نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت الاية قال العماد ابن كثير رحمه الله تعالى والاية ذامة لمن عدل عن الكتاب والسنة وتحاكم الى ما سواهما من الباطل وهو المراد بالطاغوت ها هنا وتقدم ما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في حده للطاغوت وانه كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع فكل من حاكم الى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقد حاكم الى الطاغوت الذي امر الله تعالى عباده المؤمنين ان يكفروا به فان التحاكم ليس الا الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن كان يحكم بهما فمن حاكم الى غيرهما فقد تجاوز به حده وخرج عما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وانزله منزلة لا تحقها وكذلك من عبد شيئا دون الله فانما عبد الطاغوت. فان كان المعبود صالحا صارت عبادة العابد له راجعة الى الشيطان الذي امره وبها كما قال تعالى ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين اشركوا مكانكم انتم وشركائكم بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم ايانا تعبدون. فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم ان كنا عن عبادتكم قافلين هنالك تبلو كل نفس ما اسلفت وردوا الى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون وكقوله تعالى ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولي من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم اكثرهم بهم مؤمنون وان كان ممن يدعو الى عبادة نفسه او كان شجرا او حجرا او قبرا او غير ذلك مما كان يتخذه المشركون او كان غير ذلك مما كان يتخذه المشركون لهم اصناما على صور الصالحين او الملائكة او غير ذلك فهي من الطاغوت الذي امر الله تعالى عباده ان يكفروا بعبادته ويتبرأ منه ومن عبادة كل معبود سوى الله كائنا من كان وهذا كله من عمل الشيطان وتسويله فهو الذي دعا الى كل باطل وزينه لمن فعله. وهذا ينافي التوحيد الذي هو معنى شهادة ان لا اله الا الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذه الترجمة باب قول الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد وقد امروا ان يكفروا به عقدها المصنف الامام المجدد شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه التوحيد منبها بهذه الترجمة ان مما يتضمنه التوحيد ويستلزمه التحاكم الى شرع الله التحاكم الى شرع الله وان ترك التحاكم الى شرع الله سبحانه وتعالى منافيا للتوحيد منافيا للتوحيد فتوحيد الله سبحانه وتعالى بافراده بالعبادة واخلاص الدين له فمن عبد غير الله فقد عبد الطاغوت ومن ايضا تحاكم الى غير شرع الله تبارك وتعالى تحاكم الى الطاغوت لان الحكم لله ان الحكم الا لله والتحاكم الى غير شرع الله سبحانه وتعالى تحاكم الى الطاغوت والتوحيد كفر بالطاغوت توحيد كفر بالطاغوت وايظا بهذه الترجمة نبه رحمه الله تعالى على شهادة ان محمدا رسول الله وان مقتضى هذه الشهادة التي هي قرينة شهادة ان لا اله الا الله ان لا يكون التحاكم الا الى ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ومن هنا قال العلماء التوحيد توحيدان توحيد المرسل جل وعلا باخلاص الدين له وتوحيد المرسل عليه الصلاة والسلام بتجريد المتابعة له والتحاكم اليه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فمن لم يخلص دينه لله تبارك وتعالى ويفرد ربه جل وعلا بالعبادة وعبد غير الله فقد عبد الطاغوت ومن ترك التحاكم الى شرع الله وجعل تحاكمه الى غير شرع الله سبحانه وتعالى فقد تحاكم الى الطاغوت ولا ايمان الا بالكفر بالطاغوت. فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها وفي في الشرح نبه او بين الشارح رحمه الله تعالى ان من عبد شيئا دون الله فانما عبد الطاغوت لكن من يعبد من دون الله تبارك وتعالى لا يخلو اما ان يكون من عباد الله المتقين كالملائكة والانبياء والاولياء الصالحين او يكون اشجار واحجار واضرحة وقباب واشياء من هذا القبيل فاذا كان المعبود صالحا صارت عبادة العبد له راجعة الى الشيطان فالطاغوت هنا هو الشيطان لانه هو الذي دعا الى عبادة فهذا الصالح ولهذا قيد الطاغوت في هذا الباب بمن عبد من دون الله وهو راض لكن من عبد من دون الله وهو غير راض كالملائكة الانبياء والصالحين فتكون العبادة هنا عبادة للشيطان لان الشيطان هنا هو الطاغوت هو الذي دعا الى عبادة هؤلاء فهي عبادة للشيطان والطاغوت هنا هو الشيطان لانه هو الذي دعا الى هذه العبادة واما من عبدوا من الملائكة او الانبياء او الصالحين من دون الله فانهم يبرؤون من ذلك ولهذا يفرق الله بينهم ويميز بينهم مثل ما في الاية التي ساقها رحمه الله ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين اشركوا مكانكم انتم وشركاؤكم ثم شركاؤكم فزينا بينهم تزيلنا بينهم هين الله سبحانه وتعالى يميز ويفرق بينهم هؤلاء اهل توحيد واخلاص حسن توجه الى الله سبحانه وتعالى بالعبادة وذاك قسم اخر اهل شرك وتنديد فزيلنا بينهم فرقنا فرقنا بينهم وقال شركاء وشركائهم ما كنتم ايانا تعبدون فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم ان كنا عن عبادتكم لغافلين كذلك الاية التي بعدها ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة اهؤلاء اياكم كانوا يعبدون؟ قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون فمن لم يعبد الله عز وجل فهو عبد للطاغوت ان كان من عبده من الانبياء والصالحين فالطاغوت هنا الشيطان هو الذي دعاه وان كان حجرا او او شجرا او صنما او وثنا او غيرها فهذا الذي عبد من دون الله طاغوت من الطواغيت نعم ومثله مثله من يتحاكم اليه من يتحاكم اليه ويكون تحكيمه بغير شرع الله فالتحاكم انما هو لشرع الله سبحانه وتعالى اين الحكم الا لله نعم قال رحمه الله تعالى فالتوحيد هو الكفر بكل طاغوت عبده العابدون من دون الله كما قال تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما يعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا. حتى تؤمنوا بالله وحده وكل من عبد غير الله فقد جاوز به حده واعطاه من العبادة ما لا يستحقه قال الامام مالك رحمه الله لان لان الطاغوت هو من الطغيان وهو وهو تجاوز الحد ما تجوز به الحد او تجاوز به العبد حدا فهذا هذا هو الطاغوت من الطغيان. الطغيان هو مجاوزة الحد انا لما طغى الماء الطاغوت من الطغيان وهو مجاوزة الحد الطاغوت هو ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع نعم قال رحمه الله تعالى قال الامام مالك رحمه الله الطاغوت ما عبد من دون الله وكذلك من دعا الى تحكيم غير الله تعالى ورسوله فقد ترك ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ورغب عنه وجعل لله شريكا في الطاعة وخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فيما امره الله تعالى به في قوله وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك وقوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فمن خالف ما امر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم بان حكم بين الناس بان حكم بين الناس بغير ما انزل الله او طلب ذلك اتباعا لما يهواه ويريده فقد خلع رفقة الاسلام والايمان من عنقه. وان زعم انه مؤمن فان الله تعالى انكر على من اراد ذلك واكذبهم في زعمهم الايمان لما في ضمن قوله يزعمون من نفي ايمانهم فانا يزعمون يعني ان الزعم وحده لا يكفي زعم المرء انه مؤمن او من اهل الايمان لا يكفي لا بد ان ليكون اه على ذلك البرهان من توحيد لله وتحاكم الى شرع الله واخلاص الدين لله فما لم يقم برهان على هذا الزعم يكون الزعم باطلا يكون كاذبا. نعم قال رحمه الله تعالى فان يزعمون انما يقال غالبا لمن ادعى دعوا هو فيها كاذب لمخالفته لموجبها وعمله بما ينافيها يحقق هذا قوله وقد امروا ان يكفروا به لان الكفر بالطاغوت ركن التوحيد كما في اية البقرة. اية البقرة فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله جعل للتوحيد ركنا كفر بالطاغوت وايمان بالله. فالكفر بالطاغوت ركن للتوحيد بمعنى ان التوحيد لا يقوم الا به نعم قال رحمه الله تعالى فاذا لم يحصل هذا الركن لم يكن موحدا. والتوحيد هو اساس الايمان الذي تصلح به جميع الاعمال تفسد بعدمه كما ان ذلك بين في قوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها الاية وذلك ان التحاكم الى الطاغوت وذلك ان التحاكم الى الطاغوت ايمان به. ايمان به اي الطاغوت نعم وقوله ويريد الشيطان ان يضل ولا يكون المرء موحدا حتى يكفر بالطاغوت تحاكم الى الطاغوت ايمان به ولا يكون المرء موحدا الا بالكفر بالطاغوت فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى اي استمسك بلا اله الا الله وكان من اهلها. نعم قال رحمه الله تعالى وقوله ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا يبين تعالى في هذه الاية ان التحاكم الى الطاغوت مما يأمر به الشيطان ويزينه لمن اطاعه ويبين ان ذلك مما اضل به الشيطان من اضله واكده بالمصدر ووصفه بالبعد فدل على ان ذلك من اعظم الضلال وابعده عن عن الهدى ففي هذه الاية اربعة امور الاول انه من ارادة الشيطان الثاني انه ضلال الثالث تأكيده بالمصدر الرابع وصفه بالبعد عن سبيل الحق والهدى. نعم هذه اربعة اجتمعت في الاية الاول انه من ارادة الشيطان يريد الشيطان ان هذا من ارادة الشيطان مما يريده الشيطان للعبد والعبد لا يريد والشيطان لا يريد للعبد الا الشر والثاني انه ضلال ان يظلهم الثالث تأكيده بالمصدر ضلالا الرابع وصفه بالبعد عن سبيل الحق والهدى اي اه في قوله بعيدا ضلالا بعيدا اجتمع في هذه الاية اربعة امور نعم قال رحمه الله تعالى فسبحان الله ما اعظم هذا القرآن وما ابلغه وما ادله على انه كلام رب العالمين اوحاه الى رسوله الكريم وبلغه عبده الصادق الامين صلوات الله وسلامه عليهما اجمعين قوله واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا بين تعالى ان هذه صفة المنافقين وان من فعل ذلك او طلبه وان زعم انه مؤمن فانه في غاية البعد من الايمان قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى هذا دليل على ان من دعي الى تحكيم الكتاب والسنة فابى انه من المنافقين وقوله ويصدون لازم وهو بمعنى يعرضون لان مصدره صدودا فما اكو يصدون الاية ما فيها قوله يصدون قوله يصدون لازم وهو بمعنى يعرضون لان مصدره صدودا فما اكثر من اتصف بهذا الوصف خصوصا ممن يدعي العلم فانهم صدوا عما توجبه الادلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الى اقوال من يخطئ كثيرا ممن ينتسب الى الائمة الاربعة في تقليدهم من لا يجوز تقليده. هذه مصيبة عظيمة عندما يكون الانسان بهذا الوصف يصد عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم صدودا ولا ينفك هذا الوصف عن دعاة البدعة والضلالة لا ينفك عنهم لان استمساكهم بدعهم ومنافحتهم عنها ودعوتهم اليها اذا عوظوا بالكتاب او عوظوا بالسنة او دعوا الى التحاكم اليهما صدوا عن ذلك صدودا فلا ينفك صاحب الهوى وصاحب البدعة عن هذا الوصف والعياذ بالله نعم قال رحمه الله تعالى فانهم صدوا عما توجبه الادلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الى اقوال من يخطئ كثيرا مما ينتسب الى الائمة الاربعة في تقليدهم من لا يجوز تقليده واعتمادهم على قول من لا يجوز الاعتماد على قوله ويجعلون قوله المخالف لنص الكتاب والسنة وقواعد الشريعة هو المعتمد عندهم بل بعضهم في تحذيره لاتباعه من حملة السنة ودعاة الحق يقول يقولون لاتباعهم اه احذروا من السماع لاقوالهم الاغترار بكلامهم احذروا ان يفتنوكم فانهم كثيرا ما يقولون قال الله ورسوله فانتبهوا الا يخدعوكم فيأتي الجاهل وتقرأ الايات والاحاديث والسنن ويتذكر كلام اشياخه فلا يقبل يقول آآ يقول احذروهم لا تغتروا دائما يقولون قال الله قال رسوله انتبهوا ان تنخدعوا فيأتي ويسمع الايات والاحاديث ولا تقبل نفسه على على سماعها والانتفاع بها لانه حذر حتى من الايات والاحاديث والعياذ بالله. هذا كله من الصد عن دين الله. يصدون عنك صدودا نعم قال رحمه الله تعالى ويجعلون قوله المخالف لنص الكتاب والسنة وقواعد الشريعة والمعتمد عندهم الذي لا تصح الفتوى الا به فصار المتبع للرسول صلى الله عليه وسلم بين اولئك غريبا كما تقدم التنبيه على هذا في الباب الذي قبل هذا فتدبر هذه الايات وما بعدها يتبين لك ما وقع فيه غالب الناس من الاعراض عن الحق. وترك العمل به في اكثر الوقائع. والله عام قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله تعالى واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. قال ابو العالية في اية يعني لا تعصوا في الارض لان من عصى الله في الارض او امر بمعصية الله فقد افسد في الارض. لان صلاح الارض والسماء انما هو وبطاعة الله ورسوله الله جل وعلا اصلح الارض ببعثة الرسل فدعوا الناس الى التوحيد اخلاص الدين لله جل وعلا ودعوا الناس الى العبادات الفاضلة والاخلاق الكاملة وحذروا الناس من الكبائر والموبقات والمعاصي فصلحت الارض بدعوة الانبياء وبهذا يعلم انه لا تصلح الارض الا باتباع المرسلين لا تصلح الارظ الا باتباع المرسلين ولزوم نهجهم القويم وكل مخالفة لنهج الانبياء دخول في الفساد في الارض ونوع من انواع الفساد في الارض. الارض لا تصلح الا بما جاء به الا المرسلون فالمصلحون في الارض هم الانبياء واتباع الانبياء ومن لم يكن على نهج الانبياء وسبيلهم فانه ليس من المصلحين في الارض لان الارض لا تصلح الا بما جاءت به رسل الله الكرام وبهذا ايضا يعلم ان الدعوة الى الباطل ايا كان من شرك او بدع او معاصي كل ذلك من افساد في الارض وبهذا ايضا يعلم ان الافساد في الارض مراتب اشنعها الدعوة الى الشرك والكفر الالحاد ومن ثم ايضا الدعوة الى ترك الفرائض واجبات الدين او الدعوة الى الى الكبائر والموبقات هذا كله من الافساد في الارض نعم قال رحمه الله تعالى وقد اخبر تعالى عن اخوة يوسف عليه السلام في قوله تعالى ثم اذن مؤذن ايتها العير انكم لسارقون قول الى قوله تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الارض وما كنا سارقين. فدلت الاية على ان كل معصية فساد في الارض ومناسبة الاية التهمة هنا التهمة هنا التي اتهموا بها السرقة وانهم سراق برؤوا انفسهم من هذه التهمة بقولهم ما جئنا لنفسد في الارض الاية الصريحة ان المعاصي من الافساد في الارظ ان المعاصي من الافساد في الارض فالسرقة الزنا شرب الخمر الى غير ذلك من الذنوب هذا كله من الافساد في الارض نعم قال رحمه الله تعالى ومناسبة الاية للترجمة ان التحاكم الى غير الله ورسوله من اعمال المنافقين وهو من الفساد في الارض وفي الاية التنبيه على عدم الاغترار باقوال اهل الاهواء وان زخرفوها بالدعوة وفيها التحذير من الاغترار بالرأي ما لم يقم على صحته دليل من كتاب قوله عدم الاغترار باقوال اهل اهواء وان زخرفوها بالدعوة آآ وان زخرفوها الدعوة يعني هم وهذا في في اهل البدع عموما واهل الاهواء عموما لما يدعو الى بدعته وضلالته يزخرفها بانه ما اراد الا الاصلاح وانه من المصلحين لا يقول مبتدع عن نفسه انه مفسد واذا سئل ماذا تصنع؟ قال انا افسد ما يقول ذلك. مع انه في واقع امرة يفسد في الارض ببدعته وضلالته واهوائه لكن ما يقول عن نفسي الا انه مصلح وما اهديكم الا سبيل الرشاد فهذا شأن كل صاحب ظلالة ولهذا تجد مثلا في آآ التنظيمات او التجمعات او التحزبات او غيرها تجد يرفعون شعارات اصلاح ما منهم من يرفع شعار افساد ما يجعل اسم جمعيته او حزبه او تنظيمه او غيره جمعية الافساد وهو في الحقيقة كمية افساد مثلا لكن ما يجعلها بهذا الاسم تجدها قائمة على البدع والخرافة والباطل وتسمى باسماء آآ آآ شرعية او اسماء آآ حسنة طيبة كل ذلك آآ زخرفة وتوريط للعوام والجهال في الدخول والانسياق مع مع هؤلاء في باطنهم لا يغتر المسلم بمثل زخرفة القول وتزيين الباطل فالعبرة بالمخبر والحقيقة نعم قال رحمه الله تعالى وفيها التحذير من الاغترار بالرأي ما لم يقم على صحته دليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فما اكثر من يصدق بالكذب ويكذب بالصدق اذ جاءه وهذا من الفساد في الارض ويترتب عليه من الفساد امور كثيرة. تخرج صاحبها عن الحق وتدخله في الباطل. نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة. امين فتدبر تجد ذلك في حال الاكثر الا من عصمه الله. ومن عليه بقوة داعي الايمان واعطاه عقلا كاملا عند ورود الشهوات. وبصره نافذا عند ورود الشبهات وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله تعالى ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها قال ابو بكر بن عياش في الاية ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم الى اهل الارض وهم في فساد فاصلحهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم فمن دعا الى خلاف ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو من المفسدين في الارض. نعم كلمة عظيمة جدا نعم وقال ابن القيم رحمه الله تعالى قال اكثر المفسر قال اكثر المفسرين لا تفسدوا فيها بالمعاصي والدعاء الى غير طاعة الله بعد اصلاح الله اياها ببعث الرسل وبيان الشريعة والدعاء الى طاعة الله فان عبادة غير الله والدعوة فان عبادة غير الله والدعوة الى غيره والشرك به هو اعظم فساد في الارض بل فساد الارض في الحقيقة انما هو بالشرك به ومخالفة امره فالشرك والدعوة الى غير الله واقامة معبود غيره ومطاع متبع غير رسوله صلى الله عليه وسلم هو اعظم الفساد في الارض لا صلاح لها ولا لاهلها الا بان يكون الله وحده هو المعبود المطاع. والدعوة له لا لغيره والطاعة والاتباع لرسوله ليس الا اه وغيره انما تجب طاعته اذا امر بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فاذا امر بمعصيته وخلاف شريعته فلا سمع ولا طاعة لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. نعم ومن تدبر احوال العالم وجد كل صلاح في الارض فسببه توحيد الله تعالى وعبادته. وطاعة رسوله. وكل شر في العالم فتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك فسببه مخالفة رسوله والدعوة الى غير الله ورسوله. انتهى ووجه مطابقتها ووجه مطابقة هذه الاية للترجمة ان التحاكم الى غير الله ورسوله من اعظم ما يفسد الارض من المعاصي لا صلاح لها الا بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهو سبيل المؤمنين كما قال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين يوله ما تولى ورسله جهنم وساءت مصيرا. نعم نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا