نعم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في كتابه فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في التنجيم. قال شيخ الاسلام التنجيم هو الاستدلال بالاحوال الفلكية على الارضية وقال الخطابي علم النجوم المنهي عنه هو ما يدعيه هو ما يدعيه اهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث في التي ستقع في مستقبل الزمان كاوقات هبوب الرياح ومجيء المطر وتغير الاسعار وما في معناها من الامور التي يزعمون انها تدرك معرفتها بمسير الكواكب في مجاريها واجتماعها وافتراقها يدعون ان لها تأثيرا في السفليات وهذا منهم تحكم على الغيب وتعاطي لعلم قد استأثر الله به. لا يعلم الغيب سواه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة قرة عين. اما بعد فهذه الترجمة باب ما جاء في التنجيم عقدها المصنف رحمه الله تعالى تحذيرا من التنجيم او علم التنجيم الذي هو علم التأثير وهو الربط بين الاحوال الفلكية في مسير الكواكب واقترانها وافتراقها ومجاريها بالحوادث الارظية من موت او حياة او غلاء اسعار او سعادة او شقاء او مرض او غير ذلك وهذا امر يتنافى مع التوحيد ولهذا عقد المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة تحذيرا من ذلك اما علم النجوم من حيث الاهتداء بها من حيث الاهتداء بها فهذا امر جعله الله سبحانه وتعالى مباحا لعباده وجعل هذه النجوم هداية للعباد وعلامات وبالنجم هم يهتدون وهذه امور عرفت بالصبر والنظر والمعرفة باماكن النجوم فمن خلال ذلك يمكن الاهتداء الى القبلة او معرفة الطريق او تمييز الشمال من الجنوب او نحو ذلك وهذا امر لا بأس به. اما علم التنجيم الذي هو علم التأثير والربط بين الحوادث الارظية والاحوال الفلكية الحوادث الارظية من موت او الشقاء او السعادة او غير ذلك بيصير النجوم ويدخل في ذلك ما يكثر في زماننا هذا من معرفة ما يسمى بالحظوظ. من خلال النظر في النجوم والابراج وربما قال هذا الناظر المدعي تجارة كرابحة زواجك ناجح يكون لك اولاد الى اخر ذلك هذا كله من الرجم بالغيب ومن الكذب والافتراء وتصديق هؤلاء داخل فيما مر معنا النهي عنه من تصديق الكهان لان هذا ضرب من التكهن. فالحاصل ان هذه الترجمة عقدها المصنف رحمه الله تعالى تحذيرا من ذلك. ولان التنجيم بهذه الطريقة ظرب من دروب السحر. وقد مر معنا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى قال البخاري في صحيحه قال قتادة خلق الله هذه النجوم لثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها. فمن تأول فيها ذلك اخطأ واضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به. انتهى. هذا الاثر علقه البخاري في صحيحه واخرجه الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وغيرهم. واخرجه الخطيب في كتاب النجوم عن قتادة ولفظه. قال انما جعل الله هذه النجوم لثلاث خصال جعلها زينة للسماء وجعلها يهتدى بها وجعلها رجوما للشياطين. فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد قال برأيه واخطأ حظه واضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به. وان ناسا جهلة بامر الله قد في هذه النجوم كهانة من اعرس بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ولا عمري ما من نجم الا يولد به الاحمر والاسود والطويل والقصير والحسن والدميم. وما علم هذه النجوم وهذه الدابة وهذا الطائر بشيء من هذا الغيب. ولو ان احدا علم الغيب لعلمه ادم الذي خلقه الله بيده. واسجد له ملائكته وعلمه اسماء كل شيء انتهى. وتأمل ما انكره هذا الامام مما مما حدث من هذه