نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. لما كانت محبته سبحانه هي اصل دين الاسلام الذي يدور عليه قطب رحاه. فبكمالها يكمل وبنقصها ينقص توحيد الانسان. نبه صنفوا على ذلك بهذه الترجمة باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا. الاية قال في شرح المنازل اخبر تعالى ان من احب من دون الله شيئا كما يحب الله تعالى فهو ممن اتخذ من دون الله اندادا فهذا ند في المحبة لا في الخلق والربوبية. فان احدا من اهل الارض لا يثبت هذا الند بخلاف ند المحبة فان اكثر اهل الارض قد اتخذوا من دون الله اندادا في الحب والتعظيم. ثم قال تعالى والذين امنوا اشد حبا لله وفي تقدير الاية قولان احدهما والذين امنوا اشد حبا لله اي من اصحاب الانداد لاندادهم والهتهم التي يحبونها ويعظمونها من دون الله. وروى ابن جرير عن مجاهد في قوله تعالى يحبونهم كحب الله اي مباهاة ومضاهاة للحق بالانداد. والذين امنوا اشد حبا لله اي من الكفار اوثانهم ثم روى عن ابن زيد قال هؤلاء المشركون اندادهم الهتهم التي عبدوا مع الله يحبونهم كما يحب الذين امنوا الله والذين امنوا اشد حبا لله اي من حبهم من حبهم الهتهم انتهى والثاني والذين امنوا اشد حبا لله اي من المشركين بالانداد لله. فان محبة المؤمنين خالصة ومحبة اصحاب الانداد قد ذهبت اندادهم بقسط منها. والمحبة الخالصة اشد من المشتركة. والقولان مرتبان على القولين في قوله تعالى والثاني والذين امنوا اشد حبا لله اي من المشركين بالانداد لله. فان محبة المؤمنين خالصة ومحبة اصحاب الانداد قد ذهبت اندادهم منها والمحبة الخالصة اشد من المشتركة. والقولان مرتبان على القولين في قوله تعالى يحبون كحب الله فان فيها قولين ايضا احدهما يحبونهم كما يحبون الله فيكون قد اثبت لهم محبة الله ولكنها محبة شركوا فيها مع الله تعالى اندادهم. والثاني ان المعنى يحبون اندادهم كما يحب والمؤمنون الله ثم بين تعالى ان محبة المؤمنين لله اشد من محبة اصحاب الانداد لاندادهم. وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يرجح القول الاول ويقول انما ذموا بان شركوا بين الله وبين اندادهم في المحبة ولم اخلصوها لله كمحبة المؤمنين له. وهذه التسوية المذكورة في قوله تعالى حكاية عنهم وهم في النار انهم يقولون لال واندادهم وهي محضرة معهم في العذاب تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين معلوم انهم لم يسووهم برب العالمين في الخلق والربوبية. وانما سووهم به وانما سووهم به في المحبة والتعظيم وهذا ايضا هو العدل المذكور في قوله تعالى الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم كفروا بربهم يعدلون اي يعدلون به غيره في العبادة التي هي المحبة والتعظيم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم ارزقنا الفقه في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك يا رب العالمين. اما بعد فهذه الترجمة باب ومن الناس من من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. عقدها المصنف امام شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه التوحيد لان المحبة هي اصل الدين محبة الله جل وعلا وقطب رحى عبادة وركنها الاعظم. وكلما قويت هذه المحبة في قلب العبد عظم ايمانه واقباله على ربه جل وعلا وكلما ظعفت هذه المحبة ظعف دين المرء ما كان فيه من ضعف لهذه المحبة. ومحبة الله تبارك وتعالى لقوتها في القلب اسباب كثيرة وافاد كثيرا الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في عدها وبيانها في كتابه مدارج السالكين عندما تكلم على منزلة المحبة. في جملة منازل السائرين فذكر رحمه الله تعالى عشرة اسباب لتقوية هذه المحبة في القلب ومن الجدير بالوقوف عليها والاطلاع على ما ذكره رحمه الله تعالى عن هذه المنزلة عموما وعن اسباب تقوية هذه المحبة على وجه الخصوص ولما كانت المحبة محبة الله جل في علاه بهذا الشأن هذه المكانة والمنزلة من دين الله تبارك وتعالى عقد المصنف الله هذه الترجمة لبيان مكانة المحبة ووجوب اخلاصها لله تبارك وتعالى وهي محبة التعبد والتذلل والخضوع وان صرفها لغير الله تبارك وتعالى شرك ناقل من لله كما هو حال من ذكرهم الله تبارك وتعالى في قوله ومن الناس من يتخذ من لله اندادا يحبونهم كحب الله. ومعنى يحبونهم كحب الله اي حبا مماثلا مساويا لحب الله حب تذلل خضوع وانكسار حبا يؤثر في قلب احب عبودية لمن احبه. وهذه المحبة لا تكون الا لله سبحانه وتعالى. فمن على شيئا منها لغيره فقد اتخذ مع الله تبارك وتعالى شريكا وسوى غير الله بالله وكان من الكفار الذين اذا دخلوا النار يوم القيامة اعلنوا ندامتهم واسفهم على هذه التسوية بقولهم تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين اي في المحبة والتعظيم. وكيف يسوى قباب او احجار او اضرحة او اشجار او غير ذلك بالرب العظيم. والخالق الجليل سبحانه وتعالى الخالق لهذه المخلوقات والموجد لهذه الكائنات والمدبر لشؤون جميع العباد الجليل الجميل سبحانه وتعالى كيف تسوى؟ ما محبته جل وعلا بهذه الاشياء التي ما هي الا مخلوقات من مخلوقات لله سبحانه وتعالى. فعقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة بيانا لمكانة هذه محبة وعظيم وعظيم شأنها وتحذيرا من اه جعل الشركاء مع الله سبحانه وتعالى فيها وان من سوى غير الله بالله في المحبة فقد اشرك بالله شركا منافيا لاصل التوحيد نعم. قال رحمه الله تعالى وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وهذه تسمى اية المحنة. قال بعض السلف ادعى قوم محبة الله فانزل الله الا اية المحنة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. اشارة الى دليل المحبة وثمرتها وفائدتها وعلامتها وفائدتها اشارة اشارة الى دليل المحبة وثمرتها وفائدتها وعلامتها اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وفائدتها وثمرتها محبة المرسل المرسل لكم فما لكم تحصل المتابعة فلا محل. فما لم تحصل فما لم تحصل المتابعة فلا محبتكم له حاصلة ومحبته لكم منتفية. هذه الاية الكريمة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم يسميها كما اشار الشارح رحمه الله تعالى اهل العلم اية المحنة اية المحنة والمعنى ان كل من ادعى محبة الله سبحانه وتعالى فليمتحن نفسه في بيان صدق هذه المحبة. في رؤي هذه الاية ولينظر في اعماله هل هو متبع للرسول؟ عليه الصلاة والسلام او غير متبع صلى الله عليه وسلم فان الله تبارك وتعالى جعل اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام علامة على صدق محبة المرء لله. هذا معنى اية المحنة. ان يمتحن ان نفسه ليرى مدى هذه المحبة قوتها من ضعفها في رؤي اتباعه للرسول الصلاة والسلام. ولهذا قال الامام ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الاية. قال ان هذه الاية حاكمة على قل لي من ادعى محبة الله دون الالتزام او التمسك بالنهج النبوي والشرع محمدي بان دعواه كاذبة. بان دعواه كاذبة. فاذا العلامة على صدق المحبة لله ان يعمل العبد وان يتبع العبد من الله رحمة للعالمين. فاتباع المرسل صلى الله عليه وسلم دليل على صدق محبة المرسل جل في علاه. اتباع المرسل صلى الله عليه وسلم دليل على صدق محبة العبد للمرسل جل في علاه. اما ان يدعي محبة الله ثم يأتيه الرسول من بالحجج والبينات والحق والهدى فلا يطيعه ولا يمتثل امره اين اين صدق محبة العبد رب العالمين تعصي الاله وانت تزعم حبه هذا لعمري في القياس شنعوا لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب بل من احب مطيع. فالمحبة الصادقة تثمر الاتباع. المحبة الصادقة تثمر اما المحبة المدعاة فهي التي لا تثمر اتباعا. ولهذا سمى العلماء رحمهم الله تعالى هذه الاية اية المحنة اية المحنة بمعنى ان العبد يمتحن نفسه في ضوء هذه الاية الكريمة فان كان من المتبعين للرسول عليه الصلاة والسالمين عليه الصلاة والسلام السالكين القويم فهذا من امارات ودلائل صدق هذه المحبة. نعم. قال رحمه الله الا وقال تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومه يحبهم ويحبونه اذلة ان على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم. وذكر لهم اربع علامات مات احدها انهم اذلة على المؤمنين قيل معناه ارقاء رحماء مشفقين عليهم. عاطفين عليهم فلما ما ضمن اذلة هذا المعنى عداه باداة على. قال عطاء رحمه الله للمؤمنين كالولد لوالده وكالعبد لسيده وعلى الكافرين كالاسد على فريسته. اشداء على الكفار رحماء بينهم. العلامة الثالثة الجهاد في في سبيل الله تعالى الجهاد في سبيل الله تعالى بالنفس واليد واللسان والمال وذلك يحقق دعوى المحبة العلامة الرابعة انهم لا تأخذهم في الله لومة لائم. وهذا علامة صحة المحبة فكل محب اخذه اللوم على محبوبه فليس بمحب على الحقيقة. وقال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. فذكر المقامات الثلاثة الحب وهو ابتغاء القرب اليه والتوسل اليه بالاعمال الصالحة. والرجاء والخوف يدل على ان ابتغاء الوسيلة امر زائد على رجاء الرحمة وخوف العذاب. ومن المعلوم قطعا انه لا يتنافس الا في قرب من يحب قربه. وحب قربه تبع لمحبته ذاته بل محبة ذاته اوجبت محبة القرب منه. وعند الجهمية والمعطلة ما من ذلك كله شيء فان عندهم لا تقربوا ذاته من شيء ولا يقرب من ذاته شيء. ولا ولا يحب لذاته ولا يحب. فانكروا حياة القلوب ونعيم الارض ارواح وبهجة النفوس وقرة العيون واعلى نعيم الدنيا والاخرة. ولذلك ضربت قلوبهم بالقسوة وضرب دونهم ودون الله حجاب على معرفته ومحبته فلا يعرفونه ولا يحبونه ولا يذكرونه الا عند تعطيل اسمائه وصفاته فذكرهم اعظم اثامهم واوزارهم بل يعاقبون بل يعاقبون من يذكره باسمائه صفاته ونعوت جلاله ويرمونهم بالادواء التي هم احق بها واهلها. وحسب ذي البصيرة وحياة القلب ما يرى على كلامهم من القسوة والمقت والتنفير عن محبة الله تعالى ومعرفته وتوحيده. والله المستعان. وقال رحمه الله تعالى الا ايظا لا تحد المحبة بحد اوضح منها فالحدود لا تزيدها الا خفاء. فحدها وجودها ولا توصف المحبة بوصف اظهر من المحبة وانما يتكلم يتكلم الناس في اسبابها وموجباتها وعلاماتها وشواهدها واحكامها واجمع ما قيل في ذلك ما ذكره ابو بكر رحمه الله تعالى عن الجنيد قال ابو بكر جرت مسألة في المحبة بمكة اعزها الله في ايام الموسم فتكلم الشيوخ فيها وكان الجنيد اصغرهم سنا فقالوا هات ما عندك يا عراقي فاطرق رأسه ودمعت عيناه ثم قال عبد ذاهب عن نفسه متصل بذكر ربه قائم باداء حقوقه ناظر اليه بقلبه احرق قلبه انوار احرق قلبه انوار هيبته وصفى شربه من مودته وانكشف له الحياء من استار غيبه. فان تكلم فبالله وان نطق فعن الله. وان تحرك فبامر الله وان سكن فمع الله فهو بالله ولله ومع الله. فبكى الشيوخ وقالوا ما على هذا مزيد. جبرك الله يا تاج هذه الاية الكريمة قول الله سبحانه وتعالى اولئك الذين يدعون تعون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب. ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا. جمع فيها بين اركان التعبد القلبية الثلاثة. لان كل تعبد وتقرب الى الله سبحانه وتعالى من صيام او صلاة او حج او غير ذلك يقوم على اركان ثلاثة لا قيام للتعبد الا عليها وهي المحبة والرجاء والخوف. نعبد الله تبارك وتعالى حبا له جل في علاه. ورجاء لثوابه وخوفا من عقابه لا يعبد الله عز وجل الا بهذه الاركان. لا يعبد الا بهذه الاركان لا يقتصر في التعبد له على بعضها بل لا يعبد الا بها كلها المحبة والرجاء والخوف فنعبد الله حبا له. ورجاء لثوابه وخوفا لعقابه. فجمعت هذه الاية الكريمة اركان عبد القلبية التي تقوم عليها كل كل عبادة ويقوم عليها كل تقرب لله سبحانه وهذا مما يبين لنا مكانة هذه المحبة مضافا اليها الرجاء والخوف وقد شبه شبهها بعض اهل العلم بالطائر الرجاء خوف جناحاه والمحبة روحه. الرجاء والخوف جناحاه. والمحبة روحه والسائل الى الله تبارك وتعالى لا بد له في سيره الى الله لينال رضاه وليفوز بجنته لابد من هذه الاركان كم؟ من محبة يقوم عليها الدين. ومن رجاء وخوف يسوق العبد. الى الفضائل ويجنبه وعن المحذورات والرذائل. نعم قال رحمه الله تعالى واعلم ان المحبة على قسمين مشتركة وخاصة فالمشتركة ثلاثة انواع احدها محبة طبيعية كمحبة الجائع للطعام والظمآن للماء ونحو ذلك وهذه لا تستلزم التعظيم. الثاني محبة رحمة واشفاق كمحبة الوالد لولده الطفل. وهذه ايضا لا تستلزم التعظيم. الثالث محبة انس والف. وهي محبة المشتركين في صناعة او علم او مرافقة او تجارة او سفر لبعضهم بعضا. وكما حبت الاخوة بعضا فهذه الانواع الثلاثة التي تصلح للخلق بعضهم من بعض ووجودها فيهم لا يكون شركا في محبة الله لهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل وكان يحب نساءه وعائشة احب وعائشة رضي الله عنها احب وهن اليه وكان يحب اصحابه واحبهم اليه الصديق رضي الله عنه. القسم الثاني المحبة الخاصة التي لا الا لله ومتى احب العبد ومتى احب العبد بها غيره كان شركا لا يغفره الله وهي محبة العبودية المستلزمة للذل والخضوع والتعظيم. المستلزمة للذل والخضوع والتعظيم وكمال الطاعة. وايثاره على غيره فهذه المحبة لا يجوز تعلقها بغير الله اصلا كما حققه ابن القيم وهي التي سوى المشركون بين الله تعالى وبين الهتهم فيها كما قال تعالى في الاية التي ترجم لها المصنف ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا قال ابن كثير رحمه الله يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا وما لهم في الاخرة من العذاب والنكال حيث جعلوا لله اندادا اي امثال ونظراء يحبونهم كحبه ويعبدونهم معه وهو الله الذي لا اله الا هو ولا ضد له ولا ند له ولا شريك معه. وذكر رحمه الله تعالى ان الاسباب الجالبة للمحبة عشرة. هذا الكلام كلام عظيم جدا في الفرق بين المحبة الطبيعية والمحبة جائزة وسائغ ان يحب المرء اهله وولده وماله وعشيرته وما الى ذلك هذه محبة طبيعية واما المحبة التي محبة الذل والخضوع التي تستلزم والتذلل هذه خاصة بالله. من صرف شيئا منها لغير الله تبارك وتعالى فقد اتخذه شريكا انا ممن قال الله فيهم ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. نعم قال رحمه الله تعالى وذكر رحمه الله تعالى ان الاسباب الجالبة للمحبة عشرة. شوقتكم لكلام ابن القيم رحمه رحمه الله تعالى لكن الشارح اتحفكم بنقله رحمه الله نعم قال رحمه الله تعالى احدها قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما اريد به. الثاني قربوا الى الله تعالى بالنوافل لعل بعضكم كان يريد ان ينتهي الدرس حتى يذهب من شوقه الى المدارج باستخراج هذه الامور العشرة. والشارح رحمة الله عليه لخصها في هذا الموضع نعم. قال رحمه الله تعالى الثاني التقرب الى الله تعالى النوافل بعد الفرائض الثالث دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال. فنصيبه من المحبة على قدر هذا اه الرابع ايثار محابه على محابك عند غلبات الهوى. الخامس مطالعة القلب لاسمائه وصفاته ومشاهدتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة وميادينها. السادس مشاهدة بره واحسانه ونعم الظاهرة والباطنة السابع وهو اعجبها انكسار القلب بين يديه. الثامن الخلوة وقت النزول الالهي وتلاوة كتابه ثم ختم ذلك ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة. التاسع مجالسة المحبين الصادقين والتقاط اطايب ثمرات كلامهم ولا تتكلم الا اذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت ان فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك العاشرة مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل. فمن هذه الاسباب العشرة وصل المحبون الى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب. نعم يعني هذه العشرة القراءة لها هذه القراءة السريعة لا تكفينا لكن يحتاج المرء ان يعيد القراءة مرتين وثلاث واكثر وان يحرص على فهم هذه المعاني والامور الجالبة للمحبة. ثم هذا ايضا لا يكفي. بل لا بد مع ذلك من مجاهدة للنفس. على تحقيق هذه المعاني ليستجلب لقلبه محبة الله تبارك وتعالى. والقلب فيما يستجلب اليه بحسب الوسائل والاسباب التي يتخذها. انظروا الى حال كثير من الناس عندما شغلوا بالاسباب الجالبة لفساد القلوب. كيف ان القلوب فسدت؟ بسبب اعمالهم اسباب الجالبة لفساد القلوب. من نظر محرم وسماع محرم ونحو ذلك. والعاقل يحرص على ان يستجلب لقلبه ما يكون به فلاحه وعزه في دنياه واخراه واعظم ذلك محبة الله وهذه الاسباب العظيمة العشرة هي اعظم الامور الجالبة الى القلب محبة الله سبحانه وتعالى. واذا عمر القلب بهذه المحبة صلحت جوارح اب كلها. ولي محاضرة حول هذه العشرة اسباب سبق ان القيتها. في وقت مضى واسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. انبه من باب التذكير ان العادة يتوقف الدرس ليومي الجمعة والسبت سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا