الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في كتابه فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في الاستسقاء بالانواء اي من الوعيد والمراد نسبة السقيا ومجيء المطر الى الانواء جمع نوء وهي منازل القمر. قال ابو السعادات وهي ثمان وعشرون منزلة ينزل القمر كل ليلة منزلة منها ومنه قوله تعالى والقمر قدرناه منازل يسقط في الغرب كل ثلاث عشرة ليلة. منزلة مع طلوع الفجر وتطلع اخرى مقابلتها ذلك الوقت من المشرق فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة وكانت العرب تزعم ان مع سقوط المنزلة وطلوع رقيبها يكون مطر وينسبونه اليها ويقولون مطرنا بنوء كذا انما سمي نوءا لانه اذا سقط الساقط منها ناء الطالع بالمشرق اي نهض وطلع بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذه الترجمة باب ما جاء في الاستسقاء بالانواع اي ما جاء في ذلك من الوعيد والاستسقاء بالانواع عمل من اعمال الجاهلية وذلك بنسبة فالسقيا الى النوم والنوم هو منازل القمر فلا ينسبون المطر الى المنعم المتفضل سبحانه وتعالى وانما ينسبونه الى منازل القمر وهي الانواع وهذا كفر كفر بالله سبحانه وتعالى كما سيأتي معنا في الحديث اصبح من عباده مؤمن بي وكافر فمن قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهو كافر بي مؤمن بالكوكب فكان اهل الجاهلية ينسبون السقيا ونزول المطر الى الانواع وهي ثمان وعشرين نوعا وهي منازل القمر تتم هذه المنازل الثمان وعشرين خلال السنة خلال السنة كاملة فالسنة فيها ثمان وعشرين نوعا ولها اسماء معروفة فينسبون نزول المطر وحصول السقيا ومجيء الرحمة الى الانواع فاذا نزل المطر قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا وهي عقيدة جاهلية باطلة جاء الاسلام بابطالها وان المطر انما يكون نزول رحمة من الله وفظلا ومنا منه سبحانه وتعالى على عباده فالمطر رحمة الله وفضله جل وعلا فاذا نزل المطر يشرع للمسلم ان يقول مطرنا بفظل الله ورحمته لانه فظل ورحمة من الله لا يلتفت الى اي شيء اخر وانما يقول مطرنا بفظل الله ورحمته معتقدا ان هذا النزول المطر من من الله سبحانه وتعالى وفضل وقد خرج امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالناس في سنة جدب وقحط لصلاة الاستسقاء فلم يزد على الاستغفار فقيل له في ذلك قال سألت الله بمجادح السماء التي يستنزل بها المطر المجادح جمع مجدح وهو احد الانواع التي كانت الجاهلية تنسب اليها نزول السقيا. فاراد عمر رضي الله عنه بكلمته هذه ابطال هذه العقيدة نسبة المطر الى النوم قال سألت الله بمجادح السماء يعني الاستغفار مجادح السماء الاستغفار طلب المغفرة من الله فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا. فاراد بهذه الكلمة ان يبطل تلك العقيدة اي ان المجدح الذي ينسب اليه هذا كلام باطل وانما نزول المطر فضل من الله عز وجل ومن اسبابه تذلل العباد الى الله ولجوءهم اليهم وافتقارهم وصلاتهم ودعاؤهم نظير ما جاء عن عمر ما رواه ابن ابي حاتم في تفسيره عن ابي هريرة رضي الله عنه انه كان يقول اذا اصبح صبح ليلة مطيرة يقول مطرنا بنوء الفتح مطرنا بنوء الفتح ايضا رد على هذه العقيدة الجاهلية نسبة المطر الى الانوان يقول مطرنا بنوء الفتح ثم يقرأ قول الله تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها اي ان هذا المطر من فتح الله على عباده وفضله على عباده. لكن عبر بهذا التعبير ابطالا لتلك العقيدة عقيدة اهل الجاهلية الذين ينسبون هذه الاشياء الى الانواع فالحق انها انها فتح فظل من من الله سبحانه وتعالى يتفضل به جل وعلا على عباده. الحاصل ان المؤمن اذا نزلت السقيا وجاء الخير يضيف النعمة الى المتفضل جل في علاه يقول مطرنا بفظل الله ورحمته. نعم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون روى الامام احمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن ابي حاتم والضياء في المختارة عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجعلون رزقكم يقول شكركم انكم تكذبون تقولون مطرنا بنوء كذا وكذا بنجم كذا وكذا. وهذا اولى ما فسرت به الاية وروي ذلك عن علي وابن عباس وقتادة والظحاك وعطائن خرساني وغيرهم. وهو قول جمهور المفسرين وبه يظهر وجه استدلال للمصنف رحمه الله بالاية قال ابن القيم رحمه الله تعالى اي تجعلون حظكم من هذا الرزق الذي به حياتكم التكذيب به يعني القرآن. قال الحسن تجعلون حظكم ونصيبكم من القرآن. انكم تكذبون. قال عبد لا يكون حظه من القرآن الا التكذيب اورد رحمه الله تعالى هذه الاية الكريمة وهي قوله وتجعلون رزقكم انكم تكذبون وقد نقل عن السلف رحمهم الله تعالى في معنى هذه الاية اقوال لكن اولاها وهو الذي يظهر به اه وجه ايراد المصنف رحمه الله تعالى هذه الاية في الترجمة ان قوله تجعلون رزقكم اي شكركم لله سبحانه وتعالى على منه عليكم بنزول الغيث وحلول المطر انكم تكذبون اي تكذبون آآ هذا الانعام وهذا الفضل بنسبته الى غير الله. قائلين مطرنا بنوء كذا وكذا مطرنا بنوء كذا وكذا فتجعلون شكركم لله على الانعام والتفضل بنسبة النعمة الى غيره جل في علاه وهذا كفران لله وكفران بنعمة الله نعم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة فقال النائحة اذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب. رواه مسلم ابو مالك اسمه الحارث ابن الحارث الشامي صحابي تفرد عنه بالرواية ابو سلام وفي الصحابة ابو مالك الاشعري اثنان وهذا وقوله اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن اي ستفعلها هذه الامة اما مع العلم بتحريمها او مع الجهل بذلك مع كونها من اعمال اهل الجاهلية المذمومة المكروهة المحرمة والمراد بالجاهلية هنا ما قبل المبعث سموا بذلك لفرط جهلهم. وكل ما يخالف ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو جاهلية فقد خالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من امورهم او اكثرها. وذلك يدرك بتدبر القرآن معرفة السنة ولشيخنا رحمه الله تعالى مصنف لطيف ذكر فيه ما خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه اهل الجاهلية بلغ مئة وعشرين مسألة قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى اخبر ان بعض امر الجاهلية لا يتركه الناس كلهم ذما لمن لم يتركه وهذا يقتضي ان كل ما كان من امر الجاهلية وفعلهم فهو مذموم في دين الاسلام والا لم يكن في اضافة هذه المنكرات الى الجاهلية ذم لها معلوم ان اضافتها الى الجاهلية خرج مخرج الذم وهذا كقوله تعالى ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى فان في ذلك ذما للتبرج وذما لحال الجاهلية الاولى وذلك يقتضي المنع من مشابهتهم في الجملة قوله والفخر بالاحساب اي التعاظم على الناس بالاباء ومآخرهم وذلك جهل عظيم اذ لا كرم الا بالتقوى كما قالت تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم. وقال تعالى وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من من امن وعمل صالحا ولابي داوود عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ان الله قد اذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالاباء. انما هو مؤمن تقي او فاجر شقي الناس بنو ادم وادم خلق من تراب ليدعن رجال فخرهم باقوام انما هم فحم من فحم جهنم او لا يكونن اهون على الله من من الجعلان الحديث قوله والطعن في قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث اذهب الله عنكم عبية الجاهلية العبية النخوة العبية النخوة فالتفاخر بالنسب والحسب ونحو ذلك هذه جاهلية هذه جاهلية والله سبحانه وتعالى اذهب عن عن المسلمين هذه الجاهلية بان بين لهم ان التفاضل بينهم انما هو في تقوى الله ان اكرمكم عند الله اتقاكم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام للناس في حجة الوداع الا ان اباكم الا ان ربكم واحد الا ان اباكم واحد كلكم من ادم وادم من تراب الا لا فضل لعربي على عجمي ولا فضل لي عجمي على عربي ولا لاسود على احمر ولا احمر على اسود الا بالتقوى ابلغت؟ قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالتفاضل انما هو بتقوى الله. ان اكرمكم عند الله اتقاكم فالاكرم عند الله سبحانه وتعالى هو الاتقى لله. فاذا نفخ في الصور فلا ينساب بينهم يومئذ فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون فالعبرة في التفظيل والتفاضل انما هو تحقيق تقوى الله سبحانه وتعالى. فاذا من الجاهلية من الجاهلية ان ينصرف عن هذا وينشغل نسبه او حسبه متفاخرا على الناس متعاليا عليهم انا من ال فلان او انا من بني فلان وانا من كذا وانا خير منكم الى اخره. فهذه النخوة جاهلية اذهبها الله سبحانه وتعالى بالاسلام بان جاء ببيان ان الاكرم عند الله سبحانه وتعالى هو الاتقى له جل في علاه. قال اذهب الله عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالاباء وفخرها بالاباء انما هو مؤمن تقي او فاجر شقي القسمة بين الناس ثنائية مؤمن تقي او فاجر شقي اما مؤمن متقي لله عامل بطاعة الله او شقي وفاجر ومنشغل بالمعاصي والذنوب فهذا المؤمن التقي ايا كان نسبه هو الاكرم بالتقوى وهذا الفاجر الشقي ايا كان نسبه هو الاشقى والمعرض للهلاك والعقوبة ايا كان نسبه انما هو مؤمن تقي او فاجر شقي؟ الناس بنو ادم وادم خلق من تراب ليدعن رجال فخرهم باقوام انما هم فحم من فحم جهنم او ليكونن اهون على الله من الجعلان الجئلان هذه دابة صغيرة دابة صغيرة تشبه الخنفساء لونها اسود ومن حقارة هذه الدابة انها لا لا تطيق الرائحة الطيبة. يقال انه اذا وضع عندها العطر ماتت ولا يطيب لها من الرائحة الا رائحة اجلكم الله ويقال ان من عجيب امرها انه اذا مر المسافر في الليل اخذت ترصده تكون قريبة منه تنتظر متى يقوم للغائط ثم تتبعه اذا انصرف من مكانه وتجمع غائطه وتجعله مثل الكرة وتدهده بانفها امامها فاذا تفكر في حال الجعلان وحقارته اذا تفكر المرء في حال زعلان وحقارته وان الانسان اذا كان هذه حال الفخر بالانساب وانا كذا وانا كذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ليكونن اهون على الله من الجعلان اهون على الله من هذه الدابة الحقيرة وهذا حقيقة فيه امر جدير بالانتباه وهو ان الانسان اذا ظيع دينه ظيع طاعة رسوله عليه الصلاة والسلام يصبح احقر من هذه الدواب واحقر من الحسرات واحقر من الفراش يعني انظر على سبيل المثال قول النبي عليه الصلاة والسلام مثل ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا فاخذت هذه الفراش تساقط فيها وانا اخذ بحجزكم وانتم تأبون الا التقحم فيها هذا الفراش الذي يتساقط في النار حتى يحترق اذا اوقدت في الليل وجدته يتساقط فيها بكثرة ويحترق اذا نظرت تأسف لحاله تقول كيف يأتي ويحرق نفسه بهذه الطريقة ويهلك نفسه لكن الذي لا يطيع الرسول عليه الصلاة والسلام حاله احقر من حال هذا الفراش لانه بمعصية الرسول عليه الصلاة والسلام القى نفسه في النار ليست نار الدنيا وانما نار الاخرة قد قال عليه الصلاة والسلام كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. نعم قال رحمه الله تعالى قوله والطعن في الانساب اي الوقوع فيها بالعيب والتنقص. ولما عير ابو ذر رضي الله عنه رجلا بامه قال النبي صلى الله عليه وسلم اعيرته بامه؟ انك امرؤ فيك جاهلية متفق عليه فدل على ان الطعن في الانساب من عمل الجاهلية وان المسلم قد يكون فيه شيء من هذه الخصال المسماة بجاهلية ويهودية ونصرانية ولا يوجب ذلك كفره ولا فسقه. قاله شيخ الاسلام رحمه الله تعالى. قول قول النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر عندما عير رجلا بامه قال انك امرؤ فيك جاهلية. انك امرؤ فيك جاهلية. هذا يستفاد منه كما قرر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من اهل العلم ان المسلم قد يكون فيه شيء من خصال الجاهلية قد يكون فيه شيء من خصال الجاهلية ولا يكون بوجود هذه الخصلة كافرا خارجا من الملة فقد يكون فيه مع اسلامه خصلة او اكثر من خصال الجاهلية. ويكون ذلك نقصا نقصا في دين المرء مثل قوله عليه الصلاة والسلام اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب اذا وعد اخلف هذه من خصال النفاق وقد يوجد في بعض المسلمين شيء من هذه الخصال ولا يكون وجودها فيه مخرجا من الملة لا يكون بذلك كافرا الكفر الاكبر منافقا النفاق الاكبر المخرج من الملة. الحاصل انه قد يقوم في المرء المسلم شيء من خصال الجاهلية اذا فعل اه مثل افعال هؤلاء ولهذا ينبغي على المسلم فهذا امر متأكد ان يعرف امور الجاهلية من اجل ان يتقيها وان يحذر من الوقوع الوقوع فيها تعلم الشر لا للشر لكن لتوقيه وشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله افرد رسالة مر معنا اشارة اليها وهي بعنوان مسائل جاهلية التي جاء الاسلام بمخالفتها عدد ما يزيد على مئة مسألة من مسائل الجاهلية الاولى الثانية الثالثة تحذيرا من اعمال الجاهلية والنبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث لم يذكر الا اربعة اعمال من اعمال الجاهلية قال اربعا من امتي من امر الجاهلية وذكر في هذا الحديث فقط اربعة اعمال من اعمال الجاهلية من اجل ماذا وقال عددها اربعة قال اربعا في امتي من امر الجاهلية وعددها من اجل ان تعرف ان يعرفها المسلم ليحذرها اذا مطلوب من المسلم ان يعرف هذه الامور من اجل ان يتقيها وان يحذر من الوقوع فيها كما انه مطلوب منه ان يعرف ان يعرف الخير ليفعل فانه معه مطلوب من ان يعرف الشر ليجتنبه وليتقيه يقول حذيفة بن اليمان كما في صحيح البخاري كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني مخافة ان يدركني نعم قال رحمه الله تعالى قوله والاستسقاء بالنجوم اي نسبة المطر الى النوء وهو سقوط النجم كما اخرج الامام احمد وابن جرير عن جابر ان استوائي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اخاف على امتي ثلاثا استسقاء بالنجوم وحيف السلطان تكذيبا بالقدر فاذا قال قائلهم مطرن بنجم كذا او بنوء كذا فلا يخلو اما ان يعتقد ان له تأثيرا في نزول المطر فهذا شرك وكفر وهو الذي يعتقده اهل الجاهلية كاعتقادهم ان دعاء الميت والغائب يجلب لهم نفعا او يدفع عنهم ضرا او انه يشفع لهم دعائهم اياه فهذا هو الشرك الذي بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالنهي عنه فهذا هو الشرك الذي بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالنهي عنه وقتال من فعله. كما قال تعالى وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ثم يكون الدين كله لله والفتنة الشرك واما ان يقول مطرنا بنوء كذا مثلا لكن مع اعتقاده ان المؤشر هو الله وحده. لكنه اجرى العادة بوجود المطر عند سقوط ذلك النجم. والصحيح انه نسبة ذلك الى النجم ولو على طريق المجاز فقد صرح ابن مفلح في الفروع بانه يحرم قول مطرنا بنوء كذا وجزم في الانصاف بتحريمه ولم يذكر خلافا وذلك ان القائل لذلك نسب ما هو من فعل الله تعالى الذي لا يقدر عليه غيره الا الذي لا يقدر عليه غيره الى خلق مسخر لا ينفع ولا يضر ولا قدرة له على شيء. فيكون ذلك شركا اصغر والله اعلم هذا التفصيل في بيان ان من يقول مطرنا بنوء كذا وكذا لا يخلو من حالتين قائل هذه الكلمة لا يخلو من حالتين اما ان يقولها معتقدا في النوم معتقدا في انه هو المؤثر في نزول الغيث قال هذا شرك اكبر هذا شرك اكبر ناقل من الملة او انه وهذا الامر الثاني قال ذلك باعتبار انه سبب ان ان الله يعني جعله سببا فهذا شرك اصغر لانه لم ينسب النعمة الى المنعم سبحانه وتعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها اي بنسبتها الى غيره سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى قوله والنياحة اي رفع الصوت بالندب على الميت لانها تسخط لقضاء الله وذلك ينافي الصبر الواجب وهي من الكبائر لشدة الوعيد والعقوبة فقوله النائحة اذا لم تتب قبل موتها فيه تنبيه على ان التوبة تكفر الذنب وان عظم. هذا مجمع عليه في الجملة ويكفر وتكفر ايضا بالحسنات الماحية والمصائب ودعاء المسلمين بعضهم لبعض وبالشفاعة باذن الله وعفو الله عن من شاء ممن لا يشرك به شيئا وفي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا ان الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه احمد والترمذي وابن ماجة وابن حبان قوله تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب. قال القرطبي السربال واحد السرابيل وهي الثياب والقمص. يعني انهن يلطخن بالقطران فيكون لهن كالقمص حتى يكون اشتعال النار باجسادهن اعظم ورائحتهن انتن والمها بسبب الجرب اشد وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان القطران هو النحاس المذال. قال النائح اذا لم تتب قبل موتها فيه كما بين رحمه الله ان من تاب تاب الله عليه من تاب تاب الله عليه اذا تاب قبل الموت اما اذا كانت التوبة في الغرغرة والمشاهدة والمعاينة فانها لا تقبل وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان وفي الحديث يقبل ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر فالتوبة قبل الموت اي قبل الغرغرة بخروج الروح اما اذا عاين فان التوبة حينئذ لا تقبل لانها توبة عن مشاهدة ومثلها تماما التوبة عند خروج الايات العظيمة اشراط الساعة الكبرى العظيمة يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل ولهذا اذا طلعت الشمس من مغربها امن الناس لكن لا يقبل الله توبتهم لان التوبة حينئذ عن مشاهدة مشاهدة لايات الله العظيمة المؤذنة بخراب العالم وقيام الساعة فلا تنفع مثل انها لا تنفع عندما يغرغر المرء بروحه ويستيقن انه مفارق لهذه الحياة فيتوب فالتوبة عندئذ لا تكون مقبولة توبة عندئذ لا تكون مقبولة. من تاب قبل الموت تاب الله سبحانه وتعالى عليه مهما كان الذنب ومهما بلغ الجرم كما قال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. لا تقنطوا اي توبوا توبوا الى الله سبحانه وتعالى والحديث يدل على عظم هذا الذنب النياحة النياحة على الميت قال عليه الصلاة والسلام في ذكر الوعيد على هذا العمل تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب تقام يوم القيامة عليه سربال من قطران ودرع من جرب وهذا جزاء موافق للعمل جزاء وفاقا والجزاء من جنس العمل كما هي قاعدة الشريعة لانها لما لما لم تتلقى المصيبة بالصبر والاحتساب ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه لم تتلقى المصيبة بالصبر والاحتساب وانما تلقتها بالجزع والتسخط آآ رفع الصوت بالبكاء ولطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية لما تلقت المصيبة بذلك عوقبت والنائحة من شأنها انها تشق جيبها وهذا الشق للجيب من اعمال الجاهلية وتمزق شاعرها وهذا من اعمال الجاهلية ولهذا تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرى جزاء من جنس العمل. العمل كان نياحة وشقا للجيوب وكانت العقوبة يوم القيامة ان تقام عليها سربال من قطران ودرع من جرب. قال النائحة قالا النائحة ولم يقل النائح مع ان الحكم واحد سواء كان النائح رجلا او امرأة الحكم واحد. لكن خص الحكم النائحة لوقوعه في النساء اكثر لقلة صبرهن وسرعة جزعهن وتسخطهن والا الحكم واحد سواء حصل من الرجال او حصل من النساء ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء من هم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما هون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا كنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا