نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في كتابه فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد قال المصنف رحمه الله تعالى ولهما عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا يراه ويعجبني الفأل قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة. قوله ويعجبني الفأل. قال ابو السعادات الفأل مهموز فيما يسر ويسوء. والطيارة لا تكون الا فيما يسوء. وربما استعملت فيما يسر قال تفائلت بكذا وتفاءلت على التخفيف على التخفيف والقلب. وقد اولع الناس بترك الهمزة تخفيفا. وانما احب الفأل لان الناس اذا املوا فائدة لان الناس اذا املوا فائدة الله ورجوا عائدته عند كل سبب من ضعيف او قوي فهم على خير. واذا قطعوا املهم ورجاءهم من الله تعالى كان ذلك من الشر. واما فان فيها سوء ظن بالله واما الطيرة فان فيها سوء الظن بالله وتوقع البلاء والتفاؤل ان يكون رجل مريض فيسمع اخر يقول يا سالم والتفاؤل ان يكون رجل مريض فيسمع اخر يقول يا سالم او يكون طالب ضالة فيسمع اخر يقول يا واجد فيقع في ظنه انه يبرأ من مرضه ويجد ضالته ومنه الحديث قيل يا رسول الله ما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة. قوله قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة بين صلى الله عليه وسلم ان الفأل يعجبه. فدل على انه ليس من الطيارة المنهي عنها. قال ابن القيم رحمه الله تعالى آآ ليس في الاعجاب بالفأل ومحبته شيء من الشرك. بل ذلك ابانة عن مقتضى الطبيعة وموجب الفطرة الانسانية التي الى ما يوافقها ويلائمها كما اخبرهم صلى الله عليه وسلم انه حبب اليه من الدنيا النساء والطيب. وكان يحب الحلوى او العسل ويحب حسن الصوت بالقرآن والاذان ويستمع اليه. ويحب معالي الاخلاق ومكارم الشيم. وبالجملة يحب كل كمال وخير وما يفضي اليهما. والله سبحانه قد جعل في غرائز الناس الاعجاب بسماع الاسم الحسن ومحبته والله سبحانه وتعالى قد جعل في غرائز الناس الاعجاب بسماع الاسم الحسن ومحبته وميل نفوسهم اليه. وكذلك فعل فيها الارتياح والاستبشار والسرور باسم الفلاح والسلام والنجاح والتهنئة والبشرى والفوز والظفر ونحو ذلك. فاذا قرعت هذه الاسماع فاذا قرعت هذه الاسماء الاسماع استبشرت بها النفس وانشرح لها الصدر وقوي بها القلب. واذا سمعت اضدادها او جبلها ضد هذه الحال فاحزنها ذلك واثار لها خوفا وطيرا. وانكماشا وانقباضا عما قصدت له وعزمت عليه لها ظررا في الدنيا ونقصا في الايمان ومقارفة الشرك. وقال الحليمي وانما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل ان التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق. والتفاؤل حسن ظن به. والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم فعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد فهذا الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى فيه نفي الطيرة وانها من اعمال الجاهلية التي ما انزل الله بها من وهذه الطيرة اضافة الى ما فيها من الشرك الطيرة شرك فان فيها سوء ظن بالله تبارك وتعالى وهذا سوء الظن هذا السوء في الظن بالله جل وعلا المترتب على التطير يوجد عند العبد انقباضا وانكماشا وتعطلا عن افعال افعاله واعماله وشؤونه ومصالحه. قد جاء الاسلام بابطال الطيرة. لما فيها من الشرك ولما فيها من سوء الظن بالله وظعف التوكل عليه جل في علاه. ولما ترتب عليه من تعطل مصالح الناس واعمالهم وشؤونهم وانقباضهم عن ابواب الخير المتهيأة لهم بتوفيق من الله سبحانه وتعالى. وفي هذا الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى قال نبينا عليه الصلاة والسلام ويعجبني الفأل وبين ان الفأل هو الكلمة الطيبة. ولا يخفى ان المرء على محبة الكلمة الطيبة والامور الطيبة الحسنة وانه يستبشر ويفرح برؤيتها وسماعها من كلام حسن صوت حسن ونحو ذلك هذه امور على محبتها على محبة النفوس لها. ولا يترتب على التفاؤل الا الخير. والمعاني التي تترتب على التطير منتفية في الفأل. لان الفأل فيه فيه حسن ظن بالله بخلاف الطيرة فيها سوء ظن بالله والفأل فيه ايضا تحريك الاقبال على المصالح والامور التي العبد مقدم عليها بنشاط وهمة ورغبة واستبشار وفيه ايضا الاقبال على الله المنبني على حسن الظن به والتوكل عليه جل جل في علاه ففرق بين الطيرة والتفاؤل. الطيرة جاء الاسلام بابطالها واما التفاؤل فامر لا شيء فيه. بل كان يعجب النبي عليه الصلاة والسلام قال ويعجبني الفأل ويعجبني الفال. وذلك لما في الفأل من الخير للعبد. في الاقدام على مصالحه واموره واستبشار وفرح وهمة ونشاط وحسن اقبال هذه كلها معاني عظيمة ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن الفال قال الكلمة الطيبة الكلمة الطيبة وسيأتي معنا فيما ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه اذا خرج لحاجته يحب ان يسمع اسمع يا نجيح يا راشد يعني شخص ينادي اخر يعجبه ان يسمع يعجبه ان يسمع هذه الاسماء لانها من الفأل مثل لو كان شخص مثلا خرج في تجارة وسمع اخر ينادي صاحبه يا رابح خرج للعلاج وسمع رجل ينادي صاحبه يا سالم او نحو ذلك. فان هذا كله مما يدخل السرور على القلب والنشاط والهمة والسعي في العمل الذي قدم المرء عليه والاستبشار حسن الظن بالله سبحانه هذه كلها معاني جيدة. ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يعجبه وبين ان الفأل هو الكلمة الطيبة نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله على ولابي داوود بسند صحيح عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه سلم فقال احسنها الفأل ولا ترد مسلما فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك. قوله عن عقبة بن عامر هكذا وقع في نسخ التوحيد وصوابه عن عروة ابن عامر كذا اخرجه احمد وابو داوود وابو داوود وغيرهما وهو مكي اختلف في نسبه. فقال احمد عن عروة بن عامر القرشي وقال غيره الجهني واختلف في صحبته فقال فقال البا وردي له صحبة وذكره ابن حبان في بثقات التابعين وقال المزي لا صحبة له تصح. قوله فقال احسنها الفأل قد تقدم انه صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل وروى الترمذي وصححه عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا خرج لحاجته يحب ان يسمع يا نجيح يا راشد. روى ابو داوود عن بريدة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطيب من شيء وكان اذا بعث عاملا سأل عن اسمه فاذا اعجبه فرح به وان كره اسمه رؤي كراهية ذلك في وجهه واسناده حسن. وهذا فيه استعمال الفأل. قال ابن القيم رحمه الله تعالى اخبر صلى الله عليه وسلم ان لمن الطيرة وهو خيرها فابطل الطيرة واخبر ان الفأل منها ولكنه خير منها ففصل بين الفأل لما بينهما من الامتياز والتضاد ونفع احدهما ومضرة الاخر ونظير هذا منعه من الرقى بالشرك واذنه في الرقية اذا لم يكن فيها شرك لما فيها من المنفعة الخالية من المفسدة. نعم يعني الرقية الرقية منها ما هو رقية شرعية ومنها ما هو رقية شركية او بدعية. وكل منهما يقال له رقية وهذا جاءت النصوص باباحته والاخر جاءت النصوص بمنعه. لما في الثاني من الشرك ولما فيه من البدعة ولما يترتب عليه من الاثار السيئة الوخيمة. اما الرقية بذكر لا هو تلاوة كلامه وبالدعوات النافعة الطيبة فهذا لا بأس به كما جاء عنه عليه الصلاة والسلام اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقية ما لم تكن شركا. نعم. قال رحمه الله تعالى قوله اللهم لا يأتي قوله ولا ترد مسلما. قال الطيبي تعريض بان الكافر بخلافه. نعم بخلاف الطيرة. الطيرة ترد الطيرة ترد المرء اذا تطير عن مصالحه واعماله نعم قال رحمه الله تعالى وقوله اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت اي لا تأتي الطيرة بالحسنات ولا تدفع ولا تدفعوا المكروهات بل انت وحدك لا شريك لك الذي تأتي بالحسنات وتدفع السيئات. والحسنات هنا النعم والسيئات المصائب كقوله وان تصبهم حسنة يقول هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك الى قوله ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك. ففيه نفي تعلق القلب بغير الله في بنفع او دفع ضر وهذا هو التوحيد وهو دعاء مناسب لمن وقع في قلبه شيء من الطيارة. وتصريح بانها لا تجلب نفعا ولا ولا تدفع ضرا ويعد من اعتقدها سفيها مشركا. نعم يعني قوله اذا رأى احدكم ما اكراه فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك هذه كلمات تفويض وتوكل على الله سبحانه وتعالى. و تعلقوا القلب بالله جل وعلا. واذا قال العبد هذه الكلمات اللهم لا بالحسنات الا انت ولا يصرف السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك يكون بذلك فوظ امره الى الله وقوى عقيدته بالله سبحانه وتعالى وان الامر بيده ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا يدفع السيئات والشرور الا الله. ولا يأتي بالخيرات والحسنات الا الله. قل ادعوا الذين من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا. لان الامر كله بيد الله سبحانه وتعالى ما ينبغي التنبه له في هذا المقام ان الالفاظ المأثورة في الذكر والدعاء لا ينبغي ان يقولها المسلم قولا مجردا دون استحضار للمدلول ودون فقه بالمراد بل ينبغي ان يقال لفظها كما ورد وايضا ينبغي ان يفهم المعنى والمدلول والامر الثالث ينبغي ان يحقق العبد ما دلت عليه هذه الالفاظ من توكل وتوحيد واستعانة بالله مثلا ولا حول ولا قوة الا بالله هذه كلمة استعانة كلمة استعانة مثل ما ان لا اله الا الله تحقيق لقوله اياك نعبد فان لا حول ولا قوة الا لا تحقيق لقوله اياك نستعين. هي كلمة استعانة. ولهذا كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بعض لما كان لما كان آآ يقول هذه الالفاظ عن غير فهم صار يجعلها في غير موضعها. مثل ما قال شيخ الاسلام يعني بعضهم يأتي بلا حول ولا قوة الا بالله في مقام الاسترجاع. يعني عندما يصاب المرء بمصيبة الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. بعضهم لما كان انا لا يعي مدلول الالفاظ تجده في المصيبة يقول لا حول ولا قوة الا بالله والمقام مقام استرجاع. المقام مقام استرجاع لا حول ولا قوة الا بالله يؤتى بها بين يدي مصالح العبد واعماله الدينية والدنيوية. اذا خرج من بيته لمصالحه بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله. نودي للصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح استعان بالله لا حول ولا قوة الا بالله كلمة استعانة يطلب بها العون من الله. وهنا فيما يتعلق بالتطير. اذا رأى اما يكره بعض النفوس قد يتسرب لها عند رؤية ما ما تكره شيء من او انكماش او عدم الاقبال على عدم الاقبال او الاقدام على المصالح فليقل اللهم لا يأتي حسنات الا انت ولا يصرف السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بالله ولا حول ولا قوة الا بك لا يأتي بالحسنات ولا يدفع السيئات هذا فيه تفويض وان الامر كله بيد الله. مر معنا قال لما سمع الطير خير خير فنهره ابن عباس عن ذلك قال لا خير ولا شر انظر لا خير ولا شر لا يأتي بالخير الا الله ولا يدفع الشر الا الله. ما علاقة الطير بالخير والشر؟ قال لا خير ولا شر. لا يأتي بالخير الا ولا يدفع الشر الا الله. فهذه الكلمة ان قالها المرء عن فهم و تحقيق للمدلول اندفع عن قلبه التشاؤم والانقباظ وما يترتب على التطير من امور لا تحمد نعم. قال رحمه الله تعالى قوله ولا حول ولا قوة الا بك. استعانة بالله تعالى على فعله التوكل وعدم الالتفات الى الطيرة التي قد تكون سببا لوقوع المكروه عقوبة لفاعلها. وذلك الدعاء انما يصدر عن ثقة التوكل الذي هو اقوى الاسباب في جلب الخيرات ودفع المكروهات. والحول التحول والانتقال من حال الى حال. والقوة على ذلك بالله وحده لا شريك له. ففيه التبري من الحول والقوة والمشيئة بدون حول الله وقوته ومشيئته. وهذا هو التوحيد في الربوبية وهو الدليل على توحيد الالهية الذي هو افراد الله تعالى بجميع انواع العبادة. وهو توحيد القصد والارادة وقد تقدم بيان ذلك بحمد الله. لا حول ولا قوة الا بالله. هذه كلمة توكل. واستعانة. وتبرأ من الحول القوة اعلن العبد ظعفه وفقره وانه لا قدرة له على القيام باي مصلحة من مصالحه او شأن من شؤونه الدينية او الدنيوية الا بمعونة الله. وتوفيقه جل في علاه. فالعبد عندما يقول لا حول ولا قوة الا بالله اي لا تحول من حال الى حال ولا قوة يباشر بها العبد مصالحه الا بالله فاذا امده الله بالحول وامده القوة امده بالمعونة تمكن من القيام بمصالحه. فهي كلمة توكل واستعانة والتجاء الى الله سبحانه وتعالى وبراءة براءة من العبد من حوله وقوته لا حول ولا قوة الا بالله. نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابن مسعود رضي الله عنه ومرفوعة الطيارة شرك. الطيارة شرك. وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل. رواه ابو داوود الترمذي وصححه وجعل اخره من قول ابن مسعود رضي الله عنه اخره وما منا الا وما منا الا ولكن الله يذهبه التوكل نعم وجعل اخره من قول ابن مسعود ورواه ابن ماجة وابن حبان ولفظ ابي داود الطير الشرك الطيرة شرك الطيرة شرك ثلاثة. وهذا صريح في تحريم الطيارة وانها من الشرك لما فيها من تعلق القلب على غير لله تعالى قال ابن حمدان تكره الطيرة وكذا قال غيره من اصحاب احمد قال ابن مفلح والاولى القطع بتحريمها لانها شرك وكيف يكون الشرك مكروها الكراهة الاصطلاحية. قال في شرح السنن وانما جعل الطيرة من الشرك لانهم كانوا يعتقدون ان الطيرة تجلب لهم نفعا. الا اذا كان المراد تكره يعني كراهة التحريم كل ذلك كان السيء عند ربك مكروها. وبعض الائمة المتقدمين يطلق الكراهة مرادا بها التحريم نعم. قال رحمه الله تعالى قال في شرح السنن وانما جعل الطيرة من الشرك لانهم كانوا يعتقدون ان الطيارة تجلب لهم نفعا او تدفع عنهم ضرا. اذا عملوا بموجبه فكأنهم اشركوا مع الله تعالى وقوله وما منا الا قال ابو القاسم الاصبهاني والمنذري في الحديث اضمار والتقدير وما منا الا وقد وقع في قلبه شيء من ذلك انتهى. وقال الخلخالي حذرنا استغنى عن عن ذكره استغنى عن ذكره لان امر مذموم. باكتفاء بدلالة السياق عليه. وما منا الا ولم يذكر اه تتمة الكلام لدلالة السياق عليه ولانه امر مذموم. ومنا الا تقدير المحذوف الا وقد وقع في قلبه شيء من ذلك. نعم. قال رحمه الله تعالى وقال الخلخالي حذف مستثنى لما يتضمنه من الحالة المكروهة وهذا من ادب الكلام. نعم هذا من ادب الكلام. نعم. قوله ولا لكن الله يذهبه بالتوكل اي لكن لما توكلنا على الله في جلب النفع او دفع الضر اذهبه الله عنا بتوكلنا عليه وحده قوله وجعل اخره من قول ابن مسعود قال ابن القيم ولكن الله يذهبه بالتوكل. اي انه ينبغي في مثل هذه المقامات ان يستجلب التوكل للقلب. ان يستجلب ان يعمل مرء على استجلاب التوكل لقلبه ليندفع عنه آآ هذا هذه الامور التي قد تتسرب للقلب برؤية ما يكره فينبغي ان يستجلب لقلبه التوكل. ومما يستجلب به القلب ما تقدم اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يصرف السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك. اذا قالها عن فهم عقل للمدلول والمراد جلبت لقلبه التوكل نعم. قال رحمه الله تعالى قوله وجعل اخره من قول ابن مسعود رضي الله عنه قال ابن القيم رحمه الله تعالى وهو الصواب فان الطيرة نوع من الشرك. نعم يعني بمعنى ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول وما منا الا وانما هذا من كلام ابن مسعود رضي الله عنه نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى ولاحمد من حديث ابن عمرو من ردته الطيارة عن حاجته فقد اشرك. قالوا فما كفارة ذلك؟ قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك. هذا الحديث رواه احمد الطبراني عن عبد الله ابن عمر ابن العاص رضي الله عنهما وفي اسناده ابن لهيعة وبقية رجاله ثقات. قوله من حديث ابن عمر هو عبد الله ابن عمرو بن العاص بن وائل السهمي ابو محمد وقيل ابو عبدالرحمن احد السابقين المكثرين من الصحابة واحد العبادلة الفقهاء مات في ذي الحجة ليالي الحرة على الاصح بالطائف. قوله من ردته الطيارة عن حاجته فقد اشرك. وذلك ان الطيرة هي التشاؤم بالشيء المرئي او المسموع فاذا رده شيء من ذلك عن حاجته التي عزم عليها كارادة السفر ونحوه فمنعه عما اراده وسعى فيه ما رأى وسمع تشاؤما فقد دخل في الشرك كما تقدم فلم يخلص توكله على الله الى ما سواه فيكون للشيطان منه نصيب. قوله فما كفارة ذلك الى اخره؟ فاذا قال ذلك واعرض عما وقع في قلبه ولم يلتفت اليه كفر الله عنه ما وقع في قلبه ابتداء لزواله عن قلبه بهذا الدعاء المتظمن للاعتماد على الله وحده والاعراض عما سواه. وتضمن الحديث ان الطيرة لا تضر من كرهها ومضى في طريقه. واما من لم يخلص على الله واسترسل مع الشيطان في ذلك فقد يعاقب بالوقوع فيما يكره لانه اعرض عن واجب الايمان بالله وان الخير كله بيده فهو الذي يجلبه لعبده بمشيئته وارادته. وهو الذي يدفع عنه الضر وحده بقدرته ولطفه واحسانه فلا خير الا منه وهو الذي يدفع الشر عن عبده. فما اصابه من ذلك فبذنبه. كما قال تعالى ما اصابك كمن حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك. قال المصنف رحمه الله تعالى آآ يعني هنا قوله في هذا الحديث اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك. مثل ما تقدم يعني لا يأتي بالحسنات الا انت ولا اصرفوا السيئات الا انت لا خير الا خيرك يعني لا خير يكون للعبد ويظفر به الا ما تفضلت به عليه ومننت به على عبدك لا خير الا خيرك. وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. ولا طير الا طيرك. اي ان الامور بقضائك وقدرك فلا يقع مصيبة ولا شدة ولا بلوى الا بقضائك وقدرك. الا بقضائك مثل ما تقدم معنا في رد الانبياء تشاؤم مع اقوامهم انما طائرهم عند الله انما طائركم عند الله. فالامر بيد الله سبحانه وتعالى وبقضائه وقدره. فقولا لا خير الا خيرك. اي لا يكون اه من نعمة او فظل وانعام او اكرام الا بمن الله سبحانه وتعالى وفضله ولا طير الا طيرك الى تكون مصيبة وشدة وبلوى الا امر قضاه الله وقدره ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله قلبه نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وله من حديث الفضل ابن عباس رضي الله عنه انما الطيرة ما امضاك او ردك. ايضا اه الحديث المتقدم تضمن ان الطيرة لا تضر من كرهها ومضى في طريقه يعني لو ان انسان رأى شيئا يكرهه هجم على قلبه شيء من التشاؤم هجم على قلبه شيء من الانقباض. لكنه لم يلتفت توكل على الله ومضى في شؤونه ومصالحه لا يضره ذلك لا يظره ذلك لكنه اذا استرسل اذا استرسل مع هذا التشاؤم وتفاعل معه ودخلته المخاطر فهذا هو الذي يذم ويكون قد وقع في المحذور نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وله من حديث الفضل ابن عباس رضي الله عنه انما الطيارة ما امضاك او ردك. هذا الحديث عند الامام احمد من حديث الفضل ابن عباس رضي الله عنه قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فبرح ظبي فمال في شقه فاحتضنته فقلت يا رسول الله تطيرت؟ قال انما الطيرة ما امضاك او ردك. وفي اسناده انقطاع اي بينما اسلمة راويه وبين فضل وهو الفضل ابن العباس ابن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن معين قتل يوم قتل يوم اليرموك وقال غيره قتل يوم مرج الصفر سنة ثلاث عشرة. وهو ابن وهو ابن اثنتين وعشرين سنة. وقال ابو داوود قتل بدمشق كان عليه درع النبي صلى الله عليه وسلم قوله انما الطيرة ما امضاك او ردك هذا حد الطيرة المنهي عنها انها ما يحمل الانسان على المضي فيما اراده ويمنعه من المضي فيه كذلك. واما الفأل الذي كان يحبه النبي صلى الله عليه وسلم فيه نوع بشارة فيسر به العبد ولا يعتمد عليه بخلاف ما يمضيه او يرده فان للقلب عليه نوع فافهم الفرق والله اعلم نعم هذا الحديث الذي ختم به رحمه الله تعالى هذه الترجمة ساقه لان فيه بيان حد الطيرة وحقيقتها. التي جاء الشرع بدمها والتحذير منها وان الطيرة ما امضاك او ردك. ما امضاك او ردك يعني ما احدثت في نفسك آآ اثرا من اقدام او احجام. اوجدت في نفس المرء اثرا من اقدام او احجام اي جعلك ستمضي او ردك جعلك لا تمضي في مصلحتك فالطيرة التي تذم هذه التي يترتب عليها اه اه تأثير على المرء في في مصالحه وفي اموره ويبني على هذا التطير الطيرة ما امضاك او ردك. والحديث كما نبه الشارح اسناده ضعيف فيه انقطاع اسناد ضعيف لكن ساقه المصنف لما فيه من بيان لحد الطيرة وبيان لحقيقة الطيرة وان الطيرة ما امضاك او ردك اما اذا كان الانسان مضى في اموره ومصالحه غير ملتفت لهذه الاصوات او الاشياء او الكلمات التي يسمعها فانه لا يكون وقع في هذا المحذور الذي هو التطير. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو ان يوفقنا اجمعين لما يحبه ويرضاه من صديد الاقوال صالح الاعمال وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها يا انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد. ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيكم من طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا. وانصرنا على من عادانا ولا اجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا