نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في كتابه فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد قال مصنف فرحمه الله تعالى باب قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين الخوف من افضل مقامات الدين واجلها واجمع انواع العبادة التي يجب اخلاصها لله تعالى. قال الله تعالى يخافون ربهم من فوقهم. وقال تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان. وقال تعالى وهم من خشيته مشفقون. وقال تعالى واياي فارهبون. وقال تعالى فلا تخشوا الناس واخشون وامثال هذه الايات في القرآن كثير والخوف من حيث هو على ثلاثة اقسام احدها خوف السر وهو ان يخاف من غير الله من وثن او طاغوت ان يصيبه بما يكره. كما قال تعالى عن قوم هود انهم قالوا له ان نقول الا اعتراك بعض اهل الهتنا بسوء قال اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون وقال تعالى ويخوفونك بالذين من دونه. وهذا هو الواقع من عباد القبور ونحوها من الاوثان. يخافونها بها اهل التوحيد اذا انكروا عبادتها وامروا باخلاص العبادة لله وهذا ينافي التوحيد. الثاني ان الانسان ما يجب عليه خوفا من بعض الناس فهذا محرم وهو نوع من الشرك بالله تعالى المنافي لكمال التوحيد. وهذا هو سبب نزول هذه الاية كما قال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. وفي الحديث ان الله تعالى يقول لعبدي يوم القيامة ما منعك اذ رأيت المنكر الا تغيره؟ فيقول ربي خشيت الناس ربي خشيت الناس فيقول اياه اياي كنت احق ان تخشى. كنت فيقول اياي كنت احق ان تخشى. الثالث الخوف الطبيعي وهو الخوف من عدو او سبع او غير ذلك فهذا لا يذم كما قال تعالى في قصة موسى عليه السلام فخرج منها خائفا يترقب الاية. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا عملا متقبلا اللهم انا نسألك التوفيق لما تحبه وترضاه. والمعونة على كل خير والا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هذه الترجمة التي عقدها المصنف رحمه والله تعالى وهي باب قول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. فيها بيان هذه العبودية العظيمة عبودية الخوف والخوف من اعظم مقامات السائرين ومنازل العابدين بل هو اعظم سائق للعبد للاقبال على الفضائل والانزجار عن المحرمات والرذائل والخوف عمل من اعمال القلوب. كلما قوي خوف العبد من الله تبارك وتعالى وعظمت خشيته لله جل وعلا كان ذلك اكمل في تقربه الى الله وتعبده له جل في علاه والبعد عما نهى عنه وزجر سبحانه وتعالى والخوف منه فرع عن المعرفة به. فان العبد كلما عظم معرفة سم بالله عظم خوفه من الله سبحانه وتعالى. وخشيته منه جل وعلا. وكل كلما عظمت هذه الخشية حسنت عبادة العبد وحسن اقباله على الله جل وعلا. وقد قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. فمن انا بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد والخوف زاجر للعبد. زاجر للعبد عن المحرمات وناه عن المعاصي والاثام. فالعبد المؤمن لا قارفها ولا يرتكبها خوفا من الله. جل في علاه وخوفا من عقابه. بل ان كل عبادة يتعبد لله سبحانه وتعالى فان من اركان تعبده لله بتلك العبادات الخوف من الله. لان التعبد لله جل وعلا يقوم اركان ثلاثة يسميها العلماء رحمهم الله اركان التعبد القلبية وهي المحبة والرجاء والخوف محبة الله ورجاء ثوابه وخوف عقابه جل وعلا قال الله عز وجل اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا. وآآ كما الخوف عبودية قلبية من عبوديات من العبوديات التي تقوم بالقلب. وهو ان واقسام بينها السارح رحمه الله تعالى قسم ينافي اصل التوحيد. قسم ينافي اصل التوحيد. وهو خوف السر ان يقوم في قلب المرء خوف من المعبودات اصناما او قبورا او اشجارا او غيرها. وهذا الخوف اوف من هذه المعبودات المتخذة من دون الله سبحانه وتعالى لا لا لا يقوم في القلب الا عن اعتقاد في تلك المعبودات. من انها نافعة وضارة وان بيدها جلب المنافع ودفع المضار. فيقوم بقلب هذا اعتقد خوفا من تلك المعبودات المتخذة من دون الله سبحانه وتعالى وما من ريب ان هذا الخوف شرك اكبر ناقل عن الملة مبطل للعمل فهذا الخوف خوف لا يجوز ان يكون الا لله ولا يجعل منه لا قليل ولا كثير لغيره. لانه سبحانه وتعالى وحده النافع الضار المعطي المانع المتصرف الذي بيده ازمة الامور جل في علاه والنوع الثاني من انواع الخوف ينافي كمال التوحيد الواجب وهو معدود في الشرك الاصغر. الذي لا ينافي اصل الايمان وانما ينافي كمال له الواجب وفيه كما بين المصنف رحمه الله نزل وقول الله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. اي يخوفكم اولياءه. يخوف لا يخوفكم اولياءه. فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين وهذا النوع او ضابط هذا النوع من الخوف ان يترك الانسان ما يجب عليه ان ان يترك الانسان ما يجب عليه خوفا من الناس او خوفا من بعض الناس النوع الثالث من الخوف الخوف الطبيعي. وهذا لا يذم. الخوف الطبيعي وهذا لا يذم مثل خوف الانسان من عدو و خوفا من السبع من الحية من العقرب من النار الملتهبة. هذا خوف طبيعي ولا يذم المرء على وجود هذا الخوف فيه لانه طبيعي ويوجد في الانسان. وانما يذم هذا النوع اذا كان قائما على الوهم لان بعض الناس يخاف خوفا مبنيا على الاوهام فهذا يذم لكن خوف الانسان من عدو داهمه او نار اشتعلت حوله او سبع هاجمه او نحو ذلك فهذا خوف طبيعي او خوفا من عقرب او حية او نحو ذلك فهذا خوف طبيعي لا يذم. وفي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا خاف قوما قال اللهم انا نعوذ بك اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. قال اذا خاف قوما ومن هذا النوع ما جاء في الاية فخرج منها خائفا يترقب هذا خوف طبيعي لا لا يذم لا ينافي لا اصل التوحيد ولا كماله نعم. قال رحمه الله تعالى ومعنى قوله تعالى انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. ان اولياءه فلا تخافوهم وخافون. وهذا نهي من الله تعالى اولياءه اي اعوانه وانصاره من شياطين الانس والجن نعم. قال رحمه الله تعالى وهذا نهي من الله تعالى للمؤمنين ان يخافوا غيره. وامر لهم ان يقصر خوفهم على الله تعالى فلا يخافون الا اياه. وهذا هو الاخلاص الذي امر الله به عباده ورظيه منهم. فاذا اخلصوا له الخوف وجميع العبادة اعطاهم ما يرجون. وامنهم من مخاوف الدنيا والاخرة. قال تعالى اليس الله بك عبده ويخوفونك بالذين من دونه. ومن يضلل الله فما له من هاد. نعم ذكر الكفاية في في هذا المقام كفاية الله عز وجل عبده في مقام التخويف في مقام التخويف بالذين من دون يدل على ان من صدق مع الله سبحانه وتعالى في التوكل عليه وحسن الالتجاء اليه وتمام الاعتماد عليه فانه يكفيه سبحانه وتعالى ما اهمه ولو كادته السماوات والارض ومن فيهن. نعم. قال رحمه الله تعالى قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى ومن كيد عدو الله ان ومن كيد عدو الله ان يخوف المؤمنين من ده واوليائه لان لا يجاهدوهم ولا يأمروهم بمعروف ولا ينهوهم عن منكر. واخبر تعالى ان هذا من كيد شيطان وتخويفه ونهانا ان نخافه. قال والمعنى عند جميع المفسرين يخوفكم باوليائه. اي قوله جل وعلا يخوف اولياءه انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. قال عند جميع المفسرين يخوفكم باولياءه يخوفكم باولياءه. اي اعوانه وانصاره من شياطين الجن والانس نعم. قال تاده يعظمهم في صدوركم. فكلما قوي ايمان العبد زال من قلبه خوف اولياء الشيطان. وكلما ضعف ايمانه قوي خوفه منهم فدلت هذه الايات على ان على ان اخلاص الخوف من شروط كمال الايمان قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله تعالى انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة واتى زكاة ولم يخش الا الله الاية. اخبر تعالى ان مساجد الله لا يعمرها الا اهل الايمان بالله واليوم الاخر الذين امنوا بقلوبهم وعملوا بجوارحهم واخلصوا له الخشية دون من سواه. فاثبت لهم عمارة المساجد بعد ان نفاها عن تريكين لان عمارة المساجد بالطاعة والعمل الصالح لان عمارة المساجد بالطاعة والعمل الصالح والمشرك وان عمل فعمله كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا او كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف. وما كان كذلك فالعدم خير منه. فلا تكون المساجد امرة الا بالايمان الذي معظمه التوحيد مع العمل الصالح الخالص من شوائب الشرك والبدع. وذلك كله داخل في مسمى الايمان عند اهل السنة والجماعة؟ نعم. هذه الاية الكريمة قول الله عز وجل انما ومساجد الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة. واتى الزكاة ولم يخش الا الله فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين. اية عظيمة في بيان من هم عمار المساجد؟ بيوت الله حقا وصدقا. قد جاءت الاية بهذا الاسلوب والحاصر انما وهذا من اساليب الحصر. ففيها بيان من هم؟ عمار المساجد حقا وجدير بكل من يأتي المساجد للصلاة فيها ان يتدبر هذه الاية وان يتأملها جيدا وان ينظر حاله في بيوت الله تبارك وتعالى اهون من هؤلاء او وانما يتحقق تتحقق له هذه المعرفة بعد حسن الفهم لما دلت عليه الاية من بيان وصف عمال المساجد حقا. واذا تأملت هذه الاية تجد انها تدل على ان عمارة بيوت الله تبارك وتعالى على ركيزتين. تقوم على ركيزتين. الاولى صلاح الاعتقاد والثانية صلاح العمل. لا تعمر. المساجد ولا تكون امارة للمساجد الا بذلك. الاول وهو الاعظم والاعلى شأنا صلاح الاعتقاد قال انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر هذا صلاح المعتقد امن بالله واليوم الاخر امن بالله اي ربا خالقا رازقا منعما متصرفا وامن باسمائه الحسنى وصفاته العليا وانه تبارك وتعالى المعبود بحق ولا معبود بحق سواه. فلا يذل الا له ولا يخضع الا له. ولا يدعو الا اياه. ولا يتوكل الا عليه لا يصرف شيئا من العبادة الاله هذا كله من ايمانه بالله. لان الايمان بالله يقوم على اركان ثلاثة ايمان بوحدانية الله في ربوبيته وايمان بوحدانية الله في اسمائه وصفاته وايمان بوحدانية لله في الوهيته. واليوم الاخر يوم الجزاء والعقاب والوقوف بين يدي الله ليجزي الذين اساءوا بما عملوا. ويجزي الذين احسنوا بالحسنى الايمان بالله باعتبار انه انه هو المقصود. بالعبادة واليوم الاخر باعتبار انه دار الجزاء والثواب لمن قام بهذه العبادة والعقاب لمن تركها فلا تكون عمارة للمساجد الا بهذا. ومن فسدت عقيدته وان قام في المسجد قيام السارية لا يكون من عمار المساجد. من فسدت عقيدته لو قام في المسجد قيام السارية. لا يكون من عمار المساجد. لان الاساس الذي تبنى عليه عمارة المساجد مفقودة عنده. مثل من يدعو غير الله. مثل مثل من يدعو غير الله يستغيث بغير الله. يطلب المدد من غير الله من الاوليا او من القبور او غير ذلك هؤلاء ليسوا من عمار المساجد. وان تكرر دخولهم فيها في الاوقات الخمسة. وان كثر جلوسهم فيها لان الاساس الذي تبنى عليه العمارة للمساجد مفقودة ومفقود فيهم يحدثني احد الافاضل انه مرة سمع رجلا ساجدا في احد بيوت الله يقول في سجوده مدد يا اين العمارة لبيوت الله؟ ولماذا بنيت المساجد؟ ا بنيت ليولجى فيها لغير الله ا بنيت المساجد ليلجى فيها لغير الله ليستغاثوا فيها بغير الله فيها على غير الله فمن كان كذلك فالاصل الذي تبنى عليه العمارة لبيوت ها سبحانه وتعالى مفقود. وشيء فقد اصله فقد كله لان الاصل الذي يقوم عليه دين الله تبارك وتعالى اذا فقد العبد لم ينتفع بعمل ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن ولتكونن من الخاسرين. والاصل الثاني او الركيزة الثانية لعمارة المساجد صلاح العمل. واهم ما يكون في هذا الباب فرائض الاسلام واعظم هذه الفرائض الصلاة التي افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده ولهذا قال جل وعلا واقام الصلاة واتى الزكاة وهذا فيه صلاح العمل صلاح العمل الظاهر وصلاح العمل الباطن في قوله ولم يخش الا الله ولم يخشى الا الله فصلاح في ظاهره وصلاح في باطنه مع صحة معتقده. فهذا الذي تكون به عمارة بيوت الله سبحانه وتعالى جعلنا الله اجمعين من عمار بيوته حقا وصدقا. نعم. امين قال رحمه الله تعالى قوله ولم يخش الا الله قال ابن عطية يريد خشية التعظيم والعبادة والطاعة ولا محالة ان الانسان يخشى المحاذير الدنيوية وينبغي ان يخشى في ذلك كله قضاء الله وتصريفه وقال ابن القيم رحمه الله تعالى الخوف عبودية القلب فلا يصلح الا لله كالذل والانابة والمحبة والتوكل الرجاء وغيرها من عبودية القلب. وقوله فعسى اولئك ان يكونوا من المهتدين. قال ابن ابي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول ان اولئك هم المهتدون وكل عسى في القرآن فهي واجبة. وفي الحديث اذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالايمان. قال الله تعالى انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر. رواه احمد والترمذي ايها الحاكم وصححه عن ابن عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله ومن الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله الاية. قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا عن صفات قوم من الذين يدعون الايمان بالسنتهم ولم يثبت في قلوبهم انهم اذا جاءتهم محنة وفتنة في الدنيا اعتقدوا انها من نقمة الله بهم فارتدوا عن الاسلام. قال ابن عباس رضي الله عنهما يعني فتنة يعني فتنته ان ارتد عن دينه اذا اوذي في الله يعني فتنته يعني فتنته ان يرتد عن دينه اذا اوذي في الله. وقال ابن القيم رحمه الله تعالى الناس اذا ارسل اليهم الرسل بين امرين اما ان يقول احدهم امنا واما ان لا يقول ذلك بل يستمر على السيئات والكفر. فمن قال امنا امتحنه ربه وابتلاه هو فتنه والفتنة الابتلاء والاختبار ليتبين الصادق من الكاذب. ومن لم يقل امنا فلا يحسب انه يعجز فلا يحسب انه يعجز الله فلا يحسب انه يعجز الله ويفوته ويسبقه فمن امن بالرسل واطاعهم عاداه عاداه اعداؤهم واذوه فابتلي بما يؤلمه. ومن لم يؤمن بهم ولم يطع عوقب في الدنيا والاخرة وحصل له ما يؤلمه وكان هذا الالم اعظم وادوم من الم اتباعهم. فلابد من حصول المي لكل نفس امنت او رغبت عن الايمان لكن المؤمن يحصل له الالم في الدنيا ابتداء ثم تكون له العاقبة في الدنيا والاخرة والمعرض عن الايمان تحصل له اللذة ابتداء ثم يصير له الالم الدائم. والانسان لا بد ان يعيش مع الناس والناس لهم ايرادات وتصورات فيطلبون منه ان يوافقهم عليها وان لم يوافقهم اذوه وعذبوه وان وافقهم حصل له العذاب تارة منهم وتارة من غيرهم. كمن عنده دين وتقى حل بين قوم فجار ظلمة ولا يتمكنون من فجورهم وظلمهم الا بموافقته لهم او سكوته عنهم. فان وافقهم او سكت عنهم سلم من شرهم في الابتداء ثم يتسلطون عليه بالاهانة والاذى اضعاف ما كان يخافه ابتداء لو انكر عليهم وخالفهم وان سلم منهم فلا بد ان يهان ويعاقب على يد غيرهم. فالحزم كل الحزم في الاخذ بما قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها لمعاوية رضي الله عنه من ارضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن ارضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا فمن هداه الله والهمه رشده ووقاه شر نفسه امتنع من الموافقة على فعل المحرم وصبر على عداوتهم ثم تكون له العاقبة في الدنيا والاخرة كما كانت للرسل واتباعهم. ثم اخبر عن حال داخلي في الايمان بلا بصيرة وانه اذا اوذي في الله جعل فتنة الناس له وهي اذاهم ونيلهم اياه بالمكروه. وهي اذاهم ونيلهم اياه بالمكروه وهو الالم الذي لا بد ان ينال الرسل واتباعهم ممن خالفهم جعل ذلك في فراره منه وتركه السبب الذي يناله به كعذاب الله الذي فر منه المؤمنون بالايمان. فالمؤمنون لكمال بصيرتهم فروا من الم عذاب الله الى الايمان وتحملوا ما فيه من الالم الزائل المفارق عن قريب. وهذا لضعف بصيرته فر من الم عذاب اعداء الرسل الى موافقتهم ومتابعتهم ففر من الم عذابهم الى الم عذاب الله فجعل الم فتنة الناس في الفرار منه بمنزلة عذاب الله وغبن كل الغبن. اذ استجار من الرمضاء بالنار وفر من الم ساعة الى الم الابد. واذا نصر الله جنده واولياءه قال اني كنت معكم والله عليم بمن طوى عليه صدره من النفاق انتهى وفي الاية رد على المرجئة والكرامية ووجهه انه لم ينفع هؤلاء قولهم امنا بالله مع عدم صبرهم على اذى من عاداه في الله المرجئة يخرجون العمل من الايمان وهم اقسام والكرامية قسم من اقسام المرجئة يجعلون الايمان مجرد القول قول اللسان. فالاية فيها رد على من يخرج العمل من الايمان سواء جعله شيء يقوم في القلب فقط او باللسان فقط او بهما معا فالاية فيها رد على من كان كذلك كما بينه السارح رحمه الله نعم قال رحمه الله تعالى ووجهه انه لم ينفع هؤلاء قولهم امنا بالله مع عدم صبرهم على اذى من عاداهم في الله فلا ينفع القول والتصديق بدون العمل؟ فلا يصدق الايمان الشرعي على الانسان الا باجتماع الثلاثة. التصديق بالقلب وعمله قول باللسان والعمل بالاركان. وهذا هو قول اهل السنة والجماعة سلفا وخلفا. والله سبحانه وتعالى اعلم وايضا هذا مما يدل لما عليه اهل السنة في مسألة الاستثناء في الايمان. اذا سئل الرجل امؤمن انت لا يزكي نفسه لا يزكي نفسه بل يقول انا مؤمن ان شاء الله او مؤمن ارجو لان الايمان يتناول هذا كله. يتناول هذا كله ومما يتناوله وهذا المعنى الذي جاء في هذه الاية الكريمة نعم قال رحمه الله تعالى وفيه الخوف من مداهنة الخلق في الحق والمعصوم من عصمه الله قال المصنف نعم نعم ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد اله وصحبه. جزاكم الله خيرا