المنكرات في عصر التابعين وما زال الشر يزداد في كل عصر بعدهم حتى بلغ الغاية في هذه الاعصار. وعمت به البلوى في جميع الامصار فمقل تكثير وعز في الناس من ينكره وعظمت المصيبة في الدين فانا لله وانا اليه راجعون. هذا الاثر الذي اورده المصنف رحمه الله تعالى وعلق الامام البخاري رحمة الله عليه في كتاب الصحيح عن قتادة قال خلق الله هذه النجوم لثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها اثر عظيم في بيان هذه الاية من ايات الله الدالة على عظيم خلقه وكمال تقديره جل في علاه. فهذه النجوم اية من ايات الله تبارك وتعالى دالة على عظمة من خلقها وكمال من ابدعها سبحانه وتعالى. قال خلق الله هذه نجوم لثلاث زينة للسماء. واذا نظر الناظر الى السماء وفيها هذه النجوم المضيئة الجميلة الحسنة البهية يجد ان انها كست السماء جمالا وحسنا. فالله زين السماء بهذه النجوم. وهي ايضا رجوما للشياطين الذي يرتقي بعظهم فوق بعظ لاشتراق السمع. فترسل عليهم الشهب فتحرقهم وهي ايضا يهتدى بها. يهتدى بها. الى القبلة مثلا والى الطريق والوجهة مثلا الى معرفة الشمال من الجنوب مثلا والجهات كانوا قديما في الليل انما يعرفون الوجهة من خلال النجوم ليس معهم شيء اخر يعرفون به القبلة. فالظلام دامس ولا يرون شيئا من معالم الارض. واذا ارادوا اذا الوجهة نظروا الى السماء فمن خلال النجوم يحددون الطريق. وكانوا ايظا يركبون الفلك ويمضون فيه الشهور الشهرين والثلاثة والاربعة وليس لهم ما يهتدون به في سيرهم الا نجوم وعلامات وبالنجم هم يهتدون. وفي النهار هناك علامات اخرى في الارض وهي جبال يعرفونها ويعرفون امكنتها ولهم خبرة بذلك فمن خلالها يعرفون الطريق. وهذه جبال ارض كذا وهذه جبال ارض كذا يعرفونها بدقة. ففي النهار ينظرون الى الجبال. لان الجبال علامات علامات يهتدون بها في طرقهم. وفي الليل ينظرون الى النجوم. فالله سبحانه وتعالى جعلها علامات يهتدى بها فمعرفة النجوم واماكنها وسيرها للاهتداء بها هذا امر اباحه الله وجعل النجوم مخلوقة امور منها هذا الامر. الاهتداء بها وعلامات وبالنجم هم يهتدون. وبين الامام قتادة رحمه الله تعالى ان من تعاطى فيها غير ذلك فقد قال برأيه واخطأ حظه واضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به قال وان اناسا جهلة بامر الله قد احدثوا في هذه النجوم كهانة. وهذا الذي لاجله عقد المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة في كتاب التوحيد. لان هذه الكهانة التي يأخذونها من خلال النظر في النجوم ضرب من دروب اه السحر من اقتبس شعبة من النجوم هم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. ومن امثلة هذا التكهن يقولون من اعرس بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا اي حصل له كذا وكذا مثلا من سعادة واولاد الى اخره. ومن ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا. يعني ربحت مثلا تجارته افلح في سفره. ولعمري ما من نجم الا لا يولد به الاحمر والاسود. الطويل والقصير والحسن والذميم ما لا علاقة. لا علاقة للنزوم بهذه الاشياء وما علم هذه النجوم وهذه الدابة وهذا الطائر بشيء من الغيب. ربط النجوم بالطائر لان النظر في نجوم يتكهنون الامور المغيبة من خلاله وايضا النظر في الطير يتكهنون الامور المغيبة من خلاله فتجده اذا زجر الطير وسارت الى جهة معينة او سمع صوتا معين من اصوات الطير امتنع من السفر. وقال هذا السفر غير رابح مثلا او فيه مخاطر هذا تكهن مثله مثل النظر في النجوم هذه كلها امور منافية التوحيد الذي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق لاجله واوجدهم لتحقيقه. ثم نبه الامام عبد الرحمن بن حسن رحمه الله يقول تأمل ما انكره هذا الامام مما حدث من هذه المنكرات في عصر التابعين قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله من علماء التابعين. انكر هذا لانه كان شيء موجودا رآه في ذلك الزمان. فكيف اذا بالازمنة المتأخرة؟ وفي كل عام ترذلون ولايات آآ على الناس في زمان الله والذي بعده شر منه. فاذا كان هذا وجد في ذلك الزمان فكيف الازمنة متأخرة ولهذا قال حتى بلغ الغاية في هذه الاعصار وعمت به البلوى في جميع الامصار. فمقل فمقل ومستكثر وماذا يقال اذا في زماننا هذا؟ ماذا يقال اذا في زماننا هذا؟ الذي تيسر فيه من وسائل الاتصال ما لم يكن موجودا. في الزمن الاول. الان مثلا بعض منجمين والكهنة له قنوات فضائية. ويتصل به المشاهدون من انحاء العالم. كهانة على الهواء ولهم مواقع مثلا في الانترنت. واصبح التواصل سهلا يعني كان قديما اذا احتاج الى كاهن او منجم او اراد ان يذهب الى احتاج ان يسافر. والان وسائل الاتصال صارت يسيرة جدا. ولهذا دخل كثير من الجهال والضلال في انواع من الانحراف والضلال والتواصل مع الكهان والمنجمين من خلال هذه الاجهزة يتصلون بهم من خلال القنوات ويتصلون بهم في من خلال الجوالات ومن خلال المواقع في الانترنت وهذا كله مما يتنافى مع التوحيد. اذا كان هذا الامر وجد وبكثرة في ازمنة قبلنا قبل وجود هذه الوسائل للاتصال فكيف بها في زماننا هذا الله المستعان. نعم. قال رحمه الله تعالى قوله خلق الله هذه النجوم لثلاث. قال الله تعالى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين. وقال تعالى وعلامات وبالنجم هم يهتدون هذه ادلة العلامات الثلاث او الايات الثلاث التي خلق الله النجوم لاجلها. زينة للسماء ولقد زينا السماء ما الدنيا بمصابيه هجوما للشياطين وجعلناها رجوما للشياطين. والامر الثالث انها علامات يهتدى بها قال وعلامات وبالنجم هم يهتدون. نعم. قال رحمه الله تعالى وفيه اشارة الى ان النجوم في السماء الدنيا كما روى ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما السماء الدنيا فان الله خلقها من دخان وجعل فيها سراج وقمرا منيرا. وزينها بمصابيح بمصابيح النجوم. وجعلها رجوما للشياطين وحفظا من كل شيطان رجيم. وقوله وعلامات اي دلالات على الجهات يهتدى بها. اي يهتدي بها الناس في ذلك كما قال تعالى وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر. اي ليعرفوا بها جهة قصدهم وليس المراد وان يهتدى بها في علم الغيب كما يعتقده المنجمون. وقد تقدم وجه بطلانه وانه لا حقيقة له. كما قال قتادة فمن تأول فيها غير ذلك اي زعم فيها غير ما ذكر الله في كتابه من هذه الثلاث فقد اخطأ. حيث زعم شيئا ما انزل الله به من سلطان واضاع نصيبه من كل خير لانه اشغل نفسه بما يضره ولا ينفعه. فان قيل المنجم قد قيل صدقه كصدق الكاهن يصدق في كلمة ويكذب في مئة وصدقه ليس عن علم بل قد يوافق قدرا فيكون فتنة في حق من صدقه. قد يقول الكاهن وكذلك المنجم. كلمة فتوافق قدرا توافق قدرا قدره الله على الانسان. كان يقول له انك تمرض. ويوافق ذلك قدرا فيمر الشخص فيكون ذلك فتنة للناس. يذكرون هذه المرة الواحدة وينسون كذبه كثير فيقولون اليس قال يوم كذا وكذا؟ انه يحصل كذا وكذا فحصل فيذكرون المرة واحدة وينسون المرات الكثيرة التي يكذبها ولا يستذكرونها فيكون صدقه في المرة الواحدة فتنة الناس في تصديقه في كل ما يقول نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى والقى في الارض رواسي ان تميد بكم وان انهارا وسبلا لعلكم تهتدون وعلامات فقوله وعلامات معطوف على ما تقدم مما ذكره في الارض ثم استأنف فقال وبالنجم هم يهتدون. ذكره ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما بمعناه. وقد جاءت الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بابطال علم التنجيم كقوله من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. وعن رجاء ابن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مما اخاف على امتي التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وحيف الائمة. رواه ابن حميد وعن ابي محجن مرفوعا اخاف على امتي ثلاثا. حيف الائمة وايمانا بالنجوم وتكذيبا بالقدر. رواه ابن ساكر وحسنه السيوطي وعن انس رضي الله عنه مرفوعا اخاف على امتي بعدي خصلتين تكذيبا بالقدر وايمانا بالنجوم رواه ابو يعلى وابن عدي والخطيب في كتاب النجوم وحسنه السيوطي ايضا. والاحاديث في ذم التنجيم والتحذير منه كثيرة قال المصنف رحمه الله تعالى وكره قتادة تعلم منازل القمر ولم يرخص ابن عيينة فيه ذكره حرب عنهما في تعلم المنازل احمد واسحاق. قال الخطابي اما علم النجوم الذي يدرك من طريق المشاهدة والخبر الذي يعرف به الزوال وتعلم به جهة القبلة فانه غير داخل فيما نهي عنه. وذلك ان معرفة رصد الظل ليس شيئا باكثر من ان الظل ما دام متناقصا فالشمس بعد صاعدة نحو وسط السماء من الافق الشرقي. واذا اخذ في الزيادة فالشمس هابظة من وسط السماء نحو الافق الغربي وهذا علم يصح ادراكه بالمشاهدة. الا ان اهل هذه الصناعة قد دبروها بما اتخذوا له من الالات يستغني الناظر فيها عن مراعاة مدته ومراصدته. واما ما يستدل به من النجوم على جهة القبلة فانها كواكب قصدها اهل الخبرة بها من الائمة الذين لا نشك في عنايتهم بامر الدين ومعرفتهم بها وصدقهم فيما اخبروا به عنها مثل ان يشاهدها بحضرة الكعبة ويشاهدها على حال الغيبة عنها. فكان ادراكهم الدلالة منها بالمعاينة. وادراكنا ذلك بقبول خبرهم اذ كانوا عندنا غير متهمين في دينهم ولا مقصرين في معرفتهم انتهى. نعم. وروى ابن انذر عن مجاهد انه كان لا يرى بأسا ان يتعلم الرجل منازل القمر. وروى عن ابراهيم انه كان لا يرى بأسا ان يتعلم الرجل من النجوم ما يهتدي به قال ابن رجب والمأذون في تعلمه علم التسيير لا علم التأثير فانه باطل محرم قليله وكثيره. واما علم في تعلم من في تعلم منه ما يحتاج اليه للاهتداء. ومعرفة القبلة والطرق. ومعرفة القبلة والطرق جائز عند الجمهور انتهى. قوله ذكره حرب عنهما هو الامام اولى جائز عند الجمهور اي ان من اهل العلم من منعه؟ من منع ذلك ولعل المنع من باب الاحتياط وسد الذرية حتى لا يوغل المرء فيه ويتعمق ثم يدخل في امور لا تحمد في تعمقه في هذا العلم او في هذا النظر في النجوم ومنازلها مصيرها نعم. قال رحمه الله تعالى قوله ذكره حرب عنهما هو الامام الحافظ حرب ابن اسماعيل ابو محمد الكرماني الفقيه من جلة اصحاب الامام احمد روى عن احمد واسحاق وابن المديني وابن معين وغيرهم وله كتاب التي سئل عنها الامام احمد وغيره مات سنة ثمانين ومائتين. واما اسحاق فهو ابن ابراهيم ابن ابن مخلد ابو يعقوب الحنظلي النيسابوري الامام المعروف بابن راهوية روى عن ابن المبارك وابي اسامة وابن عيينة وطبقتهم. قال احمد اسحاق عندنا امام من ائمة المسلمين روى عنه احمد والبخاري ومسلم وابو داوود وغيرهم. ورواه ايضا عن احمد مات سنة تسع وثلاثين ومائتين. قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر. رواه احمد وابن حبان في صحيحه هذا الحديث رواه ايضا الطبراني والحاكم وقال صحيح واقره الذهبي وتمامه ومن مات وهو مدمن للخمر سقاه الله من نهر الغوطة نهر يجري من فروج المومسات يؤذي اهل النار ريح فروجهن. هذا فيه ان آآ النار اعاذنا الله اجمعين منها ووقانا فيها امور هي اية من ايات الله. تختلف عن ما يشاهد في نار الدنيا. فنار يوم القيامة في كما في هذا الحديث نهر قال آآ من نهر الغوطة وهو يجري من فروج المومسات نهر يجري وفيها شجرة شجرة تنبت في اصل الجحيم وما يعرف في نار الدنيا انها تنبت مثلا فيها شجرة او يجري فيها نهر فهذه امور ذكرها الله سبحانه وتعالى عن النار التي تكون يوم القيامة والمؤمن يصدق بكل ما اخبر الله اخبر به رسوله صلوات الله وسلامه عليه. وهذا جزء من ايمان المؤمن بالغيب هذا جزء من ايمان المؤمن بالغيب. ففي النار شجرة تنبت في اصل الجحيم طلعها لها طلع كانه رؤوس الشياطين. وفيها مثل ما جاء في هذا الحديث نهر يجري فكل ما جاء مما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الواجب الايمان به تصديق وان كان ليس على المعهود فيما يشاهده الناس ويرونه في الدنيا فان الله تبارك وتعالى على كل شيء قدير نعم. قال رحمه الله تعالى قوله عن ابي موسى هو عبد الله ابن قيس ابن سليم ابن حضار بفتح المهملة وتشديد الضاد ابو موسى الاشعري صحابي جليل مات سنة خمسين. قوله ثلاثة لا يدخلون الجنة هذا من اوصي الوعيد التي كره السلف تأويلها وقالوا امروها كما جاءت. ومن تأولها فهو على خطر من القول فهو على خطر من القول على الله بلا علم ثلاثة لا يدخلون الجنة. ثلاثة لا يدخلون الجنة اذا قيل ما معنى؟ لا يدخلون الجنة فالسلف رحمهم الله تعالى كرهوا تأويلها وقالوا امروها كما جاءت وتفسير الحديث قراءته. ويبقى الحديث على هيبته وما فيه من الوعيد والتحذير من هذه آآ الامور فكره السلف تأويله وقالوا امروها كما جاءت. ومن تأولها فهو على خطر من القول على الله بلا علم. والقول على الله بلا علم من اعظم المحرمات. وان تقولوا على الله ما لا ولا تقف ما ليس لك به علم. فمن تأولها فانه على خطر عظيم قد يصيب وقد يخطئ. لكن كانت طريقتهم امرارها كما جاءت. وآآ الحديث قراءته يبقى على هيبته وقوته في التحذير من هذه الامور. نعم قال رحمه الله تعالى واحسن ما يقال ان كل عمل دون الشرك والكفر المخرج عن ملة الاسلام فانه ارجعوا الى مشيئة الله تعالى فان عذبه به فقد استوجب العذاب. وان غفر له فبفضله وعفوه ورحمته. هذه قاعدة جامعة في هذا الباب تعاد اليها جميع النصوص ودليلها قول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فان الشرك من مات عليه فانه لا يغفر وما دونه فانه تحت المشيئة. وما دون الشرك هو الكفر بالله فان صاحبه تحت المشيئة لقوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فهذه قاعدة آآ جامعة في هذا الباب وعليه فان من كان مرتكبا كبيرة دون الشرك مات مصرا عليها واستحق العذاب بسببها ادخلا النار فانه لا يخلد فيها. لانه لا يخلد في النار الا المشرك. نعم. قال رحمه الله الله تعالى قوله مدمن الخمر اي المداوم على شربها وقوله وقاطع الرحم يعني القرابة كما قال تعالى فهل اتيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم. الاية قوله مصدق بالسحر اي مطلقا ومنه التنجيم لما تقدم من الحديث؟ وهذا وجه مطابقة الحديث للترجمة. هذا وجه مطابقة الحديث للترجمة لان الترجمة باب ما في التنجيم والحديث ليس فيه تنصيص على التنجيم وانما فيه هذا الوعيد للمصدق بالسحر لكن التنجيم ظرب من دروب السحر. كما تقدم معنا في الحديث من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. فمن كان مصدقا اه بالسحر فله هذا الوعيد ومن كان مصدقا التنجيم فله هذا الوعيد لان التصديق بالنجوم او بالتنجيم تصديق بالسحر لانه ظرب من دروبه. نعم. قال رحمه الله تعالى قال الذهبي رحمه الله في الكبائر ويدخل فيه تعلم تعلم السيمياء وعملها وعقد المرء السيميا هذا ضرب ايضا من دروب السحر وعرفوه بانه احداث مثل خيالية لا وجود لها في الحس والواقع وهذا ضرب من من اه من دروب اه السحر ويدخل فيه تعلم السيميا وعملها نعم وعقد المرء عن زوجته ومحبة الزوج لامرأته. مثل اه الاول الذي هو الصرف والثاني هو العطف وهذا كله من السحر كله من السحر ويتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه. نعم وبغضها وبغضه واشباه ذلك بكلمات مجهولة. بكلمات بكلمات مجهولة نعم. يعني اه يكون عند هؤلاء تمتمة وهمهمة وطلاسم واشياء لا تعرف كلمات مجهولة و لا يكون ذلك الا من انسان متعاط للسحر. والسحر انواع كثيرة. فمن علامات ان المرء متعاطى للسحر وجود مثل هذه الكلمات المجهولة الكلمات المجهولة نعم قال وكثير من الكبائر بل عامتها الا الاقل يجهل خلق من الامة تحريم يجهل خلق من الامة تحريمه وما بلغه الزجر فيه ولا الوعيد عليه انتهى. هذا القول من الذهبي رحمه الله فيه التأكيد على ما تحتم على طلبة العلم واهل العلم من العمل على تحذير الناس من السحر والتنجيم والكهانة واصنافها وانواعها وهي كثيرة جدا لان وجودها بين الناس خطر على عقائدهم وعلى اديانهم من اعظم اسباب انتشار الفساد وشيوع المحرمات بينهم لان هدى السحرة والكهنة والمنجمين في اي مجتمع من المجتمعات من اعظم اسباب فساد المجتمع ونشوب العداوات بين اهله وقوع الفرقة. وحدوث المشاكل في المجتمع ولا يمكن ان يكون عند هؤلاء حلول ما عند الناس من مصائب او او او اشكالات وانما وجود هؤلاء السحرة والكهنة والمنجمين في اي مجتمع من مجتمعات نذير شر وامارة خطر وهلاك على المجتمع كله. ولهذا ينبغي ان يتكاتف الناس واهل الفضل واهل العلم وطلاب العلم. على محاربة كهنة ومحاربة السهرة ومحاربة آآ العرافين بفظحهم وكشف اسفارهم وبيان كذبهم ودجلهم على الناس وتلبيسهم نشر العلم بين الناس نشر التوحيد نشر السنة والتوحيد سبحان الله اذا شاع في مجتمع من المجتمعات وقوي وظهر فرت من المجتمع السحرة والكهنة ولم يبقى لها ووجود ولهذا يحتاج ان تبذل جهود عظيمة جدا في التحذير من هذه الاعمال من سحر او كهانة او تنجيم او نحو ذلك من الاعمال المحرمة الباطلة حماية للناس في قائدهم في اديانهم في احوالهم وامورهم ومصالحهم وهذا من الواجبات المتحتمة على اهل العلم وطلابه وعلى خطباء المساجد والوعاظ وائمة المساجد هذا من الواجبات المهمة والناس بحاجة العوام حاجة الى من يعلمهم ويحذرهم من اه اتيان هؤلاء ويبين لهم خطورة ذلك على دين المرء وعقيدته. والله تبارك وتعالى وحده المرجو والمسؤول ان يصلح احوال المسلمين اينما كانوا وان يبطل كيد المجرمين ومن يريد ضرا بالمسلمين ونسأله تبارك وتعالى ان يعيذنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وان يصلح لنا اجمعين شأننا لا وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهديه وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم نعوذ بك من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا وشر الشيطان وشركه وشر كل دابة انت اخذ بناصيتها. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت ولي ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم ومتعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا