الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هام ولا صفر اخرجاه زاد مسلم ولا نوء ولا غول قال ابو السعادات العدوى اسم من الاعداء كالرعوى يقال اعداه الداء يعديه اعداء اذا اصابه مثل ما بصاحب الداء وقال غيره لا عدوى هو اسم من الاعداء وهو مجاوزة العلة من صاحبها الى غيره. والمنفي نفس راية العلة او اظافتها الى العلة والاول هو الظاهر. وفي رواية لمسلم ان ابا هريرة رضي الله عنه كان يحدث مثل عدوى ويحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يريد ممرض على مصح ثمان ابا هريرة رضي الله عنه اقتصر على الحديث لا يورد ممرض على مصح وامسك عن حديث لا عدوى فراجعوه وقالوا سمعناك تحدثه فابى ان يعترف به. قال ابو سلمة الراوي عن ابي هريرة رضي الله عنه فلا ادري انسي ابو هريرة رضي الله او عنه او نسخ احد القولين الاخر. وقد روى حديث لا عدوى جماعة من الصحابة منهم انس بن مالك وجابر ابن عبد الله والسائب ابن يزيد وابن عمر رضي الله عنهم وغيرهم وفي بعض روايات هذا الحديث وفر من المجذوم كما تفر من الاسد وقد اختلف العلماء في ذلك واحسن ما قيل فيه قول البيهقي وتبعه ابن الصلاح وابن القيم وابن رجب وابن مفلح وغيرهم ان قوله لا عدوى على الذي يعتقده اهل الجاهلية من اضافة الفعل الى غير الله تعالى. وان هذه الامور تعدي بطبعها والا فقد يجعل وان هذه الامور تعدي بطبعها والا فقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح من به شيء من الامراض سببا لحدوث ولهذا قال وفر من المجذوم كما تفر من الاسد وقال لا يورد ممرض على مصح وقال في الطاعون من سمع به في ارض فلا يقدم عليه وكل ذلك بتقدير الله تعالى. ولاحمد والترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنهما مرفوعا لا يعدي شيء شيئا قالها ثلاثا. فقال اعرابي يا رسول الله النقمة من الجرب تكون بمشفر البعير او به في الابل العظيمة فتجرب كلها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن اجرب الاول لا عدوى ولا طيرة ولا قام ولا سفر خلق الله كل نفس وكتب حياتها ومصائبها ورزقها. فاخبر صلى الله عليه وسلم ان ذلك كله بقضاء الله وقدره. والعبد مأمور باتقاء اسباب الشر اذا كان في عافية. فكما انه يؤمر ان يلقي الا يلقي نفسه في وفي النار مما جرت العادة انه يهلك او يضر فكذلك اجتناب مقاربة المريض كالمجذوم والقدوم على بلد الطاعون كالمجزوم فكذلك اجتناب مقاربة المريض كالمجذوم والقدوم على بلد الطاعون فان هذه كلها اسباب للمرض التلف فالله سبحانه هو خالق الاسباب ومسبباتها لا خالق غيره ولا مقدر غيره. واما اذا قوي توكلوا على الله والايمان بقضاء الله وقدره فقويت النفس على على مباشرة بعض هذه الاسباب اعتمادا على الله ورجاء الا يحصل به ظرر ففي هذه الحال تجوز مباشرة ذلك لا سيما اذا كانت مصلحة عامة او خاصة وعلى هذا يحمل الحديث الذي رواه ابو داوود والترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ بيد مجذوم فادخلها معه في القصعة ثم قال قل بسم الله ثقة بالله وتوكلا عليه وقد اخذ به الامام احمد. وروي ذلك عن عمر وابنه وسلمان رضي الله عنهم ونظير ذلك ما روي عن خالد بن الوليد رضي الله عنه من اكل السم ومنه مشي سعد ومنه مشي سعد ابن ابي وقاص وابي مسلم الخولاني عن على متن البحر قاله ابن رجب رحمه الله نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فقد ساق المصنف رحمه الله تعالى في هذا الباب باب ما جاء في التطير هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لم قال لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر. اخرج زاد مسلم ولا نوء ولا هذه الست المذكورات في هذا الحديث كلها من امور الجاهلية وعقائدهم الباطلة. التي جاء الاسلام بابطالها. ولهذا فان النفي او اه فان قوله لا في هذا الحديث نافية وليست ناهية. نافية لهذا الاوهام وهذه العقائد. وهذه الظنون والتعلقات الباطلة. التي كان عليها اهل الجاهلية فجاء الاسلام بابطالها. ومن ذلكم قوله لا عدوى قوله لا عدوى يراد بهذا النفي ما كانت الجاهلية تعتقده المرض انه ينتقل من شخص الى اخر بدون تقدير الله عز وجل وانما ينتقل المرض بنفسه. فابطل النبي صلى الله عليه وسلم هذه العقيدة. ومنذ ومن وجوه ابطالها قوله فمن اعدى الاول؟ اي ان الامور كلها بتقدير الله سبحانه وتعالى وقظائه وقدره وعقيدة اهل الجاهلية في هذا الباب تورثهم تعلقا بالاسباب فيها واعتمادا عليها. والاسلام جاء بابطال هذه التعلقات. بان يكون تعلقه بالله الذي بيده الامر كله الاسباب والمسببات. فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فلا يتعلق قلبه بشيء من الاسباب وانما يكون متوكلا على الله ملتجأ اليه مفوضا امره اليه سبحانه وتعالى ولا يتنافى هذا التوكل مع فعل الاسباب التي اذن بفعلها وليس في فعلها مخالفة لشرع الله. ومن ذلكم قوله عليه الصلاة والسلام لا يورد ممرض على مصح. وقوله فر من المجذوم فرارك من الاسد ونحوها من الاحاديث هذي من الاسباب التي جاءت الشريعة باثباتها ولا تنافي بين هذه الاحاديث وحديث لا عدوى. لان العدوى المنفية غير العدوى المثبتة العدوى المنفية غير العدوى المثبتة. العدوى المثبتة انتقال المرظ. من شخص الى اخر تقدير الله سبحانه وتعالى. والعدوى المنفية ما كان يعتقده اهل الجاهلية. ما كان يعتقده اهل الجاهلية مما ينبني عليه التعلقات الباطلة بالاسباب وعدم التوكل على الله وتفويض الامور اليه جل في علاه فابطل الاسلام ما عليه اهل الجاهلية ودعا العباد الى قوة التوكل على الله وحسن الالتجاء اليه. مع بذل الاسباب التي جاءت الشريعة بالدلالة عليها نعم قال رحمه الله تعالى قوله ولا طيرة. قال ابن القيم رحمه الله تعالى يحتمل ان يكون نفيا او نهيا اي لا تتطير ولكن قوله في الحديث ولا عدوى ولا صفر ولا هامة يدل على ان المراد النفي وابطال هذه الامور التي كانت الجاهلية تعانيها والنفي في هذا ابلغ من النهي لان النفي يدل على بطلان ذلك وعدم تأثيره النهي انما يدل على المنع منه. نعم وهذا هو الظاهر ان كلها نفي. نفي هذه الامور التي كان اهل الجاهلية يعتقدونها وكانت من جاهليتهم فجاء الاسلام بنفيها نفيها وان هذه كلها ضلال وخرافة وتعلقات باطنة ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان نعم. قال رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم عن معاوية ابن الحكم انه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومنا اناس يتطيرون قال قال ذلك شيء يجده احدكم في نفسه فلا يصدنكم. فاخبر ان تأذيه امه بالطيارة انما هو في نفسه وعقيدته لا في المتطير به. فوهمه وخوفه واشراكه هو الذي يطيره ويصده لا ما رآه وسمعه. هذه فائدة عظيمة جدا. ينبغي التنبه لها فيما يتعلق الطيرة التي جاء الاسلام بابطالها والتحذير منها فلما قال معاوية ابن الحكم رظي الله وعن للرسول عليه الصلاة والسلام ومنا اناس يتطيرون ان يقع منهم التطير يوجد فيهم التطير ومنا اناس يتطيرون. قال ذلك شيء يجده احدكم في نفسه فلا يصدنكم. هذا اي يجده المرء في نفسه مثل ما ذكر رضي الله عنه منا اناس يتطيرون يعني يدخل على نفوسهم شيء من التطير او التشاؤم من بعض مثل اشياء او نحو ذلك فكان جواب النبي عليه الصلاة والسلام ذاك شيء يجده احدكم في نفسه فلا يسخطنكم. قولا فلا يصدنكم يدل على ان هذا الامر يذم عندما يفعله المرء عندما يفعله المرء في حجم بسببه ويمتنع بسببه ويعطل مصالحه انما الطيرة ما امضاك او ردك. لكن كون امر هجم على القلب. هجم على قلب ولم يلتفت لها الانسان وادهبه الله عنه بالتوكل هذا لا يظر الانسان لكن الذي يظره انه يفعل هذه التي تهجم على نفسه ثم يتوقف عن عمله ويقول اخشى ان يحصل لي كذا او اخشى ان تسبب للذهاب وقد رأيت هذا الشيء كذا. فهذا الذي آآ يكون وقع في ما يذم قال فلا يصدنكم. اذا ما يراه الانسان انصده عن مصالحه واعماله وقع المذموم. اضرب مثالا للتوضيح. لو ان شخصا اراد ان يسافر مثلا وخرج في الطريق ورأى حادثا وتوقف عن مصلحته وعن ما قد هم به وتشائم. فمثل هذا التشاؤم الذي يصد الانسان عن مصالحه ويعطله عن عن مقاصده هذا هو الذي يذم. اما اذا هجم شيء من امور على القلب ولكنه لم يتفاعل معها جاهد نفسه واذهبها الله عنه بتوكله على الله وقال الامور بقضاء الله وقدره ولن يصيبنا الا ما كتب الله لنا طرد عن نفسه هذا الذي هجم عليه فهذا لا يضره وانما الذي ليضره ما صده عن مصالحه. واعماله. نعم. قال رحمه الله تعالى الا فاوضح صلى الله عليه وسلم لامته الامر وبين لهم فساد الطيرة ليعلموا ان الله سبحانه لم يجعل لهم عليها علامة ولا فيها ولا نصبها سببا لما يخافونه ويحذرونه. ولتطمئن قلوبهم وتسكن نفوسهم الى وحدانية الى وحدانية تعالى التي ارسل بها التي ارسل بها رسله. وانزل بها كتبه وخلق لاجلها السماوات والارض. وعمر الدارين الجنة والنار وبسبب التوحيد فقطع صلى الله عليه وسلم علق الشرك من قلوبهم لئلا يبقى فيها علقة منها ولا يتلبس بعمل من اعمال اهل النار البتة نعم. قوله فاوضح صلى الله عليه وسلم لامته وبين لهم فساد الطيران. ليعلموا ان الله لم يجعل لهم عليها علامة ولا فيها دلالة. ولا نصبها سببا لما يخافونه ويحذرونه يعني مثلا عندما كان الواحد من اهل الجاهلية يخرج ويرى بوما ويتوقف عن مصلحته من اجل رؤيته لهذا البوم. او رأى حركة للطير الى جهة معينة تشاءم من هذه الحركة وتوقف عن مصلحته. يقول رحمه الله الله لم يجعل علامة هذه الاشياء لم يجعلها علامة لشيء يخاف منه او يحذر منه. اذا هذا الذي يحدث في نفوسهم كله وهم وظنون باطلة يبنون عليها ما يكون منهم من احجام او اقدام. اما ففي واقع الامر فان الله سبحانه وتعالى لم يجعل هذه الاشياء علامة على آآ ما يخافونه من مثلا خسران في تجارة او تعطل في مصلحة او نحو ذلك. نعم. قال رحمه الله تعالى فمن استمسك بعروة التوحيد الوثقى اعتصم بحبله المتين وتوكل على الله قطع هاجس الطيارة من قبل من قبل استقرارها وبادر خواطرها من قبل استمكانها وهذا الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم عندما تهجم على قلبه. هذه الاشياء من تشاؤم او تطير او توقف نفسه. يسبب رؤية امر او سماع صوت او كلمة هجم على نفسه شيء من التشاؤم او التطير فعليه الا يسترسل مع ذلك الا يسترسل معه. وان يقوي توكله على الله وثقته بالله وانه لن يصيبه الا ما كتبه الله له ويمضي في مصالحه دون ان يجعل هذا الذي رآه او سمعه معيقا له عن مصالحه نعم. قال رحمه الله تعالى قال عكرمة كن جلوسا عند ابن عباس فمر طائر يصيح فقال رجل من القوم خير الخير فقال له ابن عباس رضي الله عنهما لا خير ولا شر. فبادره بالانكار عليه لئلا يعتقد تأثيره في الخير والشر نعم يعني هذا كلام عظيم من ابن عباس رضي الله عنهم ولما سمع الرجل صوت الطير قال خير خير وبعضهم ربما قال خير يا طير. فلما سمع يقول خير خير قال لا خير ولا شر هذا صوت طائر مثل اصوات الطيور الاخرى. هذا صوت طائر لا تعلق له لا بالخير ولا بالشر فقال له رضي الله عنه لا خير ولا شر. لا خير ولا شر يعني مجرد صوت طائر. هذا مجرد صوت طائر. لا علاقة له لا خير ولا علاقة له بشر. فقال له لا خير ولا شر قطعا لهذه الظنون وهذه الاوهام وهذه الامور التي هي من امر الجاهلية. نعم. قال رحمه الله تعالى خرج طاووس مع صاحبه له في سفر فصاح غراب فقال الرجل خير؟ فقال طاووس واي خير عند هذا؟ لا تصحبني انتهى ملخص نعم وهذا طاووس على نهج ابن عباس رضي الله عنهما لما سمع رجل صوت غراب قال خير قال واي خير عند هذا؟ واي خير عند هذا؟ يعني ما ما هذه الا ظنون باطلة؟ والا هذا مجرد صوت لطائر لا علاقة له بخير ولا بشر. نعم. قال رحمه الله تعالى وقد جاءت احاديثهن بعض الناس انها تدل على وجواز الطيارة كقوله صلى الله عليه وسلم الشؤم في ثلاث في المرأة والدابة والدار ونحو هذا قال ابن القيم رحمه الله تعالى اخباره صلى الله عليه وسلم بالشؤم في هذه الثلاث ليس فيه اثبات الطيرة التي نفاها الله سبحانه وانما غايته ان الله سبحانه قد يخلق منها اعيانا مشؤومة على من قاربها وسكنها. واعيانا مباركة لا يلحق من اعربها منها شؤم ولا شر. وهذا كما يعطي سبحانه الوالدين ولدا مباركا يريان الخير على وجهه ويعطي غيرهما ولدا مشؤوما يريان الشر على وجهه وكذلك ما يعطاه العبد من ولاية او غيرها فكذلك الدار والمرأة والفرس. والله سبحانه انه خالق الخير والشر والسعود خالق الخير والشر والصعود والنحوس فيخلق بعض هذه الاعيان سعودا مباركة اقضي بسعادة من قاربها وحصول اليمن والبركة له. ويخلق بعضها نحوسا نحوسا ينتحر ينتحس بها من قاربها وكل ذلك بقضائه وقدره. كما خلق سائر الاسباب وربطها بمسبباتها المتظادة والمختلفة ما خلق المسك وغيره من الارواح الطيبة ولذذ بها من قاربها من الناس وخلق ضدها وجعلها سببا لالم من قاربها من الناس والفرق بين هذين النوعين مدرك بالحس. فكذلك في الديار والنساء والخيل. فهذا لون والطيرة الشركية لون انها نعم هذا الحديث وهو ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام الشؤم في ثلاث في المرأة والدابة والدار ليس دليلا على جواز الطيرة التي جاءت الشريعة بان بنفيها وابطالها وعدها من الجاهلية وخصالهم الباطلة. لان الطيرة تعلقات مبنية على الاوهام. وعلى خرافة باصوات او اسماء او بقاع او حركات او نحو ذلك. فهذه كلها جاهلية لكن قول النبي عليه الصلاة والسلام الشؤم في ثلاث المرأة و الدابة والدار اي ان هذه اه الاشياء قد يبتلى بعض الناس مثلا امرأة او دابة او دار يكون فيها حزونة. يكون فيها اه سوء. يكون فيها رعونة. يكون يكون فيها شدة في اه التعامل تجعل حياة المرأة وقربه لهذه الاشياء ضيق وحرج ونكد فالتشاؤم الذي جاءت الشريعة ابطاله والنهي عنه شيء وهذا شيء اخر. نعم. قال رحمه الله تعالى قوله ولا هامة تخفيف الميم على الصحيح قالوا الفراء الهامة طير من طير الليل كانه يعني البومة. قال ابن الاعرابي كانوا يتشائمون بها اذا وقعت بيت احدهم يقول نعت الي نفسي او احدا من اهل داري فجاء الحديث بنفي ذلك وابطاله وقوله ولا سفر بفتح الفاء روى ابو عبيدة في غريب الحديث عن رؤبة انه قال هي حية تكون في البطن تصيب والناس وهي اعدى من الجرب عند العرب. وعلى هذا فالمراد بنفيه ما كانوا يعتقدونه من العدوى. وممن قال بهذا سفيان ابن والامام احمد والبخاري وابن جرير. وقال اخرون المراد به شهر صفر. والنفي لما كان اهل الجاهلية يفعلونه في النسي كانوا يحلون المحرم ويحرمون سفر مكانه وهو قول مالك. روى ابو داوود عن محمد عن محمد ابن راشد عن من سمعه يقول ان اهل الجاهلية يتشائمون بسفر ويقولون انه شهر مشؤوم فابطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. قال ابن رجب ولعل هذا القول اشبه الاقوال والتشاؤم بسفر هو من جنس الطيرة المنهي عنها. وكذلك التشاؤم بيوم من الايام كيوم الاربعاء وتشاؤم اهل الجاهلية بشوال في النكاح فيه خاصة. نعم قوله ولا صفر. قيل في اه معناه هذا الذي جاء الشرع ابطاله اقوال ذكرها اهل العلم لكن الاقرب والله تعالى اعلم ان اهل الجاهلية كانوا يتشائمون من شهر صفر يتشائمون من شهر السفر ويترتب على هذا التشاؤم توقف اعمالهم ومصالحهم وامورهم في في شهر صفر لما يعتقدونه في هذا الشهر من شؤم مثل ما كانوا ايظا يعتقدونه من شؤم في بعظ الايام مثل يوم الاربعاء. فهذه كلها من امور ومنها ايضا ما اشرت اليه بالامس التشاؤم الذي آآ هو موجود الان لدى كثير من الظلال برقم ثلاثة عشر برقم ثلاثة عشر يتشائمون من هذا رقم ولهذا لا يجعلونه آآ يحذف في الغالب من الابنية والمقاعد الشقق ونحو ذلك لا يثبتون هذا الرقم اطلاقا. لانهم لو اثبتوه ان كان بيتا لم يستأجر. وان كان مقعدا لم يجلس عليه. لما وقع في قلوبهم من تشاؤم بهذا الرقم الا ثلاثطعش مثل اربعطعش ومثل اثنعش كلها ارقام. اي خير او شر؟ رقم مثل غيره من الارقام لكنها جاهلية مبنية على الوهم والخرافة والتعلقات الباطلة ومثل الاربعاء الاربعاء مثله مثل سائر الايام سفر شهر مثلهم مثل سائر الشهور فكان من جاهليتهم التشاؤم من بعض الشهور او من بعض الايام او من بعض الارقام هذي كلها جاهلية فجالس بابطال ذلك نعم. قال رحمه الله تعالى قوله ولا نوء النوء واحد الانواء. وسيأتي الكلام عليه في بابه ان شاء الله تعالى وقوله ولا غول هو بالظم اسمه وجمعه اغوال وغيلان وهو المراد هنا قال ابو السعادات الغول واحد الغيلان وهو جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم ان الغول في الفلات تتراءى تتلون تلونا في صور شتى وتغولهم اي تضلهم عن الطريق وتهلكهم فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وابطله فان قيل ما معنى النفي؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا تغولت الغيلان فبادروا بالاذان. اجيب عنه بان ذلك كان في ابتداء ثم دفعها الله عن عباده او يقال المنفي ليس وجود الغول بل ما يزعمه العرب من تصرفه في نفسه فيكون المعنى بقوله لغول انها لا تستطيع ان تضل احدا مع ذكر الله والتوكل عليه. ويشهد لهذا ويشهد ويشهد له الحديث الاخر لا غول ولكن السعالي. السعالي سحرة الجن اي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل ومنه الحديث اذا تغولت الغيلان فبادروا بالاذان اي ادفعوا شرها بذكر الله. وهذا يدل على انه لم يرد بنفيها عدمها ومنه حديث ابي ايوب رضي الله عنه كان لي تمر في سهوة فكانت الغول تجيء فتأخذ. نعم القول في قوله عليه الصلاة والسلام ولا غول كالقول فيما تقدم ولا عدوى كالقول فيما تقدم لا عدوى المنفي هنا في قوله ولاغول ليس نفي لوجود الغيلان. هذه الاشياء موجودة لكن المنفي ما كان عليه اهل الجاهلية. من تعلقات باطلة مخاوف زائفة وعدم توكل على الله وثقة به جل في علاه. فيخافون من هذه اه الغيلان ولا يتوكلون على الله ولا يلجأون اليه ولا يذكرون الله سبحانه وتعالى بل ربما وجد في كثير منهم ان خوفهم من هذه الغيلان يوجد يوجد عندهم تقربا اليها و استعاذة مثلا بكبيرها. ان يقيهم شر الغيلان الذين تحته او الجن الذين تحته نعود يقولون في تعودهم نعوذ بسيد هذا الوادي من شر ما فيه. فهذه جاهلية وتعلقات باطلة وسر بالله سبحانه وتعالى فالاسلام جاء بابطال ذلك. اما الغيلان موجودة لكن اذا توكل المرء على الله واحسن الالتجاء اليه واعتصم به جل في علاه وذكره فلا سبيل لهذه الاشياء عليه. ان عبادي ليس لك عليهم سلطة وكفى بربك وكيلا. ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين فذكر الله سبحانه وتعالى وحسن التوكل عليه وتمام الالتزاء اليه يعد واقيا للعبد وحافظا له فلا تصل اليها هذه الاشياء ولا تضله. فالذي جاء للسام بابطاله ليس ليس المراد به عدم وجودها وانما ابطل ما كانت عليه اهل الجاهلية من تألقات باطلة وعقائد زائفة هذا الذي جاء الاسلام ابطاله بقوله ولا غول فالقول في قوله ولا غول مثل ما تقدم في لا عدوى ليس نفيا لوجود العدوى وانما نفي لوجودها على الصفة التي كانت اه اهل الجاهلية تعتقدها. والصفة التي كانت تعتقدها اهل الجاهلية اورثتهم عدم كل على الله وعدم التجاء اليه سبحانه وتعالى. وهذا مناف للتوحيد الواجب الذي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق قال لاجله واوجدهم لتحقيقه بحيث يكون العبد مخلصا دينه لله متوكلا عليه مفوضا امره اليه لا يلجأ الا الى الله ولا يتوكل الا عليه. ولا يفوض امره الا اليه ولا يطلب نجاته في امره الا منه سبحانه وتعالى لا ملجأ ولا منجى منه الا اليه. ففروا الى الله. فالاسلام جاء بتنقية القلوب من هذه الشوائب وهذه الجاهليات وهذه التعلقات الباطلة التي ما انزل الله بها من سلطان ودعوتهم الى حسن اللجوء الى الله تبارك وتعالى وتمام التوكل عليه ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم اللهم اصلح لنا اجمعين شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى تقى والعفة والغنى. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بين انا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان لا اله الا انت. استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا