نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في كتابه فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد. قال المصنف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين قال ابو السعادات يقال توكل بالامر اذا ضمن القيام به ووكلت امري الى فلان اذا اعتمدت عليه فيه ووكل فلان فلانا اذا استكفاه امره ثقة بكفايته او عجزا عن القيام بامر نفسه انتهى واراد المصنف رحمه الله تعالى بهذه الترجمة بالاية بيان ان التوكل فريضة يجب اخلاصه لله تعالى فان تقديم المعمول يفيد الحصر اي وعلى الله فتوكلوا لا على غيره. فهو من اجمع انواع العبادة واعظمها بما ينشأ عنه من الاعمال الصالحة فانه اذا اعتمد على الله في جميع اموره الدينية والدنيوية دون كل من سواه صح اخلاصه ومعاملته مع الله تعالى فهو من اعظم منازل اياك نعبد واياك نستعين فلا يحصل كمال التوحيد بانواعه الثلاثة الا بكمال التوكل على الله تعالى. كما في هذه الاية وكما قال تعالى ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين. وقوله رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيل والايات في الامر به كثيرة جدا. قال الامام احمد رحمه الله تعالى التوكل عمل القلب. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذه الترجمة باب قول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. في بيان هذه العبودية العظيمة عبودية التوكل على الله جل وعلا. والتوكل عمل قلبي. اذا صح واستقام في قلب العبد ترتب على ذلك وجود اثاره من حسن اقبال العبد جعل الله واخلاصه في عمله له جل في علاه. والاستكثار من الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية المقربة اليه جل وعلا مع استقامة وصلاح في امور العبد الدنيوية. ولهذا ينبغي ان يعلم ان كل عبادة مصاحبة للعبد في اموره الدينية والدنيوية. اذ لا يستقيم امر ديني ولا دنيوي. الا بالتوكل على الله. لان الامر كله بيد الله امر العبد الديني وامره الدنيوي. كل ذلك بيد الله سبحانه وتعالى فلا يستقيم له فلا يستقيم للعبد امر ديني ولا دنيوي الا بتوكله على الله وتفويظه امره اليه جل في علاه. فالتوفيق بيده والمعونة منه. وهو جل وعلا المسدد والمعين والهادي الى سواء السبيل ومن توكل على الله كفاه واعانه وسدده في امره كله وهذه العبودية عبودية التوكل صرفها لغير الله تبارك وتعالى شرك. فلا توكل الا على الله. والاية التي ترجم بها المصنف رحمه الله تعالى دالة على ذلك قال وعلى الله فتوكلوا وعلى الله فتوكلوا. اي لا على غيره لان هذا من اساليب الحصر في لغة العرب وعلى الله فتوكلوا. اصل الجملة توكلوا على الله. لكن عندما قدم المعمول على العام بل افاد الحصر مثل اياك نعبد هذا من اساليب الحصر واياك نستعين مثلها وعلى الله توكلوا اي وحده لا على غيره. فلا يتوكل الا على الله سبحانه وتعالى وهذه العبودية عبودية القلب لا تكون الا لله. ولهذا لا يصح ان يقال توكلت على الله ثم عليك توكلت على الله ثم عليك لا يصح ذلك لان التوكل عبودية وهي عمل قلبي تفويض للامر ثقة وهذا لا يكون الا بالله سبحانه وتعالى الذي بيده الامور جل في علاه. بيده التصريف بير والمعونة والتسديد وصلاح الامر هذا بيد الله جل وعلا فلا يتوكل الا عليه. ولا يصح حتى المفيدة للتراخي لا يصح ذلك لان التوكل عبودية قلبية لا تكون الا على الله سبحانه وتعالى لا يتوكل الا عليه وحده جل في علاه. نعم. قال رحمه الله تعالى قال ابن القيم رحمه الله وقول قوله رحمه الله فهو من اعظم منازل اياك نعبد واياك نستعين فلا يحصل كمال التوحيد بانواعه الثلاثة الا بكمال التوكل على الله لا يحصل كمال التوحيد بانواعه الثلاثة الا بالتوكل على الله. اما توحيد الربوبية فلانه اعتقاد ان الرب جل في علاه هو المدبر. المتصرف في الامر الذي بيده ازمة الامور ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. واما الاسماء والصفات فان اسماء الله تبارك وتعالى ولا سيما ما دل على فعل او افعال وايضا ما اختص بهذا الامر كالحسيب والكافي والوكيل فان من تحقيق الايمان بهذه الاسماء لله تبارك وتعالى الا يتوكل الا عليه والا يلجأ في اي امر من اموره الا اليه سبحانه وتعالى. واما توحيد الالوهية فلان التوكل عبودية القلب. التي لها اثرها في قوام عبودية العبد كلها نعم. قال رحمه الله تعالى قال ابن القيم رحمه الله تعالى في معنى الاية المترجم بها فجعل التوكل على الله شرطا في الايمان فدل على انتفاء الايمان عند انتفائه. وفي الاية الاخرى وقال موسى يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين. فجعل دليل صحة الاسلام التوكل. وكلما قوي ايمان العبد كان توكله اقوى اه الاية الاولى فيها وهي التي ترجم بها المصنف رحمه الله تعالى جعل التوكل على الله في الايمان. والثانية في تمامها ان كنتم مسلمين. جعله دليلا على صحة الاسلام وهذا يفيدنا ان التوكل عبودية لابد ان تصحب العبد في اموره كلها في اموره كلها في ايمانه واسلامه احسانه وجميع طاعاته. لابد ان يصحب ذلك هذه العبودية. عبودية التوكل على الله تبارك وتعالى. ولهذا تجد ان التوكل في اية كثيرة في اشارة الى ذلك يأتي مصاحبا للايمان والاسلام والتقوى والاحسان والصلاة وغير ذلك من العبوديات التي امر الله سبحانه وتعالى عباده بها وهذا مما يبين لنا ان التوكل لا بد منه في كل عبادة وكل تقرب وبل في كل عمل ديني او دنيوي نعم. قال رحمه الله تعالى فجعل دليل صحة الاسلام التوكل وكلما قوي ايمان العبد كان توكله اقوى واذا ضعف الايمان ضعف التوكل. واذا كان التوكل ضعيفا كان دليل العناء. كان دليلا على ضعف الايمان ولابد والله تبارك وتعالى يجمع بين التوكل والعبادة وبين التوكل والايمان وبين التوكل والتقوى وبين التوكل والاسلام بين التوكل والهداية. فظهر ان التوكل اصل لجميع لجميع مقامات الايمان والاحسان. ولجميع اعمال للاسلام هنا يعني لفتة للمذاكرة يعني مثل هذا الان الاشارات الجميلة يقول الله جمع بين التوكل والعبادة والتوكل والايمان التوكل والتقوى التوكل والاسلام التوكل والهداية لو جلس طالب العلم واخذ يتأمل في الايات ويستخرج الايات التي فيها هذا الجمع ينظر من بعد ذلك في كلام ائمة التفسير في معاني تلك الايات فانه يخرج باذن الله سبحانه وتعالى بفائدة عظيمة جدا. نعم. قال رحمه الله تعالى هذا الباب فيه فيه معونة لحسن التدبر لكلام الله يعني هذا يفتح لك بابا تنظر في هذا الباب العظيم وهذه المواظع من القرآن ولا اقتصر على هذه الامثلة انظر ايضا الى ايات اخرى جمع فيها اعمال اخرى من الدين جمعت مع التوكل حتى امور العبد الدنيوية مثلا التوكل والانابة عليه توكلت واليه انيب فتنظر في هذه الايات فاعبده وتوكل عليه. اياك نعبد واياك نستعين. نعم. قال رحمه الله الله تعالى فظهر ان التوكل اصل اصل لجميع مقامات الايمان والاحسان ولجميع اعمال الاسلام وان منزلته منها كمنزلة في الجسد من الرأس فكما لا يقوم الرأس الا على البدن فكذلك لا يقوم الايمان ومقاماته واعماله الا على ساق التوكل. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وما رجى احد مخلوقا او توكل عليه الا خاب ظنه فيه. فان فانه مشرك ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق. قال الشارح رحمه الله وقلت لكن التوكل على الله على غير الله قسمان. احدهما التوكل في الامور التي لا يقدر عليها الا الله كالذين يتوكلون على الاموات والطواغيت في رجاء مطالبهم من نصر او حفظ او رزق او رزق او شفاعة فهذا شرك اكبر الثاني التوكل في الاسباب الظاهرة كمن يتوكل على امير او سلطان فيما اقدره الله تعالى عليه من رزق او دفع اذى ونحو ذلك فهو نوع شرك اصغر. والوكالة الجائزة هي توكيل الانسان في فعل ما يقدر عليه نيابة عنه. لكن ليس له ان يعتمد عليه في في حصول ما وكله فيه بل يتوكل على الله في تيسير امره الذي يطلبه بنفسه او نائبه. وذلك من جملة الاسباب التي يجوز فعله ولا يعتمد عليها بل يعتمد على المسبب الذي اوجد السبب والمسبب. هنا بين الشارح رحمة الله عليه ان التوكل على غير الله ان كان في امر لا يقدر عليه الا الله عز وجل مثل ما كان يصنع عبدة الاوثان قديما ومثل ما يصنعه عبدة القبور. وعبدة المقبورين من دون الله عز وجل ثقة بالمقبور وتفويضا للامر اليه وطلبا لقضاء الحاجة من جهته كشفاء مريض او حصول ولد او دفع بلاء او شفاء من مرض او نحو ولذلك فهذا من الشرك الاكبر الناقل من الملة المحبط للعمل كله. واما ان كان اه توكلا على المخلوق في الاسباب الظاهرة التي اقدر الله سبحانه وتعالى مخلوق عليها. فاذا توكل عليه اي اعتمد قلبه على المخلوق في هذا السبب الظاهر ان تحصل كفايته من جهته. ان تحصل كفاية من جهته. ان كان هذا مال فبتحصيل المال من جهته. ان كان مثلا طبيبا بحصول عافية والشفاء من جهته فيما اقدره الله سبحانه وتعالى عليه من اسباب ظاهرة هذا نوع شرك اصغر. نوع شرك اصغر. والاصل ان هذه العبودية القلب لا تكون الا لله سبحانه وتعالى. ولا يمنع ذلك من فعل الاسباب لا يمنع ذلك من فعل الاسباب. بل تفعل الاسباب لكن التفويض واعتماد القلب لا الا على الله لا على الاسباب. يفعل السبب ولا يعتمد عليه. وانما يعتمد على الرب جل وعلا الذي بيده الاسباب والمسببات وبيده الامر وبيده الامر جل وعلا نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. قال ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الاية المنافقون لا ادخلوا قلوبهم شيء من ذكر الله عند اداء فرائضه. ولا يؤمنون بشيء من ايات الله ولا يتوكلون على الله ولا يصلون اذا ابوك ولا يؤدون زكاة اموالهم فاخبر الله تعالى انهم ليسوا بمؤمنين ثم وصف المؤمنين فقال انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم فادوا فادوا فرائضه. رواه ابن جرير وابن ابي حاتم. ووجل من الله يستلزم القيام بفعل ما امر به وترك ما نهى عنه. قال السدي الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم هو الرجل ويريد ان يظلم او قال يهم بمعصية فيقال له اتق الله فيجل قلبه رواه ابن ابي شيبة وابن جرير وقوله فيما يتعلق بما قبل هذه الاية قول السارح رحمه الله وذلك من جملة الاسباب التي يجوز فعلها ولا يعتمد عليها. التي يجوز فعلها ولا يعتمد عليها فعل السبب من تمام التوكل. والناس في هذا المقام طرفان ووسط. قسم عطلوا الاسباب توكلا على الله. عطلوا الاسباب لا يفعلونها ويقولون نحن المتوكلون ولا يباشرون شيئا من الاسباب وهذا عجز لان حقيقة في التوكل على الله تبارك وتعالى. انما تكون بمباشرة الاسباب التي امر الله سبحانه وتعالى بمباشرتها وفعلها. فامشوا في مناكبها. الله جل وعلا يقول فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه فلا يبقى الانسان مثلا معطلا في بيته ويقول انا متوكل على الله. فالله سبحانه وتعالى امره بالمشي والتحرك والعمل وهكذا في جميع الامور. لا يترك مثلا النكاح ويقول ان كان الله قدر لي اولاد يكون اما انا لا نتزوج الى ان اموت لا اترك مثلا طلب العلم ويقول ان كان الله قدر ان اكون من كبار العلماء يكون لكن لن اتعلم النبي صلى الله عليه وسلم قل انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطى. ومن يتوقى الشر يوقى اما بدون بذل الاسباب هذا نوع من العجز. وموجبات الحرمان فقسم من الناس عطلوا الاسباب توكلا على الله بزعمهم. لا يفعلون السبب المتوكلين وسيدهم صلوات الله وسلامه عليه من يقرأ سيرته العطرة واخباره المباركة يجد ان انه يباشر الاسباب. صلوات الله والسلام عليه الدينية والدنيوية مع تمام توكله على الله جل وعلا. قسم اخر من الناس على العكس من هؤلاء عطلوا التوكل واعتمدوا على الاسباب. عطلوا التوكل على الله سبحانه وتعالى واعتمدوا على الاسباب. فلا يتوكلون على الله وانما يتوكلون على السبب الذي بشرونا ويعملون او على المخلوق الذي يرجون حاجة من جهته وهذا ايضا من موجبات الحرمان لان من توكل شيئا وكل اليه ومن وكل الى نفسه او الى مخلوق وكل الى الى قلة وضعف وعجز. فكان ذلك من موجبات الحرمان والخذلان. والحق قوام بين ذلك بان يفعل السبب لا ولا يعتمد على عليه. يفعل السبب ويباشر فعل الاسباب ولا يعتمد عليها وانما الاعتماد والتفويض والتوكل على الله سبحانه وتعالى قد جمع في ايات كثيرة جدا بين الامرين اعني فعل السبب والتوكل. كقوله سبحانه وتعالى فاعبده وتوكل عليه. وقوله اياك نعبد واياك نستعين. وقوله عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله. وقوله عليه الصلاة والسلام اعقلها وكل وقوله عليه الصلاة والسلام لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ذكر انها تباشر السبب تغدو خماصا اي في طلب الرزق والبحث عن العيش لا تبقى في اوكارها او عشها تنتظر ان يأتيها الرزق فيه بل انها تتحرك وتبحث عن الماء وتبحث عن الحب والطعام ثم ترجع وقد شبعت. لرزقكم كما يرزقه الطير. هذا فيه التنبيه على الجمع بين الامرين. بذل السبب مع حسن التوكل على الله جل وعلا ثم هذه الاية التي ساقها المصنف وهي قول الله تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون ان الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا. فيها بيان اوصاف فيها بيان اوصاف المؤمنين الكمل. الذين وفقهم الله سبحانه وتعالى لتتميم الايمان وتكميله. في الظاهر والباطن في السر والعلن. صلاحا في القلوب في الاعمال. فذكر من وصفهم انه اذا ذكر الله وجلت قلوب اي خافت خشية من الله وخوفا منه سبحانه وتعالى. واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا اي بسماعهم لي القرآن وتلاوتهم للقرآن مع التدبر وحسن الفهم لكلام الله سبحانه وتعالى ايزدادون بذلك ايمانا واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. وقوله في تمام الاية وعلى ربهم يتوكلون وهذا موضع الشاهد فيه تمام توكلهم على الله وحسن وحسن تفويضهم لامور كلها عليه جل وعلا او اليه جل وعلا. نعم. قال رحمه الله تعالى وقوله واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا استدل الصحابة رضي الله عنهم والتابعون ومن دعهم من اهل السنة بهذه الاية ونظائرها على زيادة الايمان ونقصانه. قال عمير بن قال عمير بن حبيب الصحابي رضي الله عنه ان الايمان يزيد وينقص فقيل له وما زيادته ونقصانه؟ قال اذا ذكرنا الله وخشيناه فذلك زيادته. واذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه. رواه ابن سعد. وقال مجاهد رحمه الله الايمان يزيد وينقص وهو قول حمل رواه ابن ابي حاتم وحكى الاجماع على ذلك الشافعي واحمد وابو عبيد وغيرهم رحمهم الله تعالى. نعم هذه الاية مما تدل عليه ان الايمان يزيد وينقص. ويقوى ويضعف. وان اهله فيه ليسوا سواء. بل هم متفاوتون قوة وظعفا زيادة ونقصا بحسب ما عندهم من الايمان وهذا يفيد ان الايمان له اسباب تزيده وتقويه. وايظا اسباب تظعفه توهيه. وايضا يفيد ان الواجب على المسلم ان يعرف ما يزيد به الايمان ليفعله وليزداد ايمانا وان يعرف ما ينقص به الايمان ليجتنبه. وليكون منه على حذر لان لا يضعف ايمانه. نعم. قال رحمه الله تعالى وقوله وعلى ربهم يتوكلون اي يعتمدون عليه بقلوبهم مفوضين اليه امورهم فلا يرجو فلا يرجون سواه ولا يقصدون الا اياه ولا يرغبون الا اليه. يعلمون ان ما شاء انا وما لم يشأ لم يكن وانه المتصرف في الملك وحده والمعبود وحده لا شريك له. هذا يوضح الكلام السابق ان اه اه عبودية التوكل اه لا يحصل لا يحصل كمال توحيد بانواعه الثلاثة الا بتكميلها. نعم. قال رحمه الله تعالى وفي الاية وصف المؤمنين حقا بثلاث مقامات من مقامات الاحسان وهي الخوف وزيادة الايمان والتوكل على والتوكل على الله وحده. وهذه المقامات تقتضي كمال الايمان وحصول اعماله الباطنة والظاهرة. مثال ذلك الصلاة. فمن اقام الصلاة وحافظ عليها وادى الزكاة كما امره الله استلزم ذلك العمل استلزم ذلك العمل بما يقدر عليه من الواجبات وترك جميع المحرمات كما قال على ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر. استلزم العمل وترك. اي نعم كما قال تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر اي ان هذه العبوديات الخمس التي ذكرت في الاية تعد جماع العبوديات. وجل القلب عند ذكر الله وزيادة الايمان بتلاوة القرآن وحسن التوكل على الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة. فهذه العبوديات العظيمة وجودها في العبد مثمر لوجود لوجودي سائر العبوديات. مثمر لوجود سائر العبوديات وانواع القربات الى الله سبحانه وتعالى. كما قال وهذه المقامات تقتضي كمال الايمان وحصول اعماله الباطن والظاهرة الباطنة والظاهرة فاذا استقام استقامت هذه الامور فالعبد كانت موجبا للصلاح في اعماله كلها. فاذا استقام قلبه استقام قلبه بهذه العبوديات القلبية الخوف وزيادة الايمان وحسن التوكل على الله كان ذلك كموجبا للصلاح اعماله وكذلك اذا وفق لهذين العملين الظاهرين الصلاة والزكاة الصلاة اعظم العبادات البدنية والزكاة اعظم من العبادات المالية فاذا وفق لهاتين العبوديتين كان ذلك موجبا لصلاحه. في سائر العبوديات لهذا خصت هذه الخمس وصفا المؤمنين الكمل كما يفيده قوله انما المؤمنون حقا وقوله في تمام السياق آآ انما المؤمنون وقوله في تمام السياق اولئك هم المؤمنون حقا نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا له الا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ام مولاها اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بين انا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احيتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادى كان ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم لم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا