الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ وعبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في الرياء اي من النهي والتحذير والوعيد. قال الحافظ هو مشتق من الرؤية والمراد به اظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدون صاحبها والفرق بينه وبين السمعة ان الرياء لما يرى من العمل كالصلاة والسمعة لما اسمعوا كالقراءة والوعظ والذكر. ويدخل في ذلك التحدث بما عمله قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي يوحى الي انما الهكم اله واحد الاية اي ليس لي من الربوبية ولا من الالهية شيء. بل ذلك كله لله وحده لا شريك له. اوحاه الي. فمن كان نرجو لقاء ربه ان يخافه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وقوله احدا نكرة في سياق النهي تعم وهذا العموم يتناول الانبياء والملائكة والصالحين والاولياء وغيرهم. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هذه الترجمة باب ما جاء في الرياء اي من التهديد والوعيد. لان الرياء من عظائم الذنوب من محبطات الاعمال ومبطلاتها ويتنافى مع التوحيد الذي خلق الله تبارك وتعالى الخلق لاجله واوجدهم لتحقيقه وهو قادح من القوادح التي تقدح في التوحيد فان كان رياء خالصا فهو قادح في التوحيد من اصله. فيكون من الكفر الاكبر واما ان كان يسيرا فانه يكون قادحا في كمال التوحيد الواجب فيكون كفرا دون كفر والشريعة جاءت بالاخلاص للمعبود سبحانه بل ان الاخلاص اصل عليه قيام دين الله فلا قبول لاي عمل من الاعمال او عبادة من العبادات الا بالاخلاص قال الله تبارك وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين قال جل وعلا الا لله الدين الخالص والرياء يتنافى مع هذا الاخلاص لان المرائي نيته ليست صافية بل جعل في نيته لغير الله تبارك وتعالى شركة والله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل الا الصافي النقي الخالص الذي لا يبتغى به الا وجه الله فلهذا اورد رحمه الله تبارك وتعالى هذه الترجمة تحذيرا من الرياء وبيانا خطورته وانه يتنافى مع التوحيد نعم قال رحمه الله تعالى قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى اما اللقاء فقد فسره طائفة من السلف والخلف ما يتضمن المعاينة النظر بالعين مثل المناظرة النظر والملاقاة اللقاء والمعاينة اي النظر العين والمشافهة الكلام بالشفه نعم وقالوا لقاء الله يتضمن رؤيته سبحانه وتعالى يوم القيامة. وذكر الادلة على ذلك قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الاية اي كما انه اله واحد لا اله سواه. فكذلك ينبغي ان تكون العبادة له وحده لا شريك له فكما تفرد بالالهية يجب يجب ان يفرد بالعبودية. فالعمل الصالح هو الخالص من الرياء مقيد بالسنة انتهى. قول ابن القيم رحمة الله عليه فكما تفرد بالالهية يجب ان يفرد بالعبودية. هذا كلام عظيم وهو مدلول اسم اسم ربنا تبارك وتعالى الله كما قال ابن عباس رضي الله عنهما الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين قال الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. فهذا هو مدلول اسم ربنا تبارك وتعالى الله الالوهية والعبودية اما الالوهية التي دل عليها اسمه الله فهي صفات الكمال ونعوت الجلال والعظمة التي استحق بها تبارك وتعالى ان يؤله وان يخظع له ويذل ان تصرف له وحده العبادة واما العبودية التي دل عليها هذا الاسم فهي فعل المخلوق من خضوع وذل وخشوع وركوع وسجود والا يصرف شيء من ذلك الا لله فيقول ابن القيم رحمه الله كما تفرد بالالهية اي كما تفرد بالصفات الكمال ونعوت الجلال والعظمة لا شريك له ولا سمي ولا نظير ولا مثيل ليس كمثله شيء هل تعلم له سميا؟ كما انه تفرد بذلك جل وعلا. فالواجب ان يفرد بالعبادة وان يخلص الدين له تبارك وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وفي الاية دليل على ان اصل الدين الذي قال ابن القيم فالعمل الصالح اي في قوله فليعمل عملا صالحا هو الخالص من الرياء المقيد بالسنة قال فالعمل الصالح الخالص من الرياء المقيد بالسنة لا يكون العمل صالحا الا بهذين القيدين بهذين من الشرطين الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول نام قال رحمه الله تعالى وفي الاية دليل على ان اصل الدين الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم والمرسلين قبله هو الله تعالى بانواع العبادة كما قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا تعبدون والادلة على ذلك كثيرة وقد تقدم جملة منها في اول الكتاب نعم قال رحمه الله تعالى والمخالف لهذا الاصل من هذه الامة اقسام اما طاغوت ينازع الله في ربوبيته والهيته ويدعو الناس سأل عبادته او طاغوت يدعو الناس الى عبادة الاوثان او مشرك يدعو غير الله ويتقرب اليه بانواع العبادة او بعضها اوشاك في التوحيد اهو حق ام يجوز ان يجعل لله شريك في عبادته او جاهل يعتقد ان الشرك دين يقرب الى الله تعالى وهذا هو الغالب على اكثر العوام لجهلهم وتقليدهم من قبلهم لمشت لما اشتدت غربة الدين نسي العلم بدين المرسلين هذي اقسام الناس الذين خالفوا الاصل الذي خلقوا لاجله اوجدوا لتحقيقه وهو افراد الله تبارك وتعالى بالعبادة فاقسمن الناس الذين خالفوا هذا الاصل لا يخرجون عن هذه الاقسام التي ذكرها رحمه الله تبارك وتعالى اما طاغوت ينازع الله في الربوبية. والالوهية فيدعو الى عبادة نفسه او طاغوت يدعو الناس الى عبادة الاوثان فهؤلاء ائمة الضلال ودعاة فالباطل والوية الشر او مشرك يدعو غير الله ويتقرب اليه بانواع العبادة او بعضها فسدت عقيدته وانصرف تقربه الى غير الله تبارك وتعالى اليه يلجأ واياه يدعو متقربا ذابحا نادرا الى غير ذلك من انواع العبادة اوساك في التوحيد اهو حق ام يجوز ان يجعل لله شريك في العبادة والشك في التوحيد كفر الشك في التوحيد كفر لان التوحيد لا يكون توحيدا الا باليقين لا يكون توحيدا الا بانتفاء الشك كما قال الله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا. وفي الحديث قال غير شك فيهما قال او جاهل او جاهل يعتقد ان الشرك دين يقرب الى الله وهذا هو الغالب على اكثر العوام هذا الغالب على اكثر العوام يشركون بالله سبحانه واتخذون الاوثان والانداد مع الله تبارك وتعالى والشركاء ويصرفون لهم انواع العبادة وفي ظنهم ان هذا هو الدين في ظنهم ان هذا هو الدين ان هذا هو الدين الصحيح وظل هؤلاء العوام بسبب ائمة الباطل ودعاة الضلال كما قال عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين فكثير من العوام ظلوا سواء السبيل تلوثوا بالشرك وتلطخوا به بسبب هؤلاء الدعاة دعاة الضلال ومن كان يدعو غير الله ويصرف انواعا من العبادة لغيره تبارك وتعالى يكون بهذه العبادة لم يقم فيه الاصل الذي يبنى عليه الدين وتقبل به الاعمال فتكون اعماله كلها حابطة وباطلة ولا يقبل منها شيء كما قال الله سبحانه وتعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك. فان العمل لا لا يقبل من آآ المتقرب به الا اذا كان قائما على التوحيد الا اذا كان قائما على التوحيد فمن كان يدعو غير الله ويذبح لغير الله ويصرف انواعا من العبادة لغير الله حتى لو كان من العوام فان التوحيد الذي عليه قيام دين الله تبارك وتعالى قال لم يقم فيه فلا يكون عمله مقبولا نعم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه. رواه مسلم. وقوله من عمل عملا اشرك معي فيه غيري اي من قصد بعمله غيري من المخلوقين. تركته وشركه ولابن ماجة فانا منه بريء وهو للذي قال الطيبي الضمير المنصوب في قوله تركته يجوز ان يرجع الى العمل؟ قال ابن رجب رحمه الله تعالى واعلم ان العمل لغير الله اقسام فتارة يكون رياء محضا كحال المنافقين كما قال تعالى واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. وهذا الرياء المحظوظ لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام. وقد يصدر في الصدقة الواجبة او الحج او غيرهما من الاعمال الظاهرة او التي يتعدى نفعها فان الاخلاص فيها عزيز وهذا العمل لا يشك مسلم انه حابط وان صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء. فان شاركه من اصله فالنصوص فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه وذكر احاديث تدل على ذلك منها هذا الحديث وحديث شداد ابن اوس رضي الله عنه مرفوعا منها هذا الحديث حديث من عمل عملا اشرك معي في غيري. نعم وحديث شداد ابن اوس رضي الله عنه مرفوعا من صلى يرائي فقد اشرك ومن صام يرائي فقد اشرك ومن تصدق يرائي فقد اشرك وان الله عز وجل يقول انا خير قسيم لمن اشرك به فمن اشرك بي شيئا فان شدة عمله ان جدة عمله وقليله وكثيره لشريكه الذي اشرك به انا عنه غني. رواه احمد. قوله انا خير قسيم لمن اشرك بي نظير ما تقدم انا اغنى الشركاء عن الشرك نعم قال رحمه الله تعالى وذكر احاديث في المعنى ثم قال فان خالط نية الجهاد مثلا نية غير الرياء مثل اخذ اجرة خدمة او اخذ شيء من الغنيمة او التجارة نقص بذلك اجر جهادهم ولم يبطل بالكلية. قال ابن رجب رحمه الله تعالى وقال الامام احمد رحمه الله التاجر والمستأجر والمكاري المكاري الذي له دابة يؤجر ظهرها نعم والمكاري اجرهم على قدر ما يخلص من نياتهم في غزواتهم ولا يكونون مثل من جاهد بنفسه وماله لا يخلط به غيره وقال ايضا وقال ايضا في من يأخذ جعلا على على الجهاد اذا لم يخرج لاجل الدراهم فلا بأس كانه خرج دينه فان اعطي شيئا اخذه. وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال اذا اجمع احدكم على الغزو فعوضه الله ورزقا فلا بأس بذلك. واما ان احدكم ان اعطي دراهم غزا وان لم يعط دراهم لم يغزو فلا خير في ذلك وروي عن مجاهد رحمه الله تعالى انه قال في حج الجمال وحج الاجير وحج التاجر هو تام لا ينقص من اجرهم شيء اي لان قصدهم الاصلي كان هو الحج دون التكسب قال واما ان كان اصل العمل لله ثم طرأ عليه نية الرياء. والله جل وعلا يقول ليس عليكم جناح. ان تبتغوا من ربكم نعم قال رحمه الله تعالى واما ان كان اصل العمل لله ثم طرأ عليه نية الرياء فان كان خاطرا ثم دفعه فلا يظره لخلاف وان استرسل معه فهل يحبط عمله ام لا ويجازى على نيته؟ في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف قد الامام احمد وابن جرير ورجح ان عمله لا يبطل بذلك. وانه يجازى بنيته الاولى وهو مروي عن الحسن وغيره ايه فاما اذا عمل العمل لله خالصا ثم القى الله له الثناء ثم القى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بذلك ففرح بفضل الله ورحمته واستبشر بذلك لم يضره ذلك وفي هذا المعنى يعني ان هذا من عاجل بشرى المؤمن ولا آآ دخلة للرياء في ذلك انما هذا من عاجل بشرى المؤمن ان قام بالعمل لا يبتغي به الا الله سبحانه وتعالى ثم ما اثنى عليه الناس وفرح بهذا الثناء ولم يكن هذا الثناء مقصدا له عند اتيانه بهذا العمل ولكن لما تم العمل اثنى عليه الناس بذلك بهذا الثناء هذا من اجل بشرى المؤمن نعم قال رحمه الله تعالى وفي هذا المعنى جاء حديث ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن الرجل يعمل العمل من الخير يحمده الناس عليه. فقال تلك عاجل بشرى المؤمن. رواه مسلم. انتهى ملخصا. قلت وتمام هذا المقام يتبين في شرح حديث ابي سعيد ان شاء الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى عن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا الا اخبركم بما هو اخفأ بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال جال؟ قالوا بلى. قال الشرك الخفي. يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل. رواه احمد روى ابن خزيمة في صحيحه عن محمود ابن لبيد رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال ايها الناس اياكم وشرك السراء واياكم وشرك السرائر قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر؟ قال يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الرجل اليه فذلك شرك السرائر. قوله وعن ابي سعيد رضي الله عنه هو الخدري وتقدم. وقوله والشرك الخفي سماه خفيا لان صاحبه يظهر ان عمله لله فقد قصد به غيره او شركه فيه بتزيين صلاته لاجله يسمى هذا النوع من الشرك الشرك الخفي او شرك السرائر لان النية سر مظمر في قلب العبد لا يطلع عليه فظاهر العمل حسن ظاهر العمل حسن وطيب لكن الشرك وقع في سره في باطنه وقع في آآ قلبه الذي لا يطلع عليه لا يطلع عليه الا الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وعن شداد ابن اوس رضي الله عنه قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الاصغر. نعم يقصد بالرياء هنا يسيرة اما خالص الرياء فهو اكبر وهو رياء المنافقين. نعم رواه ابن ابي الدنيا في كتاب الاخلاص وابن جرير في التهذيب والطبراني والحاكم وصححه قال ابن القيم رحمه الله تعالى واما الشرك الاصغر فكيسير الرياء والتصنع للمخلوق والحليف بغير الله وقول الرجل للرجل ما تأله شئت وهذا من الله ومنك. وانا بالله وبك ومالي الا الله وانت وانا متوكل على الله وعليك ولولا الله وانت لم يكن كذا وكذا وقد يكون هذا شركا اكبر بحسب حال قائله ومقصده انتهى. نعم قد يكون هذا شركا اكبر بحسب قائلي هذا ومقصده اذا قام في قلب قائل ذلك من المعتقد في غير الله والتعظيم مثلا لمشيئة غير الله او نحو ذلك فانه يكون من الشرك الاكبر فمثلا قول ما شاء الله وشئت هذا من الشرك الاصغر لكن لو اعتقد انسان ان مشيئة المخلوق مماثلة ومساوية لمشيئة الله فان فان ذلك من الشرك الاكبر فان ذلك يكون من الشرك الاكبر الناقل من الملة. اما اذا كان لا يعتقد ذلك وانما لفظة جرت على لسانه فقال ما شاء الله وشئت او لولا الله وانت او لولا كذا او لولا فلان حصل كذا او لولا البط لاتانا النصوص الفاظ على لسانه هذا من الشرك الاصغر ويسمى شرك الالفاظ نعم قال رحمه الله تعالى ولا خلاف ان الاخلاص شرط لصحة العمل وقبوله. وكذلك المتابعة كما قال نعم اي ان العمل لا يقبل الا بهذين الشرطين وهما جمع في اه الاية التي اوردها المصنف في اول هذه الترجمة قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا جمع فيها بين هذين الشرطين اللذين لا قبول للاعمال الا بهما نعم قال رحمه الله تعالى ولا خلاف ان الاخلاص شرط لصحة العمل وقبوله وكذلك المتابعة. كما قال الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا. قال اخلصه واصوبه. قيل يا ابا علي ما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. فالخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة هذا اثر عظيم جدا عن الفضيل رضي الله عنه رحمه الله تعالى في بيان هذين الذين لا قبول لعمل من الاعمال الا بهما. الاخلاص للمعبود المتابعة للرسول. وقد روى هذا الاثر عنه ابن ابي الدنيا رحمه الله. في كتابه النية والاخلاص وهو مطبوع ورواه ايضا اه ابو نعيم في كتابه الحلية في ترجمته للفضيل ابن عياض وذكره رحمه الله تفسيرا لقول الله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا. فالاحسان في العمل لا يكون الا الا بتحقيق هذين الشرطين. ولهذا فان الدعوة العظيمة المباركة التي علم النبي صلى الله عليه وسلم معاذا ان يقولها دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك عندما تقول في دعائك وحسن عبادتك تناولت هذه الدعوة سؤال الله المعونة على تحقيق هذين الشرطين الاخلاص للمعبود جل في علاه والمتابعة للرسول لان حسن العمل لا يكون الا بذلك لا يمكن ان يكون العمل موصوفا بالحسن الا اذا اخلص فيه للمعبود وتوبع فيه الرسول عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى وفي الحديث من الفوائد شفقة النبي صلى الله عليه وسلم اي حديث ابي سعيد الا اخبركم بما هو اخوف الى اخره نعم قال رحمه الله تعالى وفي الحديث من الفوائد شفقة النبي صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم على امته ونصحه لهم وان الرياء اخوف وعلى الصالحين من فتنة المسيح الدجال. فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخافه على سادات الاولياء مع قوة ايمانهم المهم فغيرهم ممن هو دونهم باضعاف اولى بالخوف من الشرك من الشرك اصغره واكبره. نعم يعني اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم خاف على هؤلاء الخيار الافاضل الذين شرفهم الله اه رؤية النبي واخذ الدين عنه عليه الصلاة والسلام وسماعه منه والصحبة له خافه عليهم قال ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر فسئل عنه فقال الرياء او الشرك الخفي فسئل عنه فقال الرياء ففيه الشفقة شفقة النبي عليه الصلاة والسلام على امته وفي نصح النبي صلى الله عليه وسلم امته وفيه ايضا حرص الصحابة على الخير رضي الله عنهم وجلوسهم مجالس التذاكر والتناصح فهذا مجلس مبارك جلسوا يتذاكرون فتنة الدجال وهي اعظم الفتن واشدها لما رآهم في هذا التذاكر لهذه الفتنة العظيمة نبههم الى ما يخشاه عليهم اشد من خشيته عليه من فتنة الدجال قال الا الا انبئكم بما هو اخوف عليكم عندي من فتنة المسيح الدجال قلنا بلى هذا من حرصهم رظي الله عنهم فبين لهم خطورة الرياء وان الخوف ينبغي ان يكون الخوف من الرياء اشد من الخوف من فتنة المسيح الدجال والرياء امره ليس بالهين امره خطير جدا ويتسلل الى الانسان في كل وقت كل عبادة يحتاج العبد الى مجاهدة مستمرة في كل عبادة والنية تحتاج الى معالجة كما قال سفيان الثوري رحمه الله ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي فالنية تحتاج الى معالجة وهذه المعالجة دائمة ومستمرة لانه لا يزال الانسان تأتيه الامور التي تهجم عليه وتتسلل الى قلبه فتخل بالنية او تفسدها اللهم اجعل اعمالنا كلها لك خالصة ولسنة نبيك صلى الله عليه وسلم موافقة ولا تجعل لاحد فيها شيئا اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها ها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزتك مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا وجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا علينا من لا يرحمنا اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا