله العماد ابن كثير رحمه الله في تفسيره هذا النوع من استعمال افعل التفضيل يقال عن استعمال افعل التفضيل في غير بابه لان الاصل في افعل التفضيل ان يكون في المفضول شيء من الوصف ان يكون فيه شيء من اه الوصف فاذا لم يكن فيه شيء من ذلك الوصف الذي فيه التفضيل اطلاقا يكون استعمال افعل التفضيل في غير بابه. االله خير ام ما يشركون هذا من استعمال افعال التفضيل في غير بابه كذلك عندما يقال العسل احلى من الملح العسل احلى من الملح هذا من استعمال افعال التفضيل في غير بابه لان الملح لا حلاوة فيه مطلقا فاذا لم يكن في المفضول شيء من صفات التفظيل يكون حينئذ استعمال افعل التفضيل في غير بابه نعم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله وقوله تعالى قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا والمراد انهم فعلوا مع الفتية بعد موتهم ما يذم فاعله. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبورا انبيائهم وصالحيهم مساجد اراد تحذير امته ان يفعلوا كفعلهم انظر فقه اهل العلم ما اتقنه واحسن ضبطهم وفهمهم لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بخلاف اصحاب الاهواء بخلاف اصحاب اهله واهل الباطل ولهذا ترى فيهم من يترك المحكم الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يموت بلحظات لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبياء مساجد ويقول ان اتخاذ القبور مساجد جائز بدليل قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا وهذا فعل من كان قبلنا فعل من كان قبلنا وذكره الله سبحانه وتعالى على وجه الذم له لا على وجه الاقرار ذكره وصفا لاهل الغلبة قال الذين غلبوا على امرهم من اهل التسلط آآ التمكن قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا الله جل وعلا ذكر ذلك على وجه الذم له والشاهد من ايراد المصنف رحمة الله عليه للاية قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا اي كما انه وجد فيمن قبلنا من قال ذلك وهو امر حرمه الله سبحانه وتعالى وحذرت منه انبياء الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه فسيوجد في الامة من سيقول ذلك ويفعل ذلك فسيوجد في الامة من يقول ذلك ويفعل ذلك سيوجد من في الامة من ينتصر لاتخاذ المساجد على القبور مثل اولئك بدليل الحديث الاتي لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا فكما انه وجد في من قبلنا من قال لنتخذن عليهم مسجدا فايضا سيوجد في الامة من يقول سنتخذ مسجدا على قبور الصالحين. مثل ما وجد في من قبلنا كما انه وجد في مكان قبلنا من قال لنتخذن عليهم مسجدا اي على هؤلاء الفتية الصالحين فايضا سيوجد في امة محمد من سيقول ذلك؟ فوجد فعلا وجد من يقول ذلك وينتصر ذلك ويستدل لذلك بالمتشابهات ويترك النصوص المحكمة البينة الثابتة عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ولا يصح هنا ان يقال قوله تعالى قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا لا يصح اطلاقا ان يقال هذا شرع من قبلنا وشرع وشرع من قبلنا ليس شرعا لنا لماذا لا يصح ان يقال هذا شرع من قبلنا وشرع من قبلنا ليس شرعا لنا ما لم يأتي شرعنا باقراره لماذا لا يصح ان يقال هذا لان النبي عليه الصلاة والسلام قال لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبياء المساجد فلو كان ذلك شرعا لهم لما لعنهم النبي عليه صلوات الله وسلامه عليه. لو كان ذلك شرعا لهم لما لعنهم النبي عليه الصلاة والسلام على فعله لانه لانهم لا يلعنون على شرع شرعه الله لهم ولا يمكن ان يكون شرع شرع الله لهم ان يتخذوا قبور الانبياء مساجد واتخاذ القبور مساجد من اعظم ذرائع الشرك وانبياء الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه انما بعثوا بالتحذير من الشرك وسد الابواب المفظية اليه فعقيدتهم واحدة ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. نعم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله وعن ابي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن ان من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن اخرجاه هذا الحديث يبين آآ مراد المصنف او وجه استدلال المصنف بالايات المتقدمة وجه استدلال المصنف بالايات المتقدمة بدءا من بداية الترجمة وانتهاء الى ايراده لقول الله سبحانه قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا وجه دلالة هذه الايات على الترجمة يتبين من هذا الحديث لتتبعن سنن من كان قبلكم نعم قال رحمه الله تعالى وهذا سياق مسلم وقوله سنن بفتح المهملة اي طريق من كان قبلكم قال الفتح اولى وقوله يعني بالفتح وبالضم سنن قال المهلب الفتح اولى نعم قال رحمه الله وقوله حذو القذة بالقذة هو بنصب حذو على المصدر. والقذة بظم القاف واحد واحدة القذف وهو ريش السهم اي لتتبعن طريقهم في كل ما فعلوه وتشبهوهم في كل ذلك كما تشبه ذات السهم القذة الاخرى لو جئت بقدة سهم وقدة اخرى لم تجد بينهما فرك لم تجد بينهما فرق مثل ايضا لو جئت بابرة وابرة اخرى من جنسها مصنوعة مثلها على نفس الهيئة واردت ان تجد فرقا بين الابرتين لا تجد فرقا فمعنى ذلك ان ما وجد فيهم سيوجد في الامة من يفعله فعلا مطابقا مماثلا لفعلهم سيوجد في الامة من يفعله فعلا مطابقا ومماثلا لفعلهم حذو القدة بالقدة مثل ما ان ريشة السهم تشبه الاخرى حذو القدة بالقدة نعم قال رحمه الله تعالى فوقع كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وبهذا تظهر مناسبة الايات للترجمة وبهذا تظهر مناسبة الايات للترجمة تنتبه لهذا هذه الفائدة وهذا التنبيه وبهذا تظهر مناسبة الايات للترجمة لان من يقرأ الترجمة من اولها ثم يقرأ الايات يقول اه الموظوع والترجمة في باب ان هذه الامة تعبد الاوثان. فما علاقة هذه الايات؟ هذه كلها في من قبلنا كل الايات هذي في من قبلنا ما صلتها بالترجمة فاذا صبر قليلا الى ان يصل الحديث تبين له المراد. وان هذه الايات نعم كلها في من قبلنا لكن نبينا عليه الصلاة والسلام قال اتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا ذراعا ذراعا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه نعم قال رحمه الله تعالى وقد وقع كما اخبر وهو علم من اعلام النبوة. وقد وقع كما اخبر يعني خذ مثالا على ذلك الاية الاخيرة. قال الذين قلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا يوجد دعوات قائمة وينتصر لها اصحابها انتصارا شديدا جواز اتخاذ المساجد على القبور حتى ان بعضهم افرد مصنفا في ذلك احد المعاصرين افرد مصنفا في هذا الباب جواز اتخاذ المساجد على القبور وانتصر لذلك وكل كتابة التأويل وتحريف واستدلال بالمتشابه او الضعيف الذي لا يصح او الموضوع المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكما انه وجد في من قبلنا من قال ذلك لنتخذن عليهم مسجدا ايضا سيوجد في هذه الامة من يقول ذلك فهذا عالم من اعلام النبوة اخبر عن امر سيقع وقع طبقا لما اخبر عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى قوله حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. وفي حديث اخر حتى لو كان فيهم من يأتي امه علانية لكان في لامة من يفعل ذلك اراد صلى الله عليه وسلم ان امته لا تدع شيئا مما كان يفعله اليهود والنصارى الا فعلته كله لا تترك منه شيئا ولهذا قال سفيان بن عيينة من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه من النصارى انتهى. قوله في الحديث حتى لو دخلوا جحر ضب تخصيص جحر الضب من من غيره تخصيص جحر الضب من غيره من الزواحف لان جحر الضب اكثر لان جحر الضب اكثر الزواحف تلويا جحر الضب اكثر الزواحف تلويا ومن يريد ان ان يخرجه من جحره يجد صعوبة. لان اذا حفر بهذا الاتجاه يجد التوى الجحر الى اتجاه الاخر ثم يجد اتجه الى اخر ثم وهكذا فيصعب على من يريد ان يحفر حتى يصل اليه فجحر متلوي ومعقد والمعنى انهم لو فعلوا من الامور المتلوية المتعقدة آآ الشنيعة لوجد في الامة من يفعل ذلك. حتى لو دخلوا جحر ظب لو دخلتموه يعني حتى لو فعل لو فعلوا ما فعلوا. من الامور المتنوية المعقدة الى الى اخره لوجد في الامة وليس ابلغ من هذا الوصف في اه شبرا شبرا ذراعا ذراعا حذو القدة بالقدة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه هذا كله كله اوصاف بليغة دقيقة بان كل ما يقع في اه الامة في اولئك سيقع في هذه الامة ومما وقع فيه اولئك عبادة الطاغوت عبادة غير الله التعلق بالمقبورين والافتتان بالقبور وكما انه وقع فيهم فقد وقع نظير ذلك ومثيله في الامة مصداقا لقول النبي عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن من كان قبلكم ومما ينبغي ان يعلم هنا ومما ينبغي ان يعلم هنا ان قول لتتبعن سنن من من كان قبلكم هذا اخبار عن امر كوني قدري اخبار عن امر كونيا قدري متضمن للتحذير والانذار اي فاحذروا يا امة الاسلام احذروا من هذه المشابهة هذا شيء واقع واقع فاحذر ان تكون واحدا من هؤلاء الذين وقعوا في هذا الامر وهذا من نصح النبي عليه الصلاة والسلام. يقول هذا الامر واقع واقع في الامة هذا امر كوني قدر واقع لتتبعن سنن ما كان قبل. فاحذر كن على حذر من ان تكون واحد من هؤلاء الذين حصل منهم هذا التشبه آآ اه من كان قبلنا نسأل الله الكريم ان يعيذنا واياكم وذرياتنا. نسأل الله ان يقينا الشرور والفتن وان يصلح لنا شأننا كله. نعم. قال رحمه الله تعالى قلت فما اكثر الفريقين قلت ما اكثر الفريقين؟ يعني من فيه فساد من العباد ومن فيه فساد من العلماء ففيه فساد من اه العباد ومن فيه فساد من العلماء لان من فسد من العلماء ففي شبه من اليهود ومن فسد من العباد ففيه شبه بالنصارى. نعم قال رحمه الله تعالى لكن من رحمة الله تعالى ونعمته ان جعل هذه الامة لا تجتمع على ضلالة. كما في حديث ثوبان الاتي قريبا نعم لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة. نعم. قوله قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال قال فمن هو برفع اليهود خبر مبتدأ محذوف اي اهم اليهود والنصارى الذين نتبع سنتهم؟ ويجوز النصب بفعل محذوف تقديره تعني قوله قال فمن استفهام انكار اي فمن هم غير اولئك قوله فمن استفهام انكار اي فمن هم غير اولئك من هم غير اليهود والنصارى ولعلي اختم آآ هذا الدرس بطرفة لطيفة آآ نعود للحديث الذي ساقه المصنف في تمامه قال ماذا في تمام الحديث قال حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا فمن يا رسول الله؟ قال قال اليهود والنصارى؟ قال فمن قال اخرجه اخرجاه فسأل شخص ممن لع الصلة له بالعلم ما معنى اخرجه؟ قال اي اخرج الظب من جحره اخرجاه اي اخرج الظب من جحره نسأل الله ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح والتوفيق لرضاه والمعونة على طاعته وان يهدينا اجمعين سواء السبيل. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم هم الاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى داء والتقى والعفة والغنى. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهد قلوبنا. وسدد السنتنا يوصلوا سخيمة صدورنا اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم استغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. ونسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل نعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل. اللهم انا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به ان مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا. واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم اعذنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا