الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في التطير اي من النهي عنه والوعيد فيه مصدر تطير يتطير تطيرا. والطيرة بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن اسم من تطير طيرة من تطير طيرة كما يقال تخير خيرة. ولم يجيء في المصادر على هذه الزنا غير وهما واصله التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما. وكان ذلك يصدهم عن فنفاه الشرع وابطله. واخبر انه لا تأثير له في جلب نفع او دفع ضر. قال المدائني سألت رؤبة ابن العجاج قلت ما السانح؟ قال ما ولاك ما يامنة؟ قلت فما البارح؟ قال ما ولاك مياسرة. والذي يجيء من امامك كفهو الناطح والنطيح والذي يجيء من خلفك هو القاعد والقعيد. ولما كانت الطيارة من الشرك المنافي لكمال التوحيد الواجب من القاء الشيطان وتخويفه ووسوسته بتعليق القلب بها خوفا وطمعا ومنافات هدم التوكل على الله ومنافاتها وللتوكل على الله الذي لا ينفع ولا يضر غيره. واعتقاد النفع والضر في طائر ونحوه لا علم عنده ولا قصد فهذا وان كان من الشرك الاصغر فهو من اقبح الشرك. وهذا كاعتقاد المنجمين في النجوم التي سخرها الله تعالى. اعتقدوا ان لها تأثير في الكون وهي خلق مسخر لا تنفع ولا تضر. ذكرها المصنف رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد تحذيرا مما ينافي كمال التوحيد الواجب. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم يا ربنا فقهنا في الدين. ووفقنا لاتباع هدي نبيك الكريم. صلى الله عليه وسلم. واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد فهذه الترجمة باب ما جاء في التطيب عقدها المصنف رحمه الله تعالى في كتابه التوحيد لما في التطير من المنافاة للتوحيد الواجب الذي يأثم المرء بتركه. ويكون عرظة للعقوبة والتطير مبني على الاوهام والوساوس التي يلقيها الشيطان في قلوب من يلقيها من الناس فتوجد عندهم نظرة متشائمة نظرة متخوفة فيترتب على هذا التطير احجام عن الخير وتوقف عن فعل المصالح وتعطل للاعمال وهي نظرة متعثرة اذا وجد في قلب المرء اعاقته عن الخير وعطلته عن مصالحه. وهي من الشيطان وهي تتنافى مع حقيقة التوكل على الله ثقتي به وتفويظ الامور اليه وهي ايضا في الوقت نفسه فيها طاعة للشيطان فيما يلقيه في القلوب والنفوس من الوساوس والاوهام. والمخاوف. انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين ولما كانت الطيرة والتطير بهذا الوصف عقد المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة تحذيرا منها وبيانا لخطورتها وما ترتب عليها من اضعاف للمرء وهمته. وتعطيلا له عن عن السعي في مصالحه وتبلغ الطيرة شدة عندما تكون او عندما تقع تطيب يرن باهل الخير وفضله. باهل الخير واهل الفضل. فهذا اخبث ما يكون في التطير وسيأتي بعض الامثلة على ذلك كتطير اهل الضلال والباطل بالانبياء والمصلحين من عباد الله. وهذه نظرة خبيثة جدا. لا تزال توجد فيمن رق دينهم وجانبوا الاعتقاد الحق ودخلت نفوسهم دواخل في معاداة الدين واهله. فانهم ينظرون لاهل الصلاح والاصلاح هذه النظرة فتجدهم يقولون ما عوقنا عن المصالح ولا عطلنا من كذا الا هؤلاء يعنون وهذه نظرة خبيثة جدا نظرة خبيثة كان عليها اعداء الرسل وخصوم الانبياء. وسيأتي امثلة على ذلك. في التطير ابلغ ما يكون واشد ما يكون خبثا عندما يكون تطيرا باهل الخير. وتشاؤما باهل الخير كما هو الحال في اداء الرسل. انا تطيرنا بكم. انا تطيرنا بكم اي نحن تائمون بوجودكم ووجودكم سبب لتعطل الخير والمصالح فهذا اخبث ما يكون في التطير والتطير كما عرفنا تشاؤم تشاؤم بالطيور او غيرها. لكن لما كان غالب تطير او تشاؤم المشركين بالطيور وتحركها واصواتها وانواعها كتشائمهم بالبوم او تشاؤمهم ببعض اصوات الطير يكون الواحد منهم على عزم على سفر معين لمصلحة من تجارة او نحوه. فيسمع مثلا صوت صوت البوم فيترك التجارة. او ويرى بوما او يزجر طيرا فتذهب الى جهة معينة. فيتطير ويترك تجارته او يتطير ويترك زواجه او غير ذلك من مصالحه فالتطير هو التشاؤم سواء بالطير او السباع او غير ذلك من الحيوانات كالضباع مثلا او البقاع او الامكنة او الاصوات او اسماء او الارقام الان في هذا الزمان يوجد تطير من بعض الارقام تطير من بعض الارقام. مثلا رقم ثلاثة عشر هذا يتطير منه. كثير من والجهال هو رقم مثل غيره من الارقام. ولهذا تجد احيانا في بعض الطائرات وبعض العمائر يقفزون الرقم الثالث عشر. يعني الدور الاول الثاني الثالث الرابع الثاني عشر الرابع عشر. لا يوجد دور اسمه الثالث عشر يتشائمون من هذا الرقم حتى في بعض الطائرات تجد المقعد الاول الثاني الثالث الثاني عشر الرابع عشر لانه لو جعلوا ثلاطعشر محد يجلس فيه من هؤلاء الجهال يتشائمون من هذا الرقم. يتشاءمون من هذا الرقم هذا كله جاهلية هذا كله جاهلية وتطير وتشاؤم ولهذا التشاؤم يأخذ مناحي كثيرة جدا سواء اسماء او البقاع او الاشخاص او الاسماء او الارقام او غير ذلك. وهو من القاء الشيطان في النفوس وهو منافي للتوكل. على الله سبحانه وتعالى والا ماذا تعني هذه الاشياء ماذا تعني؟ ماذا يعني ان انسانا اراد ان يسافر الى مكان ما ثم سمع صوت طير فترك السفر من اجل سماعه ماذا يكون او رأى رقما معينا او شخصا معينا او اسما معينا؟ ثم ترك مصلحته من اجله هذه جاهلية هذي عقول عبث عبث بها الشيطان. هذه عقول عبث بها الشيطان. واوقعها افي هذه المتاهات متاهات التخوف والتشاؤم وتعطيل المصالح والنبي صلى الله عليه وسلم قال لا طيرة ويعجبني الفأل. الفأل يختلف تماما عن الطيرة. الفأل الكلمة الطيبة يسمعها المرء تحرك فيه نشاطا تزيد من همته وعزمه تدخل عليه سرورا مثلا لشخص اراد ان يذهب في تجارة فسمع شخصا ينادي صاحبه يا رابح ففرح استبشر هذا فأل. لا يثبط المرء ولا يثنيه عن عمله بل يزيد من عزمه ورغبته ويدخل عليه سرورا مثل شخص ذهب ليعالج من مرض معين فسمع شخصا ينادي اخر يا سالم او نحو ذلك الكلمة الطيبة تعجب النبي عليه الصلاة والسلام لانها تختلف عن التطير تماما التطير يكفر المرء ويثنيه عن مصالحه ويعطل عن اعماله ويدخل في قلبه المخاوف والاوهام. اما الكلمة فامرها مختلف تدخل على المرء السرور ينشط اكثر وهمته تزيد في عمله ومصالحه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ويعجبني الفأل. الحاصل ان العقيدة عقيدة مباركة تصفي القلوب وتذهب عنها الاوهام والشكوك وآآ تعين المرء باذن الله سبحانه وتعالى على تحقيق مصالحه واعماله ويسلم من هذه النظرة الجاهلية المتشائمة المتعثرة التي تعطل المرء عن الخير وتعيقه عن المنافع والمصالح الدينية والدنيوية نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون. ذكر تعالى هذه الاية هذه الاية في سياق قوله تعالى فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يتطيروا بموسى ومن معه معنى ان ال فرعون اذا اصابتهم الحسنة اي الخصب والسعة والعافية كما فسره مجاهد وغيره قالوا لنا هذه اي نحن الجديرون والحقيقون به ونحن اهله وان تصبهم سيئة اي بلاء وقحط يتطير بموسى ومن معه فيقولون هذا بسبب موسى واصحابه اصابنا بشؤمهم فقال الله تعالى الا انما طائرهم عند الله؟ قال ابن عباس رضي الله عنهما اي طائرهم ما قضي عليهم وقدر لهم. وفي رواية شؤمهم عند الله ومن قبله اي انما جاءهم الشؤم من قبله بكفرهم وتكذيبهم باياته ورسله. وقوله ولكن اكثرهم لا يعلمون اي ان اكثرهم هم جهال لا يدرون ولو فهموا وعقلوا لعلموا انه ليس فيما جاء به موسى عليه السلام الا الخير والبركة والسعادة والفلاح من امن به واتبعه هذا اخبث ما يكون في التطير واشنعه ان يكون تطير المرء وتشاؤمه باهل الفضل واهل الخير كان يتطير بائمة والفضل صفوة خلق الله وخيار عباده انبيائه الكرام عليهم صلوات الله وسلامه فهذا اخبث ما يكون في التطير. مثل ما ذكر الله سبحانه وتعالى عن قوم موسى عن ال فرعون ما ذكره الله عن ال فرعون قال فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه اذا جاءتهم والحسنة اي من امطار وزروع وخير وكثرة ماشية وغير ذلك قالوا لنا هذا يعني نحن جديرون بذلك وحققوا به واهل له قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة اي من قحط او جذب او قلة مال او امراض او غير ذلك. وان تصبهم سيئة يتطيروا بموسى ومن معه. ما معنى يتطير ومن معه يقولون ما حصل هذا الجذب جاءت هذه الامراض ولا حصلت هذه الاشياء الا من وجود موسى عليه السلام ومن معه اي من المؤمنين. فينظرون الى موسى عليه السلام ومعه من المؤمنين نظرة نظرة تشاؤم وان هذه الشرور التي حلت بهم و الشدائد التي نزلت بهم انما جاءتهم من جهته وبسببه يتطير بموسى ومن معه هذا اخبث ما يكون في التطير اخبث ما يكون في التطير واشنعه ان يكون تطيرا باهل الفضل. والخير والصلاح. فالله جل وعلا قال ردا على هؤلاء في هذه النظرة الخبيثة الشنيعة التي يتطير بموسى ومن معه قال الله ردا عليهم الا ان الا انما طائرهم عند الله. الا انما طائرهم عند الله مثل ما قال ابن عباس رضي الله عنهما قال ما قضي عليهم وقدر لهم. اي ان هذا الذي حصل لهم قضاء وقدر وسببه كفر هؤلاء واعراضهم وصدودهم عن دين الله تبارك وتعالى. فهو امر قدره الله سبحانه وتعالى وقظاه سببه خبث هؤلاء فكلا اخذنا بذنبه هذا سببه ذنوب هؤلاء وخبث هؤلاء وشر هؤلاء الا انما طائرهم عند الله. اي ان الامور كلها بقضاء الله. وقدره سبحانه وتعالى. لكن آآ آآ كفر هؤلاء وتكذيبهم لرسل الله عليهم صلوات الله وسلامه هو سبب هذا الذي احل بهم. نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله تعالى قالوا طائركم معكم الاية المعنى والله اعلم حظكم وما نابكم من شر معكم بسبب افعالكم بسبب افعالكم وكفركم ومخالفتكم الناصحين. ليس هو من اجلنا ولا بسببنا بل ببغيكم وعدوانكم فطائر فطائر الباغي الظالم معه فما وقع من الشرور فهو سببه الجالب له. وذلك بقضاء الله وقدره حكمته وعدله كما قال تعالى افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون؟ ويحتمل ان يكون ما طائركم معكم اي راجع عليكم فالتطير الذي حصل لكم انما يعود عليكم وهذا من باب القصاص في الكلام ونظيره قوله عليه السلام اذا سلم عليكم اهل الكتاب فقولوا عليكم ذكره القيم رحمه الله تعالى وقوله وان ذكرت اي من اجل انا ذكرناكم وامرناكم بتوحيد الله قابلتمونا بهذا الكلام بل انتم قوم مسرفون. وقال قتادة ائن ذكرناكم ائن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا؟ ومناسبة الايتين للترجمة ان التطير من عمل اهل والمشركين وقد ذمهم الله تعالى به ومقتهم وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التطير واخبر وانه شرك كما سيأتي في احاديث الباب. نعم وهذه الاية نظيرة التي قبلها فيها اه اشنع التطير واخبثه والتطير برسل الله الكرام عليهم صلوات الله وسلامه فهؤلاء القوم الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى في سورة ياسين في تكذيبهم للرسل ارسل الله عز وجل لهم اثنين من رسل الكرام ثم عزز هؤلاء بثالث فكانت حال هؤلاء مع هؤلاء الرسل انهم قابلوا دعوتهم بالتكذيب وعدم القبول والتسليم في الوقت نفسه تطيروا بهم. قالوا انا تطيرنا بكم. تطيروا بهؤلاء الرسل تشاءموا من وجودهم بينهم واحالوا وجود ما يحل بهم من مصائب او تنزل بهم من النوازل الى وجود هؤلاء الرسل بينهم وان ام سبب لهذه المصائب؟ وسبب لهذه المحن. فقالوا لرسلهم بعد ان قابلوهم بالتكذيب والاعراض والصدود عن دعوتهم قالوا انا تطيرنا بكم يعني نحن متشائمون بوجودكم بيننا وان سبب لهذه النكبات وهذه المصائب التي تحل بنا فكان جواب المرسلين لهؤلاء ان قالوا طائركم معكم. قالوا طائركم معكم. اي ان قضي وقدر لكم مما احله الله سبحانه وتعالى بكم من عقوبات وما احله بكم من نوازل مع بسبب كفركم وسبب اعراضكم وسبب صدودكم عن دين الله وتكذيبكم انبياء الله ورسله ايران اي ما نابكم من شر معكم بسبب افعالكم الكفرية ومخالفاتكم وعدم طاعتكم لله قالوا طائركم معكم اان ذكرتم يعني تقولون هذا الكلام في حقنا لا لشيء الا لاجل انا ذكرناه الرسل لم يكن منهم الا التذكير بالخير. ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته الى خير ما يعلمه لهم. وان يحذرهم من شر ما يعلمه لهم. فهذا الذي كان من المرسلين. ذكروهم بالخير ذكروهم بالفلاح ذكروهم بالسعادة في الدنيا اخرة واسبابها. فيقول فقال لهم الرسل الكرام عليم صلوات الله وسلامه تقولون في حقنا هذا تقولون في حقنا هذا القول والذي كان منا هو مجرد ان ذكرناكم ذكرناكم بالايمان بالتوحيد بالصلة بالله التوكل على الله حسن الالتجاء اليه ترك عبادة غيره ائن ذكرتم اي تقولون فينا هذا القول لا لشيء الا لان ذكرناكم بالخير بل ان انتم قوم مسرفون. بل انتم قوم مسرفون. وهذا فيه ان الاسراف معناه اوسع مما آآ مما يألفه او يعتاده الناس من معنى الاسراف غالبا فيما يعهده الناس في معنى الاسراف فالاسراف في الطعام او الاسراف في المأكل او المشرب بل عند بعض الناس اذا ذكر الاسراف انما ينصرف لذلك. والاسراف معناه اوسع من ذلك. ولهذا قال الانبياء لهؤلاء بل انتم قوم مسرفون. بل انتم قوم مسرفون. ولهذا عدم الطواعية للانبياء والاتباع لهم وعدم التكذيب والتكذيب بهم والتكذيب بالانبياء هذا يكون من اشد الاسراف من اشد الاسراف واشنع. قالوا بل انتم قوم مسرفون. في آآ تفريطكم كن في اتباع الانبياء وقبول ما جاء جاءوا به. ودعواكم الكاذبة الاثمة في حق الانبيا وطعونكم فيهم واعتقادكم ان هذه المصائب والنوازل انما حلت بسببهم هذا كله من الاسراف بل انتم قوم مسرفون كما نبه الشارح رحمة الله عليه ان هذه الاية والتي قبلها ذكرها اصنف اشارة الى ان التطير عقيدة جاهلية قديمة. عقيدة جاهلية قديمة موجودة في خصوم الانبياء واعدائهم منذ القدم. وهي موجودة هذه العقيدة ليست شيئا استجد او حصل في ازمنة متأخرة وانما هي عقيدة موجودة منذ القدم. فكان من آآ من عقائد اهل اهل الشرك والضلال التطير. هذا حقيقة ربما يوصلنا الى ايه ده؟ وهي ان التطير هي يعظم حظ الانسان بحسب جاهليته وبعده عن الدين. لا بحسب جاهليته وبعده عن الدين وايضا يستفاد من هذا ان الدين القويم باذن الله تبارك وتعالى ينقي المرء من مثل هذا بالاوهام والظنون النظرات المتعثرة المتشائمة فالدين ينقي المرء من ذلك ويصفي قلبه فيكون قلبا صافيا لا يخاف الا الله. ولا يتوكل الا على الله ولا يلجأ الا الى الله لا تعثره هذه الاوهام ما يعنيه شيئا يرى بوما او يسمع صوتا او نحو ذلك اعماله ماضية ومصالحه مستمرة متوكلا على الله معتمدا عليه. فاذا ذهب عنه هذا الدين القويم دخلت هذه الدواخل واصبح يتشائم من رقم او يتشاءم من طير او يتشاءم من صوت او غير ذلك من امور الجاهلية. نعم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر. اخرجاه زاد مسلم ولا نوء ولا غول. قال ابو عادات العدوى اسم من الاعداء كالرعوى يقال اعداه الداء يعديه اعداء اذا اصابه مثل ما بصاحب بصاع مثل ما بصاحب الداء. نعم نعم. هذا الحديث والكلام عليه ربما يطول عند السارح فلعل بهذا القدر واشير الى مقال سبق ان كتبته حول هذا الموضوع عنوانه النظرة متشائمة اظن ان فيه فائدة حول هذا الموضوع وجمع للايات المتعلقة بوجود للنظرة المتشائمة في اعداء الرسل منذ الزمن الاول. وان هذه النظرة لا تزال باقية. عند كل خصم اهل الحق ولحملته. وسبحان الله هذه النظرة المتشائمة اصبحت سلاحا لهؤلاء المفلسين من خصوم الرسل واتباع الرسل. فلما لم يستطيعوا ان يقابلوا حجة بالحجة والبرهان بالبرهان مالوا الى هذه النظرة المتشائمة فقالوا في حق الرسل ايضا قالوا في حق اتباع الرسل ما جانا الشر الا منكم. ولا جاءنا الا البلاوي والمصائب الا منكم ولا حلت بنا هذه الكوارث لمنكم انتم رأس الشر وانتم اصبحوا يتكلمون بهذا هذه اللهجة وبهذا اللسان تشاؤما باهل الخير والفضل مع ان اهل الخير واهل الفضل لم يكن منهم الا ان ذكروهم اان ذكرتم يعني تقولون فينا هذا القول لا لشيء الا لان بالله وبدينه وطاعته واتباع آآ رسله عليه الصلاة صلوات الله وسلامه آآ هذه النظرة المتشائمة هي ملازمة لخصوم الانبياء وخصوم اتباع وهي معول يتكئون عليه في محاربة الانبيا ومحاربة اتباع الانبياء بان يقولوا ما جاءنا الشر الا منهم ولا عرفنا الا من وجوههم وهذه المصائب وهذه النكبات بسببهم الى اخر هذا الكلام. وهذه طريقة المفلس من حجة تحميل من يعاديه آآ مثل هذه الاكاذيب ومثل هذه الدعاوى الزائفة فكنت كتبت مقالا حول هذا المعنى جمعت آآ ايات و ايضا ما يتعلق بمعانيها وان هذه النظرة موجودة منذ القدم في خصوم الرسل واعدائهم علي اعداء رسل عليهم صلوات الله وسلامه وطبعت هذه المقالة ضمن كتاب ايضا سبق انطبع بعنوان الفوائد المنثورة. اسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح انا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا او لمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اتي نفوسنا تقوانا وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا ان اخرتنا التي اليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اسلمنا وبك امنا وعليك توكلنا واليك انبنا وبك خاصمنا نعوذ بعزتك لا اله الا انت انت ان تظلنا فانت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون. اللهم انا نعوذ بك من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وشر الشيطان وشركه وشر كل دابة انت اخذ بناصيتها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلم وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا