نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. قصد المصنف رحمه الله تعالى بهذه الاية التنبيه على ان الامن من مكر الله من اعظم ذنوب وانه ينافي كمال التوحيد. كما ان القنوط من رحمة الله كذلك وذلك يرشد الى ان المؤمن يسير الى الله بين الخوف والرجاء. كما دل على ذلك الكتاب والسنة وارشد اليه سلف الامة نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما هنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الترجمة هي من مجموع ايتين. قول الله عز وجل افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. وقول الله عز وجل ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون من مجموع هاتين الايتين لان الترجمة معقودة لبيان بمقامين عظيمين من مقامي من مقامات العبودية. ومنازل السائرين الى رب العالمين جل وعلا وهما الخوف والرجاء. الرجاء في اه آآ آآ الرجاء لرحمة الله سبحانه وتعالى والخوف. من عذابه جل وعلا افامن مكر الله هذا يدل على الخوف. وقوله ومن يقنط من رحمة ربه هذا يدل على الرجاء. فمجموع هاتين تظهر الترجمة ومراد المصنف رحمه الله تعالى بهذا الباب. وان الواجب على المسلم ان تكون عبوديته لله سبحانه وتعالى قائمة على الرجاء والخوف يعبد الله تبارك وتعالى راجيا رحمته خائفا من عذابه. كما قال عز وجل اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا قال رحمه الله تعالى ومعنى الاية ان الله تبارك وتعالى لما ذكر حال اهل القرى المكذبين وصول بين ان الذي حملهم على ذلك هو الامن من مكر الله وعدم الخوف منه كما قال تعالى افأمن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون. اوامن اهل القرى ان ياتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون. افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. اي الهالكون وذلك انهم امنوا مكر الله لما استدرجهم بالسراء والنعم فاستبعدوا ان يكون ذلك مكرا. قال الحسن رحمه الله تعالى من وسع الله عليه فلم يرى انه يمكر به فلا رأي يا لهوي! وقال قتادة رحمه الله تعالى بغت القوم امر الله. بغت. بغت وما امر الله وما اخذ الله قوما قط الا عند سلوتهم واغرتهم ونعمتهم فلا تغتروا بالله الامن من مكر الله كبيرة من كبائر الذنوب وعظيمة من عظائم الاثام وهو اذا وجد في المرء تولدت عنه شرور كثيرة جدا ومعاصي متنوعة لان الامن من مكر الله سبحانه وتعالى وعقوبته جل جل وعلا لا يبالي فيما يرتكب من الذنوب وفيما يقع فيه من اثام لان ليس في قلبه خوف من العقوبة وانما الذي في قلبه امن فتجده من اساءة الى اساءة ومن معصية الى معصية ومن جرم الى جرم وهو امن. وهو امن من مكر الله سبحانه وربما اتته الغرة من كون الاموال تتكاثر في يده والنعم تتوانى عليه وتتعدد فيغتر بذلك فيزداد والعياذ بالله اثما وانغماسا في المعصية الجريمة عن طاعة الله سبحانه وتعالى وكل ذلك بسبب امنه من مكر الله بخلاف المؤمن المؤمن يطيع الله سبحانه وفي الوقت نفسه خائف من عقوبة الله. انظروا الفرق الشاسع. فالمؤمن يطيع الله ويواظب على طاعة الله ويجانب المعاصي والذنوب وهو في الوقت نفسه خائف. والذين يأتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اي خائفة من عذاب الله وعقوبة الله قال الحسن البصري رحمه الله تعالى اه ان المؤمن جمع بين احسان ان ومخافة. والمنافق جمع بين اساءة وامن. نعم. قال رحمه الله تعالى وفي اذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا وهو مقيم على معاصيه ما يحب فانما هو استدراج. رواه احمد وابن جرير وابن ابي حاتم وقال اسماعيل ابن رافع من الامن من مكر الله اقامة العبد على الذنب يتمنى على الله المغفرة. رواه ابن ابي حاتم وهذا هو تفسير المكر في قول بعض السلف يستدرجهم الله بالنعم اذا عصوه ويملي لهم ثم يأخذهم اخذ عزيز مقتدر وهذا هو معنى المكر والخديعة ونحو ذلك. ذكره ابن جرير بمعناه نعم يعني هذا مما فسر به جماعة من السلف المكر المضاف الى الله سبحانه وتعالى في غير ما اية ومنها افامنوا مكر الله ومنها ويمكرون ويمكر الله. ومثل المكر ايضا الكيد والخديعة وهو خادعهم. فجماعة من السلف فسروا ذلك التوسعة على الرجل في النعمة والمال والصحة والعطاء وغير ذلك مع اقامته على المعصية مع اقامته على المعصية يوسع عليه في المال والرزق والعطاء والصحة وما الى ذلك فهذه توسعة استدراج له استدراج له ولهذا جاء عن غير واحد من السلف تقرير هذا المعنى اذا رأيت الرجل يوسع عليه في النعمة وهو مقيم على المعصية ما احب اي ما احب من المعاصي ومن الذنوب ارتكبه ولم يبالي فانما هذا استدراج. نعم استدرج ويملي سبحانه للظالم لكنه لا يهمله. نعم. قال رحمه الله على قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. القنوط استبعاد الفرج واليأس منه وهو يقابل الامن من مكر الله. وكلاهما ذنب عظيم وتقدم ما فيه لمنافاته لكمال قيد وذكر المصنف رحمه الله تعالى هذه الاية مع التي القنوط استبعاد الفرج. قنوط استبعاد الفرج واليأس منه. ظد القنوط الرجاء. ظد القنوط. الرجاء هو فهم قانطون اي ليس في قلوبهم رجاء. القانط من لا من ليس في قلبه رجاء لرحمة الله ونواله وعطاه وعطائه سبحانه وتعالى. فالقنوط استبعاد الفرج واليأس منه. وانتفاء الرجاء من القلب انتفاء الرجاء من القلب وهو يقابل الامن من من مكر الله ويقابل امن من مكر الله وكلاهما ذنب عظيم. هناك ذنبان متقابلان قنوط الاب من والقنوط يكون بانتفاء الرجاء والذنب الاخر الامن من مكر الله. والامن يكون بذهاب الخوف. من القلب والمطلوب من المسلم ان يكون دائما جامعا بين الرجاء والخوف يرجو الرحمة ويخاف. العقوبة ان ذهب من قلبه الرجاء قنط من رحمة الله وهذي كبيرة. ان ذهب من قلب الخوف امن من مكر الله وهذه كبيرة. من ذهب القلب الى الخوف امن من مكر الله. وهذه كبيرة ولا يسلم من هاتين الا بتحقيق مقامي الرجاء والخوف. لا لا تتحقق السلامة من هاتين الكبيرتين الا بتحقيق مقامي الرجاء والخوف رجاء الرحمة وخوف العقوبة. والعلماء رحمهم الله يقولون ان كل عبادة يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها لا بد ان تكون قائمة على ثلاثة اركان. الحب والرجاء والخوف وهذه الثلاثة اركان لكل عبادة نعبد الله حبا له سبحانه ورجاء لثوابه وخوفا من عقاب نعم قال رحمه الله تعالى وذكر المصنف رحمه الله تعالى هذه الاية مع التي قبلها تنبيها على انه لا يجوز لمن خاف الله ان يقنط من رحمته بل يكون خائفا راجيا يخاف ذنوبه ويعمل بطاعة الله. ويرجو رحمته كما قال تعالى امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما. احذروا الاخرة ويرجو رحمة ربه. وقال الاه ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم. قول آآ السارح رحمه الله هذه الاية قال ذكر مصنف هذه الاية مع التي قبلها هذا فيه ان ترجمة تظهر من مجموع الايتين. الترجمة التي عناها وقصدها المصنف رحمه الله. تظهر مجموع الايتين اه افأمنوا مكر الله وقوله ومن يقنط من رحمة ربه. نعم. قال رحمه الله تعالى فالرجاء مع المعصية وترك الطاعة غرور من الشيطان ليوقع العبد في المخاوف. مع ترك الاسباب المنجية من المهالك بخلاف حال اهل الايمان الذين اخذوا باسباب النجاة خوفا من الله تعالى وهربا من عقابه وطمعا في المغفرة ورجاء لثوابه والمعنى ان ان الله تعالى حكى قول خليله ابراهيم عليه السلام لما بشرته الملائكة بابنه اسحاق قال ابشرتموني على ان مسني الكبر فبما تبشرون؟ لان العادة ان الرجل اذا كبر سنه وسن زوجته استبعد ان يولد له منها والله على كل شيء قدير. فقالت الملائكة بشرناك بالحق. اي الذي لا ريب فيه. فان الله اذا اراد شيئا فانما يقول له كن فيكون فلا تكن من القانطين اي من الايسين. فقال عليه السلام ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون فانه يعلم من قدرة الله ورحمته ما هو ابلغ من ذلك واعظم لكنه والله اعلم قال ذلك على لوجه التعجب قال ذلك اي قال ابشرتموني على ان مسني الكبر فبما تبشرون؟ يعني قال ذلك متعجبا لا مستبعدا لانه على علم ويقين بان الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير يعلم من قدرة الله وحكمته ما هو ابلغ من ذلك واعظم نعم. قال رحمه الله تعالى قوله الا الضالون قال بعضهم الا المخطئون طريق الصواب او الا الكافرون. كقوله انه لا ييأس من روح الله الا القوم قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر قال الشرك بالله واليأس من روح الله والامن من مكر الله. هذا الحديث رواه البزار وابن ابي حاتم من طريق شبيب ابن بشر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما ورجاله ثقات الا شبيب بن بشر فقال ابن معين ثقاه ولينه ابو حاتم وقال ابن كثير رحمه الله في اسناده نظر والاشبه ان يكون موقوفا. وقوله الشرك بالله هو اكبر الكبائر. قال ابن القيم رحمه الله تعالى قال الشرك بالله هضم للربوبية وتنقص للالهية وسوء ظن برب العالمين. هذا كلام عظيم جدا في بين قبح الشرك. ذكرها الامام ابن القيم رحمه الله تعالى. قال الشرك بالله هضم للربوبية واي هضم للربوبية؟ اشنع من ان يخلق الله سبحانه وتعالى العبد ثم يتوجه العبد الى غير خالقه ويلجأ الى غير موجده الى غير ربه الى غير سيده ومولاه الى غير من بيده الامر سبحانه وتعالى. وتنقص للالوهية. الالوهية التي هي التعبد لله سبحانه وتعالى. فالشرك تنقص الالوهية لان الالوهية الله عز وجل ليس لاحد فيها شركة لا اله الا الله لا معبود حق الا الله فلا يصرف شيء من اه التعبد الا لله سبحانه وتعالى. فمن صرف شيئا وان قل لغيره فهذا تنقص الالوهية وفيه سوء ظن برب العالمين. بل ان المشرك اسوء الناس ظنا بالله المشرك اسوأ الناس ظنا بالله المشركون هم الظانون بالله ظنوا السوء من سوء ظنهم بالله من سوء ظنهم بالله تبارك وتعالى قبحت اعمالهم وافعالهم. اصبح التجاء الواحد منهم اما الى شجرة واما الى حجر او غير ذلك وهذا كله من سوء ظن المشركين بالله رب العالمين. نعم. قال رحمه الله تعالى ولقد صدق ونصح كما قال تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. وقال تعالى ان الشرك لظلم عظيم ولهذا لا يغفره الله الا بالتوبة منه. قال ولقد صدق ونصح اي ابن القيم في هذا التعريف البليغ العظيم للشرك ثم استدل بذلك بعض الادلة كقوله تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ومعنى يعدلون اي غيره به. يعدلون اي غيره به. لان العدل هو التسوية. تسوية غير الله كقوله تعالى عن اهل النار تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين فعدل غير الله به اي تسوية غير الله به جل وعلا. نعم. قال رحمه الله تعالى قوله واليأس من روح الله اي قطع الرجاء والامل من الله فيما يخافه ويرجوه. وذلك اساءة ظن بالله وجهل به وبسعة وجوده ومغفرته. وقوله والامن من مكر الله اي من استدراجه للعبد. وسلبه ما اعطاه من الايمان ان نعوذ بالله من ذلك وذلك جهل بالله وبقدرته وثقة بالنفس وعجب بها. واعلم ان هذا الحديث لم يرد به الكبائر في الثلاث بل الكبائر كثيرة. وهذه الثلاث من اكبر الكبائر المذكورة في الكتاب والسنة. وضابطها ما قاله المحققون من كل ذنب ختمه الله بنار او لعنة او غضب او عذاب زاد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى او نفي الايمان قلت ومن برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم او قال ليس منا من فعل كذا وكذا. هذا الكلام عظيم جدا في ضابط الكبيرة. وربما لا تجده في موضع اخر مجموعة. هذا الجمع بما تعرف الكبيرة بما يعرف ان الامر معدود في كبائر الذنوب وعظائم الاثام المحققون من العلماء كما اشار الشارح قالوا كل ذنب ختمه الله دينار او لعنة. او غضب او عذاب. فالدليل على انه كبيرة لان التهديد بالنار او العذاب او لعن فاعله لا يكون الا في كبير صغائر صغائر الاثم لا يكون فيها مثل هذا الوعيد ومثل هذا التهديد بالنار او لعن صاحبه او بالعذاب او بغضب الله غضب الله عليهم لعنهم كل هذا لا يكون الا في امر كبير فاذا اذا وجدت في النص من من الكتاب او السنة تهديدا لفاعل لامر معين باللعن او او بالعذاب او بالنار او بغضب الله او سخط الله سبحانه وتعالى او مقت الله فهذا كله من الدلائل على ان هذا الامر من كبائر الذنوب زاد شيخ الاسلام او نفي الايمان مثل لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربه وهو مؤمن لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين مثل لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه لا ايمان لمن لا امانة له. والنصوص في هذا المعنى كثيرة. نفي ايمان لا يكون الا في ما هو كبير. والنصوص اه جاءت بنفي الايمان في مقامين اما فعل محرم او ترك واجب. اما فعل كرم او ترك واجب ففي هذين الامرين تأتي او يأتي في النصوص نفي الايمان يأتي نفي الايمان اما فعل ترك المستحب ترك المستحب او فعل المكروه لم يأتي في النصوص نفي الايمان عمن كان منه مثل ذلك. فنفي الايمان هذا من الادلة على ان الامر من كبائر الذنوب اظاف الشارح ومن برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء من الحالقة. والصالقة والشاقة. من برئ منه. هذه البراءة تدل على ان الامر كبير لان النبي وسلم لا يبرأ الا من مقارف لكبيرة وامر عظيم من عظائم الذنوب. فهذا ايضا من علامات لان الامر من من الكبائر. ايظا ما قيل فيه ليس منا. ليس منا مثل من غشنا فليس منا ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية اذا جاء في النص ليس منا فهذا من علامات ان الامر من الكبائر. فهذا ظابط جامع في تعرف به الكبيرة؟ نعم. قال رحمه الله تعالى وعن ابن عباس رضي الله عنهما هي الى سبعمائة اقرب منها الى سبع غير انه لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار. قال الى السبع مئة اقرب منها اين سبع؟ لانه جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال اجتنبوا السبع الموبقات فظن البعظ ان ان الحديث حاصر للكبائر في هذه السبع. وان السبع لا وان الكبائر لا تتجاوز هذه السبع المذكورة في الحديث. يقول ابن عباس هي الى السبعين اقرب. هي الى سبعين اقرب وفي بعض الروايات الى السبعمائة اقرب. الى السبعمائة اقرب. اشارة منا رضي الله عنه الى كثرة الكبائر. حتى قوله الى السبعين ليس على وجه الحصر في هذا العدد وانما المراد ان الكبائر كثيرة ان الكبائر كثيرة. نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال اكبر الكبائر الاشراك بالله والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله هو اليأس من روح الله؟ رواه عبدالرزاق؟ ورواه ابن جرير باسانيد صحاح عن ابن مسعود رضي الله عنه. وقوله اكبر الكبائر الاشراك بالله اي في ربوبيته او عبادته. وهذا بالاجماع قوله والقنوط من رحمة الله. قال ابو السعادات هو اشد اليأس وفيه التنبيه على الجمع بين الرجاء والخوف قوله والقنوط من رحمة الله لان الاثر فيه والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله. القنوط من رحمة الله اليأس من روح الله. وقد مر معنا فيما ساقه المصنف قول الله تعالى ومن يقنط من رحمة ربه اه الا الضالون. وايضا تقدم انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. فالفرق بين القنوط واليأس ان القنوط اشد اليأس. ان القنوط اشد اليأس نعم. قال رحمه الله تعالى وفيه التنبيه على الجمع بين الرجاء والخوف فاذا خاف فلا يقنط ولا ييأس بل يرجو رحمة الله. وكان السلف يستحبون ان يقوى في الصحة وكان السلف يستحبون ان يقرأ وفيه التنبيه على الجمع بين الرجاء والخوف وهذا هو المقصود بالترجمة مقصود ان ان يجمع العبد بين الرجاء والخوف. وان العبد الواجب عليه اذا خاف اذا اذا خاف الا يقنط. ولا ييأس من رحمة الله بل يخاف العذاب ويرجو الرحمة يجمع بينهما يكون خائفا من عذاب الله راجيا رحمة الله سبحانه وتعالى لانه اذا خاف خوفا لا رجاء معه اوصله هذا الخوف الى الوقوع في كبيرة الانوط من رحمة الله وكذلك العكس اذا رجا رجاء لا خوف معه امن من مكر الله نعم. قال رحمه الله تعالى وكان السلف يستحبون ان يقوى في صحة الخوف وفي المرض الرجاء هذه طريقة ابي سليمان الداراني وغيره. قال وينبغي للقلب ان يكون الغالب عليه الخوف فاذا غلب الرجاء الخوف فسد القلب قال تعالى الاصل الاصل ان يكون الخوف والرجاء بتوازن. شبه اه جناحي الطائر جناحي الطائر. فالطائر له روح جناحان وبهما وبها يستتم طيرانه والمحبة بمثابة الروح والجناحان بمثابة الرجاء والخوف مثابة الرجاء والخوف. فالاصل ان يكون الخوف والرجاء يسير السائر بهما بتوازن زن راجيا خائفا لكن تأتي مقامات يحتاج ان ان يغلب احد الامرين على الاخر مثل ما مر معنا ينبغي للقلب ان يكون اه اه ينبغي للقلب ان يكون الغالب عليه الخوف فاذا غلب الرجاء الخوف القلب. هذا في حال النشاط والصحة ومثلا توافر المعاصي في في البلد او في المنطقة او الذنوب كثرة الملهيات ينبغي ان يقوي جانب الخوف من الله سبحانه وتعالى لانه لو قوى الرجاء واضعف وفي مثل هذه الحالات امن من مكر الله واستمرأ والعياذ بالله المعاصي والذنوب ففي مثل هذه الحالة يحتاج الى ان في قلبه الخوف وان يذكر نفسه بنصوص الوعيد والتهديد والتخويف والعقوبات حتى يرتدع عن هذه المعاصي في حال ضعفه ومرظه وهن قواه يغلب الرجاء يغلب الرجاء والاصل ان يكون الخوف والرجاء بتوازن لكن قد تكون هناك حالات يغلى في احدهما على الاخر نعم. قال رحمه الله تعالى قال تعالى ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير قال تعالى يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار. وقال تعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون. وقال تعالى امن هو قانت اناء ايلي ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. قدم الحذر على الرجاء في هذه الاية. هذه الايات التي ساقها رحمه الله تعالى كلها في وصف المؤمنين الكمل في خوف من الله وخشيتهم من عذاب الله وعقوبة الله مع حسن اقبالهم على الله طاعة وتعبدا آآ قياما العبودية لله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علم وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله ليس منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا