الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى ولهما عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية هذا من نصوص الوعيد وقد جاء عن سفيان الثوري واحمد واحمد كراهة تأويلها ليكون اوقع في النفوس وابلغ في وهو يدل على ان ذلك ينافي كمال الايمان الواجب. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هذا الحديث ساقه المصنف رحمه الله تعالى في هذا الباب باب من الايمان بالله الصبر على اقدام الله في بيان ان الصبر على الاقدار المؤلمة من واجبات الدين المتحتمة. واموره تعينها اللازمة وان الواجب على المسلم اذا ابتلي بشدة او مصيبة او نازلة ان يتلقى ذلك بالصبر ان يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وانما او لم يكن ليصيبه يعلم انها من عند الله فيرضى ويسلم. هذا هو الواجب على المسلم تجاه اقدار الله تبارك وتعالى. وهذا الحديث فيه امور من اعمال الجاهلية. وتصرفات الجاهلية. تجاه الاقدار كلطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية. وهذا كله يتنافى مع الصبر الواجب هذا كله يتنافى مع الصبر الواجب على المسلم تجاه اقدار الله تبارك وتعالى وقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ليس منا دليل على ان هذه الاعمال من كبائر الذنوب. دليل على ان هذه الاعمال من كبائر الذنوب. وقد مر معنا قريبا عند الشارح رحمه الله تعالى بما تعرف الكبيرة. وذكر كلاما لاهل العلم بما تعرف الكبيرة ومن ذلكم ان يقال في العمل المنهي عنه ليس منا فان اه وكذلك براءة النبي صلى الله عليه وسلم من فاعلة وكذلك نفي الايمان عن هذه كلها من العلامات على ان الامر من الكبائر نعم. قال رحمه الله تعالى قوله من ضرب من ضرب الخدود قال الحافظ خص الخد لكونه الغالب والا فضرب بقية الوجه مثله. قوله وشق الجيوب هو الذي يدخل فيه الرأس من الثوب يدخل هو الذي يدخل فيه الرأس من الثوب وذلك من عادة اهل الجاهلية حزنا على الميت يعني كان من عادة الجاهلية مثل هذه التصرفات. ما عادت الجاهلية مثل هذه التصرفات لطم الخدود وتمزيق الشعر وشق الجيوب والجيب هو الفتحة التي يدخل فيها الرأس من الثوب فيمسك بيد طرفا وباليد الاخر الطرف الاخر ثم يجعل الثوب قطعتين وهذه كلها جاهلية كلها اعمال جاهلية تتنافى مع الصبر الواجب نعم. قال رحمه الله تعالى وقوله ودعا بدعوى الجاهلية قال شيخ الاسلام رحمه الله هو ندب الميت وقال غيره هو الدعاء بالويل ثغور وقال ابن القيم رحمه الله تعالى يذهب الميت ندب الميت والدعاء بالويل الثوم والثبور والتسخط والجزع واظهار عدم الرظا هذا هذا كله من اه الدعوة الجاهلية كل من دعوى الجاهلية. نعم. قال رحمه الله تعالى وقال ابن القيم رحمه الله تعالى آآ الدعاء بدعوى الجاهلية كالدعاء الى القبائل والعصبية. ومثله التعصب الى المذاهب والطوائف والمشايخ. وتفضيل بعض على بعض يدعو الى ذلك ويوالي عليه ويعادي. فكل هذا من دعوى الجاهلية. نعم يعني حديث ابن القيم رحمه الله تعالى عن دعوى الجاهلية من حيث العموم. السياق فيما يتعلق بدعوة والجاهلين من حيث المصاب وما يكون آآ عند المصاب. وكلام ابن القيم رحمه الله تعالى كلام عظيم جدا في تفسير دعوة الجاهلية قال رحمه الله كالدعاء بالقبائل والعصبية كالدعاء بالقبائل يعني كل ينتصر لقبيلته ويعتزي اليها ويتعالى على الناس ويتكبر بها. يثير بين الناس ما فعليه العداوة بناء على انتساب القبيلة وانها خير من كذا وافضل من كذا على وجه التعصب والحمية الجاهلية. ومثله ايضا التعصب الى ان مذاهب ومثله التعصب الى المذاهب لان هذا التعصب يورث التمزق والفرقة والشقاق ولا يأتي بخير وايضا يورث عدم التقبل للحق ولهذا ترى من يتعصب المذهب او لمذهب من المذاهب او رأي من الاراء تعرض عليه الاحاديث الصحاح النصوص البينة الصريحة فلا يقبلها لا لشيء الا لما قام في قلبه من تعصب المذهب مثل التعصب للطوائف هذه الانتماءات الحزبية الباطلة التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان يوالى عليها ويعادى ويحب فيها ويبغض. هذا كله من اعمال الجاهلية. هذا كله من اعمال الجاهلية ليس من الدين في شيء ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء. هذا كله من الباطل الذي ما انزل الله تبارك وتعالى به من سلطان. مثله كذلك التعصب للمشايخ ينصب بعض الناس لانفسهم شيخا عليه يوالون ويعادون وفيه يحبون ويبغضون. هذا كله ومن الجاهلية هذا كله من الجاهلية. قال وتفضيل بعض على بعض يدعو الى ذلك ويدعو الى ذلك ويوالي عليه ويعادي فكل هذا من دعوى الجاهلية يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله عليه في كما في مجموع فتاواه يقول ليس لاحد ان ينتسب الى شيخ يوالي على متابعته ويعادي على ذلك بل عليه ان يوالي كل من كان من اهل الايمان. ومن عرف منه التقوى من جميع الشيوخ وغيرهم. ولا يختص احدا بمزيد موالاة الا اذا ظهر له مزيد ايمانه وتقواه. الا اذا ظهر له مزيد ايمانه وتقواه. وهذا هو الحق والقوام في باب الموالاة والمعاداة والبغض ولما اتخذ الناس طرائق في هذه الموالاة والمعاداة والمحبة والبغض تفرقوا وتمزقوا وتعادوا وتباغضوا انتشرت بين هم الشحنة والبغضاء وهذا من تركهم معاني الاسلام العظيمة ومقاصده الجليلة واشتغالهم بدعوى الجاهلية واشتغالهم بدعوى الجاهلية من حيث يشعرون او من حيث لا يشعرون نعم. قال رحمه الله تعالى وعند ابن ماجة وصححه ابن حبان عن ابي امامة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الخامسة وجهها والشاقة جيبها. والداعية بالويل والثبور. نعم هذا مثل ما قبله من اعمال الجاهلية خمس الوجه حتى يسيل منها الدم وتمزيق الشعر حتى يتقطع وايضا شق الجيوب ولطم الخدود هذا كله من اعمال الجاهلية نعم قال رحمه الله تعالى وهذا يدل على ان هذه الامور من الكبائر وقد يعفى عن الشيء اليسير من ذلك اذا كان صدقا وليس على وجه بالنوح والتسخط وقد يعفى عن الشيء اليسير من ذلك يقصد الندب يعني بذكر شيء من مآثر الميت او او نحو ذلك هذا المراد بقوله عفا عن الشيء اليسير. نعم قال رحمه الله تعالى نص عليه احمد رحمه الله تعالى لما وقع لابي بكر وفاطمة رضي الله عنهما لما توفي رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم وليس في هذه الاحاديث ما يدل على النهي عن وتأمل قوله اذا كان صدقا. اذا كان صدقا يعني اذا ذكره باشياء هي فيه. ايضا لا على وجه النوح والتسخط ولا يكون ترى ذلك نياحة وتسخطا اي على قدر الله واعتراضا على ما قضاه جل وعلا فبهذه القيود وكان شيئا يسيرا يعفى عنه. نعم. قال رحمه الله تعالى اوليس في هذه الاحاديث ما يدل على النهي عن البكاء لما في الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات ابنه ابراهيم قال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول الا ما يرضي الرب وانا بك يا ابراهيم لمحزونون. نعم هذا البكاء رحمة ولا يتنافى مع ما ما سبق من وجوب الصبر. على اقدار الله لا يتنافى مع ذلك. يكون صابرا على قدر الله بل يكون اعظم من ذلك راضيا بقدر الله وتدمع عينه تدمع عينه ويحزن قلبه رحمة هذه الرحمة لا تتنافى مع صبر المرء على قدر الله سبحانه وتعالى نعم. قال رحمه الله تعالى وفي الصحيحين عن اسامة بن زيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق الى احدى بناته ولها صبي في الموت فرفع اليه ونفسه ونفسه فرفع اليه ونفسه تقعقع كانها شنة ففاضت عيناه فقال سعد ما هذا يا رسول الله قال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وانما يرحم الله من عباده الرحماء. الشنة القربة قربة الماء القديمة فنفس تقعقع يعني تخرج في تغرغر كانها سنة ففاضت عيناه فقال له سعد رضي الله عنه ما هذا يا رسول الله؟ يعني هذا الدمع ما ما هذا؟ اي الدمع قال عليه الصلاة والسلام هذه رحمة هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده. وانما يرحم الله من هذه الرحماء. وهذه الرحمة التي يترتب عليها دمع العين وحزن القلب. لا تتنافى فمع الصبر على المصيبة والرضا بالقدر. نعم. قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله الله تعالى وعن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا واذا اراد بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافي به حتى يوافي به يوم القيامة. هذا الحديث رواه رواه الترمذي والحاكم وحسنه الترمذي واخرجه الطبراني والحاكم عن عبدالله بن مغفل واخرجه ابن عدي عن ابي هريرة والطبراني وعن عمار ابن ياسر قوله اذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا اي بصب البلاء والمصائب عليه لما فرط من الذنوب منه فيخرج منها وليس عليه ذنب يوافي به يوم القيامة. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى مصائب نعمة لانها مكفرات للذنوب. وتدعو الى الصبر فيثاب عليها وتقتضي الانابة الى الله. والذل له اراد عن الخلق الى غير ذلك من المصالح العظيمة. قال شيخ الاسلام المصائب نعمة. وهذا المعنى الذي ذكر لو استشعره المرء تماما وقت المصيبة ارتقى الى اعلم المنازل. التي تكون من العباد عند المصيبة وهي منزلة الشكر. لان الاحوال او الامور المطلوبة عند المصاب ثلاثة الصبر واعلى منها الرضا واعلى منه الشكر. فاستحضار ان المصيبة نعمة وان الله سبحانه وتعالى انعم علي بهذه المصيبة ليمحصه ويكفر من خطاياه ولتتحات ذنوبه فيستشعر انه في نعمة ومنة من الله سبحانه وتعالى فيرتقي به الامر الى الشكر لله سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله تعالى فنفس البلاء يكفر الله به الذنوب خطايا وهذا من اعظم النعم. فالمصائب رحمة ونعمة في حق عموم الخلق. الا ان يدخل صاحبها بسببها في معاص ان اعظم مما كان قبل اعظم مما كان قبل ذلك فتكون شرا عليه من جهة ما اصابه في دينه. فان من الناس من اذا ابتلي بفقر او مرض او جوع او وجع حصل له من الجزع والنفاق ومرض القلب او الكفر الظاهر او ترك بعض واجبات وفعل بعض المحرمات ما يوجب له ظررا في دينه. مثل ذلك ايظا التسخط والاعتراض على الله وعدم رضا كل هذه المعاني اذا وجدت تحول الامر الى نقمة نعم قال رحمه الله تعالى فهذا كانت العافية خيرا له من جهة ما اورثته المصيبة لا من جهة نفس المصيبة كما ان من اوجبت له المصيبة صبرا وطاعة كانت في حقه نعمة دينية فهي بعينها فعل الرب عز وجل رحمة للخلق والله تبارك وتعالى محمود عليها. والله تبارك وتعالى محمود عليها يعني محمود على المصيبة كما انه محمود على النعمة لان المصيبة اذا وفق العبد لتلقيها بالصبر او ما هو اعلى منه كانت نعمة في حقه وباب خير عليه في دنياه واخراه. نعم. قال رحمه الله تعالى فمن ابتلي فرزق الصبر كان الصبر نعمة عليه في دينه. وحصل له بعدما كفر من خطاياه وصل له بثنائه على ربه صلاة ربه عليه وحصل له بعدما كفر من خطاياه رحمة رحمة نعم وحصل له بعدما كفر من خطاياه رحمة وحصل له بثنائه على ربه صلاة ربه عليه قال جل اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. وحصل له غفران السيئات ورفع الدرجات. فمن قام بالصبر الواجب حصل فله ذلك انتهى ملخصا. قال وحصل له بثنائه على ربه صلاة ربه عليه. الثناء على عند المصيبة. ايمانه بربه وان الامور بقدره جل في علاه فاذا قال عند المصيبة انا لله وانا اليه راجعون مقرا مؤمنا فان فانه يفوز حينئذ بصلاة الله عليه اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. نعم. قال رحمه الله تعالى قوله واذا اراد بعبده الشر امسك عنه اي اخر عنه العقوبة بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة. هو بضم الياء وكسر الفاء منصوبا بحتى مبنيا للفاعل سبحان الله المعنى الاول. المعنى الاول في الحديث اذا اراد الله بعبده خيرا عجل له العقوبة في الدنيا وما مر من شرح ان هذه هي المصائب التي يبتلى بها العبد تكفيرا وتمحيصا عدد من المبتلين عدد من المبتلين بمصائب شديدة جدا ومن الله عليهم باستشعار هذا المعنى تراه وهو في مصيبته. يستشعر سبحان الله انه يتقلب في نعمة استشعارا لا يجده صاحب الصحة والعافية تجد كثير من المعافين في قلق وضجر وهم وغم وتجد هذا على فراشه مقعدا تنتابه الالام والامراض وهو يستشعر انه يتقلب في النعمة. يتقلب في نعمة الله. واذا سألته عن حال ترى في وجهه السرور واستشعار النعمة واخرين تراه في صحة وعافية وقوة ونشاط واذا سألته عن حاله واذا هو متضجر وقلق وغير مرتاح وهذا كله عائد امر الايمان والتقوى تقوى الله سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله تعالى قال العزيزي اي لا يجازيه بذنبه في الدنيا حتى يجيء في الاخرة مستوفر الذنوب. وفيها فيستوفي ما يستحقه من العقاب وهذه الجملة هي اخر الحديث فاما قوله وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم بلاء الى اخره فهو اول حديث اخر. لكن لما رواهما الترمذي باسناد واحد وصحابي واحد جعلهما كحديث واحد وفيه التنبيه على حسن الرجاء وحسن الظن بالله تعالى فيما يقضيه لك. كما قال تعالى وعسى ان ترهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون. قال رحمه الله تعالى وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله تعالى اذا احب قوما فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. حسنه الترمذي. قال الترمذي رحمه الله تعالى حدث قتيبة قال حدثنا الليث عن يزيد ابن ابي حبيب عن سعد ابن سنان عن انس رضي الله عنه وذكر الحديث السابق ثم قال وبهذا الاسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان عظم الجزاء الحديث ثم قال وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ورواه ابن ماجه. وروى الامام احمد عن محمود بن لبيد رضي الله عنه رفعه اذا احب الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع. قال المنذري رواته ثقات. قوله ان عظم الجزاء بكسر العين وفتح الظاء فيهما ويجوز ظمهما مع سكون الظاء. ان عظمى. نعم اي اي من كان ابتلاؤه اعظم كيفية وكمية وكمية وقد يحتج بهذا الحديث من قول ان المصائب يثاب عليها مع تكفير الخطايا. عظم الجزاء يعني يرجع الى الكيفية. عظم البلاء يرجع الى الكيفية والكمية. الكيفية والكمية. الكيفية مثلا شدة المرظ. والكمية تعدد المرظ. نعم قال رحمه الله تعالى وقد يحتج بهذا الحديث وقد يحتج بهذا الحديث من يقول ان المصائب يثاب عليها مع تكفير الخطايا. ورجح ابن القيم رحمه الله تعالى ان ثوابها تكفير الخطايا فقط. الا اذا كانت لعمل صالح كالصبر والرضا والتوبة والاستغفار فانه حينئذ يثاب على ما تولد منها وعلى هذا يقال في من الحديث ان عظم الجزاء مع عظم البلاء اذا صبر واحتسب. وقوله وان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم. الاصل الاصل في المصائب انها كفارات. الاصل في المصائب انها كفارات ما ما اصاب عبد من هم ولا غم ولا نصب حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياها. الاصل في المصائب انها كفارات لكن اذا صحب اه ذلك احتساب واه رظا والتماس الاجر من الله تبارك وتعالى. ونحو ذلك كانت المصائب اظافة لما فيها من فيها رفعة للدرجات. وعظم الاجور. وعلى هذا يحمل الحديث ان عظم الجزاء مع عظم البلاء اي اذا صبر واحتسب نعم. قال رحمه الله تعالى قوله وان الله تعالى اذا احب قوما ابتلاهم ولهذا ورد في حديث سعد سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي الناس اشد بلاء؟ قال الانبياء ثم الامثل فالامثل يبتلى الرجل على حسب على حسب دينه فان كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه وان كان في دينه رقة ابتليت على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الارض وما عليه خطيئة. رواه الدارمي وابن ماجة وابن ماجة والترمذي وصححه وهذا الحديث ونحوه من ادلة التوحيد. فاذا عرف العبد ان الانبياء والاولياء يصيبهم البلاء في انفسهم الذي هو في الحقيقة رحمة من الله ولا يدفعه عنهم الا الله عرف انهم لا يملكون لانفسهم نفعا ولا دفعا فلئلا يملكونه لغيرهم اولى واحرى فيحرم قصدهم والرغبة اليهم في قضاء حاجة او تفريج كربة وفي وقوع الابتلاء بالانبياء والصالحين من الاسرار والحكم والمصالح في العاقبة ما لا يحصى. قال رحمه الله هذا من ادلة التوحيد هذا الحديث من ادلة التوحيد من ادلة وجوب توحيد الله واخلاصه اخلاصه وحده عبادة واللجوء اليه. فالانبياء آآ من شأنهم انهم يبتلون بالمصائب يبتلون بالامراض ولا يملكون دفع شيء من ذلك لان الامر بيد الله كان عليه الصلاة والسلام يقول في رقية المريض اللهم رب الناس مذهب البأس اشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك لا يغادر سقما. وتجد في الظلال المشركين من يتجه الى الى القبور سواء قبور الانبياء او الاولياء او غيرهم ويطلب منهم ما لا يطلب الا من الله. من زوال مرض او تفريج كربة. او كشف غمة او نحو ذلك وهم لا يملكون لانفسهم. فضلا عن ان يملكوا شيئا من ذلك لغيرهم. فهذا من دلائل التوحيد كون الانبياء يصابون بالمصائب والامراض ونحو ذلك هذا دليل على انهم ليس بيدهم وان الامر كله بيد الله سبحانه نعم. قال رحمه الله تعالى قوله فمن رضي فله الرضا اي من الله تعالى والرضا قد وصف الله تعالى به نفسه في مواضع من كتابه كقوله تعالى جزاؤهم عند ربهم جنات غدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. رضي الله عنهم ورضوا عنه. ومذهب السلف ومذهب السلف واتباعهم من اهل السنة اثبات الصفات التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يليق بجلاله وعظمته اثباتا بلا تمثيل وتنزيها وتنزيها بلا تعطيل. فاذا رضي الله تعالى عنه قال له كل خير وسلم من كل شر والرضا هو ان والرضا هو ان يسلم العبد امره الى الله ويحسن الظن به ويرغب في ثوابه وقد يجد لذلك راحة وانبساطا. وقد يجد لذلك راحة وانبساطا محبة لله تعالى وثقة به. كما قال ابن مسعود رضي الله عنه ان الله بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا. وجعل الهم والحزن في الشك والسخط. نعم جعل الروح جعل الروح والفرح في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك في الشك والسخط. قوله ومن سخطه بكسر الخاء قال ابو السعادات السخط الكراهية للشيء وعدم الرضا به. اي من سخط على الله فيما دبره فله السخط اي من الله وكفى بذلك عقوبة. وقد يستدل به على وجوب الرضا وهو اختيار ابن عقيل. واختار القاضي عدم الوجوب ورجحه شيخ الاسلام وابن القيم قال شيخ الاسلام ولم يجيء الامر به كما جاء الامر بالصبر وانما جاء الثناء على اصحابه قال واما ما يروى من لم يصبر من لم يصبر على بلائي ولم يرضى بقضائي فليتخذ ربا سواي هذا اثر اسرائيلي لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى واعلى من ذلك من الرضا ان يشكر الله على المصيبة لما يرى من انعام الله عليه بها انتهى والله اعلم. هذا فيه ان الاحوال والمقامات في المصيبة ثلاثة. وهي الصبر واعلى منه الرضا واعلى منه الشكر. وانما يبلغ العبد هذه المنزلة اذا رأى نعمة الله عليه في المصيبة اذا رأى نعمة الله عليه في المصيبة كما قال رحمه الله لما يرى من انعام من انعام الله عليه بها. فاذا استحضر هذا المعنى تماما وقت المصيبة ارتقى به المقام الى مقام الشاكرين. جعلنا الله عز وجل من عباده الشاكرين واوليائه المقربين واصلح الله لنا اجمعين شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الثبات في الامر العزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك من طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن يقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا