نعم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله قال الامام احمد رحمه الله تعالى ذكر الله الصبر في تسعين موضعا من كتابه. وفي الحديث الصحيح الصبر ضياء رواه احمد ومسلم وللبخاري ومسلم مرفوعا ما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر قال عمر رضي الله عنه وجدنا خير عيشنا بالصبر رواه البخاري وقال علي رضي الله عنه ان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ثم رفع صوته فقال الا انه لا مان لمن لا صبر له واشتقاقه من صبر اذا حبس ومنع والصبر حبس النفس عن الجزع وحبس اللسان عن التشكي والتسخط والجوارح عن لطم دود وشق الجيوب ونحوهما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هذه الترجمة باب من الايمان بالله الصبر على اقدار الله. عقدها رحمه الله لبيان مكانة الصبر. وعظيم منزلته. وانه عبودية عبودية من عبوديات القلب يفتقر كل عبد اليها في جميع اعمال الدين من فعل للطاعة او ترك للمعصية او حبس للنفس عما يسخط الله تبارك وتعالى عند حصول الاقدار المؤلمة للعبد فالعبد لا غناء له عن الصبر في جميع مقامات الدين وجميع تقلبات العبد واحواله فهم من العبوديات المصاحبة للعبد المؤمن الملازمة له. في طاعته وتركه للمناهي المحرمات مصاحب له في ذلك كله. من لا صبر له لا قدرة له على قيام بطاعة. ومن لا الصبر له لا قدرة له على ترك معصية فالصبر معونة للعبد معونة للعبد على فعل الطاعات وترك المنهيات يستعين به استعينوا بالصبر والصلاة يستعينوا به على ذلك. من فقد الصبر فقد الخير فقد المعونة على الخير واذا فقد المعونة على الخير فقد الخير. ولهذا من اعظم المقامات مقامات الدين مقامات الصبر والعبد يحتاج اليه حاجة عظيمة في اعماله كلها. ولهذا جاء في الحديث ان الصبر ضياء. ومعنى ضياء اي نور له. في طريقه. في اعماله بتعبداته في بعده عما يسخط ربه تبارك وتعالى الصبر ضياء مؤمن يضيء قلبه فيكون بهذا الصبر الذي تحلى به مستضيئا ضياء الايمان فالصبر من الايمان بل مكانته من الايمان كما جاء عن علي رضي الله عنه منزلة الرأس في الجسد كيف شأن رأس كيف شأن جسد نزع منه رأسه كيف يكون قوام جسد نزع منه رأسه؟ وهذا مما يبين لنا مكانة الصبر في تحقيق القوام للدين. والاستقامة على طاعة رب العالمين جل في علاه وفي الحديث مرفوعا ما اعطي احد عطاء خيرا واوسع من الصبر. وهذه السعة التي كونوا في الصبر عندما يمن على العبد به تراها في اعماله كلها لانه بهذا الصبر اقام الصلاة واتى الزكاة وصام آآ ما امره الله سبحانه وتعالى بصيامه وتجنب الحرام وابتعد عن الاثام وتحلى بالاخلاق. وآآ الفاضلة وتجنب سيئها ورذيلها كل ذلك انما يتحقق للعبد اذا كان متحليا بالصبر. حتى العلم وتحصيله والعناية به كل ذلك لا يكون الا بالصبر. ومن لا صبر عنده لا قدرة له على القيام بهذه الاعمال ولهذا فان الصبر من اوسع العطاء واعظمه. لان لانه هو باب باب العطاء الذي آآ يدخل اليه منه ويتوصل اليه من خلاله فمن رزق الصبر رزق الخير. نعم قال رحمه الله تعالى واعلم ان الصبر ثلاثة اقسام. واعلم ان الصبر ثلاثة اقسام. صبر على ما امر الله به وصبر ما نهى عما نهى الله عنه وصبر على ما قدره الله من المصائب. الصبر في اصل معناه حبس النفس و منعها حبس النفس ومنعها. وهذا الحبس والمنع للنفس مطلوب في ثلاثة احوال في الطاعات والمعاصي والاقدار ما يقدره الله سبحانه وتعالى على العبد من المصائب فيحتاج الى الصبر في الطاعة بان يحبس نفسه على فعلها والزم نفسه بفعلها. اداء لها باركانها وشروطها في اوقاتها متمما ومكملا لها وكل ذلك يحتاج من العبد الى صبر كيف تؤدى العبادة في وقتها؟ وكيف تكمل وتتمم؟ ويعتنى بشروطها واركانها ومكملاتها الا بالصبر ومن لا صبر عنده اما ان يترك العبادة واما ان يأتي بها اتيانا فعلى وجه الاخلال بها. والتضييع بما لا تكون مقبولة به. او لا يكون له الاجر عليها او يكون الاجر له عليها ظعيفا وقليلا. فالصبر هو الذي يعين العبد على تتميم على القيام بالطاعات وتتميمها وتكميلها. ويحتاج الى الصبر في البعد عن المعاصي فالبعد عن المعاصي وترك الذنوب فمن لا صبر عنده لا يستطيع ان يحبس نفسه عن معصية. نهاه الله تبارك وتعالى عنها. لكن من عنده صبر قد اه تتهيأ له المعصية يتمكن من فعلها لكنه لا يفعلها لما جمله الله سبحانه وتعالى به من صبر عن المعاصي فالصبر اذا عدي بعلى فهو في الطاعات واذا عدي بعن فهو المعاصي الصبر اذا عدي بعلى فهو في الطاعات. واذا عدي بعن فهو في المعاصي. صبر على الطاعات وصبر عن المعاصي والخطيئات. نعم قال المصنف رحمه الله تعالى واما واما الصبر على الاقدار والمصائب فلان النفس قد تميل الى الجزع والتسخط والتشكي وهذا مقام يحتاج الى صبر ولهذا قال الله سبحانه وتعالى عندما ذكر انواع الابتلاءات التي يبتلي بها عبده قال وبشر الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم واول الاية ما اصاب من مصيبة الا باذن الله اي بمشيئته وارادته وحكمته. كما قال في الاية الاخرى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير. وقال تعالى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. قوله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الا باذن الله اي بامر الله يعني عن قدره ومشيئته. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه اي من اصابته مصيبة فعلم انها بقضاء الله وقدره فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله هدى الله قلبه وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه ويقينا صادقا. وقد يخلف الله عليه في الدنيا ما كان اخذه منه او خيرا منه وقوله والله بكل شيء عليم. تنبيه على ان ذلك انما يصدر عن علمه المتضمن لحكمته. وذلك يوجب الصبر والرضا قول الله عز وجل ومن يؤمن بالله يهدي قلبه والله بكل شيء عليم اول الاية ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. فقوله ومن يؤمن بالله هذا مقام من مقامات الايمان بالمصائب بدلالة السياق لان قالوا ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهد قلبه ومن يؤمن بالله يهدي قلبه يؤمن بالله انه جل في علاه هو المدبر وان الامور كلها بيده وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وان ما اصاب العبد مما قد قدره الله تبارك وتعالى وكتبه عليه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. هذا الايمان ايمان العبد بالله تبارك وتعالى هو الهداية الى القلوب في المصائب ولهذا اذا وجد هذا الايمان في القلب وجد الصبر ووجد ما هو اعظم منها الرضا ووجد ايضا ما هو اعظم واعظم الشكر بحسب بحسب هذا الايمان كلما قوي ايمان العبد قويت مقامات العبد عند حلول المصاب. قال ومن يؤمن بالله يهدي قلبه الايمان هو هداية القلوب. هدايتها الى الثبات. هدايتها الى الصبر. هدايتها الى الرضا بما قدر الله سبحانه وتعالى هداته الى الشكر هدايتها الى كل مقام رفيع ومنزلة علية قال ومن يؤمن بالله يهدي قلبه والله بكل شيء عليم والله وبكل شيء عليم اي ان ما يقع من امور واقدار امور قدرها الله بعلمه ووقعت عن حكمة منه تبارك وتعالى وواجب العبد في هذا المقام ان يؤمن بالله وان الامور انما هي بقدر الله وقضائه سبحانه وتعالى. قال ومن يؤمن بالله يهدي قلبه اورد رحمه الله في ما ذكره نظيرا لهذه الاية قول الله جل وعلا وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. سيأتي قريبا عن بعض السلف انه قال ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ان يسترجع. يؤمن بالله قال ان يسترجع يقول انا لله وانا اليه راجعون. وهذي حقيقة فايدة ثمينة جدا لان الاسترجاع انا لله وانا اليه راجعون. كلمة اه كلمة ايمان الاسترجاع انا لله وانا اليه راجعون كلمة كلمة ايمان يقولها العبد مطلوب من العبد ان يقولها عند المصاب بل يبادر الى قولها عند المصاب لتكون هذه الكلمة معونة له على تحقيق هذا المطلب الذي دلت عليه الاية ومن يؤمن بالله وليعلم ان الاذكار الشرعية المأثورة عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم كلها من شأنها تعميق الايمان وتجديد التوحيد والتمكين له في القلب ليست الفاظا لا معنى لها. وكلمات لا مدلول لها. بل هي الفاظ دالة على اجل المعاني ايوا افضل المطالب واعظم المقاصد فاذا قالها العبد اذا قال الاذكار العبد في مقامها المطلوب ان يقولها فيه فانها تجدد ايمانه وتقوي صلته بربه سبحانه فقول المصاب انا لله وانا اليه راجعون هذه كلمة ايمان كلمة ايمان بالله انا لله اي انا اليه عبد. انا له عبد وانا اليه راجعون اي انا اليه راجع امري بيده يقضي في بما يشاء. ويحكم بما يريد. ما قضاه كائن ولا بد لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ولا قابض لما بسط ولا باسط لما قبض الامر بيده جل في علاه انا لله وانا اليه راجعون. نحن عبيد لله يتصرف فينا كيف شاء يدبر امرنا كيف شاء يحيي ويميت يعز ويذل يقبض يبسط يعطي ويمنع يخفض ويرفع الامر امر والقضاء قضاؤه سبحانه وتعالى لا معقب لحكمه. انا لله وانا اليه راجعون. اي مردنا ومآلنا هنا الى الله ويوم الرجع الى الله يجزى المسيء باساءته والاحسان باحسانه فهذا هذه الكلمة انا لله وانا اليه راجعون هي كلمة ايمان وهي اعظم سلوان للمصاب في مصابه اعظم ما يصلي المصاب ان يقول هذه الكلمة انا لله وانا اليه راجعون مستحظرا ما دلت عليه من اه ايمان ايمان بالله وبقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره وان كل ان الامور كلها بيده جل في علاه. نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى اه قال علقمة هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. هذا تفسير عظيم من هذا الامام الجليل علقمة النخعي رحمه الله تعالى آآ يقول هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله يعني معنى قوله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. معنى يؤمن بالله ان يعلم ان ما اصاب من عند الله اي بقضاء الله وقدره فهذا العلم وهذا الايمان بان ما اصابه انما هو بقدر الله العبد صبرا على ما قدره الله. يثمر في العبد صبرا وتسليما ورضا لان ما اصاب العبد لم يكن ليخطئه. امر مقدر فماذا ينفع تسخط او جزع او او عدم الرضا او غير ذلك ماذا يفيد العبد؟ من يؤمن بالله يهدي قلبه قال هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله من عند الله اي بقضاء الله. وقدره سبحانه وتعالى. فيرضى ويسلم هنا قوله فيرضى ويسلم هذا ثمرة الايمان. هذا ثمرة الايمان وثمرة قوة الايمان بالله سبحانه وتعالى. فاذا وجد هذا الايمان وجد الرضا والتسليم نعم. قال رحمه الله تعالى وقوله يرضى سلم هذا من هدايات الايمان التي اليها الاشارة في الاية ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. يهدي قلبه يهدي للرضا يهديه للتسليم يهديه الصبر يهديه لما هو اعلى ايضا من ذلك وهو الشكر نعم. قال رحمه الله تعالى هذا الاثر رواه ابن جرير وابن ابي حاتم وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه. وعلقمته وابن قيس بن عبدالله النخاعي. الكوفي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسمع من ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وابن مسعود وعائشة وغيرهم رضي الله عنهم هو من كبار التابعين وعلمائهم وثقاتهم مات بعد الستين. قوله هو الرجل تصيبه المصيبة الى اخره. هذا رواه الاعمش عن ابي ظبيان قال كنا عند علقمة فقرأ عليه هذه الاية ومن يؤمن بالله يهدي قلبه فقال هو الرجل تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. هذا السياق ابن جرير. وفي هذا دليل على ان الاعمال من مسمى الايمان قال رحمه الله وفي هذا دليل على ان الاعمال من مسمى الايمان وهذا الذي صدر به المؤلف رحمه الله تعالى الترجمة قال من الايمان بالله الصبر على اقدار الله فالصبر عمل وهو من اعمال القلوب الصبر عمل وهو من اعمال القلوب وهو داخل في الايمان. دلت الاية على دخوله في الايمان ومن يؤمن بالله يهدي قلبه ومن يؤمن بالله يهدي قلبه فالصبر عمل من اعمال القلوب وداخل في مسمى الايمان. فالاية دليل على دخول الاعمال ومنها اعمال القلوب في مسمى الايمان. ومن الادلة على دخول اعمال القلوب في مسمى الايمان قول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث الايمان الجامع المعروف بحديث الشعب قال عليه الصلاة والسلام ام الايمان بضع وسبعون شعبة؟ اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء لعبة من شعب الايمان. والحياة من اعمال القلوب. وعده النبي عليه الصلاة والسلام في جملة شعب الايمان وخصاله نعم. قال رحمه الله تعالى قال سعيد بن جبير في قوله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه يعني يسترجع يقول انا لله وانا اليه راجعون. قال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى ومن يؤمن بالله لقلبه يعني يسترجع. يعني يسترجع هذا من فقه السلف رحمهم الله. وحسن فهمهم لكلام الله تبارك وتعالى لان كلمة آآ انا لله وانا اليه راجعون هذه الكلمة كلمة الاسترجاع والتي يشرع المسلم ان يقولها عند المصاب وبشر الصابرين وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله لله وانا اليه راجعون هذي كلمة ايمان. فقولها عند المصيبة فيه تعميق للايمان وتجديد له في القلب حتى يسلو القلب. ويذهب عنه كل ما يسخط الرب من تشكي او جزع او غير ذلك من الاعمال التي تسخط الله سبحانه وتعالى وتضر العبد ولا تنفعه. فاذا قال انا لله وانا اليه راجعون بادر وسارع الى هذه الكلمة ازاح بهذه الكلمة وهو يقولها مستحظرا معناها ازاح عن قلبه الامور التي تدفعها الى القلب النفس الامارة بالسوء او الشيطان والعياذ بالله. فتنزاع هذه كلها اذا بادر الى الاسترجاع وهو مستحظرا معنا هذه الكلمة العظيمة فهي كلمة ايمان قال ومن يؤمن بالله لا يهدي قلبه قال يعني يسترجع. يعني يسترجع يقول انا لله وانا اليه راجعون. نعم قال رحمه الله تعالى وفي هذه الاية بيان بيان ان الصبر سبب لهداية القلب. وانها من ثواب الصابرين. قال في الاية بيان ان الصبر سبب لهداية القلب لان قوله ومن يؤمن بالله يعني يؤمن بان الامور بقضاء الله فيتحلى بالصبر يهدي قلبه. فالصبر سبب لهداية القلب. نعم الصبر سبب لهداية القلب ليس فقط في بل في كل ابواب الدين كما تقدم. انما يهدى العبد في الطاعات محافظة عليها وعناية بها عليها بالصبر. وانما يهدى العبد في باب اجتناب المعاصي وترك الذنوب والبعد عن الاثام بالصبر فالصبر اذا وجد بمن الله وكرمه في قلب العبد كان هداية لقلبه. فعلا للطاعات وتركا للاثام والخطيئات ومجانبا ومجانبة التسخط الجزع عند البلايا والمصيبات نعم. قال المصنف رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم عن ابي قال قال رحمه الله تعالى وانها من ثواب الصبر. وانها الضمير في وانها عائد الى الهداية وانها من ثواب الصبر لان في الاية قال ومن ومن يؤمن بالله اي يصبر يعني يصبر هذا هذا هو من ايمانه بالله الصبر على اقدار الله من ثواب اه من ثواب اه هذا الصبر هداية القلوب وانها اي الهداية هداية القلب من ثواب الصابر نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثنتان في الناس هما بهم كفر. الطعن في النسب والنياحة على الميت. ايهما بالناس كفر حيث كانتا من اعمال الجاهلية وهما قائمتان بالناس ولا يسلم منهما الا من سلمه الله تعالى ورزقه علما وايمانا يستضيء به ليس من مقام ليس لكن ليس من قام به شعبة من شعب الكفر يصير كافرا الكفر المطلق. كما انه ليس من قام به شعبة من شعب الايمان يصير مؤمنا الايمان المطلق. وفرق بين الكفر المعرف باللام كما في قوله ليس بين العبد وبين الكفر والشرك الا ترك الصلاة وبين كفر منكر في الاثبات. قوله عليه الصلاة والسلام اثنتان في اسهما بهم كفر. هذا اخبار على وجه التحذير والانذار. يخبر عليه الصلاة والسلام عن امر مقدر كائن ولا بد في الامة امة محمد. فهي في الناس باقية. وخصال في ناس مستمرة واقعة ولابد هذا اخبار عن امر قدره الله كون وقدرا وهو يتضمن في الوقت نفسه تحذير من ذلك التحذير من ذلك نظيرهما ما تقدم من قول النبي صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم ايضا هذا على وجه التحذير. اخبار على وجه التحذير والانذار. فهذا امر كائن في الامة لابد فاحذروا يا عباد الله هذا هو المعنى احذروا ذلك كونوا من ذلك على حذر هو واقع واقع في الناس فاحذروا الا تكونوا من هؤلاء. الذين تقع فيهم او تكون منهم هذه الخصال. اثنتان في الناس هما بهم كفر. هما بهم كفر. ونعت هاتين الخصلتين انما كفر اي دون الكفر الاكبر. دون الكفر الاكبر الناقل من الملة. وانما كانتا كفرا لانها من خصال الكفر وشعبه. وليس كل من قام فيه شعبة من شعب الكفر يكون كافرا الكفر الاكبر الناقل من ملة. كما انه ليس كل من قامت فيه شعبة من شعب النفاق كان منافقا. النفاق الاكبر المخرج الملة رأيتم قول النبي عليه الصلاة والسلام ثلاث آآ اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان. فمن وقع في هذه الخصال التي هي من خصال النفاق وشعبه من وقع في خصلة منها او خصلتين او نحو ذلك لا يكون بذلك منافقا خالصا مستحقا الدرك الاسفل من النار. كما هو شأن المنافقين الخلص. وانما يكون فيه شعب شعبة من شعب النفاق. وله من العقوبة بحسب ما قام به من هذه الشعب شعب النفاق وشعب الكفر فقوله اثنتان في الناس هما بهم اي ان ان هذه الخصال من شعب الكفر. ومن خصال الكافرين ليست من اعمال الايمان. هي من فروع الكفر ليست من فروع الايمان ما خصال الكفر؟ قال اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في بالنسب والنياحة على الميت. نعم. قال رحمه الله تعالى قوله الطعن في النسب اي عيبه ويدخل فيه ان يقال هذا ليس ابن فلان مع ثبوت نسبه شرعا. نعم الطعن في النسب اي في انساب الناس يشكك فيها ويقدح ويعيب وينتقد ويسيء الى الناس في اه انسابهم ويتهكم ويتعالى على الناس فهذا من شعب الكفر هذا العمل من شعب الكفر ومن خصال الجاهلية التي جاء الاسلام بابطالها نعم قال رحمه الله تعالى وقوله والنياحة على الميت اي رفع الصوت بالندب وتعداد فضائل الميت لما فيه من التسخط على القدر منافي للصبر كقول النائحة وعضداه وناصراه ونحو ذلك. وفيه دليل على ان الصبر واجب وان من الكفر ما لا ينقل وعن الملة قال رحمه الله النياح على الميت رفع الصوت بالندب وتعداد فضائل الميت لما فيه من التسخط على اقدار الله المنافي للصبر. والواجب في المصيبة ان يصبر المرء. ان ان يصبر المرء وان يسترجع كما تقدم وان يؤمن بالله وبقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره حتى لا يقع في خصال الجاهلية. والقلب لابد له من شيء يكون منه عند المصيبة. فان لم يشغل بالايمان اشتغل بالجاهلية. وهذا قيدوه. القلب لابد له من شيء يشتغل به عند المصيبة لابد مصيبة ليست امرا هينا. المصيبة ليست امرا هينا. المصيبة امرها عظيم جدا. من فقد ولد او خسارة مال او حصول كرب او غير ذلك المصيبة ليست هينة تزعزع القلب فان لم يشغل القلب مباشرة بالايمان بالله اشتغل بالجاهلية. اشتغل مباشرة بالجاهلية. فلابد ان يبادر المرء في اول ما تقع المصيبة الى الايمان وان يسارع الى الايمان وان يبادر الى الاسترجاع لانه ان لم يشتغل بهذا انشغل القلب بالجاهلية. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث انما الصبر عند الصدمة الاولى يعني لابد من المبادرة لا بد من المسارعة وهذا مقام مقام علي جدا من مقامات الدين ان المؤمن عند المصيبة مباشرة يسارع الى الايمان بالله فيهدى قلبه بمن الله سبحانه وتعالى فضله جل في علاه لابد من شغل القلب مباشرة الايمان بالله ليكون له السلوان هذا الايمان وليكون له ايظا عوظ الخير في الدنيا والاخرة. يكون له عوظ الخير في الدنيا والاخرة تمام وفي الحديث اذا اذا قبضت الملائكة ولد العبد المؤمن قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي؟ قالوا نعم. فيقول اقبضتم فلذة كبده؟ فيقولون نعم. فيقول الله ماذا قال عبدي ماذا قال عبدي؟ فتقول الملائكة حمدك واسترجع. حمدك واسترجع. فيقول الله سبحانه وتعالى ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد. هذا مقام مقام عظيم جدا من مقامات الدين لا يوفق له الا من هدى الله سبحانه وتعالى قلبه للايمان. ولهذا يحتاج المرء عند المصيبة ان يسارع ويبادر الى الايمان وان يسارع الى الاسترجاع وان يكون اول كلمة تجري على لسانه عندما يصاب بالمصيبة انا لله وانا اليه راجعون. وقول الشارح رحمه الله وفيه دليل على ان الصبر واجب. نعم واجب الصبر على المصيبة واجب. ومن ترك هذا الواجب اثم وعرض نفسه للعقوبة. لان من ان يصبر انتقل الى مقامات الجاهلية. من لم يصبر عند المصيبة انتقل الى مقامات الجاهلية. من تسخط وجزع لطما للخدود وشق للجيوب الى غير ذلك من اعمال الجاهلية فالصبر واجب ومن لم يصبر عند المصيبة يكون اثما للعقوبة بتركه لهذا الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى عليه عند المصاب. قال وان وان من الكفر دل الحديث ان من الكفر ما لا ينقل من الملة. وان من الكفر ما لا ينقل من الملة اولا قوله الدليل على ان الصبر واجب لان النبي صلى الله عليه وسلم سمى تركه بفعل النياحة وما الى ذلك كفرا تسمية هذا الذي يضاد الكفر كفرا دليل على ان اه الاتيان بالصبر واجب حتى يسلم من هذا هذه الاعمال الجاهلية الموصوفة بانها كفر وانها من اعمال الجاهلية قال فيه دليل على ان الصبر واجب وان من الكفر ما لا ينقل من الملة وان من الكفر ما لا ينقل من الملة مثل الطعن في النسب و النياحة على الميت. وهذه من اه شعب الكفر. وخصاله. ومن قام فيهم اه شعبة من شعب الكفر كالمذكورة في هذا الحديث وغيره لا يكون بها كافرا. من قام فيه شعبة من شعب الكفر. التي هي كفر دون الكفر الاكبر اما من قام فيه الكفر الاكبر انتقل بذلك من ملة الاسلام لكن من قام فيه شعبة من شعب الكفر التي يدون الكفر الاكبر لا يكون ذلك ناقلا عن الملة. بقي في الباب بقية مستكمل ان شاء الله في لقاء آآ الغد باذن الله عز وجل نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا بما علمنا وان زيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا يا رب العالمين اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا ما في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا