الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله الله تعالى فقول الامام احمد رحمه الله تعالى عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته الى اخره انكار منه لذلك وانه يؤول الى زيغ القلوب الذي يكون به المرء كافرا قد عمت البلوى بهذا المنكر خصوصا مما ينتسب الى العلم نصبوا الحبائل في الصد عن الاخذ بالكتاب والسنة وصدوا الناس عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيم امره ونهيه. فمن ذلك قولهم لا يستدل بالكتاب والسنة الا المجتهد والاجتهاد قد انقطع ويقول هذا الذي قلدته اعلم منك بالحديث وبناسخه ومنسوخه ذلك من الاقوال التي غايتها ترك متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى والاعتماد على قول من يجوز عليه الخطأ وغيره من الائمة يخالفه ويمنع قوله بدليل فما من امام الا والذي معه العلم لا كله فالواجب على كل مكلف اذا بلغه الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وفهم معنى ذلك ان ينتهي اليه به وان خالفه من خالفه. كما قال تعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه يا قليلا ما تذكرون وقال تعالى او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون وقد تقدم حكاية الاجماع على ذلك وبيان ان المقلد ليس من اهل العلم وقد حكى ايضا ابو عمر بن عبدالبر وغيره الاجماع على ذلك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا انما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان الشارح رحمه الله تعالى بعد ان ذكر ما ذكر من المعاني حول اثر ابن عباس رضي الله عنهما كذلك الاثر المروي عن الامام احمد رحمه الله وكلا الاثرين في انكار معارضة قول الله او قول رسوله صلى الله عليه وسلم باقوال اهل العلم وان الواجب تعظيم تعظيم كلام الله سبحانه وتعظيم كلام رسوله صلى الله عليه وسلم وعدم معارضتهما بقول احد كائنا كان وان الواجب ايضا على من استبانت له السنة وبان له الدليل واتضح له الحكم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الا يرده لقول احد كائنا من كان وان اقوال الائمة المتبوعين ليست هي ادلة يعول عليها وانما هي اقوال يطلب الدليل لها فكل يستدل لقوله لا به الا الله ورسوله. فكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام هو الدليل لكن لما وجد بالتعصب الاعمى المتبوعين اصبح يوجد في هؤلاء التابعين بسبب هذا التعصب من رد النصوص وعدم التعويل عليها وتقعيد القواعد في ردها وعدم تلقيها بالقبول وهو امر كما اشار الشارح رحمه الله تعالى عمت به البلوى بسبب شدة التعصب الاعمى وذكر رحمه الله تعالى ان بعض هؤلاء اصلوا اصولا وقعدوا قواعد في رد كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام وذكر مثالا على ذلك وهو قولهم لا يستدل بالكتاب والسنة الا مجتهد هذه مقدمة اولى المقدمة الثانية لا يوجد في زماننا مجتهدين. نتيجة المقدمتين انه لا يتدبر القرآن ولا يأخذ منه الاحكام اي احد فنتيجة هاتين المقدمتين الغاء الاستدلال والتعويل على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وبناء على هاتين المقدمتين اذا استدل مستدل باية من كلام الله او حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعترض عليه بان هذا لا يفعله الا المجتهد وزماننا هذا لا يوجد فيه مجتهدين. الحاصل الغاء التعويل على الكتاب والسنة الغاء التعويل عن الكتاب والسنة وهذه الشبهة سماها الامام المجدد شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب رحمه الله تعالى في اه كتابه او رسالته الاصول الستة وهي اصول عظيمة جمعها رحمه الله في رسالة افردها فسمى هذه الشبهة الشبهة الملعونة الشبهة الملعونة التي تفظي بالناس الى تعطيل التعويل على كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وذكر السارح رحمه الله ان الواجب على المكلف اذا بلغه الدليل الا يعدل عنه الى قول احد كائنا من كان في قول الله تعالى اتبعوا ما انزل اليكم من من ربكم وقوله او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون. نعم قال رحمه الله تعالى قلت ولا يخالف في ذلك الا جهال المقلدة لجهلهم بالكتاب والسنة ورغبتهم عنها وهؤلاء ورغبتهم عنهما ورغبتهم عنهما وهؤلاء وان ظنوا انهم قد اتبعوا الائمة فانهم في الحقيقة قد خالفوهم واتبعوا غير سبيلهم. كما من قول مالك والشافعي واحمد لان الائمة كلهم قد حذروا من التعصب اقوالهم والاخذ بها هكذا دون نظر الى الدليل فقول الامام احمد رحمه الله تقدم نقل فالمصنف له ومر معنا قول الشافعي رحمه الله اذا استبانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم فليس لاحد ان يدعها قول احد كائنا من كان وقولها اذا صح الحديث فهو مذهبي وقوله اذا رأيتم قولي يخالف الحديث فارموا بقول عرض الحائط وقول مالك رحمه الله تعالى كل يؤخذ من قوله ويترك الا صاحب هذا القبر يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك قول ابي حنيفة رحمه الله لا يحل لاحد ان يأخذ بقولنا ما لم يعلم دليلنا عليه فالائمة اه كلهم حذروا من ذلك فمن تعصب لقول الائمة اضافة الى تركه للدليل فهو في الوقت نفسه مخالف للائمة اضافة الى تركه للدليل فهو في الوقت نفسه مخالف للائمة لان الائمة رحمهم الله تعالى حذروا من هذا التعصب اقوالهم وعدم الالتفات للدليل كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى لكن في كلام احمد رحمه الله تعالى اشارة الى ان التقليد قبل بلوغ الحجة لا يذم وانما ينكر على من بلغته الحجة وخالفها لقول امام من الائمة من الناس من لا من لا قدرة له. اصلا الا ان يقلد ليس له قدرة على ان يستنبط يستخلص الاحكام ويعرف الادلة لكن اذا بلغ الدليل وقامت عليه الحجة واستبانت له السنة لا يحل له ان يدعها لقول احد كائنا من كان فان لم يقبل الدليل لا لشيء لا للبقاء على قول متبوعه فهذا هو التعصب الاعمى لانه لا يحل لاحد ان ان لاحد استبانت له السنة ان يدعها لقول احد كائنا من كان. نعم قال رحمه الله تعالى وذلك انما نشأ عن الاعراض عن تدبر كتاب الله وسنة رسوله والاقبال على كتب من تأخر والاستغناء بهما عن الوحيين وهذا يشبه ما وقع من اهل الكتاب الذين قال الله فيهم اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. كما سيأتي بيان ذلك في حديث عدي بن حاتم فيجب على من نصح نفسه اذا قرأ كتب العلماء ونظر فيها وعرف اقوالهم فليعرضها على ما في الكتاب والسنة فان كل مجتهد من العلماء ومن تبعه وانتسب الى مذهبه لابد ان يذكر دليله في المسألة واحد والائمة مثابون على اجتهادهم. فالمنصف يجعل النظر في كلامهم وتأمله طريقا الى معرفة طريقا الى معرفة المسائل واستحضارها ذهنا وتمييزا للصواب من الخطأ بالادلة التي يذكرها المستدلون بذلك من هو اسعد بالدليل من العلماء فيتبعه. نعم لا ان تجعل متون الفقه متونا عليها المعتمد. وعليها التعويل واليها المرجع. والمحتكم وتجعل بمثابة الدليل فاذا اراد ان يستدل استدل بالمتن الفقهي ليس له ذلك المتن الفقهي قول لاهل العلم يحتاج الى ان يستدله ليس هو الدليل الدليل قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم اذا هذه المتون طريقة الاستفادة منها هي هذه التي اشار اليها رحمه الله تعالى بان تقرأ وان تعرف اقوال اهل العلم وان تعرض على ما في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نعم قال رحمه الله تعالى والادلة على هذا الاصل في كتاب الله اكثر من ان تحصر. وفي السنة كذلك كما اخرج ابو داوود بسنده عن اناس من اصحاب معاذ رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اراد ان يبعث معاذا الى اليمن قال كيف تقضي اذا لك قضاء قال اقضي بكتاب الله تعالى قال فان لم تجد في كتاب الله قال فبسنة رسوله فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فان لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كتاب الله قال اجتهد رأيي ولا الوا فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدره وقال الحمدلله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله وساق بسنده عن الحارث ابن عمر عن اناس من اصحاب معاذ عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه والى اليمن بمعناه نعم يعني هنا فيه جهالة آآ من روى عن معاذ قال عن اصحاب معاذ نعم قال رحمه الله تعالى والائمة رحمهم الله تعالى لم يقصروا في البيان بل نهوا عن تقليدهم اذا استبانت السنة لعلمهم ان من العلم شيئا لم يعلموه وقد يبلغوا غيرهم وذلك كثير كما لا يخفى على من نظر في اقوال العلماء. نعم وهذه مسألة بسطها ها نصا نافعا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما اشرت بالامس في كتابه رفع الملام. عن الائمة الاعلام نعم قال رحمه الله تعالى وقال ابو حنيفة رحمه الله الائمة رحمهم الله لم يقصروا لم يقصروا في البيان لكن لم يبلغهم كل شيء والاقوال التي تكون منهم على خلاف الدليل لهم اعذار عددها شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في كتابه رفع المنام وهذا الكتاب يستفيد منه طالب العلم فوائد عظيمة جدا من اهمها في تقدير ان يحترم الائمة وان يعرف قدر الائمة وان تكون عنده المعاذير التي تلتمس عندما يرى خطأ في قول امام او مخالفة اه لدليل او لادلة نعم قال رحمه الله تعالى وقال ابو حنيفة رحمه الله تعالى اذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين واذا جاء عن الصحابة رضي الله عنهم فعلى الرأس والعين واذا جاء عن التابعين رحمهم الله فنحن رجال وهم رجال نعم يعني ان ما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام هو المقدم وعليه المعول ليس قول الائمة او او العلماء فاذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين اي عليه المعول وهو المعتمد جاء عنه كما اشرت رحمه الله انه لا يحل لاحد ان يأخذ بقوله ما لم يعلم دليله عليه. لان لان التعويل انما هو على الدليل لعن قوله ولا على قول غيره من الائمة. نعم قال رحمه الله تعالى وقال اذا قلت قولا وكتاب الله يخالفه فاتركوا قولي لكتاب الله. قيل اذا كان قول رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم يخالفه قال اتركوا قولي لخبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقيل اذا كان قول الصحابة يخالفه قال اتركوا قولي لقول الصحابة هذا من اوضح ما يكون في تحذير الائمة من التعصب ومع ذلك تجد في آآ جهال المتعصبة من لا من لا يقبل الا التعصب للقول وان كان مخالفا للدليل حتى ان بعضهم قعد يعني قواعد في رد كلام الله ورد كلام رسوله. عليه الصلاة والسلام. ومن ذلك قول بعض كل يخالف قول امامنا فهو منسوخ او مؤول يعني لا يلتفت لاي حديث اطلاقا نعم قال رحمه الله تعالى الامام ابو حنيفة رحمه الله قال اذا خالف قول كتاب الله اتركوا قولي اذا خالف حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام اتركوا قولي اذا خالف قول الصحابة اتركوا قولي اي شيء اوضح من هذا؟ نعم. قال رحمه الله تعالى وقال الربيع سمعت الشافعي سمعت الشافعي يقول اذا وجدتم في في كتاب خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت وقال اذا صح الحديث بما يخالف قولي فاضربوا بقولي الحائط. وقال مالك كل احد يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقدم له مثل ذلك فلا عذر لمقلد بعد هذا ولو استقصينا كلام العلماء في هذا لخرج بنا عما قصدناه من الاختصار. وفيما ذكرناه كفاية لطالب الهدى قوله لعله اذا رد بعض قوله اي قول الرسول صلى الله عليه وسلم ان يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك نبه رحمه الله على ان رد قول الرسول صلى الله عليه وسلم سبب لزيغ القلب وذلك هو الهلاك في الدنيا والاخرة. كما قال تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في معنى قوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره قال فاذا كان المخالف عن امره قد حذر من الكفر والشرك او من العذاب الاليم دل على انه قد يكون مفضيا الى الكفر والعذاب الاليم ومعلوم ان افضائه الى العذاب هو مجرد فعل المعصية. فافظاؤه الى الكفر انما هو لما يقترن به من الاستخفاف في حق الامر كما فعل ابليس لعنه الله تعالى انتهى وقال ابو جعفر ابن جرير رحمه الله تعالى عن الضحاك في قوله فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة قال على قلبه فلا يؤمن فلا يؤمن ان يظهر الكفر بلسانه فتضرب عنقه. قال ابو جعفر ادخلت لان معنى الكلام فليحذر الذين يلوذون عن امره ويدبرون عنه معرظين قوله او يصيبهم اي في عاجل الدنيا عذاب من الله موجع على خلافهم امر رسول الله صلى الله عليه وسلم. يخالفون عن قال ادخلت عن قال ابو جعفر ادخلت عن لان المعنى معنى الكلام فليحذر الذين يلوذون عن امره. يعني ظمن الفعل معنى فعلا اخر ولهذا عدي هنا بعن لانه ضمن معنى فعل اخر قدره ابو جعفر رحمه الله بقوله يلوذون عن امره يخالفون عن امره ان يلوذون عن امره ويدبرون عنه معرظين. فلما ظمن معنى هذا الفعل عدي آآ يخالف اه بحرف عن والاصل في الفعل يخالف انه يتعدى بنفسه يخالف امره لكنه لما ضمن معنى فعل اخر عدي حرف ان اشارة الى الفعل الذي ضمنه اشارة الى الفعل الذي ضمنه نعم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى عن عدي بن حاتم رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذا الاية اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. الاية فقلت له انا لسنا نعبدهم. قال سيحرمون ما احل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟ فقلت بلى. قال فتلك عبادتهم. رواه احمد احمد والترمذي وحسنه هذا الحديث قد روي من طرق فرواه ابن سعد وعبد ابن حميد وابن المنذر وابن جرير وابن ابي حاتم والطبراني وابو الشيخ وابن مردويه والبيهقي وقوله عن عدي وقوله عن عدي بن حاتم اي الطائي المشهور وحاتم هو ابن عبد الله ابن سعد ابن الحشرج بفتح الحاء المهملة المشهور بالسخاء والكرم. قدم عدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان سنة تسع من الهجرة فاسلم وعاش مئة وعشرين سنة. نعم يعني هذا الذي اشتهر بالسخاء والكرم. حتى صار مظربا مضرب مثل في السخاء والكرم اذا اريد ان يمدح شخص بكرمه قالوا كرم حاتمي فصار مضرب مثل لكن لما لم يكن ذلك قربة لله جل في علاه لم ينفع صاحبه قد جاء في الحديث ان عديا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك الكرم الذي كان عليه والده فقال عليه الصلاة والسلام ذاك اراد شيئا فناله قالوا اي الشهرة ذاك اراد شيئا فناله قالوا اي الشهرة فقد قد يكون الانسان منفقا باذلا سخيا في العطاء ولا يقصد بذلك التقرب لله فلا يدخل في صالح عمله حتى لو انفق من المال ما انفق لا يدخل في صالح عمله. اذا كان يريد به شهرة او سمعة او نحو ذلك اذ لا يدخل في صالح عمل المرء الا ما ابتغي به وجه الله جل في علاه نعم مثله عبد الله ابن عبد الله ابن ابن جدعان سألت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم عنه قالت كان يفك العاني آآ ذكرت اشياء وخصال من من كرمه وبذله واحسانه قالت اينفعه ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا لانه لم يقل يوما قط رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين يعني ان اعماله تلك لم يجعلها للاخرة والنجاة من عذاب الاخرة والفوز برظوان الله سبحانه وتعالى وانما جعلها لامور دنيوية فالله لا يقبل من العمل الا ما ابتغي به وجهه. ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكور نعم قال رحمه الله تعالى وفي الحديث دليل على ان طاعة الاحبار والرهبان في معصية الله عبادة لهم من دون الله. ومن الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله لقوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون. ونظير ذلك قوله تعالى ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم وان اطعتموهم انكم لمشركون. وهذا قد وقع فيه كثير من الناس مع من قلدوهم لعدم اعتبارهم الدليل اذا خالف المقلد وهو من هذا الشرك ومنهم من يغلو في ذلك واعتقد ان الاخذ بالدليل والحالة هذه يكره او يحرم فعظمت الفتنة. ويقول هم اعلم بالادلة ولا يأخذ بالدليل الا المجتهد وربما تفوهوا بذم من يعمل بالدليل ولا ريب ان هذا من غربة الاسلام كما قال شيخنا رحمه الله تعالى في المسائل فتغيرت الاحوال والت الى هذه الغاية فصار عند الاكثر عبادة الرهبان هي افضل الاعمال. ويسمونها ولاية الاحبار هي العلم والفقه ثم تغيرت الحال الى ان عبد من ليس من الصالحين. وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين عبد بالمعنى الثاني الذي هو اه طاعة الاحبار طاعة الاحبار فيما يحلون او يحرمون. نعم قال رحمه الله تعالى واما طاعة الامراء يعني عبد بالمعنى الثاني من هم الجاهلين؟ اصبح بعض الناس يتبع جهلا لا بصيرة لهم ولا علم ويتعصبون لاقوال جهلا اناس من اهل الجهل نعم قال رحمه الله تعالى واما طاعة الامراء ومتابعتهم فيما يخالف ما شرعه الله ورسوله فقد عمت بها البلوى قديما حديثا في اكثر الولاة بعد الخلفاء الراشدين وهلم جراء. قد قال تعالى فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين. وعن زياد بن حدير قال قال لي هل تعرف ما يهدم الاسلام؟ قلت لا. قال يهدمه زلة العالم وجدال المنافق بالكتاب وحكم الائمة المضلين رواه الدارمي جعلنا الله واياكم من الذين يهدون بالحق وبه يعدلون. اللهم امين. نسأل الله جل وعلا ان يهدينا اجمعين وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم ان انك انت علام الغيوب. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا. وقوتنا ما حييتنا اجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبرها ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب واليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا